مسودة مجموعة تأمّلات 01

من متّى 9 ،المفلوج (جديد)

<< فدخل السفينة واجتاز وجاء الى مدينته. 2 واذا مفلوج يقدمونه اليه مطروحا على فراش. فلما راى يسوع ايمانهم قال للمفلوج: «ثق يا بني. مغفورة لك خطاياك». 3 واذا قوم من الكتبة قد قالوا في انفسهم: «هذا يجدف!» 4 فعلم يسوع افكارهم فقال: «لماذا تفكرون بالشر في قلوبكم؟ 5 ايما ايسر ان يقال: مغفورة لك خطاياك ام ان يقال: قم وامش؟ 6 ولكن لكي تعلموا ان لابن الانسان سلطانا على الارض ان يغفر الخطايا» - حينئذ قال للمفلوج: «قم احمل فراشك واذهب الى بيتك!» 7 فقام ومضى الى بيته. >>

(مُعدّل من ترجمة جوجل)
يحتاج الشخص المشلول إلى رعاية من حوله، و"الاستلقاء على حصيرة" يشير إلى أنه يحتاج إلى عناية من حوله بأنه مشلول، لكن يسوع يعرف أنه ربما يأخذ شخص ما عنايات ولكنه لا يشعر بها ولا يستمتع بها، وأن الشلل الروحي أصعب من الجسدي، لذلك يريد يسوع من هذا المريض أن يستمتع فقط بالعنايات التي يأخذها، لذلك شفاه من الشلل الروحي بغفران خطاياه، ولكن عندما عرف أفكار المعلمين، أراد أن يظهر أن الشلل الروحي أصعب من الجسدي "أيهما أسهل: أن يقال: مغفورة لك خطاياك، أم أن يقول: قم وامشِ؟"، لذلك شفاه أيضًا من الشلل الجسدي أيضًا، حتى أن روحه غير المشلولة ستحمل جسده غير المشلول ويحمل الحصيرة وتذهب إلى المنزل.


***

من متّى 9 ،دعوة متّى العشّار (جديد)

<< وفيما يسوع مجتاز من هناك راى انسانا جالسا عند مكان الجباية اسمه متى. فقال له: «اتبعني». فقام وتبعه.>>

(منقول معدّل من ترجمة جوجل)

العالم الذي نعيش فيه هو عالم "الأشياء"، ولكن هناك عالم آخر وهو عالم الروح القدس، والأشياء قبل أن تكون أشياء كانت كيانات روحية في عالم الروح القدس، وكان عمل يسوع هو جلب الأشياء من عالم الروح القدس لتكون أشياء في عالم الأشياء الذي هو عالمنا أي إظهارها في عالم الأشياء وتشيّؤها ، لذلك منذ البداية عرف يسوع أن متى مختار من العالم (أي مُنتقى من العالم ليكون للسماء) ، لذلك كان روح متى بداخله مثل شيء من الروح القدس شيء ينتظر دعوة ،لذلك كان لدى يسوع الفضيلة أنه يعلم أن متّى تلميذه من البَدء ،لذلك دعاه، لذلك خرج روح متى إلى عالم الأشياء وجعل متى يقف ويتبع يسوع الذي دعاه يسوع بالروح عن طريق روح متى نفسه الذي انتظر لفترة من الوقت إلى جاءت دعوة المسيح للروح.

***

من متّى 11 (جديد)

من متّى 11 "اما يوحنا فلما سمع في السجن باعمال المسيح ارسل اثنين من تلاميذه 3 وقال له: «انت هو الاتي ام ننتظر اخر؟» 4 فاجابهما يسوع: «اذهبا واخبرا يوحنا بما تسمعان وتنظران: 5 العمي يبصرون والعرج يمشون والبرص يطهرون والصم يسمعون والموتى يقومون والمساكين يبشرون. 6 وطوبى لمن لا يعثر في"

