------------------------------------------
توافد عشرات الآلاف من المسيحيين من مختلف أرجاء العالم إلى أقدس بقاع الأرض إلى أورشليم المقدسة في يوم الفداء الأعظم و يوم الصليب الأقدس " يوم الجمعة العظيمة " هذا اليوم الذي قدم فيه الرب ذاته قربان لخلاص البشر وقبل كأس الآلام والعذاب والصلب لأجل أحبائه وصغاره وخرافه ...
فأمس وفي يوم الجمعة العظيمة كانت أورشليم المقدسة تحتضن آلاف المسيحيين من مختلف بلدان العالم من مختلف الألوان والأعراق والانتماءات لكن يجمعهم حب لمخلص واحد قدوس رب المجد ، حيث توافد المؤمنون من أقاصي الأرض من نيوزيلندا وأستراليا وكوريا الجنوبية والفيليبين والهند والشرق الأوسط ،و من أثيوبيا ومختلف البلدان الإفريقية و من روسيا و أوكرانيا ورومانيا وأوروبا الشرقية والبلقان واليونان وإيطاليا و فرنسا و بريطانيا وأوروبا الغربية و اسكندنافية ، من الولايات المتحدة وكندا وأمريكا الجنوبية من مختلف أصقاع الأرض جاءوا للمشاركة في إحياء ذكرى صلب المخلص في يوم الجمعة العظيمة وساروا على طريق الآلام ויה דולורוזה (Via Dolorosa ) حاملين الصلبان الخشبية مختلفة الأحجام والأشكال وصور المخلص والعذراء مريم وحاملين الورود والشموع والأعلام و البخور وسط جو من الصلوات و الترانيم المسيحية بمختلف لغات العالم الإنجليزية و اليونانية واللاتينية و العبرية و الروسية و الهندية وغيرها في صورة أكثر من رائعة ، وتم تمثيل مشوار طريق الآلام الذي سلكه المخلص الفادي في طريقه إلى الجلجثة ...
واجتاز المؤمنون من الزوار المسيحيين مع أخوتهم المسيحيين في الأرض المقدسة طريق الآلام إلى كنيسة القيامة عبر المراحل الأربعة عشر التي يتألف منها طريق الآلام والتي تقع خمسة منها داخل كنيسة القيامة ، وكما هو معروف فهذه المراحل أو المحطات الأربعة عشر مرتبطة بالمراحل التي مر بها يسوع وهو يحمل صليبه من مقر محاكمته وجلده وتعذيبه من قبل الجنود الرومان ومن ثم أماكن وقوعه تحت ثقل الصليب ومكان لقائه مع أمه العذراء كذلك المكان الذي مسحت به القديسة فيرونيكا (Veronica ) وجه المخلص من الدماء وصولاً أخيراً إلى موضع الصلب أو اليوم كنيسة القيامة أو كنيسة القبر المقدس ..
هكذا سار المؤمنون معاً على طريق الآلام البعض يبكي بحرارة وهو يتذكر عذاب الفادي والبعض يرفع الصليب ويترنم بترانيم الصلب والقيامة ويستذكر العمل الخلاصي للرب يسوع ، هؤلاء المؤمنون لم تفصل بينهم أي حواجز عرقية أو إثنية أو قومية أو ثقافية فالكل ينحني لآلام الرب والكل يسير في طريق الآلام نحو كنيسة القيامة نحو القبر المقدس ...
مواقف كثيرة مؤثرة صادفتها وأنا أسير في طريق الآلام وسط هذا الحشد الهائل من البشر هذه البشرية التي تفصل بينها آلاف الكيلومترات وعشرات الحواجز الثقافية والتراثية والتاريخية والقومية والعرقية لكنها تتحد معاً باسم يسوع وتسير جنب إلى جنب على خطى المسيح في درب الآلام ...
لدى الوصول إلى كنيسة القيامة كان موقف مؤثر حيث أنهال الكثيرون تقبيلاً وسجوداً وطلباً للمباركة من كل ما في الكنيسة ويرتبط بيسوع المسيح وصليبه الأقدس ....
وقد انتشر مئات من رجال الشرطة الإسرائيليين المكلفين بتأمين حماية الزوار المسيحيين وتنظيم الحركة في البلدة القديمة في أورشليم وعلى مسار درب الآلام وفي محيط وداخل كنيسة القيامة حتى تكون زيارة كل ضيف وزائر مسيحي سعيدة وهنيئة ومليئة بالبركات وكي لا ينسى المدينة المقدسة وألا تتغير صورتها التي رسمها في مخيلته ....
وقد صرحت السلطات الإسرائيلية بأنها ومن كون دولة إسرائيل دولة ديمقراطية تضمن حرية العبادة والعقيدة لغير اليهود كما لليهود فقد تم السماح لثمانية آلاف من المسيحيين المقيمين في مناطق الحكم الذاتي الفلسطيني في الضفة الغربية و 500 مسيحي من قطاع غزة بالدخول إلى إسرائيل ومشاركة بقية مسيحيي العالم في إحياء يوم الجمعة العظيمة وعيد القيامة ذلك على الرغم من أن إسرائيل تفرض إغلاق تام على مناطق الحكم الذاتي الفلسطيني في الضفة والقطاع وتمنع التنقل بين تلك المناطق وإسرائيل بحكم أننا في منتصف أسبوع عيد الفصح اليهودي .......
أم بالنسبة لمصر ومع ما أثير أخيراً حول منع المسيحيين فيها من زيارة إسرائيل بناء على قرار من السلطات المصرية بسبب توتر العلاقات على خلفية قضية العطار وقضية الفيلم الوثائقي ( روح شاكيد ) إلا أنه وكما بدا بالأمس فقد توضح أن قرار المنع قد ألغي أو لم يكن دقيق تماماً فقد بلغ عدد المسيحيين المصريين الذين جاءوا من مصر للمشاركة في احتفالات أعياد الصلب و القيامة لهذا العام نحو ألف و مئة مسيحي كما صرح الأب أندراوس عوض القادم من مدينة أسيوط والذي جاء برفقة اثنين من الكهنة على رأس الوفد المسيحي المصري القادم من القاهرة والإسكندرية وأسيوط و الذي يشكل الكاثوليك الغالبية العظمى فيه مع نسبة ضئيلة من الأقباط الأرثوذكس .....
وأترككم مع الصور لبعض جوانب يوم الجمعة العظيمة في أورشليم ...
أعياد مباركة على الجميع ...
التعديل الأخير: