ماذا يحدث لنعمة المعمودية، إذا عدنا للخطية واستهان الإنسان بكرامة البنوة ؟

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0

  • سؤال مهم للغاية يسأله الكثيرين :ماذا يحدث لنعمة المعمودية إذا عدنا للخطية واستهان الإنسان بكرامة البنوة ؟

طبعاً أنا لن أجيب من نفسي ولكني سأكتب ما قاله الأب صفرونيوس كما هو لأنه أجاب باستفاضة ولا يحتاج لتعليق آخر وهو يقول :
[ المعمودية " ختم لا ينحلّ "، ولذلك تُعطى مرة واحدة، لأننا نولد مرة واحدة من الآب بابنه يسوع المسيح وبنعمة الروح القدس.
ونحن لا نعيد معمودية المرتدين، بل نقبل توبتهم. ولا نُعيد المعمودية بالمرة للذين نالوا هذا السرّ في الكنيسة الجامعة. يقول الرسول: إن النعمة ليست مثل الخطية، ولا الهبة مثل السقوط، ولا يُمكن مقارنة آدم الأول بآدم الأخير: الرب يسوع المسيح. وقد لَّخص الرسول التعليم كله في عبارة واحدة وهي أن " عطية الله بلا ندامة " ( رومية 11: 29 )؛ لأن الرب يسوع لا يندم على ما أعطاه لنا من عطايا مثل المغفرة، وميراث الملكوت، وسُكنى الروح القدس، والشركة في جسده الإلهي ودمه الكريم.

وإذ أعاد الإنسان إلى سيرته الأولى وارتد، فأن خطاياه الأولى لا تُحسب عليه؛ لأننا عندما نسمع قول الرسول أننا سوف نعطي حساباً ( رومية 14: 12، 1بطرس 4: 5 )، فإن ردَّنا هو حسب تعليم الآباء الرسل ( فهو ) مُلخَّص في عبارة واحدة: " كرحمتك يا رب ولا كخطايانا " ( القداس الإلهي ).
وعندما يتوب المرتد، فأن خطاياه لا تُحسب عليه؛ لأن نعمة غفران الخطايا تمحو كل ما سبق، ولذلك يقول الرسول عن الأمم – بشكل عام – إن الله لم يحسب لهم خطاياهم السابقة ( رومية 3: 25 ) كمانع يمنع عنهم نعمة ( الإنجيل ) وبشارة الخلاص .

والذين يأتون للمعمودية، لا يأتون كأبرار وقديسين، بل كخطاة وينالون غفران خطاياهم. والرب لا يحسب لنا خطايانا السابقة بالمرة أي تلك التي غُفرت، والحساب ليس على أعداد وكمية الخطايا، بل على سلوك المحبة. ولذلك فالحساب على الأعمال موجز في كلمة واحدة " حسب أعماله "، أي الغاية التي كنا نسعى إليها، والخدمة التي اخترناها لكي نقدمها للرب وللإخوة والبشر جميعاً؛ لأن أعمال المحبة لها هدف واحد، وهو " المحبة "، ولذلك قال الرب: كنت جوعاناً، وعطشاناً، ومريضاً، ومسجوناً؛ وهو كل هؤلاء، لأن كل هؤلاء هم إخوته بسبب تجسده.

أمَّا الاستهانة بكرامة البنوة، فهي أولاً مثل خطية عيسو الذي باع " البكورية " بأكلة عدس، والتي وصفها الرسول بأنها " استباحة " ( عبرانيين 12 : 16 )؛ لأن إزالة الفوارق بين الخير والشرّ، والمقدس والنجس، والسمائي والأرضي تهدم الحياة الداخلية، وتقوَّض الفوارق بين ما هو كريم وصالح وما هو غير لائق ويحُطْ من كرامة وقدر الإنسان.
تأمل ماذا يحدث لو أن إنساناً عاش في قصر ملوكي، أو مثل الابن الشاطر ( الضال ) الذي بعد كرامته في بيت أبيه، صار يأكل مع الخنازير، لكنه عندما عاد رده أبوه إلى كرامته الأولى .
أما الذي لا يعود إلى سيرة محبته الأولى، فإن الإنذار والتهديد لا يخلصه، بل أحياناً يقود إلى النفاق وإلى التستر حتى لا تنكشف خطاياه .

" المستبيح " لا يعرف ولا يحس بالأمور السمائية، ولا بالفرق بين الخالق والمخلوق، لأنه لا يدرك أن له قلباً مملوءاً بأشواق طبيعية غير تلك التي يضعها الروح القدس في القلب؛ لأن الأولى ( الأشواق الطبيعية ) هي عطش الطبيعة المخلوقة لخالقها، أما الثانية ( أشواق الروح القدس ) فهي شوق الخالق للمخلوق، ذلك الشوق وتلك المحبة الجارفة التي تجعل الله يقبل أن يتجسد، وأن يصير كواحد منا ويحيا بيننا.

الإيمان يلد المحبة، والمحبة تروي الإيمان. والإيمان – بالمحبة وباستنارة الروح القدس الذي يُنير إدراك الإنسان – تنمو المعرفة وتُثمر، لكن المعرفة تفتح إدراك الإنسان وتحرر الإرادة والقلب من سطوة الجهل، أمَّا هبة الحياة الجديدة، فهي تأتي من الله الذي يعطينا حياة ابنه، ومسحته لكي نرث معه وبه الملكوت الذي لا يفنى.

يحتاج " المستبيح " إلى مُعلَّم كنسي مدَرَّب في طريق الرب لكي ينيره بكلمة التعليم، ويفتح له باب الحياة الأبدية، ويقوده إلى ينبوع مياه الحياة، بالروح القدس ]
( رسالة الأب صفرونيوس إلى تلميذه ثيؤدوروس عن المئوية الثانية في التوبة – التوبة وعمل الروح القدس في القلب ص25 – 27 فقرة 23 – 26 )
 
التعديل الأخير:
إنضم
21 مارس 2008
المشاركات
7,802
مستوى التفاعل
772
النقاط
113
الإقامة
عائدٌ من القبر

. يقول الرسول: إن النعمة ليست مثل الخطية، ولا الهبة مثل السقوط، ولا يُمكن مقارنة آدم الأول بآدم الأخير: الرب يسوع المسيح. وقد لَّخص الرسول التعليم كله في عبارة واحدة وهي أن " عطية الله بلا ندامة " ( رومية 11: 29 )؛ لأن الرب يسوع لا يندم على ما أعطاه لنا من عطايا مثل المغفرة، وميراث الملكوت، وسُكنى الروح القدس، والشركة في جسده الإلهي ودمه الكريم.


الرجاء التوضيح والشرح
هل المقصود هنا

لو اعطي الرب شخص موهبة (مثال اخراج شياطين) وترك هذا الشخص الرب تظل الموهبة معه في اخراج الشياطين هو بعيد عن الرب

وإذ أعاد الإنسان إلى سيرته الأولى وارتد، فأن خطاياه الأولى لا تُحسب عليه؛ لأننا عندما نسمع قول الرسول أننا سوف نعطي حساباً ( رومية 14: 12، 1بطرس 4: 5 )، فإن ردَّنا هو حسب تعليم الآباء الرسل ( فهو ) مُلخَّص في عبارة واحدة: " كرحمتك يا رب ولا كخطايانا " ( القداس الإلهي ).
وعندما يتوب المرتد، فأن خطاياه لا تُحسب عليه؛ لأن نعمة غفران الخطايا تمحو كل ما سبق، ولذلك يقول الرسول عن الأمم – بشكل عام – إن الله لم يحسب لهم خطاياهم السابقة ( رومية 3: 25 ) كمانع يمنع عنهم نعمة ( الإنجيل ) وبشارة الخلاص .

عندما يتعمد شخص يولد من فوق وكل الخطايا السابقة تغفر له
ولكن ان عاد وترك الرب هل تعود له عقاب الخطايا السابقة ام انتهي امرها بالمعمودية حتي وان ترك الرب وهلاك ؟
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0
سلام لشخصك العزيز في الرب، الأب صفرونيوس يتكلم لا عن مواهب الروح، بل يتحدث عن نعمة المعمودية والإنسان الجديد الذي نلناه كهبة وعطية من الله (راجع الفقرة التي اقتبستها يا أجمل أخ حلو بتدقيق ستجده يقول : [ لا يندم على ما أعطاه لنا من عطايا مثل المغفرة، وميراث الملكوت، وسُكنى الروح القدس، والشركة في جسده الإلهي ودمه الكريم.] ) ، لذلك لا تُعاد معمودية أحد حينما يتوب عن ارتداده عن الله، والموضوع مش موضوع تعود له الخطايا السابقة لأن عطايا الله بلا ندامه قط، ولكن العقاب مش عقاب على خطايا اتغفرت على الإطلاق إنما هو عقاباً أشد من مجرد خطايا لأنه ازدرى بروح النعمة لأنه مكتوب: [ فكم عقابا أشرّ تظنون أنه يُحسب مستحقاً من داس ابن الله وحسب دم العهد الذي قُدس به دنساً وازدرى بروح النعمة ] (عب 10 : 29)

