أسعد الله صباحكم ومساءكم، سلام الرب لكم ونعمته ونوره ورحماته وبركاته. أتابعكم منذ الأمس وإن كنت لا أستطيع الكتابة حاليا، أما وقد رأيت الشيطان يمرح هكذا عابثا بالعقول والقلوب فكان حتما التعليق ولو بكلمات قليلة بسيطة أرجو فضلا أن تتسع صدوركم لها. سلام الرب لكم أيها الأحباء القديسين المباركين، الشعب المختار أبناء النور والنهار الشموس المشرقة المضيئة، سلام الرب ونعمته دائما معكم يا ملح الأرض ونور العالم. أنتم يا أخوتي أولاد الله، واحد في المسيح شمس البر تبارك اسمه، حقا وصدقا واحد في المسيح له كل المجد. لنتذكر هذا أيها الأحباء فضلا، ولنتذكره دائما.
وهذه هي رسالتي باختصار. أرى كثيرا مما يحتاج التعليق هنا ولكني ليس لأجل هذا أكتب. نعم، ربما كان الأفضل ألا نذكر "أيموند" على الإطلاق، ربما، على الأقل ليس في العنوان. ربما كان الأفضل أن يكون الكثير من هذا العتاب على الخاص، بدافع المحبة أولا، بل الرعاية الصادقة والاهتمام الحقيقي أحدنا بالآخر. ربما كان الأفضل أن تتنقى قلوبنا أولا بأول وألا نسمح أبدا بأية تراكمات أو مشاعر سلبية داخلنا. ربما وربما وربما، وقد نتفق ونختلف كثيرا، وقد نتناقش ونتباحث طويلا، بل قد نقضي الشهور الستة القادمة مثلا كي نحسم هذا الخلاف، حتى نحدد مَن هو المخطئ حقا أو نكتشف كيف بدأت العثرة!
لكني بدلا من ذلك: أدعوكم أيها الأحباء أن تخرجوا من هذا الفخ، لأنه صحيح "ما يقع غير الشاطر"! في الحقيقة لا أكاد أصدق: الأم الغالية أمة روح هذا الموقع ونبضه، أستاذنا الكبير ناجح أستاذنا ومعلمنا جميعا، مع البرنسيس الجميلة لمسة يسوع فراشة المنتدى! مَن يصدق أنكم أصحاب هذه الرسائل، وأنتم بالأحرى مثالنا وقدوتنا، وأنتم الذين نتعلم منهم المحبة والعطاء والتسامح والاتساع والاتضاع! أليس هذا أكبر برهان أن الشيطان ـ في غفلة من الزمن ـ تسلل حقا إلينا دون أن نشعر؟
بعبارة أخرى: أنتم أيها الأحباء، أنتم تحديدا، أكبر وأجمل وأوسع وأروع وأسمى من كل هذا، صدقا أقولها لا مجرد تهدئة للخواطر. كل منكم منارة حكمة مشرقة، أيقونة جمال لا ينتهي، ونبع محبة تفيض لتكفي هذا العالم! أنتم أولاد الله وبناته، على صورة القدوس ومثاله، واحد في المسيح له المجد. لنتذكر فقط هذا، ولنسترشد به في كل ما نفكر ونقول ونفعل، وعندها ستكون نعمة الله حقا وحكمته هي مرشدنا في كل خطوة.
***
ختاما صباحكم سكر وليلكم عنبر.
أعتذر عن غيابي قليلا، وأما نصيحتي ختاما فهي ألا تعودوا فضلا إلى هذا الموضوع حاليا. اتركوه بعض الوقت، ولا تردوا حتى على رسالتي هذه. دعوه تماما حتى تبرد حرارته وتنصرف عنه هذه الروح المضادة وهذا الشيطان اللئيم. بعد قليل سيزول هذا الضباب تدريجيا وتتضح "الرؤية" على نحو أفضل أمام الجميع. كان بودي أن أرسل إليكم في الختام أحد فيديوهاتي المعزية، أو الباسمة الضاحكة، لكني فعلا أكتب على عجل شديد فسامحوني لتقصيري. سلام الرب ليكن معكم ونعمته دائما تشملكم، بمحبته يغسل قلوبنا وبفرحه يشفي صدورنا وأرواحنا، تحياتي ومحبتي وحتى نلتقي. ♥