كيف نعيش الوصية بسهولة

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0
من المستحيل لأي واحد أن يطلب نعمة الله
إن لم يكن عنده الروح القدس (العلامة ديديموس الإسكندري)


لقد أسس الرب كنيسته على نهر الحياة الأبدي، جاعلاً إياها بمقتضى ناموس روح الحياة أن تقبل الروح القدس الرب المُحيي، حتى يتدفق منها كل النعم والخيرات السماوية كينبوع ماء حي يسقي كل شعب المسيح الممجد بمجد عظيم عن يمين العظمة في الأعالي في المسيح يسوع الباكورة: [ ثم أن الرب بعدما كلمهم ارتفع الى السماء وجلس عن يمين الله ] (مرقس 16: 19)، [ وأقامنا معه وأجلسنا معه في السماويات في المسيح يسوع ] (افسس 2: 6)...

لقد تشوهت طبيعتنا بالسقوط، وهذا الذي جعل الإنسان يقع تحت سلطان الخطية والموت، ولم يفلت منه أحد، بل الكل سقط وطعن نفسه بأوجاع الموت الخطيرة، فلم يعد الإنسان قادراً على شفاء نفسه أو علاجها لأنه فسد بالتمام، ويستحيل بعد الفساد أن يعود الإنسان لحالته الأولى قط، لأن الميت حينما يفسد لا يصلح إلا لقبر !!!

والروح القدس كإله جددنا في المعمودية، وهو بطبيعة اتحاده مع الآب والابن يردنا من حالة الموت إلى الحياة، يردنا من القبح إلى جمالنا الأصلي، فيجعلنا أيقونة الله المقدسة التي تعكس جماله الخاص، فهو يملأنا من نعمته حتى لا نعود نعطي مكاناً لأي شيء لا يليق بطبيعة إنساننا الجديد المخلوق في القداسة والحق حسب صورة ربنا يسوع الكلمة المتجسد القائم بمجد عظيم وجالس بجسم بشريتنا عن يمين العظمة في الأعالي، إذ أصبحنا [ ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما في مرآة نتغير إلى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد كما من الرب الروح ] (2كورنثوس 3: 18)...
[ حينما نغطس في جرن المعمودية، فإننا بإحسان الله الآب وبنعمة الروح القدس، نتعرى من خطايانا ونطرح عنا الإنسان العتيق، فنولد من جديد ونُختم بقوته الملكية المقدسة. ولكن حينما نخرج من الجرن نلبس المسيح مُخلَّصنا، كثوبٍ لا يبلى، مستأهل لذات الكرامة التي نلناها بتجديد الروح القدس الذي خُتمنا بخاتمه. إذ كما يقول الكتاب المقدس : " لأن كلكم الذين اعتمدتم في المسيح قد لبستم المسيح " ( غلاطية 3: 37 ).
فإننا بنفخة الله ، قد قبلنا صورة الله ومثاله، كما يقول الكتاب. ولكننا بسبب الخطية فقدناها. وها نحن الآن قد صرنا معروفين من الله مرة أخرى، كما كنا معروفين حينما خُلقنا أولاً، بلا خطية وأسياداً على ذواتنا
] ( العلامة ديديموس الإسكندري – في الثالوث 2 : 12 )
الروح القدس يعطينا حرية المسيح الممجد كأولاد لله، فهو يحررنا من سلطان الخطية والموت ويجعلنا روحيين فعلاً، شركاء في المجد الإلهي، نعبد الله ونسجد له بالروح والحق كأبناء في الابن الوحيد ويُشكلنا باستمرار على صورة ابن الله، إذ يطبع فينا صورته بمجد عظيم، ويعطينا روح التقوى ويسكب فينا محبة الله، فنحبه فعلاً ونحفظ وصاياه بسهولة، لأنها لم تعد ثقيلة، لأن الروح القدس يعمل في داخلنا بروح الوصية وقوتها، لأنه ينقل قوتها لنا في أعماقنا من الداخل، لذلك لم تعد ثقيلة كما كانت قبل أن نتوب ونعود لله ليعمل في داخلنا بقوته !!!

إذن فأننا بدون الروح القدس لن نتغير أو نتجدد على صورة ربنا يسوع، ولن تكون الوصية سهلة ومحبوبة لنا، بل سنجدها صعبة جداً بل ومستحيل تنفيذها على المستوى العملي، بل من الجائز أن نقول أننا قادرين على تنفيذها بقوة الله شفوياً، ولكن على مستوى الفعل فأننا لا نكون قادرين أن ننفذها بفرح ومسرة أو بسهولة، بل نعيش في حالة من الغصب وتصبح الوصية ثقيلة جداً ومحزنة لأنفسنا لأننا لا نقدر أن نعيشها، وقد نجد أن وصية المحبة نظرية نعتنقها لأننا نشعر أنها مستحيلة، بل وقد نهرب منها بتفسيرات شتى، وكل هذا لأن روح المسيح لا يعمل فينا !!!

يقول العلامة ديديموس : [ ليس أحد غير مولود ثانية من روح الله القدوس وغير موسوم بختم تقديسه، ينال العطايا السماوية، ولو كانت حياته بلا خطية في أي شيء ] ( في الثالوث 2: 12 )

ولنا أن نتيقن أن : [ كل من يتصل بالروح القدس، ففي نفس اللحظة هو يتقابل مع الآب والابن. وكل من يشترك في مجد الآب، فأن هذا المجد في الواقع هو ممنوح له من الابن بالروح القدس ] ( العلامة ديديموس عن الروح القدس 17 )

يا أحبائي ، بتجديدنا في المعمودية نتمتع بالألفة مع الله على قدر ما تسمح طاقة طبيعتنا ، فعلى قدر ما يقدم الإنسان نفسه لله بالتوبة ويطلب الله بقلبه ليعمل فيه بروحه القدوس الذي يسكن في إناءه يُشابه الله غير المائت، ويحيا الحرية التي حررنا بها ربنا يسوع بموته وقيامته نائلاً حياته فيه :
[ روح الرب علي لأنه مسحني لأبشر المساكين أرسلني لأشفي المنكسري القلوب لأنادي للمأسورين بالإطلاق وللعمي بالبصر وأرسل المنسحقين في الحرية ] (لوقا 4: 18)
[ وتعرفون الحق والحق يحرركم ] (يوحنا 8: 32)
[ فأن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً ] (يوحنا 8: 36)
[ لأن ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد أعتقني من ناموس الخطية والموت ] (رومية 8: 2)
[ وأما الرب فهو الروح وحيث روح الرب هناك حرية ] (2كو 3 : 17)
[ فاثبتوا إذاً في الحرية التي قد حررنا المسيح بها ولا ترتبكوا أيضاً بنير عبودية ] (غلاطية 5: 1)

المجد لله الذي حررنا بالحقيقة آمين
 

Bent el Massih

ارحمنا يارب
عضو مبارك
إنضم
3 ديسمبر 2007
المشاركات
3,124
مستوى التفاعل
815
النقاط
113
الإقامة
في حضن المسيح
المجد لله الذي حررنا بالحقيقة

آمين

ميرسي استاذي على الموضوع الرائع
ربنا يبارك حياتك وخدمتك​
 

white.angel

فيلسوفه مسيحيه
عضو مبارك
إنضم
6 يوليو 2010
المشاركات
3,777
مستوى التفاعل
1,303
النقاط
0
اروع ما فى الوصيه هى انها تتلخص فى الاتى
بمقدار حبنا له سيكون تمتعنا به .
واى شئ اخر كالامتلاء من الروح القدس والحياه الطاهره و و و و ...
هى نتيجه طبيعيه ..

شكراً استاذنا :)
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0
النعمة تملأ قلوبكم سلام ومسرة
ولنطلب كلنا الروح القدس لأن بدون ان نطلبه وأن نمتلئ منه لن نحيا وفق الوصية بالمحبة
كونوا معافين باسم الرب في روح وداعة يسوع آمين
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0
اروع ما فى الوصيه هى انها تتلخص فى الاتى
بمقدار حبنا له سيكون تمتعنا به .
واى شئ اخر كالامتلاء من الروح القدس والحياه الطاهره و و و و ...
هى نتيجه طبيعيه ..

شكراً استاذنا :)

أختي الحلوة في المسيح الرب، من أين تاتينا المحبة إلا بالروح القدس [ محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا (رومية 5: 5)...
محبوبة الله الحلوة أنت عكستي الكلام، لأن بمقدار ما نمتلئ بالروح القدس سيكون تمتعنا به لأنه يغيرنا إليه: [ ونحن جميعاً ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما في مرآة نتغير إلى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد كما من الرب الروح ] (2كورنثوس 3: 18)، وطبعاً المنقادون بروح الله أولئك هم ابناء الله كما قال الرسول، لذلك الرسول بولس نفسه قال: [ امتلئوا بالروح ] (أفسس 5: 18)، [ لا تطفئوا الروح ] (1تسالونيكي 5: 19)...
فالروح لا يملئنا إلا لو صلينا وسعينا أن نمتلئ منه، لأنه هو الرب المُحيي، هو الله فينا ويملأ أوانينا، وأن لم نعي عمله ونسعى إليه ليلاً ونهاراً، فاننا لن نستطيع أن نحب الله ولا نعيش الوصية قط، ولا حتى تشتعل قلوبنا بالمحبة الإلهية، فلو الروح القدس يملأنا النتيجة الطبيعية أننا نحب الله ونتغير إليه وليس العكس، لأن الامتلاء بالروح القدس لا يأتي كنتيجة طبيعية بل هو صلاتنا وسعينا الجاد المتواصل أن كنا فعلاً نطلب الله ونريد أن يملأ حياتنا، لذلك الرسول أمرنا أن نمتلئ بالروح وأن لا نطفأه، لأن الامتلاء لا يأتي نتيجة بل منه تخرج كل نتيجه، لئلا لم يقل الرسول امتلئوا بالروح، ملأ الله قلبك بفيض روحه القدوس الرب المُحيي وقائدنا نحو الآب في المسيح يسوع، كوني في ملء النعمة وفرح الروح القدس آمين
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0
لنُصلي بعضنا لأجل بعض يا محبوب يسوع الحلو
كن معافي في روح قيامة يسوع آمين
 
أعلى