هناك اطفال تثير الاعصاب بمشاغباتها الغير مبررة. حتى فترة قصيرة لم يكن هناك احد يفهم اسباب هذا السلوك الغريب ومبرراته، حيث كان الوالدين والمعلمين والمجتمع يعتقد انه مجرد حب بالمشاغبة ورغبة بالاستفزاز ومشاكسة تستحق العقوبة.
اليوم يطلق عليه مرض Tourettes syndrome متلازمة توريتس أو تناذر توريتس قما قرأتها فى بعض الترجمات , وهو يصيب الاطفال، ومن ظواهره ان الطفل يكرر اصوات او بعض الحركات القصيرة بطريقة مستمرة وغير مبررة مثل ان يغلق ويفتح عيونه عدة مرات متتابعة بسرعة او يهز بإكتافه بإستمرار او ان يصرخ او يسعل او ينوح بدون مبرر وبشكل متكرر.
هذه الحركات او الاقوال المتكررة يطلق عليها tics. النوع الحركي من هذا المرض يصيب الاطفال في عمر مابين 5-10 سنة (بعض المصادر مابين 10-15) اما النوع الصوتي فيظهر في سنوات عمرية متقدمة اكثر.
اليوم نعلم انه يحدث لطفل واحد من بين5000 طفل،
بالرغم التكنيك الحديث لازال العلماء لايعلمون اسباب حدوث هذا المرض ولكن استطاعوا ملاحقته الى مركز الدماغ . النظرية الشائعة اليوم عند العلماء ان منطقة مركز الدماغ وبالضبط المنطقة المحيطة بمايسمى Thalamus لها وظيفة كبح الافعال وهذه المنطقة تسمى basal ganglia عند المصابين بهذا المرض تكون وظيفة الكبح معطلة جزئيا او كليا.
بعض الاطفال مصابين بنوع يسمى ekolali, اي انهم يقومون بترديد جزء او كل مايقوله الاخرين. Tourettes syndrome مسؤول عن شكل اخر من السلوك مايسمى koprolali, ويعني ان المصاب يقوم بدون اسباب مفهومة بترديد شتائم او كلمات فاحشة او صفات غير صحيحة. غير ان الظاهرة الاخيرة تحدث نادرا (على الاغلب المقصود انها نادرة في بلاد الغرب وليس في بلادنا على مايبدو).
عادة يقال ان tics هي حركة غير إرادية ولكن في الحقيقة فأنها ليست حركة غير إرادية. المصاب يشعر برغبة وحاجة للقيام بهذه الحركات . الرغبة يمكن كبحها بعض الوقت ولكن هذا الامر يحتاج الى تركيز وجهد للقيام به. ولذلك فأن الاطفال المصابين به يجدون صعوبة في بذل الجهد والتركيز في الاعمال المدرسية. عند كبح هذه الحاجة بشكل واعي عن طريق التركيز يصبح المرء وكأنه تحت تأثير الحشيش، وعند زوال هذا الضغط يعود المرء الى حالته الطبيعية.
عادة يبقى المرء مصابا طيلة الحياة ولكنه غالبا تخف ظواهره مع التقدم في العمر او تتحسن قدرات المصاب على التحكم بعوارضه. الكثير من المصابين بمرض Tourette يعيشون حياة طبيعية ويكون لهم عمل واسرة ولكن عليهم ان يكونوا على الدوام حذرين في مراقبة تصرفاتهم حتى لايحكم عليهم المحيط بالاحكام المسبقة الجاهزة.
Tourette ليس مرضا خطيرا ولكن يمكن للمصاب به ان يعرض نفسه للخطر بسبب اضطراره للقيام بممارسة حركاته الغير منضبطة. ولذلك فمن الافضل للمصابين الابتعاد عن استخدام الادوات القاطعة او الخطرة.
هذا المرض اكتشفه عالم الاعصاب الفرنسي Georges Gille de la Tourette, عام 1885 ولكن طغى عليه النسيان. كانوا يعتقدون انه نادر للغاية وان المصابين به لايزيدون عن عدد الاصابع. غير ان الدراسات السويدية الاخيرة اظهرت ان المصابينأكثر كثيرا من ذلك واكدت دراسات بريطانية هذه النتائج. المرض ينتشر عند الذكور بثلاث الى ستة مرات اكثر مما عند الاناث.
