محاولة لفهم الثالوث

إنضم
17 نوفمبر 2022
المشاركات
40
مستوى التفاعل
48
النقاط
18
سلام ونعمة

لا أدري إن كان هذا هو القسم المناسب للموضوع، فإن لم يكن فأرجو من الإخوة المشرفين التكفل بالأمر


هناك العديد من الأمثة التي تقرب عقيدة الثالوث للإنسان، لكن بعضها هذه التشبيهات قد ينقل الفكرة بطريقة مشوهة تفضى إلى القول بتجزئة الذات الإلهية أو بجعل الأقانيم مجرد تجليات للإله، هذا الفيديو يشرح مشاكل بعض الأمثة بطريقة مبسطة:

أفضل مثال ساعدني على فهم الثالوث هو مثال توصلت إليه بنفسي من قبل منذ وقت طويل: تخيل إنسانا له ثلاثة أجساد في كل منها عقل يعمل بصورة مستقلة عن الآخر، بحيث أن كل منها يمثل شخصية منفردة قائما بذاته، لكنها في نفس الوقت شخص واحد لأنها كلها مرتبطة بنفس الروح أو الذات.

ولدى وليام كريغ مثال مشابه: الكلب الأسطوري كوربوروس في أساطير اليونان، له جسد واحد و3 رؤوس أي لكل من هذه الرؤوس عقله الخاص ويمثل شخصية مستقلة عن الآخر، ويجب أن تعمل هذه العقول بالتنسيق بينها كي يعمل الكائن كله بفعالية. طبعاً هذا الكلام ليس تشبيهاً لله بل مجرد مثال يوضح كيفية وجود كائن واحد في ثلاثة أشخاص.

الأمثلة السابقة تشرح كيفية الوحدة في ثالوث وكيف أن كل أقنيم له نفس الذات، لكنها لا تشرح دور كل أقنيم ضمن الثالوث ولا تشرح أهمية وجود الأقانيم الثلاث معاً كي يكون الكائن هو نفسه. هنا يأتي دور مثال آخر أراه جميلاً جداً وهو: الشمس، فالقرص والأشعة والحرارة كلهم معاً كائن واحد هو الشمس ولو زال أحدهم لا تظل الشمس هي نفسها. وهذا المثال لا يشرح جيداً الوحدة في ثالوث لأن القرص والأشعة والحرارة ليس كل واحد منهما هو الشمس، لكنه يشرح جانباً آخر من فكرة الثالوث، ويبدو أن كل مثال يشرح جانباً معيناً بحيث يجب تتكامل عدة أمثلة معاً في توصيل الفكرة.

هناك مثال آخر لكنني متردد في قبوله: الإنسان نفسه ثالوث بجسده وعقله وروحه، لكن المشكلة في هذا المثال أن الجسد قد ينفصل عن الروح والعقل ويظل الإنسان هو الإنسان أي أن الجسد أشبه بشيء زائد هنا.

أرحب بأي تصويبات.
 
إنضم
17 نوفمبر 2022
المشاركات
40
مستوى التفاعل
48
النقاط
18
هناك أيضاً مثال جميل قرأته في أحد نقاشات هذا القسم، لكنه ليس عن الثالوث هذه المرة بل عن طبيعة المسيح. السؤال كان عن كيفية حلول اللاهوت غير المحدود في جسد المسيح المحدود، وكان الجواب أن الحلول لا يعني الاحتواء فموجات البث التي تملأ الجو تحل في شاشة التلفاز وتعلن نفسها عن طريقه دون أن يحتويها جسد التلفاز الصغير.

وفي الحقيقة أجد هذا المثال جميلاً جداً، ويساعد على فهم المقصود باتحاد الطبيعتين، فموجات البث وشاشة التلفاز اتحدا معاً دون امتزاج أو اختلاط أو تغير ليؤلفاً كياناً واحداً هو التلفاز الذي يترجم البث إلى صورة حية، وبدون هذا الاتحاد لا يكون التلفاز إلا شاشة جامدة.
 
