نشأت المصري
ولم يستحي أن المكان والزمان غير مناسبين لهذه الإشاعات والمضللات, فالمكان إدارة من ضمن إدارات الوزارات المعنية ذات الخدمات الجماهيرية, أي إدارة وزارة خدمية تخضع للحكم المحلي ,,, والزمان الاجتماع العام الأسبوعي ,الذي يرأسه السيد مدير الإدارة شخصيا,
والذي يتم فيه طرح إنجازات العمل خلال أسبوع, والمطلوب خلال الأسبوع القادم , مع مناقشة البيانات الإحصائية ومدي موافقتها لخطة العمل الوزاري,,,,أي ان الموضع عمل في عمل في عمل,,,وليس هناك أدنى مجال لمناقشة قضايا دينية أو فتن طائفية ,,,او يمكن أن يكون نهج الإسلام السياسي هو بث روح العداء لأخوة الوطن المسيحيين في الاجتماعات العامة حيث عدد المسئولين المسلمين المتواجدين يكفي لمنع أي مسيحي إعلان رأيه , أو مناقشة الحجة بالحجة.
فوقف هذا الشخص يطلب الكلمة أو يبدي رأيه في إحدى موضوعيات العمل المطروحة بالاجتماع ,,هذا كان تفكير جميع المتواجدين حينما طلب هذا الشخص الكلمة, ولكنه طرح شيء بعيد كل البعد عن موضوع الاجتماع فقد قال بالحرف الواحد:
عارفين أخر الأخبار شنودة شيخ النصارة عايز يقيم دولة عاصمتها أسيوط , ويلغي اللغة العربية ويطبق اللغة القبطية, ويحول الجوامع هناك لكنائس ,والجماعة الأمريكان عايزين كدة وعاملين خطة لتنفيذ الحكاية دي.
وفي لحظة أنقلب الاجتماع , مابين ساخر من المسيحية والبابا شنودة وما بين ساخر من هذا الشخص ,,, وحقيقة لا أنساها أن كثير من الزملاء المسلمين وليس المتأسلمين,,, في الوقت نقضوا فكره وعنفوه قائلين أننا الآن في عمل وليس هناك أدنى مجال لأفكارك يا شيخ محمود ,, وقال آخرون أخوتنا المسيحيين متأدبين ولم نسمع ولم نرى من أي شخص منهم أي إهانة لنا أو لديننا,فلماذا أنت تصر في كل لقاء على إهانتهم .
ولكنه أصر على فكره وقال أتحدى واحد منهم يرد عليّ,,, ونظرت من حولي حيث تحول الاجتماع لصمت رهيب ,,ولم يتجرأ أحد من أخوتنا المسيحيين للرد عليه ,,, ولكن الله لا يترك نفسه بلا شاهد,,,فقد أعطى الله وروحه القدوس لمسيحي ضعيف , ليس لديه حجة ولا لسان للتكلم ولكن لستم أنتم المتكلمين بل روح الله القدوس يتكلم عنكم.
ولم يفكر مطلقا فيما يمكن أن يحدث له من ضيقات نتيجة تهوره هذا للرد على الشيخ محمود وفي مجال العمل والإدارة وفي وجود المدير ورؤساء الأقسام جميعا.
لقد وقف هذا الضعيف , أمام جميع القوم وغير عابئ بالعدد أو كم الذين حوله من المسلمين وبالأخص لم يعرف أو يتكهن عن مكمن شخصية كل واحد منهم.
وأيضا لا يثق فيمن حوله من المسيحيين الذين حوله حيث القهر حوّلهم لأشخاص يخافون على أكل عيشهم , وعلاقاتهم في العمل.
ولكنه لا يخفي عنكم أنه في بادئ الأمر أنتابه شعور بالخوف والهلع , من الموقف ,لأنه في لحظة تحول لداعية ديني يدافع عن معتقده ويجاهر به أمام الزملاء أجمعين.
فوقف قائلا بعد أن حافظ على رباط جأشه لألا يظهر هلعه من الموقف:
بعد إذن سيادة المدير والحاضرين بنعمة الله سوف أرد على الأستاذ محمود:
أولا البابا شنودة لقبه البابا المعظم الأنبا شنودة , فنحن نتعامل مع القيادات الدينية الإسلامية من هذا المنطلق ,, والمقامات محفوظة.
ثانيا عما تدعيه سيادتكم على المملكة المسيحية المرتقبة والتي نوهت عنها لي تساؤل ,,, هل ستكون نظامها ملكي أم جمهوري؟ رأس مالي أم اشتراكي أم شيوعي؟ .
وإذا كانت جمهورية ديموقراطية لابد أن يكون رئس الدولة بالانتخاب وليس بالأولى أن يكون الرئيس هو البابا شنودة.
أما إذا كانت ملكية فلابد أن يناصر الملك حكم دكتاتوري ,, وهذه الدكتاتورية ضد المبادئ المسيحية ,, أي أنها مخالفة لتعاليم الإنجيل وأهمها المحبة والسلام والنهي عن القتل,,,وخلافه.
في الحقيقة أن كلامك هذا لا يمت بتعاليم الإنجيل بأي صلة,, فقد أوضح لنا ربنا وملكنا الروحي يسوع المسيح أن مملكتنا ليست من هذا العالم,,,فإن كان هناك مملكة فنظامها ووضعها لابد أن يتناسب مع تعاليم الإنجيل.
أما من جهة القانون المدني الذي يحكم المسيحية فهو الوصايا العشر وأصغرها يوقع في الخطية ,, فلهذا لا محاكم ولا محاكمات فالجميع يخضع للكنيسة ,, فإذا كنت خاطئ فيكفي لتقديم توبة من القلب.