الدراسات اللاحقة اظهرت انه عادة يعاني هؤلاء الاطفال من المزيد من المشاكل، مثلا المرض المسمى ADHD (Attention Deficit Hyper-activity Disorder). غالبا مايصيب هؤلاء الاطفال الى جانب Tourette, ومن عوارض ADHD ان يكون الاطفال شديدي الحركة وضعف في القدرة على التركيز. وايضا المرض المسمى OCD (Obsessive Compulsive Disorder) ومن عوارضه الشعور بأن المرء مضطر على التفكير بطريقة معينة واليقام بأعمال معينة، وظهر انه عادي ومتكرر عند المصابين بالتوريتته.
اسباب مرض Tourette لازالت مجهولة بالرغم من اننا نعلم ان الوراثة تلعب دورا، ولكنها ليست الحقيقة كاملة. وحتى البكتريا المسماة ستريبتوكوكير (streptokocker) اتهمت بتسبيب المرض ولكن ليس هناك دليل على ذلك.
في السنوات الاخيرة زاد الاهتمام بدراسة هذا المرض لعدة اسباب من بينها القدرة على فحص المريض بتصوير الدماغ شعاعياً. تصوير الاشعة لنشاط الدماغ عند المصابين اظهر وجود إنخفاض في نشاط الدماغ في منطقة المركز (basal ganglia) بالمقارنة بالاصحاء. منطقة المركز تقوم بجمع وتوضيب الاشارات القادمة من بقية انحاء الدماغ.
بمساعدة التصوير الشعاعي قام الاطباء بتصوير نشاط الدماغ عند إصداره قيامه بحركات Trics. النتائج ليست واضحة ولكنها تشير الى اضطرابات في منطقة المركز إضافة الى مايسمى Thalamus, الذي يقع في وسطها. منطقة المركز تحظى بدور هام عند تحضير الجسم للقيام بحركة من الحركات. هذه المنقطة هي التي تعيد ارتباط موجات الاشارات الصادرة عن الدماغ وتصفية بعض انواع الاشارات تقع من بين مهامه.
من اجل القيام بحركة معينة تصدر اشارات مخصصة من الدماغ الى الجسم ومن اجل ان تكون الحركة دقيقة يجب على الدماغ تحييد الحركات المضادة والحركات الموازية في العضلات المتجاورة. العلماء يعتقدون ان المركز هو المسؤول عن تصفية موجات الاشعارات حتى لاتكون متضاربة وغير منسجمة وحتى يمكن تنشيط الحركة المطلوبة بأفضل الاشكال وكبح الاشكالات في الوقت المناسب.
المصاب بمرض Tourettes syndrome يكون الكبح عنده ليس بالفاعلية المطلوبة. الاشعارات الغير مرغوبة تتمكن من عبور عملية التصفية في منطقة مركز الدماغ وتعبر عن نفسها بتشويش حركات الجسم.
توجد اسباب اخرى للاعتقاد ان منطقة المركز هي المسؤولة عن هذا المرض. في هذه المنطقة يلعب هرمون dopamin دورا كبيرا. الادوية التي تكبح تأثير هذا الهرمون اظهرت قدرة على مساعدة المرضى بهذا المرض، بحيث ان الحركات الغير مسيطر عليها قلت بشكل واضح. هذا الامر يدعو للاستنتاج ان الكثير من هرمون الدوبامين في بعض مناطق الدماغ له علاقة بعوارض المرض.
مرض اخر يؤثر على حركة المصابين به يسمى Parkinson (الشلل الرعاش). هنا نعلم ان نقص هرمون الدوبامين في مركز الدماغ هو سبب المرض. بهذا الشكل فأن مرضى الباركينسون يعانون من خطأ معاكس لما يعاني منه مرضى التوريتيس. عند المصابين بالباركينسون نجد ان الاعراض ايضا معاكسة إذ تكون الحركة بضيئة وصعبة. غير انه لايمكن القول ان المرضين يعارضون بعضهم البعض، إذ ان المصاب بمرض التوريتيس يمكنه الاصابة بمرض الباركينسون بدون ان تختفي اعراض الاول.
حتى اليوم لم يُكتشف دواء لهذا المرض وبالتالي لايحتاج المريض الى استخدام اي دواء . البعض يستطيع بمساعدة التدريب السلوكي على تعلم بعض الحيل لتفادي الحركات المتكررة (تريكس)، كما يوجد مجموعة من الادوية لتخفيف الاعراض. الادوية التي تعالج الامراض العقلية يمكن ايضا استخدامها مع المصابين بهذا المرض بجرعات اقل، إذ ان اغلب هذه الادوية تتوجه لمعارضة تأثير هرمون الدوبامين.
ان اهم طريقة لمساعدة الاطفال المصابين بهذا المرض هو ابداء التفهم لهم من قبل المحيطين بهم وخصوصا من قبل افراد العائلة والاقرباء والمدرسة والتعامل معهم بصبر وروية عوضا عن توزيع الاتهام وتوجيه العقوبة.
