( يوم الأربعاء )
23 ديسمبر 2009
14كيهك 1726
شهادة القديس أمونيوس أسقف اسنا.
1ـ في هذا اليوم استشهد القديسان بهنام وسارة أخته من أولاد سنحاريب ملك الفرس. وذلك أنه ذات يوم خرج بهنام مع أربعين رجل من غلمانه للصيد في الجبل، فرأى وحشاً كبيراً فطارده مسافة طويلة، حتى افترق عن غلمانه وقد أمسى عليه الليل، فاضطر أن يقضي ليلَته في مكانه، فنام ورأى في نومه مَن يقول له : اذهب إلى القديس متى الساكن في هذا الجبل وهو يُصلِّي على أختك ( وكانت مُصابة بمرض عضال ) فيشفيها الرب.
فلما استيقظ من نومهِ اجتمع بغلمانه، وبحثوا عن القديس متى حتى وجدوه في مغارة، فسجد بهنام بين يديه وأعلَّمهُ بالرؤيا وطلب منه الذهاب معه إلى المدينة فقام معه. وقد سبقه بهنام ومضى فأعلَم والدته بالرؤيا وبوجود القديس متى خارج المدينة، ونظراً لمحبتها له سمحت بذهاب أخته معه سراً. ولمَّا وصلا إلى حيث القديس متى، صلَّى عليها فشفاها الرب، ثم وعظهما وعلَّمهما طريق الحياة، وصلَّى أيضاً فأنبع الرب عين ماء، فعمَّدهما بِاسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد، وعاد إلى مكانه.
ولما علِم الملك سنحاريب بشفاء ابنته، استدعاها إليه وسألها عن كيفية شفائها. فقالت له إنَّ الرب يسوع المسيح هو الذي وهبها الشفاء على يد القديس متى، وليست الكواكب التي يعبدها هو، فغضب الملك على ولديه وهددهما بالعقاب فلم يرجعا عن رأيهما الصالح.
ولمَّا كان الليل تشاور القديس بهنام وأخته لكي يذهبا معاً إلى القديس متى ليودعاه قبل موتهما، فسارا إليه خفيةً مع بعض أصدقائهما، وإذ علِم الملك بذلك أرسل وراءهما من لحقهما في الطريق وقتلهما ، فنالا إكليل الحياة في ملكوت السموات.
ولمَّا عاد قاتِلُو بهنام وأخته، وجدوا أن الملك أصابه روح نجس، وصار يُعذِّبه عذاباً أليماً، فأرسلت الملكة إلى القديس متى متوسلة أن يحضر.
ولمَّا جاء صلَّى عليه فشفاه الرب في الحال. وأخذ القديس في تعليمهما فآمنا هما وكل من في المدينة، ثم بنى الملك للقديس متى ديراً عظيماً ووضعَ فيه جسدي ابنيه بهنام وأخته، وسكن فيه القديس متى زمناً طويلاً، وأظهر الرب من جسديهما آيات كثيرة للشفاء
صلاتهما تكون معنا. آمين.