في أيام ضيقنا هذا وفي المحن التي نمر بها وعلى مشارف عام جديد أكتب لكم رسالة بقلبي

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0
إخوتي الأحباء في الرب
سلام لكم من فم رب الخلاص والمجد

أنا على يقين - بحسب ما أرى بعيناي واسمع - أن الكثيرين في ظل أحداث هذا العام الصعبة والتي لا نعلم ستستمر إلى متى، يعيشون في ألم وضيق شديد مع حزن، بل ويزرفون الدمع الثخين لأجل كل ما يقع على إخوتنا من آلام وضيقات ومشقات شديدة قد تصل للموت ظلماً وبدون مبرر، وقد سقط الكثيرين في الشك بسبب التجربة وقسوتها، والبعض يصرخ لماذا تسكت يا الله، متى ستتدخل وتنقذ، وبالرغم من صراخنا فأننا نعلم يقيناً أن كل القديسين – على مر العصور – حينما يحيون بالإيمان ويسعون بالصلاة لزيادته، كانت تأتي عليهم التجربة، وليس القديسين وحدهم، بل وأيضاً كل من يحيا في الشر ويعيش بالفساد تأتي عليه الضيقات لا كتجربة إنما لليقظة والانتباه، ليستيقظ من غفلته ويعود لله بالتوبة فيحيا ويتمجد الله:
[ فإذا تواضع شعبي الذين دُعي إسمي عليهم وصلوا وطلبوا وجهي ورجعوا عن طرقهم الردية فإنني أسمع من السماء واغفر خطيتهم وأُبرئ أرضهم ] (2أخبار7: 14)
أما بالنسبة للمؤمنين التائبين، فأنه في الوقت التي ينال فيه المؤمن بالمسيح الحي بركة من الله ومعونة سماوية تزداد عليه التجربة من الأعداء – أي الشياطين – الذين يريدون أن يحرموه من البركة التي باركه الله بها. وذلك كما قال الآباء: [ لأن الشياطين تعلم حق العلم أن النفس المباركة تنال ما يُنميها ويُزكيها في حياتها الروحية، ولذلك فهم يحاربونها سواء كان ذلك في الخفاء أو في العلن. لأنه حينما نال يعقوب بركة أبيه وقعت عليه في الحال تجربة عيسو، لأن الشيطان أثار قلب عيسو ضد أخيه يعقوب، وكان يبغي من وراء ذلك إفساد البركة، ولكنه لم يكن قادر على غواية يعقوب البار لأنه مكتوب أن " الرب لا يترك عصا الخطاة تستقر على نصيب الأبرار " وعلى هذا فأن يعقوب لم يفقد البركة التي نالها بل أزداد بها يوماً بعد يوم ... ]


فابذلوا يا أحباء الرب الذين دُعيَّ عليكم اسمه المبارك، قصارى جهدكم كي نصبح كلنا معاً أقوى عزيمة على التجربة، أولاً بالتوبة الصادقة التي من القلب بإصرار وتأكيد يومي، وبقوة الإيمان والرجاء الحي في الله القدوس الذي يجعلنا ننتصر بقوته، بقوة المحبة وثقة الإيمان الثابت فيه بالرجاء الحسن، لأن كل الذين ينالون البركة هم الذين يلتزمون بالصبر على التجارب في وقت الضيق .
يا أحبائي أكتب لكم اليوم وعلى مشارف عام جديد لكي تتآزروا بالحب وتجتمعوا بالإيمان الواحد وتتعلموا أن التجربة تعود على من لم يعد يحيا لله بنفع تحرك قلبه للتوبة والإيمان، وعلى التائبين المؤمنين بالمسيح يسوع بالمنفعة لا بالخسارة، وبدون وقوع التجربة على النفس لا يستطيع أحد أن يصعد لخالقه، وتأكدوا أننا لن نخسر إخوتنا الذين تنيحوا جزاء أي ظلم أو اعتداء، بل لنفرح لأن لهم الله العادل الذي يحكم بالعدل لأنه ليس بإنسان حتى يظلم أحد، لأنه خير للإنسان ان يقع في يد الله على أن يقع في يد إنسان ....
فإذا أردتم حقاً أن تنالوا نعمة روحانية كالقديسين العظماء المكرمين في كنيسة الله، فاقبلوا على أنفسكم شقاء الجسد ولوعة القلب وظلم الناس ومكائدهم الموجهه نحو كل مسيحي، فاقبلوا هذا الشقاء والألم بكل محبة مع الصلاة لأجلهم أن يترفق الله بهم ويعطيهم قوة خلاصه لأنهم لا يفهمون ماذا يفعلون، لأن كل من يقتلنا يظن في نفسه أنه يقدم خدمة حسنة لله، مع أنه يقدم لنا نحن الخدمة الحسنة لأنه يدخلنا الملكوت بفرح وبجدارة المتألمين من أجل الاسم الحسن، لذلك ينبغي أن نصلي لأجل كل من يفعل هذا ليلاً ونهاراً لكي يعطيه الله نعمة وفرح وسلام وتوبة حقيقية وأن يكون له نصيب في ملكوته السماوي ...
وأيضاً نُصلي من أجل كل ظالم لا يرفق على إخوته البشر كما نراه في التحرير وكل مكان يحدث فيه احتكاكات تؤدي للقتل وتشويه الجسد وإصابات بأعداد غفيرة جداً لا نعلم الرقم الحقيقي لها، ولكن قادر الله ان يتحنن ويترفق بهم يعينهم على هذا الظلم الذي أكل الغث والثمين، ويرحم كل من ظلم ويعيده لرشده ليستفيق ويرجع ويتوب لأنه في غفله لا يعرف أن الله ينتقم من الشر، وكل شر له نهاية ولن يدوم كثيراً مهما ما كان له القوة والقدرة والإمكانية....
يا إخوتي، حينما يحاربكم الشك بسبب التجارب والشدائد والمحن والمشقات العادية والغير عادية، أرفعوا كل ما يجول في خاطركم بل وكل ظنونكم إلى السماء ليلاً ونهاراً طالبين من أعماق قلوبكم الروح الناري القدوس وسوف يُعطى لكم، لأن هذا هو مسرة الله أن يمنحكم هذا الروح الناري الذي يعين ضعفاتنا ويقوينا ويهدينا لطريق البرّ لنسير فيه ولا نتزعزع قط ...

فانظروا لئلا تتسرب لقلوبكم ظنون وأوهام من ينادون بالشك والريبة القائلين [ من ذا الذي يستطيع أن يقبل هذا ]، فلا تستسلموا لهذه الظنون التي تفقدكم الإيمان بالله الحي الذي وعد أنه معنا كل الأيام وإلى الدهر، ولا تدعوا الشك يسيطر عليكم، ولكن أسألوا الله باستقامة قوية وسوف تنالون ما تشتهون منه، إذ يعطيكم قوة من الأعالي في سر التقوى، والروح القدس هو تلك القوة التي تنشط وتعمل فيكم، وكما قال الآباء [ من يقوم على فلاحة نفسه من جيل لجيل، هذا هو الذي سينال هذه النعمة ]

والنعمة هو ذلك الروح الناري الذي يغمر قلب الأبرار الصديقين الذين يحبون الرب ويطلبونه ليلاً ونهاراً لأنه هو حياتهم بالحقيقة، وعندما ننال هذا الروح الناري يكشف لنا أسرار السماء، بل ويعطينا قوة وشجاعة عظيمة ضد المضاد، ويهبنا نصرة المسيح الرب، ولا يتسرب الخوف لقلوبنا قط ولا يقدر أحد على هزيمتنا لأننا بمحبة الله نغلب وننتصر ونقدم أنفسنا ذبائح حيه لله القدوس، وهكذا بذلك الروح الناري سنحيا وكأننا في السماء لأننا نجدها مفتوحة أمامنا بالسر المعلن في قلوبنا حسب مسرة الله بروحة الذي يسكننا ويرتاح فينا ويعمل بقوة داخلنا !!!
لذلك أطلب منكم أن تشتعلوا بحرارة الصلاة الدائمة من أجل أنفسكم ومن أجل الآخرين حتى تنالوا ذلك الروح الناري وتقبلوه في داخلكم ليعمل ويغير نفوسنا لصورة الرب يسوع، ولنصلي بعضنا لأجل بعض لأجل هذا الغرض الشريف الصالح لكل لنفس جداً ...
كونوا يا إخوتي دائماً مُعافين باسم الثالوث
وفي روح الوداعة
 
أعلى