مراجع للإستزاده
Tourettes syndromeTourette's Disorder
Guide to the Diagnosis and Treatment of Tourette SyndromeTourettes syndrome
اليوم يطلق عليه مرض Tourettes syndrome متلازمة توريتس أو تناذر توريتس قما قرأتها فى بعض الترجمات , وهو يصيب الاطفال، ومن ظواهره ان الطفل يكرر اصوات او بعض الحركات القصيرة بطريقة مستمرة وغير مبررة مثل ان يغلق ويفتح عيونه عدة مرات متتابعة بسرعة او يهز بإكتافه بإستمرار او ان يصرخ او يسعل او ينوح بدون مبرر وبشكل متكرر.
هذه الحركات او الاقوال المتكررة يطلق عليها tics. النوع الحركي من هذا المرض يصيب الاطفال في عمر مابين 5-10 سنة (بعض المصادر مابين 10-15) اما النوع الصوتي فيظهر في سنوات عمرية متقدمة اكثر.
اليوم نعلم انه يحدث لطفل واحد من بين5000 طفل،
بالرغم التكنيك الحديث لازال العلماء لايعلمون اسباب حدوث هذا المرض ولكن استطاعوا ملاحقته الى مركز الدماغ . النظرية الشائعة اليوم عند العلماء ان منطقة مركز الدماغ وبالضبط المنطقة المحيطة بمايسمى Thalamus لها وظيفة كبح الافعال وهذه المنطقة تسمى basal ganglia عند المصابين بهذا المرض تكون وظيفة الكبح معطلة جزئيا او كليا.
بعض الاطفال مصابين بنوع يسمى ekolali, اي انهم يقومون بترديد جزء او كل مايقوله الاخرين. Tourettes syndrome مسؤول عن شكل اخر من السلوك مايسمى koprolali, ويعني ان المصاب يقوم بدون اسباب مفهومة بترديد شتائم او كلمات فاحشة او صفات غير صحيحة. غير ان الظاهرة الاخيرة تحدث نادرا (على الاغلب المقصود انها نادرة في بلاد الغرب وليس في بلادنا على مايبدو).
عادة يقال ان tics هي حركة غير إرادية ولكن في الحقيقة فأنها ليست حركة غير إرادية. المصاب يشعر برغبة وحاجة للقيام بهذه الحركات . الرغبة يمكن كبحها بعض الوقت ولكن هذا الامر يحتاج الى تركيز وجهد للقيام به. ولذلك فأن الاطفال المصابين به يجدون صعوبة في بذل الجهد والتركيز في الاعمال المدرسية. عند كبح هذه الحاجة بشكل واعي عن طريق التركيز يصبح المرء وكأنه تحت تأثير الحشيش، وعند زوال هذا الضغط يعود المرء الى حالته الطبيعية.
عادة يبقى المرء مصابا طيلة الحياة ولكنه غالبا تخف ظواهره مع التقدم في العمر او تتحسن قدرات المصاب على التحكم بعوارضه. الكثير من المصابين بمرض Tourette يعيشون حياة طبيعية ويكون لهم عمل واسرة ولكن عليهم ان يكونوا على الدوام حذرين في مراقبة تصرفاتهم حتى لايحكم عليهم المحيط بالاحكام المسبقة الجاهزة.
Tourette ليس مرضا خطيرا ولكن يمكن للمصاب به ان يعرض نفسه للخطر بسبب اضطراره للقيام بممارسة حركاته الغير منضبطة. ولذلك فمن الافضل للمصابين الابتعاد عن استخدام الادوات القاطعة او الخطرة.
هذا المرض اكتشفه عالم الاعصاب الفرنسي Georges Gille de la Tourette, عام 1885 ولكن طغى عليه النسيان. كانوا يعتقدون انه نادر للغاية وان المصابين به لايزيدون عن عدد الاصابع. غير ان الدراسات السويدية الاخيرة اظهرت ان المصابينأكثر كثيرا من ذلك واكدت دراسات بريطانية هذه النتائج. المرض ينتشر عند الذكور بثلاث الى ستة مرات اكثر مما عند الاناث.
الدراسات اللاحقة اظهرت انه عادة يعاني هؤلاء الاطفال من المزيد من المشاكل، مثلا المرض المسمى ADHD (Attention Deficit Hyper-activity Disorder). غالبا مايصيب هؤلاء الاطفال الى جانب Tourette, ومن عوارض ADHD ان يكون الاطفال شديدي الحركة وضعف في القدرة على التركيز. وايضا المرض المسمى OCD (Obsessive Compulsive Disorder) ومن عوارضه الشعور بأن المرء مضطر على التفكير بطريقة معينة واليقام بأعمال معينة، وظهر انه عادي ومتكرر عند المصابين بالتوريتته.
اسباب مرض Tourette لازالت مجهولة بالرغم من اننا نعلم ان الوراثة تلعب دورا، ولكنها ليست الحقيقة كاملة. وحتى البكتريا المسماة ستريبتوكوكير (streptokocker) اتهمت بتسبيب المرض ولكن ليس هناك دليل على ذلك.
في السنوات الاخيرة زاد الاهتمام بدراسة هذا المرض لعدة اسباب من بينها القدرة على فحص المريض بتصوير الدماغ شعاعياً. تصوير الاشعة لنشاط الدماغ عند المصابين اظهر وجود إنخفاض في نشاط الدماغ في منطقة المركز (basal ganglia) بالمقارنة بالاصحاء. منطقة المركز تقوم بجمع وتوضيب الاشارات القادمة من بقية انحاء الدماغ.
بمساعدة التصوير الشعاعي قام الاطباء بتصوير نشاط الدماغ عند إصداره قيامه بحركات Trics. النتائج ليست واضحة ولكنها تشير الى اضطرابات في منطقة المركز إضافة الى مايسمى Thalamus, الذي يقع في وسطها. منطقة المركز تحظى بدور هام عند تحضير الجسم للقيام بحركة من الحركات. هذه المنقطة هي التي تعيد ارتباط موجات الاشارات الصادرة عن الدماغ وتصفية بعض انواع الاشارات تقع من بين مهامه.
من اجل القيام بحركة معينة تصدر اشارات مخصصة من الدماغ الى الجسم ومن اجل ان تكون الحركة دقيقة يجب على الدماغ تحييد الحركات المضادة والحركات الموازية في العضلات المتجاورة. العلماء يعتقدون ان المركز هو المسؤول عن تصفية موجات الاشعارات حتى لاتكون متضاربة وغير منسجمة وحتى يمكن تنشيط الحركة المطلوبة بأفضل الاشكال وكبح الاشكالات في الوقت المناسب.
المصاب بمرض Tourettes syndrome يكون الكبح عنده ليس بالفاعلية المطلوبة. الاشعارات الغير مرغوبة تتمكن من عبور عملية التصفية في منطقة مركز الدماغ وتعبر عن نفسها بتشويش حركات الجسم.
توجد اسباب اخرى للاعتقاد ان منطقة المركز هي المسؤولة عن هذا المرض. في هذه المنطقة يلعب هرمون dopamin دورا كبيرا. الادوية التي تكبح تأثير هذا الهرمون اظهرت قدرة على مساعدة المرضى بهذا المرض، بحيث ان الحركات الغير مسيطر عليها قلت بشكل واضح. هذا الامر يدعو للاستنتاج ان الكثير من هرمون الدوبامين في بعض مناطق الدماغ له علاقة بعوارض المرض.
مرض اخر يؤثر على حركة المصابين به يسمى Parkinson (الشلل الرعاش). هنا نعلم ان نقص هرمون الدوبامين في مركز الدماغ هو سبب المرض. بهذا الشكل فأن مرضى الباركينسون يعانون من خطأ معاكس لما يعاني منه مرضى التوريتيس. عند المصابين بالباركينسون نجد ان الاعراض ايضا معاكسة إذ تكون الحركة بضيئة وصعبة. غير انه لايمكن القول ان المرضين يعارضون بعضهم البعض، إذ ان المصاب بمرض التوريتيس يمكنه الاصابة بمرض الباركينسون بدون ان تختفي اعراض الاول.
حتى اليوم لم يُكتشف دواء لهذا المرض وبالتالي لايحتاج المريض الى استخدام اي دواء . البعض يستطيع بمساعدة التدريب السلوكي على تعلم بعض الحيل لتفادي الحركات المتكررة (تريكس)، كما يوجد مجموعة من الادوية لتخفيف الاعراض. الادوية التي تعالج الامراض العقلية يمكن ايضا استخدامها مع المصابين بهذا المرض بجرعات اقل، إذ ان اغلب هذه الادوية تتوجه لمعارضة تأثير هرمون الدوبامين.
ان اهم طريقة لمساعدة الاطفال المصابين بهذا المرض هو ابداء التفهم لهم من قبل المحيطين بهم وخصوصا من قبل افراد العائلة والاقرباء والمدرسة والتعامل معهم بصبر وروية عوضا عن توزيع الاتهام وتوجيه العقوبة.
مراجع للإستزاده
Tourettes syndromeTourette's Disorder
Guide to the Diagnosis and Treatment of Tourette SyndromeTourettes syndrome