مجدي خليل يكتب: الأقباط فعلاً يواجهون مشكلة الأسلمة وما قاله الأنبا توماس قاله مفكرون مصريون

اثناسيوس الرسول

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
2 فبراير 2007
المشاركات
2,424
مستوى التفاعل
18
النقاط
0
مجدي خليل يكتب: الأقباط فعلاً يواجهون مشكلة الأسلمة وما قاله الأنبا توماس قاله مفكرون مصريون
بدعوة من معهد هادسون الشهير بواشنطن، وفي حضور حوالي 60 باحثًا وناشطًا أمريكيًا من المهتمين بالشرق الأوسط وعدد 8 من المصريين، تحدث نيافة الأنبا توماس أسقف القوصية يوم 18 يوليو 2008 عن خبرات الأقباط تحت مناخ الأصولية الإسلامية. كانت الدعوة للأنبا توماس بصفته الشخصية ولم يذكر مطلقًا في محاضرته أنه يتحدث نيابة عن الكنيسة القبطية، ولم يتحدث من نص مكتوب وإنما عبر خواطر مرسلة ومع هذا كانت الكلمة واضحة ومركزة وقيمة.
في محاضرته حاول الأنبا توماس أن يلقي الضوء بصورة أوسع علي أزمة الدولة القومية في مصر عبر قراءة تاريخية وحاضرة للواقع المصري. سلك نيافة الأنبا توماس نفس الطريق الذي سلكه أستاذنا طه حسين في كتابه القيم «مستقبل الثقافة في مصر»، حيث استهل عميد الأدب العربي كتابه بفصل بعنوان «مستقبل الثقافة في مصر مرتبط بماضيها البعيد»، وذكر ذلك صراحة طه حسين بقوله «ومن أجل هذا لا أحب أن نفكر في مستقبل الثقافة في مصر إلا علي ضوء ماضيها البعيد وحاضرها القريب».
يمكن تلخيص رسالة كتاب أستاذنا العظيم طه حسين بأنه لا أمل في تقدم مصر ورفعتها ونهضتها سوي بقطع الصلة بمصادر التخلف تراثيًا وجغرافيًا، وأن نتجه ونتفاعل مع مصادر التقدم المتمثل وقتها في الحداثة الأوروبية. وكما يلخص ذلك طه حسين بقوله «لنتعلم كما يتعلم الأوروبي، لنشعر كما يشعر الأوروبي، ولنحكم كما يحكم الأوروبي، ثم لنعمل كما يعمل الأوروبي ونصرف الحياة كما يصرفها» ـ مستقبل الثقافة في مصر، طبعة دار المعارف، ص41.. بل إن الدكتورحسين فوزي المعروف بسندباد مصر لم يكن فقط من أكثر الدعاة للقومية المصرية ولتحديث مصر عبر ارتباطها بالحضارة الغربية بل كان يقول صراحة إن معظم ما يأتي لمصر من الشرق العربي ردئ للغاية.
لخص نيافة الأنبا توماس مشاكل الدولة القومية في مصر في أزمة الهوية حيث يترتب علي مسألة الهوية أشياء أخري كثيرة من الثقافة إلي السياسة إلي التسامح الديني إلي التعاون الدولي، أما المشكلة الأخري التي تواجه الأقباط علي وجه الخصوص فهي مشكلة الأسلمة، وهناك ارتباط بين قضية الهوية وقضية الأسلمة، فإذا استعادت مصر هويتها المصرية وعادت لها شخصيتها القومية، فإن دور الدين سيتراجع ليصبح علاقة شخصية بين الإنسان وربه، أما في حالة الهوية الحالية التي تجمع بين العروبة والإسلام وتجعل الدين هوية للدولة وتخلط بين الدين والمواطنة فإن ذلك حتمًا يؤثر بالسلب في وضع الأقلية الدينية غير المسلمة في مصر.
دعاة القومية المصرية متواجدون منذ عصر النهضة الليبرالية من لطفي السيد إلي طه حسين وسلامة موسي وحسين فوزي ـ سندباد مصر ـ إلي لويس عوض ومراد وهبة وفرج فودة ووسيم السيسي إلي العبد الفقير إلي الله.وبالتالي ما قاله نيافة الأنبا توماس قاله من قبله مفكرون مصريون مرموقون سواء كانوا مسلمين أو اقباطًا.. لماذا إذن حالة الهياج علي الرجل من إصدار بيانات إلي إنذارات للبابا شنودة علي يد محضر إلي اتهامات إعلامية سخيفة وكاذبة.
القضية تتلخص بالفعل في مناخ التعصب الديني المرتبط بالأصولية الإسلامية منذ سبعينيات القرن الماضي وحتي الآن والذي يتفاقم يومًا بعد يوم ويضع الأقباط بين اضطهادين، التهميش والعزل الإجباري علي يد النظام ومؤسساته وأجهزته، ومحاولة التذويب في المشروع الإسلامي علي يد التيارات الإسلامية التي صنعها النظام واستخدمها ضد الأقباط، وكلاهما متداخل وكلاهما مرفوض من قبل الأقباط، وكلاهما يمثل خيارًا مدمرًا لمستقبل مصر ولمستقبل التعايش الديني فيها.
ولهذا لم أستغرب أن يسارع إسلاميون بجمع توقيعات لإدانة الأنبا توماس ولكن أثار استغرابي وجود اسم الأخ العزيز أسامة الغزالي حرب مع أمثال جمال أسعد وفهمي هويدي ومحمد عبد القدوس ضمن بيان يعد إرهابًا «فكريًا» لأسقف قال رأيه الشخصي وقراءته الخاصة للتاريخ في محاضرة علمية يتفق معه فيها الكثيرون من المهمومين بتآكل الهوية المصرية لصالح هوية أممية دينية وافدة تقزم مصر وتسلخ جلدها. أما الأغرب فهو الإنذار الذي وجهه المحامون عادل بدوي ومحمود ثابت ومحمد جمعة، كما جاء في المصري اليوم بتاريخ 31 يوليو، لقداسة البابا شنودة بمعاقبة الأنبا توماس لأنه متمسك بوطنيته ويدافع عن هوية بلده وتاريخها وحضارتها العظيمة ومجدها الخالد، ولأنه قال إنه يشعر بالإساءة إذا قال له شخص إنه عربي.... فهل التمسك بالوطنية المصرية يستوجب العقاب؟!.
الأنبا توماس لم ينف عن إخواننا وشركائنا في الوطن عرقهم ولا مصريتهم ولا أصالتهم الوطنية ولا تجانس مكونات النسيج الوطني، ولكنه يعتب علي بعضهم تخليه وتفريطه في هوية بلده لصالح هوية وافدة... فهل هذا شئ يلام عليه؟.
نحن قلنا مرارًا ونعود ونكرر بأن الأقباط حراس للهوية المصرية ومعهم الكثير من إخواننا المسلمين، لأن الوطن بتاريخه ومجده وهويته ومستقبله هو وطننا جميعًا حتي ولو وضع البعض عليه طبقة سميكة تحاول طمس هويته وروحه وتزيف تاريخه.
نحن مصريون ولسنا عربًا مع احترامنا لكل العرب، نعيش العروبة الثقافية ونتحدث العربية ولكننا لسنا عربًا عرقيًا. هذه حقيقة تاريخية.. شاء البعض أو أبي.
الأقباط في الداخل والخارج يشتمون ويتهمون بشتي التهم لأنهم يصرون علي التمسك والاعتزاز بهويتهم الوطنية المصرية وليس لهم انتماء أممي عابر للحدود، وانتماؤهم يتركز في حدود مصر الجغرافية الضارب في أعماق التاريخ. لقد وصل السخف برئيس تحرير صحيفة حكومية أمنية بأن يفرد مقالاً مخصصًا للهجوم علي مقولة قداسة البابا شنودة «مصر ليست وطنًا نعيش فيه، بل وطن يعيش فينا»، معتبرًا هذه المقولة الخالدة سببًا في الاغتراب القبطي داخل الذات وتعطي المشروعية لأقباط المهجر لما يقومون به!!!.
أما موضوع الأصولية المتأسلمة فلم يعد مشكلة الأقباط فحسب وإنما مشكلة مصر ذاتها ومشكلة العالم كله، فهذه الأصولية المتطرفة دمرت مفهوم المواطنة وحاولت أن تخلق حقوقا لغير المسلمين مصدرها الدين وليس الوطن وبعثرت الانتماء أمميًا وحاربت الهوية المصرية الأصيلة، كما أنها في النهاية هي المفرزة لتيار الإرهاب الذي يجتاح العالم منذ عقود.
