شوف يا عزيزي، أنا هابسط لك الشرح بقدر الإمكان، عشان يكون ضميري مرتاح قدام إلهي، بس أنت لازم تعرف أن لما حد هنا يقول لك أن في شيء أنت ماتعرفوش وأن مستوى معلوماتك المسيحية ضعيف للغاية، فليس غرضه التقليل من شأنك وإنما غرضه أن يضع يدك ويده على موطن الضعف فيك، مُشجعاً إياك أن تتعلم وتقرأ أكثر لكي لا يكون هناك سؤال لا تعرف إجابته أو على الأقل لا تعرف من أين تحصل على إجابته..
ما تتكلم أنت فيه الآن هو "عِلم" كامل أسمه "علم النقد الأعلى" وتحديداً أنت هنا تتكلم في فرع "القانونية" أي قانون الأسفار، وأنت تتكلم في قانون أسفار العهد القديم تحديدا (لأن أسفار العهد الجديد ليس عليها خلاف بين الطوائف المسيحية الرئيسية والتي هى الأرثوذكسية والكاثوليكية والبروتستنتية)، قانونية أي سفر من عدمه تحددها الكنيسة الجامعة، وقد حددت الكنيسة الجامعة قانون العهد القديم وأستقر بين الأرثوذكس والكاثوليك (كل المسيحيين) إلى أن إنشق عن الكاثوليك، البروتستانت، فرفضوا بعض أسفار، ولكن بقيت هذه الأسفار التي رفضها البروتستانت مقبولة عند الأرثوذكس والكاثوليك، إذن فالأصل هو القبول ثم رفضها البعض، فما شأن الكاثوليك والأرثوذكس أن البروتستانت رفضوها؟ وهل تضررت الأسفار وهل تضرر الوحي برفضهم إياها؟ كلا. ها عن الجانب التاريخي بشكل مختصر جداً جداً جداً.
أنت تتكلم في نقطة أخرى بعيدة عن هذا الكلام، وربما لا تعرف أنك إنتقلت من سؤالك الأول إلى سؤال آخر، في صورة إستغراب، وربما يكون الإستغراب هو نتيجة لأنك لم تعلم هذه المعلومات إلا الآن، لكن لو كنت قرأتها سابقاً ودرستها لن تستغربها وستفهم كل شيء في سياقه في وقت كاف ليجعلك تفكر فيها، لكن أن تسأل فنرد فتستغرب ردنا، فهذا لأن الفارق الزمني بين السؤال والجواب صغير فتعتقد أنت إن إجابتنا خاطئة وأننا لا نعرف الإجابة الصحيحة، فتكرر السؤال مرة ومرة ومرة، في منتدانا هنا وفي آخر وفي آخر، ولا تعرف أن المشكلة هى فيك أنك تطلب جواباً على هواك، بدون أن تتقصى الحقيقة وتفهمها.
الآن وعن نقطتك التالية التي أثرتها، اسمعني جيداً، أنت تستغرب أن ترفض طائفة ما بعض الأسفار، ولكنك لم تقدم البديل المنطقي لذلك، بمعنى، ماذا كنت تريد أن يفعل الله -مثلا- بمن رفضوها؟ هل تريد أن يخفس بهم الأرض؟ أو أن ينزل عليهم صاعقة من السماء مثلاً؟؟؟ هم أحرار كبشر، والله يقضي في النهاية، فما يخصك أنت كإنسان، هو أن تقبل أو أن ترفض هذا، والله سيحاسبك في النهاية، فإن كنت لا تستغرب أن الله منح البشر الحرية ليؤمنوا به أو لا يؤمنوا به، بل أن يسبوه ليل نهار، فهل تظن أنه سيمنع بشر من أن يرفضوا بعض الأسفار التي يظنوها ليست من كلامه بحسب وجهة نظرهم؟ والآن دعني أشرح لك ما هو درو الكتاب المقدس ككل بعهديه القديم والجديد، الكتاب المقدس ليس هو مُنشيء العقائد، ففي العهد القديم كلّم الرب إبراهيم وإسحق ويعقوب ونوح وغيرهم وأقام معهم عهداً (ميثاقاً) بدون أن يكون هناك كتاب، وكلم موسى وجعله يخرج شعبه من أرض مصر بدون أن يكون هناك بينهم أسفاراً مكتوبة في كُتب، ثم بعد ذلك جاء موسى بكتابة الأسفار، سفراً سفراً، ثم بعد ذلك تتابع الأنبياء في كتابة الأسفار، كتوثيق لهذا العهد ولمعاملات الله مع الإنسان طيلة فترة البشرية، هذا عن العهد القديم ، وأما عن العهد الجديد، فتعرف أن الرب يسوع المسيح لم يكتب كتاباً، ولا نزل بكتابا، ولا أُنزل عليه كتاباً، لأن المسيح هو المسيحيية نفسها، فالمسيح هو إكمال العهد وإتمام الرموز، وبعدما صعد المسيح، جال الآباء الرسل الاطهار مبشرين بالكلمة وببشارة يسوع المسيح في كل المسكونة، كما أمرهم هو عند صعوده، ثم بعد ذلك بدأوا يكتبون، كتوثيق لما بشروا به شفاهيا، فهناك من المؤمنين من لم يقرأ أي شيء مكتوب للرسل، ومات، ودخل الفردوس، فهل لأنه لم يقرأ الكتاب المقدس فلن يدخل الفردوس؟ الكتاب المقدس لا ينشيء العقيدة، بل أنه يوثقها، لأنه جاء في بيئة كانت ممهدة بهذه العقيدة قبل كاتبته، فالرسل بشروا بيسوع المسيح وإياه مصلوباً وبشروا بكرازة الملكوت قبل أن يكتبوا هذاا لكلام، بشروا بأنه هو الكلمة وأنه هو صار في الجسد وأنه أخلى نفسه وصار في صورة العبد قبلما يكتبوا هذا الكلام، بشروا بخلاص المسيح وصلبه وموته وقيامته قبلما أن يوثقوا هذا الكلام في كُتب، فنحن لا نقدس الحرف، ولا نعبد الحرف، لأن الحرف هو وسيلة من وسيلة التعرف على هذه العقائد التي تبشرنا بالمسيح إلهنا وخلاصه الأبدي، لكننا لسنا عبيد للحرف فأنه يقتل، لذلك فلو عدنا لما قلناه، فأن الأخ عندما قال لك أن هذه الأسفار ليس بها شيء ضروري للخلاص، فهو لا يعني أنها بلا قيمة، بل هو يقصد أنه ليس فيها ما يؤثر في خلاص الإنسان من عدمه، فمن يؤمن بها لن يعرف منها شيء سيكون هو الفيصل في خلاصه، فلو لم يعرفه، لن يخلص، والعكس صحيح، فهى في أغلبها كتب تاريخية، فحقيقة، أنا لا اعرف لما هذا الإستغراب من أن هناك من يقبولن اسفاراً وهناك من يرفضونها!! صدقني حاولت أن أضع نفسي مكانك فلم أجد سببا لهذا الإستغراب!
نقطة أخيرة أحب أن أقولها لك، عندما تسأل عن معلومة لا تعلمها، فإسأل لتعلمها لا لكي تناقش فيها، وفيما بعد، بعدما تقرأ أكثر ستكون قادرا على المناقشة فيها، لكن أن تناقش في نقاط كثيرة لا تعلمها فهذا يدفع محاورك لتركك بلا جواب..
ما تتكلم أنت فيه الآن هو "عِلم" كامل أسمه "علم النقد الأعلى" وتحديداً أنت هنا تتكلم في فرع "القانونية" أي قانون الأسفار، وأنت تتكلم في قانون أسفار العهد القديم تحديدا (لأن أسفار العهد الجديد ليس عليها خلاف بين الطوائف المسيحية الرئيسية والتي هى الأرثوذكسية والكاثوليكية والبروتستنتية)، قانونية أي سفر من عدمه تحددها الكنيسة الجامعة، وقد حددت الكنيسة الجامعة قانون العهد القديم وأستقر بين الأرثوذكس والكاثوليك (كل المسيحيين) إلى أن إنشق عن الكاثوليك، البروتستانت، فرفضوا بعض أسفار، ولكن بقيت هذه الأسفار التي رفضها البروتستانت مقبولة عند الأرثوذكس والكاثوليك، إذن فالأصل هو القبول ثم رفضها البعض، فما شأن الكاثوليك والأرثوذكس أن البروتستانت رفضوها؟ وهل تضررت الأسفار وهل تضرر الوحي برفضهم إياها؟ كلا. ها عن الجانب التاريخي بشكل مختصر جداً جداً جداً.
أنت تتكلم في نقطة أخرى بعيدة عن هذا الكلام، وربما لا تعرف أنك إنتقلت من سؤالك الأول إلى سؤال آخر، في صورة إستغراب، وربما يكون الإستغراب هو نتيجة لأنك لم تعلم هذه المعلومات إلا الآن، لكن لو كنت قرأتها سابقاً ودرستها لن تستغربها وستفهم كل شيء في سياقه في وقت كاف ليجعلك تفكر فيها، لكن أن تسأل فنرد فتستغرب ردنا، فهذا لأن الفارق الزمني بين السؤال والجواب صغير فتعتقد أنت إن إجابتنا خاطئة وأننا لا نعرف الإجابة الصحيحة، فتكرر السؤال مرة ومرة ومرة، في منتدانا هنا وفي آخر وفي آخر، ولا تعرف أن المشكلة هى فيك أنك تطلب جواباً على هواك، بدون أن تتقصى الحقيقة وتفهمها.
الآن وعن نقطتك التالية التي أثرتها، اسمعني جيداً، أنت تستغرب أن ترفض طائفة ما بعض الأسفار، ولكنك لم تقدم البديل المنطقي لذلك، بمعنى، ماذا كنت تريد أن يفعل الله -مثلا- بمن رفضوها؟ هل تريد أن يخفس بهم الأرض؟ أو أن ينزل عليهم صاعقة من السماء مثلاً؟؟؟ هم أحرار كبشر، والله يقضي في النهاية، فما يخصك أنت كإنسان، هو أن تقبل أو أن ترفض هذا، والله سيحاسبك في النهاية، فإن كنت لا تستغرب أن الله منح البشر الحرية ليؤمنوا به أو لا يؤمنوا به، بل أن يسبوه ليل نهار، فهل تظن أنه سيمنع بشر من أن يرفضوا بعض الأسفار التي يظنوها ليست من كلامه بحسب وجهة نظرهم؟ والآن دعني أشرح لك ما هو درو الكتاب المقدس ككل بعهديه القديم والجديد، الكتاب المقدس ليس هو مُنشيء العقائد، ففي العهد القديم كلّم الرب إبراهيم وإسحق ويعقوب ونوح وغيرهم وأقام معهم عهداً (ميثاقاً) بدون أن يكون هناك كتاب، وكلم موسى وجعله يخرج شعبه من أرض مصر بدون أن يكون هناك بينهم أسفاراً مكتوبة في كُتب، ثم بعد ذلك جاء موسى بكتابة الأسفار، سفراً سفراً، ثم بعد ذلك تتابع الأنبياء في كتابة الأسفار، كتوثيق لهذا العهد ولمعاملات الله مع الإنسان طيلة فترة البشرية، هذا عن العهد القديم ، وأما عن العهد الجديد، فتعرف أن الرب يسوع المسيح لم يكتب كتاباً، ولا نزل بكتابا، ولا أُنزل عليه كتاباً، لأن المسيح هو المسيحيية نفسها، فالمسيح هو إكمال العهد وإتمام الرموز، وبعدما صعد المسيح، جال الآباء الرسل الاطهار مبشرين بالكلمة وببشارة يسوع المسيح في كل المسكونة، كما أمرهم هو عند صعوده، ثم بعد ذلك بدأوا يكتبون، كتوثيق لما بشروا به شفاهيا، فهناك من المؤمنين من لم يقرأ أي شيء مكتوب للرسل، ومات، ودخل الفردوس، فهل لأنه لم يقرأ الكتاب المقدس فلن يدخل الفردوس؟ الكتاب المقدس لا ينشيء العقيدة، بل أنه يوثقها، لأنه جاء في بيئة كانت ممهدة بهذه العقيدة قبل كاتبته، فالرسل بشروا بيسوع المسيح وإياه مصلوباً وبشروا بكرازة الملكوت قبل أن يكتبوا هذاا لكلام، بشروا بأنه هو الكلمة وأنه هو صار في الجسد وأنه أخلى نفسه وصار في صورة العبد قبلما يكتبوا هذا الكلام، بشروا بخلاص المسيح وصلبه وموته وقيامته قبلما أن يوثقوا هذا الكلام في كُتب، فنحن لا نقدس الحرف، ولا نعبد الحرف، لأن الحرف هو وسيلة من وسيلة التعرف على هذه العقائد التي تبشرنا بالمسيح إلهنا وخلاصه الأبدي، لكننا لسنا عبيد للحرف فأنه يقتل، لذلك فلو عدنا لما قلناه، فأن الأخ عندما قال لك أن هذه الأسفار ليس بها شيء ضروري للخلاص، فهو لا يعني أنها بلا قيمة، بل هو يقصد أنه ليس فيها ما يؤثر في خلاص الإنسان من عدمه، فمن يؤمن بها لن يعرف منها شيء سيكون هو الفيصل في خلاصه، فلو لم يعرفه، لن يخلص، والعكس صحيح، فهى في أغلبها كتب تاريخية، فحقيقة، أنا لا اعرف لما هذا الإستغراب من أن هناك من يقبولن اسفاراً وهناك من يرفضونها!! صدقني حاولت أن أضع نفسي مكانك فلم أجد سببا لهذا الإستغراب!
نقطة أخيرة أحب أن أقولها لك، عندما تسأل عن معلومة لا تعلمها، فإسأل لتعلمها لا لكي تناقش فيها، وفيما بعد، بعدما تقرأ أكثر ستكون قادرا على المناقشة فيها، لكن أن تناقش في نقاط كثيرة لا تعلمها فهذا يدفع محاورك لتركك بلا جواب..