
لا خلاص إلا بدم المسيح وحده
لقداسة البابا شنودة الثالث

لا إيمان ولا أعمال بدون هذا الدم. ان الإيمان هو إيمان بدم المسيح، والأعمال هى أعمال مؤسسة على استحقاقات دم المسيح. وكما يقول الرسول بولس:
(بدون سفك دم لا تحدث مغفرة)
(عب 9: 22).
فما هو اذن مركز دم المسيح في قضية الخلاص؟
وما هو مركز الايمان..؟
وما هو مركز الأعمال؟
لا يوجد خلاص الا بدم المسيح، جميع الأعمال الصالحة مهما سمت، مهما علت، مهما كملت، لا يمكن أن تخلص الانسان بدون دم المسيح.
لذلك فان الأبرار الذين أرضوا الرب بأعمالهم الصالحة في العهد القديم، انتظروا هم أيضا في الجحيم الى أن أخرجهم منه السيد المسيح بعد صلبه.
ان الأعمال الصالحة وحدها لا يمكن أن تخلص الانسان بدون الايمان بدم المسيح والا كان الوثنيون ذوو الأعمال الصالحة يخلصون بأعمالهم !! حاشا.
وكقاعدة عامة أقولها لكم:
جميع الآيات التي وردت في الكتاب المقدس تهاجم الأعمال، هى عن الأعمال وحدها بدون دم المسيح، أو عن أعمال الناموس
الخاصة بشريعة العهد القديم)
لذلك عندما يقول الرسول:
(لا بأعمال في بر عملناها)
(تى 3: 5)،
أو عندما يقول:
(ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد)
(أف 2: 9)
انما يقصد الأعمال وحدها بدون دم المسيح. وهكذا ان وجد انسان يعمل أعمالا صالحة، وهو غير مؤمن، فان بر الناموس هذا لا يفيده شيئاً وأعماله الصالحة وحدها لا تخلصه بدون الايمان.
مثل هذا الشخص غير المؤمن، تقول له: ان أعمالك كلها لا تكفئ آمن بالرب يسوع فتخلص.
هناك فرق جوهرى أساسى بين الكلام الذي يقال للمؤمن، والكلام الذي يقال لغير المؤمن.
في حديثك مع غير المؤمن، يجب أن تحطم جميع الأعمال، كلها بدون دم المسيح لا تفيد شيئا، مثل هذا تقول له: أن أعمالك لا تخلصك.. الذي يخلصك هو دم المسيح. ان دم المسيح هونقطة البدء في موضوع الخلاص.
ولكن بعد أن يؤمن، ينبغى أن تحدثه عن الأعمال الصالحة التي تليق بايمانه، لأن الايمان بدون أعمال ميت. (يع 2: 20)
لماذا لا يكون الخلاص الا بدم المسيح..؟
1- الخطية هى عصيان لله، وتعد على حقوقه، وعدم محبة له..
والله غير محدود، اذن فالخطية غير محدودة لأنها موجهة ضد الله غير المحدود.
ومهما عمل الانسان فان أعماله محدودة، لذلك لا تغفر الخطية الا كفارة غير محدودة..
ولا يوجد غير محدود الا الله. لذلك لم يكن هناك حل لمغفرة الخطية سوى أن يتجسد الله ذاته ويموت. ويكون موته كفارة غير محدودة، توفى عدل الله غير المحدود، في الاقتصاص من الخطية غير المحدودة. الموجهة ضد الله غير المحدود.
2- هذا الكلام ينطبق على خطيئة آدم كما ينطبق على خطية أى انسان، لأن الخطية هى الخطية، وعدل الله هو هو، وعقاب الخطية تفتقدنا، وقد افتقدنا فملا وخلصتنا بدم المسيح الذي به وحده الخلاص.
3-من أجل هذا قال معلمنا بولس الرسول: (متبررين مجانا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح، الذي قدمه الله كفارة بالايمان بدمه لاظهار بره من أجل الصفح عن الخطايا السابقة) (رو 3: 25 ). وقال أيضا: (الذى خلصنا ودعانا دعوة مقدسة، لا بمقتضى أعمالنا، بل بمقتضى القصد والنعمة التي أعطيت لنا) (2 تى 1: 9)
وقال أيضا: (لا بأعمال في بر عملناها نحن، بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثانى وتجديد الروح القدس) (تى 3: 4، 5). وقال أيضا: (لأنكم بالنعمة مخلصون، بالايمان. وذلك ليس منكم، هو عطية الله. ليس من أعمال كى لا يفتخر أحد) (أف 2: 8).
وقال أيضا: (فان كان بالنعمة، فليس بعد بالأعمال، والا فليست النعمة بعد نعمة) (رو 11: 6).
اننا نورد هذه الآيات التي يستخدمها البروتستانت، ولا نخبئها، لأننا لا ننكر نعمة الله علينا، ولا ننكر خلاص الله المجانى الذي أعطاه لنا، ولا ننكر أننا كنا كلنا (أمواتا بالذنوب والخطايا (أف 2: 1).
ولولا دمه الأقدس لهلكنا جميعاً.
ولكننا نضع هذه الآيات في موضعها الحقيقى، ونعترف أننا خلصنا بدم المسيح.
4-ولكننا نقول أن دم المسيح شئ، واستحقاق دم المسيح ش آخر. ان دم المسيح كاف لمغفرة خطايا العالم كله، فهل حظى العالم كله بالغفران؟!
لقد (أحب العالم حتى بذل ابنه الوحيد) (يو 3: 16) فهل خلص العالم كله بهذا البذل، أم خلص فقط (كل من يؤمن به)؟
اذن فدم المسيح موجود، مستعد، مستعد أن يخلص، وكاف للخلاص، ولكن للخلاص شروطا يجب ان تستوفى حتى يكون الخاطئ مستحقا لهذا الدم الذي به الخلاص.
وهكذا أيضا يقول يوحنا الحبيب فى رسالته الأولى عن المسيح أنه (كفارة لخطايانا. ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم أيضا) (1 يو 2: 2) كفارة المسيح اذن غير محدودة تكفى لمغفرة جميع الخطايا لجميع الناس في جميع الأجيال، في الماضى وفى الحاضر وفى المستقبل.
ولكن مع وجود دم المسيح هناك أشخاص هلكوا، وأشخاص يهلكون، وأشخاص سيهلكون! ذلك لأن استحقاقات دم المسيح لها شروط معينة.
