معنى ان الله عادل ورحوم في نفس الوقت دوننا نحن البشر

حياة بالمسيح

خادمة الرب
عضو مبارك
إنضم
29 أبريل 2014
المشاركات
15,271
مستوى التفاعل
2,841
النقاط
76

معنى أن الله عادل

  • العدل في الكتاب المقدس يعني أن الله يحكم بالحق دائمًا، ولا يغمض عينيه عن الخطأ.
  • الله أعلن منذ البداية أن أجرة الخطية هي الموت (رو 6:23)، أي الانفصال عن الله مصدر الحياة.
  • إذا تجاهل الله العقوبة، سيكون ذلك ظلمًا، لأن الخطية ليست مجرد خطأ بسيط، بل تمرد على قداسة الله.
  • مثل القاضي الذي لا يمكن أن يترك المجرم حرًّا بدون حساب، وإلا أصبح فاسدًا.

معنى أن الله رحوم

  • الرحمة هي أن الله لا يعاملنا بما نستحقه من عقاب، بل يعطي فرصة للخلاص.
  • الله يريد أن الجميع يخلصون (1 تيموثاوس 2:4)، ولا يسرّ بموت الشرير (حزقيال 33:11).
  • الرحمة لا تعني إلغاء العدل، بل إيجاد طريق لإنقاذ الإنسان من العقوبة المستحقة.

التوتر بين العدل والرحمة

  • لو كان الله فقط عادلًا بلا رحمة → كل إنسان سيموت ويهلك، لأننا جميعًا أخطأنا.
  • لو كان الله فقط رحيمًا بلا عدل → سيغفر للجميع دون ثمن، وهذا يجعل الخطية بلا قيمة ويهدم العدالة.
  • إذن، الحل هو طريقة تحفظ العدل وتعلن الرحمة معًا.

الصليب كنقطة التقاء العدل والرحمة


  • العدل: الخطية عوقبت فعلاً، لأن المسيح حمل عقوبتنا على الصليب (إشعياء 53:5).
  • الرحمة: الله هو من بادر ودفع الثمن بنفسه في شخص المسيح، بدل أن نهلك نحن.
  • النتيجة: العدل لم يُلغَ، والرحمة مُنحت بالكامل.

مثال لتقريب الفكرة

تخيّل قاضيًا وابنه متهم بجريمة:

  • القاضي بحكم منصبه يجب أن يفرض العقوبة (العدل).
  • لكن لأنه يحب ابنه، ينزل من منصة القضاء، يخلع ردائه، ويدفع بنفسه الغرامة أو يتحمل السجن بدلاً عنه (الرحمة).
  • هكذا يتحقق العدل (العقوبة لم تُلغَ) والرحمة (المذنب نجا).

لماذا نحن البشر لا نقدر نفعل هذا بالكامل؟

  • لأننا محدودون: لا نستطيع أن نتحمل عقوبة كل شخص، ولا نملك قداسة كاملة.
  • أما الله، فبسبب قداسته ومحبته وقدرته غير المحدودة، استطاع أن يحقق العدالة الكاملة والرحمة الكاملة في وقت واحد.

إنَّ الله عادل, لا يحتمل الخطيئة إطلاقاً, ويُعاقب الخاطئ, ولا يسكت عندما يرى أنَّ مخلوقاته عقيمةٌ لا تُثمر, ولا يُغطِّي بوشاح حُبِّه الأعمال التي تُقاوِم إرادته.
ولكنَّ الله رحيم, لا يزن كُلَّ هفوةٍ بميزان العدل, بل يتغاضى عن أُمورٍ كثيرة, ويأخذ بعين الاعتبار ضَعف الإنسان أمام هجمة التجارب " فيُطلعُ شَمسَهُ على الأَشرارِ والصالحين ." فهل يسلك الله تعالى سلوكاً ينطوي على التناقض؟
الله لا يناقض نفسه مطلقاً فهو رحوم وعادل في نفس الوقت دوننا نحن البشر فنحن اما ان نكون عادلون او رحومون اما الاثنان معاً فلا نستطيع ذلك فقط الله قادر على ذلك لانه كلي القدرة والقوة والسلطان
رحمة الله اللامتناهية اللامحدودة الواسعة التي تسعنا كلنا نحن الخطاة منذ بدء الخليقة والى انقضاء هذا الدهر تلاقت مع عدله الكامل الشامل الحقيقي المطلق في الصليب حيث تجلت رحمة الله في ارسال ابنه الوحيد رب المجد يسوع المسيح في شبه انساننا البشري من دون خطية لانه بيحبنا محبة متفانية لامحدودة لامشروطة للمنتهى وثابتة ومش بتتغير دوماً وتجلى عدله الالهي في يصلب المسيح ويكون ذبيحةً كفاريةً وكبش فداء لينا وكشاة سيق للذبح وكنعجة صامتة لم يفتح فاهه ولكي يسدد ثمن تحريرنا كاملاً مرة واحدة على عود الصليب ودفع دمه الزكي الطاهر وحياته ثمن وقيمة كل نفس فينا
فرحمة الله هي ان لا نأخذ ما نستحقه فالذي نستحقه هو العقاب والهلاك الابدي بسبب خطايانا بل صبها على شخص المسيح الذي اصبح الذبيحة الكفارية لكل واحد منا وعدله ان نتطهر من خطايانا ونصبح قدسيين وكامليين مثله قدوس وكامل ولكن لا يستطيع احد تطهيرنا كلنا الا بموت المسيح على الصليب لانه اله وانسان في نفس الوقت ويستطيع ان يتحمل عذاب تبرير البشر بأجمعهم
فالرحمة المتجسدة التي فتحت الطريق إلى الفردوس المردود , بعد أن أضاع الإنسان فردوسه المفقود
عن طريق صليب المسيح
أجل إن الصليب ضرورة لازمة لإظهار رحمة الله , وعدالة الله , فالمسيح عندما مات على الصليب كان بديلا للإنسان الذي تعدى وصية الله , وفيه تلائم العدل والرحمة وظهر بر الله كما يقرر ذلك بولس الرسول وهو يشرح فلسفة الصليب قائلا : ((وأما الآن فقد ظهر بر الله بر الله بالإيمان بيسوع المسيح إلى كل وعلى كل الذين يؤمنون لأنه لا فرق إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله متبررين مجانا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه لإظهار بره من أجل الصفح عن الخطايا السالفة بإمهال الله)) رو 21:3و22-25 فالصليب في نظر بولس كان هو الوسيلة التي بها تعانقت الرحمة مع العدل إذ عليه مات ((الإنسان الثاني يسوع المسيح)) نائبا عن البشرية الساقطة , وكما سقطت البشرية في آدم الأول إلى العالم وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع)) رو 12:5 كذلك أعطيت الإنسانية فرصة لنوال الحياة عن طريق ((الموت)) الذي احتمله المسيح لأجلها , وهذا ما يقرره بولس في الرسالة إلى رومية أيضا قائلا ((لأنه إن كان بخطية واحد مات الكثيرون فبالأولى كثيراً نعمة الله والعطية بالنعمة التي بالإنسان الواحد يسوع المسيح قد ازدادت للكثيرين)) رو 16:5 فآدم ممثل البشرية الأول جلب الموت للبشرية , فجاء يسوع المسيح ((الممثل الثاني للبشر)) وحمل هذا الموت في جسده على الصليب , وهكذا حرر كل من يؤمن به من هذا القصاص الرهيب , وهذا ما يؤكده لنا بولس الرسول في كلماته ((الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر الذي بجلدته شفيتم)) 1 بط 24:2 , وبهذه الكيفية ارتاحت رحمة الله وسكنت أحشاء رأفته , بينما أخذ العدل الإلهي حقه كاملا في يسوع المسيح الذي رضى طائعاً مختاراً أن يفدي الإنسان الأثيم , وتمت الكلمة المكتوبة ((الرحمة والحق التقيا البر والسلام تلائما)) مز 10:85

الخلاصة
الله رحوم لأنه لا يترك الإنسان يهلك، وعادل لأنه لا يترك الخطية بلا عقوبة.
المسيح على الصليب هو الحل الذي جمع الاثنين: العقوبة وقعت، لكن على البريء بدلًا من المذنب، فأُعطي الخاطئ غفرانًا مجانيًا، بينما بقي العدل محفوظًا.
 
التعديل الأخير:
أعلى