كيف يتعلم الرضّع خلال نومهم؟ أسرار مثيرة حول ساعات النوم والقيلولة

paul iraqe

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
3 يناير 2014
المشاركات
15,606
مستوى التفاعل
1,314
النقاط
113
الإقامة
IRAQ-BAGHDAD

خمس الرضع مصابون بمتلازمة الرأس المسطح (بيكسابي)

يُعرف القليل عن العلاقة بين النوم والتعلم لدى حديثي الولادة أو كيف تتغير هذه العلاقة مع نمو الطفل (بيكسابي)


تتغير أنماط النوم بشكل كبير مع نمو الطفل، ينام المواليد الجدد حوالي 16 إلى 18 ساعة في اليوم، ويكون نمط نومهم عشوائيا طوال اليوم في بادئ الأمر، ثم تبدأ ساعاتهم البيولوجية في التزامن مع دورة الليل والنهار بعد حوالي 6 أشهر.
وبعد مرور 12 شهرا تقريبا غالبا ما ينام الرضيع أثناء الليل مع أخذ قيلولتين في النهار، ويقتصر النوم في النهار على قيلولة واحدة في اليوم عند بلوغ السنتين.

ماذا يتعلم الرضّع أثناء النوم؟​


يغفو أحد الرضّع في مهده مرتديا قبعة مطاطية مزودة بأكثر من 100 قطب كهربائي ناعم، وفي غضون ذلك، يراقب العلماء الخطوط المتعرجة التي تتحرك عبر شاشة الحاسوب التي تسجل النشاط الكهربائي لدماغ الرضيع لمعرفة ما يحدث داخله.


وفي تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" (Washington Post) الأميركية نقلت كارولين ويلك عن وليام فايفر طبيب الأعصاب النمائي في جامعة كولومبيا أن أدمغة المواليد الجدد تعمل خلال الفترة الأولى من الطفولة على التعلم والتكيف مع كل شيء في بيئتهم المحيطة، ولكن المحير في الأمر أنهم يمضون حوالي 70% من وقتهم نائمين.

لذلك، قرر فايفر مع أماندا تارولو عالمة النفس النمائي في جامعة بوسطن من خلال هذه الدراسة اكتشاف ما إذا كان ممكنا تحديد كيفية حدوث عملية التعلم لدى الرضّع أثناء النوم.


وجد الباحثان أن الرضّع الذين لا تزيد أعمارهم على يوم أو يومين يمكنهم أن يتعلموا أن النبرة تتكون من نفخة بسيطة من الهواء، ويرمش الرضّع بعد سماعهم النبرة وحدها، في تجربة شبيهة بتجربة عالم الفسيولوجيا الروسي إيفان بافلوف مع الكلاب وكيفية استجابتها للأصوات.

ثبتت أهمية النوم للتعلم عند البالغين، لكن يُعرف القليل عن العلاقة بين النوم والتعلم لدى حديثي الولادة أو كيف تتغير هذه العلاقة مع نمو الطفل.


الرضع infant


تساعد فترات القيلولة الأطفال على ترسيخ الذكريات في وقت يتعلمون فيه كميات هائلة من المعلومات الضرورية (شترستوك)


أهمية القيلولة في عملية التعلم​


تعتبر فترات القيلولة مربكة على وجه الخصوص، حيث تشير الدراسات إلى أنها جوهرية في عملية التعلم المبكر، ولكن معظم الأطفال يتوقفون بشكل طبيعي عن أخذ القيلولة بين سن 3 و5 سنوات.


وتشير الأبحاث إلى أن القيلولة مهمة في تعلم الرضّع، وتقول مانويلا فريدريك -وهي عالمة أعصاب بجامعة هومبولت في برلين- إن النوم عامل بالغ الأهمية في عملية تعلم الكلمات في وقت مبكر.

وفي دراسة نشرت عام 2015 عرض فريق فريدريك على 90 رضيعا تتراوح أعمارهم بين 9 و16 شهرا صورا لأشياء غير معروفة (أشياء تبدو مثل رافعات الأثقال أو الألعاب المركبة)، مع سماع أسمائها التي كانت مختلقة، مثل "بوفل" أو "زوسر".


وبعد ذلك بساعة أو ساعتين يعرض الباحثون على الرضّع الصور مرة أخرى إما مقترنة بـ"اسم" الشيء أو بكلمة مختلقة أخرى.


قام الباحثون بفحص التخطيط الكهربائي للدماغ للحصول على أدلة تشير إلى أن الرضّع قاموا بالربط بين الصور والأسماء، وقد حدد بحث سابق خصائص معينة من أثر التخطيط الكهربائي للدماغ، مثل الومضة الفولتية التي تظهر عند سماع شيء غير متوقع.

وفي دراسة فريدريك أظهرت تسجيلات التخطيط الكهربائي للدماغ أن الأطفال الذين أخذوا قيلولة قبل الاختبارات تذكروا الكلمة المقترنة بالشيء الذي شاهدوه سابقا، فيما فشل في ذلك الرضّع الذين لم يأخذوا قيلولة.


ليس هذا فحسب، أظهر الرضع الذين ناموا قليلا قدرة على تصنيف الأشياء التي تعلموها إلى فئات: عند رؤية أشياء جديدة مماثلة للأشياء التي شاهدوها من قبل أظهر نشاط التخطيط الكهربائي لأدمغتهم أنهم كانوا يتوقعون كلمة تعلموها سابقا.



