ملف تأملي عن صوم الميلاد ...

لمسة يسوع

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
20 أغسطس 2022
المشاركات
5,349
مستوى التفاعل
2,765
النقاط
113
✨ صوم الميلاد… زمن يهيّئ القلب قبل ما يجي الملك ✨
صوم الميلاد مو مجرد امتناع عن أكل… هو امتناع عن ضجيج العالم لحتى يرجع يسمع القلب همسة الرب.
بهالأيام، الكنيسة عم تدعينا نرجع نصير مثل المذود: مكان صغير، بس جاهز ليستقبل نور كبير.

صوم الميلاد هو زمن:
  • تنضيف الداخل… نترك العتب، ونحط محلّه محبّة.
  • تهدئة العاصفة… لحتى يقدر المسيح يولد فينا من جديد.
  • رجعة صادقة… لأن اللي إجا على الأرض مشاننا، بيستاهل قلب مفتوح مش قلب مُتعب.
أكتر شي مؤثر بهالصوم إنو ربّنا ما عم يطلب مجهود خارق…
هو بس عم يقول
:
"اترك بابك مفتوح، وأنا بدخل… خلّيني أولد جوّاتك."

ووقت يولد المسيح بقلب الإنسان؟
الظلمة بتخف، الفرح بيرجع، والرجاء بيصير حقيقة…
لأن الميلاد مو عيد زينة، الميلاد عيد ولادة الرجاء جوّاتنا.



✨ تأمّل: صوم الميلاد… حين يقترب النور من ظلالنا ✨

مع بداية صوم الميلاد، تدخل الكنيسة في زمن هادئ يشبه الفجر… لحظات بين الليل والنهار ينتظر فيها العالم ولادة رجاء جديد. هذا الصوم ليس فترة حرمان، بل فترة تهيئة، لأنّ الميلاد حدث لا يمكن للقلب أن يستقبله وهو مزدحم، متعب، أو مغلق.
صوم الميلاد هو
دعوة ناعمة من الرب لنا جميعًا:
"أريد أن أولد فيك… فهل تهيّئ لي مكانًا؟"
في هذا الصوم نتعلّم ثلاث حقائق روحية عميقة:

1. الصوم ليس تغيير طعام… بل تغيير إنسان

الله لا يبحث عن قوائم طعام، بل عن قلوب تتحرّر.
نصوم لنهدأ من الداخل، لننظّف تراكمات السنة: ثقل، خوف، حزن، عتب، خطايا صغيرة كبرت بلا ما نحسّ.
الصوم الحقيقي هو أن نسمح للرب أن يلمس ما تألّم فينا،
ويعيد ترتيب ما تكسر.

2. الميلاد يبدأ داخل الإنسان قبل المغارة

سنوات طويلة نحتفل بالمغارة والزينة، لكن المغارة الحقيقية هي المساحة الصغيرة اللي في قلبك.
المسيح اختار يولد في مذود بسيط، لحتى يقول لكل إنسان:
“ما بهمني حجم المكان، بهمني إنو يكون مفتوح.”

وهون جوهر الصوم: أن نفتح مساحة لله وسط الضجيج، ولو كانت صغيرة… المهم أن تكون صادقة.

3. الصوم يعلّمنا الانتظار دون خوف

العالم اليوم مليان تعب… بس صوم الميلاد يعيد للإنسان مهارة الانتظار برجاء.
ننتظر مع مريم ويوسف بشغف، ننتظر تحقيق وعود الله، ننتظر أن يولد سلام في قلوبنا.
الانتظار المسيحي
ما هو مرعب… هو حضن مفتوح للنعمة الآتية.

✨ ما الذي يريده الله منا في هذا الصوم؟

لا يطلب منا معجزات.
لا يطلب منا تضحيات خارقة.
كل ما يريده هو بداية صغيرة:

  • لحظة غفران لشخص جرحنا
  • دقيقة صلاة قبل ما ننام
  • ابتسامة لشخص محتاج
  • خطوة رجوع من خطية
  • فتح نافذة صغيرة للنور
هذه الخطوات الصغيرة تصنع مكانًا يولد فيه المسيح من جديد… وعندها، يتغيّر العيد من مناسبة خارجية إلى ولادة داخلية حقيقية.

✨ خاتمة

صوم الميلاد هو زمن يقول لنا فيه الرب:
“أنا آتٍ… لا تخافوا. أتركوا لي مكانًا، وسأحوّل ليلكم إلى صباح.”
فلنبدأ صومنا بقلب مفتوح، ونسمح للنور أن يقترب من ظلالنا…
لأن الميلاد ليس تاريخًا
نحتفل به، بل حياة تبدأ فينا كل عام من جديد.

 
أعلى