لماذا هو ابن الله؟

abdel7ak

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
5 أكتوبر 2007
المشاركات
326
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
لدي سؤال الى المؤمنين من المسيحين بان عيسى عليه السلام هو ابن الله
لماذا يضحي الله بابنه الوحيد لانقاذ البشرية؟
 

My Rock

خدام الكل
مدير المنتدى
إنضم
16 مارس 2005
المشاركات
27,334
مستوى التفاعل
3,229
النقاط
113
الإقامة
منقوش على كفيه
رد على: لماذا هو ابن الله؟

لدي سؤال الى المؤمنين من المسيحين بان عيسى عليه السلام هو ابن الله
لماذا يضحي الله بابنه الوحيد لانقاذ البشرية؟

اولا انت في منتدى مسيحي, اي استعمل المصطلحات المسيحية
فعيسى هذا بلله و اشرب ميه في قرأنك
أسمه يسوع المسيح
و الله ضحى بأبنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية

لأن:

الله قدوس لا يقبل بالخطيئة
الله عادل يجب ان يعاقب على الخطيئة
الله رحيم يحب خليقته و يريد خلاصها

هذه الصفات الألهية حلت مشكلة خطيئة الأسان في التضحية بجسد المسيح البار على عود الصليب

اتمنى تكون الأجابة واضحة
و ياريت تبحث قبل ان تطرح اسألة متكررة لأن سؤالك هذا طرح كذا مرة و ردينا عليه كذا مرة, فلا داعي للتكرار

سلام و نعمة
 

the servant

بدور +علي+ نفسي
عضو مبارك
إنضم
20 ديسمبر 2006
المشاركات
1,566
مستوى التفاعل
12
النقاط
0
الإقامة
متكئ علي صدرة
رد على: لماذا هو ابن الله؟

سلام ونعمة لكل من اراد الفهم,,

اخي العزيز لا اجد كلام اقولة بعد كلام اخي روك,,,رغم فعلا تكرارية السؤال الا اني هاحاول ارد عليك.


اخي العزيز تصور وانت صغير اذ طلب منك والدك ان لاتفعل شيئا ما وقد نبة عليك انة اذ فعلت
مثل هذا الشئ ستتعرض للضرب الشديد..وتمر الايام وتفعل هذا الشئ امام نظر والدك هل هذا الاب
رغم كل حبة الك هل يتركك دون عقاب ام لانة يحبك يعاقبك كي يعلمك

"أوصى الرب الإله آدم قائلا : من جميع شجر الجنة تأكل أكلا 17وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها ، لأنك يوم تأكل منها موتا تموت "(تكوين16:2-17)لقد قال الرب الالة لادم ان لايؤكل من شجرة الحياة ولكن الشيطان اغوا المراءة ان تأكل وهي بدورها اغوت ادم ليأكل من الشجرة
"فقالت المرأة للحية : من ثمر شجر الجنة نأكل 3وأما ثمر الشجرة التي في وسط الجنة فقال الله : لا تأكلا منه ولا تمساه لئلا تموتا 4فقالت الحية للمرأة : لن تموتا بل الله عالم أنه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر"(تكوين2:3-5)
بالتالي وقع ادم في خطية مخالفة امر الله وهو ابوة السماوي فادم لم يعرف لة اب سوي الله
فهل يتركة اللة دون عقاب ام ينفذ الله العادل الحق الديان كلامة وينفذ فية كلامة....اي ينفذ عقوبة الموت في الانسان الذي اخطئ....تصور اخي الله المهوب الخالق يحزن علي الانسان ولا يريد موتة ماذا يفعل ؟؟؟

لابد ان تكون هناك كفارة عن خطيئة الانسان ام هل تعتقد ان طرد الانسان من الجنة هو عقابة الوحيد
عن مخالفة اوامر اللة واطاعتة لابليس

اعطي الرب الالة لادم وعد لخلاصة وهو"ان نسل المراءة يسحق راس الحية" الحية اخي ماهي الا صورة ابليس الذي اضل حواء وادم وبالفعل هذا الوعد هو تنازل اللة عن سماء مجدة ونزولة علي الارض في صورة انسان ليتحمل حكم الموت الازلي عن بني البشر ولكنة موجود في كل مكان حاشا ان نقول ان نزول الله
من السماء للارض لاتمام مشورة الخلاص ان السماء كانت خالية والا فنحن لا نتحدث علي اللة المهوب
المالئ الكل السماء والارض

هناك عيون تبصر ولكنها لاتبصر الحق
 

abdel7ak

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
5 أكتوبر 2007
المشاركات
326
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد على: لماذا هو ابن الله؟

ارى ان السيد frai قد لجاب اجابة وافية لكنه اشار الى نقطة خطيرة تدفعني الى تساءل حول العدالة الالاهية هل يخطئ آدم ويسدد يسوع؟
 

abdel7ak

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
5 أكتوبر 2007
المشاركات
326
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد على: لماذا هو ابن الله؟

اظن ان من حقي ان ابحث عن الحقيقة واذا كان هذا اسلوبك في الردود للباحثين عن الحقيقة فانت تخالف تعاليم الكتاب المقدس يا روك
 

abdel7ak

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
5 أكتوبر 2007
المشاركات
326
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد على: لماذا هو ابن الله؟

ستشطب عضويتي من المنتدى اعرف ذلك لكن ذلك لن يكون نهاية العالم
 
إنضم
3 يوليو 2007
المشاركات
3,636
مستوى التفاعل
303
النقاط
83
الإقامة
في اورشاليم السماوية
رد على: لماذا هو ابن الله؟

سلام ونعمة

السؤال لية اللة ضحي بابنة طب لية مارسلش اي انسان يتصلب بدالة او ملاك بخلاف ما تقول الخص لك اخويا عبد الحق في قصة

