لماذا كان التجسد ضروريا للخلاص ؟ وليس مجرد تعليم او رسالة؟

لمسة يسوع

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
20 أغسطس 2022
المشاركات
5,462
مستوى التفاعل
2,794
النقاط
113
دعنا نسمِّ الأشياء بأسمائها: لو كانت مشكلتنا مجرد نقص في المعلومات، لكان يكفي أن يرسل الله “تعليمًا أقوى” وينتهي الأمر. لكننا نعرف كثيرًا من الحق، ومع ذلك نفعل عكسه. ما ينقص الإنسان ليس شرحًا إضافيًا بقدر ما ينقصه قلبٌ مُستعاد واتجاهٌ مُصحَّح. التعليم قد يصف الداء، لكنه لا يملك بالضرورة أن يقتلع جذوره.

لهذا كان التجسّد ضروريًا للخلاص 🎄، لا خيارًا تجميليًا في العقيدة. الخلاص في المسيحية ليس دورة تطوير ذات ولا ترقية أخلاقية، بل مصالحة حقيقية مع الله وتغيير جذري في الإنسان. وهذه المصالحة لا تتم بخطابٍ من بعيد، لأن المسافة ليست مسافة فهم فقط، بل مسافة واقع: انفصال، وفساد، وعجز. لذلك احتاج الأمر إلى مبادرة من جهة الله نفسه ✨، لا إلى نصائح تُضاف إلى قائمة النوايا الحسنة.

هنا تأتي بساطة الفكرة وعمقها معًا: لكي يُخلِّصنا الله، لا بدّ أن يقترب إلينا حقًا. في التجسّد 🕯️، المسيح ليس “معلّمًا” يقف خارج معركتنا، بل يدخلها. وهو لا يدخلها كإنسانٍ فقط، ولا كإلهٍ بعيدٍ عن الإنسان، بل كشخص واحد يجمع ما نحتاجه للخلاص: إنسانيته تعني أنه يمثلنا تمثيلًا صادقًا داخل تاريخنا، وألوهيته تعني أن الخلاص ليس محاولة بشرية، بل فعل إلهي قادر على كسر ما لا نقدر نحن أن نكسره.

ولهذا لا يكفي أن نقول: “أرسل الله رسالة”. الرسالة قد تُقنع العقل، لكن من يعيد تشكيل الإنسان من الداخل؟ قد تضيء الطريق، لكن من يملك أن يمنح الحياة؟ التجسّد يقول إن الله لم يكتفِ بأن يعلّمنا كيف نسير، بل جاء ليصنع فينا ما يعجز عنه التعليم وحده: حياة جديدة 🎁، ومصالحة حقيقية، وبداية لا تقوم على قوتنا.

 
أعلى