نحن مصرون علي أن حقوقنا تنبع من الوطن وليس الدين، ومصرون علي التمسك بهويتنا المصرية، ومصرون علي التعايش المشترك والمحبة لإخواننا وشركائنا في الوطن، ومصرون علي انتمائنا المصري الأصيل ولو كره الكارهون.
أما الدين فكما يقول أستاذنا الراحل سعيد النجار فهو عاجز عن الارتقاء بمستوي الحقوق إلي المستوي الدولي «أما القول المأثور أن لهم ما لنا وعليهم ما علينا فهو ينصرف فقط إلي القضايا التي لم يرد فيها نص قرآني أو حديث نبوي ينطوي علي تمييز. ومن ثم فهو قول لا يغير كثيرًا أو قليلاً من واقع الأمور. والمسألة الآن هي كيف نعمل علي التوافق مع المعايير الدولية دون أن ينطوي ذلك علي مخالفة للدين أو الشريعة الإسلامية» ـ د.سعيد النجار: مفهوم المواطنة في الدولة الحديثة: رسائل النداء الجديد رقم 64.
الدولة المصرية هي المسئولة بشكل رئيسي ومباشر عن حالة الأسلمة والهوس الديني والعنف المصاحب له منذ عقود. فقد شكل الرئيس السادات الجماعات الإسلامية إثر اقتراح أصدقائه عثمان أحمد عثمان ويوسف مكاوي ومحمد عثمان إسماعيل، ووصل الأمر بمحمد عثمان إسماعيل محافظ أسيوط بأنه كان يوزع الأسلحة علي الجماعات إسلامية وجماعة الإخوان المسلمين كما جاء في مجلة «النيوزوييك» بتاريخ 26 أكتوبر 1981. ورغم ذلك القي الرئيس السادات خطابًا عدوانيًا في 14 مايو 1980 حمّل الكنيسة القبطية مسئولية ما أسماه الفتن الطائفية، وفي 5 سبتمبر 1981 قال الرئيس السادات في خطاب عام «إنه رئيس مسلم لدولة مسلمة».
وفي عصر السادات كتب شيخ الأزهر الأسبق الدكتور عبد الحليم محمود عام 1972 كتابه «الإيمان بالله»، طالبًا العمل علي تحويل الأقباط إلي الإسلام أو عزلهم كمرض خبيث وكافأه الرئيس السادات بالتجديد له في رئاسة مشيخة الأزهر.
وتفاقمت الأمور أكثر في عهد الرئيس مبارك، ووفقًا لتقارير متعددة لمنظمات حقوقية مصرية محترمة :الدولة المصرية وأجهزتها متورطة بشكل أو بآخر في معظم حوادث العنف ضد الأقباط وفي حركة الأسلمة والهوس الديني الواسع المنتشر في مصر.
إن الحملة المدارة والمنظمة في الصحف ووسائل الإعلام المصرية هذه الأيام ضد الكنيسة وقداسة البابا والأنبا توماس وأقباط الخارج، تحمل في طياتها مخاطر تحريضية وربما الدفع بحوادث عنف هنا وهناك ضد الأقباط وممتلكاتهم، وها نحن ننبه ونحذر ونحمل الدولة المصرية وأجهزتها المسئولية الكاملة، وكذلك المسئولية الكاملة عن السلامة الشخصية لنيافة الأنبا توماس وعن أبروشيته.
إن القصور في الرؤية والوطنية والمسئولية عند الكثير من صناع القرار وحاشيتهم وإعلامهم يصور لهم بأن الأقباط ضعفاء ولا يملكون من أدوات القوة شيئًا، وهذه نظرة بائسة تفتقر للوطنية ولروح المسئولية. الأقباط أقوياء بتمسكهم بوطنهم وبانتمائهم المصري الأصيل وبقوتهم الكامنة غير المستغلة وبصبرهم وجلدهم وسعيهم للتعايش المشترك، وكما قال الزعيم الخالد سعد باشا زغلول «الحق فوق القوة»، وأيضًا ما قاله الأنبا توماس في محاضرته «الحق قوي، المحبة قوية، الرجاء قوي المحبة فينا أقوي من الكراهية... وبقوة المحبة سنبقي ونعمل ونندمج مع المجتمع ونسعي من أجل خيره وسنتواصل مع إخواننا في الوطن».
DOSTOR.jpg
 

