أسعار في تصاعد وزيادة ضئيلة في الدخول لا تجاري هذه الأسعار.. معادلة صعبة تحاول كل سيدة بيت حلها.. بعضهن نجحن في ذلك، والبعض الآخر باءت محاولتهن بالفشل، فكانت النتيجة مزيدا من الديون والقروض.. خلاصة التجارب الناجحة في هذا الإطار تقدمها سيدات مصريات نجحن في السيطرة على موجات ارتفاع الأسعار والوصول إلى بر الأمان.
تتحدث إحدى ربات البيوت عن تجربتها قائلة: "كنت في الماضي لا أقسم الميزانية لبنود، وكنت كما يقول المصريون (ممشيها بالبركة)، ولكن مع ارتفاع الأسعار الجنوني وضعت خطة للإنفاق"......
تقوم هذه الخطة على شراء الاحتياجات الأساسية للأسرة والمكررة يوميا في بداية كل الشهر، ثم تقوم بتقسيم المبلغ المتبقي من الدخل على بقية أيام الشهر لشراء الاحتياجات اليومية، أما المناسبات فتقوم بتدبيرها من الأموال التي تدخرها.
وتتبع أخرى نفس الإستراتيجية، لكنها تعتمد في الادخار على تخصص ربع دخل الأسرة للدخول به في جمعيات للاستخدام في حالة حدوث أي أمر مفاجئ.
تقول ثالثة أنها غيرت من عادتها الشرائية، وبعد أن كانت تشتري الخضروات في الصباح الباكر، بدأت تشتريها خلال فترة الظهيرة، حيث ينخفض سعر الخضروات بالأسواق في ذلك الوقت، كما تقوم بشراء الخضروات غير المستقرة في سعرها كالطماطم بكميات كبيرة وقت انخفاض سعرها وتخزنها.
ونجحت الرابعة في تنفيذ نفس الشيء، وأضافت إليه اختيار الأسواق الأقرب إليها للتوفير في مصاريف المواصلات.
وأخذ تغير العادات الشرائية جانبا مختلفا عند ربة المنزل الخامسة والتي تقول : استغنيت عن المصابيح الصفراء واستبدلت مكانها المصابيح البيضاء الموفرة للكهرباء، كذلك تقوم بفتح التكييف لبعض الوقت للتخفيف من حرارة الغرفة، ثم تغلقه، مع عدم فتح أي نوافذ حتى تحتفظ الغرفة بدرجة حرارتها.
أما السادسة فتتبع فكرة الشراء الجماعي، حيث يقمن هي وجاراتها وأصدقائها بشراء كل احتياجاتهن جماعة، فتكون إحداهن مسئولة عن "البقالة"، والأخرى عن "الخضروات"، وبالتالي يقللن من سعر السلعة نفسها بشرائها بالجملة، كما يقللن من تكاليف المواصلات.
وتقوم إستراتيجية مجموعة أخرى من السيدات على الاستغناء عن كل ما هو خارجي في الطعام، فأصبحن لا يقتربن من محلات بيع الحلوى، وتغلبتن على عشق أولادهن لها بتعلم طرق إعدادها بالمنزل، كما تقمن بشراء الأرز بكمية كبيرة للتوفير في سعره؛ لأن الأرز لا يتلف مع الوقت، خاصة إذا وضع به بعض الملح ليستمر معها لمدة عام مخزن دون تلف.
كما استغنت بعض ربات البيوت عن شراء الخضروات الجاهزة المجمدة واستبدال الطازجة الطبيعية مكانها، حيث إن سعر نصف كيلو من الخضروات المجمدة يعادل سعر الكيلو من غير المجمدة , والإقتصاد إلى أبعد مدى في شراء الأطعمة من المطاعم، وبعد أن كن يلجأن إليها مرتين أو ثلاثا في الأسبوع، أصبح الأمر لا يتعدى مرة أو مرتين في الشهر، كما يقمن بصنع بعض الأشياء بأنفسهن في المنزل بدلا من شرائها، كالمربى والصابون والمخللات.
وكما خرج طعام المطاعم من ميزانية البيت، خرج المكوجي والأطباء والمدرس الخصوصي من ميزانية أخريات، فاستغنين عن المدرس الخصوصي، وفي حالة المواد التي لا يستطيع أحد أفراد الأسرة مراجعتها مع الأبناء فإنهن يلحقن أبناءهن بالمجموعات العامة؛ لأنها أقل في السعر، مع الإستعانة بالكتب الخارجية التي يتم تناوبها بين أبناء العائلة والأصدقاء.
أما مصاريف الأطباء فالإقتصاد فيها يكون عن طريق الاحتفاظ بروشتات الأبناء القديمة وكتابة الأعراض المرضية التي اقتضت من الطبيب كتابة كل روشتة منها، وإذا عانى أحد أفراد الأسرة من هذه الأعراض تقوم بصرف الدواء الذي قد كتبه الطبيب سابقا، ولا تذهب للأطباء سوى في حالات الحوادث.
كذا تقوم بعض النساء بكي الملابس بالمنزل بنفسها، بدلا من الاستعانة بالمكوجي، كذلك وغسل وتنظيف الأشياء التي كن يذهبن بها للمغسلة.
دخل إضافي
وإذا كانت التجارب السابقة حاولت الاقتصاد في الميزانية، فإن هناك تجارب أخرى نجحت في إضافة دخل ساعد في تحسينها.
تقوم إحدى ربات البيوت بمراعاة أبناء الجيران أثناء وجود أمهاتهم بالعمل في مقابل مادي مناسب، خاصة إذا كان الجيران يثقون بها، وبذلك تقوم بالمساعدة في ميزانية الأسرة.
وتقوم ثناء أخرى بعمل كافة أنواع المحاشي مع بناتها ليقمن ببيعها جاهزة للموظفات؛ وذلك للمساعدة في ميزانية الأسرة، بينما خصصت الثالثة غرفة بمنزلها لعمل كوافير للسيدات.
تقول إحداهن أنها تقوم بشراء قماش "الإيشاربات" وتفصيلها وشغلها بما هو متاح لديها في المنزل من أي إكسسورات غير مستخدمة وبيعها للأقارب والأصدقاء، حيث إن متر القماش لا يتعدى 20 جنيها (الدولار = 5.35 جنيهات تقريبا)ويكفي لعمل أربعة إيشاربات التي يباع الواحد منها في الخارج بـ 20 جنيها، في حين أن تفصيله وشغله لا يتعدى عشرة جنيهات.
وعلى نفس الطريق تسير أخرى التي تعمل المشغولات الصوفية"الكوروشية"، وتقوم بتسويق منتجاتها من خلال أصدقائها وأقاربها بالتقسيط.
رأى أساتذة الإقتصاد
ترى د. منى الطحاوي، أستاذ الاقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، في هذه الأفكار نموذجا جيدا للتعامل مع مشكلة ارتفاع الأسعار، لكنها تؤكد عدم جواز اعتبارها آلية ثابتة يمكن لكل الأسر انتهاجها، فموازنة الدخل بالإنفاق تتوقف على ظروف كل أسرة، من حيث المستوى التعليمي والاجتماعي والاقتصادي لها، بحيث تستطيع كل أسرة عمل موازنة بين دخلها ومعدل إنفاقها، وذلك وفقا لاحتياجاتها التي تنقسم بين احتياجات أساسية وغير أساسية، وهي عناصر تختلف من أسرة لأخرى.
ويتفق د. محمد منير الطوخي، أستاذ الاقتصاد بجامعة حلوان بمصر، مع الرأي السابق، مشيرا إلى الحاجة بخلاف هذه الأفكار إلى تحرك مجتمعي لمواجهة المشكلة، وطالب في هذا الصدد بضرورة تعاون الأسر في الامتناع عن شراء بعض السلع التي يتعمد التجار رفع أسعارها، لإجبارهم على إعادة أسعار السلع إلى ما كانت عليه حتى لا يتعرضوا للخسارة، خاصة بالنسبة للسلع الغذائية التي تفسد مع الوقت دون استخدام
تتحدث إحدى ربات البيوت عن تجربتها قائلة: "كنت في الماضي لا أقسم الميزانية لبنود، وكنت كما يقول المصريون (ممشيها بالبركة)، ولكن مع ارتفاع الأسعار الجنوني وضعت خطة للإنفاق"......
تقوم هذه الخطة على شراء الاحتياجات الأساسية للأسرة والمكررة يوميا في بداية كل الشهر، ثم تقوم بتقسيم المبلغ المتبقي من الدخل على بقية أيام الشهر لشراء الاحتياجات اليومية، أما المناسبات فتقوم بتدبيرها من الأموال التي تدخرها.
وتتبع أخرى نفس الإستراتيجية، لكنها تعتمد في الادخار على تخصص ربع دخل الأسرة للدخول به في جمعيات للاستخدام في حالة حدوث أي أمر مفاجئ.
تقول ثالثة أنها غيرت من عادتها الشرائية، وبعد أن كانت تشتري الخضروات في الصباح الباكر، بدأت تشتريها خلال فترة الظهيرة، حيث ينخفض سعر الخضروات بالأسواق في ذلك الوقت، كما تقوم بشراء الخضروات غير المستقرة في سعرها كالطماطم بكميات كبيرة وقت انخفاض سعرها وتخزنها.
ونجحت الرابعة في تنفيذ نفس الشيء، وأضافت إليه اختيار الأسواق الأقرب إليها للتوفير في مصاريف المواصلات.
وأخذ تغير العادات الشرائية جانبا مختلفا عند ربة المنزل الخامسة والتي تقول : استغنيت عن المصابيح الصفراء واستبدلت مكانها المصابيح البيضاء الموفرة للكهرباء، كذلك تقوم بفتح التكييف لبعض الوقت للتخفيف من حرارة الغرفة، ثم تغلقه، مع عدم فتح أي نوافذ حتى تحتفظ الغرفة بدرجة حرارتها.
أما السادسة فتتبع فكرة الشراء الجماعي، حيث يقمن هي وجاراتها وأصدقائها بشراء كل احتياجاتهن جماعة، فتكون إحداهن مسئولة عن "البقالة"، والأخرى عن "الخضروات"، وبالتالي يقللن من سعر السلعة نفسها بشرائها بالجملة، كما يقللن من تكاليف المواصلات.
وتقوم إستراتيجية مجموعة أخرى من السيدات على الاستغناء عن كل ما هو خارجي في الطعام، فأصبحن لا يقتربن من محلات بيع الحلوى، وتغلبتن على عشق أولادهن لها بتعلم طرق إعدادها بالمنزل، كما تقمن بشراء الأرز بكمية كبيرة للتوفير في سعره؛ لأن الأرز لا يتلف مع الوقت، خاصة إذا وضع به بعض الملح ليستمر معها لمدة عام مخزن دون تلف.
كما استغنت بعض ربات البيوت عن شراء الخضروات الجاهزة المجمدة واستبدال الطازجة الطبيعية مكانها، حيث إن سعر نصف كيلو من الخضروات المجمدة يعادل سعر الكيلو من غير المجمدة , والإقتصاد إلى أبعد مدى في شراء الأطعمة من المطاعم، وبعد أن كن يلجأن إليها مرتين أو ثلاثا في الأسبوع، أصبح الأمر لا يتعدى مرة أو مرتين في الشهر، كما يقمن بصنع بعض الأشياء بأنفسهن في المنزل بدلا من شرائها، كالمربى والصابون والمخللات.
وكما خرج طعام المطاعم من ميزانية البيت، خرج المكوجي والأطباء والمدرس الخصوصي من ميزانية أخريات، فاستغنين عن المدرس الخصوصي، وفي حالة المواد التي لا يستطيع أحد أفراد الأسرة مراجعتها مع الأبناء فإنهن يلحقن أبناءهن بالمجموعات العامة؛ لأنها أقل في السعر، مع الإستعانة بالكتب الخارجية التي يتم تناوبها بين أبناء العائلة والأصدقاء.
أما مصاريف الأطباء فالإقتصاد فيها يكون عن طريق الاحتفاظ بروشتات الأبناء القديمة وكتابة الأعراض المرضية التي اقتضت من الطبيب كتابة كل روشتة منها، وإذا عانى أحد أفراد الأسرة من هذه الأعراض تقوم بصرف الدواء الذي قد كتبه الطبيب سابقا، ولا تذهب للأطباء سوى في حالات الحوادث.
كذا تقوم بعض النساء بكي الملابس بالمنزل بنفسها، بدلا من الاستعانة بالمكوجي، كذلك وغسل وتنظيف الأشياء التي كن يذهبن بها للمغسلة.
دخل إضافي
وإذا كانت التجارب السابقة حاولت الاقتصاد في الميزانية، فإن هناك تجارب أخرى نجحت في إضافة دخل ساعد في تحسينها.
تقوم إحدى ربات البيوت بمراعاة أبناء الجيران أثناء وجود أمهاتهم بالعمل في مقابل مادي مناسب، خاصة إذا كان الجيران يثقون بها، وبذلك تقوم بالمساعدة في ميزانية الأسرة.
وتقوم ثناء أخرى بعمل كافة أنواع المحاشي مع بناتها ليقمن ببيعها جاهزة للموظفات؛ وذلك للمساعدة في ميزانية الأسرة، بينما خصصت الثالثة غرفة بمنزلها لعمل كوافير للسيدات.
تقول إحداهن أنها تقوم بشراء قماش "الإيشاربات" وتفصيلها وشغلها بما هو متاح لديها في المنزل من أي إكسسورات غير مستخدمة وبيعها للأقارب والأصدقاء، حيث إن متر القماش لا يتعدى 20 جنيها (الدولار = 5.35 جنيهات تقريبا)ويكفي لعمل أربعة إيشاربات التي يباع الواحد منها في الخارج بـ 20 جنيها، في حين أن تفصيله وشغله لا يتعدى عشرة جنيهات.
وعلى نفس الطريق تسير أخرى التي تعمل المشغولات الصوفية"الكوروشية"، وتقوم بتسويق منتجاتها من خلال أصدقائها وأقاربها بالتقسيط.
رأى أساتذة الإقتصاد
ترى د. منى الطحاوي، أستاذ الاقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، في هذه الأفكار نموذجا جيدا للتعامل مع مشكلة ارتفاع الأسعار، لكنها تؤكد عدم جواز اعتبارها آلية ثابتة يمكن لكل الأسر انتهاجها، فموازنة الدخل بالإنفاق تتوقف على ظروف كل أسرة، من حيث المستوى التعليمي والاجتماعي والاقتصادي لها، بحيث تستطيع كل أسرة عمل موازنة بين دخلها ومعدل إنفاقها، وذلك وفقا لاحتياجاتها التي تنقسم بين احتياجات أساسية وغير أساسية، وهي عناصر تختلف من أسرة لأخرى.
ويتفق د. محمد منير الطوخي، أستاذ الاقتصاد بجامعة حلوان بمصر، مع الرأي السابق، مشيرا إلى الحاجة بخلاف هذه الأفكار إلى تحرك مجتمعي لمواجهة المشكلة، وطالب في هذا الصدد بضرورة تعاون الأسر في الامتناع عن شراء بعض السلع التي يتعمد التجار رفع أسعارها، لإجبارهم على إعادة أسعار السلع إلى ما كانت عليه حتى لا يتعرضوا للخسارة، خاصة بالنسبة للسلع الغذائية التي تفسد مع الوقت دون استخدام