- إنضم
- 15 أبريل 2008
- المشاركات
- 6,623
- مستوى التفاعل
- 618
- النقاط
- 0
ماذا يقصد الرب يسوع ب لا تلمسينى و ابى وابيكم .. الهى والهكم ؟؟
فى فصل من الانجيل فى عيد القيامة " يو 20 " سمعنا قول السيد المسيح له المجد لمريم المجدلية
" لاتلمسينى لآنى لم اصعد بعد الى ابى .. ولكن اذهبى الى اخوتى وقولى لهم انى أصعد الى أبى وابيكم , والهى والهكم "
فما تفسير ذلك ؟؟؟؟؟
والاجابة لقداسة البابا شنودة الثالث اطال الله حياته لنا جميعا
فى تفسير القديس أوغسطينوس لهذا الفصل , قال فى شرح " لاتلمسينى , لآنى لم أصعد بعد الى ابى " .....
أى لا تقتربى الى بهذا الفكر , الذى تقولين فيه " أخذوا سيدى , ولست اعلم اين وضعوه , كأننى لم اقم , وقد سرقوا جسدى حسب اشاعات اليهود الكاذبة ...
لآنى لم اصعد بعد الى " مستوى " ابى فى فكرك ...
ومعروف انها قد لمسته , حينما امسكت بقدميه وسجدت له , فى زيارتها السابقة للقبر مع مريم الاخرى " مت 28 : 1 , 9 " ...
والملاحظة الآخرى التى اوردها القديس أوغسطينوس هى :
قال : الى ابى وابيكم , ولم يقل الى ابينا .. وقال : الى الهى والهكم , ولم يقل الهنا .. مفرقا بين علاقته بالآب , وعلاقتهم به ..
فهو ابى من جهة الجوهر والطبيعة والاهوت , حسبما قلت من قبل " انا والاب واحد " يو 10 : 30 .. واحد فى اللاهوت والطبيعة والجوهر .. لذلك دعيت فى الانجيل بالابن الوحيد - يو 3 : 16 , 18 .. يو 1 : 18 .. 1 يو 4 : 9 ....
اما انتم فقد دعيتم ابناء من جهة الايمان " واما كل الذين قبلوه , فأعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد الله اى المؤمنين بأسمه - يو 1 : 12 " .. وكذلك ابناء من جهة المحبة كما قال يوحنا الرسول " انظروا ايه محبة اعطانا الاب حتى ندعى اولاد الله " 1 يو 3 : 1 ... وبأختصار هى بنوة من نوع التبنى , كما قال بولس الرسول " اذ لم تأخذوا روح العبودية ايضا للخوف , بل اخذتم روح التبنى , الذى به نصرخ ياابا , الاب " رو 8 : 15 .. وقيل " ليفتدى الذين تحت الناموس لننال التبنى " غل 4 : 5...
اذن هو ابى بمعنى , وأبوكم بمعنى اخر ....
وكذلك من جهة اللاهوت ....
هو الهكم من حيث هو خالقكم من العدم ...
ومن جهتى من حيث الطبيعة البشرية , اذ اخذت صورة العبد فى شبه الناس , وصرت فى الهيئة كأنسان - فى 2 : 7 , 8 ...
هنا المسيح يتحدث ممثلا للبشرية , بصفته ابن الانسان ...
يبدو ان حماس الكل للاهوات المسيح , يجعلهم احيانا ينسون ناسوته .. فهو قد اتحد بطبيعة بشرية كاملة , حتى يقوم بعمل الفداء .. وشابه أخوته فى كل شئ حتى يكفر عن خطايا الشعب " عب 2 : 17 .. قال القديس بولس لتلميذه تيموثاوس " يوجد اله واحد ووسيط واحد بين الله والناس , الانسان يسوع " ا تى 2 : 5 ... هنا يقوم بعمل الوساطة كأنسان , لانه لابد ان يموت الانسان .. ونفس التعبير يقول ايضا فى الرسالة الى كورنثوس فى المقارنة بين ادم والمسيح " الانسان الاول من الارض ترابى , والانسان الثانى الرب من السماء " 1 كو 15 : 47 .. فهنا يتكلم عنه كأنسان , ورب .. اتحد فيه الناسوت مع اللآهوت فى طبيعة واحدة هى طبيعة الكلمة المتجسد ...
من حيث الطبيعة البشرية , قال : الهى والهكم , مميزا العلاقتين ...
والدليل على انه كان يتكلم من الناحية البشرية انه قال للمجدلية " اذهبى الى اخوتى " فهم اخوة له من جهة الناموس , وليس من جهة اللاهوت .. وكذلك قوله " اصعد الى ابى وابيكم " , فالصعود لايخص اللاهوت اطلاقا , لان الله لايصعد ولاينزل , لانه مالئ الكل , موجود فى كل مكان .. لايخلوا منه مكان فوق , بحيث يصعد اليه .. فهو يصعد جسديا .. كما نقول له فى القداس الغريغورى " وعند صعودك الى السماء جسديا .. " ..
كذلك هو يكلم اناسا لم ينموا فى الايمان بعد ...
يكلم امرأة تريد ان تلمسه جسديا , لتتحقق من قيامته وتنال بركة ويتكلم عن تلاميذ لم يؤمنوا بقيامته بعد " مر 16 : 9 - 13 " ... فهل من المعقول ان يحدثهم حينئذ عن لاهوته ؟؟؟ .
سنوات مع اسئلة الناس لقداسة البابا