كان في ملك وثني سؤل الوزير بتا عة المسيحي نفس سؤالك

السؤال لية اللة ضحي بابنة طب لية مارسلش اي انسان يتصلب بدالة او ملاك بخلاف ما تقول الخص لك اخويا عبد الحق في قصة


الوزير المسيحي طلب من الملك اخي عبد الحق مهلة حتي يجيب علي ال0سؤال بشكل وافي

فذهب الي نحات القصر قالة انا عاوزك تعملي تمثال يشبة ابن الملك بالتمام ثم ذهب الي المربيةبتاعة القصر


وقل لها لبسي هذا التمثال ملابس ابن الملك وعندما اعطي الاشارة ارمي التمثال في البحيرة التي امام الحجرة



وفي الصباح سؤل الملك الوزير لفماذا لم تجيب عن سؤالي فقال لة الوزير تسمح لي مولاي بجولة في الحديقة وافق الملك وعندما كانو يتحدثان اذ بة يجد الصبي ابنة وقع في البركة وبدون اي شعور وتلقائيا نزل الملك لينقذة فوجدة تمثال فقال لة الوزير هذة هي اجابة سؤالك لماذا لم تامرني ان انقذ الطفل او امرت احد حراثك


هذة قصة بسيطة للغاية وساجاوب بشكل وافي
 
إنضم
3 يوليو 2007
المشاركات
3,636
مستوى التفاعل
303
النقاط
83
الإقامة
في اورشاليم السماوية
رد على: لماذا هو ابن الله؟

ستشطب عضويتي من المنتدى اعرف ذلك لكن ذلك لن يكون نهاية العالم



ماي روك يحذف عضوية اي عضو قليل ادب بدليل زميلك المحترمين الي موجدين في المنتدي مثل انسان محترم زي بورترات مسلم وبقالة كتيرجدا وغيرة وغيرة فبلاش لعب بالالفاظ وكلام هايف فماي روك اكبر شخص محترم وعادل شفتة في حياتي



انا لا احب ان اتكلم في امور شخصية لان الامور الشخصية هي لغة الضعفاء فخلينا في الموضوع
 

abdel7ak

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
5 أكتوبر 2007
المشاركات
326
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد على: لماذا هو ابن الله؟

السيد مروان من خلال القصة التي اوردتها انا فهمت ان هناك اعمال يقوم بها المعني شخصيا دون وساطة وهذا ما اتفق معك فيه لكن يقودني ذلك الى سؤال آخر هو لماذا هذه الخطة من قبل الله للتكفير عن خطايا البشر اليس له القدرة على المغفرة مباشرة دون تضحية؟
 

the servant

بدور +علي+ نفسي
عضو مبارك
إنضم
20 ديسمبر 2006
المشاركات
1,566
مستوى التفاعل
12
النقاط
0
الإقامة
متكئ علي صدرة
رد على: لماذا هو ابن الله؟

سلام ونعمة لكل من اراد الفهم,,,,

اخي العزيز اعتقد ان مضمون فكرة الخلاص وصلتك من خلال كلام اخواتي...

اما من حيث فكرة العدالة الالهية او كما تحكي عن خطئ ادم ومعاقبة يسوع بدلا منة...اخي العزيز هذا لايقلل اطلاقا من العدالة الالهية فاذا اللة لم يكن عادل لم يكن ليفذ حكمة علي صنعة يدية الانسان الذي سر بة
ولكن اسمحلي اذ اخطئت انت في شيئا خطير وجاء والدك امام من اخطئت في حقة وتحمل العقاب بدلا منك
او انك ارتكبت فعل اثيم وتطلب دخولك"لا قدر اللة" السجن وخاف عليك والدك وعلي مستقبلك وتطوع لتحمل
الجريمة والاتم عنك حتي اذ كان الحكم الاعدام هل يمكن ان نطلق علي والدك انة غير حكيم او عادل
لقد تطوع من ملئ ارادتة وحبة الشديد اليك ليضحي بذاتة لكي تعيش انت ابنة الوحيد..............


هذا هو الوضع في مشورة خلاص البشرية اللة لم يأمر احد او ملاك لينفذ الخلاص بل ضحي بنفسة
هذا اخي قمة الحب والعدل الالهي ان يضحي ملك الملوك بذاتة من اجل صنعة يدية...حاول ات تعقل
هذا الكلام بالامثلة التي ذكرتها لك واعقلها هل هذا الة ظالم...الة متكبر.....لايحب البشر
اخي العزيز يسوع المسيح ليس هو عروسة الخلاص كما تعتقد بل هو اللة المخلص الديان,هو المحب لنا والذي سفك دمة علي عود الصليب من اجلك ومن اجلي حاول مرة تطلب معرفة الحق بقلب صافي اصرخ من قلبك للة الواحد لكي يعلمك الحق وانا واثق ان الله لن يتركك......
هنااااك عيون تبصر ولكنها لاتبصر الحق
 
إنضم
16 أكتوبر 2007
المشاركات
8
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد على: لماذا هو ابن الله؟

لدي سؤال الى المؤمنين من المسيحين بان عيسى عليه السلام هو ابن الله
لماذا يضحي الله بابنه الوحيد لانقاذ البشرية؟

وانت علي حسب كلامك تقول ان اهوة ابن الله فهل تؤمن بأنة قد صلب علي الصليب؟

وعلي حسب كلامك مثل ما تقول اهوة (أبـــن الــله) لم يستطيع انقاذ ابنة من الصليب؟؟؟؟؟؟

ارجو الجواب:t9:
 

عابد

New member
إنضم
14 أكتوبر 2007
المشاركات
14
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد على: لماذا هو ابن الله؟

انتا منتظر ايه الا انهم سيقولون انه اراد ان يضحى بنفسه من اجلنا نحن0


اكيد ماتنتظرش منهم اخى الحبيب الا هذا الكلام0

ونحن منتظرين لو كان فى كلام اخر0
 

"مسلمة"

New member
إنضم
21 أكتوبر 2007
المشاركات
4
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد على: لماذا هو ابن الله؟

السلام علي من اتبع الهدي
اخي مروان لقد قلت انه لا تحدث مغفرة الا بسفك الدماء اذا كل لما بتحتاجوا انكم يتغفرلكم بتعملوا ايه
وانت بتقول ان احنا عندنا عد اسمه عيد الاضحي
عيد الاضحي ده علشان ربنا عز وجل فدي سيدنا اسماعيل بذبحا عظيم
وذلك لان عندما انجب سيدنا ابراهيم سيدنا اسماعيل حسب الملائكة ان سيدنا اسماعيل قد شغل قلب سيدنا ابراهيم فربنا حب يوري الملائكة ان مافيش في قلب الخليل الا الخليل
فربنا اراه في المنام انه يذبح ابنه ورأيا الانبياء حق مثل الوحي
فقال سيدنا ابراهيم لسيدنا اسماعيل عليهم صلوات الله وسلامه
يابني اني اري اني اذبحك فسيدنا اسماعيل قال يا ابتي افعل ما تؤمر ستجدني من الصابرين ولكن معني ذلك انه لم يذبحه اذا لم يوافق ابنه لا كان سيذبحه لانه امر اله عزوجل ولكن حب ان يشركه في الاجر
فربنا فدي سيدنا اسماعيل عليه السلام بالكبش فالذلك عندنا اسمه عيد الاضحي
وفي عندنا ما بيضحوش لعدم المقدرة هل لن يغفر الله لهم
احنا عندنا بس لو حبنا نتوب وربنا يغفرلنا بنقوم بين يدي الله ونصلي وندع ليغفر لنا ولا يطلع حد من العبيد علي ذنوبنا
ربنا بيرحم لكن مش كل الناس بيرحموا
لا اله الا الله محمد رسول الله
 
إنضم
3 يوليو 2007
المشاركات
3,636
مستوى التفاعل
303
النقاط
83
الإقامة
في اورشاليم السماوية
رد على: لماذا هو ابن الله؟

اختي مسلمة شكرا لسؤالك جاء

المسيح ليبذل ذاته فداء عنا نحن البشر الذين قبلوه :
كما ان ابن الانسان لم يات ليخدم بل ليخدم و ليبذل نفسه فدية عن كثيرين (مت 20 : 28)


و ايضا يقول في انجيل مرقس :
لان ابن الانسان ايضا لم يات ليخدم بل ليخدم و ليبذل نفسه فدية عن كثيرين (مر 10 : 45)



و قد تنبأت النبية حنة بنت فنوئيل ان الفداء سيتم في اورشليم :
فهي في تلك الساعة وقفت تسبح الرب و تكلمت عنه مع جميع المنتظرين فداء في اورشليم (لو 2 : 38)



يوضح القديس بولس ان فداء الرب يسوع لنا مجانا للذين يقبلونه :
متبررين مجانا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح (رو 3 : 24)


الفداء في المسيح بدمه الاقدس :

الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا حسب غنى نعمته (اف 1 : 7)



الفداء هو بذل النفس من اجل الكل :
الذي بذل نفسه فدية لاجل الجميع الشهادة في اوقاتها الخاصة (1تي 2 : 6)


فعندما تحدثت علي عيد الضحية كان قصدي اقلك ان المسيح جاء ليفدي العالم
 
إنضم
3 يوليو 2007
المشاركات
3,636
مستوى التفاعل
303
النقاط
83
الإقامة
في اورشاليم السماوية
رد على: لماذا هو ابن الله؟

اتي الرب يسوع لكي يموت فداء عن البشر و يعطينا الحياة الابدية

لانه كما في ادم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع (1كو 15 : 22)

و ايضا شهادة يوحنا المعمدان

و في الغد نظر يوحنا يسوع مقبلا اليه فقال هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم (يو 1 : 29)

اتي المسيح لاجل الفداء بدمه الطاهر لمغفرة الخطايا ليس خطايانا فقط بل خطايا الجميع

الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا حسب غنى نعمته (اف 1 : 7)

دم الذبيح الرب يسوع هو كفارة لخطايانا نحن وخطايا جميع البشر كلهم
الذين ماتوا علي الرجاء.................. رجاء القيامة من الموت و الحياة الابدية و العودة الي الخلود كما خلقنا الاله القدوس

و هو كفارة لخطايانا ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم ايضا (1يو 2 : 2)


++++++++++++++++++++++++

(6) " لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضــالة " ولهذا هو لهم فقط بعث :

راجع النقطة (4)


++++++++++++++++++++++++

(7) " فإنه حتى الناموس كانت الخطية في العالم على أن الخطية لا تحسب إن لم يكن نامـــوس " :

العالم يعرف الناموس منذ ان خلقه الاله القدوس
فالوصية بعدم الاكل من شجرة معرفة الخير الشر هي في حد ذاتها ناموس وقد كسره ادم و حواء

لان كل من اخطا بدون الناموس فبدون الناموس يهلك و كل من اخطا في الناموس فبالناموس يدان (رو 2 : 12)

فلماذا بلبل الاله القدوس السنة البشر و لماذا افاض الطوفان ؟ و حرق سدوم و عمورة ؟؟
 
إنضم
3 يوليو 2007
المشاركات
3,636
مستوى التفاعل
303
النقاط
83
الإقامة
في اورشاليم السماوية
رد على: لماذا هو ابن الله؟

عقيدة الكفارة والفداء
إعلان محبة الله وعدله على الصليب

لنيافة الأنبا بيشوى

د. جوزيف فلتس


مقدمة:
يقول المزمور "الرحمة والحق تلاقيا. البر والسلام تلاثما. الحق من الأرض أشرق والبر من السماء إطلّع" (مز85: 10-11). فكما أن الصليب هو إعلان عن محبة الله حسب قول السيد المسيح "هكذا أحب الله العالم حتى بذل إبنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يو3: 16)، فإن الصليب أيضاً إعلان عن قداسة الله الكاملة وعن عدالته المطلقة. كما هو مكتوب "بدون سفك دم لا تحصل مغفرة" (عب9: 22).

