لماذا أحياناً كثيرة لا أجد جواب أو كلام أو استفادة من الأب الروحي

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0
شرعية الحلّ والربط في الكنيسة
من له الحق بالغفران

هل يحق للكاهن أو الأسقف أن يعطي حل أو لا يعطي الحل وقت ما شاء، وكيفما شاء، لأنه أعطى الحرية الكاملة من فم المسيح - له المجد - شخصياً، فأصبح له السلطان أن يعطي أو لا يعطي حلاً لأحد !!!

وهل على كل الشعب الخضوع لهذا السلطان مهما كان مغالاً فيه !!!
وهل يحق لكاهن أو أسقف في حالة عدم اتفاق في الرأي أو الفكر، أن يحرم أحد ولا يعطيه حلاً !!!

أولاً ينبغي أن نعرف أن ما يُعطي الشرعية للحِل الربط لأي كاهن أو أسقف أو حتى البطرك، هي :/ " طاعة مشيئة الله "
فقد أجمع آباء الكنيسة الأرثوذكسية ( اللاهوتيون منهم والنُساك ) أن ما يُعطي الشرعية لممارسة الربط والحلّ هو أن يكون الحِل أو الربط ، طاعة لله وحسب مشيئته . وأن لا شرعية لأي قرار بالحِل أو الربط لا يكون موافقاً لمشيئة الله، أو عكس تعاليم آباء الكنيسة المعتبرين فيها (مثل الآباء الرسل أو الآباء المدافعين عن الإيمان أو المجامع المقدسة)، أو ضد آيات الكتاب المقدس ...

ويقول القديس كيرلس الكبير عامود الدين في تفسيرة لنص كلمات المسيح له المجد للرسل بتقليدهم سلطان الحِل والربط:
[ مَنْ الذي يحق له أن يغفر تعديات الخطاة التي يرتكبونها ضد الشريعة الإلهية، إلا واضع الشريعة نفسه ؟
لذلك فهذه الكرامة التي قلدّها المخلِّص لتلاميذه إنما يجب أن تكون متوافقة مع طبيعة الله، لذلك فقد رأى الرب أن الذين قبلوا منه الروح القدس الذي هو إله ورب، يكون لهم أيضاً السلطان أن يغفروا ويربطوا الخطايا، بمعنى أن الروح القدس الذي يسكن فيهم هو الذي يحل ويربط الخطايا بحسب مشيئة الله، بالرغم من أن الفعل يتم من خلال الواسطة البشرية ] ( القديس كيرلس الكبير – تفسير إنجيل يوحنا 20: 22 )

* إذن فالذي يحل ويربط هو الروح القدس، وبحسب مشيئة الله، والكاهن هو الأداة أو الواسطة البشرية (مع ملاحظة أن ليس له السلطان أن يحل ويربط كيفما اتفق ووقت ما شاء، كما سبق وقلنا في التعليقات السابقة)، وهذا يظهر بوضوح في صلاة تحليل الخدام التي يصليها الكاهن في بداية القداس :

  • [ يكونون محاللين من فم الثالوث الأقدس (وصحتها القدوس) الآب والابن والروح القدس ]
وفي مخطوطة المعلم والتلميذ التي تحوي مبادئ فن وعلم الطب الروحاني (وغالباً ترجع نساختها إلى القرن 13)، يؤكد الكاتب أن ممارسة الحِل والربط يجب أن تكون، ليس بحسب مشيئة البشر، بل بناء على مغفرة الله لهم :
[ لأن الكهنة ليسوا هم آلهة، فيتصرفوا في مغفرة خطايا الخطاة كما يريدون... بل حيثما استحقوا من الله الغفران حينئذ يحلونهم.
لأن الخاطئ هو ميت بالخطية، ولا يستطيع أن يُحيي الميت غير المسيح ابن الله الحي، لأنه هو الذي بصوته أيضاً أحيا الخاطئ الميت بالخطية (يقصد إقامة المسيح - له المجد - لعازر من الموت). وعند ذلك يأمر الرب الكهنة أن يحلوه من خطاياه ويُطلقوه يمضي إلى الملكوت الأبدي (مثلما أمر المسيح له المجد تلاميذه أن يحلوا لعازر من أكفانه بعد أن أقامه حياً) ] (عن مخطوطة الاعتراف – الرأس السابع – وهي منسوخة في القرن 13 تقريباً)

عموماً وباختصار؛ الحلّ والربط هو
+ سلطان مُعطى للكنيسة لتمارسه بحسب مشيئة الله وليس بمشيئة إنسان أو حسب رأيه الشخصي أو اعتقاده الخاص، وليس ليمارسه فرد بمفرده مستقلاً عن الكنيسة أو حسب علاقته مع الناس وقربه منهم أو خصومته مع أحد أو حتى خلافه الشخصي مع أحد، لأن هذا كفيل بأن يحرمه من وضعه القانوني أمام الله والكنيسة ككاهن أو أسقف.

