وجود هذه التماثيل سواء داخل الكعبة الشريفة أو خارجها أمر طبيعي لان المسيحية سبقت الاسلام وبالطبع كان يوجد مسيحين كثير جدا في جزيرة العرب ومكة قبل ظهور الاسلام.
هذا ليس معناه ان الكعبة بتاعت المسيحين ابدا ولن تكون بإذن الله.
الكعبه - الكنيسة في مكة!
عديّ بن زيد:
من شعراء البلاط في الجاهلية، وله قصيدة نظمها في معاتبة النعمان على حبسه يقول في بيت منها:
سعى الأعداء لا يألون شراً .....عليك ورب مكة والصليب
فلو كانت الكعبة بيت شرك وأوثان لما كان القس ورقة بن نوفل، قس مكة، ومحمد قبل "بعثته"، وبعد تحنفهما في غار حراء، يطوفان بالكعبة قبل الدخول الى بيتهما. وهذا خبر عليه اجماع في السيرة، بالنسبة لمحمد نفسه.
والحوادث التاريخية تدل على تحول الكعبة الى مسجد مسيحي قبل الاسلام. مهّد لذلك تحويل الوثنية العربية الى ما يسميه القرآن "الشرك"، بفضل الدعوات الكتابية، من يهودية ومسيحية ونصرانية؛ وكان توحيدهم التوحيد الاسلامي، او قريبا من التوحيد الاسلامي ( د. جواد علي: تاريخ العرب قبل الاسلام، ج 5 ص 428).
جاء في (الاغاني 13: 109) ان سادس ملوك جرهم كان عبد المسيح بن باقية، وكانت سدانة البيت العتيق " لاسقف عليه ". وهذه الشهادة تقطع بأن الكعبة كانت مسجدا مسيحيا على زمن بني جرهم!!!
يؤيد ذلك ما رواه الازرقي، واجماع الاخباريين عليه، ان أهل مكة لما جددوا بناء الكعبة، خمس سنوات قبل مبعث محمد، رسموا على جدرانها صور الملائكه والانبياء مع صور السيد المسيح وامه. وهذه ليست عادة عربية، ولا يهودية، ولا نصرانية: انما هي عادة مسيحية. وعند فتح مكة امر محمد بمسح جميع الصور، ما عدا صورة المسيح وامه. وهذا عمل " نصراني" من رواسب اليهودية في "النصرانية".
والوضع السياسي العام يؤيد ذلك ايضا. فقد كان الحجاز تحت إمراء آل كندة المسيحين في نجد، التابعين للتبابعة المسيحيين في اليمن. وقد قُتل والد امرىء القيس، فقام سيد شعراء الجاهلية يستنصر قيصر في دم أبيه. ومنذ هذه الحادثه قام الصراع بين المسيحية واليهودية، وزاده تأججا هجرة "النصارى" الى مكة للاستيلاء على البيت العتيق، وبه على الحجاز والعرب.
فقد شهد القرآن لاهل مكة بالتوحيد، فتصاريح القرآن تدل على انه حملته لم تكن على الشرك الوثني، بل الشرك في التوحيد كما هو ظاهر في (الزمر 3) وغيره الكثير بخصوص الاولياء والشفعاء....فشرك العرب ولاية وشفاعة، وحصرا، عنى القرآن الملائكة بالشفعاء....ورغم ذلك، فالقرآن نفسه يقول بشفاعة الملائكة (غافر 7)....
والمهم، ان في قصة الازرقي، يتضح موقف القرآن من طمس رسوم الشركاء في فتح مكة: ان الكعبة ( جُعلت في دعائها صور الانبياء وصور الشجر وصور الملائكة. فكان فيها صورة ابراهيم خليل الله يستقسم بالازلام، وصورة عيسى ابن مريم وامه، وصور الملائكة عليهم السلام اجمعين...وأمر (محمد) بطمس تلك الصور فطمست...ووضع كفيه على صورة عيسى ابن مريم وامه عليهما السلام وقال: امحوا جميع الصور الا ما تحت يدي. فرفع يديه عن صورة عيسى ابن مريم وامه) (الازرقي: اخبار مكة 1: 104) فاستثناء صورة مريم وابنها من الطمس دليل على بقاء المعنى الركزي للصورة وهو الاستشفاع. ودلالة اخرى تاريخية، ان الاصنام كانت خارج الكعبة، أما صور الملائكة والانبياء والمسيح وامه فكانت على جدران الكعبة من داخل: وهذا يدل على ان المسيحية كانت مقدسة في الكعبة – كما تقطع شهادة الاصفهاني في (الاغاني 13: 109) ان البيت الحرام، في عهد بني جرهم، وسادس ملوكهم يدعى عبد المسيح بن باقية بن جرهم كان " يومئذ لاسقف عليه"! فالوالي الزمني بمكة اسمه عبد المسيح، والوالي الديني على الكعبة اسقف واهل التواريخ يغفلون عن هذا الواقع التاريخي. فقد تولت المسيحية على الكعبة، والصور شاهد حق وعدل.
مما يؤيد ذلك، وجود قسان نصرانيان في مكة، هما القس ورقة بن نوفل، والقس عداس الراهب من نينوى ( وهو الذي شفى محمد في صغره من مرض في عينيه : السيرة المكية، والحلبية والاغاني) ، كما تشهد جميع السير النبوية، يؤيدهم الحصار المسيحي للحجاز، من أطراف الجزيرة كلها، كما يؤيدهم قيام دولة آل كندة المسيحية في نجد، كما يعزز دعوتهم الاحابيش (الجنود المرتزقة)!
وعن آثارات الكعبة ننقل لكم من كتاب قس ونبي لابو موسى الحريري ( ص 147) ما يلي:-
" آثارات الكعبة: تشبه الاثارات التي وجدت في الكعبة عن ابراهيم الخليل، والملائكة، والمسيح في حضن امه مريم الاثارات النصرانية الكثيرة الموجودة في "بيوت العماد"، في الناصرة وبيت لحم واورشليم وبللاّ وبترا... وفي وسط "بيت العماد" حوض ماء يعلو 84سم. على جدران الحوض آثار أنبياء وملائكة، ودعاءات وصلوات... ويشهد Arculfe الذي زار الاراضي المقدسة سنة 670 على ان هذه الامكنة جميعها كانت تشبه بعضها بعضا...معظمها على اسماء أحد الانبياء الذين لهم علاقة ب "العبور"، عبور الاردن، او الصحراء، أو البحر...كايليا، وموسى، وابراهيم...وهل كعبة مكة، مع ما فيها من الركن الابراهيمي والاثارات النصرانية...على علاقة ببيوت العماد؟!!!
وهل سورة النور في القرآن رقم 24/35 مع ما فيها من تعابير: "النار" و"النور" و"المصباح" و"المشكاة" و"الزجاجة" و"الاغصان" و"الزيتونة"...ببعيدة عن صور العماد ورموزه عند النصارى؟؟؟
ونعرف من الاثار انه جاء رجل من الروم، او من الاقباط، اسمه باقوم أو باخوميوس، وراح يعمل فيها (الكعبة) ويسقفها وينجر ابواب لها. (لامنس: النصارى في مكة مشرق ج 35، 1937، ص 267) وهذا في زمن وجود الاسقف على ولاية الكعبة.
ادلة اخرى
ومن الادلة على ذلك ايضا: " بناء الكعبة على الطراز الحبشي، في سنة 608 ميلادية، ووجود الصور المسيحية التي كانت تحلي باطنها، وقيام معمار حبشي ببنائها". (1) وبحسب السيرة النبوية كان من روم الشام، وقد أمروه: "ابنها لنا ببناء أهل الشام" اي على شكل كنيسة – وقد كانت الكعبة على عهد محمد ودعوته كنيسة مسيحية، للنصارى من بني اسرائيل فيها الحجر الاسود رمز المسيح الى جوار صورة مريم العذراء تحتضن السيد المسيح(2) على عادة المسيحين الشرقيين في كنائسهم.
(1) العقاد: العبقريات الاسلامية. دار الاداب في بيروت. مطلع النور ص 50، وهو ينقله عن المجدة التاريخية المصرية، عدد اكتوبر سنة 1949 التي تنقل كلام المؤرخ كروزيل.
(2) قابل الازرقي: أخبار مكة وما جاء فيها من آثار.
النصرانيه في مكه:-
فقد ذكر اليعقوبي في تاريخه أن : من تنصر من أحياء العرب قوم من قريش" ويخص بالذكر منهم بني أسد بن عبد العزّى. (1) فهذه شهادة ثمينة جدا بغزو النصرانيه لقبيلة محمد!!!
وذكر الفيروزبادي في تاج العروس موضعا في مكة يعرف "بموقف النصارى"(2)
ويدلنا الازرقي على مقبرة النصارى في مكة: "مقبرةالنصارى دبر المقلع على طريق بئر عنبسه بذي طوى". والمقلع جبل بأسفل مكه على يمينالخارج الى المدينة. (3)
وذكر المقدسي في جغرافيته (77) "مسجد مريم" بجوار مكة. (لاحظ كلمة مسجد)!!!
وقد روى ابن الاثير وابن خلدون ان سادس ملوك جرهم في مكة يدعى عبدالمسيح بن باقيه بن جرهم.فيتعين من ذلك ان النصرانيه غلبت في مكة قبل بني الازد وتغلّب بني خزاعة على ولاية البيت العتيق. وتنقل اخبارهم انه على زمن آل جرهم تولى الكعبه أسقف.
وروى ابو الفرج الاصفهاني في الاغاني ان سادس ملوك جرهم كانعبدالمسيح بن باقيه بن جرهم، وكانت سدانة البيت العتيق "لاسقف عليه"(4). وهذه الشهادة تقطع بأن الكعبه كانت مسجدا مسيحيا على زمن بني جرهم.
وروى الازرقي ايضا على مدى التأثير الذي كانللنصارى في مكة حتى انهم رسموا على جدران الكعبه صور الانبياءوالملائكه، وخاصة صورة المسيح وامه. (5)
المراجع:-
(1) تاريخ اليعقوبي 1: 298
(2) الفيروزبادي: تاج العروس
(3) الازرقي: أثار مكة وما جاء بها من اخبار ص 50
(4) الاصفهاني: كتاب الاغاني 13: 109
(5) الازرقي 1: 104
الكنيسة المسيحية في اليمن ونجران:-
لقد دخلت اليهودية الى اليمن قبل المسيحية. وفي القرن الثالث بدأ التبشير المسيحي باليمن. وينقل الاخباريون ان حامل الانجيل الى نجران سوري اسمه "فيميون". (1) وتذكر سيرة ابن هشام (1: 35-36) ان عبدالله بن التامر "كان يسمع من فيميون حتى أسلم ووحد الله، وعبده، وجعل يسأل عن شرائع الاسلام.
)))) لاحظوا ان ذلك في القرن الثالث الميلادي))))). فجعل عبدالله بن التامر يدعو الى دين الله...واستجمع اهل نجران على دين عبدالله بن التامر. وكان على ما جاء به عيسى، ابن مريم، من الانجيل والحكمة". وقد ازدهرت المسيحية ايما ازدهار. وكان بنو الحارث بن كعب رؤساء المسيحين في نجران. ويذكر الاخباريون (2) ان بني عبد المدان بن الديان الحارثي أقاموا "كعبة نجران" مضاهاة لكعبة مكة. وكعبة نجران كانت كنيسة لان سدنتها اساقفة ورهبان.
(1)ابن هشام في السيرة 1: 32؛ الطبري: تاريخ الملوك 1: 919؛ ويسمسه "فيمئون"؛ والروض الأنف: "نيمئون".
(2)ياقوت الحموي: معجم البلدان 8: 262؛ وايضا، الدكتور جواد علي: تاريخ العرب قبل الاسلام 5: 175.
منقول من عدة مصادر