فالغفران الإلهى هو غفران مدفوع الثمن. لأن الخطية والبر لا يتساويان عند الله. ولكى يعلن الله بره الكامل وقداسته المطلقة فلابد أن يعلن غضبه على الخطية. كقول معلمنا بولس الرسول "لأن غضب الله معلن من السماء على جميع فجور الناس وإثمهم الذين يحجزون الحق بالإثم" (رو1: 18). ويقول أيضاً معلمنا بولس الرسول "مخيف هو الوقوع فى يدى الله الحى" (عب 10: 31)، ويقول "لأن إلهنا نار آكلة" (عب12: 29). وقيل عن عمل السيد المسيح الفدائى المذكور فى سفر الرؤيا "وهو يدوس معصرة خمر سخط وغضب الله القادر على كل شئ" (رؤ19: 15).

إذاً، الله يغضب بسبب الخطية وهذا واضح تماماً فى كتب العهد القديم وكتب العهد الجديد المقدسة. ولكن توجد موجة معاصرة وسط بعض أفراد الكنيسة، نقلاً عن لاهوتيين غربيين محدثين، تَدّعى أن الله لا يغضب بسبب الخطية، ولا يعاقب الخطاة على خطاياهم. وتستبعد فكرة إيفاء العدل الإلهى حقه على الصليب. وتستنكر فكرة العقوبة فى حكم الموت الذى صدر ضد الإنسان. وبهذا يبدأ تمييع فكرة الفداء وعقيدة الكفارة بما يؤدى إلى إهدار قيمة العقيدة المسيحية. موضوع خطير إلى أبعد الحدود..!



غضب الله :

لا أحد يستطيع أن ينكر غضب الله بسبب الخطية، بل لابد أن تُعلن قداسة الله الكاملة كرافض للخطية والشر فى حياة الإنسان أى كرافض لخطية الإنسان. عدل الله فى محاسبته على الخطية معناه أن تظهر قداسة الله الكاملة بأن تنال الخطية قصاصاً عادلاً. حتى لو دفع الثمن من يحمل خطية الإنسان عوضاً عنه، مانحاً الخاطئ فرصة للتوبة والحياة، بعد أن يكتشف بشاعة الخطية ويكرهها قابلاً محبة الله الشافية والغافرة التى يمنحها الروح القدس فى الأسرار.

كان الإنسان الضائع الذى سقط فى فخ إبليس، وسقط تحت الغضب الإلهى يحتاج إلى من يخلّصه. كقول الرب "من يد الهاوية أفديهم. من الموت أخلصهم" (هو13: 14). وكان الأمر يحتاج إلى من يسحق سلطان الموت ويهزم طغيانه، ويحتاج إلى من يستطيع أن يحرر المسبيين ويخلصهم من أسر إبليس وينقذهم من الغضب الإلهى.



تحرير البشر من سلطان الشيطان :

يتضح ذلك من كلام السيد المسيح لبولس الرسول حينما ظهر له وهو فى طريقه إلى دمشق وقال له "قم وقف على رجليك لأنى لهذا ظهرت لك لأنتخبك خادماً وشاهداً بما رأيت وبما سأظهر لك به منقذاً إياك من الشعب ومن الأمم الذين أنا الآن أرسلك إليهم لتفتح عيونهم كى يرجعوا من ظلمات إلى نور ومن سلطان الشيطان إلى الله حتى ينالوا بالإيمان بى غفران الخطايا ونصيباً مع المقدسين" (أع 26: 16-18).





إنقاذ البشر من غضب الله :

إن السيد المسيح إحتمل الغضب. الألم الذى إحتمله هو نتيجة الغضب المعلن ضد الخطية. الغفران فى المسيحية، ليس غفراناً بلا ثمن بل هو غفران مدفوع الثمن. والذى دفع الثمن هو السيد المسيح بدافع محبته لكى يخجل الخطاة بهذا الحب العجيب...

فالإنسان يخجل من خطاياه التى تسببت فى آلام المخلص وإحتماله التعيير وموته كما قال بفم النبى "تعييرات معيّريك وقعت علىّ" (مز69: 9).

إن الإنسان حينما ينظر إلى صليب الرب يسوع المسيح يقف مبهوراً من محبته، ومخزياً من كل خطية تسببت فى صلبه. إنه يرى فى الصليب الحب بأجلى معانيه. ويرى أيضاً العدل يأخذ مجراه. ويسمع كلمات الرسول منذراً إياه هو وغيره من المؤمنين: "قد إشتريتم بثمن فمجدوا الله فى أجسادكم وفى أرواحكم التى هى لله" (1كو6: 20). وأيضاً قوله "أنكم لستم لأنفسكم" بل للمسيح (1كو6: 19). أليست هذه هى الأنشودة الرسولية "كى يعيش الأحياء فيما بعد لا لأنفسهم بل للذى مات لأجلهم و قام" (2كو5 : 15).

إن الله لكى ينقذنا من نتائج خطايانا، "أرسل إبنه كفّارة لخطايانا" (1يو4: 10) وأدان الخطية كقول معلمنا بولس الرسول "الله إذ أرسل إبنه فى شبه جسد الخطية ولأجل الخطية دان الخطية فى الجسد" (رو8: 3). إدانة الخطية فى الجسد، تعنى أن الخطية قد أدينت على الصليب. فالله "لم يشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين" (رو8: 32). الله لم يشفق على ابنه حينما حمل خطايانا فى جسده بل أعلن غضبه على الخطية لكى تنال الخطية دينونة عادلة. وهنا يتبرر الله كقدوس وكرافض للشر.

