marium_bishoy
New member
- إنضم
- 24 أغسطس 2006
- المشاركات
- 2
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 0
مولود من جديد
حياتي كانت مرتع لكل التجارب، لم يمر حدث في دماغي الا وقمت بتحقيقه، عانيت احيانا من نتيجه حماقاتي الى درجه الندم وكنت مصيبا في الاحيان الاخرى الى درجه ارضاء الذات والاحساس بالاكتفاء، لم اترك شارده او وارده الا وقمت بتجربتها، كان الإحساس بالذنب والخطيئة واضحاً في حياتي كنت قلقا على نفسي اذ كانت هناك تسائلات كثيره تملاء حياتي عن معنى الالوهيـه والاخره والجنه والنار وكنت من النوع الذي يجب ان يشغل نفسه طوال الوقت باي شيء وكيف ما كان، كنت اعرف باحساس داخلي بانني اعيش مره واحده فقط وعلي تجربه كل شيء، وبنفس الوقت العمل للـفـوز بالحياة الابديه وبمرورالايام كانت حياتي تزداد فوضى اكثر واكثر، قرأت كتبا اسلاميه كثيره عن عذاب القبر ونعيمه، وفتنة المسيخ الدجال، وأوصاف المهدى المنتظر، وأحوال الجان ومراتبهم، وحكم زواج الإنسى بالجنية، إلى آخر الكتب التى لا طائل من وراءها، كل ذلك بحثاعن الحقيقه التائهه، وكثيرًا ما سألت نفسى وانا أجتهد فى القراءة حول جديه تلك المواضيع الصاخبه، كنت منفتح الذهن فلم اقتنع بكل تلك الاوهام والخرافات حول اشياء مثل الثعبان الاقرع والاحاديث التي تدورحول ارضاع الكبير و ما الى ذلك، لقد نشأت في مجتمع اسلامي، وتربيت في بيئه اسلاميه، ولكن مع هذا كله لم أكن قد تذوقت نعمة الخلاص و السعاده. بحثت عن السعاده الابديه في كل مكان لقد ترددت على كثيرا من أماكن العبادة في بلدتي، ولكني لم اسمع صوت الله بالكيفية والبساطة التي تقودني الى الفادي والمُخلِّص. فمثلاً كنت أسمع خطب عن قوة الله وجبروته وبطشه العظيم و سمعت خطب أخرى عن اوامر الله وشرائعه الثابته التي تصل احيانا الى حد التعجيز وكنت اتساءل دائما بيني وبين نفسي هل الله يجب ان يكون بهذه القسوه والغلاظه وهل علينا نحن ابنائه ان نتحمل كل هذا العذاب في الدنيا دون ان نضمن حتى القدر البسيط من هذه الابديه الهانئه والتي ترائت لي بأنها من حق أناس اخرين ولكن ليس انا بالتحديد وكنت ارفع يدي احيانا متضرعا له و اتسائل لماذا اذن خلقتني حتى تحاسبني على افعالي في الاخره وتهددني ببئس المصير، انا العبد المسكين الذي لا حول ولا قوه لي، ما فائده هذا كله ان انا لم استطيع تنفيذ كل شرائعك واوامرك بالمسطره والقلم كما جائت في مواضيع كثيره ؟؟ وكنت حين اذ اتسائل ماذا سيحصل ان عملت الشيء او نقضته، ماذا ستكون النتيجه ان انا حلقت ذقني ام نتـفـتها من موضعها ماذا لواني بدات عمليه الوضوء غاسلا في الاول وجهي ام مرفقي يدي. كثيرا هي الاسئلات التي كانت تضعضع من ايماني بالله، قادتني الاقدار في احدى المرات الى شخص من بلدتي وهو كما يقول عن نفسه بانه من اصحاب الجنه ذلك لانه متـقي وصالح والاهم من ذلك كله انه مقتنع بفكره الجهاد والشهاده وانه لوتمكن من محاربه الكفار من اهل الكتاب في احدى دول الجهاد لاوقع بينهم الكثير من الخسائر و لكان بـلائه حسنا على حد زعمه، مع انني اشك في مصداقيه كلامه قمت بالاستماع له ويا ليتني لم استمع، قال لي وقد ادهشني قوله كثيرا قال بانني نصف مسلم ونصف كافر و ذلك بحكـم دراستي في احدى الدول الاشتراكـيه ومعرفـتي بعلوم الشيوعـيه حيث انني و(الحديث له) ملوث بداء الكفر و بناءعليه يجب استئصال هذا الداء كليا او يجب معالجته بالحديد والنار، لا ادري مدى جديه هذا الانسان في حديثه ولكني على كل حال رأيته وهو يكلمني كيف كانت الدماء تغلي في عروقه وكيف كانت يداه ترتعشان وعينيه تحمران احمرارا غريبا وشفتيه وقد سال من اطرافـهما بعض السائل الابيض الرغوي و كل جسده المنتفض الذي كان ينـبئ بوقوع الـشـر والمكروه في اي لحظه ان لم ابادر الى التخفيف من حده الموقف بالتربيت على ظهره وقولي له كلمات لا اتذكرها الان بحكم الارتباك والرعب الذي كان سائدا حينها على كل الموقف ولكنني اتذكر باني قلت له اشياء بما معناها انني لم اكن مجتهدا بماده الشيوعيه العلميه وانني تقريبا كنت قد حصلت على علامه صغيره في هذه الماده وانني مازلت مسلما ولم اتأثر بالاشتراكـيه العلميه كثيرا وان ايماني بالله في محله ولم تـفسـد اخلاقي بعد، وبذلك هدأت سـيرته قليلا بينما تملـكني الرعب ليلتها ولم اسـتطع النوم.
سهرت كل الليل متفكرا ماذا ستكون حياتي عليه في المستقبل وكيف لي ان اتعايش مع أناس يفكرون كل هذا التـفكير السوداوي وكيف لي ان ابـحث عن الحقيقه المرجوه عن وجود الله المحب المتسامح الغفور الرحيم الذي لا ينظر الى اعمالنا وانما ينظر الى ايماننا وقلوبنا وكنت اصيح في داخلى يا ايها الرب ان كنت موجودا بهذه الصفات فأعلن لي عن ذاتك ولا تبخل على بمعرفتك والتمتع بسلامك.
مرت الايام ولكن في هذه المره ليست سواسيه، فسريعا ما استجاب ربي لطلبي ذلك، ففي احدى المرات وانا استمع الى جهاز الراديو(وكنت حينها دائم الالتصاق بالراديو لانني كنت عاطلا عن العمل وليس لدي ما اعمله بحكم شهاده الماجستير التي لا تضر ولا تنفع، هذا ما قاله على الاقل ارباب العمل الذين لجأت لهم لطلب وظيفه تسد الرمق وانا الشاب التواق للحياه)، ففي احدى المرات صادف ان استمعت لاحدى البرنامج الاجنبيه وكان هذا الحدث منذ اكثرمن عشر سنوات، استوقف انتباهي احد البرامج الدينيه المسيحيه وبعد الاستماع قليلا فزعت وهممت لتغيـير المحطه فورا، فان كانت شهاده الماجستير الحاصل عليها في احدى الدول تعد حراما وتقارن بالكفرالعظيم فما بالك ببرنامج مسيحي وفي عقر دارك، اللهـم استر، ولكن كانت هناك قوه خفيه تحثني على التريث قليلا والاستماع لا صوات المذيع والمذيعه الذين كانا يـبـدوا عليهما الفرح والاطمئنان والسرور لقد كانت اصواتهما تدل على ذلك كانوا يتكلمون عن المسيح المخلص وكانهما يتكلمان عن شخص صديق يعرفانه اشد المعرفه كانت اصواتهما تعلوا بالضحك والغبطه ومن حين لاخركانا يرنمان ترانيم جميله اخاذه، كنت من خلفيه اسلاميه لذا كنت غير متعود على هذا فتملـكـتـني الحيره وسرعان ما امتلأت راسي الغليظه بأسئلات لا معنى لها، ما معنى هذا كله كيف لهم ان يضحكان ويغنيان والاكثر من ذلك كيف يكونان معا، مذيعه ومذيع، اذ ان هذا يعد حرام حسب الاعتقاد الاسلامي وكيف لهما ان يتكلمان عن ربهم المسيح بهذه البساطه دون خوف ووجل الا يخافان قوه الله و بطشه وعظمه جبروته؟؟ ما هذا الهراء؟؟ لم يعجبني هذا كله فقررت تغير المحطه سريعا معتقدا بان هذا كله كفرعظيم يجب الابتعاد عنه وكنت معتقدا بأنني صائب في قراري لان حتميه الاعتقاد بالصواب المطلق لا بد ان ينعكس بنتيجه وهي، حتميه الاعتقاد بالخطاء المطلق لمن يختلف معنا، وبالتالي رفضه ورفض اسلوب تفكيره ورفض كل ما يتعلق بمنهجه وبالتالي مجمل تصوره عن الحياه، فاسلوبنا هو أسلوب التفكـير أحادى الاتجاه، حيث لاسبيل للحقيقة غيرأسلوبنا فى التفكير، ولا احترام لأسلوب الآخرين، ولا اعتقاد بأن لهم منهجًا وعقلاً، فالمنهج لدينا هو ما ننهج، والعقل فى مفهومنا هو ما نعقل، والاسانيد فى تصورنا هى ما يساند أفكارنا ومنهجنا ونتائجنا و ليذهب الاخرون الى الجحيم ان لم يشاطرونا في الرأي، لذا غيرت المحطه وظليت ليلـتي سهران متفكرا متأملا بما تفاجأت به من تلك الاذاعـه الكافره حسب اعتقادي، ولكن في الليله التاليه سرعان ما عدت لتك الموجه والتردد وانا خائف كمن يسترق السمع على غيره فعملت على ان يكون الصوت واطئ حتى لا يسمع صوت الراديو احدا غيري وقفلت الغرفه من الداخل خوفا من مفاجاه احدا من اخوتي لي وانا استمع لهذه الاذاعه، بقيت مستمعا لكل البرنامج وانا في حاله ذهول من المفاجاه الغير منتظره، رايت البساطه في التعامل مع الرب من قبل المذيع والمذيعه، سمعت اشياء كثيره عن صلب المسيح وفدائه لنا بدمه الطاهرعلى كل اخطائنا من بدايه ادم الى ابد الدهر سمعت كيف انه كلمه الله و عرفت معنى الصفات الثلاثه لاله واحد، سمعت عن الوصايا العشر بعد ان كنت معتـقدا بان المسيحيه تدعوا الى الرذيله بكل انواعها، عرفت حكمه الله من عمليه تجسده بعد ان كنت معتقدا بان المسيح مجرد نبي اسطوره وانتهت بمجيء محمد والاسلام، كنت يومها مسرورا لانني وجدت اخيرا ضالتي التي بحثت عنها كثيرا وجدت اله المحبه والسلام ، اله العطف والحنان، وجدت الرب الذي لا يلوح لي بالعصى مهددا، وجدت الاله الذي لا يقف لي بالمرصاد في كل خطوه اقدم عليها واخيرا وجدت نفسي بأنني بهكذا اله استطيع ان اكون حرا طليقا محبا معطاء غير عابئ بتوافه الامور، مثالا على هذا، هل على ان استخدم المسوك الخشبي لتنظيف فمي اسوه بمحمد ام انه بأستطاعتي ان استخدم اخر ما توصلت اليه التكنلوجيا والعلم في هذا المجال وفي مجالات اخرى، استطعت ان ارى الفرق الكـبير بين ان يقـال لك احبوا اعدائكم وبين ان يقال لك وقاتلوهم اينمــــا وجدتموهم، وجدت الفرق بين التبشيرلمحبه الله، بحب ورعايه، وبين الجهاد في سبيل الله بالسيف والحزام الناسف، وجدت الفرق حينما يدعوك الله اليه مكـتـفيا بئـيـمانـك به وبين ان يخيرك ما بين الجنه والنار معتمدا على مثقال ذره في اخذ نصيبك من هذه او ذاك دون اي رحمه او واعزحيث لا يكون هناك اعتبارا لايمانك وكأن الدنيا والاخره هي مجرد عمليه حسابيه، ذره واحده من الحسنات زائد ذرتين من الحسنات تساوي ثلاث ذرات من الحسنات، يا الهي لهذه المعادلات الحسابيه الدنيويه الداخله في حسابات سماويه بالغه الرفعه والتقديس، هل ابديتي مرتبطه بعلوم الحساب وبقوانين فيتاغورس ومعادلات اينشتاين؟؟ يا رباه لا استطيع التصديق، هكذا اخذت مبتعدا عن هذا الدين الاسلامي يوما بعد يوم هذا الدين الغارق في الحسابات الدنيويه حتى العظم، الغارق في نافورات الدم المنتشره في كل مكان منذ اربعه عشره قرنا حتى يومنا هذا، الغارق في المتناقضات في اسـسه واركانه ومصدره، هذا الدين الذي اثار حفيظتي واخجلني امام كل مؤمنين الدنيا من الديانات والعقائد الاخرى هذا الدين الذي يشبه في معتقداته معتقدات سكان الغابه الاوائل اكله لحوم البشر الذين قامو بقتل كل من هوغريب عنهم و لم يتسامحوا مع كل من لا يشبههم، حاشا لله ان تكون هذه هي طبائع الرب العظيم. لقد عرفت اخيرا الفرق بين نافوره المحبه و السلام ونافوره الدم والكراهيه. راسلت حينها اسره البرنامجالاذاعي وطلبت منها ارسال كتاب مقدس لي لاتعرف اكثر واكثر الى هذا الدين الجديد بالنسبه لي، وبالفعل استلمت اول كتاب مقدس في حياتي خلسه دون ان يدري بامري احد لقد كان مغلفا تغليفا جيدا و وصلني كاي طرد بريدي على عنوان صندوق بريدي، وقد كان هذاالكتاب انيقا في مظهره الخارجي ممااعطى لدي انطباعا جيدا من النظره الاولى له ولم يقل لي احد ان اتـطهر قبل ان الامسه كانت العمليه ابسط مما اعتقد وكانت برفقته عده كتب دينيه اخرى كان هذا في نهايه 1994 استمتعت بقرائه الكتاب المقدس وامتلأت روحي بالحب والسلام لكل الناس بعد ان كنت احتقرهم ولا اطيق معاشرتهم، لم اصارح احد بموضوع ايماني بالمسيح خوفا على حياتي فالمتشددون الاسلامييون في كل مكان. هكذا تغبرت حياتي بشكل تدريجي من السيئ للاحسن وظهرت لي افاق كبيره ومنيره، اردت مواصله دراستي في الخارج فسافرت الى احدى الدول الاوروبيه لتكمله دراستي للحصول على شهاده الدكـتـوراه، سافرت، اخذتني الحياه الجديده بصخبها وصعوبتها وتسارعت الاحداث ولكنها لم تبعدني عن الرب المجيد كنت اشعر بقربه مني في كل مكان وكل زمان محيطا اياي بحبه وسلامهورحمته، انتشر بسرعه خبر(ارتدادي عن الاسلام) كما يحلو للبعض ان يقول وسط الكثيرمن معارفي المسلميين العائشين في البلده التي انا مقيم بها فأصبحت منبوذا من قبلهم وسمعت الكثيرمن الاقاويل التي اضرت بسمعتي، كما وصلتني بعض التهديدات الصريحه المتعلقه بحياتي وعملي واسرتي، اذ قال احدهم بأنه مستعد لان يخبر اسرتي في اليمن بموضوع ارتدادي، حتى يروا حلا سريعا لهذا الموضوع الخطير اما باستدراجي للدين الاسلامي ثانيه، واما بتطبيق الشريعه الاسلاميه في هذه الموضوع والذي ينص على تحليل دمي والنكايه بي في اي زمان ومكان، تملكني الرعب من هذه الطرق الشيطانيه في التعامل مع حريه اختيار الانسان لدينه، لذا وعلى مدى اثنى عشره سنه لم استطيع ان اعود الى اليمن حتى في زياره خاصه لاهلي، خوفا على حياتي، وعرفت بذلك بأن كل الابواب موصده امامي و ان حياتي صارت على كف عفريت، اردت ان اهدئ العاصفه، لذا أجّلت موضوع تعميدي بالمسيح لعدة سنوات، حتى ينسى البعض موضوع ارتدادي عن الاسلام هذا ويتركوني وشأني، ومن الاسباب الاخرى أنه مرّ عليّ وقت لا بأس به قبل أن أقابل مؤمنين حقيقيين بالمسيح احترمهم. كما اني كنت مرتبكاً ومحتاراً بالنسبة لما يتوجب عليّ أن أفعله لكي أصبح معمدا حقيقيا بالمسيح. وأخيراً جاء ذلك اليوم، شرح لي أحد المؤمنين المتكلمين على انفراد في جو خالٍ من الإحراج، كيف يمكنني أن أصبح مؤمناً ومعمـدا بالمسيح. (كنت قد رفضت في الماضي فرصاً أخرى خالطتها إمكانية الإحراج، فقد خشيت ألاّ أعرف ما يجب أن أفعله وأن أظهر بمظهر الأحمق).
ومؤخرا، قمت بتثبيت الايمان الحقيقي وبكل قوه في قلبي من خلال تعمدي في احدى الكنائس، وبهذا اكون نلت الخلاص الذي ازادني التصاقا بالـمسيــح المخلص الفادي الذي تألم على الصليب واخذ على عاتقه كل اخطاء البشر حتى نخلص و نفوز بالسـلام والابديه، وانا اليوم مولود من جديد، فمجدا للـرب المجـيـد رئيس السـلام في كل العالم.