- إنضم
- 6 أكتوبر 2009
- المشاركات
- 16,056
- مستوى التفاعل
- 5,370
- النقاط
- 0
لكني أقول لكم أيها السامعون
أحبوا أعداءكم أحسنوا إلى مبغضيكم (لو 6 : 27)
الولادة من فوق تجعلنا أولاداً لله عن جداره : " انظروا أية محبة أعطانا الآب حتى ندعى أولاد الله من اجل هذا لا يعرفنا العالم لأنه لا يعرفه " (1يو 3 : 1) ، وفي حالة كوننا أولاد لله لا يقدر أن يفهمنا العالم ويعثر في إدراك عمل الله بروحه فينا ، لذلك يتعثر في محبتنا التلقائية ومن قلب طاهر لأعدائنا وتتميمنا لوصية يسوع : " و أما أنا فأقول لكم أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم أحسنوا إلى مبغضيكم و صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم و يطردونكم " (مت 5 : 44)، لذلك يرانا الكثيرين أننا في حالة ضعف أو في خلل نفسي أو سلبيين أو غيرها من الأفكار التي تدل على عدم البصيرة الداخلية والاستنارة ، بل وقد نسمع من بعض المسيحيين أن هذه الآية لا تصلح لهذا الزمان ، أو أنها للقديسين وليست لنا نحن ، مع أن الرب يسوع قالها لكل السامعين !!!
والسبب أن كثيرين يقفوا عند هذه الآية ويتعثرون جداً بل يحولوا تفسيرها في شكل ملتوي حتى يهربوا منها بلباقة وراحة ضمير ، هو أنهم لم يدخلوا في مجال القداسة التي بدونها لا يُعاين أحد الرب أو يفهم كلماته التي على مستوى الروح !!!
ولو تطرقنا للقداسة ، فنحن بالطبع مدعوين أن نكون قديسين : " بل نظير القدوس الذي دعاكم ، كونوا أنتم أيضاً قديسين في كل سيرة ، لأنه مكتوب كونوا قديسين لأني أنا قدوس " (1بط 1 : 16) ، والقداسة ليست صناعة بشرية حتى نخاف أن لا نُتممها ، لأن للأسف مفهوم القداسة ارتبط عند الناس بالمعجزات والخوارق ، مع أن المعجزات هي عطية خاصة كموهبة شهادة خاصة لعمل الله وليست هي شرط القداسة أو سببها ، لأن القداسة شيء آخر تماماً ولا علاقة لها بجهد الإنسان وعمله الخاص : " لا بإعمال في بر عملناها نحن بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني و تجديد الروح القدس " (تي 3 : 5)
ولكي نفهم ما هي القداسة نربط آيات الكتاب المقدس لنفهمها على مستوى عمل الله فينا وليس عملنا وجهادنا الخاص ، لأننا لا نؤهل لحياة القداسة بعملنا البشري ، لأننا لن نكون مؤهلين للقداسة بعملنا الشخصي ، لأن مهما ما عملنا أو صنعنا لن نؤهل للقداسة بقوتنا !!!
كونوا قديسين : هذا أتى في صيغة أمر ، كما قيل منذ بدء الخلق : " ليكن نور فكان نور " ( تك1: 3 ) ، فأمر الله يقع في دائرة سلطانه الخاص ويحمل قوة التنفيذ لأن حينما ينطق الله يخرج من فمه قوة تُحيي وتنفذ فوراً بسلطان ، فالله نحن نعبده ونطيعه بالحب والمهابة ونحيا تحت سلطانه الإلهي كأولاد له مولدين من فوق ، نستمد منه حياتنا ووجودنا ، لذلك وإذ لنا إنسان جديد مخلوق " و لبستم الجديد الذي يتجدد للمعرفة حسب صورة خالقه " (كو 3 : 10) في القداسة والحق ، فكأولاد للطاعةلا تشاكلوا شهواتكم السابقة في جهالتكم بل نظير القدوس الذي دعاكم ، كونوا أنتم أيضاً قديسين في كل سيرة ، لأنه مكتوب " كونوا قديسين لأني أنا قدوس ( 1بط 14 – 16 ) ، فنحن مدعوين أن نعيش في شركة مع الله بالحب والمخافة بالطاعة هنا على الأرض في سيرة مقدسة وبلا عيب ، والقداسة لنا في المسيح ربنا ، لأنه هو الذي قال : " ولأجلهم أُقدس أنا ذاتي ليكونوا هم أيضاً مقدسين في الحق " ( يو 17: 19 ) ، " فيه يحل ملء اللاهوت جسدياً ... وأنتم مملوؤن فيه " ( 1كو2: 9و10 ) ، فالقداسة تخرج من رب المجد يسوع إلينا ، أي تشملنا طالما نحن فيه ، والروح القدس ينقل قداسة ربنا يسوع ويطبعها فينا بالسرّ ، لذلك دائماً ما نُثمر محبة كظهور لعمل القداسة فينا ، لأننا آنية مخصصه للحلول الإلهي ...
فمن هنا نقدر أن نستوعب سر الآية (( أحبوا أعداءكم )) وسهولة تنفيذها لا على المستوى البشري بل على مستوى إلهي فائق لأن الروح القدس يأخذ مما للمسيح القدوس ويعطينا ، فكيف في هذه الحالة لا نقدر أن نحب إلا لو كنا لا نعيش بالإنسان الجديد الذي نلناه في سر ولادتنا من الله !!!
يا أحبائي ، لنتبع السلام والطهارة ، لكي تستقيم عبادتنا ونلبي دعوتنا المقدسة ونعيش بنوتنا لله ، لأن السلام والطهارة ومحبة الله وحياة التقوى مرتبطين معاً ويستحيل انفصالهم أبداً !!!
يقول القديس باخوميوس : [ لقد أمرنا الرب أن نحب أعداءنا ونبارك لاعنينا ونُحسن إلى من يضطهدوننا . فأية خطورة نكون فيها إذن عندما نبغض بعضُنا بعضاً ، عندما نبغض أعضاءنا الذين منا ، أبناء الله ، الأغصان في الكرمة الحقيقية ، الخراف في القطيع الروحي الذي جمعه الراعي الحقيقي ، ابن الله الوحيد الذي بذل نفسه ذبيحة من أجلنا ! فالكلمة الحي قاسى هذه الآلام من أجل عمل عظيم بهذا المقدار ، وأنت ، أيها الإنسان ، تُبغض بسبب الحسد والمجد الباطل والجشع والازدراء تلك الأشياء التي أوقعك العدو في شركها لكي يجعلك غريباً عن الله ! أي دفاع ستقدمه أمام المسيح ؟ فإنه سوف يقول لك : " بما أنك قد أبغضت أخاك فقد أبغضتني " ( أنظر مت25: 45 ) ، وستمضي إلى العذاب الأبدي لأنك قد عاديت أخاك . أما أخوك فسيدخل إلى الحياة الأبدية لأنه من أجل يسوع اتضع أمامك ... أيها الحبيب ، هوذا أنت تعلم أننا قد لبسنا المسيح ( غلا 3: 27 ) ، الذي هو صالح ومحب البشر ، فلنحرص على ألا نخلعه بأعمالنا الشريرة ] ( بستان الرهبان الموسع الجزء الثاني فقرة 37 و 39 – ص 157 و 158 )
" نحن نعلم أننا قد انتقلنا من الموت إلى الحياة لأننا نحب الإخوة من لا يحب أخاه يبق في الموت " (1يو 3 : 14)
" بهذا قد عرفنا المحبة أن ذاك وضع نفسه لأجلنا فنحن ينبغي لنا أن نضع نفوسنا لأجل الإخوة " (1يو 3 : 16)
والسبب أن كثيرين يقفوا عند هذه الآية ويتعثرون جداً بل يحولوا تفسيرها في شكل ملتوي حتى يهربوا منها بلباقة وراحة ضمير ، هو أنهم لم يدخلوا في مجال القداسة التي بدونها لا يُعاين أحد الرب أو يفهم كلماته التي على مستوى الروح !!!
ولو تطرقنا للقداسة ، فنحن بالطبع مدعوين أن نكون قديسين : " بل نظير القدوس الذي دعاكم ، كونوا أنتم أيضاً قديسين في كل سيرة ، لأنه مكتوب كونوا قديسين لأني أنا قدوس " (1بط 1 : 16) ، والقداسة ليست صناعة بشرية حتى نخاف أن لا نُتممها ، لأن للأسف مفهوم القداسة ارتبط عند الناس بالمعجزات والخوارق ، مع أن المعجزات هي عطية خاصة كموهبة شهادة خاصة لعمل الله وليست هي شرط القداسة أو سببها ، لأن القداسة شيء آخر تماماً ولا علاقة لها بجهد الإنسان وعمله الخاص : " لا بإعمال في بر عملناها نحن بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني و تجديد الروح القدس " (تي 3 : 5)
ولكي نفهم ما هي القداسة نربط آيات الكتاب المقدس لنفهمها على مستوى عمل الله فينا وليس عملنا وجهادنا الخاص ، لأننا لا نؤهل لحياة القداسة بعملنا البشري ، لأننا لن نكون مؤهلين للقداسة بعملنا الشخصي ، لأن مهما ما عملنا أو صنعنا لن نؤهل للقداسة بقوتنا !!!
كونوا قديسين : هذا أتى في صيغة أمر ، كما قيل منذ بدء الخلق : " ليكن نور فكان نور " ( تك1: 3 ) ، فأمر الله يقع في دائرة سلطانه الخاص ويحمل قوة التنفيذ لأن حينما ينطق الله يخرج من فمه قوة تُحيي وتنفذ فوراً بسلطان ، فالله نحن نعبده ونطيعه بالحب والمهابة ونحيا تحت سلطانه الإلهي كأولاد له مولدين من فوق ، نستمد منه حياتنا ووجودنا ، لذلك وإذ لنا إنسان جديد مخلوق " و لبستم الجديد الذي يتجدد للمعرفة حسب صورة خالقه " (كو 3 : 10) في القداسة والحق ، فكأولاد للطاعةلا تشاكلوا شهواتكم السابقة في جهالتكم بل نظير القدوس الذي دعاكم ، كونوا أنتم أيضاً قديسين في كل سيرة ، لأنه مكتوب " كونوا قديسين لأني أنا قدوس ( 1بط 14 – 16 ) ، فنحن مدعوين أن نعيش في شركة مع الله بالحب والمخافة بالطاعة هنا على الأرض في سيرة مقدسة وبلا عيب ، والقداسة لنا في المسيح ربنا ، لأنه هو الذي قال : " ولأجلهم أُقدس أنا ذاتي ليكونوا هم أيضاً مقدسين في الحق " ( يو 17: 19 ) ، " فيه يحل ملء اللاهوت جسدياً ... وأنتم مملوؤن فيه " ( 1كو2: 9و10 ) ، فالقداسة تخرج من رب المجد يسوع إلينا ، أي تشملنا طالما نحن فيه ، والروح القدس ينقل قداسة ربنا يسوع ويطبعها فينا بالسرّ ، لذلك دائماً ما نُثمر محبة كظهور لعمل القداسة فينا ، لأننا آنية مخصصه للحلول الإلهي ...
فمن هنا نقدر أن نستوعب سر الآية (( أحبوا أعداءكم )) وسهولة تنفيذها لا على المستوى البشري بل على مستوى إلهي فائق لأن الروح القدس يأخذ مما للمسيح القدوس ويعطينا ، فكيف في هذه الحالة لا نقدر أن نحب إلا لو كنا لا نعيش بالإنسان الجديد الذي نلناه في سر ولادتنا من الله !!!
يا أحبائي ، لنتبع السلام والطهارة ، لكي تستقيم عبادتنا ونلبي دعوتنا المقدسة ونعيش بنوتنا لله ، لأن السلام والطهارة ومحبة الله وحياة التقوى مرتبطين معاً ويستحيل انفصالهم أبداً !!!
يقول القديس باخوميوس : [ لقد أمرنا الرب أن نحب أعداءنا ونبارك لاعنينا ونُحسن إلى من يضطهدوننا . فأية خطورة نكون فيها إذن عندما نبغض بعضُنا بعضاً ، عندما نبغض أعضاءنا الذين منا ، أبناء الله ، الأغصان في الكرمة الحقيقية ، الخراف في القطيع الروحي الذي جمعه الراعي الحقيقي ، ابن الله الوحيد الذي بذل نفسه ذبيحة من أجلنا ! فالكلمة الحي قاسى هذه الآلام من أجل عمل عظيم بهذا المقدار ، وأنت ، أيها الإنسان ، تُبغض بسبب الحسد والمجد الباطل والجشع والازدراء تلك الأشياء التي أوقعك العدو في شركها لكي يجعلك غريباً عن الله ! أي دفاع ستقدمه أمام المسيح ؟ فإنه سوف يقول لك : " بما أنك قد أبغضت أخاك فقد أبغضتني " ( أنظر مت25: 45 ) ، وستمضي إلى العذاب الأبدي لأنك قد عاديت أخاك . أما أخوك فسيدخل إلى الحياة الأبدية لأنه من أجل يسوع اتضع أمامك ... أيها الحبيب ، هوذا أنت تعلم أننا قد لبسنا المسيح ( غلا 3: 27 ) ، الذي هو صالح ومحب البشر ، فلنحرص على ألا نخلعه بأعمالنا الشريرة ] ( بستان الرهبان الموسع الجزء الثاني فقرة 37 و 39 – ص 157 و 158 )
" نحن نعلم أننا قد انتقلنا من الموت إلى الحياة لأننا نحب الإخوة من لا يحب أخاه يبق في الموت " (1يو 3 : 14)
" بهذا قد عرفنا المحبة أن ذاك وضع نفسه لأجلنا فنحن ينبغي لنا أن نضع نفوسنا لأجل الإخوة " (1يو 3 : 16)