ASTRO

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
13 سبتمبر 2007
المشاركات
338
مستوى التفاعل
4
النقاط
18
الإقامة
بحر الحياة
رد على: مجدي خليل يكتب: الأقباط فعلاً يواجهون مشكلة الأسلمة وما قاله الأنبا توماس قاله مفكرون مصريون

شكرا اثناسيوس على الخبر التفصيلى وفعلا الفكر الاصولى المتعنت هو العقبة الاساسية فى طريق الحرية
والتقارب الاجتماعى
 

jclsoww

New member
عضو
إنضم
16 أغسطس 2008
المشاركات
175
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
كل محاولات الأسلمة سيكون مصيرها الفشل التام
 

man4truth

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
24 فبراير 2007
المشاركات
2,017
مستوى التفاعل
35
النقاط
0
الإقامة
بلاد
رد على: مجدي خليل يكتب: الأقباط فعلاً يواجهون مشكلة الأسلمة وما قاله الأنبا توماس قاله مفكرون مصريون

فعلا هذا المقال معبر جدا
انا مع كل كلمه اتكتبت
شكرا كثيرا على نقل المقال
 

جيلان

انت لى
مشرف سابق
إنضم
19 سبتمبر 2007
المشاركات
14,422
مستوى التفاعل
445
النقاط
0
رد على: مجدي خليل يكتب: الأقباط فعلاً يواجهون مشكلة الأسلمة وما قاله الأنبا توماس قاله مفكرون مصريون

لقداسة البابا شنودة بمعاقبة الأنبا توماس لأنه متمسك بوطنيته ويدافع عن هوية بلده وتاريخها وحضارتها العظيمة ومجدها الخالد

سبحان الله هما بيحشروا نفسهم ليه فى الى ملهمش فيه

ولأنه قال إنه يشعر بالإساءة إذا قال له شخص إنه عربي.... فهل التمسك بالوطنية المصرية يستوجب العقاب؟!

هو مكسوفون من اصلهم كعرب دى مشكلتهم هما لكن دى الحقيقة

لقد وصل السخف برئيس تحرير صحيفة حكومية أمنية بأن يفرد مقالاً مخصصًا للهجوم علي مقولة قداسة البابا شنودة «مصر ليست وطنًا نعيش فيه، بل وطن يعيش فينا»، معتبرًا هذه المقولة الخالدة سببًا في الاغتراب القبطي داخل الذات وتعطي المشروعية لأقباط المهجر لما يقومون به!!!.

ده ايه الدماغ التحفة دى

شكرا اثناسيوس على المقال الجامد وخاصة الجزء الاخير
 
أعلى