إنضم
17 نوفمبر 2022
المشاركات
40
مستوى التفاعل
48
النقاط
18
أفضل مثال ساعدني على فهم الثالوث هو مثال توصلت إليه بنفسي من قبل منذ وقت طويل: تخيل إنسانا له ثلاثة أجساد في كل منها عقل يعمل بصورة مستقلة عن الآخر، بحيث أن كل منها يمثل شخصية منفردة قائما بذاته، لكنها في نفس الوقت شخص واحد لأنها كلها مرتبطة بنفس الروح أو الذات.
مثال خفيف يوضح هذه الفكرة لمن يجد صعوبة في تصورها: في الحلقة الثانية من الموسم السادس من Rick and Morty، يكون مورتي عالقا في عالم افتراضي وكل الأشخاص الموجودين فيه هم مورتي، أي أن ذاته أو شخصيته انقسمت بحيث شكلت كل هؤلاء الأشخاص وكل منهم بمثابة شخص قائم بذاته بل لا يعلم حتى أنه هو الآخرون والآخرون هو، لكنهم في النهاية كلهم مورتي. طبعا هذا مع تحفظ أن أقانيم الثالوث ليست "أجزاء" للذات الإلهية لأنه ليس فيها تجزؤ أصلا.
 

أَمَة

اخدم بفرح
نائب المشرف العام
إنضم
16 يونيو 2008
المشاركات
12,647
مستوى التفاعل
3,557
النقاط
113
الإقامة
في رحم الدنيا، اتطلع الى الخروج منه الى عالم النور
أعجبني سؤالك و تعليقك السلبي على الفيديو، الذي أعطى تشبيهات في منتهى الغلط.
لقد أصبت بقولك أن بعض التشبيهات قدتنقل الفكرة بطريقة مشوهة تفضى إلى القول بتجزئة الذات الإلهية أو بجعل الأقانيم مجرد تجليات للإله،

مع احترامي و تقديري لسعيك في البحث إلا أنك وقعت أيضاً في خطأ الفصل بين الأفانيم في مثالك عن إنسان له ثلاثة أجساد في كل منها عقل يعمل بصورة مستقلة عن الآخر" لأن أقانيم الثالوث لا تعمل بصورة مستقلة بل كلها تعمل معاً كواحد بإختلاف عملها. سأعطيك أمثلة من الكتاب المقدس من أقوال المسيح عن إرسال الروح القدس:

يوحنا الأصحاح 14 العدد 16 وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزيا آخر ليمكث معكم إلى الأبد
يوحنا الأصحاح 15 العدد 26 «ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي.

نرى هنا أن المسيح الذي هو اقنوم الإبن أو "كلمة الله" كما سماه يوحنا يطلب من الآب و الآب يرسل الروح القدس و الروح القدس يأتي و يحل على المؤمنين

كذلك يظهر عمل الثالوث في تجسد الكلمة، في جواب الملاك على سؤال مريم الإندهاشي: «كَيْفَ يَكُونُ هَذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً؟»

35. فَأَجَابَ الْمَلاَكُ: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ فَلِذَلِكَ أَيْضاً الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ.
قوة العلي\الآب تطلل مريم، و الروح القدس يحل عليها و كلمة الرب\الابن يتكون فيها.

كذلك لو قرأت سفر التكوين الأصحاح الأول ستجد أن الأقانيم الثلاثة تعمل معا متحدة. روح الله (الروح القدس) يرفرف على وجه الماء و كلمة الله\الإبن يخلق:

«لِيَكُنْ نُورٌ» فَكَانَ نُورٌ ...... «لِيَكُنْ جَلَدٌ فِي وَسَطِ الْمِيَاهِ. وَلْيَكُنْ فَاصِلا بَيْنَ مِيَاهٍ وَمِيَاهٍ». الى آخره.
وَقَالَ اللهُ: «نَعْمَلُ الانْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ وَعَلَى كُلِّ الارْضِ وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الارْضِ».

على صورتنا كشبهنا، إشارة الى الأقانيم الثلاث و ليس الى ثلاث آلهة.

لن أدخل في تفسير كامل عن معنى "صورتنا كشبنها" لأن هذا موضوع آخر، بل سأتكلم عن جزئية منه و هو ثالوث الإنسان، الذي أنت متردد في قبوله، و لا ألومك على ذلك لأن، أولا لا يوحد تشبيه قادر أن يكون طبق الأصل لطبيعة الله ، و ثانيا الإنسان مائت و في موته ينفصل الجسد عن الروح و النفس، و لكن في القيامة العامة سيعود له الجسد بصورة ممجدة لا يعرف الفساد، و هذا دليل أن الإنسان لا يكون كاملاً إلا بجسده و روحه و نفسه. لذلك ، عندما نتكلم عن إنسان ما لا نفصل بين الثلاث. سأخذك كمثالاُ. عندما أراك و أقول أني رأيت "الى النور"، في الحقيقة أنا رأيت جسدك فقط و لم أرَ روحك أو نفسك مع أن جسدك و روحك و نفسك متحدين و غير منفصلين. كذلك لا أكون مخطئة لو قلت أني "رأيته بنفسه" أو أني أعرفه من روحه الجميل الراقي، أما موضوع الموت و انفصال الجسد فهذا موضوع آخر و لا ينطبق على الثالوث الإلهي.