لهذا فإن من يحكم الناس روحيا لا ينحدر للخلف لحكمهم مدنيا فهذه الأخيرة تترك لم يريد مملكة أرضية, والكنيسة أيضا تدعمه بصلاتها مهما كان دينه أو عقيدته, لهذا الكنيسة تؤيد تماما الحكم الديموقراطي فهو حكم يساعد على العدالة ,ويساعد على حرية اختيار الرئيس من الشعب بالانتخاب الحر,, دون النظر لديانته أو عقيدته فإذا كان مسلما فنحن نصلي من أجله وإذا كان مسيحيا فنحن أيضا نصلي من أجله.
ثالثا موضوع اللغة ,, فيجب أن تعرف شيء أن الله هو واضع كل اللغات في قلوب البشر ,,ففي جميع اللغات له من يدعو باسمه,, وفي جميع اللغات من هم مسيحيون ومن هم من ديانات أخرى والله يقبل الجميع ويقبل صلاة الجميع ,,دون أدنى تمييز للغتهم.
لهذا فان الله قادر على فهم جميع اللغات ,لأن لغة التحاور مع الله هي لغة روحية نابعة من انتماء الشخص روحيا,, نابعة من قوة إيمان ,, نابعة من روح لروح ,, فيقول الكتاب المقدس (الله روح والساجدون الحقيقيين بالروح والحق يسجدون),,فصلاة الروحاني نابعة من روحانيات عالية أما بأي لغة فهذا أمر لا يهم الله.
وإذا قرأت سيادتكم سفر أعمال الرسل الإصحاح الثاني تجد أن المؤمنين الذين دخلوا الإيمان بالمسيح بعظات الرسل بعد حلول الروح القدس عليهم يوم الخمسين, كانوا من جميع اللغات حتى أن العظات وصلت بالروح القدس لكل واحد منهم بلغته ,,او معنى آخر كل من سمع العظات سمعها باللغة التي يتكلم بها:
و كان يهود رجال اتقياء من كل امة تحت السماء ساكنين في اورشليم
6 فلما صار هذا الصوت اجتمع الجمهور و تحيروا لان كل واحد كان يسمعهم يتكلمون بلغته
7 فبهت الجميع و تعجبوا قائلين بعضهم لبعض اترى ليس جميع هؤلاء المتكلمين جليليين
8 فكيف نسمع نحن كل واحد منا لغته التي ولد فيها
9 فرتيون و ماديون و عيلاميون و الساكنون ما بين النهرين و اليهودية و كبدوكية و بنتس و اسيا
10 و فريجية و بمفيلية و مصر و نواحي ليبية التي نحو القيروان و الرومانيون المستوطنون يهود و دخلاء
11 كريتيون و عرب نسمعهم يتكلمون بالسنتنا بعظائم الله
12 فتحير الجميع و ارتابوا قائلين بعضهم لبعض ما عسى ان يكون هذا
وأيضا لقد تم دعوة المؤمنين المسيحيين للملكوت من كل أمة ومن كل لسان كما أوضح لنا سفر الرؤيا:
و هم يترنمون ترنيمة جديدة قائلين مستحق انت ان تاخذ السفر و تفتح ختومه لانك ذبحت و اشتريتنا لله بدمك من كل قبيلة و لسان و شعب و امة (رؤ 5 : 9)
ثم رايت ملاكا اخر طائرا في وسط السماء معه بشارة ابدية ليبشر الساكنين على الارض و كل امة و قبيلة و لسان و شعب (رؤ 14 : 6)
لهذا السبب نحن الأقباط كباقي شعوب الأرض المستعمرة ,,فقد فرض الاستعمار عليهم لغته ,, حتى أصبحت اللغة العربية واقع لغة مصر,, والإنجليزية واقع لغة الأمريكتين واستراليا وغيرها من البلاد التي تعرضت للمستعمر..
فنحن نتكلم العربية فلا رجعة من ذلك , ونعتز باللغة القبطية كتراث يجب المحافظة عليه لأنها لغة الآباء ,, وبها أيضا نتمكن من ألحان كنيستنا التي هي أصلا قبطية.
السكوت والصمت والدهشة انتاب الجميع مسيحيين ومسلمين فكان كل واحد ينظر للأخر,وساد هذا السكوت للحظات ليست بقليلة بعد ما فرغ هذا الضعيف من الكلام, فوقف الشيخ محمود ليباشر كلامه ,, ودفاعه عن رأيه مستهزئا بالمسيحية حتى وجد أخوتنا المسلمين وليس المتأسلمين يقفون ضده ويقولون له كفاية يا محمود شوهت الإسلام, وأخجلتنا أمام أخوتنا المسيحيين ,,ناظرين لهذا الضعيف قائلين له أحسنت ردا يا صديقنا, الله يفتح عليك .
لهذا أقول وسط كم المتأسلمين هناك مسلمين يتمتعون بالعدالة والعدل ومتمسكين بمحبتهم لأقباط مصر ,,وفي وسط الأقباط مسيحيين شجعان لا يهابون شيء مستعدون لمجاوبة العالم كله عن سبب رجائهم ,لا يخافون الرد والحديث واثقون بإيمانهم ومعلنين مسيحيتهم مؤمنين بقول الكتاب المقدس:
لستم أنتم المتكلمين بل روح الله القدوس يتكلم عنكم.
نشأت المصري
+++++++++++
+++منقول+++
++++++++
+++++++
++++++
+++++
++++
+++
++
+