عندما تأمّلت هذه الآيات وجدت أنّ النّاس قبل المسيح كانوا يجتهدون في أعمال البر ولكن لا يعلمون كيف يعملونها بالشكل الذي تكون به الأعمال كاملة أو تصح ،ولكن بمجيء المسيح تعلّم النّاس منه كيف يُقيمون أعمال برّهم فأصبحوا يُبصرون أمور ذلكـ ،أي كانوا لا يعلمون الطريق كيف هو في أعمال البر أو كيف يسلكون فيه بأعمال البر وبالمسيح أبصروا كيف يسلكون في طريق البر ،وهذا معنى شفاء أصحاب الإعاقات من عُرج وبرص وصم ونحو ذلكـ لأن أشكال الإعاقات هذه تمثل رموز أشكال النقائص التي كانت تُصيب الناس عندما يُحاولون الولوج إلى طريق البر ممّا يُمثّل أنواع ما كانوا يجهلون ،فواحد في ولوجه للبر كان كمثل الأعرج وواحد كالأصم وإلى ما ذلكـ.

***

من متّى 9 ،في بيت متّى العشار (جديد)

<< وبينما هو متكئ في البيت اذا عشارون وخطاة كثيرون قد جاءوا واتكاوا مع يسوع وتلاميذه. >>

كان يسوع مُتكئاً عليه بهاء الروح في بيت عشّار فرآه الخُطاة والعشارون فرأو شخصاً نبيلاً بينهم في بيت العشار فالتفوا حوله مثل أفراد القبيلة التفوا حول رئيس القبيلة ،ورأيس القبيلة بمثابة الرأس منها وله فضل الرأي وينظر ويُوجه كل عضو من الجسد للعمل الذي يصلح له فيكون له فضل ويذهب عنه نقص أنّه عضو واحد ليست به كل الملكات فيكمُل بذلكـ ،وكذا يسوع يُوجّه الخطاة والعشارين إلى أعمال بر تناسب كل واحد وتُذهب الخطية عنه التي تمثل مثل نقيصة أنّه عضو واحد من قبيلة وليس كل الأعضاء وإنّما يكمُل مع غيره ويكمُل بمعرفة عمله ،وكذا فإنّ رئيس القبيلة بعمله في كمال الرأي في أعمال أفراد قبيلته يرتبط به بذلكـ فيكونون جنساً واحداً ،فيسوع بكمال الروح فيه الذي يعرف الفضائل وأعمال البر المناسبة لكل فرد من الخطاة والعشارين كذا يرتبط معهم.

***

من بطرس الأولى إصحاح 3 (جديد)

<< فمن يؤذيكم ان كنتم متمثلين بالخير؟ 14 ولكن وان تالمتم من اجل البر، فطوباكم. واما خوفهم فلا تخافوه ولا تضطربوا، 15 بل قدسوا الرب الاله في قلوبكم، مستعدين دائما لمجاوبة كل من يسالكم عن سبب الرجاء الذي فيكم، بوداعة وخوف، 16 ولكم ضمير صالح، لكي يكون الذين يشتمون سيرتكم الصالحة في المسيح، يخزون في ما يفترون عليكم كفاعلي شر. >>

أي فمن يؤذيكم إن كنتم تعملون برُخص المسيح والفُسحة التي لكم منه في الدين لأنّها أعمال بر أو بارّة أمام المسيح فبداهة من يتعدّى على البرّ؟! ولكن لا تخافوا إن داينوكم بأعمال البرّ هذه ،لأنّ غرضهم أن تعتقدوا في أنفسكم أنّها أعمال إثم أي أن تخجلوا بالمسيح بدلاً من أن تشعروا بالطمأنينة والفخر أنّكم تعملون حسنا وتعملون برّا فيُفاجؤوكم ويصدمونكم كأنّكم تعملون أعمال إثم ،ولكن ثقوا وليُكن لكم رجاء على ظهور مِصداق ما أنتم عليه أنّه أعمال بر ودليل ذلكـ مُجاوبتكم بحلم وتواضع من يسألكم عن هذه الأعمال أو عن الثقة التي لكم بالرغم من مُلاومة الغير لكم وتخويفهم لكم ،لأنّه عندما يقع مصداق برّ الرّخص والفُسحة التي لكم في الدين يُخزى الذين كانوا يؤذونكم ،إذ كانوا يُلاومونكُم على أساس أنّهم متمثلين بالبر ويحفظونه وأنكم تعملون أعمال إثم مُخالفة لما هو مُتفق عليه ومُتعارف عليه من الجميع أنّ يفعل الجميع أعمال بر وأنّ أعمال البر لا خزي فيها ،فمثلهم كمثل أصحاب النّاموس الذين يُضيقون عليكُم السّعة التي في المسيح ،وعندما يقع مصداق ما أنتم عليه من بر فكونوا أصحاب ضمير صالح أي إظهروا في صورة الحلماء البارّين الذي أُفتري عليهم فتجاوبوا بوداعة من يسألكم عن مشكلة الذين يلاومونكم أنّكم لا تعلمون ماذا كان ذنبكم ،أي تُجاوبوا في براءة تدل على بداهة برّ الفُسحة التي كنتم فيها وتُخزي أمثال معلمي البر من الحرف لا الرّوح فتغيظونهم ويظهرون فاعلي إثم وتعدي ،أي أنّهم بُغاةٌ قد بغوا عليكُم وإفتروا وأنّكم أهل براءة ووداعة.

