احبائي:
هذا الموضوع كتبه صديقي الراهب روجيه،وسانشره هنا لاول مرة لكي تعم الفائده على الجميع ، وساضعه على اجزاء لتسهل قرائته، ارجوا ان يعجبك الموضوع. وشكرا
هذا الموضوع كتبه صديقي الراهب روجيه،وسانشره هنا لاول مرة لكي تعم الفائده على الجميع ، وساضعه على اجزاء لتسهل قرائته، ارجوا ان يعجبك الموضوع. وشكرا
على صورة الله كشبهه
(الجزء 1)
بقلم ر. أ. باريس في 24/4/2004
في الديانات الوثنية، يحتاج الناس لأن يروا إلههم المعبود مجسّداً أمام ناظريهم لكي يقدموا له العبادة اللائقة. أمّا الله فحين أعطى اسرائيل الوصايا العشر بواسطة عبده موسى، أمرهم قائلاً: "لا تصنعوا لكم صورةَ ولا شبهَ شيء مما في السماء من فوق ..." (خر 20/4الترجمة السريانية). وفي الوقت عينه، أوحى الله لموسى قوله "لنصنع الإنسان على صورتنا كشبهنا" (تك 1/26). وبالتالي أراد الله أن يُفهم اسرائيل بعدم جدوى التفتيش عن صورته وشبهه في عناصر الطبيعة ومخلوقاتها، لأنّ هذه الصورة مرسومة في داخل الإنسان وحده. فكفى التخيلات الوثنية التي تعتقد أننا مخلوقون على صورة الله ولهذا السبب فإنّ الله له شكل مشابه لنا: عينان، وأذنان ورأس وقدمان للسير، ... ليس لله شكلٌ جسماني، فهو روح والساجدون له بالروح والحق ينبغي أن يسجدوا (يو4/24). لا يُحدّ الله في أشكال مجسّمة بحسب تفكير البشر. ولسنا على صورة الله بحسب الجسد، لأنّ شكل الجسد شكل فاسد. وليس الفاسد صورة عدم الفساد. الجسد ينمو ويضعف، يشيخ ويتبدّل. في صباه هو شيء؛ وفي الكهولة شيء آخر؛ في العافية شيء، وفي المرض شيء آخر؛ في الخوف شيء وفي الفرح شيء آخر؛ في الصراع شيء وفي الراحة شيء آخر؛ في الاستيقاظ شيء وفي النوم شيء آخر؛ حالاته تتبدّل من مكان إلى آخر، من زمان إلى آخر، من عرق إلى آخر. العادات التي يمارسها، والتقاليد التي يحفظها، والوظائف التي يقوم بها، كلّ هذه تؤثّر عليه، وكلّها متبدّلة من شخص إلى آخر لأنّ كل فرد منّا فريد وخاصّ ومنفصل عن الآخرين. فإن لم تكن صورة الله فينا هي شكل الجسد، فما هي يا ترى ؟ كيف كل البشر على اختلاف أنواعهم، وأجناسهم وأعراقهم هم جميعاً مخلوقون على صورة الله؟
عندما يطرح الآباء هذا الموضوع، تكون إجاباتهم مستفيضة وغنية جدًّا. ولكنهم طوراً يلتقون في التفسير وأطواراً يفترقون. ما سنحاول القيام به في سياق بحثنا، هو إجراء مراجعة عامة لآراء آباء الكنيسة شرقاً وغرباً في موضوع صورة الله وشبهه. سنعرض وجهة نظر مار أفرام والذهبي الفم وأغسطينوس وغريغوريوس النيصي، ثمّ سنتطرق إلى الآباء الذين يفرقون بين الصورة والشبه، وبالأخص إيريناوس وباسيليوس الكبير. في مرحلة لاحقة، سنرجع إلى سفر التكوين نفسه لنرى ما هي القراءات الأخرى الممكنة للنص المقدس، وما هي في نهاية المطاف، الأبعاد الخلاصية التي يضمها مفهوم "صورة الله".
يتبع...
عندما يطرح الآباء هذا الموضوع، تكون إجاباتهم مستفيضة وغنية جدًّا. ولكنهم طوراً يلتقون في التفسير وأطواراً يفترقون. ما سنحاول القيام به في سياق بحثنا، هو إجراء مراجعة عامة لآراء آباء الكنيسة شرقاً وغرباً في موضوع صورة الله وشبهه. سنعرض وجهة نظر مار أفرام والذهبي الفم وأغسطينوس وغريغوريوس النيصي، ثمّ سنتطرق إلى الآباء الذين يفرقون بين الصورة والشبه، وبالأخص إيريناوس وباسيليوس الكبير. في مرحلة لاحقة، سنرجع إلى سفر التكوين نفسه لنرى ما هي القراءات الأخرى الممكنة للنص المقدس، وما هي في نهاية المطاف، الأبعاد الخلاصية التي يضمها مفهوم "صورة الله".
يتبع...
التعديل الأخير: