شُبهات وهميَّة حول الكتاب المقدس

ميرنا

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
15 أكتوبر 2005
المشاركات
22,034
مستوى التفاعل
562
النقاط
0
الإقامة
عند اقدامك اجثوا
وللرد نقول: (1) لم تكن دبورة زوجة لباراق، وزوجها اسمه لفيدوت. ولابد أن دبورة كانت زوجة فاضلة تخضع لزوجها كما تعلّمها الشريعة التي كانت تقضي بها للشعب. فليس في تصرّف دبورة تناقض مع تكوين 3: 16.

(2) ولابد أن دبورة كانت امرأة فاضلة حتى التفَّ الشعب كله حولها لمحاربة سيسرا العدو المغتصِب. كما أن قيادتها للشعب جعلت الملك يابين وقائد جيشه سيسرا يستهينان بقيادة جيش بني إسرائيل الذي تقوده امرأة، مما ساعد على إيقاع الهزيمة بهما.

(3) القول «إلى رجلك يكون اشتياقك، وهو يسود عليكِ» (تكوين 3: 16) كان عقاباً لحواء على سقوطها. لكن في حالة فدائها يرتفع عنها الحكم القاسي، ويكون قانون الحياة الزوجية «خاضعين بعضكم لبعض في خوف الله» (أفسس 5: 21).

قال المعترض: «لما ولدت حواء قايين قالت «اقتنيتُ رجلاً من عند الرب» (تكوين 4: 1) والرب هنا هو «يهوه» في اللغة العبرية. ولكن جاء في خروج 6: 3 «وأنا ظهرت لإبراهيم وإسحاق ويعقوب بأني الإله القادر على كل شيء. أما باسمي يهوه فلم أُعرف عندهم». وهذا تناقض».

وللرد نقول: هناك ثلاثة احتمالات:

(1) لم يكن اسم «يهوه» (ومعناه: الكائن) معروفاً عند القدماء بكل معناه العميق.

(2) لم يكن الله قد أعلن للقدماء كل الصفات الكامنة في هذا الاسم المقدس.

(3) لما كتب موسى التكوين سبق التاريخ، وكتب فيه اسم «يهوه». ولم يكن الله قد أعلن له هذا الاسم إلا وهو في عمر الثمانين، يوم دعاه ليُخرج شعبه من مصر.

قال المعترض: «يقول تكوين 4: 8 «وكلّم قايين هابيل أخاه. وحدث إذ كانا في الحقل أن قايين قام على هابيل أخيه وقتله». وفي الترجمة السامرية والسبعينية يقول: «تعال نخرج إلى الحقل».

وللرد نقول: قوله: «وكلّم قايين هابيل أخاه» يعني أن قايين قَبْل جريمته تحدَّث إلى أخيه ليخفي عنه القصد الذي يكتمه في قلبه. ويمكن أن يكون كلام الاستدراج إلى حيث لا يراه أحد وهو يقتله. ولا بد أن قايين قال ضمن ما قاله لأخيه «تعال نخرج إلى الحقل». فما جاء في الترجمة السامرية والسبعينية لا يتعارض مع سياق الكلام الوارد في النصّ العبري الأصلي. ولكن المعوَّل عليه هو النصّ العبري طبعاً.

قال المعترض: «يقول تكوين 4: 15 «كل من قتل قايين فسبعة أضعاف يُنتقَم منه. وجعل الرب لقايين علامة لكي لا يقتله كل من وجده». وهذا يناقض تكوين 9: 6 والذي يقول «سافك دم الإنسان، بالإنسان يُسفَك دمه».

وللرد نقول: (1) لم تتقرر شريعة القتل كقانون للمجتمع إلا بعد الطوفان (تكوين 9: 5، 6) فلا يمكن سنّ قانون قبل أن توجد جريمة! ولم يعرف قايين أن القتل جريمة إلا بعد أن قتل أخاه، فاستيقظ ضميره وخاف من أن يقتله أحد. ولم يسمح الله بقتل قايين لأنه لم يكن يعرف الشريعة.

(2) كان قايين يتمنى أن يقبل الله تقدمته، فينال رضى الرب. ولما قتل أخاه غضب الله عليه، ولكنه لم ينْسَ له حُسن نيَّته. ومقاييس الله غير مقاييس البشر، وموازينه أكثر حساسية من موازين بني آدم.

(3) لا بد أن الله رأى أن موت قايين سيُضاعف حزن آدم وحواء، إذ يُفجَعان في قايين وهابيل معاً! فأخذ الله الأبوين في حسابات رحمته.

قال المعترض: »يقول تكوين 4: 19 »واتَّخذ لامك لنفسه امرأتين» فهل يبيح الله الزواج بأكثر من واحدة؟».

وللرد نقول: اختار الله للبشر الزواج من واحدة، فخلق حواء واحدة لآدم الواحد (تكوين 1: 27، 2: 21-25). واستمرَّ البشر يطيعون ما اختار الله (تكوين 4: 1) حتى جاء لامك الخاطئ الذي قال لامرأتيه إنه قتل رجلاً وفتى (تكوين 4: 23) وهو الذي تزوَّج من السيدتين عادة وصِلَّة. وأمر الله في شريعة موسى أن ملك بني إسرائيل لا يكثِّر له نساءً لئلا يَزيغَ قلبُه (تثنية 17:17). وقد أخطأ الملك سليمان وتزوج من كثيرات رغم الأمر الإلهي بخصوص عُبَّاد الوثن والذي يقول «لا تدخلون إليهم ولا يدخلون إليكم، لأنهم يُميلون قلوبكم وراء آلهتهم» (1ملوك 11: 2). وقال المسيح «الذي خلقهما من البدء خلقهما ذكراً وأنثى» (مت 19: 4). وعلَّمنا الإنجيل أن العلاقة النموذجية بين الزوج وزوجته هي التي تكون على مثال علاقة المسيح بالكنيسة (أفسس 5: 31، 32). والمسيح واحد والكنيسة واحدة!.. ولم يأمر الله أبداً بالزواج من أكثر من واحدة، ولكن بسبب قساوة قلوب البشر سمح لهم بذلك. بل إنه منع الزواج بأكثر من واحدة، لأن من يُكثر النساء يَزيغ قلبُه عن الرب. وقد رأينا من التوراة أن كل من تعدَّدت زوجاته تنغَّصت حياته وحياتهن، ونشأ أولاده في خصام ونكد. وتعلِّمنا الطبيعة أن الزواج من واحدة هو الأمر المعقول، وذلك بسبب تساوي عدد النساء مع الرجال.

اعتراض على تكوين 5: 24 - الله أصعد أخنوخ إلى السماء.
 

ميرنا

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
15 أكتوبر 2005
المشاركات
22,034
مستوى التفاعل
562
النقاط
0
الإقامة
عند اقدامك اجثوا
انظر تعليقنا على يوحنا 3: 13

قال المعترض: «هناك تناقض بين تكوين 5: 32 و11: 10 ففي الأول يقول «وكان نوح ابن 500 سنة، وولد نوحٌ ساماً وحاماً ويافث» وفي الثاني يقول: «لما كان سام ابن مائة سنة ولد أرفكشاد بعد الطوفان بسنتين» مع أن تكوين 7: 11 يقول إن الطوفان حصل لما كان نوح ابن 600 سنة».

وللرد نقول: لا يُفهم من قوله «ولد نوح ساماً وحاماً ويافث» أن ساماً كان الأكبر، فقد ذُكر سام أولاً لأنه سيكون أباً لإبراهيم ويعقوب وداود والمسيح. وفي تكوين 10 ذُكرت مواليد الثلاثة، فذُكر يافث أولاً (عدد 2) وحام ثانياً (عدد 6) وسام ثالثاً (عدد 21). ويُفهم من تكوين 10: 21 أن أكبر أولاد نوح هو يافث، ومن تكوين 9: 24 أن أصغر أولاده حام. فإذاً يكون سام الابن الثاني.

أما القول «وكان نوح ابن 500 سنة وولد نوح ساماً وحاماً ويافث» فمعناه أنه لما كان ابن 500 سنة ابتدأ أن يلد أولاده، فولد أولاً يافث سنة 500، وسام سنة 501، ثم ولد سام ابنَه أرفكشاد لما كان عمره 100 سنة (أي في منتصف السنة 101، وكان عُمر نوح 601 سنة). فيكون أنه ولده بعد الطوفان بسنتين، باعتبار السنة التي وُلد فيها هو، والسنة التي وُلد فيها ابنه، تتوسطهما المئة سنة التي جاء بعدها الطوفان لما كان نوح أبوه ابن 500 سنة.

قال المعترض: «قال تكوين 6: 2 إن «أبناء الله رأوا بنات الناس أنهنَّ حسنات، فاتخذوا لأنفسهم نساءً من كل ما اختاروه«. فهل لله الأبناء وللناس البنات؟!».

وللرد نقول: هناك أربعة تفسيرات للتعبير «أبناء الله» (1) إنهم الشرفاء والنبلاء. (2) إنهم الملائكة، ويؤيِّد هذا التفسير ما جاء في 2بطرس 2: 4 ويهوذا 6. ولكن ليس هذا هو المعنى المقصود هنا، لأن الملائكة لا يتزوَّجون (لوقا 20: 30). (3) إنهم الأتقياء من نسل شيث الصالح الذي وُلد بعد موت هابيل، عوضاً عن هابيل، والذين وُعدوا أن يجيء المسيح منهم (تكوين 4: 26). وأن نسل هذا الرجل الصالح تزوَّج من «بنات الناس» أي نسل قايين القاتل. ولكن هذا التفسير لا يشرح كيف تكون مواليد هؤلاء جبابرة! (4) إنهم أبناء الله بمعنى أنهم الأقوياء، كما يُقال للجبل المرتفع «جبل الله» (خروج 3: 1) ولأشجار الأرز العالية «أرز الله» (مزمور 80: 10). وأن هؤلاء تزوجوا من شريرات، فكان نسلهم متجبّراً في الأرض.. فليس لله الأبناء وللناس البنات! ولكن النبلاء تزوجوا من شريرات، والصالحون تزوجوا من غير صالحات. فجاء النسل بعيداً عن مخافة الله، يرفض توبيخ روح الله (راجع تكوين 6: 3) ووصفهم الله بأنهم زائغون، كثُر شرّهم في الأرض (تكوين 6: 5).

غير أننا نشكر الله لأنه من قبل الطوفان دعا البشر أولاده، وقد علّمنا المسيح أن ندعوه «يا أبانا الذي في السموات» (متى 6: 9).. أما إطلاق لقب «ابن الله» على المسيح فله معنى مختلف، وهو أن المسيح هو «الله مُعلَناً» لأنه الكلمة المتجسد. وفي هذا يُقال عنه «ابن الله الوحيد» لتمييزه عن البشر. وبنوَّة المسيح لله أزلية أصيلة، لكن بنوية البشر لله حادثة ومكتسَبة.

قال المعترض: «جاء في تكوين 6: 3 «فقال الرب: لا يدين روحي في الإنسان إلى الأبد. لزيغانه هو بشر، وتكون أيامه 120 سنة». وهذا خطأ، لأن أعمار الذين كانوا في سالف الزمان طويلة جداً. عاش نوح 950 سنة، وعاش سام 600 سنة، وعاش أرفكشاد 338 سنة، وهكذا».

وللرد نقول: لما عزم الله أن يُهلك البشر بالطوفان بسبب شرّهم، لم يشأ أن يهلكهم حالاً، بل تأنّى عليهم، وحدَّد مدة ذلك التأني 120 سنة. فلم يقصد أن عمر الإنسان سيكون 120 سنة، بل أن الطوفان لا يأتي لهلاك البشر إلا بعد 120 سنة، وبعد ذلك ينجو التائب من الهلاك وتهلك كل نفس عاصية.

فإذا قال المعترض إن تكوين 5: 32 يذكر أن نوحاً كان ابن 500 سنة، ثم جاء الطوفان وعمره 600 سنة، فيكون الفرق هو 100 لا 120 سنة، فنجيب: إن قول الرب عن الإنسان «وتكون أيامه 120 سنة» كان قبل أن يبلغ عمر نوح 500 سنة، لأن الكلام في تكوين 6: 1-7: 9 تاريخ لمائة وعشرين سنة. من المحتمل جداً أن الإنذار بالطوفان حصل قبل ما قيل في 5: 32 من أن عمر نوح كان 500 سنة حين ابتدأ أن يلد بنيه.

و نقرأ في 1بطرس 3: 19، 20 أنها مدة أناة الله في أيام نوح، وهي ثلاثة أمثال مدة تجربة بني إسرائيل في البرية، وثلاثة أمثال المدة التي أعطاها الله لهم بعد صلب المسيح إلى خراب أورشليم، فكان نوح يكرز لما كان عمره 480 سنة.

قال المعترض: «يقول تكوين 6:6، 7 «فحزن الرب أنه عمل الإنسان في الأرض، وتأسَّف في قلبه. فقال الرب: أمحو عن وجه الأرض الإنسان الذي خلقتُه، الإنسان مع بهائم ودبابات وطيور السماء، لأني حزنت أني عملتهم«. ويقول في مزمور 106: 44، 45 «فنظر إلى ضيقهم إذ سمع صراخهم، وذكر لهم عهده، وندم حسب كثرة رحمته». ويقول في 1صموئيل 15: 11 «ندمتُ على أني جعلت شاول ملكاً لأنه رجع من ورائي ولم يُقم كلامي». فهل يندم الله؟! علماً بأن هذا يناقض ما جاء في سفر العدد 23: 19 «ليس الله ابن إنسانٍ فيندم».

وللرد نقول: (1) لا شك أن الله منزّه عن الندم والحزن والأسف وغيرها. ورد في عدد 23: 19 «ليس الله إنساناً فيكذب، ولا ابن إنسان فيندم. هل يقول ولا يفعل، أو يتكلم ولا يفي؟» وفي 1صموئيل 15: 29 «نصيح إسرائيل لا يكذب ولا يندم، لأنه ليس إنساناً ليندم». وفي يعقوب 1: 17 «كل عطية صالحة وكل موهبة تامة هي من فوق نازلة من عند أبي الأنوار، الذي ليس عنده تغيير ولا ظل دوران». وفي إشعياء 46: 9، 10 «لأني أنا الله وليس آخر، الإله وليس مثلي. مخبرٌ منذ البدء بالأخير، ومنذ القديم بما لم يُفعَل. قائلاً: رأيي يقوم وأفعل كل مسرتي». وفي ملاخي 3: 6 «لأني أنا الرب، لا أتغيّر».

(2) ندم الله لا يعني تغييره، لأن الله لا يتغيَّر، فهو يكره الخطية ويعاقبها. كل ما في الأمر أن الله يوبِّخ الخاطئ وينذره بالهلاك إن لم يتُب. فإذا غيَّر إنسانٌ موقفه من الخطية وتاب، فإن الله يغيِّر إعلان العقاب، ويمنح العفو والغفران. ويبارك المؤمن المطيع، ولكن لو غيَّر مؤمنٌ موقفه من الله وعصى، فهل يستمر الله يباركه؟ إن الله لا يتغيّر، لكن معاملته للإنسان تتغيَّر بتغيير موقف الإنسان من الوصايا الإلهية. لقد سُرَّ الله بالإنسان لما خلقه، ثم حزن وتأسف وندم لما سلك الإنسان سبيل الشر. ويقولون «يا حسرة على العباد». والحسرة هي الندم. فالله في محبته يطيل أناته على العباد والكافرين ليتوبوا، ويرزق الصالحين والطالحين لينتبهوا إليه. فإذا لم يندموا ويتحسروا على خطاياهم يتحسّر هو ويندم على سوء أفعالهم. راجع تعليقنا على تكوين 17: 8 (بند 1).
 

ميرنا

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
15 أكتوبر 2005
المشاركات
22,034
مستوى التفاعل
562
النقاط
0
الإقامة
عند اقدامك اجثوا
(3) القول «ندم الرب» أو «حزن» معناه الشفقة والرقة والرحمة عند الرب. فلو أن أباً محباً أدّب ابنه لأنه خالفه، ثم رأى ألم ابنه بسبب التأديب، فإنه يتوجَّع لوجعه ويتألم لألمه ويتأسف ويحزن ويندم، مع أن الأب عمل الواجب في تقويم ابنه وتأديبه وخيره. إنما أسفه وندمه وحزنه كله ناشئ من الشفقة والرحمة. ولا يجوز أن نقول في مثل هذا المقام إن أباه رحمه أو أشفق عليه، بل نقول إن أباه ندم، بمعنى الرحمة والشفقة. فعلى هذا القياس يُقال إن الله ندم، بمعنى أنه أعلن شفقته ورحمته وجوده وكرمه، وكأنك تقول: «رحمهم بعد عقابه لهم». أو تقول: «ندم بعد العقاب والعذاب» دلالة على رحمته. والدليل على ذلك أن النبي داود قال: «وندم حسب كثرة رحمته».

(4) استعمال مثل هذه الألفاظ البشرية في جانب الله جائز، ليقرّب لعقولنا الأمور المعنوية، فإنه لا يخاطبنا بلغة الملائكة بل بلغتنا واصطلاحاتنا لندرك حقائق الأمور. وعلى هذا فهو يقول لنا إن الله ندم، بمعنى أنه غيَّر قضاءه بسبب تغيير الشروط التي سبق ووضعها. ولو أن هذا الندم يختلف عن ندم الإنسان، فالإنسان يندم بسبب عدم معرفته لما سيحدث. وهذا لا ينطبق على الله، الذي ليس عنده ماضٍ ولا مستقبل، بل الكل عنده حاضر.

وعندما نقول إن الله يحب ويكره ويتحسّر ويندم، لا نقصد أن له حواس مثل حواسنا، إنما نقصد أنها مواقف لله إزاء ما يفعله البشر.

قال المعترض: «في تكوين 6: 19 أمر الله نوحاً أن يأخذ معه إلى الفلك «من الطيور كأجناسها، ومن البهائم كأجناسها، ومن كل دبابات الأرض كأجناسها، اثنين من كلٍّ». وجاء في تكوين 7: 8، 9 «من البهائم الطاهرة والبهائم التي ليست بطاهرة، ومن الطيور، وكل ما يدب على الأرض، دخل اثنان اثنان إلى نوح إلى الفلك، ذكراً وأنثى». ولكن في تكوين 7: 2، 3 يقول إن الله أمر: «من جميع البهائم الطاهرة تأخذ معك سبعة سبعة، ذكراً وأنثى. ومن البهائم التي ليست بطاهرة اثنين ذكراً وأنثى».

وللرد نقول: الأمر الأول كان أمراً عاماٌ (زوجين من كل البهائم والطيور) دون أن يذكر إن كانت طاهرة (تصلح لتقديمها كذبائح) أو غير طاهرة (لا يجب تقديمها كذبائح). ثم أوضح بعد ذلك بسطرين أن يأخذ من الطاهرة سبعة لاستبقائها ولتقديم الذبائح منها. ونقدم الآيات بحسب ترتيبها، كالآتي:

(1) أمر الله نوحاً أن يأخذ معه من كل أنواع الطيور والبهائم وذات الأربع اثنين اثنين. فقال في تكوين 6: 19، 20 «ومِن كل حيٍ من كل ذي جسدٍ، اثنين من كلٍ، تُدخل إلى الفلك لاستبقائها معك. تكون ذكراً وأنثى. من الطيور كأجناسها، ومن البهائم كأجناسها، ومن كل دبابات الأرض كأجناسها. اثنين مِن كلٍ تُدخل إليك لاستبقائها».

(2) على أن يزيد نوح عدد ما يمكن تقديمه كذبائح (الطاهر طقسياً) إلى سبعة، فيقول في تكوين 7: 2، 3 «مِن جميع البهائم الطاهرة تأخذ معك سبعة ذكراً وأنثى. ومن البهائم التي ليست طاهرة اثنين ذكراً وأنثى. ومن طيور السماء أيضاً سبعة سبعة ذكراً وأنثى لاستبقاء نسلٍ على وجه الأرض».

(3) أطاع نوح أوامر الرب، فيقول في تكوين 7:7-9 «فدخل نوح وبنوه وامرأته ونساء بنيه معه إلى الفلك من وجه مياه الطوفان. ومن البهائم الطاهرة والبهائم التي ليست بطاهرة ومن الطيور وكل ما يدب على الأرض دخل اثنان اثنان إلى نوح إلى الفلك، ذكراً وأنثى، كما أمر الله نوحاً».

قال المعترض: «ورد في تكوين 7: 17 «وكان الطوفان أربعين يوماً على الأرض». وفي الترجمة السبعينية أربعين يوماً وليلة». زيدت كلمة «ليلة» على الأصل».

وللرد نقول: المراد باليوم هو 24 ساعة، والدليل على ذلك قوله (آية 12) «وكان المطر على الأرض 40 يوماً و40 ليلة». ثم اكتفى في آية 17 بأن قال «أربعين يوماً». وفوق ذلك نقول إن اليوم المصطلح عليه بين الناس هو 24 ساعة. قيل إن موسى قضى عند الله أربعين ليلة، مع أنه كان عند الله في الأيام والليالي. ولو كان مع الله في الليالي فقط، وكان في النهار مع بني إسرائيل لَمَا عبدوا العجل. فإنهم عبدوه لغياب موسى عنهم. وعليه فالمراد بالليلة 24 ساعة. وما أحسن عبارة التوراة «وكان عند الرب أربعين نهاراً وأربعين ليلة» (خروج 34: 28).

قال المعترض: «جاء في تكوين 8: 4، 5 «استقر الفلك في الشهر السابع في اليوم السابع عشر من الشهر على جبال أراراط. وكانت المياه تنقص نقصاً متوالياً إلى الشهر العاشر. وفي العاشر في أول الشهر ظهرت رؤوس الجبال.. فبين الآيتين اختلاف، لأنه إذا ظهرت رؤوس الجبال في الشهر العاشر، فكيف استقرَّ الفلك في الشهر السابع على جبال أرمينية؟».

وللرد نقول: يبلغ ارتفاع جبل أراراط نحو 17750 قدماً عن سطح الأرض، فهو أعلى جبل في تلك الجهة. فلما استقر الفُلك عليه لم تكن رؤوس الجبال الأقل منه ارتفاعاً قد ظهرت، وقد ظهرت بعد ثلاثة أشهر تقريباً. وهذا يشبه ما يحدث في فيضان نهر النيل وتعم مياهه بلاد مصر، وينقطع نزول الأمطار في أواسط أفريقيا، ومع ذلك تمكث المياه على الأراضي نحو ثلاثة أشهر على الأقل، مع أنها تصب في البحر المتوسط. ثم أنه ليس شرطاً أن تكون رؤوس جبال أراراط ظاهرة فوق الماء حتى يمكن للفلك أن يستقر فوقها، إذ يمكن أن تكون رؤوس الجبال هذه تحت الماء. واستقرَّ غاطس الفلك فوقها في الشهر السابع، حتى انحسرت في الشهر العاشر، فظهرت رؤوس الجبال.

قال المعترض: «قال الله مخاطباً نوح وأولاده في تكوين 9: 3 «كل دابَّة حيَّة تكون لكم طعاماً. كالعُشب الأخضر دفعتُ إليكم الجميع». وهذا يناقض ما جاء في تكوين 1: 29 حيث يقول «إني قد أعطيتكم كل بَقْلٍ يُبزِر بِزراً على وجه كل الأرض، وكلَّ شجر فيه ثمرُ شجرٍ يُبزِر بِزراً لكم يكون طعاماً» كما أن التصريح في تكوين 9: 3 بالأكل من كل دابَّة حيَّة يناقض شريعة موسى التي حرمت حيوانات كثيرة، منها الخنزير، كما في لاويين 11 وتثنية 14».

وللرد نقول: التصريح بأكل اللحوم بعد التصريح بأكل البقول والخضروات نموذج للوحي المتدرِّج، فلحكمةٍ عند الله أمر أولاً بالطعام النباتي، ثم صرَّح بأكل اللحوم. وكل الآباء يفهمون هذا، فيسمحون لصغارهم بالأكل بأيديهم، ثم ينهونهم عن ذلك ليستخدموا الملاعق.
 

ميرنا

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
15 أكتوبر 2005
المشاركات
22,034
مستوى التفاعل
562
النقاط
0
الإقامة
عند اقدامك اجثوا
أما القول «كل دابة حية» فالمقصود به كل الحيوانات الطاهرة التي أمر الله نوحاً أن يُدخل منها إلى الفلك سبعة سبعة ذكراً وأنثى (تكوين 7: 2). ولم يأمره الله بالإكثار من الحيوانات الطاهرة إلا للأكل وتقديم الذبائح، كما جاء في تكوين 8: 20 «وبنى نوح مذبحاً للرب، وأخذ من كل البهائم الطاهرة ومن كل الطيور الطاهرة وأصعد محرقات على المذبح». فكان نوح يميِّز بين البهائم الطاهرة وغير الطاهرة.

اعتراض على تكوين 9: 3، 4 - هل عمليات نقل الدم حرام؟

انظر تعليقنا على أعمال 15: 20

قال المعترض: «جاء في تكوين 9: 20-27 أن نوحاً لما أراد أن يلعن ابنه حام، لعن حفيده كنعان بن حام وقال «ملعون كنعان! عبد العبيد يكون لإخوته» (آية 25). فلماذا يتحمَّل الابن وِزر أبيه، مع أن التثنية 24: 16 تقول إن الابن لا يناله العقاب بسبب أبيه؟ ثم: هل توافق التوارة على أن الأخ يستعبد أخاه، فيكون كنعان عبد العبيد لإخوته؟».

وللرد نقول: لا يوجد ما يدل على أن لعن كنعان كان بسبب خطية أبيه حام. ثم أن نوحاً كنبي استطاع بروح النبوَّة أن يرى الاتجاهات الروحية لأولاده وأحفاده، فقال ما قاله من بركة ولعنة وهو يرى بالروح ما سيفعلونه. فلم يتحمل كنعان وزر خطية أبيه حام.

أما من جهة العبودية، فقد كان الإسرائيلي يستخدم أخاه الإسرائيلي استخداماً رفيقاً حسب وصية لاويين 25: 46 «أما إخوتكم بنو إسرائيل فلا يتسلّط إنسان على أخيه بعنف». كما يأمر خروج 21: 16 بقتل من يسرق إنساناً ليبيعه أو ليحتفظ به كرهينة. ويقول إشعياء 58: 16 إن العبادة التي يقبلها الرب هي إطلاق المسحوقين أحراراً وقطع كل نير.

قال المعترض: «جاء في تكوين 11: 5 «فنزل الرب لينظر المدينة والبرج اللذين كان بنو آدم يبنونهما». وتكررت نفس الفكرة في تكوين 18: 20، 21. فكيف ينزل الله؟».

وللرد نقول: هذا تعبير إنساني يشرح لنا تدخُّل الله ليفعل ما يريد في دنيا البشر. وقد كان بُناة برج بابل أردياء، مثل أهل سدوم، وأبعد ما يكونون عن مراحم الله، فكان الله بعيداً عنهم جداً، فأخذ الله سيف العدالة و«نزل« إلى دائرة مشاعرهم بطريقة مخيفة، ليعاقبهم. وقال أحد علماء بني إسرائيل إن الله نزل من عرش رحمته إلى عرش قضائه، لأن الرحمة أعلى من القضاء.

راجع تعليقنا على تكوين 18: 21.

قال المعترض: «جاء في تكوين 11: 6 بخصوص بناء برج بابل ليصل للسماء قول الله «هوذا شعب واحد ولسان واحد لجميعهم، وهذا ابتداؤهم بالعمل. والآن لا يمتنع عليهم كل ما ينوون أن يعملوه». فهل كان الله يخاف من وصول البرج إلى السماء؟».

وللرد نقول: المقصود بأن «رأس البرج بالسماء» أنه يكون عالياً حتى لا تحجب شجرةٌ عاليةٌ زُرقةَ السماء عن الواقف فوقه، كما قيل عن مدن الكنعانيين «مدن عظيمة محصَّنة إلى السماء» (تثنية 1: 28). وليس المقصود أن البرج يرتفع حتى يصل إلى سماء الله.. والمقصود «بما ينوون أن يعملوه» هو الكبرياء والتجبُّر وتأليه أنفسهم. وعندما يتمادى الإنسان في هذا الخطأ لا يتوقف، فيزيد الشر في العالم. وأراد الله أن يحدَّ من انتشار الشر في العالم بأن يُذهِب ريحهم.

قال المعترض: «يقول تكوين 11: 26 «وعاش تارح سبعين سنة وولد أبرام وناحور وهاران». ويقول تكوين 11: 32 «وكانت أيام تارح 205 سنين. ومات تارح في حاران». ويقول تكوين 4: 12 «فذهب أبرام كما قال له الرب وذهب معه لوط. وكان أبرام ابن 75 سنة لما خرج من حاران». ويقول أعمال الرسل 7: 4 «فخرج (إبراهيم) حينئذ من أرض الكلدانيين وسكن في حاران، ومن هناك نقله (الله) بعد ما مات أبوه إلى هذه الأرض التي أنتم ساكنون فيها». وهذه الآيات متناقضة، لأنه إن كان تارح ابن 70 سنة لما ولد إبراهيم، ومات وعمره 205 سنة، فيكون عمر إبراهيم عند موت أبيه 135 سنة. وإن كان قد ترك حاران عند موت أبيه فلا بد أن عمره كان 135 سنة عند وصوله إلى أرض الموعد. وهذا يناقض قول تكوين 12: 4 إن عمر إبراهيم كان 75 سنة لما خرج من حاران».

وللرد نقول: (1) هذا الاستنتاج يستند على مجرد زعم لا يقتضيه النص، وهو أن إبراهيم كان بكر أبيه، ولأنه وُلد لما كان أبوه في السبعين. صحيح أن تكوين 11: 26 يقول «وعاش تارح سبعين سنة وولد أبرام وناحور وهاران» فيذكر إبراهيم أولاً، ربما لأنه البكر، وربما أيضاً لأن إبراهيم أهم أولاد تارح. فإذا قلنا (وهذا جائز) إن إبراهيم كان أصغر أولاد أبيه، وإنه وُلد لما كان عمر أبيه 130 سنة، فيكون عمره عند موت أبيه 75 سنة. وبناءً عليه يكون تكوين 12: 4 وأعمال 7: 4 متفقين.

(2) وهناك تفسير آخر يلاشي الصعوبة: من المحتمل أن استفانوس (في موعظته الواردة في أعمال 7) لم يقصد أن يدوّن حوادث حياة إبراهيم التاريخية بالترتيب، بل أن يذكر فقط الحوادث المهمة الواردة عنه. وهذا الحل لا يتعارض مع الحل المتقدم. وإذا قبلناه لا نجد تناقضاً بين ما جاء في التكوين وما ورد في سفر الأعمال.

قال المعترض: «يقول تكوين 12: 1-5 إن الله دعا إبراهيم وهو في حاران، بينما يقول أعمال الرسل 7: 2-4 إن الله دعاه قبل أن يجيء إلى حاران».

وللرد نقول: الذي يفتش عن الأخطاء يختلقها. لقد وجَّه الله الدعوة لإبراهيم ليذهب لأرض الميعاد قبل أن يجيء إلى حاران. ولما وصل إلى حاران أقام فيها، فعاد الله يدعوه من جديد ليتابع السَّفَر إلى حيث دعاه أولاً. وكانت المدة بين الدعوة الأولى والثانية خمس سنوات.

قال المعترض: «يقول تكوين 12: 6 «وكان الكنعانيون حينئذ في الأرض» ويقول تكوين 13: 7 «وكان الكنعانيون والفرزيون حينئذ ساكنين في الأرض». فهاتان الآيتان ليستا من كلام موسى بل هما ملحقتان».

وللرد نقول: ما هو برهان المعترض على أن هاتين الآيتين ليستا من كلام موسى؟ إنهما لا تنافيان حقيقة تاريخية، ولا هما تنافيان صفات الله وكمالاته. إن كلام الله منزّه عن التناقض والزيادة والحذف، ففي تكوين 12 قال موسى إن أبرام ولوطاً تركا وطنهما وقصدا أرض كنعان (آية 4)، ثم ذكر أن أبرام سافر إلى شكيم، وكان الكنعانيون حينئذ في تلك البلاد. ففي آية 5 أفاد أن أبرام «سافر إلى أرض كنعان» وفي آية 6 قال إن الكنعانيين كانوا موجودين في تلك الجهة. وهو نفس ما كرره الوحي في تكوين 13: 7، وقال إن الأرض لم تسع لوطاً وإبراهيم لكثرة مواشيهما، ومما زاد الأمر صعوبة وجود الكنعانيين والفرزيين في تلك البلاد.

راجع تعليقنا على تثنية 1:1- 5 حيث يتكلم عن نفسه بضمير الغائب.
 

ميرنا

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
15 أكتوبر 2005
المشاركات
22,034
مستوى التفاعل
562
النقاط
0
الإقامة
عند اقدامك اجثوا
قال المعترض: «جاء في تكوين 12: 11-13 أن إبراهيم طلب من زوجته سارة أن تقول إنها أخته «ليكون لي خير بسببك، وتحيا نفسي من أجلك». ألا يدفع ذِكر هذه الحادثة القارئ على تقليد إبراهيم وارتكاب الكذب؟».

وللرد نقول: لو كان موسى (كاتب سفر التكوين) مدفوعاً بتفكيره الشخصي لحذَفَ هذه القصة التي تُخجِل جدَّه الأكبر. ولكن ذِكرها دليل على أن روح الله هو الذي ساقه ليسجّلها. أما هدف الروح القدس من تسجيلها فهو أن يرينا أن كل البشر خطاؤون لأنه لا فرق، إذ الجميع أخطأوا.. متبرِّرين مجاناً بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح. وليس هناك إنسان كامل إلا الواحد، يسوع المسيح. وهذا يكشف لنا محبة الله التي ترحّب بالخاطئ الراجع إلى الله، كما يشجّعنا على التوبة. فلا توجد خطية مهما عظمت تحرمنا من رحمة الله عند التوبة عنها.

ومن المؤسف أن خطية إبراهيم هذه تكررت من ولده إسحاق مع زوجته رفقة. كما كان يعقوب حفيد إبراهيم مخادعاً حتى توَّبه الله إليه. وهذا يكشف لنا شناعة الخطية، فإن الأبناء كثيراً ما يقتدون بوالديهم.

وقد حاول البعض أن يدافعوا عن خطية إبراهيم بقولهم إنها كذبة بيضاء، فقد كانت سارة أختاً غير شقيقة لإبراهيم. وهذا صحيح. لكن الوحي المقدس يدين الكذب كله أبيضه وأسوده، وقد سجَّل لنا هذه «الكذبة البيضاء على أنها خطية تستحق الإدانة.

قال المعترض: «قال الله لإبراهيم في تكوين 13: 16 «وأجعل نسلك كتراب الأرض، حتى إذا استطاع أحدٌ أن يعدَّ تراب الأرض، فنسلك أيضاً يُعَدّ». وفي 22: 17 «وأكثِّر نسلك تكثيراً كنجوم السماء وكالرمل الذي على شاطئ البحر». ولكن عدد أولاد إبراهيم لم يبلغ عددهم عدد حبات رطلٍ من الرمل!».

وللرد نقول: قصد الله أن يكلم إبراهيم بأسلوب يفهمه، وقد أنجز الله وعده، فنسل إبراهيم هم العرب وبنو إسرائيل. كما أن نسل إبراهيم المؤمن، هم الذين يؤمنون إيمان إبراهيم، وقد صار عددهم لا يُحصى. والمسيح من نسل إبراهيم، وفيه تباركت قبائل الأرض. فما أكثر نسل إبراهيم الجسدي، وما أكثر نسله الروحي!

قال المعترض: «ورد في تكوين 13: 18 و35: 27 و37: 14 اسم قرية «حبرون» التي كانت معروفة من قبل باسم «قرية أربع» وقد غيَّر بنو إسرائيل اسمها إلى حبرون، بعدما فتحوا فلسطين في عهد يشوع (يشوع 14: 15). فيكون ما ورد في سفر التكوين كلام شخصٍ عاش بعد هذا الفتح، وهو إذاً ليس من كلام موسى».

وللرد نقول: سمِّيت تلك القرية «حبرون» (بمعنى تحالف) قبل موسى بأجيال، بسبب التحالف الذي أبرمه إبراهيم مع الأموريين. وكان هذا الاسم شائعاً في عصر يعقوب (قبل موسى بمدة طويلة) فقد ورد في تكوين 37: 14 أن يعقوب «أرسل يوسف من وطاء حبرون». وورد في سفر العدد 13: 22 «وأما حبرون فبُنيت قبل صوعن مصر بسبع سنين». فدعاها موسى «حبرون» لأن هذا هو اسمها قبل عصره بأجيال. وكانت تُسمى أيضاً «قرية أربع» لأنها كانت مسكن أربعة من العمالقة الجبابرة. ولم يقل في سفر يشوع 14: 15 إنه لما استولى بنو إسرائيل عليها سمّوها حبرون، وغيّروا اسمها الأصلي الذي هو قرية أربع، بل قال «اسم حبرون قبلاً قرية أربع». ويُفهم من هذه العبارة أن بني إسرائيل أطلقوا عليها الاسم القديم وهو حبرون الذي كانت تُسمّى به وقت إبراهيم.

قال المعترض: «ورد في تكوين 14:14 اسم قرية «دان» وهو اسم بلدة عُمِّرت في عهد القضاة، فإنه بعد موت يشوع فتح بنو إسرائيل في عهد القضاة مدينة لايش وغيَّروا اسمها إلى دان، كما في القضاة 18: 29. فيكون ما ورد في سفر التكوين كلام شخصٍ عاش بعد هذا الفتح، وهو إذاً ليس من كلام موسى».

وللرد نقول: «دان الواردة في تكوين 14:14 هي بلد غير البلد المذكورة في سفر القضاة 18: 29، وهي أقدم من لايش المذكورة في سفر القضاة، والدليل على قِدمها هو أن كلمة «أردن» مؤلفة من كلمتي «أور» أي نهر، و«دان» أي القضاء. فسُمِّيت الجهة المذكورة في تكوين 14:14 وفي تثنية 34: 1 باسم «دان». ويكون أن موسى أطلق اسم دان على جهات كثيرة. أما لايش التي استولى عليها سبط دان وسماها باسم أبيهم فهي غير تلك الجهة. وكان أجدر بالمعترض أن يتحرى ويدرس قبل أن يتَّهم كتاب الله بالتحريف!

قال المعترض: «جاء في تكوين 14:14 أن لوطاً هو أخو إبراهيم، بينما جاء في تكوين 14: 12 أنه ابن أخيه!».

وللرد نقول: لكلمة «أخ» معنى أوسع من المعنى الحرفي، فالأخ هو القريب روحياً أو جسدياً (قارن العدد 40: 14 وراعوث 4: 13). إن لوطاً هو ابن أخ إبراهيم (تكوين 11: 31) ولكن لما حدث الهجوم على لوط أسرع إبراهيم في تقديم العون له لأنه «أخوه» أي قريبه.

قال المعترض: «ورد في تكوين 15: 13 «فقال الرب لأبرام: اعلَمْ يقيناً أن نسلك سيكون غريباً في أرضٍ ليست لهم ويُستعبَدون لهم، فيذلونهم 400 سنة». وورد في الخروج 12: 40 «وأما إقامة بني إسرائيل التي أقاموها في مصر فكانت 430 سنة». فبين الآيتين اختلاف ثلاثين سنة، إما سقط من الأولى أو زيد في الثانية».

وللرد نقول: (1) لا زيادة ولا نقصان ولا اختلاف ولا تناقض، فالنبي في سفر التكوين أخذ في الاعتبار زمن الوعد الذي وعد الله به إبراهيم من أنه يرزقه بابن هو إسحاق. ومن وقت مولد إسحاق إلى خروج بني إسرائيل من مصر 400 سنة. أما في سفر الخروج فقد أخذ النبي في الاعتبار وقت تغرُّب إبراهيم من وطنه طاعةً لأمر الله، وهي مدة 430 سنة. فاختلاف المدة لاختلاف الاعتبارات.

فمن دعوة إبراهيم (أعمال 7: 2) إلى انتقاله من حاران (تكوين 12: 5) 5 سنين. وأقام إبراهيم في كنعان 25 سنة ثم ولد إسحاق (تكوين 21: 5). ولغاية ولادة يعقوب 60 سنة (تكوين 25:25، 26)، و13 سنة إلى أن هاجر إلى مصر (تكوين 46: 2، 3 و47: 28). وأقام بنو إسرائيل في مصر 210 سنوات. فمجموع هذه السنين 430 سنة. فإذا طرحنا منها السنوات الخمس التي أقامها إبراهيم في حاران، وخمس وعشرين سنة إلى أن وُلد إسحاق كان الباقي 400 سنة كما في تكوين 15: 13. وقال الرسول بولس في غلاطية 3: 17 إن المدة من وعد الله لإبراهيم إلى إعطاء الشريعة هو 430 سنة (تكوين 12: 1-5).

(2) أما القول في الخروج 12: 40 إن إقامة بني إسرائيل في مصر كانت 430 سنة، فواضح أنه عندما يُذكر شيئان مرتبطان، يُكتفى بأحدهما عن الآخر. والمقصود في سفر الخروج هو إقامة بني إسرائيل في مصر وفي كنعان أيضاً، والدليل على ذلك أن الرسول بولس قال إن ابراهيم وذرِّيته أقاموا في أرض الموعد كأنهم في أرض غريبة، أي أنهم تغربوا في أرض كنعان (عبرانيين 11: 9).
 

ميرنا

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
15 أكتوبر 2005
المشاركات
22,034
مستوى التفاعل
562
النقاط
0
الإقامة
عند اقدامك اجثوا
3) أما اقتصار الخروج 12: 40 على ذكر مصر، فسببه أن مصر كانت مظهر آيات الله ومراحمه على بني إسرائيل، فقد سامهم فيها المصريون سوء العذاب، فأنقذهم الله بمعجزاته، حتى أن تعبهم في أرض كنعان لم يكن شيئاً يُذكر بالنسبة إلى عذابهم في مصر. فاقتصر سفر الخروج على ذكر مصر تنبيهاً لبني إسرائيل على مراحم الله التي لا تُستقصى. وقد أضاف مترجم التوراة إلى اللغتين السامرية واليونانية في ترجمة خروج 12: 20 كلمة «كنعان» و«آباؤهم» من باب الشرح، فجاءت الترجمة تقول «وأما إقامة بني إسرائيل التي أقاموها (وآباؤهم) في مصر و(كنعان) فكانت 400 سنة». ولكن الأصل العبري باقٍ على أصله.

قال المعترض: «ورد في تكوين 17: 8 «وأعطي لك ولنسلك من بعدك أرض غربتك، كل أرض كنعان ملكاً أبدياً، وأكون إلههم». وهذا خطأ، فلا كل أرض كنعان أُعطيت لإبراهيم، ولا كانت لنسله ملكاً أبدياً، وقد وقعت فيها انقلابات كبيرة، ومضت عليها مدة طويلة وهي تحت حكم غير بني إسرائيل».

وللرد نقول: (1) جاءت نبوَّة تكوين 17: 8 عندما كان إبراهيم بلا نسل، وهذا شرط مهم في صحتها، فوعد الله إبراهيم أن يكون إلهاً له ولنسله، الذي سيُكثِره ويباركه بالبركات الأرضية، فيعطيهم أرض كنعان ملكاً لهم إلى الأبد. وتمَّم الله وعده فنمت ذرية إبراهيم (خروج 1: 7، 9، 12 وعدد 23: 10 وتثنية 1: 10، 11) وأعطاهم الله أرض كنعان وأذل أعداءهم وفضّلهم على العالمين. ولكن لما انحرفوا عن شريعته وعبدوا الوثن، أزال مُلكهم لأنه اشترط دوام بركاته عليهم بأمانتهم لعهده. إن الله أمين مع البشر، غير أن الناس هم المتمردون. فلو أبقاهم وهم في حالة العصيان والشر والطغيان لكان ذلك منافياً لقداسته.

وقد حقَّق الله وعده لإبراهيم (انظر سفر العدد 22 وتثنية 2 ويشوع 3) فتمتَّع بنو إسرائيل بهذه الأرض نحو ألف سنة، بعدها ضلَّ بنو إسرائيل عن عبادة الرب وانغمسوا في عبادة الوثن، فأسلمهم الله إلى الأشوريين فسبوا منهم عشرة أسباط عام 722 ق م، بعدها سبى البابليون السبطين الآخَرين عام 586 ق م، وأعلن الله أن هذا السبي سيكون لمدة 70 سنة، بعدها أعادهم إلى أرضهم. ولما رفضوا المسيح وصلبوه، حكم الله عليهم بخرابٍ أعظم ابتدأ على يد تيطس الروماني الذي هدم هيكلهم عام 70م.

واضحٌ إذاً أن الله أعطى الأرض لإبراهيم ولنسله الروحي الذي يؤمن بالرب كما آمن هو، ويطيع الرب كما أطاعه هو. فليس كل نسل إبراهيم الجسدي مؤمنين مثله.

(2) قد يُراد بقوله «أُعطيك هذه الأرض إلى الأبد» إشارةً إلى النعيم في السماء، لأن أرض كنعان كانت تشير إليه، كما قيل في عبرانيين 11: 8، 9 «بالإيمان تغرَّب في أرض الموعد كأنها أرض غريبة، ساكناً في خيام مع إسحاق ويعقوب الوارثَيْن معه لهذا الموعد عينه، لأنه كان ينتظر المدينة التي لها الأساسات التي صانعها وبارئها الله».

قال المعترض: «جاء في تكوين 17: 20 «وأما إسماعيل فقد سمعتُ لك فيه. ها أنا أباركه وأثمره وأكثره كثيراً جداً. اثني عشر رئيساً يلد وأجعله أمة كبيرة». وقوله «اثني عشر رئيساً يلد» نبوَّة عن الاثني عشر إماماً».

وللرد نقول: نقرأ في تكوين 25: 13-16 أن هذا الوعد قد تمَّ، ونقرأ فيه أسماء الاثني عشر رئيساً الذين وُلدوا لإسماعيل. وتقول آية 16«هؤلاء هم بنو إسماعيل وهذه أسماؤهم بديارهم وحصونهم، اثنا عشر رئيساً حسب قبائلهم».

قال المعترض: «يقول تكوين 18: 17 إن الرب ظهر لإبراهيم، بينما يقول في عبرانيين 13: 2 إن الذين ظهروا لإبراهيم كانوا ملائكة. وهذا تناقض».

وللرد نقول: ورد في تكوين 18 أن ثلاثة رجال زاروا إبراهيم، هم ملائكة ظهروا له بشكل رجال، توجَّه اثنان منهم إلى سدوم وعمورة لتوقيع عقوبة الدمار على المدينتين. أما أولهم وقائدهم الذي تولى الكلام مع إبراهيم فقد كان صاحب المكان المتميّز، وقد سجد له إبراهيم ودعاه «يا سيد» (تكوين 18: 2، 3). ومنه طلب إبراهيم العفو عن سدوم وعمورة، قائلاً «شرعتُ أكلّم المولى» (تكوين 18: 27). وعرف هذا »المولى« أن سارة قد ضحكت في باطنها (تكوين 18: 12)

فرواية التكوين توضح أن الرب «السيد» و«المولى» هو الذي سجد له إبراهيم. ورواية العبرانيين تتحدث عن ظهور الرجال الثلاثة في شكل ملائكة. وكلاهما صحيح.

قال المعترض: «في تكوين 18: 21 يقول الرب «أنزل وأرى هل فعلوا بالتمام حسب صراخها الآتي إليَّ، وإلا فأعلم». كيف لا يعلم الله إلا إذا نزل؟!».

وللرد نقول: الحديث عن الله باللغة التي تُستعمل عن الإنسان كثير في الكتب المقدسة بهدف تقريب الفكرة للناس، والمقصود أن الله اقترب من شعبه ليسمع صراخهم، وهو حديث مجازي بالطبع، فالله عالم بكل شيء ويدير الكون كله بقدرته التي تعجز الكلمات البشرية أن تصفها.

راجع تعليقنا على تكوين 6:6، 7.

ولا شك أن الله قادرٌ أن يختار الطريقة التي يظهر بها للبشر، في صورة ملاك أو إنسان. ولو شاء لجعل الرجل ملاكاً والملاك رجلاً، فهو فعّالٌ لما يريد. لقد ظهر المولى لإبراهيم في صورة ملاك على هيئة رجل، فيقول الوحي «فظهر له الرب» (تكوين 18: 1) وقال لإبراهيم «هل أُخفي عن إبراهيم ما أنا فاعله؟» (تكوين 18: 17). وظهر ليعقوب في صورة إنسان صارع يعقوب، ولما عرف يعقوب قوة المصارع طلب منه أن يباركه (تكوين 32: 22-29). وظهر الرب لموسى بلهيب نار في وسط شجرة العلَّيق، فمال موسى ليرى المنظر العجيب، فناداه الله من وسط العليقة وقال له «اخلع حذاءك من رجليك، لأن الموضع الذي أنت واقفٌ عليه أرض مقدسة، فغطى موسى وجهه لأنه خاف أن ينظر إلى الله» (خروج 3: 1-6). وقد ظهر الله في المسيح، متجسِّداً في صورة إنسان، و«عظيمٌ هو سرُّ التقوى: الله ظهر في الجسد» (1تيموثاوس 3: 16). وقال لنا «الذي رآني فقد رأى الآب» (يوحنا 14: 9).

قال المعترض: «تزوج الإخوة أخواتهم في عهد آدم، وتزوج إبراهيم أخته كما جاء قول إبراهيم عنها في تكوين 20: 12 «هي أختي ابنة أبي، غير أنها ليست ابنة أمي، فصارت لي زوجة». وهو محرَّم كما في لاويين 18: 9، 20: 17 وتثنية 27: 22 فحدث نسخ. اللاويين نسخ التكوين».

وللرد نقول: لم يوحِ الله لآدم ولا لإبراهيم بشريعة تسمح بزواج الأخ من أخته ثم حرم هذا بعد ذلك في شريعة موسى، وقد تزوج الإخوة أخواتهم قبل نزول الشريعة، فتزوج إبراهيم بأخته من غير أمه. ولم يأتِ موسى بشريعة تسمح بزواج الأخت ثم نسخها، وإنما كان هذا الزواج من العادات التي اصطلح عليها القدماء قبل شريعة موسى. فلا يوجد ناسخ ولا منسوخ.

قال المعترض: «جاء في تكوين 22: 1 «وحدث بعد هذه الأمور أن الله امتحن إبراهيم. فقال الله: يا إبراهيم، فقال. ها أنا ذا». ولكن جاء في رسالة يعقوب 1: 13 «لا يقُلْ أحدٌ إذا جُرِّب: إني أُجرَّب من قِبَل الله، لأن الله غير مُجرَّب بالشرور وهو لا يجرب أحداً». كيف يقول إنه يجرِّب، ثم يقول إنه لا يجرب؟».

وللرد نقول: (1) للتجربة معنيان أحدهما صالح، والآخَر رديء. فالمعنى الصالح هو امتحان الإنسان أو فحصه لتظهر نيَّات قلبه فيرى الناس برهاناً عملياً على حقيقة أخلاقه. أما المعنى الرديء فهو إغواء الإنسان وإسقاطه في الشر لإهلاكه. فكل الضيقات التي يسمح الله بوقوعها علينا يمكن أن نسمّيها امتحانات وتجارب يُقصد بها خيرُنا، فيليق بنا والحال هذه أن نرحِّب بها ونقبلها. ويعقوب الذي يقول إن الله لا يجرب أحداً، يقول في فاتحة رسالته: «احسبوه كل فرح يا إخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة، عالمين أن امتحان إيمانكم ينشئ صبراً» (يعقوب 1: 2، 3). فمن هذا النوع كانت تجربة الله لإبراهيم وامتحانه بأن يقدِّم ولده ذبيحة، فبرهنت طاعته صِدْق إيمانه.
 

ميرنا

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
15 أكتوبر 2005
المشاركات
22,034
مستوى التفاعل
562
النقاط
0
الإقامة
عند اقدامك اجثوا
2) أما المعنى الآخر للتجربة فهو مساعي الشيطان المستترة لإيقاع الأذى بالناس. وقول الرسول يعقوب إن الله لا يجرّب أحداً يقصد به أن الله لا يجرِّب أحداً أن يخطئ، أي يجرّه إلى الشر لجلب الشقاء عليه. وقد علّمنا المسيح أن نتلو الطلبة السادسة من الصلاة الربانية «لا تُدخِلنا في تجربة». وهي توسُّلٌ إلى الله أن يهدينا سواء السبيل بحيث يفشل أعداؤنا الروحيون في مساعيهم التي يقصدون بها جذبنا إلى الخطية. فنقول: «ارشدنا يا الله وقُدْنا حتى لا يجد الشيطان سبيلاً إلى وضع عثرة في طريقنا». هذه الطلبة السادسة تشرح قول الرسول يعقوب إن الله لا يجرب أحداً.

قال المعترض: «في امتحان الله لإبراهيم ناسخٌ ومنسوخ، فبعد أن أمر الله إبراهيم أن يقدم ابنه محرقة (تكوين 22: 2)، نسخ ذلك بتقديم الكبش عوضاً عن ابنه».

وللرد نقول: نورد ملخص قصة امتحان الله لإبراهيم كما وردت في تكوين 22، فقد امتحن الله إبراهيم لما أمره أن يذبح ابنه، فأطاع الأمر. ولما شرع في ذلك أمره الله أن يمتنع، ودبَّر له كبشاً قدَّمه عِوضاً عن ابنه، فوعده الله أن يباركه ويبارك نسله. والقصد من امتحان الله لإبراهيم أن يُظهر للجميع إيمان إبراهيم بالله ومحبته له، وأن طاعة الأمر الإلهي كانت عنده أفضل حتى من ابنه وحيده، وليُظهر أن الله لا يتخلى عن محبيه المتكلين عليه. فلو لم يمتحنه الله هكذا، لما عرف أحدٌ مقدار إيمان إبراهيم وتقواه.

قال المعترض: «نقرأ في تكوين 22: 2 أن الله أمر إبراهيم «خُذ ابنك وحيدك الذي تحبُّه إسحاق وأصعِدْه محرقةً على أحد الجبال الذي أقول لك». ألا يُفهم من هذا أن عبادة الله تتساوى مع العبادة الوثنية في طلب الذبائح البشرية؟».

وللرد نقول: لم يكن قصد الله أن يُذبَح إسحاق، بل أن يُمتحَن إيمان إبراهيم. وفور نجاح إبراهيم في برهنة حبه لله دبَّر الله الفداء العظيم بالكبش المُمسَك بقرنيه في الغابة. فلم يكن تقديم إسحاق ذبيحة أمراً وارداً، ولا كان الله يمتحن إسحاق، لكنه كان يمتحن طاعة إبراهيم. ربما يكلّف أب ولده أن يحمل ثقلاً يعلم أن ولده لن يقدر أن يحمله، وهو لا يريده أن يحمله، لكنه يريد أن يختبر طاعة ولده.

ولقد جاز إبراهيم الامتحان بنجاح، لأنه كان يعلم أنه حتى لو ذبح ولده فسيُقيمه الله من الموت ويعيده إليه، حتى أن إبراهيم وهو صاعد للجبل لتقديم ابنه قال لخادميه «أنا والغلام نذهب ونسجد، ثم نرجع إليكما» (تكوين 22: 5).

قال المعترض: «يذكر تكوين 22: 12 قول الله لإبراهيم «لا تمدَّ يدك إلى الغلام ولا تفعل به شيئاً، لأني الآن علمتُ أنك خائفُ الله، فلم تُمسك ابنك وحيدك عني». كيف يقول «الآن علمتُ» وهو العالمُ بكل شيء؟».

وللرد نقول: لا شك أن الله في كامل عِلمه كان يعرف كل شيء عن ماضي إبراهيم وحاضره ومستقبله، وهو الذي لا يخفَى عليه شيء. وهناك ما يعرفه الله بإدراكه الإلهي الذي لا تدركه الأفهام والأبصار والأسماع البشرية، كما أن هناك ما يُعرَف بالإظهار والبرهنة والإثبات بالأمثلة والتجارب. فكان علم الله بالإدراك الإلهي سابقاً للعِلم الذي برهنه إبراهيم للأبصار والأسماع أنه خائف الله. ولنضرب مثلاً للتوضيح فنقول إن مدرِّساً للرياضيات يقول لتلاميذه: دعونا نجد الجذر التربيعي للرقم 49، وبعد أن يبرهنه يقول الآن علمنا أنه 7. لقد كان المدرِّس يعلم الجذر التربيعي للرقم 49، ولكنه أراد لتلاميذه أن يدركوا هذا بالبرهنة والإثبات.

انظر تعليقنا على التثنية 8: 2.

قال المعترض: «يقول تكوين 22: 14 «فدعا إبراهيم اسم ذلك الموضع يهوه يِرْأَه، حتى أنه يُقال اليوم «في جبل الرب يُرى». ولكن لم يُطلق على هذا الجبل «جبل الرب» إلا بعد بناء هيكل سليمان».

وللرد نقول: الجبل الذي قدم إبراهيم عليه ابنه إسحاق يُسمى «جبل الرب» لأن الرب تجلى لإبراهيم عليه، وهناك أمره أن لا يذبح ابنه إسحاق، ووعده بالبركات، وأنه سيتبارك في نسله جميع البشر. وكل مكان يتجلى الله فيه يُنسَب إليه. ولما ظهر الله ليعقوب في مكان، ووعده بالمعونة والمساعدة سمَّى يعقوب المكان «بيت إيل» أي «بيت الله» (تكوين 28: 18، 19). ولما ظهر الله لموسى أمره أن يخلع حذاءه لأن الأرض التي تجلى الله له فيها تقدَّست (خروج 3: 5). وقد تَسمَّى جبل المُرِيّا «جبل الرب» لأن الله ظهر فيه لإبراهيم. وبعد ذلك بنى سليمان الهيكل عليه، لأن العادة جرت أن يبنوا المعابد في الأماكن المقدسة. ونتيجة لظهور الله لإبراهيم بهذه البركات خرج مَثَل كان متداولاً في عصر موسى هو «في جبل الرب يُرى». فموسى ذكر ظهور الله لإبراهيم، قبل زمن موسى بنحو 350 سنة، ثم أيَّده بتداوُل هذا المثل.

قال المعترض: «وعد الله يعقوب بالبركة في تكوين 25: 23 لما قال لأمه «في بطنك أُمَّتان، ومن أحشائك يفترق شعبان، شعبٌ يقوَى على شعب، وكبير يُستعبَد لصغير». وفي تكوين 27 أخذ يعقوب بركة أخيه وتحقَّق الوعد بالبركة بكذب رفقة ويعقوب على إسحاق. فهل يحقق الله بركته بالخداع؟».

وللرد نقول: لا بد أن تتحقق مواعيد الله. والله يحقِّق وعوده دوماً بأمانته وقداسته وبرِّه. أما إذا تحققت وعود الله بوسيلة خاطئة فلا ننسب ذلك إلى الله القدوس، بل إلى البشر الخطائين. وكان الله سيمنح يعقوب بركته بطريقةٍ أفضل، دون احتياج إلى خداعٍ من يعقوب لإسحاق أبيه. وتحقيق البركة بواسطة الخداع لا يعفي المخادع من مسئوليته أمام الحق وأمام التاريخ.

لقد وعد الله العالم بالخلاص في المسيح المخلّص، وقام يهوذا الإسخريوطي بتسليم المسيح لشيوخ بني إسرائيل فصلبوه، وهذا لا يبرّر فعلة يهوذا. ولكن الخلاص جاء للعالم.
 

ميرنا

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
15 أكتوبر 2005
المشاركات
22,034
مستوى التفاعل
562
النقاط
0
الإقامة
عند اقدامك اجثوا
ويمكن أن نقول إن الله بارك يعقوب بالرغم من شرِّه وخداعه. وأليست هذه قصة كل واحدٍ منا؟! نعم، هناك خداع كثير في قصة يعقوب، فهو المتعقّب الذي يتعقَّب الآخرين من نقط ضعفهم. ولكن الله كان قد اختاره ليكون أباً للشعب الذي تتحقق فيه المواعيد المُعطاة لإبراهيم، والذي منه يجيء المسيح، وقال: «أحببت يعقوب» (ملاخي 1: 2، 3). وهي محبة عجيبة موهوبة ممنوحة وليست مُكتسَبة. وكان الله سيبارك يعقوب لو أنه سَلَك بالاستقامة. ولو كان يعقوب صادقاً لنال البركة بدون متاعب، ولكن لأنه كان مخادعاً نال البركة (لأن الله وعد بها) ومعها الضيق والتعب. لقد خدع أباه وأخذ بركة عيسو، ولذلك خرج تائهاً في الصحراء حتى وصل إلى بيت خاله. ثم خدع يعقوب خاله لابان بمحاولة تقشير القضبان (علمياً: كشط البياض عن قضبان اللوز لا يجعل الغنم تلد مخططات). ولكن الله منحه الكثير من الثروة. أما خداعه فأورثه الهروب الخائف من خاله (تكوين 30: 37-43 و31: 17-21).

إن الله لا يسمح بالالتواء، فليس في الله ظلمةٌ البتّة. وكل من يلتوي قد يربح ماديات لكنه يدفع الثمن الذي يبدأ من نقص الاستقرار إلى بُغْض الآخرين له. لقد دفع يعقوب الكثير مقابل ما أخذه من بركات الجسد. وكان تعبه يفوق ما ربحه من غنم أو بقر! يكفي أن بصره ذهب حزناً على يوسف!

قال المعترض: «يقول تكوين 26: 34 إن عيسو تزوج من يَهوديت ابنة بيري الحثّي، وبَسْمة بنت إيلون الحثي، ولكنه في تكوين 36: 2، 3 يقول إن زوجاته هنَّ عدا بنت إيلون الحثي، وأهوليبامة بنت عنى بنت صبعون الحِوِّي، وبسمة بنت إسماعيل. فهل تزوج عيسو بسمة أم عدا ابنة إيلون؟ وهل تزوج اثنتين أو ثلاث أو أربع زوجات؟».

وللرد نقول: تزوج عيسو من أربع: يهوديت ابنة بيري، وبسمة بنت إيلون (التي تحمل أيضاً اسم عدا. وكان كثيرون يحملون اسمين)، وأهوليبامة بنت عنى، وبسمة بنت إسماعيل. وقد أُغفِل ذكر يهوديت في تكوين 36 لأنها لم تنجب نسلاً، وتكوين 36 يحوي سلسلة أنساب، ويقول مطلعه «هذه مواليد عيسو».

انظر تعليقنا على تكوين 36: 2

قال المعترض: «جاء في تكوين 28: 9 أن عيسو تزوج محلة ابنة إسماعيل، لكن تكوين 36: 3 يقول إن ابنة إسماعيل اسمها بسمة».

وللرد نقول: بسمة هي نفسها محلة، وكان كثيرون يحملون اسمين كما في التعليق السابق.

قال المعترض: «قال تكوين 29: 2 عن يعقوب أب الأسباط «ونظر وإذا في الحقل بئر، وهناك ثلاثة قُطعان غنم رابضة عندها، لأنهم كانوا من تلك البئر يسقون القُطعان، والحجر على فم البئر كان كبيراً». وفي آية 8 «فقالوا: لا نقدر حتى تجتمع جميع القُطعان ويدحرجوا الحجر عن فم البئر». وفي الآيتين يذكر كلمة «القُطعان»، والصحيح كلمة «الرعاة» كما في النسخة السامرية واليونانية».

وللرد نقول: الضمير في قوله «لأنهم كانوا من تلك البئر يسقون القطعان» يعود إلى الرعاة. والأصل هو ما جاء في التوراة العبرية، وعنها أخذت ترجمتنا العربية. ويبدو أن مترجمي السامرية واليونانية أرادوا التوضيح، فذكروا الرعاة بدل القطعان. والمترجم يتصرَّف للتوضيح، إذا تعذَّر عليه مطابقة الأصل تماماً.

قال المعترض: «جاء في تكوين 29: 30 أن يعقوب تزوَّج من الأختين ليئة وراحيل، مع أن هذا حرام حسب شريعة موسى في لاويين 18:18 والتي تقول «لا تأخذ امرأة على أختها للضِّرِّ». فتكون آية اللاويين ناسخة لآية التكوين».

وللرد نقول: (1) روى النبي موسى ما حدث مع يعقوب أب الأسباط كواقعٍ حدث قبل تلقّي الشريعة، ولم يأت موسى بشريعة ثم نسخها.

(2) لم يعط الله للقدماء شريعة تحلِّل الزواج من أختين ثم نسخها موسى. فلا ناسخ ولا منسوخ.

قال المعترض: «جاء في تكوين 32: 24 أن شخصاً غامضاً صارع يعقوب أب الأسباط حتى طلوع الفجر، ولما رأى الشخصُ الغامض أنه لا يقدر على يعقوب ضرب حُقَّ فخذ يعقوب فانخلع. وتصف التوراة هذا الشخص مرةً بأنه إنسان، وتصفه في آية 28 من نفس الأصحاح بأنه الله، وقال يعقوب عنه في آية 30 «نظرتُ الله وجهاً لوجه». وتصفه بأنه ملاك كما جاء في هوشع 12: 3، 4 أن يعقوب «بقوته جاهد مع الله، جاهد مع الملاك وغلب. بكى (يعقوب) واسترحمه». فهل يمكن أن يصارع يعقوب ملاكاً فلا يقدر الملاك عليه؟ وهل يمكن أن يتخيل أحدٌ أن يكون صراع يعقوب مع الله، فيغلب الله؟».

