من مؤلفات جبران خليل جبران
سلام المسيح
كيف صرت مجنونا
هذه قصتي إلى كل من يودّ أن يعرف كيف صرت مجنونا : في قديم الأيام قبل ميلاد كثيرين من الآلهة نهضت من نوم عميق فوجدت أن جميع براقعي قد سرقت- الراقع السبعة التي حكتها وتقنعت بها في حيواتّي السبع على الأرض – فركضت سافر الوجه في الشوارع المزدحمة صارخا بالناس :
" اللصوص ! اللصوص الملاعين ! " فضحك الرجال والنساء مني وهرب بعضهم الى بيوتهم خائفين مذعورين .
وعندما بلغت ساحة المدينة اذا بفتى قد انتصب على احد السطوح وصرخ قائلا : ان هذا الرجل مجنون ايها الناس ! " وما رفعت نظري لآراه حتى قبّلت الشمس وجهي العاري لأول مرة . لأول مرة قبلت الشمس وجهي العاري فالتهب نفسي بمحبة الشمس ولم أعد بحاجة الى براقعي . وكأنما أنا في غيبوبة صرخت قائلا : مباركون مباركون أولئك اللصوص الذين سرقوا براقعي ! "
هكذا صرت مجنونا , ولكني قد وجدت بجنوني هذا , الحرية والنجاة معا : حرية الانفراد , والنجاة من أن يدرك الناس كياني , لأن الذين يدركون كياننا انما يستبعدون بعض ما فينا .
ولكن لا أفخرن كثيرا بنجاتي , فان اللص وان كان في غيابة السجن فهو في مأمن من أقرانه اللصوص .
" اللصوص ! اللصوص الملاعين ! " فضحك الرجال والنساء مني وهرب بعضهم الى بيوتهم خائفين مذعورين .
وعندما بلغت ساحة المدينة اذا بفتى قد انتصب على احد السطوح وصرخ قائلا : ان هذا الرجل مجنون ايها الناس ! " وما رفعت نظري لآراه حتى قبّلت الشمس وجهي العاري لأول مرة . لأول مرة قبلت الشمس وجهي العاري فالتهب نفسي بمحبة الشمس ولم أعد بحاجة الى براقعي . وكأنما أنا في غيبوبة صرخت قائلا : مباركون مباركون أولئك اللصوص الذين سرقوا براقعي ! "
هكذا صرت مجنونا , ولكني قد وجدت بجنوني هذا , الحرية والنجاة معا : حرية الانفراد , والنجاة من أن يدرك الناس كياني , لأن الذين يدركون كياننا انما يستبعدون بعض ما فينا .
ولكن لا أفخرن كثيرا بنجاتي , فان اللص وان كان في غيابة السجن فهو في مأمن من أقرانه اللصوص .
منقوووووووووول عن كتاب جبران خليل جبران
التعديل الأخير: