فيه ناس لا يمكن أبدا تقبل التحرر من الأفكار والعادات القديمة وتضع ليها حجج للبقاء فيها لانها ببساطة بتحس بالامان اكتر في القديم ، زي المثل المصري اللي تعرفه احسن من اللي متعرفهوش
او بسبب طريقة تربيتنا ، اننا اتعلمنا اننا لازم نبقا in control يعني بنسيطر ، صحيح احنا فاقدين السيطرة علي حاجات كتيرة جدا في المجتمع زي التعليم والصحة اللي في النازل والسياسة اللي تقرف ، والشغل وكل حاجة تقريبا بس الحاجة الوحيدة اللي لِسَّه محسسانا اننا عايشين هي سيطرتنا علي حياة بعض
اني أتدخل في حياتك واعرف عنك كل حاجة واحكم عليك قبل ما اتعامل معاك
فأنا لازم طبعا لما اشوف بطاقتك اشوف ديانتك ايه ، امال هسيطر ازاي وأتدخل في حياتك ازاي ؟
وهنا بقا الاقوي او الأكثر في المجتمع في اتجاه معين بيختار اللي اضعف او اقل منه في نفس الاتجاه ده علشان يسيطر عليه ، يعني مثلا المسلمين اكتر وهما مقهورين في كل المجالات في المجتمع علشان كده بيدورو علي اي حد اقل منهم يثبتو لنفسهم من خلاله انهم ليه عايشين ومسيطرين وبياثرو في حياة حد سواء بالسلب او بالإيجاب ، مين قدامهم غير المسيحيين؟
وبعدين تيجي للنوع الراجل هو الاقوي ومعاه صلاحيات كتير اكتر من الست ، يبقا مع انه فاشل في المجتمع ومقهور في كل المجالات لكنه بيعوض ده بسيطرته وقهره للست لانها الأقل والأضعف ، لدرجة اني اؤمن ان كم التحرش الجنسي الهائل الموجود في شوارع مصر والحوادث اللي بسمع عنها نسبه ضئيلة جدا منها بسبب الجنس ، إنما الجزء الأكبر في نظري هو بسبب القهر ، يعني الراجل بيتحرش ويعاكس علشان هو مقهور ولذلك لازم يلاقي حد يفرد عضلاته عليه بأي شكل علشان يحس انه لِسَّه مسيطر
سامحوني هقول حاجة وانا عارفه انها ممكن تضايق بعض الناس ، لكن صدقوني انا لا اقصد بيها اهانه لأحد ، ووجب التنويه ان انا ماما وبابا وتيته وجدي في الأصل ارثوذكس
ولكن لاحظت ان حتي بينا احنا المسيحيين لأننا مقهورين من المسلمين ، فأحنا كمان بدورنا بندور علي اي حد نسيطر عليه ، فهتلاقي الطائفيه الأكبر فينا هي اللي تنتقد وتكفر وتصغر من الطوائف المسيحية الأصغر منها في المجتمع المصري وصدقوني كان هيبقا نفس الحكاية لو الكاثوليك او الإنجيليين هما الأكثر في المجتمع المصري
طبعا ده مش اتجاه عام من الطائفه إنما من بعض الناس اللي بينتمو ليها
ده ملوش علاقة بالدِّين فقط كلامي ده ، إنما ليه علاقة بنفسيتنا ، بالمجتمع اللي مليان أمراض نفسيه واخطاء في التربية وطبعا قهر وظلم وفقر
لان الفرد غير منتج وهو في نظر نفسه ونظر الدوله لاشيء في المجتمع
وأوعو تفتكرو ان اللي عايش بره مصر لا يعاني من الأمراض ديه من اللي حواليه ، اللي عايشين بره مصر لازالو بيروحو كنائس وتجمعات مصرية ، والمصري ماشاء الله عليه يؤثر ولا يتأثر ، يعقد 20 سنة في بلد وهو بنفس الفكر والنفسية والقهر اللي مش عارف يتخلص منه ، انا شخصيا عانيت من مشاكل كتير مع المجتمع المصري خارج مصر ،بل انها احيانا أسوأ بسبب قله عددهم فالضربات اللي بيوجهوها لبعض أفظع وأبشع
معلش سامحوني علي كلامي لو كان تقيل ، لكن انا مش يستثني نفسي أبدا من الحكاية ديه
علشان كده بعض الناس لا يمكن يقبلو الخروج من مجتمع ديني او يحكمه الدين بشكل كبير ومظاهر الدين زي خانة الديانه في البطاقة او شهادة الميلاد او نهنئ ولا منهنئش والكلام ده اللي عمركو ما تلاقوه في اي مجتمع منتج بيفيد البشريه