أنا يا معلم نحكولك إيه اللي حصل.. عن نفسي ماكنتش حاضر، بس الصبيان رسّوني ع العبارة كلها أول ما وصلت.
بقا المرة دي بالذات كان فيه برومو قبلها بيوم (عيل عويل)، عشان كده بشرية كتير أوي اتلمت من بدري، وحتى كان فيه مناطق سهرانة صبّاحي. "الكبار" هنا في اسكندرية أول ما سمعوا "ولا بيخاف ولا بيكش" دي زعقوا بعلو الصوت: "أيوه كده بتاع زمااااااااااااان"، وراح كله قايم فاتح بيرة وضارب تليفون لرجالته وكله يا معلم من أبو قير للماكس فتح الصندرة ونزل السلاح عشان يتزيّت.. البلد كلها اترعشت امبارح.. القهاوي شطبت والتاكس والميكروباس كله جرّش وروّح.. حتى النسوان: كانت تطلع الواحدة من دول بلكونتها تبص لجارتها وتشاور دبيحة على رقبتها وتقول "عيل عويل"، جارتها تفهم تروح لمة الغسيل من سكات وداخلة قافلة البلكونة.. يعني كله اتثبت وكله كان فاهم إن فيه تربة لازم ح تتفتح في القصة دي.. أصلها مش شقاوة ولا عركة.. لا.. ده "أبو ريـّـا" بذات نفسه.. يعني المعلم الكبير.. ده غير بقا إن الظابط الزغلول ده بالذات حبايبه ياما وعليه تار في بيوت كتير.
قصره من سبعة الصبح اتلم الخلق قدام المديرية.. اللي جاي يتفرج.. واللي جاي يحامي.. واللي جاي مش عارف هو جاي ليه.. وطبعا المنطئة مرشأة مخبرين.. وقفوا كتير؟ أربع ساعات يا معلم لحد ما وصل أبو ريا وصُحبته ع الساعة حداشر.. وهو يادوب وصل وعينك ما تشوف إلا النور.. طبعا كله كش وفتح في الجري، حتى الظباط والمخبرين.. البشرية دي أصلها مش فاهمة يعني إيه عيل عويل.. الناس دي يا جدعان بتصبّح على بعض في بيوتها بالآلي.. أبو ريا ده لما يحب يصحّي ابنه بيضرب طلقتين في شباك السرير.. من واحنا لسه عيال صغيرين كان يقولنا "المطوة البطالة نجسة".. يعني النهارده ولا مؤاخذة بعد العمر ده لا داخلية ولا محافظة يفرقوا، أنا بنتكلمو في الإنتربول والمافيا واليونان وأطاليا وشغل تاني خالص!
قصره كله خاف وجري، واشتغل ضرب النار ييجي ساعتين، أبو ريا وراه رجالته من جهة والزغلول واللي معاه من شبابيك المديرية من الجهة التانية.. لحد ما طب مساعد الوزير وقالك ـ قال إيه ـ "أنا مش راضية بالمرة عن أسلوب الحوار بالشكل ده"، وراحت محاصرة المنطئة ونازلة بكردونات أمن مركزي.
طبعا الرجالة كلهم بصوا لبعض: إيه اتفضت؟ كده من غير دبايح؟ حرام والله يا جدعان.. صحيح اللي انصابوا كتير، بس كان لازم حد يموت في الطلعة دي.. احنا يعني بنطلع كده كل يوم؟!!
لكن نقول إيه بقا يا معلم! يللا خيرها في غيرها.. على رأيك الجايات أكتر م الرايحات.. وصحيح الأعمار بيد الله!