لماذا يسمح الله بالالم

حياة بالمسيح

خادمة الرب
عضو مبارك
إنضم
29 أبريل 2014
المشاركات
15,657
مستوى التفاعل
3,106
النقاط
76
حياتنا اكليلها الصلبان اليومية ليس واحد او اثنان بل تجارب وضيقات وآلام متنوعة وعديدة
والله غير مسؤول عن الآلام التي تبتلي البشر.‏ يذكر التلميذ يعقوب:‏ «لا يقل احد وهو في محنة:‏ ‹ان الله يمتحنني›.‏ فإن الله لا يمكن ان يُمتحن بالسيئات،‏ ولا هو يمتحن احدا».‏ (‏يعقوب ١:‏١٣‏)‏ والادعاء بأن الله يجرب الناس بالسيئات لا ينسجم مع شخصيته
لكنه يستخدم الالم لينبهنا لوجود خطأ ما فينا وليرشدنا كما في
قال بولس: "فإننا لا نريد أن تجهلوا أيها الاخوة من جهة ضيقاتنا التي أصابتنا فانها تثقلنا جداً فوق طاقتنا حتي يئسنا من الحياة أيضاً. لكن كان لنا في أنفسنا حكم الموت لكي لا نكون متكلين على أنفسنا بل على الله الذي يقيم من الأموات." (2 كو1: 8، 9)
والالم ممكن ان يؤدي الى اتكال كامل مبارك على الله وندرك من خلاله كم ان نفوسنا ضعيفة وكم هو مهم وقوف الله الى جانبنا ويعلمنا الالم ان نثق في الله وننتظره مهما طال الالم فالله سييتجيب ولو في الهزيع الرابع وان نكون شاكرين ممتنين لله وغير متذمرين فالشاكرين لله على الدوام هم من يتمتعون بمتعة الاتكال على الله وحياتهم لم تكون مفروشة بالورود اما المتذمرين فهم اكثر الناس تعاسة ومرضى طيلة حياتهم
والله يحبنا محبة ابدية لامتناهية لا محدودة وثابتة نحن خلائقه جنس بني البشر
والله أثبت حبه لنا بوضوح شديد مما يجعلنا لا نشك في حبه مهمها حدث "الذي لم يشفق على ابنه(رو 2: 8)
وكل من يحبه الرب يودبه فمن فرط محبته لنانحن ابناؤه ومتقيه وعباده المؤمنين يحب ان يشاركنا الامه فالالم ليس مجـرَّد تجربة أو اختبار وإنما هـو عطية وهِبَة يُعطيها المسيح لأحبَّائه ومُختاريه توازِي الإيمان نفسه!! إذ يقول بولس الرسول لأهـل فيلبِّي: «وُهِبَ لَكُمْ لأَجْلِ الْمَسِيحِ لاَ أَنْ تُؤْمِنُوا بِهِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضاً أَنْ تَتَأَلَّمُوا لأَجْلِهِ» (في 1: 29
فكما هو اي الرب يسوع موعود بالصليب والالم بل كافة انواع الالام اذ مجيئه للعالم وتجسده في شبه انساننا البشري ولكن من دون خطية كان لغرض الصليب وموت الصليب لانه يجب ان يفدينا ويخلصنا انسان ولكن انسان طاهر وقدوس ونقي وخال من الخطية حتى يتحمل خطايا البشر باسرهم فكان على الله ان يتجسد من القديسة مريم العذراء بقوة الروح القدس التي ظللتها حتى يولد منها إنساناً كاملاً والهاً كاملاً ،هكذا نحن موعودون بالالام والضيقات والتجارب حتى يصفينا الله وينقينا ويتزكى ايماننا حيث نمتحص خلالها كما يمتحص الذهب بالنار وعندما يسمح الله بمرورنا بالالم لكي نعزي الذين يتالمون غيرنا
تقول رسالة ٢ كورنثوس ١: ٣-٤: “مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو الرَّأْفَةِ وَإِلهُ كُلِّ تَعْزِيَةٍ، الَّذِي يُعَزِّينَا فِي كُلِّ ضِيقَتِنَا، حَتَّى نَسْتَطِيعَ أَنْ نُعَزِّيَ الَّذِينَ هُمْ فِي كُلِّ ضِيقَةٍ بِالتَّعْزِيَةِ الَّتِي نَتَعَزَّى نَحْنُ بِهَا مِنَ اللهِ”. إن أفضل مَن يحملون الأثقال هم مَن سبق واحتاجوا مَن يحمل أثقالهم.
لكننا نشكر الله أن رسالة رومية ٨ تقول لنا: “أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ”. لا يقول الله أبدًا أن ألمنَا خيرٌ، لكنه يستخدم الألم ليعمل لخيرنا بطريقته المعجزيَّةالسريَّة
وعندما نمر بصليب ما يجب ان لا نلجأ لاي شي او احد ما في هذا العالم ونعمل منه الهاً لنا بل نلجأ لله نفسه محبنا ومخلصنا وفادينا وخالقنا ومصممنا ومبدعنا الفريد ونطلب منه مع كل تجربة المنفذ كما هو وعده لنا ونتحمله بفرح وابتهاج وصبر ولا نتذمر بل ندع كل مر يمر في حياتنا وندع عمل نعمة الله تظهر رافعين عيوننا الى ملكوت الله الابدي منزلنا وموطننا الاصلي ولنفرح بالتجارب عالمين ان خلاصنا هو في وقت الالم لان مخلصنا لم يخلصنا من دون الم بل هو تالم من اجلنا مبطلاً الموت بموته المحيي وهو لم يخفي علينا قائلاً لنا بانه سيكون لنا في العالم ضيق والتجارب مهما اشتدت فهي امتحان يعين فعندما نضع تجاربنا على الله فهي تجعلنا تامين وكاملين وغير ناقصين في شئ فهي تداريب على التقوية حتى ننال الاكليل الابدي ونصبح سكان السماء الممجدين الى الابد وبالحكمة السماوية ندرك مواعيده الاكيدة لنا التي يمنحها للصابرين وللفرحين بها كمن وجد كنز او غنيمة طالبين الحكمة غير مرتابين غير منقسمين اطلاقا لان الشكاك يشبه موج البحر الذي تخبطه الريح وتدفعه مدركين باننا غرباء في هذا العالم ونحن في العالم ولسنا من هذا العالم بل نحن لسنا في ديارنا بعد فان تحملنا ارادة الله في حياتنا نتزكى وننجو بل يجب ان نطلبها كما فعل القديسون من قبلنا فمن خلالها نصبح احباء الله اذ الذهب يصفى بالنار والنار لا تحرق الذهب بل الخبث الذي فيه اي الشوائب
الله تزيل الخبث من حياتنا لغرض صالح. الرب يكررنا حسب إرادته المقدسة، وهدفه هو الطهارة: "هذا الثلث سأضعه في النار؛ سأطهرهم كالفِضة وأختبرهم كالذهب. سينادون باسمي، وسأجيبهم؛ سأقول: "هم شعبي"، وسوف يقولون: "الرب هو إلهنا" (زكريا 13: 9؛ انظر أيضًا 1 بطرس 1: 16)
 
التعديل الأخير:
أعلى