في رائي أن صعوبة فهم الثالوث الأقدس تكمن في ترجمة كلمة اقنوم الى"شخص" مما يجعل العقل البشري غير قادر على استيعاب كيف يكون ثلاثة أشخاص واحد. أما الترجمة فهي نتيجة إنفرادية الكلمة باللغة السريانية و لا يوجد مرادف لها. من الواضح أنك تحب القراءة و تستوعبها و تحلل بشكل منطقي. لذلك أعرض عليك قراءة هذا الموضوع في منتدانا الجميل كتبها كاهن في الكنيسة السريانية يشرح فيه الكلمة و معناها و علاقتها بالطبيعة، و لا بأس من مناقشته لو لزم الأمر هنا في هذا الموضوع.

ملاحظة: لم أقرأ مقال وليام كريغ بسبب ضيق وقتي و أيضا لعدم اهتمامي به.
 

أَمَة

اخدم بفرح
نائب المشرف العام
إنضم
16 يونيو 2008
المشاركات
12,647
مستوى التفاعل
3,557
النقاط
113
الإقامة
في رحم الدنيا، اتطلع الى الخروج منه الى عالم النور
هناك أيضاً مثال جميل قرأته في أحد نقاشات هذا القسم، لكنه ليس عن الثالوث هذه المرة بل عن طبيعة المسيح. السؤال كان عن كيفية حلول اللاهوت غير المحدود في جسد المسيح المحدود، وكان الجواب أن الحلول لا يعني الاحتواء فموجات البث التي تملأ الجو تحل في شاشة التلفاز وتعلن نفسها عن طريقه دون أن يحتويها جسد التلفاز الصغير.

وفي الحقيقة أجد هذا المثال جميلاً جداً، ويساعد على فهم المقصود باتحاد الطبيعتين، فموجات البث وشاشة التلفاز اتحدا معاً دون امتزاج أو اختلاط أو تغير ليؤلفاً كياناً واحداً هو التلفاز الذي يترجم البث إلى صورة حية، وبدون هذا الاتحاد لا يكون التلفاز إلا شاشة جامدة.
يسعدني أن المشاركة أعجبتك. هي للمبارك خادم البتول.
 

أَمَة

اخدم بفرح
نائب المشرف العام
إنضم
16 يونيو 2008
المشاركات
12,647
مستوى التفاعل
3,557
النقاط
113
الإقامة
في رحم الدنيا، اتطلع الى الخروج منه الى عالم النور
مثال خفيف يوضح هذه الفكرة لمن يجد صعوبة في تصورها: في الحلقة الثانية من الموسم السادس من Rick and Morty، يكون مورتي عالقا في عالم افتراضي وكل الأشخاص الموجودين فيه هم مورتي، أي أن ذاته أو شخصيته انقسمت بحيث شكلت كل هؤلاء الأشخاص وكل منهم بمثابة شخص قائم بذاته بل لا يعلم حتى أنه هو الآخرون والآخرون هو، لكنهم في النهاية كلهم مورتي. طبعا هذا مع تحفظ أن أقانيم الثالوث ليست "أجزاء" للذات الإلهية لأنه ليس فيها تجزؤ أصلا.

بصدق و صراحة بناءة، التشبيه غير لائق، و الكلام باللون الأجمر مسيئ و مهين للثالوث الأقدس. لا تزعل مني ;)
 
إنضم
17 نوفمبر 2022
المشاركات
40
مستوى التفاعل
48
النقاط
18
تحياتي لك

في البداية هذه أمثلة وليست تشابيه، أي مجرد شرح لفكرة وجود ثلاثة أقانيم لجوهر واحد، ولا يراد منها تشبيه الله بمادة المثال. في المثال التوضيحي الأخير ذكرت أن الشخصيات في تلك الحلقة ناتجة عن انقسام ذات الشخصية الأساسية وأنها لا تعلم أنها هي نفس الشخص، والهدف من ذكري ذلك هو التركيز على قوة التمايز الذي تعيشه مع وحدتها الجوهرية. فهذه هي النقطة التي يحاول المثال إيصالها وليس المراد أن ما ينطبق على هذه الشخصيات ينطبق على الله وحاشا. والهدف من ذكر الحلقة هو أن يشاهدها من كان لديه صعوبة في تصور مثالي الأساسي كي يرى شرحا مصورا له.

أيضا مثال وليام كريغ انتُقد لنفس السبب، لكنه عاد ووضح أنه لا يقصد التشبيه بل مجرد مثال يشرح فكرة الوحدة في ثالوث أو الوحدة في تعدد (الوحدة الجامعة). وهنا أيضا يهمني الفكرة لذاتها وليس وليام كريغ أو ما يمثله.


وكما تفضلت أيتها الأخت، فالأمثلة تقريب نسبي للفكرة لا تعبر عن حقيقة الثالوث كاملة، ولهذا جاء مثالي عن الإنسان "الثلاثي" غير معبر عن حقيقة الثالوث من جهة عمل الأقانيم كواحد، لكنه معبر عنه من جهة أخرى هي جهة الوحدة في الثالوث بحيث أن كل أقنوم من الأقانيم له نفس الجوهر. بينما مثال الشمس هو عكس ذلك فهو معبر عن الثالوث من جهة عمل الأقانيم كواحد لكنه ليس معبر من جهة الوحدة في الثالوث لأن الشمس مركبة والجزء الواحد من أجزائها الثلاث لا يقال عنه أنه هو الشمس نفسها.
 
إنضم
17 نوفمبر 2022
المشاركات
40
مستوى التفاعل
48
النقاط
18
في رائي أن صعوبة فهم الثالوث الأقدس تكمن في ترجمة كلمة اقنوم الى"شخص" مما يجعل العقل البشري غير قادر على استيعاب كيف يكون ثلاثة أشخاص واحد. أما الترجمة فهي نتيجة إنفرادية الكلمة باللغة السريانية و لا يوجد مرادف لها. من الواضح أنك تحب القراءة و تستوعبها و تحلل بشكل منطقي. لذلك أعرض عليك قراءة هذا الموضوع في منتدانا الجميل كتبها كاهن في الكنيسة السريانية يشرح فيه الكلمة و معناها و علاقتها بالطبيعة، و لا بأس من مناقشته لو لزم الأمر هنا في هذا الموضوع.
سأطلع عليه
هناك من فضل استخدام كلمة "تعين" بدل "شخص" لترجمة الأقنوم
 

أَمَة

اخدم بفرح
نائب المشرف العام
إنضم
16 يونيو 2008
المشاركات
12,647
مستوى التفاعل
3,557
النقاط
113
الإقامة
في رحم الدنيا، اتطلع الى الخروج منه الى عالم النور
إنضم
17 نوفمبر 2022
المشاركات
40
مستوى التفاعل
48
النقاط
18
نعم بالضبط

يقول عوض سمعان: الأقنوم أو القنوم كلمةٌ سريانيةٌ يطلقها السريان على كل من يتميّز عن سواه.. ولذلك فإنّه يُراد بالأقنوم التعين (الله في المسيحية ص116)


ويقول: والأقانيم هي التعيُّنات: فالأقانيم في المسيحية هم تعيُّنات اللاهوت (الله في المسيحية ص117)

ويقول: لا شك في أنّه يكون واحداً من جهة الجوهر، لأنه إن لم يكن واحداً من هذه الجهة كان مركباً وقابلاً للتجزئة. والحال أنه ليس مركباً أو قابلاً للتجزئة. ويكون جامعاً (ثلاثة) من جهة التعيُّن.. وقد عبر ابن العربي في كتابه فصوص الحكم عن اللاهوت بالباطن، وعن الله بالظاهر، ثم أعلن أنهما واحدٌ، فقال عن الله: هو الظاهر وهو الباطن، وهو عينُ ما ظهر وعينُ ما بطن. كما أعلن أن ما يُستنتج منه أن الكثرة ليست في جوهر الله أو هُويته، بل هي في تعيُّنه أو ظاهريته، فقال: لا كثرة في هُوية ذات الحق، وكلُّ كثرةٍ واختلاط (أو علاقات) فهو بعد ذاته وظاهريته (الله في المسيحية ص130)
 
إنضم
29 أغسطس 2023
المشاركات
492
مستوى التفاعل
83
النقاط
28
الإقامة
سوريا حلب
أعجبني سؤالك و تعليقك السلبي على الفيديو، الذي أعطى تشبيهات في منتهى الغلط.
لقد أصبت بقولك أن بعض التشبيهات قدتنقل الفكرة بطريقة مشوهة تفضى إلى القول بتجزئة الذات الإلهية أو بجعل الأقانيم مجرد تجليات للإله،