إن الله يريد أن يعلن نقمته وغضبه ضد خطية الإنسان. فمن يقبل أن يحمل المسيح خطاياه عنه، فإنه يرى بعينيه الخطية قد سُمرت على الصليب. ويعلم بهذا أن خطاياه قد غفرت. يرى بعينيه الخطية وقد أدينت دينونة عادلة. وهكذا قال معلمنا بولس الرسول "إذ محا الصك الذى علينا فى الفرائض الذى كان ضداً لنا وقد رفعه من الوسط مسمراً إياه بالصليب" (كو2: 14).

ويشرح القمص تادرس يعقوب هذه الآية ويقول [ماذا يعنى تمزيق صك الدين الذى علينا الذى أعلنته فرائض الناموس؟ إلا إيفاء الدين تماماً بالصليب.]

وقد أشار القديس يوحنا ذهبى الفم إلى أهمية رفع الغضب الإلهى لإتمام المصالحة فقال [.ولكى تعلموا أننا أخذنا الروح القدس كعطية تصالح الله معنا.. وأن الله لا يرسل نعمة الروح القدس إذا كان غاضباً منا. لكيما إذا اقتنعت بأن غياب الروح القدس هو دليل غضب الله، تتأكد أن إرساله مرة أخرى هو دليل المصالحة لأنه لو لم تكن المصالحة قد تمت لما أرسل الله الروح القدس ] (العظة الأولى عن عيد حلول الروح القدس).

فلماذا يميل البعض إلى رؤية الحب الإلهى معلناً على الصليب ولا يميلون إلى رؤية الخطية مدانة فوق الصليب؟ إننى أخشى أن يكون هؤلاء البعض لديهم تعاطف مع الخطية فيستثقلون إعلان غضب الله ضد الخطية الذى رأيناه فى الصليب!! فحينما يتكلمون عن الحب يرحرحون له، ويرحبون به. وحينما يأتى الحديث عن إدانة الخطية وعن غضب الله بسبب الخطية فإنهم يتهربون من مواجهة هذه الحقيقة التى لا تريح أنفسهم. وإننا لنرى فى هذا عجباً، لأن نفس الذين يرددون هذا المعنى قد وصل بهم المطاف إلى القول التالى:- [ الذى غُلب من شهوته توقفه ذبيحتك بلا لوم أمام أبيك مقبولاً. والذى تعذرت توبته ألا تكفى ذبيحتك أن تكون له توبة وأنت ضمين. ]

فانظروا يا ذوى الألباب وأفهموا ما هو القصد من هذه الحبكة الفكرية؟ تجاهل العدل الإلهى والهروب من مواجهة فكرة العقوبة، ثم الإنحدار إلى هاوية إعلان قبول الله للخطاة بغير توبة.

هذا المسلسل الرهيب الذى لو تركناه فسوف يؤدى إلى الإستخفاف بالخطية وهلاك الرعية.. وهنا نتذكر قول معلمنا بولس الرسول "مخيف هو الوقوع فى يدّى الله الحى" (عب10: 31). "من خالف ناموس موسى فعلى شاهدين أو ثلاثة شهود يموت بدون رأفة. فكم عقاباً أشر تظنون أنه يحسب مستحقاً من داس إبن الله وحسب دم العهد الذى قدّس به دنساً وإزدرى بروح النعمة" (عب10: 28،29).

"فإننا نعرف الذى قال لى الإنتقام أنا أجازى يقول الرب. وأيضاً الرب يدين شعبه. مخيف هو الوقوع فى يدى الله الحى" (عب10: 30-31). وقوله أيضاً "لذلك ونحن قابلون ملكوتاً لا يتزعزع ليكن عندنا شكر به نخدم الله خدمة مرضية بخشوع وتقوى. لأن إلهنا نار آكلة". (عب12: 28-29).

نحن اليوم حينما نقول "سامحنا يارب" عندما نخطئ. يقول لنا الرب: نعم أسامحكم لكن لابد أن تفهموا أن خطيئتكم ثمنها مدفوع. ثمناً غالياً..



لماذا لا يغفر الله لنا بدون الصليب ؟

البعض يقولون لماذا لا يغفر الله الخطية بناءً على طلب الإنسان بدون آلام الصليب ومعاناته. ونحن نجيبهم: أن الله إذا غفر بدون قصاص كامل للخطية يكون كمن يتساوى عنده الخير والشر. وإذا كان الغفران هو علامة لرحمته فأين قداسته الكاملة كرافض للشر إن لم تأخذ الخطية قصاصاً عادلاً؟

نحن نفهم أن الله يقول أنا أغفر لكم. لكنى أغفر لمن يدرك قيمة الغفران أن ثمنه غالى جداً؛ ولمن يقبل نعمة الشفاء من الخطية بفعل التجديد والتطهير الذى يعمله الروح القدس.

ما الفائدة أن مريضاً يطلب من الطبيب أن يسامحه على مرضه دون أن يطلب منه الشفاء؟!! الأجدر بالمريض أن يطلب من الطبيب أن يشفيه بكل الأدوية الضرورية. وهكذا لا يكفى طلب المغفرة من الله بدون وجود سبب للمغفرة، بل يلزم طلب المغفرة على حساب دم المسيح وطلب الشفاء وقبول تعاطى الدواء الذى يمنحه الطبيب السماوى وهو تجديد الطبيعة بالمعمودية وممارسة الأسرار المقدسة. والكتاب يقول عن شفاء مرض لذة الخطية التى دفع ثمنها السيد المسيح "الذى بجلدته شفيتم" (1بط2: 24).

وقيل أيضاً أنه "مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا تأديب سلامنا عليه وبحبره شفينا. كلنا كغنم ضللنا مِلنا كل واحد إلى طريقه والرب وضع عليه إثم جميعنا" (أش53: 5،6).

