- إنضم
- 6 أكتوبر 2009
- المشاركات
- 16,056
- مستوى التفاعل
- 5,370
- النقاط
- 0
أجرة الخطية هي موت (رومية 5: 23)
بمعنى أن طبيعة الخطية وثمرتها هي موت، فالخطية من تلقاء ذاتها تحمل قوة الموت في باطنها، أي أن ثمرتها الطبيعية هي الموت، فالموت دخل إلى العالم بغواية العدو ورفض الوصية ونسيانها أمام الإغراء الذي اقتنع به الفكر أولاً ثم التعامل مع الحية القديمة فتدخل الخطية سراً في القلب وتنشأ موتاً [ ثم الشهوة إذا حبلت تلد خطية والخطية إذا كمُلت تنتج موتاً ] (يعقوب 1: 15)، واستحالة السقوط يقوم، أو الموت يُقلب لحياة من تلقاء ذاته مهما كانت أعمال الإنسان صالحة، لأن الموت يتبعه الفساد طبيعياً، والإنسان الذي يحيا في جسد الخطايا أي الإنسان العتيق المكبل بقيود الخطايا والذنوب مستحيل أن يصبح روحاني من ذاته أو يقدر أن يُثمر ثمر يليق بالروح "هل يجتنون من الشوك عنباً أو من الحسك تيناً" (متى 7: 16):
- لما كنا في الجسد كانت أهواء الخطايا التي بالناموس تعمل في أعضائنا لكي نُثمر للموت... أنا جسدي مبيع تحت الخطية " (رومية 7: 5، 14 ) .
- فأن الذين هم حسب الجسد فيما للجسد يهتمون، ولكن الذين حسب الروح فبما للروح. لأن اهتمام الجسد هو موت، ولكن اهتمام الروح هو حياة وسلام. لأن اهتمام الجسد هو عداوة لله، إذ ليس هو خاضعاً لناموس الله لأنه أيضاً لا يستطيع. فالذين هم في الجسد لا يستطيعون أن يرضوا الله. (رومية 8: 5 – 8 )
____متى يبدأ الإنسان في التوبة_____
من المستحيل - بأي حال - أن يبدأ الإنسان في التوبة إلا لو اكتشف شقاؤه وتيقن من ضعفه وتعرَّف على عار الخطية المُشين ونخس قلبه الروح القدس حتى يستفيق من غفلته، فلن يبدأ الإنسان في عمق أصالة التوبة إلا إذا صرخ من الألم: "ويحي أنا الإنسان الشقي: من يُنقذني من جسد هذا الموت!!!" (رومية 7: 24)
وفي تلك الساعة يشق ظلمة قلبه نور المسيح القائم فينطق من كل قلبه: "أشكر الله بيسوع المسيح ربنا" (رومية 7: 25)
يقول القديس مقاريوس الكبير: [ أن من يأتي إلى الله، ويرغب أن يكون بالحق شريكاً للمسيح ينبغي أن يأتي واضعاً في نفسه هذا الغرض: ألا وهو أن يتغير ويتحول من حالته القديمة وسلوكه السابق، ويُصير إنساناً صالحاً جديداً، ولا يتمسك بشيء من الإنسان العتيق. لأن الرسول يقول: "أن كان أحد في المسيح فهو خلقية جديدة" (2كورنثوس 5: 17)، وهذا هو نفس الغرض الذي من أجله جاء ربنا يسوع، أن يُغير الطبيعة البشرية ويُحولها ويُجددها، ويخلق النفس خلقة جديدة، النفس التي كانت قد انتكست بالشهوات بواسطة التعدي. وقد جاء المسيح لكي يوّحد الطبيعة البشرية بروحه الخاص، أي روح الله، وهو قد أتى ليصنع عقلاً جديداً، ونفساً جديدة، وعيوناً جديدة، وآذاناً جديدة، ولساناً جديداً روحانياً، وبالاختصار أناساً جدداً كلية، هذا هو ما جاء لكي يعمله في أولئك الذين يؤمنون به. إنه يُصيرهم أواني جديدة، إذ يمسحهم بنور معرفته الإلهي، لكي يصب فيهم الخمر الجديد، الذي هي روحه، لأنه يقول إن "الخمر الجديدة ينبغي أن تُضع في زقاق جديدة" (متى 9: 17) ]
عظات القديس مقاريوس الكبير عظة 44 فقرة 1 ص 332
الطبعة الرابعة – ترجمة الدكتور نصحي عبد الشهيد يناير 2005
مؤسسة القديس أنطونيوس – المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية
نصوص آبائية 85
التعديل الأخير: