نصلي يا رب من كل قلوبنا أن تأذن حسب مشيئتك بشفاء أهل هذا البيت جميعا، نصلي أن ترفع أسقامهم وأن تغسل عن أجسادهم وأرواحهم سائر الأوجاع والألام، نصلي يا رب وأنت الأعلم بضعفنا وعجزنا أن تفتح كوى مراحمك لأجلهم وأن تشددهم وتغمرهم بنعمتك وقوتك وسلامك، نسألك ربنا وإلهنا الرحوم صانع الخيرات من فيض رحمتك ورأفتك وإحسانك وبشفاعة البتول كنز البركات وملجأ البنين سيدتنا سلوي القلوب سلطانة الجمال مريم.
لا أصلي عادة بالعام ولكن وجدت يا أختي الغالية في رسالتك ما يجدر التوقف عنده والتعليق عليه:
فاخي الذي يصغرني بسنة واحدة متزوج وهو مشغول باسرة زوجنه ولا يسأل علينا ويكرهنا نحن الثلاثة اخوه الصغير الوحيد واخته الكبيرة المريضة وامه المريضة من اجل لا شئ سوى الغيرة في قلبه تجاه اخيه الصغير الذي يصغره سبع سنوات تملئ قلبه غيرته العمياء لدرجة انه لا يطيقه ولا يطيق رؤيته صلوا من اجله...
لا يا أختى الغالية، إذا سمحتِ لي، لا يجدر أن نبدأ الصلاة لأجل شخص ما بهذه الأفكار. هذا قد يؤدي بالأحرى إلى
نتيجة عكسية! الصلاة يجب أن تبدأ
بموقف إيجابي تجاه هذا الذي نصلي لأجله. نعم، نحن نرى أخطاء الآخرين، بل لهذا تحديدا نصلي لأجلهم. ولكن ما إن بدأنا الصلاة فنحن بالأحرى نبدأ بشكر الله لأجل هؤلاء الذين نصلي لأجلهم ونستحضر بالعكس
أفضل ما لديهم وأجمل ما نراه فيهم. لا يجدر أن ندخل أبدا إلى حضرة القدوس هكذا بصفة "المشتكي" وأفكاره ـ وإلا سقطت الصلاة أو حتى جاءت بنتيجة عكسية.
يوما ما كانت الخطايا قد تفشت بين أهل كورنثوس: شقاق وخصومات وزنا وسُكر إلخ، ولكن انظري رغم ذلك كيف بدأ لسان العطر صلاته لأجلهم بشكر الله وتأملي ما يقول عنهم عموما في بداية رسالته:
أشكر إلهي في كل حين من جهتكم على نعمة الله المعطاة لكم في يسوع المسيح، أنكم في كل شيء استغنيتم فيه في كل كلمة وكل علم، كما ثبتت فيكم شهادة المسيح... الذي سيثبتكم أيضا إلى النهاية بلا لوم في يوم ربنا يسوع المسيح.
وهكذا: بهذا الموقف الإيجابي المبدأي نحن لا نتهيأ فقط ونغتسل داخليا ونتعطر بعطر المحبة لأجل الصلاة، نحن أيضا نضبط ترددنا أو ذبذباتنا وموجاتنا ـ إذا جاز التعبير ـ بحيث تتوافق مع الترددات العلوية وتتناغم مع أقداس الرب التي نرغب أن تصل صلاتنا إليها.
(والمعنى نفسه ينطبق أيضا مع السيدة والدتك. تقولين مثلا: «فانا ما زلتُ احبها كثيراً واصلي من اجل شفائها ومن اجل ان يغفر الله اسائتها لي من كل قلبي». لماذا لا زلتِ تذكرين اساءتها إذا كنتِ بالفعل قد سامحتِها؟ حتى إذا كان ذلك رغما عنك: تجنبي على الأقل في مقام الصلاة كل هذه الأفكار وتكفي تماما هذه المحبة الصادقة الجميلة التي نراها في كلماتك والتي دفعتك ابتداء لهذه الصلاة لأجلها).
ختاما لست أهلا لتقديم أية نصيحة ولكنها مجرد كلمات بسيطة أكتبها بدافع التقدير والمحبة لشخصك الجميل المحبوب.
إذا أردتِ المزيد عن هذا الأمر أدعوكِ لقراءة الفصل 14 من كتاب البركة واللعنة لديريك برنس (يمكن تحميل ترجمته العربية على
هذا الرابط)، وفي النهاية أرجو يا أختي الغالية أن تصلي لأجل ضعفي أيضا (ولكن من فضلك لا تذكري في صلاتك شيئا عن عيوبي وأخطائي الكثيرة).
سلام ونعمة.