- إنضم
- 6 أكتوبر 2009
- المشاركات
- 16,056
- مستوى التفاعل
- 5,370
- النقاط
- 0
كيف نقترب من الله القدوس في الكنيسة ومخادعنا
وما هي طهارتنا الحقيقية حسب أمر الرب
وما هي طهارتنا الحقيقية حسب أمر الرب
من الواجب الموضوع على كل مسيحي من أول البطريرك إلى جميع الشعب، أن لا يقترب أحد إلى خدمة الله أو يتناول من الأسرار الإلهية، إلا الطاهر طهارة الموضع المقدس نفسه، لأن كل من ازدرى بالموضع الواقف فيه لعبادة الله، فهو يزدري بالله الحي ويأخذ لنفسه دينونة عظيمة جداً لأنه احتقر الرب، لأن إلهنا قدوس هو ناراً آكله [ ليس بالمعنى المادي بالطبع ]، وكل من تقدم ليخدمه بما هو غريب عن طبعه وبغير طهارة فقبول دينونة مخيف من قِبَل الرب، لأن التقوى شيء أساسي في حياة المسيحي الحقيقي.
ويعتقد البعض - للأسف - أن نظافة الجسد هي طهارة النفس والتي بها ينبغي أن نتقدم للرب، وذلك اعتماداً على النص الحرفي الذي للعهد القديم، لذلك دائماً ما يشددون على بعض العادات اليهودية الحرفية – حسب العادات الطقسية الموسوية في العهد القديم والتي كانت رمزية لكي يفهم الناس في ذالك الزمان المعنى الداخلي للطهارة – متناسيين عمل الروح وطهارة القلب الداخلية، مما أدى إلى الانحصار في الجسديات وعدم بلوغ سر عمل الله في داخل القلب، بل التمسك بالحرف الذي يقتل وفي النهاية يبعدنا عن الحق الذي في المسيح الرب ويجعلنا نتمسك بعبادة نافلة لا تنفع المتقدمين سوى على مستوى طهارة الجسد من الخارج فقط، وفي النهاية يصيروا مرفوضين من الله لأنهم جعلوا أنفسهم تحت الناموس وليس تحت النعمة !!!
فحميم الجسد وطهارته الخارجية – وهو أمر طبيعي يمارسه الجميع – ليس هو الأساس أو الجوهر في الحياة مع الله وشرط تقدمنا لسر الإفخارستيا المُقدِّس للنفوس، الذي هو خبز الحياة الذي نزل من السماء الذي وهب الحياة للعالم.
[ لأنه نصب المسكن الأول [ خيمة الاجتماع – والهيكل الأول ] الذي يقال له القدس الذي كان فيه المنارة والمائدة وخبز التقدمة. ووراء الحجاب الثاني المسكن الذي يقال له قدس الأقداس. فيه مبخرة من ذهب وتابوت العهد مغشى من كل جهة بالذهب الذي فيه قسط من ذهب فيه المن وعصا هرون التي أفرخت ولوحا العهد. وفوقه كروبا المجد مظللين الغطاء، أشياء ليس لنا الآن أن نتكلم عنها بالتفصيل. ثم إذ صارت هذه مهيأة هكذا يدخل الكهنة إلى المسكن الأول (القدس) كل حين صانعين الخدمة. وأما إلى الثاني (قدس الأقداس) فرئيس الكهنة فقط مرة في السنة ليس بلا دم يقدمه عن نفسه وعن جهالات الشعب. معلنا الروح القدس بهذا أن طريق الأقداس لم يظهر بعد ما دام المسكن الأول (الهيكل) له إقامة. الذي هو رمز للوقت الحاضر الذي فيه تقدم قرابين و ذبائح لا يمكن من جهة الضمير أن تكمل الذي يخدم. وهي قائمة بأطعمة وأشربة وغسلات مختلفة وفرائض جسدية فقط موضوعة إلى وقت الإصلاح.
وأما المسيح و هو قد جاء رئيس كهنة للخيرات العتيدة فبالمسكن الأعظم والأكمل غير المصنوع بيد أي الذي ليس من هذه الخليقة. وليس بدم تيوس وعجول بل بدم نفسه دخل مرة واحدة إلى الأقداس فوجد فداء أبدياً. لأنه إن كان دم ثيران وتيوس ورماد عجلة مرشوش على المنجسين يقدس إلى طهارة الجسد. فكم بالحري يكون دم المسيح الذي بروح أزلي قدم نفسه لله بلا عيب يطهر ضمائركم من أعمال ميتة لتخدموا الله الحي. ] (عبرانيين 9: 2 – 14)
طبعاً لا يتخذ أحد فرصة ويدخلنا في مناقشة عقيمة ويحاول أن يخرجنا عن روح الموضوع ويظن أننا نتكلم عن عدم ضرورة الاستحمام أو حتى ضرورته، لأننا هنا لن ندخل في حوار عقيم فكري حول طهارة الجسد الخارجية والتي هي تُمارس من الجميع بلا استثناء وفي معظم الأوقات اليومية ولا ضرورة على التحدث فيها لأنها أمر طبيعي عند الجميع ويمارسونه في حياتهم اليومية باستمرار ولا حاجة لأحد أن يقنع بها أو يرفضها، فهي لازمة للجسد لأجل الصحة العامة وليس من أجل الحياة مع الله.وأما المسيح و هو قد جاء رئيس كهنة للخيرات العتيدة فبالمسكن الأعظم والأكمل غير المصنوع بيد أي الذي ليس من هذه الخليقة. وليس بدم تيوس وعجول بل بدم نفسه دخل مرة واحدة إلى الأقداس فوجد فداء أبدياً. لأنه إن كان دم ثيران وتيوس ورماد عجلة مرشوش على المنجسين يقدس إلى طهارة الجسد. فكم بالحري يكون دم المسيح الذي بروح أزلي قدم نفسه لله بلا عيب يطهر ضمائركم من أعمال ميتة لتخدموا الله الحي. ] (عبرانيين 9: 2 – 14)
عموماً فلنتقي ونمجد الله القدوس ولا نتقدم إليه بقلة حشمة، بل بطهارة القلب والفكر، بتوبة حقيقية وتقوى وورع ووقار شديد ومحبة صادقة وطهارة قلب بالروح وليس بمجرد طهارة جسد رغم ضرورة ذلك للصحة العامة، ويتحدث الأب صفرونيوس في رسالته لتلميذه ثيؤدوروس (تادرس)، عن الاستعداد للتناول من جسد الرب ودمه قائلاً:
[ نظافة الجسد ليست هي طهارة القلب. وحسناً أن نكون أنقياء من الداخل، لأن القبر قد يكون بناءً عظيماً، وفي داخله عظام ميتة. ونحن ليس لنا عادات ولا قانون خاص بنظافة الجسد، لأن هذه الأمور تقع تحت سلطان كل مؤمن بالمسيح. لأننا باغتسال واحد هو مياه المعمودية قد صرنا أطهاراً، ولا حاجة لنا إلاَّ إلى الاغتسال من أعمال الجسد الميتة بالتوبة، أمَّا مياه الخليقة فهي لا تُقربنا إلى الله ] (عن كتاب المائة مقولة عن التوبة وعمل الروح القدس في القلب، رسالة الأب صفرونيوس لتلميذه تادرس طبعة 2004 ص 38)
فأساس قربنا من الأسرار المقدسة هي التوبة الصادقة والحقيقية والإيمان الحي العامل بالمحبة، لأن بدون توبة وإيمان ومحبة لن نستفيد من أسرار الله المقدسة والتي تعطى لنا خلاصاً وغفراناً للخطايا وحياة أبدية لمن يتناول منها لأنها الخبز الحي النازل من السماء، فطهارة القلب تأتي أولاً وفي الأساس بالتوبة وبكلمة الله التي تنقي القلب من الداخل لتستقبل العريس السماوي الذي به تؤمن وتحب لتحيا به [ من يأكلني يحيا بي ]، فماء العالم كله لن يطهر قلوبنا من الداخل ولو استحممنا كل لحظة ووقت واستخدمنا كل مطهرات الدنيا وبما فيها.
فلنسعى يا إخوتي أن نغتسل بالتوبة والإيمان الحي، فنصبح مستحقين أن ندخل أمام مذبح الله لنأخذ جمر الطهارة من على المذبح المقدس والذي هو سرّ قداسة كل إنسان يؤمن ويصدق أن هذا هو حمل الله رافع خطية العالم والذي به وحده صار لنا حق الدخول إلى الأقداس: [ وليس بدم تيوس وعجول بل بدم نفسه دخل مرة واحدة إلى الأقداس فوجد فداء أبدياً، فإذ لنا أيها الإخوة ثقة بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع (عبرانيين 9: 12؛: 10: 19) ]
وليس لنا إلا أن نختم بكلمة الله الحية والتي ينبغي أن نصغي إليها بكل قلوبنا:
- + والآن لماذا تتوانى قم واعتمد واغسل خطاياك داعياً باسم الرب (أعمال 22: 16)
- + لا بأعمال في برّ عملناها نحن، بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس (تيطس 3: 5)
- + يسوع المسيح الشاهد الآمين البكر من الأموات ورئيس ملوك الأرض الذي أحبنا وقد غسلنا من خطايانا بدمه (رؤيا 1: 5)
- + هؤلاء هم الذين أتوا من الضيقة العظيمة وقد غسلوا ثيابهم وبيضوا ثيابهم في دم الخروف (رؤيا 7: 14)
_____صلاة_____
- إلهنا القوس الحي النار الآكلة
- الثالوث القدوس الواحد المساوي الحي المهوب المخوف المملوء مجداً
- أيها الآب القدوس يا من أعطيتنا سرّ طهارة القلب
- بدم ابنك الوحيد الذي يطهر ضمائرنا من أعمال ميته
- لنقدر أن نخدمك حسناً كما يحق لجلالك
- ببر وطهارة قلب يليق بعظمة بهاء مجدك
- تفضَّل علينا نحن عبيدك بقوة روحك القدوس لطهارة نفوسنا
- ولتشديد ونمو إيماننا وزيادة محبتنا
- وليكون لنا رجاء الحياة الأبدية بربنا يسوع المسيح
- الجالس بجسم بشريتنا عن يمين عظمة مجدك
- الذي لك معه يا أبانا ومع الروح القدس المجد إلى الأبد
- نحن بك نؤمن يا ضابط الكل مدبر خلاصنا حسب مسرة مشيئتك في المحبوب
- وبابنك الوحيد يسوع المسيح الذي مات لأجل خطايانا وأُقيم لأجل تبريرنا
- وبالروح القدس الرب المُحيي وناقل لنا كل ما لابنك الوحيد في قلوبنا سراً
- منتظرين قيامة الأموات وحياة الدهر الآتي آمين
- مجداً لك أيها الثالوث القدوس المساوي مُحيي أنفسنا
- سر فرح حياتنا كلنا
- آمين هلليلويا
التعديل الأخير: