وصلني سلامك وكلماتك الطيبة في المباركين وقد أخجلتم تواضعي كثيرا. أيضا تعجبت لأنك بالفعل صديقي وواحد من أحب الناس إلى قلبي بهذا الموقع، القارئ المثقف والمفكر طارق، الأنيق صاحب الذوق الراقي والحس الرفيع. "الأناقة" هي حقا أول ما يرد بعقلي حين أستدعي ذكراك أخي الحبيب، فقد كنت دائما أنيقا ـ في تفكيرك وتعبيرك وحتى تنسيق رسائلك واختيار صورتك الشخصية. أشكر محبتك يا صديقي وأتشرف كثيرا بكل ما كتبته عني وإن كنت بالطبع لا أتفق معه. أنا لست شيئا على الإطلاق ـ يقينا لا تواضعا، وحقيقة لا مجازا. بل إن أعظمنا بهذا العالم هو مجرد "إشارة"، مجرد شخص "يشير"، وليس له أي فضل سوى ذلك. وعليه تأمل: لو أن رجلا جاءك فأشار إلى القمر: هل تنظر إلى إصبعه أم تنظر إلى القمر؟
للأسف ـ أو ربما من دواعي السرور ـ فإننا سواء تراسلنا أو لم نتراسل لا أحد يعرف عن ضعفي أكثر مما تعرفه أنت بالفعل. كما أنني كثيرا ما أسافر أو أنعزل تماما وبالتالي قد أغيب أحيانا لشهر وربما أكثر حتى عن أنشط الأصدقاء ببريدي. هكذا مع الوقت أصبح لضعفي عدد قليل جدا من الأصدقاء، بالحياة عموما وليس فقط على الشبكة. فإذا كان هذا كله لا يزعجك فإنني عندئذ بالعكس أسعد وأتشرف بأن يكون معك أيضا عنواني، فهو ليس سرا، بل هو بالفعل مع البعض هنا وإن كان معظمهم لا يستخدمه لهذه الأسباب.
ختاما أضيف إن معكم هنا "حبو"، وما دامت معكم "حبو" فلا مشكلة على الإطلاق فيما يخص العناوين والمراسلات وكل هذه الأمور. الجميلة "حبو" هي مركز اتصال وإعلام بحد ذاتها، وأعتقد أنك عبر "حبو" تستطيع الوصول لأي شخص. بل أحيانا يبدو لي أن "حبو" تعرف كل الكائنات البرية والبحرية وفي حالة تواصل دائم معها.
أشكرك مرة أخرى مع تحياتي العطرة لشخصك العزيز، وكذا شكري للغالية حبو ابتسامة هذا المنتدى وإحدى النغمات الأجمل بهذه الموسيقى التي تعزفون هنا جميعا معا. حتى نلتقي. :16_4_10:
* * *