الإنسان يشعر أن ثمن خلاصه مدفوع، وأن السيد المسيح اشتراه بدمه. فلم يعد ملكاً لنفسه. وأنه قد دُفن مع المسيح وصُلب معه فى المعمودية. فحينما تأتى الخطية وتقول له خذ نصيبك من المتعة، يقول لها أين هو نصيبى من لذة الخطية؟! هل الميت له نصيب فى ذلك؟!! لهذا يقول القديس بولس الرسول "احسبوا أنفسكم أمواتاً عن الخطية ولكن أحياءً لله بالمسيح يسوع ربنا" (رو6: 11). فالإنسان يرى أن خطيته قد دُفع ثمنها لكى ينال الغفران.

يأتيه الشيطان ويقول له إرتكب الخطية مرة أخرى. فيجيبه: كيف ذلك؟!! هذه الخطية ثمنها غالى.. الغفران مدفوع الثمن بالكامل. لأن "أجرة الخطية هى موت" (رو6: 23).

فالموت الذى أستحقه أنا، المسيح مخلصى دفع ثمنه بالكامل. الإنسان يخجل من نفسه كلما ينظر إلى الصليب ويشعر بالخزى، يحتقر نفسه.. يكره نفسه.. يكره النفس التى تطالب بالخطية وبلذتها.. يبكت نفسه ويقول فى مقابل هذه اللذة الرخيصة العابرة قد جُلد المسيح الذى أحبنى بالسياط وسمر بالمسامير. إذاً فكل لذة محرَّمة يقبلها الإنسان قد دفع ثمنها السيد المسيح بالجلدات الحارقة فى جسده المبارك تلك التى احتملها فى صبر عجيب وهو برئ.

فإذا تجاهلنا العدل الإلهى.. فما الداعى للصليب أصلاً؟.. ما لزومه؟ هل الصليب مجرد تمثلية لكى يظهر لنا السيد المسيح محبته فقط؟!! ثم ما معنى كلمة "الفداء"؟ حينما يقول "ليبذل (المسيح) نفسه فدية عن كثيرين" (مت20: 28) أو "الذى بذل نفسه فدية" (1تى2: 6). هل أصبحت كلمة الفداء كلمة ليس لها معنى؟

والعجيب أن البعض يرفضون أن يقدم الفادى نفسه فى موضع الخاطئ. أى يضع نفسه فى مكان الخاطئ بينما الكتاب واضح إذ يقول أشعياء النبى"والرب وضع عليه إثم جميعنا" (أش53: 6) وقال يوحنا المعمدان "هوذا حمل الله الذى يرفع خطية العالم" (يو1: 29). ويقول أيضاً أشعياء النبى "جعل نفسه ذبيحة إثم" (أش53: 10). وفى رسالته الأولى يقول معلمنا بطرس الرسول "عالمين أنكم أفتديتم لا بأشياء تفنى… بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب" (1بط1: 18-19) ويقول معلمنا بولس الرسول إن "المسيح إفتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا" (غل3: 13). ويقول "قد أشتريتم بثمن فمجدوا الله فى أجسادكم وفى أرواحكم التى هى لله" (1كو6: 20). ويقول "إذ محا الصك الذى علينا فى الفرائض الذى كان ضداً لنا وقد رفعه من الوسط مسمراً إياه بالصليب" (كو2: 14).


ماذا يعنى تمزيق صك الدين الذى كان علينا؟ إلا إيفاء الدين تماماً بالصليب. فلماذا نحسب الدين إهانة للمخلص المحبوب؟

بولس الرسول يقول فى جسارة "لأنه جعل الذى لم يعرف خطية خطية لأجلنا لنصير نحن بر الله فيه".

القديس مار أفرام السريانى يقول [السبح للغنى الذى دفع عنا ما لم يقترضه وكتب على نفسه صكاً وصار مديناً] (الترنيمة الثانية عن الميلاد).

القديس أمبروسيوس يقول [ بالجسد علّق على الصليب ولأجل هذا صار لعنة. ذاك الذى حمل لعنتنا] (شرح الإيمان المسيحى – الكتاب الثانى- الفصل 11).

والقديس أثناسيوس يقول [ ولأن كلمة الله هو فوق الكل فقد لاق به بطبيعة الحال أن يوفى الدين بموته وذلك بتقديم هيكله وآنيته البشرية لأجل حياة الجميع. ] (تجسد الكلمة فصل 9 الفقرة 2).



مسألة إهانة كرامة الله :

الذيــن يرفضـون عقيـدة الكفــارة يقـولون: "إن شــر

الإنسـان لا يمكن أن يجرح كرامة الله، ولا يهينه. إذ كيـف

للإنسان أن يمس كرامة الله، حتى لو فعل الإنسان كل ما فى وسعه من شر!!؟" ونحن نجيب عليهم بأن خطية الإنسان لن تمس كرامة الله طالما يعلن الله غضبه ضد الخطية. أما إذا لم يعلن غضبه كقدوس ففى هذه الحالة –وهذا مستحيل- تكون كرامته قد أهينت إذ لم تعلن قداسته المطلقة كرافض للشر. ولهذا فنحن نرى العدل والرحمة يتلاقيان بالصليب وبهذا أعلنت قداسة الله العادل ومحبته فى آنٍ واحد.

وقد أوضح القديس أثناسيوس أن العدل الإلهى قد استوفى بآلام وموت الصليب فقال [ لهذا كان أمام كلمة الله مرة أخرى أن يأتى بالفاسد إلى عدم فساد، وفى نفس الوقت أن يوفى مطلب الآب العادل المطالب به الجميع وحيث أنه هو كلمة الآب ويفوق الكل، فكان هو وحده الذى يليق بطبيعته أن يجدد خلقة كل شئ وأن يتحمل الآلام عوضاً عن الجميع وأن يكون نائباً عن الجميع لدى الآب ] (تجسد الكلمة فصل 7 فقرة 5).



الموت النيابى:

ينادى البعض فى زماننا الحاضر بأن السيد المسيح لم يمت عنا بل مات لأجلنا. بمعنى أنه لم يمت على الصليب بدلاً عنا بل مات بنا وبهذا نكون قد متنا معه!!!

ويقولون إنه من الخطأ القول بأنه تألم عنا أو صلب عنا أو مات عنا... وهكذا وقد نسى هؤلاء أن الكنيسة كلها تردد فى قانون الإيمان فى جميع صلواتها الليتورجية عن السيد المسيح أنه [نزل من السماء وتجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء تأنس وصلب عنا على عهد بيلاطس البنطى] فمن الواضح أننا نعترف بأنه صلب عنا...

وأن السيد المسيح نفسه قال إن "إبن الإنسان لم يأت ليُخدم بل ليخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين". (مت20: 28).

وما معنى الفدية إن لم تكن عوضاً عمن إفتداهم؟!!

لو كنا قد متنا مع المسيح يوم صلبه فى يوم الفداء، فما هو لزوم الفداء؟‍ إننا فى هذه الحالة نكون قد دفعنا ثمن الخلاص بأنفسنا فى يوم الصليب.

نحن صلبنا مع السيد المسيح ودفنا معه يوم قبولنا لسر العماد المقدس كقول معلمنا بولس "أم تجهلون أننا كل من إعتمد ليسوع المسيح إعتمدنا لموته. فدفنا معه بالمعمودية للموت حتى كما أقيم المسيح من الأموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن أيضاً فى جدة الحياة" (رو6: 3،4).

إن الروح القدس بعمل فائق للطبيعة وفوق الزمان والمكان يعمل فى سر العماد ويأخذ من إستحقاقات موت المسيح ويعطينا.. يمنحنا الغفران بإستحقاقات دم صليبه ويمنحنا الطبيعة الجديدة التى تليق بحياة البنوة لله ويجعلنا أعضاء فى "جسده الذى هو الكنيسة" (كو1: 24). النعمة الإلهية لا حدود لها أما نحن فمحدودين.

نحن لم نكن موجودين قبل أن نوجد لكى نشارك المسيح تقديم نفسه فدية عن حياة العالم. وكيف نكون موجودين من ألفى عام؟ هل نأخذ حالة عدم المحدودية لكياننا البشرى المحدود بالزمان والمكان؟!!

نحن كنا فى صُلب آدم حينما أخطأ فى الفردوس لأننا من نسله بحسب طبيعتنا البشرية. ولكننا لسنا من نسل السيد المسيح بحسب طبيعتنا البشرية، لأن السيد المسيح لم ينجب نسلاً جسدياً مثل آدم، بل الروح القدس يجدد هذه الطبيعة فى المعمودية ويمنحنا التبنى بالولادة الجديدة من الماء والروح لأن "المولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح هو روح" (يو3: 6). نحن نصير أولاداً لله فى المعمودية وننتقل من الانتساب إلى آدم إلى الانتساب إلى السيد المسيح طالما نكون ثابتين فيه ونحيا فى حياة القداسة والبر وبهذا نصير أعضاءً فى جسده أى الكنيسة التى هو رأسها.

إن السيد المسيح قد إشترك فى طبيعتنا بلا خطية لكى يصير قادراً أن يموت نيابة عن جميع الذين إفتداهم حينما حمل خطاياهم مسمراً إياها بالصليب.

عن هذا قال القديس أثناسيوس الرسولى فى كتاب تجسد الكلمة الفصل الثامن [وهكذا إذ أخذ من أجسادنا جسداً مماثلاً لطبيعتنا، وإذ كان الجميع تحت قصاص فساد الموت، فقد بذل جسده للموت عوضاً عن الجميع، وقدمه للآب. كل هذا فعله شفقة منه علينا، وذلك : أولاً لكى يَبطل الناموس الذى كان يقضى بهلاك البشر، إذ مات الكل فيه، لأن سلطانه قد أكمل فى جسد الرب ولا يعود ينشب أظفاره فى البشر الذين ناب عنهم. ثانياً: لكى يعيد البشر إلى عدم الفساد بعد أن عادوا إلى الفساد، ويحييهم من الموت بجسده وبنعمة القيامة، وينقذهم من الموت كإنقاذ القش من النار] .

وأيضاً فى الفصل التاسع [وإذ رأى الكلمة أن فساد البشرية لا يمكن أن يبطل إلا بالموت كشرط لازم، وأنه مستحيل أن يتحمل الكلمة الموت لأنه غير مائت ولأنه إبن الآب، لهذا أخذ لنفسه جسداً قابلاً للموت حتى بإتحاده بالكلمة ، الذى هو فوق الكل، يكون جديراً أن يموت نيابة عن الكل، وحتى يبقى فى عدم فساد بسبب الكلمة الذى أتى ليحل فيه وحتى يتحرر الجميع من الفساد، فيما بعد، بنعمة القيامة من الأموات. وإذ قدم للموت ذلك الجسد، الذى أخذه لنفسه، كمحرقة وذبيحة خالية من كل شائبة فقد رفع حكم الموت فوراً عن جميع من ناب عنهم، إذ قدم عوضاً عنهم جسداً مماثلاً لأجسادهم ].

إن السيد المسيح قد ناب عن البشر الخطاة وصُلب بدلاً عنهم وأوفى الدين الذى علينا. لم يكن معه أحد على الصليب يوم صُلب لأنه هو المخلص الوحيد الذى ليس بأحد غيره الخلاص وهو الوحيد الذى بلا خطية والوحيد الذى يستطيع أن يحمل خطايا العالم كله ويكون فدية مقبولة أمام الآب السماوى لسبب بره الكامل وذبيحته الفائقة فى قيمتها فى نظر الله الآب لأنها ذبيحة الإبن الوحيد "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل إبنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يو3: 16).