+ هو سلطان مُعطى للكنيسة التي لا تستمد حكمها من "لحمٍ ودم ٍ" (أي من مشيئة وهوى البشر) ولكن من مشيئة " الآب الذي في السموات "، كما شهد بذلك المسيح له المجد في إنجيل متى 16: 17.
" فأجاب يسوع و قال له طوبى لك يا سمعان بن يونا إن لحماً ودماً لم يعلن لك، لكن أبي الذي في السماوات "

وهذا يستدعي - بالطبع - اجتماع الكنيسة كجماعة متحدة بالمسيح وبمشيئة الآب بالروح القدس لكي تحل وتربط الخطايا.

وواضح جداً الحكمة من ذلك وهي أن حكم الجماعة أكثر أماناً وضماناً لعدالة ونزاهة الحكم من حكم الفرد المستقل الذي هو مُعرض أن يكون حُكمه مستمداً من فكر بشري مشوباً بالهوى والمشيئة الخاصة والانفعالات البشرية، وبخاصة أنه إذا أصدر ربط لإنسان وهو في خلاف شخصي معه !!!

وبناء على ذلك، يتضح كلمات ربنا يسوع المسيح له المجد، المختصة بسلطان الحل والربط، وهكذا كانت الكنيسة تُصالح الخطاة والمتخاصمين قبل الاحتفال بالإفخارستيا وبدأ الصلاة .
 

عبود عبده عبود

مفصول لمخالفة قوانين المنتدى
إنضم
14 يوليو 2010
المشاركات
16,645
مستوى التفاعل
4,599
النقاط
0
أشكرك على الرد بالتفاصيل الجميلة دى
عايز منك خدمة تانى عملاً بالمثل القائل :
( ان كان حبيبك عسل ألحسه كله )

عايز موضوع عن الرُتب الكهنوتية من الأصغر للأعلى
عشان أخوك مييييييح فى الجزئية دى
كمان عايز أعرف لفظة ( قسيس ) دى جاية منين وهل هى صح والا غلط ؟
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0
أشكرك على الرد بالتفاصيل الجميلة دى
عايز منك خدمة تانى عملاً بالمثل القائل :
( ان كان حبيبك عسل ألحسه كله )

عايز موضوع عن الرُتب الكهنوتية من الأصغر للأعلى
عشان أخوك مييييييح فى الجزئية دى
كمان عايز أعرف لفظة ( قسيس ) دى جاية منين وهل هى صح والا غلط ؟

هههههههههههههههههههههههههههههه حلو المثل الجديد ده، حاضر يا غالي بس أعطيني هدنة وانا اعمله وانا مش ناسي موضوع الناموس الي قلنا عليه قبل كده، [ الناموس الطقسي - الناموس الأدبي - الناموس الطبيعي - الناموس التشريعي ]
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0
يبقى نقطة أخيرة أحب اكتبها في الموضوع بكي يكون متكامل، وهي كالآتي:
* مغفرة الخطايا لا تصدر من ذات شخص الكاهن أو الأسقف بأي شكل أو وضع أو بأي حال، لأن الخطية هي موجهة في الأساس نحو العلاقة مع الله محب البشر وليس مع إنسان، لذلك فطلب المغفرة يُلتمس لا من شخص الكاهن، بل من شخص المسيح له المجد نفسه، الذي له وحده السلطان أن يغفر الخطايا ...
* والكاهن يطلب من الله هذا الغفران ( وليس هو من يمنحه ) وذلك بالصلاة التي يرفعها إلى المسيح – له المجد – يطلب فيها الحِل والمغفرة لنفسه وللشعب استناداً على حقيقة الخلاص: " أن المسيح سبق وأن قطع كل رباطات خطايانا "، لذلك فهو – أي الكاهن – يلتمس من المسيح بصيغة المتكلم الجمع وليس باسم نفسه كفرد قائلاً:

  • [ أنعم لنا بغفران خطايانا، باركنا، طهرنا، حاللنا (لنفسه وخدام المذبح أولاً)، وحالل سائر شعبك آبائي وإخوتي وضعفي (ونلاحظ أنه يأتي على ذكر نفسه آخر الكل وهذا صحيح لأن الذي يخدم وضعه الطبيعي آخر الكل) ] (كتاب الخولاجي المقدس صفحة 82 – 87)
* نلاحظ أن الحِل والمغفرة في بدء القداس الإلهي ليسا العمل المطلق للكاهن بمعزل عن الكنيسة الجامعة الحاضرة والسابقة عليه، بل هو يصدر الحِل من: فم الثالوث القدوس أولاً، ثم من فم الكنيسة الجامعة (أي الكنيسة جسد المسيح الممتد عبر الأجيال كلها)، ثم من فم الرسل الأطهار وآباء الكنيسة القديسين السابقين، وأخيراً من فم الكهنة الحاضرين (تحليل الخدام – الخولاجي المقدس صفحة 127 – 131)

+ الذي يغفر هو: الثالوث القدوس، الله الواحد – له كل المجد والكرامة – ومن خلال الكنيسة الجامعة (أي الكنيسة على الأرض وفي السماء إذ لا مفارقة بينهما لأنهما واحد، أعضاء المسيح المكرمة جداً)، فالله الثالوث هو الذي يمنح الحِل لشعب الله الحاضر بفم الكاهن، لتستطيع الكنيسة المجتمعة أن تتقدم وتحتفل بسرّ ذبيحة المسيح ليتناول منها المؤمنون وهم محاللون ومتصالحون مع الله ومع بعضهم البعض، خلاصاً وغفراناً للخطايا وحياة أبدية لهم.

هذا هو طقس نوال شعب الله عطية الغفران والحياة الأبدية في هذا المحفل المقدس الذي يجمع السمائيين والأرضيين معاً أمام عرش الله في السماء حول ذبيحة الحمل (رؤيا 5: 6 – 14)، ورأس الكنيسة في السماء الرب يسوع المسيح الجالس في يمين العظمة في الأعالي (عبرانيين 1: 3) .

* ولنا أن نعرف أن الانسحاق أمام الله بالصلاة هو المجال الصحيح الذي يُمارس فيه الكاهن أو الأسقف، سلطان الحٍل والربط (وبخاصة أثناء أعطاء الحِل في سرّ التوبة والاعتراف) ولنتأمل في صلاة الكاهن قبل أن يُشرع في إجراء سرّ المعمودية:
[ يقول الكاهن سراً عن نفسه وهو منطرح على الأردن (جرن المعمودية): أيها الرحيم الرؤوف المتحنن، فاحص القلوب والكُلى، الذي تعرف خفايا البشر وحدك، وليس شيء من أمور البشر غير ظاهرة أمامك، بل عُراة كلهم، ومذلولي الأعناق أمامك.
يا من تعرف الأشياء الأخرى التي لي،
لا تمقتني ولا تصرف وجهك عني، بل لتهرب عني في هذه الساعة جميع سيئاتي، يا من يغفر خطايا البشر ويُقبل بهم إلى التوبة، أغسل دنس نفسي وجسدي، وطهرني بالكمال، بقوتك غير المرئية ويمينك الروحية،
لكي إذا ما قرأتُ تحليلاً يطلبون مني أن أعطية لهم، الذي هو الإيمان الذي هيأَتْه عظم محبتك للبشر التي لا يُنطق بها، لا أكون أنا مُداناً كعبد للخطية. كلا أيها السيد الذي بلا خطية وحده، الصالح وحده، المحب للبشر، الذي لا يُرجعنَّ المذلول خازياً؛
بل كُن لي غافراً، وأرسل قوتك من عُلُوَّك المقدس، وقوَّني لكي أعمل خدمة هذا السرّ العظيم السمائي ... ]
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0
للرفــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
 

soul & life

روح وحياة
مشرف سابق
إنضم
28 نوفمبر 2011
المشاركات
10,525
مستوى التفاعل
3,000
النقاط
113
الإقامة
باريس الشرق
موضوع رائع استاذ ايمن رغم انى قراته من قبل وشاركت فيه لكن بصراحة مقدرتش اقاوم ولقيت نفسى بقرأه تانى لانه بيحتوى على افادة روحية وتعاليم مهمة جدا فى الاعتراف وعلاقة الانسان المسيحى بالكنيسة وبأب اعترافه
الرب يباركك ويعيينك ويزيدك نعمة وحكمة ويبارك خدمتك يارب امين.
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0
ويفرح قلبك ويهبك نعمة شديدة ويفرح قلبك كل حين آمين
 
أعلى