وللرد نقول: للمفسرين اليهود والمسيحيين في هذا رأيان:

(1) يرى البعض أن اختبار يعقوب هذا كان حُلماً، ويقولون إن يعقوب أب الأسباط كان على أبواب أرض كنعان، هارباً من بيت خاله، وراجعاً ليواجه أخاه عيسو الذي سبق وسلب منه بكوريته، فكان في رعب من ماضيه، ورعب أكبر مما ينتظره على يد أخيه. في هذه الحالة البدنية المرهِقة من طول السفر، والحالة النفسية الخائفة من الخطر القادم، أراد الله أن يشجع نبيَّه، فأجازه في اختبارٍ روحي، في صورة حُلم، رأى فيه نفسه يصارع قوة أكبر منه، غامضةً غير واضحة، يجاهد معها لينال بركتها، ولكنه ينكسر أمامها، وفي الوقت نفسه لا يستسلم ليأخذ منها البركة التي يشتاق إليها، ويخشى ألاّ يحصل عليها!.. وتقول التوراة إن المصارع الغامض ضرب حقَّ فخذ يعقوب، فانخلع حُقّ فخذه (آية 25) «وأشرقت له الشمس.. وهو يخمع على فخذه» (آية 31). ومن المعتاد أن الصراع في الحلم يترك صاحبه مُنهَكاً، فإذا حلُم أنه يجري استيقظ وهو يلهث، وإذا حلم أنه يُضرب استيقظ وهو يصرخ. وعندما ضُرب حُق فخذ يعقوب في حلمه صحا في الصباح وهو يعرج على وِركه، من شدة المعاناة في الحلم.
 

ميرنا

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
15 أكتوبر 2005
المشاركات
22,034
مستوى التفاعل
562
النقاط
0
الإقامة
عند اقدامك اجثوا
ويبرهن هؤلاء المفسرون رأيهم بأن هذا الاختبار الروحي كان حلماً وليس أمراً واقعاً، أن التوراة لا تقول إن ما حدث حقيقةٌ تاريخية، كما أن المصارع الغامض المجهول لا يُفصِح عن شخصيته. ومما يؤيد أن يعقوب كان يحلُم أن التوراة تقول إن المصارع الغامض «رأى أنه لا يقدر عليه (على يعقوب)» (تكوين 32: 25). ويضيف المفسرون الذين يرون أن يعقوب سبق له أن جاز باختبارٍ روحي مشابه في طريق هروبه من أخيه عيسو، لاجئاً إلى بيت خاله لابان، تصفه التوراة بالقول: «ورأى حُلماً، وإذا سُلَّمٌ منصوبة على الأرض ورأسها يمسُّ السماء، وهوذا ملائكة الله صاعدة ونازلة عليها، وهوذا الرب واقفٌ عليها.. فقال يعقوب: حقاً إن الرب في هذا المكان وأنا لم أعلم.. ما هذا إلا بيت الله وهذا باب السماء» (تكوين 28: 12-17).. وقد كان حُلم يعقوب الخائف في هروبه من كنعان وفي طريق عودته إليها تشجيعاً من الله له، ليعلم أن الله سيحقق له وعده، على شرط أن يكون خاضعاً لله يسلِّم وجهه له، ويتمسك به، ويلحُّ في طلب بركته، كما قال النبي هوشع: «جاهد مع الملاك وغلب. بكى واسترحمه» (هوشع 12: 4). ومعنى «غلب» أنه لم ينسحب، بل ظل يصارع قدر طاقته حتى النهاية.

(2) ويرى فريق آخر من المفسرين أن ما جرى ليعقوب حادثة تاريخية، لأنه قَبْل هذا الاختبار الروحي كان يعقوب يجاهد مع الناس وينتصر ولو بالخداع، فمكر وخدع أباه إسحاق وقال له إنه ابنه الأكبر عيسو وأخذ بركة أبيه التي تخص أخاه عيسو.. وبانتهاز الفُرص أخذ من أخيه عيسو امتياز الابن البكر.. وعند خاله لابان اجتهد أن يحوز الجانب الأكبر من ثروة خاله، ثم أخذ زوجتيه (وهما ابنتا خاله) وهرب بهما بدون أن يودِّعا أباهما وأهلهما. فكان لا بد أن يجوز يعقوب اختباراً قاسياً يغيِّره ويبدِّل مسار حياته، فأرسل الله له ملاكاً في صورة إنسان، أخذ يصارع يعقوب ليُخضِعه، ولكن يعقوب تشبَّث به، كما يتشبَّث طفلٌ بيد أبيه أو بثياب أبيه، وهو يطالب أباه بشيء ما.. ولم يقدر ذلك الملاك أن يوقف يعقوب عن إصراره، لأن يعقوب كان قد تعوَّد أن يتعقَّب الآخرين ويحصل منهم على ما يريد، فضربه على حق فخذه ليُخضعه فيستسلم. وعندما استسلم باركه الملاك بأن غيَّر اسمه من يعقوب (ومعناه المتعقِّب) إلى إسرائيل (ومعناه يجاهد مع الله) وقال له: «لا يُدعى اسمك في ما بعد يعقوب، بل إسرائيل، لأنك جاهدت مع الله والناس وقدرت» (تكوين 32: 28)، وقد وصفه النبي هوشع بالقول إن يعقوب «بقوته جاهد مع الله، جاهد مع الملاك وغلب. بكى (يعقوب) واسترحمه». والدرس المستفاد لنا من اختبار يعقوب أننا نجاهد مع الله في الصلاة، ونحني رؤوسنا لإرادته الصالحة، فنكون مثل أَبَفراس، الذي وصفه الرسول بولس بالقول: «عبدٌ للمسيح، مجاهد كل حين لأجلكم بالصلوات، لكي تثبتوا كاملين وممتلئين في كل مشيئة الله» (كولوسي 4: 12).

انظر تعليقنا على تكوين 18: 17.

قال المعترض: «قال يعقوب في تكوين 32: 30 «لأني نظرتُ الله وجهاً لوجهٍ ونُجِّيت نفسي». وفي خروج 24: 9، 10 «ثم صعد موسى وهارون وناداب وسبعون من شيوخ إسرائيل ورأوا إله إسرائيل».. بينما قال الله لموسى في خروج 33: 20 «لا تقدر أن ترى وجهي، لأن الإنسان لا يراني ويعيش» ويقول إنجيل يوحنا 1: 18 «الله لم يره أحد قط. الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبَّر». وهذا تناقض».

وللرد نقول: التوفيق بين هذه الآيات ليس عسيراً، فقد قال المسيح في يوحنا 4: 24 «الله روح» وهذا يعني أن الله لا يمكن أن يُرى، فجوهره غير منظور، ولا يمكن لأحدٍ أن يرى ذات الله. وهذه حقيقة ثابتة. ولكن هذا الإله المجيد غير المنظور قد يمنح الناس أن يروه بطرق خاصة، فيرون ظل مجده، ويرون براهين حضوره بصورة منظورة، كما قال عن موسى «شِبْهَ الرب يعاين» (عدد 12: 8). لكن «منذ خَلْق العالم تُرى أمورُه غيرُ المنظورة وقدرتُه السرمدية ولاهوتُه مدرَكةً بالمصنوعات» (رومية 1: 20). ولا يمكن لإنسان أن يعرف الله حقَّ المعرفة في هذه الحياة، وقد قال الرسول بولس: «فإننا ننظر الآن في مرآة، في لغز، لكن حينئذ وجهاً لوجه. الآن أعرف بعض المعرفة، لكن حينئذ سأعرف كما عُرفت» (1كورنثوس 13: 12). لا يمكن إذاً أن يعرف الإنسان الله معرفة كاملة في هذه الحياة، بل يعرفه جزئياً فقط، ولا يمكن أن يعرفه بطريقة مباشرة، بل بطريقة غير مباشرة، ولا يمكن أن يراه في ذاته، لكنه يراه في أعماله وآثار نعمته. وعندما يراه الناس بهذه الكيفيات يكونون صادقين أنهم قد رأوا الله، مع أنهم لم يروا هذا الروح المبارك الكامل في علمه وحكمته، غير أنهم رأوه بهيئة خاصة، أو في صورة اتخذها لنفسه وقتياً. ولنضرب مثلاً: إذا رأينا شرارة تتطاير من سلك كهربائي، أو إذا شهدنا البرق عند المطر نقول: قد رأينا الكهرباء، مع أننا في الواقع لا يمكن أن نرى الكهرباء، بل كل ما رأيناه هو علامة تثبت وجود هذه القوة السرية المحيطة بنا. فبمعنى كهذا يرى المؤمنون الله كلما تنازل بإعلان نفسه في هيئة منظورة. ولكنه لا يمكن أن يُرى في جوهره غير المحدود بصفته روحاً.

ولكن الله بسبب حبِّه للبشر، ولأنه قادر على كل شيء، اتَّخذ لنفسه هيئة بشرية في المسيح الكلمة المتجسد، فصار منظوراً للبشر، لأنه يمكنه أن يكون كما يشاء.

انظر تعليقنا على تكوين 32: 24.

قال المعترض: «جاء في تكوين 35: 16-20 أن راحيل ولدت بنيامين بن يعقوب في كنعان. ولكنه في نفس الأصحاح والآية 26 ذكر أسماء أبناء يعقوب وقال إنهم وُلدوا في فدان أرام».

وللرد نقول: ذكر النبي موسى بالتفصيل قصة ولادة بنيامين في أرض كنعان (آيات 16-20). ثم ذكر في 23-26 أسماء كل أبناء يعقوب (بمن فيهم بنيامين) وقال بالإجمال إنهم وُلدوا في فدان أرام، تاركاً للقارئ أن يدرك أنه استثناءً من ذلك وُلد بنيامين في كنعان، الأمر الذي كان قد ذكره بالتفصيل في العدد السابق.

قال المعترض: «ورد في تكوين 35: 22 «وحدث إذ كان إسرائيل ساكناً في تلك الأرض أن رأوبين ذهب واضطجع مع بلهة سرية أبيه. وسمع إسرائيل». ولهذه الآية تكملة لم ترد في التوراة العبرية، ولكنها وردت في الترجمة اليونانية، تقول «وكان قبيحاً في نظره» وهذا اختلاف».

وللرد نقول: المعوَّل عليه دائماً هو الأصل العبري، أما الترجمات فيجب أن تتبع الأصل. والقول «وسمع إسرائيل» يدل على أنه استقبح هذا العمل الذميم، فجمعت هذه العبارة بين الأدب واستقباح الفسق. فإذا قال المترجم «وكان قبيحاً في نظره» يكون قد أضاف من عنده لتوضيح الترجمة، والأصل العبري باقٍ على حاله.

قال المعترض: «جاء في تكوين 36: 2 أن عيسو تزوج أهوليبامة ابنة عَنَى الحوِّي، ولكنه يقول في تكوين 36: 20 إن عَنَى حوري».

وللرد نقول: (1) عنَى المذكورة في آية 2 سيدة وهي ابنة صبعون، وعنى المذكور في آية 20 رجل. فالحديث عن شخصيتين مختلفتين.

(2) ثم أنه يمكن أن يكون هناك أكثر من شخص يحمل اسم عَنَى، نعرف منهم على الأقل اثنين.

(3) وقد يكون أن كنية عنَى «حوري» بمعنى أنه «ساكن كهوف» فتعزوه التوراة إلى محل إقامته، وهو في نفس الوقت «حِوِّي» فيعزوه إلى قبيلته.
 

ميرنا

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
15 أكتوبر 2005
المشاركات
22,034
مستوى التفاعل
562
النقاط
0
الإقامة
عند اقدامك اجثوا
قال المعترض: «ورد في تكوين 36: 31 «وهؤلاء هم الملوك الذين ملكوا في أرض أدوم قبلما مَلَكَ مَلِكٌ لبني إسرائيل». ولا يمكن أن تكون هذه الآية من كلام موسى، لأنها تدل على أن كاتبها عاش في زمان كان فيه ملكٌ على بني إسرائيل. وأول ملوكهم شاول الذي جاء بعد زمن موسى بنحو 356 سنة. وقال آدم كلارك إن تكوين 36: 31-39 مأخوذ من 1أخبار 1: 43-50 وإنما كانت مكتوبة على الحاشية، فظن الناقل أنها جزء من الأصل».

وللرد نقول: هذه الآية من أقوال الله لموسى النبي، وليست من سفر الأخبار. والدليل على ذلك أن موسى ذكر في تكوين 17: 6 قول الله لإبراهيم: «وأُثمرك كثيراً جداً وأجعلك أمماً، وملوكٌ منك يخرجون». وقال الله لإبراهيم في آية 16 عن سارة: «تكون أمماً، وملوكُ شعوبٍ منها يكونون». وقال الله ليعقوب في تكوين 35: 11 «أنا الله القدير. أَثمر واكثُرْ. أمة وجماعة أمم تكون منك، وملوكٌ سيخرجون من صُلْبك». فموسى النبي هو الذي ذكر هذه المواعيد الصادقة، وبالنتيجة كان عارفاً أن الله وعد إبراهيم أن سيكون من نسله ملوك بني إسرائيل قبل أن يقوم ملك منهم. وكان النبي متأكداً أنه سيقوم من بني إسرائيل ملوك في المستقبل، لأنه كان يؤمن بتحقيق مواعيد الله لإبراهيم. أما قول المفسر آدم كلارك فهو اجتهاد من عنده، ولو قارن آدم كلارك أقوال الله ببعضها لما أخطأ.

قال المعترض: «جاء في تكوين 37: 25 أن الذين اشتروا يوسف كانوا إسماعيليين، ولكنه في نفس الأصحاح في آيتي 28 و36 يقول إن الذين اشتروه كانوا مديانيين».

وللرد نقول: الإسماعيليون والمديانيون من نسل إبراهيم الخليل، وكانوا متشابهين في العادات وأسلوب الحياة. والأغلب أن القافلة كانت مملوكة للإسماعيليين، ومعظم العاملين فيها من المديانيين، فأمكن للنبي موسى أن يطلق على القافلة التي اشترت يوسف الاسمين معاً.