خمس الرضع مصابون بمتلازمة الرأس المسطح (بيكسابي)


اكتشف العلماء قدرة الرضّع على فرز المعلومات وتصنيفها أثناء مرحلة تسمى "مغزل النوم" (بيكسابي)


اكتشفت فريدريك وزملاؤها في نفس الدراسة أن قدرة الرضّع على فرز المعلومات وتصنيفها تترابط مع إحدى ميزات التخطيط الكهربائي للدماغ أثناء مرحلة تسمى "مغزل النوم"، وهي اندفاعات سريعة من النشاط الكهربائي، ولم تُسجل الموجات الأعلى خلال مرحلة مغزل النوم سوى لدى الأطفال الذين تعلموا تعميم الكلمات.

غالبا ما تقترن مرحلة مغزل النوم مع الموجات البطيئة بشكل متذبذب في التخطيط الكهربائي للدماغ، وتحدث الموجات البطيئة لدى البالغين أثناء النوم العميق فقط وترتبط بترسيخ الذاكرة، وهي عملية يتم من خلالها تحويل الذكريات قصيرة الأجل إلى ذكريات أكثر استدامة، لكن الموجات البطيئة تسجل لدى الأطفال أثناء القيلولة أكثر من الكبار.


تساعد فترات القيلولة الأطفال على ترسيخ الذكريات في وقت يتعلمون فيه كميات هائلة من المعلومات الضرورية، وتقول سيمونا غيتي عالمة نفس تنموية بجامعة كاليفورنيا في ديفيس إن "العلم يشير إلى أن النوم يلعب دورا" في التنمية الإدراكية المبكرة، ويبدو أيضا أن فترات القيلولة تساعد الأطفال على فهم بنية الجملة.

قامت عالمة النفس المعرفي ريبيكا غوميز من جامعة أريزونا في توكسون وزملاؤها بعرض مجموعة من الكلمات على مجموعة من الأطفال تتراوح أعمارهم بين 15 و48 شهرا، وقد تبين أن الأطفال الذين أخذوا قيلولة أظهروا قدرة أعلى على فهم الأنماط.


تساعد فترات القيلولة الأطفال الأكبر سنا على تعلم ما هو أبعد من اللغة، ففي دراسة نشرت في عام 2020 قامت ريبيكا سبنسر عالمة الأعصاب المعرفية في جامعة ماساشوستس أمهرست، وطالبة الدراسات العليا سانا لوخاندوالا بتقليد نشاط فترة الحضانة، مثل تأليف العديد من الكتب التي تحكي قصة قصيرة عن يوم في حديقة الحيوان، وفي مختبر النوم لسبنسر قام باحث بقراءة هذه الكتب لأطفال تتراوح أعمارهم بين 3 و6 سنوات، مشيرا إلى الصور.

وبعد قراءة القصة مباشرة طلب الباحثون من الأطفال وضع مجموعة من الصور من الكتب، ثم نام بعض الأطفال لمدة تصل إلى ساعتين، فيما بقي آخرون مستيقظين، ووجد الباحثون أن الأطفال الذين تمتعوا بقيلولة تذكروا بدقة أكبر ترتيب الأحداث في اختبار الذاكرة مقارنة بالمجموعة الثانية، وهؤلاء الأطفال قدموا أداء أفضل في نفس الاختبار في اليوم التالي.


الرضع infant


خلال مرحلة مغزل النوم يتم تحويل الذكريات قصيرة الأجل إلى ذكريات أكثر استدامة (شترستوك)


لماذا يتوقف الطفل عن أخذ القيلولة؟​


عندما امتنع الأطفال عن أخذ قيلولة كان أداؤهم أسوأ في اختبارات الذاكرة، ولكن مع النمو يتوقف الأطفال تدريجيا عن أخذ قيلولة، وربما يعزى ذلك -حسب سبنسر- إلى تطور الدماغ واعتماد عملية التعلم بشكل أقل على النوم.


وتركز دراسة بين سبنسر وتريسي ريغنز -وهي عالمة أعصاب إدراكية نمائية في جامعة ميريلاند في كوليدج بارك- على وظيفة منطقة قرن آمون المسؤولة عن تخليق الذكريات الجديدة باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي لأدمغة الأطفال.


وتفترض كل من سبنسر وريغنز أن تطور منطقة قرن آمون هو الذي يفسر التخلي التدريجي عن القيلولة.


وتشير الأبحاث التي أجريت مع حيوانات المختبر والبشر البالغين إلى أن منطقة قرن آمون تعمل على التخزين قصير الأجل للمعلومات الجديدة، ثم تنقل تلك الذكريات إلى القشرة المخية لتخزينها لفترة أطول.


وتشبّه سبنسر منطقة قرن آمون بالدلو، وفي وقت مبكر من التطور يكون دلو الذكريات صغيرا لذلك يجب إفراغه بشكل متكرر أثناء النوم، ويكون ذلك من خلال القيلولة، ومع تطور هذه المنطقة تتطور قدرة الطفل على التعلم أيضا.
 

candy shop

مشرفة منتدى الاسرة
مشرف
إنضم
29 يناير 2007
المشاركات
50,803
مستوى التفاعل
2,012
النقاط
113
موضوع مهم جدااااااااااااا
ومعلومات قيمه
شكرااااااااااااا باول

ربنا يباركك
 
أعلى