إن كان هناك أحد قد صلب مع المسيح فى يوم الفداء على الجلجثة فلماذا دار الحوار التالى بين إشعياء النبى والسيد المسيح بروح النبوة؟ : "من ذا الآتى من أدوم بثياب حمر من بصرة هذا البهى بملابسه المتعظم بكثرة قوته؟ أنا المتكلم بالبر العظيم للخلاص. ما بال لباسك محمر وثيابك كدائس المعصرة؟ قد دست المعصرة وحدى ومن الشعوب لم يكن معى أحد. فدستهم بغضبى ووطئتهم بغيظى فرش عصيرهم على ثيابى فلطخت كل ملابسى" (أش63: 1-3).

أليس هذا هو المخلّص المسيح الذى رآه يوحنا فى رؤياه راكباً فرس أبيض "وهو متسربل بثوب مغموس بدم ويدعى إسمه كلمة الله... وهو يدوس معصرة خمر سخط وغضب الله... رب الأرباب" (رؤ19: 13-16)؟

لو كان أحد قد شارك المسيح فى يوم صلبه فلماذا قال "من الشعوب لم يكن معى أحد"؟!!! ولماذا قال لتلاميذه "تأتى ساعة وقد أتت الآن تتفرقون فيها كل واحد إلى خاصته وتتركونى وحدى. وأنا لست وحدى لأن الآب معى؟!!" (يو16: 32) لو كان هناك من رعيته من صلب معه فلماذا قال لمن أرادوا أن يقبضوا عليه "إن كنتم تطلبوننى فدعوا هؤلاء يذهبون" (يو18: 8). ولماذا قال "أنا أضع نفسى عن الخراف" (يو10: 15). ولماذا تنبأ قيافا وقال "أنتم لستم تعرفون شيئاً ولا تفكرون أنه خير لنا أن يموت إنسان واحد عن الشعب ولا تهلك الأمة كلها. ولم يقل هذا من نفسه" (يو11: 49-51). كيف يتجاسر أحد أن يقول أنه قد شارك المسيح فى صلبه يوم الجلجثة وفى تقديم ذبيحة الفداء بينما النبى أشعياء يقول "كلنا كغنم ضللنا مِلنا كل واحد إلى طريقه والرب وضع عليه إثم جميعنا" (أش53: 6).

حتى اللص اليمين الذى صُلب إلى جوار السيد المسيح ومات على الصليب لا يستطيع أن يقول أن المسيح لم يمت بدلاً عنه. لأن موت اللص اليمين عل الصليب كان عقوبة أرضية على جرائمه التى إرتكبها فى حياته على الأرض. ولم يكن هذا ليعفيه من القصاص الأبدى على الإطلاق.. لولا أن المسيح مات بدلاً عنه على الصليب لما أمكن أن ينجو من الموت والهلاك الأبدى. وبواسطة ذبيحة الصليب الكفارية أمكن أن يفتح له باب الفردوس بناءً على توبته وبناءً على طلبته. اللص اليسار هو أيضاً مات ولكنه وهلك لأنه لم ينتفع من موت المسيح عوضاً عنه على الصليب.

لا وجه للمقارنة على الإطلاق بين صليب المسيح وصليب اللص، لأنه على صليب المسيح كانت الذبيحة الوحيدة المقبولة أمام الله الآب، والتى تفى بكل ديون الخطاة، وتوفى العدل الإلهى تمام الإيفاء.



لذلك وردت النصوص التالية عن ذبيحة المسيح على فم أشعياء النبى :

U "أما الرب فسُرّ بأن يسحقه بالحزن إن جعل نفسه ذبيحة إثم" (أش53: 10).

U "عبدى البار بمعرفته يبرر كثيرين وآثامهم هو يحملها" (أش53: 11).

U "هو حمل خطية كثيرين وشفع فى المذنبين" (أش53: 12).



والسؤال الخطير الآن هو ما يلى :

إذا كنا قد صلبنا مع المسيح فى يوم الصـليب بحيث لم

يصلب عنا بل صُلب بنا كما يقول البعض فهل نصلب معه مرة ثانية فى المعمودية أم لا؟!!

وهل يجوز أن يتكرر الصليب بالنسبة له، أو بالنسبة لنا؟!!

وما فائدة أسرار الكنيسة والمعمودية؟ وما فائدة عمل الروح القدس فى الكنيسة؟!!

نحن ننال شركة الموت مع المسيح فى المعمودية، ولهذا قال القديس بولس الرسول فى حديثه عن المعمودية : "إن كنا قد صرنا متحدين معه بشبه موته نصير أيضاً بقيامته" (رو6: 5).

ونحن فى قوله "صرنا متحدين معه" يدل على أن هذا شئ قد حدث فى وقت العماد ولم يكن حادثاً من قبل. وإلا فما معنى الصيرورة هنا (من كلمة صرنا).

إننا نحذّر من هذا التعليم الغريب والخطير الذى يهدم عقيدة الفداء فينبغى أن نثبت على تعليم الآباء القديسين القدامى وتعليم قداسة البابا شنودة الثالث أطال الرب حياته الذى أكد مراراً ضرورة التمسك بالتعليم الآبائى الصحيح "كى لا نكون فيما بعد أطفالاً مضطربين ومحمولين بكل ريح تعليم بحيلة الناس بمكر إلى مكيدة الضلال" (أف4: 14).

وقد قام قداسة البابا شنودة الثالث بإلقاء العديد من المحاضرات فى الكلية الإكليريكية ونشر العديد من المقالات فى مجلة الكرازة لمواجهة ما أسماه قداسته "بدعه معاصرة".

ونحن فيما نقتفى آثار خطوات قداسته فى هذا المجال إنما نرغب فى تأكيد إلتفاف الجميع حول القيادة الحكيمة لقداسة البابا لكنيستنا المجيدة فى حفظ الإيمان الأرثوذكسى المسلَّم مرة للقديسين.
 
أعلى