- إنضم
- 18 مايو 2007
- المشاركات
- 1,503
- مستوى التفاعل
- 322
- النقاط
- 83
كم مرة أغفر له ؟؟
____________________
الغفران الذى صنعه المسيح من أجل البشرية مجانآ وبلا مقابل , فهو مات من أجل الجميع وهم بعد خطاه:
(ولكن الله بيّن محبته لنا لانه ونحن بعد خطاة مات المسيح لاجلنا. رو 5 : 8)
وصار الغفران للجميع لان ثمن هذا الغفران باهظ جدآ ولا تستطيع البشرية أن تقدم هذا الثمن , ولكن هذا الثمن دفعه المسيح محب البشر بالكامل وفدانا :
(عالمين انكم افتديتم لا باشياء تفنى بفضة او ذهب من سيرتكم الباطلة التي تقلدتموها من الآباء19 بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح 1بط 1 : 18 _ 20)
وعلى هذا صار كل أنسان يخر ويسجد أمام الله طالب الغفران يتحنن عليه الله فورآ ويغفر له ,مهما كانت خطيته وتعدياته .
ولكن العجيب انه بالرغم من مجانية الغفران وسهولة الحصول عليه اذ لا يتطلب الا أن يخر ويسجد الانسان أمام الله وسأل منه الغفران ,ولكن وضع الله له شرط هام جدآ بدونه لا يستمر فعل الغفران للانسان .
فأذا لم يأخذ الانسان هذا الشرط فى الاعتبار وينتبه له فى حياته يفقد غفران الله المجانى ولا يستطيع التمتع به !
وهذا الشرط واضح جدآ ومحدد :
(وان لم تغفروا انتم لا يغفر ابوكم الذي في السموات ايضا زلاتكم مر 11 : 26)
شرط أن يغفر لنا أبينا السماوى زلاتنا هو ان نغفر نحن أيضآ للمذنبين الينا زلاتهم ,وهذه قاعدة روحية فغفران الاب لنا والتمتع بغفرانه المجانى شرطه اولآ أن يكون لنا قلب مستعد فى كل وقت أن يتغاضى ويصفح عن زلات أخوتنا .
وهذه القاعدة لها أصول فى الانجيل ففى انجيل القديس مت ص 18 :
((حينئذ تقدم اليه بطرس وقال يا رب كم مرة يخطئ اليّ اخي وانا اغفر له.هل الى سبع مرات. 22 قال له يسوع لا اقول لك الى سبع مرات بل الى سبعين مرة سبع مرات.مت 18 : 21 _ 22))
ق : بطرس أراد فى حضور المسيح أن يحدد مرات الغفران متناسيآ أن الذى يتكلم معه هو ينبوع المحبة غير المحدود فكيف له أن يضع حدود للمحبة والغفران ؟!
فسأل المسيح كم مرة يُخطئ الى أخى وأنا أغفر له ؟ ثم أقترح على المسيح عدد المرات هل الى سبع مرات ؟
هنا يسوع المسيح لم يحتمل هذا الكلام لان معنى هذا أن الغفران سوف يكون محدد اى بقدرات بشرية ,ولكن الحقيقة أن الطبيعة البشرية صارت فى المسيح أى أن الانسان بعد اتحاد المسيح به لم يعد يعتمد كما فى القديم على قدرته الضعيفة والمحدودة فى الصفح والغفران .
ولكن الان يستمد الانسان قوة المحبة والغفران من ينبوع الصفح والغفران الساكن فى قلبه .ولهذا كان رد المسيح خارج حدود الاعداد .
فقال له بل سبعين مرة سبع مرات _ ولسان حال المسيح له المجد يقول له اى الى ما لانهاية , ولكى يثبت المسيح هذه القاعدة الروحية الهامة قال المسيح فورآ هذا المثل :
(لذلك يشبه ملكوت السموات انسانا ملكا اراد ان يحاسب عبيده. 24 فلما ابتدأ في المحاسبة قدم اليه واحد مديون بعشرة آلاف وزنة. 25 واذ لم يكن له ما يوفي أمر سيده ان يباع هو وامرأته واولاده وكل ما له ويوفى الدين. 26 فخر العبد وسجد له قائلا يا سيد تمهل عليّ فاوفيك الجميع. 27 فتحنن سيد ذلك العبد واطلقه وترك له الدين مت 18 : 23 _ 27)
الملك هو المسيح والعبد هو أنا وواضح أن الدين عظيم جدآ لا يكفى لتسديده أن يباع العبد وأمراته وأولاده وكل ما له .