مع احترامي و تقديري لسعيك في البحث إلا أنك وقعت أيضاً في خطأ الفصل بين الأفانيم في مثالك عن إنسان له ثلاثة أجساد في كل منها عقل يعمل بصورة مستقلة عن الآخر" لأن أقانيم الثالوث لا تعمل بصورة مستقلة بل كلها تعمل معاً كواحد بإختلاف عملها. سأعطيك أمثلة من الكتاب المقدس من أقوال المسيح عن إرسال الروح القدس:

يوحنا الأصحاح 14 العدد 16 وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزيا آخر ليمكث معكم إلى الأبد
يوحنا الأصحاح 15 العدد 26 «ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي.

نرى هنا أن المسيح الذي هو اقنوم الإبن أو "كلمة الله" كما سماه يوحنا يطلب من الآب و الآب يرسل الروح القدس و الروح القدس يأتي و يحل على المؤمنين

كذلك يظهر عمل الثالوث في تجسد الكلمة، في جواب الملاك على سؤال مريم الإندهاشي: «كَيْفَ يَكُونُ هَذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً؟»

35. فَأَجَابَ الْمَلاَكُ: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ فَلِذَلِكَ أَيْضاً الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ.
قوة العلي\الآب تطلل مريم، و الروح القدس يحل عليها و كلمة الرب\الابن يتكون فيها.

كذلك لو قرأت سفر التكوين الأصحاح الأول ستجد أن الأقانيم الثلاثة تعمل معا متحدة. روح الله (الروح القدس) يرفرف على وجه الماء و كلمة الله\الإبن يخلق:

«لِيَكُنْ نُورٌ» فَكَانَ نُورٌ ...... «لِيَكُنْ جَلَدٌ فِي وَسَطِ الْمِيَاهِ. وَلْيَكُنْ فَاصِلا بَيْنَ مِيَاهٍ وَمِيَاهٍ». الى آخره.
وَقَالَ اللهُ: «نَعْمَلُ الانْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ وَعَلَى كُلِّ الارْضِ وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الارْضِ».

على صورتنا كشبهنا، إشارة الى الأقانيم الثلاث و ليس الى ثلاث آلهة.

لن أدخل في تفسير كامل عن معنى "صورتنا كشبنها" لأن هذا موضوع آخر، بل سأتكلم عن جزئية منه و هو ثالوث الإنسان، الذي أنت متردد في قبوله، و لا ألومك على ذلك لأن، أولا لا يوحد تشبيه قادر أن يكون طبق الأصل لطبيعة الله ، و ثانيا الإنسان مائت و في موته ينفصل الجسد عن الروح و النفس، و لكن في القيامة العامة سيعود له الجسد بصورة ممجدة لا يعرف الفساد، و هذا دليل أن الإنسان لا يكون كاملاً إلا بجسده و روحه و نفسه. لذلك ، عندما نتكلم عن إنسان ما لا نفصل بين الثلاث. سأخذك كمثالاُ. عندما أراك و أقول أني رأيت "الى النور"، في الحقيقة أنا رأيت جسدك فقط و لم أرَ روحك أو نفسك مع أن جسدك و روحك و نفسك متحدين و غير منفصلين. كذلك لا أكون مخطئة لو قلت أني "رأيته بنفسه" أو أني أعرفه من روحه الجميل الراقي، أما موضوع الموت و انفصال الجسد فهذا موضوع آخر و لا ينطبق على الثالوث الإلهي.

في رائي أن صعوبة فهم الثالوث الأقدس تكمن في ترجمة كلمة اقنوم الى"شخص" مما يجعل العقل البشري غير قادر على استيعاب كيف يكون ثلاثة أشخاص واحد. أما الترجمة فهي نتيجة إنفرادية الكلمة باللغة السريانية و لا يوجد مرادف لها. من الواضح أنك تحب القراءة و تستوعبها و تحلل بشكل منطقي. لذلك أعرض عليك قراءة هذا الموضوع في منتدانا الجميل كتبها كاهن في الكنيسة السريانية يشرح فيه الكلمة و معناها و علاقتها بالطبيعة، و لا بأس من مناقشته لو لزم الأمر هنا في هذا الموضوع.

ملاحظة: لم أقرأ مقال وليام كريغ بسبب ضيق وقتي و أيضا لعدم اهتمامي به.
شكرا على توضيح برغم صعوبة الفهم الموضوع بس توضيح افادتني
 
أعلى