فحساب المسيحي ليس على مجرد خطايا ارتُكبت، بل على إنسان جديد ناله من الله بالميلاد الفوقاني، لأن بالميلاد الجديد أصبحنا ابناء لله في الابن الوحيد، ولم نعد بعد عبيد، وهناك فرق ما بين العبد والابن، لأننا لم نعد عبيد بل أحباء، فعقاب العبد يختلف عن الابن، فالإنسان المسيحي الجديد المولود من الله بسر الميلاد الفوقاني ينبغي أن يحيا لله كابن، وأن ازدرى بالإنسان الجديد الذي ناله بالمعمودية بعهد البنوية، صار مجرماً في عطية الله يحتاج أن يتوب فوراً وينسحق عند قدمي المخلص، عائداً إليه مثل الابن الضال لأبيه، أما أن ظل يزدري بروح النعمة - عن قصد وإصرار ولا يريد أن يتوب ويعود بعناد - دائساً دم العهد الجديد، فقل لي أنت كم يكون له عقاباً أشد، لا على مجرد خطايا ارتكبها مثلما يفعل الأمم الذين لم يعرفوا الله، بل على أنه احتقر ما ناله من الله ورفض الروح القدس وأطفأه بوعي وبعند قلبه !!!

فالموضوع ليس هو موضوع مجرد خطايا قبل والا بعد، المشكلة هي كما قالها الرسول في الآية التي ذكرتها، وأيضاً يقول: [ ملاحظين لئلا يخيب أحد من نعمة الله، لئلا يطلع أصل مرارة ويصنع انزعاجاً فيتنجس به كثيرون. لئلا يكون أحد زانياً أو مستبيحاً كعيسو الذي لأجل أكلة واحدة باع بكوريته. فإنكم تعلمون أنه أيضاً بعد ذلك لما أراد أن يرث البركة رُفِضَ إذ لم يجد للتوبة مكاناً مع أنه طلبها بدموع. ] (عبرانيين 12: 15 - 17)، فالمشكلة هنا أن يبيع أحد بكوريته أي معموديته، لأن هنا الباكورة تُشير لعمل النعمة في القلب بالإنسان الجديد، فممكن بعد أن نال الإنسان الخلاص وأخذ الإنسان الجديد يستمر يُهمل ويبيع ما ناله من الله محتقراً عمله، لا يتوب ولا يحيا بالإيمان كبار [ أما البار فبالإيمان يحيا وأن ارتد لا تُسرّ به نفسي ] (عبرانيين 10: 38)، وهكذا يوضح العهد الجديد، أن ننتبه لخلاصنا بشدة ونحفظ عطية الله بالإيمان العامل بالمحبة والتوبة المستمرة وكما هو مكتوب:
[ لذلك يجب أن نتنبه أكثر إلى ما سمعنا لئلا نفوته. لأنه أن كانت الكلمة التي تكلم بها ملائكة قد صارت ثابتة وكل تعدٍ ومعصية نال مجازاة عادلة. فكيف ننجو نحن أن أهملنا خلاصاً هذا مقداره، قد ابتدأ الرب بالتكلم به، ثم تثبت لنا من الذين سمعوا. شاهداً الله معهم بآيات وعجائب وقوات متنوعة ومواهب الروح القدس حسب إرادته. ] (عبرانيين 2: 1 - 4)...

أرجو أن يكون الكلام اتضح في كل معناه يا اروع أخ حلو، أقبل مني كل حب وتقدير، ولنُصلي بعضنا لأجل بعض، كن معافي في روح قيامة يسوع آمين
 
التعديل الأخير:

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0
ويبارك حياتك يا أروع أخ حلو حبيب ربنا يسوع والقديسين
فقط صلي من أجلي، النعمة معك آمين
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0
ويبارك حياتك ويهبك كل نعمة وفرح الروح القدس آمين
 
أعلى