فهو بالارقام عشرة الاف وزنة فأذا كانت ذهب فالوزنة الواحدة الذهب تساوى 5475 جنية استرلينى ,اما اذا كان المقصود بها فضة فهى تساوى 342 جنيه استرلينى
أى انه دين باهظ الثمن ومن المستحيل على اى عبد مهما كان ان يرده ولكن على الرغم من ذلك تركه كله السيد وسامح العبد فيه لمجرد أنه خر وسجد امام سيده .
هكذا يشبه ملكوت السموات كما كشف السيد المسيح ,ان الدين الذى كان علينا ثقيل جدآ ومن المستحيل بكل الحسابات ان نسد هذا الدين , ولكن بمجرد اننا نصرخ الى السيد يترك عنا كل هذا الدين ولكن ماذا بعد ذلك ؟
هل انتهى الامر عند ذلك وهل ممكن ان يعود هذا الدين مرة اخرى .وبعد ان تحررنا من الدين نعود وندخل تحت ثقله من جديد ؟
(ولما خرج ذلك العبد وجد واحدا من العبيد رفقائه كان مديونا له بمئة دينار.فامسكه واخذ بعنقه قائلا أوفني ما لي عليك. 29 فخرّ العبد رفيقه على قدميه وطلب اليه قائلا تمهل عليّ فاوفيك الجميع. 30 فلم يرد بل مضى والقاه في سجن حتى يوفي الدين. مت 18 : 28 _ 31)
الحقيقة أن التمتع بالغفران المجانى والثبات فيه متوقف على قلب الانسان ,فشرط استمرار الغفران أن يشعر القلب ,بقيمة عمل الله ناحيته ,وبمقدار رحمة الله فى الصفح عنه وعن خطاياه ,ولكن ليس هذا بالفكر ولكن بطريقة عملية .
بمعنى ان يكون قلب الانسان الذى غفر له الله ورحمه على اتم الاستعداد فى كل وقت ان يغفر لكل أنسان اى إساءة او اى غلط موجه الى شخصه كرامة للملك الذى احسن له وغفر له بل ترك عنه دينه الباهظ ,
ولكن اذا صنع الانسان كما فعل هذا العبد الشرير فى المثل السابق ,فقد ساق عبد رفيقه الى السجن عندما لم يوافق ان يترك له دين يساوى مئة دينار والغريب ان هذا الدين بسيط جدآ بالمقارنة للدين الذى تركه سيد هذا العبد له
فالوزنة الواحدة تساوى 6000 دينار اى ان النسبة بين دين العبد الشرير الى رفيقه هى كنسبة 1 : 600,000 وهذه نسبة كبيرة جدآ رغم ذلك لم يريد هذا العبد ان يُسامح رفيقه ولذلك كانت النتيجة:
(فلما رأى العبيد رفقاؤه ما كان حزنوا جدا وأتوا وقصّوا على سيدهم كل ما جرى. 32 فدعاه حينئذ سيده وقال له.ايها العبد الشرير كل ذلك الدين تركته لك لانك طلبت اليّ. 33 أفما كان ينبغي انك انت ايضا ترحم العبد رفيقك كما رحمتك انا. 34 وغضب سيده وسلمه الى المعذبين حتى يوفي كل ما كان له عليه. 35 فهكذا ابي السماوي يفعل بكم ان لم تتركوا من قلوبكم كل واحد لاخيه زلاته مت 18 : 32 : 35)
حزن رفقائه واشتكوا الى سيدهم كيف اهان العبد رفيقه .!وقال له يسوع كان ينبغى عليك ان ترحم العبد رفيقك كما رحمتك أنا ,مع العلم ان رحمة السيد فاقت كل الحدود بينما الغلط تجاه العبد والدين المطالب ان يتركه تافه ولا يذكر .
ولهذا غضب السيد جدآ لانه بذلك لم يستحسن ان يُبقى المسيح الوديع المحب ساكن فى قلبه وبدون المسيح لا مغفرة ولا رحمة لانه هو اساس المغفرة والرحمة .
وكانت النتيجة انه لم يتمتع بالغفران المجانى بل صار مديون بدين لا تكفلى الابدية كلها فى وفاء حقوقه .!