***​
 

خادم البتول

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
13 أبريل 2012
المشاركات
1,216
مستوى التفاعل
1,280
النقاط
113
الإقامة
عابـــر سبيــــل
العالم الذي نعيش فيه هو عالم "الأشياء"، ولكن هناك عالم آخر وهو عالم الروح القدس، والأشياء قبل أن تكون أشياء كانت كيانات روحية في عالم الروح القدس، وكان عمل يسوع هو جلب الأشياء من عالم الروح القدس لتكون أشياء في عالم الأشياء الذي هو عالمنا أي إظهارها في عالم الأشياء وتشيّؤها ، لذلك منذ البداية عرف يسوع أن متى مختار من العالم (أي مُنتقى من العالم ليكون للسماء)، لذلك كان روح متى بداخله مثل شيء من الروح القدس شيء ينتظر دعوة، لذلك كان لدى يسوع الفضيلة أنه يعلم أن متّى تلميذه من البَدء، لذلك دعاه، لذلك خرج روح متى إلى عالم الأشياء وجعل متى يقف ويتبع يسوع الذي دعاه يسوع بالروح عن طريق روح متى نفسه الذي انتظر لفترة من الوقت إلى جاءت دعوة المسيح للروح.
بالنسبة لآباء الكنيسة فالأمر يختلف قليلا: كل الأشياء ـ قبل أن تكون أشياء ـ هي في "العقل الإلهي" أولا. لذلك فالعقل الإلهي ـ اللوغوس ـ هو خالق كل شيء، وهو علاوة على ذلك "أصل" كل شيء ومبدأه. بمعنى أن اللوجوس "في" كل شيء، هو "بذرة" كل شيء إذا جاز التعبير، وكل شيء بالتالي ـ الخليقة كلها ـ تتوق إليه وتتحرك نحوه وتريد العودة إليه وإلى أصل وجودها دائما. (راجع على سبيل المثال شروح رومية 8: "كل الخليقة تئن وتتمخض معا إلى الآن...". هذا كله على أي حال تجده بالتفصيل في كتابات الآباء خاصة قديسنا الكبير مكسيموس المعترف).
عمل يسوع بالتالي ليس «جلب الأشياء من عالم الروح القدس لتكون أشياء في عالم الأشياء الذي هو عالمنا»، هذا بالأحرى عمل الروح القدس، الذي يعطي "الحياة" للوجود كله فينتقل الوجود بالتالي من "العقل الإلهي" ليظهر "كعالم" مادي تستقبله حواسنا.
***
نقطة أخرى:
«العالم الذي نعيش فيه هو عالم "الأشياء"، ولكن هناك عالم آخر وهو عالم الروح القدس، والأشياء قبل أن تكون أشياء كانت كيانات روحية في عالم الروح القدس».
حسنا، ولكن لماذا تفصل بين العالَمين؟ لمذا تعتقد أنهما وجودين أو عالمين اثنين لا واحد؟ إن "العقل" فقط هو ما يخبرنا بذلك، وهكذا بالتالي "نفكر" جميعا. ولكن هل هذه هي "الحقيقة"؟ ربما بالعكس نكون في "السماء" فعليا لا على "الأرض". ربما نكون في حضرة القدوس ذاته بالفعل، في قلب النور المهيب ـ الآن في هذه اللحظة ـ لولا أن عقولنا بالطبع تأبى ذلك وتنكره أفكارنا تماما!
هذه النقطة ترتبط طبعا بالنقطة الأولى، لأن اللوغوس "في" كل شيء، وهو "بذرة" كل شيء وأصله ومبدأه. لذلك يرى القديسون "الله في كل شيء" كما أخبرونا دائما. نحن بحواسنا نرى "الشجرة" مثلا، ونعرف أنها شجرة. أما هم: فبالقلب لا بالحواس، يرون بالأحرى اللوجوس في هذه الشجرة. يرون أصلها ومبدأها وسر وجودها. ويرون الله بالتالي ـ حرفيا ـ في كل شيء دون استثناء. لماذا نقسم الوجود بعد ذلك إلى اثنين، أو نفصل بين "المادي" و"الروحي"، أو نتصور أن عالمنا هذا ـ الذي يمتلئ طبعا بالظلمة والخطيئة والشرور ـ ليس هو نفسه السماء في الحقيقة ـ بكل روعتها وبهائها وأنوارها؟
مصدر الشر بالأحرى ـ وكل الظلمة والخطيئة والشقاء والحزن ـ ليس الوجود حقا أو العالم، بل "عقولنا" نفسها و"أفكارنا"! ليس العالم هو ما أظلم حقا أو امتلأ بالشرور، بل قلوبنا وأرواحنا! ("من الداخل، من قلوب الناس، تخرج الأفكار الشريرة: زنى، فسق، قتل، سرقة، طمع، خبث، مكر، عهارة..." ـ مر 22:7). نعم، ربما قبل المسيح كانت الأمور هكذا، وكنا نعيش حقا في عالم ساقط ليس بينه وبين السماء أي رابط أو علاقة. أما بعد المسيح فبالعكس تماما: "ها ملكوت الله داخلكم"! (لو 21:17). وإلا فما هي "البشارة" حقا، ولماذا جاء المسيح؟ المسيح هو نفسه حضور السماء إلى الأرض واتحادهما معا. المسيح هو نفسه الذي جمع اللاهوت والناسوت في ذاته فكان بالتالي الإله والإنسان في آنٍ معا. نحن اليوم، بالمسيح، لا نعيش فقط في ملكوت الله، بل أن ملكوت الله ـ بكل عظمته ومجده وبهاء أنواره ـ يعيش أيضا فينا ويتلألأ مشرقا داخلنا!
***
طبعا هناك الكثير الذي يحتاج التعليق ولكن هذه مجرد "إشارات" فقط، مختصرة سريعة وعلى عَجَل، وهي لا تقلل بالطبع أبدا من قيمة تأملاتك بل بالعكس تؤكدها. لأنك دون دراسة عميقة للآباء (على الأرجح) ودون استنارة بروح الله ونعمته، ومع ذلك أراك تتسلق نحو هذه الذرى الشاهقة وتتأمل بهذه المعارف والأسرار، فقط بموهبتك ورهافة عقلك وحدّته، وهو ما دفعني بالتالي إلى هذه الكتابة ولو باختصار. ربنا يبارك عقلك وموهبتك ويعطيك ويعطينا جميعا فهم وحكمة، تحياتي وتقديري وكل عام وأنت والعائلة وجميع أحبائك بكل خير دائما.
 
أعلى