واخيرآ حذر المسيح الجميع واضعآ قاعدة روحية هامة فى هذا الامر قائلآ:
. (((( فهكذا ابي السماوي يفعل بكم ان لم تتركوا من قلوبكم كل واحد لاخيه زلاته )))))
____________________
الغفران الذى صنعه المسيح من أجل البشرية مجانآ وبلا مقابل , فهو مات من أجل الجميع وهم بعد خطاه:
(ولكن الله بيّن محبته لنا لانه ونحن بعد خطاة مات المسيح لاجلنا. رو 5 : 8)
وصار الغفران للجميع لان ثمن هذا الغفران باهظ جدآ ولا تستطيع البشرية أن تقدم هذا الثمن , ولكن هذا الثمن دفعه المسيح محب البشر بالكامل وفدانا :
(عالمين انكم افتديتم لا باشياء تفنى بفضة او ذهب من سيرتكم الباطلة التي تقلدتموها من الآباء19 بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح 1بط 1 : 18 _ 20)
وعلى هذا صار كل أنسان يخر ويسجد أمام الله طالب الغفران يتحنن عليه الله فورآ ويغفر له ,مهما كانت خطيته وتعدياته .
ولكن العجيب انه بالرغم من مجانية الغفران وسهولة الحصول عليه اذ لا يتطلب الا أن يخر ويسجد الانسان أمام الله وسأل منه الغفران ,ولكن وضع الله له شرط هام جدآ بدونه لا يستمر فعل الغفران للانسان .
فأذا لم يأخذ الانسان هذا الشرط فى الاعتبار وينتبه له فى حياته يفقد غفران الله المجانى ولا يستطيع التمتع به !
وهذا الشرط واضح جدآ ومحدد :
(وان لم تغفروا انتم لا يغفر ابوكم الذي في السموات ايضا زلاتكم مر 11 : 26)
شرط أن يغفر لنا أبينا السماوى زلاتنا هو ان نغفر نحن أيضآ للمذنبين الينا زلاتهم ,وهذه قاعدة روحية فغفران الاب لنا والتمتع بغفرانه المجانى شرطه اولآ أن يكون لنا قلب مستعد فى كل وقت أن يتغاضى ويصفح عن زلات أخوتنا .
وهذه القاعدة لها أصول فى الانجيل ففى انجيل القديس مت ص 18 :
((حينئذ تقدم اليه بطرس وقال يا رب كم مرة يخطئ اليّ اخي وانا اغفر له.هل الى سبع مرات. 22 قال له يسوع لا اقول لك الى سبع مرات بل الى سبعين مرة سبع مرات.مت 18 : 21 _ 22))
ق : بطرس أراد فى حضور المسيح أن يحدد مرات الغفران متناسيآ أن الذى يتكلم معه هو ينبوع المحبة غير المحدود فكيف له أن يضع حدود للمحبة والغفران ؟!
فسأل المسيح كم مرة يُخطئ الى أخى وأنا أغفر له ؟ ثم أقترح على المسيح عدد المرات هل الى سبع مرات ؟
هنا يسوع المسيح لم يحتمل هذا الكلام لان معنى هذا أن الغفران سوف يكون محدد اى بقدرات بشرية ,ولكن الحقيقة أن الطبيعة البشرية صارت فى المسيح أى أن الانسان بعد اتحاد المسيح به لم يعد يعتمد كما فى القديم على قدرته الضعيفة والمحدودة فى الصفح والغفران .
ولكن الان يستمد الانسان قوة المحبة والغفران من ينبوع الصفح والغفران الساكن فى قلبه .ولهذا كان رد المسيح خارج حدود الاعداد .
فقال له بل سبعين مرة سبع مرات _ ولسان حال المسيح له المجد يقول له اى الى ما لانهاية , ولكى يثبت المسيح هذه القاعدة الروحية الهامة قال المسيح فورآ هذا المثل :
(لذلك يشبه ملكوت السموات انسانا ملكا اراد ان يحاسب عبيده. 24 فلما ابتدأ في المحاسبة قدم اليه واحد مديون بعشرة آلاف وزنة. 25 واذ لم يكن له ما يوفي أمر سيده ان يباع هو وامرأته واولاده وكل ما له ويوفى الدين. 26 فخر العبد وسجد له قائلا يا سيد تمهل عليّ فاوفيك الجميع. 27 فتحنن سيد ذلك العبد واطلقه وترك له الدين مت 18 : 23 _ 27)
الملك هو المسيح والعبد هو أنا وواضح أن الدين عظيم جدآ لا يكفى لتسديده أن يباع العبد وأمراته وأولاده وكل ما له .
فهو بالارقام عشرة الاف وزنة فأذا كانت ذهب فالوزنة الواحدة الذهب تساوى 5475 جنية استرلينى ,اما اذا كان المقصود بها فضة فهى تساوى 342 جنيه استرلينى
أى انه دين باهظ الثمن ومن المستحيل على اى عبد مهما كان ان يرده ولكن على الرغم من ذلك تركه كله السيد وسامح العبد فيه لمجرد أنه خر وسجد امام سيده .
هكذا يشبه ملكوت السموات كما كشف السيد المسيح ,ان الدين الذى كان علينا ثقيل جدآ ومن المستحيل بكل الحسابات ان نسد هذا الدين , ولكن بمجرد اننا نصرخ الى السيد يترك عنا كل هذا الدين ولكن ماذا بعد ذلك ؟
هل انتهى الامر عند ذلك وهل ممكن ان يعود هذا الدين مرة اخرى .وبعد ان تحررنا من الدين نعود وندخل تحت ثقله من جديد ؟
(ولما خرج ذلك العبد وجد واحدا من العبيد رفقائه كان مديونا له بمئة دينار.فامسكه واخذ بعنقه قائلا أوفني ما لي عليك. 29 فخرّ العبد رفيقه على قدميه وطلب اليه قائلا تمهل عليّ فاوفيك الجميع. 30 فلم يرد بل مضى والقاه في سجن حتى يوفي الدين. مت 18 : 28 _ 31)
الحقيقة أن التمتع بالغفران المجانى والثبات فيه متوقف على قلب الانسان ,فشرط استمرار الغفران أن يشعر القلب ,بقيمة عمل الله ناحيته ,وبمقدار رحمة الله فى الصفح عنه وعن خطاياه ,ولكن ليس هذا بالفكر ولكن بطريقة عملية .
بمعنى ان يكون قلب الانسان الذى غفر له الله ورحمه على اتم الاستعداد فى كل وقت ان يغفر لكل أنسان اى إساءة او اى غلط موجه الى شخصه كرامة للملك الذى احسن له وغفر له بل ترك عنه دينه الباهظ ,
ولكن اذا صنع الانسان كما فعل هذا العبد الشرير فى المثل السابق ,فقد ساق عبد رفيقه الى السجن عندما لم يوافق ان يترك له دين يساوى مئة دينار والغريب ان هذا الدين بسيط جدآ بالمقارنة للدين الذى تركه سيد هذا العبد له
فالوزنة الواحدة تساوى 6000 دينار اى ان النسبة بين دين العبد الشرير الى رفيقه هى كنسبة 1 : 600,000 وهذه نسبة كبيرة جدآ رغم ذلك لم يريد هذا العبد ان يُسامح رفيقه ولذلك كانت النتيجة:
(فلما رأى العبيد رفقاؤه ما كان حزنوا جدا وأتوا وقصّوا على سيدهم كل ما جرى. 32 فدعاه حينئذ سيده وقال له.ايها العبد الشرير كل ذلك الدين تركته لك لانك طلبت اليّ. 33 أفما كان ينبغي انك انت ايضا ترحم العبد رفيقك كما رحمتك انا. 34 وغضب سيده وسلمه الى المعذبين حتى يوفي كل ما كان له عليه. 35 فهكذا ابي السماوي يفعل بكم ان لم تتركوا من قلوبكم كل واحد لاخيه زلاته مت 18 : 32 : 35)
حزن رفقائه واشتكوا الى سيدهم كيف اهان العبد رفيقه .!وقال له يسوع كان ينبغى عليك ان ترحم العبد رفيقك كما رحمتك أنا ,مع العلم ان رحمة السيد فاقت كل الحدود بينما الغلط تجاه العبد والدين المطالب ان يتركه تافه ولا يذكر .
ولهذا غضب السيد جدآ لانه بذلك لم يستحسن ان يُبقى المسيح الوديع المحب ساكن فى قلبه وبدون المسيح لا مغفرة ولا رحمة لانه هو اساس المغفرة والرحمة .
وكانت النتيجة انه لم يتمتع بالغفران المجانى بل صار مديون بدين لا تكفلى الابدية كلها فى وفاء حقوقه .!
واخيرآ حذر المسيح الجميع واضعآ قاعدة روحية هامة فى هذا الامر قائلآ:
. (((( فهكذا ابي السماوي يفعل بكم ان لم تتركوا من قلوبكم كل واحد لاخيه زلاته )))))