قال المعترض: «جاء في تكوين 40: 15 قول يوسف لرئيس السُّقاة، وهو يفسر له حلمه «قد سُرقتُ من أرض العبرانيين». ولكن العبرانيين لم يمتلكوا الأرض إلا بعد سنوات كثيرة من زمن يوسف».

وللرد نقول: سكن إبراهيم الخليل وأبناؤه أرض العبرانيين من قبل يوسف بعشرات السنين، وجاء في تكوين 14: 13 أن إبراهيم العبراني كان ساكناً عند بلوطات ممرا الأموري. لقد سمِّيت الأرض بأرض العبرانيين بسبب سكن إبراهيم العبراني فيها.

قال المعترض: «جاء في تكوين 41: 56، 57 و42: 1-5 أن الجوع كان شديداً في مصر وفي كنعان، ولكننا نقرأ في تكوين 43: 11، 15 أن كنعان كان بها طعام أرسل منه يعقوب هدية ليوسف».

وللرد نقول: لم يكن النقص في الفستق واللوز والبلسان، لأن الأشجار لا تتأثر بما يؤثر على زراعة الحبوب، لكن النقص كان في إنتاج الحبوب كالقمح. نعم كانت هناك مجاعة في القمح، وليس في الفواكه.

قال المعترض: «جاء في تكوين 44: 5 «أليس هذا هو الذي يشرب سيدي فيه؟ وهو يتفاءل به. أسأتم في ما صنعتم» وقال المفسر هارسلي إنه كان يجب أن يُزاد في أول هذه الآية «لماذا سرقتم كأسي؟».

وللرد نقول: أراد المفسِّر هارسلي أن يوضح معنى موجوداً ضمناً في النص. والذي يتأمل هذه الآية والتي قبلها يرى أن التوراة عبَّرت عن سرقة الكأس في القول «لماذا جازيتم شراً عوضاً عن خير؟ أليس هذا هو الذي يشرب سيدي فيه؟ أسأتم فيما صنعتم». أي أن أخذ الكأس خيانة للسيد الذي أنقذهم من الجوع، فجازوه شراً عوضاً عن الخير. وعبارة التوراة واضحة وكافية.

راجع تعليقنا على تكوين 15: 13.

قال المعترض: «جاء في تكوين 46: 4 أن الله سيُصعد يعقوب من مصر، لكننا نقرأ في تكوين 49: 33 أن يعقوب مات في مصر».

وللرد نقول: ما أكثر ما أصعد الله يعقوب! لقد أصعده في مصر إلى درجة عليا، ومنحه أن يبارك فرعون (تكوين 47: 7). ثم أصعد جسده من مصر ليُدفن في مغارة المكفيلة بكرامة عظيمة بعد تكفينه في مصر ليرقد جسده في انتظار القيامة مع أبيه إسحاق وجدّه إبراهيم. ثم أصعد الله نسله من مصر إلى أرض كنعان بمعجزات باهرة (تكوين 50: 1-13 وخروج 14).

قال المعترض: «جاء في تكوين 46: 15 «هؤلاء بنو ليئة الذين ولدتهم ليعقوب في فدان أرام مع دينة ابنته. جميع نفوس بنيه وبناته 33». وهذا خطأ، فلو أحصينا الأسماء وأخذنا دينة كان العدد 34».

وللرد نقول: لا يوجد خطأ، فقد ورد في آية 9 «وهذه أسماء بني إسرائيل الذين جاءوا إلى مصر: يعقوب وبنوه». ثم ذكر أسماءهم، ولكنه قال في آية 12 «وأما عير وأونان فماتا في أرض كنعان». وعليه فلم يأتيا إلى مصر، فيكون الذين أتوا إلى مصر 32 من أولاد يعقوب وبناته. فإذا أضفنا إليهم يعقوب، لأنه كان من الذين أتوا إلى مصر (حسب الآية 8) كان عددهم 33 نفساً. وقوله «جميع بنيه وبناته 33» أي ويعقوب معهم أيضاً.

اعتراض على تكوين 46: 21 - عدد أولاد بنيامين

انظر تعليقنا على 1أخبار 6 و7

قال المعترض: «جاء في تكوين 46: 27 أن عدد نفوس بيت يعقوب التي جاءت مصر كان سبعين نفساً. وهذا يناقض ما جاء في أعمال 7: 14 من أن عددهم كان 75».

وللرد نقول: جاء في تكوين 46: 26، 27 «جميع النفوس ليعقوب التي أتت إلى مصر، الخارجة من صُلبه، ما عدا نساء بني يعقوب، جميع النفوس ستة وستون نفساً. وابنا يوسف اللذان وُلدا له في مصر نفسان. جميع نفوس بيت يعقوب التي جاءت إلى مصر سبعون». فيكون أن عددهم 66 «ما عدا نساء بني يعقوب».. أما سفر الأعمال فيضيف زوجات أبناء يعقوب، وعددهن تسع، لأن زوجتي يهوذا وشمعون كانتا قد ماتتا (تكوين 38: 12 و46: 10). فيكون العدد الكلي 75.

قال المعترض: «جاء في تكوين 47: 31 أن يعقوب سجد على رأس السرير. ولكن في عبرانيين 11: 21 يقول إنه سجد على رأس عصاه».

وللرد نقول: ما أكثر ما سجد يعقوب أب الأسباط! والسجود المذكور هنا كان في مناسبتين مختلفتين، ففي أواخر أيامه كان يعقوب عجوزاً ضعيف الجسد وقد كلَّت عيناه، فسجد مستنداً على رأس السرير قبل مرضه الأخير (تكوين 48: 1). وقبل أن يسلم الروح سجد مستنداً على رأس عصاه. لا تناقض، فقد كان السجود في مناسبتين مختلفتين.

قال المعترض: «في تكوين 49: 5-7 لعن يعقوب ولديه شمعون ولاوي، وقال «آلات ظلمٍ سيوفهما.. بمجمعهما لا تتَّحد كرامتي». وهذا يتناقض مع بركة موسى للاوي في تثنية 33: 8-11 وهي قوله «بارِك يا ربُّ قوَّته وارتضِ بعمل يديه».

وللرد نقول: لعن يعقوب ولديه شمعون ولاوي بسبب أسلوب معاملتهما الخشن لأهل شكيم (تكوين 34: 1-31). وكانت اللعنة أنهما لا يرثان أرضاً وسط إخوتهم، بل يتفرَّق سبطاهما بين سائر الأسباط. وقد حوَّل الله لعنة يعقوب بتشتيت سبط لاوي وسط الأسباط إلى بركة، لأنهم أصبحوا كهنة الله الذين يعلِّمون كل الأسباط شريعة الرب «يعلِّمون يعقوب أحكامك وإسرائيل ناموسك» (تثنية 33: 10). وقال الرب لهارون «لا تنال نصيباً في أرضهم، ولا يكون لك قسم في وسطهم. أنا قِسمُك ونصيبك في وسط بني إسرائيل» (عدد 18: 20).

قال المعترض: «بارك يعقوب ابنه يهوذا بأنه سيكون الملك، وقال «لا يزول قضيبٌ من يهوذا، ومشترعٌ من بين رجليه، حتى يأتي شيلون وله يكون خضوع شعوب». ولكننا نعلم أن أول ملوك بني إسرائيل كان شاول وهو من سبط بنيامين، لا من سبط يهوذا، كما جاء في 1صموئيل 9: 1، 2».

وللرد نقول: صحيحٌ أن أول ملك لبني إسرائيل كان شاول، ولكن الرب رفضه بسبب انحرافه، وحقَّق قول يعقوب باختيار داود، فكان سبط يهوذا هو السبط الملكي الذي منه جاء داود، والمسيح (1صموئيل 14: 28 و15: 13). والمعروف أن »شيلون« إشارة للمسيح الآتي من سبط يهوذا.

قال المعترض: «لماذا تنبأ يعقوب ليسّاكر في تكوين 49: 15 أنه أحني كتفه للحِمل، وصار عبداً للجزية، بينما تنبأ له موسى في تثنية 33: 18، 19 بالفرح في خيامه والاغتراف من فيض البحار والذخائر المطمورة في الرمال؟».

وللرد نقول: كان يعقوب يرى بروح النبوَّة مستقبل سبط يساكر الغني بالثروات البحرية والمعدنية، وكيف سيهاجمه الملك الأشوري تغلث فلاسر فيخضع لاستعماره بدون مقاومة، فيصير كالحمار الرابض بين الحظائر الذي يحني كتفه للحِمل.. أما موسى فقد رأى بروح النبوَّة خيرات أرض سبط يساكر التي ستجعله يتراخى ويستريح.

اعتراض على تكوين 49: 33 - إصعاد يعقوب من مصر

انظر تعليقنا على تكوين 46: 4

قال المعترض: «يقول تكوين 50: 13 عن يعقوب أب الأسباط إنه لما مات «حمله بنوه إلى أرض كنعان ودفنوه في مغارة حقل المكفيلة». ويقول يشوع 24: 32 «وعظام يوسف التي أصعدها بنو إسرائيل من مصر دفنوها في شكيم في قطعة الحقل التي اشتراها يعقوب من بني حمور أبي شكيم بمئة قسيطة، فصارت لبني يوسف ملكاً». ويقول أعمال الرسل 7: 15، 16 «فنزل يعقوب إلى مصر ومات هو وآباؤنا. ونُقلوا إلى شكيم ووُضعوا في القبر الذي اشتراه إبراهيم بثمنٍ فضةٍ من بني حمور أبي شكيم». وهذه آيات متناقضة، فيقول سفر التكوين إن يعقوب دُفن في المقبرة التي اشتراها إبراهيم من عِفرون الحِثي، ويقول سفر الأعمال إن يعقوب دُفن في شكيم. ويقول سفر يشوع إن يوسف دُفن في الأرض التي اشتراها يعقوب في شكيم، بينما يقول سفر الأعمال إن بني يعقوب الذين منهم يوسف (ويدعوهم «آباءنا») دُفنوا في القبر الذي اشتراه إبراهيم من بني حَمُور أبي شكيم».

وللرد نقول: (1) لا يقول سفر الأعمال 7: 15، 16 إن يعقوب من الذين دُفنوا في شكيم، ولا يذكر اسمه بصريح اللفظ، فالمقصود بهذه العبارة دَفْن بني يعقوب. ويمكننا أن نفهم شرح سفر الأعمال هكذا: «فنزل يعقوب إلى مصر ومات هو وآباؤنا، وهؤلاء الآباء نُقلوا إلى شكيم». فيكون أن الذين دُفنوا في شكيم هم بنو يعقوب. ويقول تقليد يهودي إن إخوة يوسف دُفنوا في شكيم حيث دُفن هو أيضاً، وليس هناك ما يحمل على رفض هذا التقليد.

(2) يقول سفر يشوع إن المكان الذي دُفن فيه يوسف في شكيم اشتراه يعقوب، بينما استفانوس يقول في سفر الأعمال إن إبراهيم هو الذي اشترى هذا المكان. والاحتمال المنطقي هو أن إبراهيم لما جاء إلى كنعان اشترى قطعة أرض من حمور أبي شكيم ليقيم فيها مذبحاً، ثم ارتحل إلى أماكن أخرى. فاحتلَّ قطعة الأرض هذه أصحابها الأولون وأولادهم من بعدهم. وبعد هذا بنحو مائة عام جاء يعقوب إلى هذا الإقليم، واستعاد نفس قطعة الأرض فدفع ثمنها واستعادها.. صحيح أن العهد القديم لا يذكر أن إبراهيم اشترى قطعة أرض في شكيم، ولكن من المحتمل أن يكون استفانوس قد علم أمراً كهذا، إما عن طريق التقليد أو عن طريق الوحي المباشر من الله.

(3) هناك احتمال أن يعقوب بعدما دُفن في حقل المكفيلة مع جدّه إبراهيم، نقله أولاده إلى شكيم.
 

ميرنا

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
15 أكتوبر 2005
المشاركات
22,034
مستوى التفاعل
562
النقاط
0
الإقامة
عند اقدامك اجثوا
للحديث بقيه كتير اوى بس مقدرتش انزل غير دول دلوقتى بعد ازن المشرفين انا هثبت الموضوع لانه مهم
 

ميرنا

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
15 أكتوبر 2005
المشاركات
22,034
مستوى التفاعل
562
النقاط
0
الإقامة
عند اقدامك اجثوا
شبهات وهميَّة حول سفر الخروج

قال المعترض: «جاء في خروج 1: 15 أن فرعون أمر القابلتين شِفْرَة وفوعة أن تقتلا الأولاد الذين تلدهم نساء بني إسرائيل، مما يدل على أن النساء الإسرائيليات قليلات العدد، يكفي الأمر أن تقتل أولادهنَّ قابلتان.. ولكن يظهر من خروج 12: 37 أن عدد بني إسرائيل الخارجين من مصر كان 600 ألف رجل. ومن إحصاء بني إسرائيل في سفر العدد أصحاحات 1-4 يمكن أن نستنتج أن عدد بني إسرائيل كان نحو مليونين».

وللرد نقول: لا بد أن فرعون تحدَّث مع قابلتين اثنتين فقط لأنهما كانتا قائدتين لسائر القابلات، وقد كان المجتمع المصري بالغ التنظيم وحسن الإدارة، وكانت الحكومة تشرف على نشاطات البلاد، فلم يكن فرعون محتاجاً لأن يخاطب كل القابلات.

قال المعترض: «قال خروج 1: 17، 20 إن القابلتين المصريتين لم تطيعا فرعون فأحسن الله إليهما. ولكن هذا يناقض ما جاء في الجامعة 8: 2 ورومية 13: 1-5 حيث نرى حضَّ الكتاب المقدس على ضرورة طاعة الملك. ويقول خروج 1: 18-20 إن القابلتين المصريتين كذبتا على فرعون مع أن الله في خروج 20: 16 يمنع شهادة الزور».

وللرد نقول: الآيات الكتابية التي تحضّ على طاعة أصحاب السلطة تتحدث عن الحكومات التي تحضّ على الفضيلة وتعاقب فاعلي الشر. ولكن ينبغي أن يُطاع الله أكثر من الناس (أعمال 5: 29). فعندما يدعو الحاكم للشر والظلم يجب عصيانه، فلا طاعة في المعصية، كما فعل شدرخ وميشخ وعبد نغو (دانيال 3: 16-18) وكما فعل بطرس ويوحنا (أعمال 4: 19). وهذا ما فعلته القابلتان.

ولا يوجد في سفر الخروج ما يدل على أن القابلتين كانتا كاذبتين. وقد قبل فرعون شرحهما للموقف. وفي حالة كذبهما تكونان قد اختارتا الكذب بديلاً عن القتل، فاختارتا أهون الشرّين اللذين كانتا مُجبرتَيْن عليه.

قال المعترض: «يقول خروج 2: 14، 15 و4: 19 وأعمال 7: 29 أن موسى خاف من فرعون بعد أن قتل المصري، بينما تقول رسالة العبرانيين 11: 27 إن موسى ترك مصر غير خائف».

وللرد نقول: لا تناقض. لقد خاف موسى من فرعون في مطلع الأمر، ولكنه عندما راجع نفسه ووضع ثقته في إلهه انتهى خوفه وملكت الشجاعة قلبه.

قال المعترض: «يقول خروج 2: 16، 21 إن موسى تزوج من مديانية، ولكن سفر العدد 12: 1 يقول إنه تزوج كوشية (من الحبشة)».

وللرد نقول: تزوج موسى من صفورة ابنة كاهن مديان لما كان في نحو الأربعين من عمره، وفي عمر التسعين تقريباً تزوج الكوشية. وربما كانت صفورة قد ماتت. وينقسم عمر موسى إلى ثلاثة أربعينات من السنين بحسب ما جاء في أعمال 7: 23، 30. أربعون سنة في مصر، و أربعون في مديان، وأربعون يقود الخروج من مصر. وقد تزوج صفورة بعد ترك مصر، وتزوج الكوشية خلال الأربعين الثالثة.

قال المعترض: «يقول خروج 2: 18 إن اسم حمي موسى كان «رعوئيل» وفي خروج 3: 1 يقول إن اسمه «يثرون» بينما يقول في قضاة 4: 11 إن اسمه «حوباب».

وللرد نقول: حمل حمو موسى اسم «رعوئيل» بمعنى خليل الله، ولُقِّب يثرون بمعنى «صاحب الفضيلة». أما حوباب فهو ابن رعوئيل، وليس رعوئيل كما يقول المعترض. والكلمة المترجمة «حمي» في قضاة 4: 11 يمكن ترجمتها نسيبه أو صهره، لأنها تعني في لغتها الأصلية «قرابة عن طريق الزواج».

قال المعترض: «ورد في خروج 2: 22 «فولدت ابناً فدعا اسمه جرشوم، لأنه قال: كنتُ نزيلاً في أرض غريبة». وورد في بعض التراجم بعد هذه الآية: «واسم الآخر ألعازر، لأنه قال: إله أبي كان عوني وأنقذني من سيف فرعون». وقال المفسِّر المسيحي كلارك إن هذه العبارة لا توجد في أي نسخة من النسخ العبرية، سواء كانت مطبوعة أو بخط اليد».

وللرد نقول: الآية التي اقتبسها المعترض موجودة في خروج 18: 2-4 وتقول: «فأخذ يثرون حمو موسى صفورة امرأة موسى بعد صَرْفِها، وابنيها اللذين اسم أحدهما جرشوم (لأنه قال: كنتُ نزيلاً في أرض غريبة) واسم الآخر أليعازر (لأنه قال: إله أبي كان عوني، وأنقذني من سيف فرعون». ولم تُذكر في خروج 2: 22 لأن موسى لم يكن قد ولد أليعازر بعد، فاقتُصر في خروج 2: 22 على ذكر جرشوم. أما في ص 18: 3، 4 فذكر ابنَيْه جرشوم وألعازر. وواضح أن العبارة موجودة، وسها عنها المفسر آدم كلارك، وجلَّ من لا يسهو!

قال المعترض: «ورد في مدح الأرض التي وعد الله أن يعطيها لإبراهيم في خروج 3: 8 وغيرها أنه «يفيض فيها اللبن والعسل». ولا أرض في الدنيا كذلك».

وللرد نقول: هذه عبارة فصيحة بليغة، عُبِّر فيها عن خصب هذه الأرض وطيب تربتها وكثرة ماشيتها بفيضان اللبن والعسل، فإن كثرة اللبن تستلزم كثرة المواشي، وكثرة المواشي تستلزم كثرة المراعي، وكثرة المراعي تستلزم جودة الأرض وخصبها. وكذلك العسل، فإنه لو لم توجد في هذه الأرض النباتات والأزهار ما وُجد العسل. وكثرة النباتات والزهور تستلزم خصب هذه الأرض وكثرة مياهها.
 

ميرنا

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
15 أكتوبر 2005
المشاركات
22,034
مستوى التفاعل
562
النقاط
0
الإقامة
عند اقدامك اجثوا
قال المعترض: «في خروج 3: 21، 22 يقول إن الله أمر نساء بني إسرائيل أن يطلبْنَ من جاراتهنَّ فضةً وذهباً وثياباً، ليأخُذْنها معهنَّ عندما يخرُجْن من مصر، بينما يأمر الله في خروج 20: 15-17 بعدم اشتهاء ما للغير».

وللرد نقول: (1) طلب بنو إسرائيل من المصريين ما يساعدهم على السفر، وأخذوا ما أعطاه المصريون لهم. وقد أعطى الله بني إسرائيل نعمة في عيون المصريين، فأعطوهم ما طلبوه (راجع آية 21).

(2) ثم أن المصريين سخَّروا بني إسرائيل طيلة مدة العبودية في البناء والعمل الشاق. فيمكن أن نعتبر ما أخذه بنو إسرائيل من المصريين بمثابة أجرة.

لا شهوة هنا، ولا سرقة، بل أخْذُ حقٍ طال الأمد قبل الحصول عليه.

اعتراض على خروج 4: 16- موسى إله هارون

انظر تعليقنا على خروج 7: 1

قال المعترض: «يقول خروج 4: 19 إن الله أمر موسى أن يذهب إلى مصر ليُخرج بني إسرائيل. ولكن خروج 4: 24 يقول إن الرب التقى بموسى في طريقه إلى مصر وأراد أن يقتله. كيف يريد الله أن يقتل من يطيعه؟!».

وللرد نقول: نعم أطاع موسى الرب في الذهاب إلى مصر، لكنه كسر أمر الرب في عدم ختان ابنه، مع أن الختان علامة العهد بين الله وشعبه (تكوين 17: 10). ولعل سبب عصيان موسى وعدم ختان ابنه هو أنه أطاع زوجته المديانية، فيكون قد احترم زوجته أكثر من احترامه لعلامة العهد التي أمر الله بها إبراهيم، ونسله من بعده.

قال المعترض: «في خروج 4: 21 يقول إن الله شدَّد قلب فرعون حتى لا يُطلق بني إسرائيل. وفي خروج 8: 15 يقول إن فرعون أغلظ قلبه. وفي هذا تناقض».

وللرد نقول: راجع ردَّنا في 2صموئيل 24: 1.

اعتراض على خروج 6: 3 - متى عُرف اسم الجلالة «يهوه»؟

انظر تعليقنا على تكوين 4: 1

قال المعترض: «نقرأ في خروج 6: 20 «وأخذ عمرام يوكابد عمته زوجة له، فولدت له هارون وموسى». ولكن بعض ترجمات التوراة قالت إن زوجته هي ابنة عمته، وهذا تحريف هدفه إظهار عدم حدوث عيب في نسَب موسى، لأن الزواج من العمة حرام بحسب ما جاء في لاويين 18: 12 و20: 19. ثم أن الترجمة السامرية واليونانية زادت على هذه الآية «ومريم أختهما».».

وللرد نقول: الكلمة العِبرية المترجمة هنا «عمة» لها عدة معانٍ، فهي تعني عمة كما تُرجمت هنا، وتعني «عم» كما تُرجمت في 1صموئيل 10: 14 ولاويين 10: 4، وتعني أيضاً ابن العم أو ابنة العم كما تُرجمت في إرميا 32: 8، 12. وقال بعض المفسرين إن يوكابد هي ابنة عم عمرام وليست عمته.

ولو سلّمنا بأن عمرام تزوَّج عمته فليس في هذا خطأ، لأن الزواج تمَّ قبل نزول الشريعة، وكان مثل هذا الزواج جائزاً في زمنه. ووجود هذه العبارة دلالة على صحة الكتاب المقدس، وأنه وحي إلهي. فلو كان من عند البشر لكان موسى يفتخر بنسَبه ويتباهى بحسبه ويقول: أنا سيد الأولين والآخِرين! فإن كلام الوحي منزَّه عن ذلك.

أما إضافة الترجمة السامرية واليونانية القول «ومريم أختهما» فهو اجتهاد من المترجمين، وليس فيه خطأ، فإن مريم هي أخت هارون وموسى. ولكن الأصل العبري هو المعوَّل عليه.

قال المعترض: «ورد في خروج 6: 26، 27 «هذان هما هارون موسى اللذان قال الرب لهما: أَخرِجا بني إسرائيل من أرض مصر، بحسب أجنادهم. هما اللذان كلما فرعون ملك مصر في إخراج بني إسرائيل من مصر. هذان هما موسى وهارون». ولا يمكن أن يكون موسى هو كاتب هاتين الآيتين، ولا بد أنهما إضافة من عصر لاحق».

وللرد نقول: الفقرة الكتابية التي تحتوي هاتين الآيتين تبدأ بالآية 14 من أصحاح 6، وفيها سجل نسَب موسى وهارون. ومن العادة أنه في مثل هذا النوع من التسجيل التاريخي يتحدث الكاتب عن نفسه بضمير الغائب، وهو المعروف في الأدب العربي بالالتفات. ولو أن موسى تحدث عن نفسه وعن أخيه في هذه الفقرة بصيغة المتكلم لجاءت كتابته غير مناسبة وغير لبقة! تصوَّر أنه يقول: إنه أنا موسى وأخي هارون اللذان أخرجا بني إسرائيل من أرض مصر. أننا نحن الاثنين اللذين كلمنا فرعون في إخراج بني إسرائيل من مصر.. إن أسلوب الكتابة عن الذات بضمير الغائب تعبير عن التواضع، فلن يتباهى العظيم الحقيقي ويقول: أنا سيد الأولين والآخِرين! فإن كلام الوحي منزَّه عن ذلك.

قال المعترض: «يقول خروج 7: 1 إن الله قال لموسى «أنا جعلتك إلهاً لفرعون، وهارون أخوك يكون نبيَّك». ويقول خروج 4: 16 إن الله قال لموسى عن أخيه هارون «هو يكلم الشعب عنك، وهو يكون لك فماً، وأنت تكون له إلهاً». فكيف يكون موسى إلهاً لفرعون ولهارون؟».
 

ميرنا

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
15 أكتوبر 2005
المشاركات
22,034
مستوى التفاعل
562
النقاط
0
الإقامة
عند اقدامك اجثوا
وللرد نقول: كان يجب على المعترض أن يلاحظ الفرق بين «الله» و«إله». جاء في كتاب «الكليات»: «إن اسم الإله يُطلق على غيره تعالى، إذا كان مضافاً، أو نكرة. وإذا أُطلقت كلمة «رب» على غير الله أُضيفت، فيُقال «رب كذا». وأما بالألف واللام فهي مختصَّة بالله. ويُفهم هذا من قرائن الكلام، فإذا قيل «رب المشركين» كان المراد منه معبوداتهم الباطلة، وسمّوها بذلك لاعتقادهم أن العبادة تحقُّ لها، وأسماؤهم تتبع اعتقادهم لا ما عليه الشيء في نفسه، بخلاف ما إذا قيل «رب المؤمنين» فإنه يُفسَّر بالإله الحقيقي المعبود. أما إذا قلنا: الله والرب والغفور والرحمن والرحيم والقدير والخالق والمحيي، فهي مختصَّة به تعالى لا يجوز إطلاقها على غير الله».

وواضح من نص سفر الخروج أنه لم يُطلق على موسى أنه الله أو الرب أو الغفور أو القدير أو الخالق، ولم يُطلق عليه أنه إله بني إسرائيل أو إله الناس أو إله العالمين، بل قال إنه إله «فرعون» أي أن الله أقامه عصا تأديب لفرعون. فقول الله لموسى: «أجعلك إلهاً لفرعون» خصّص موسى لفرعون ليوقع عليه الضربات بأمر الله، فيقع الرعب في قلب فرعون من موسى. والقول: «ويكون هارون نبيَّك» يعني يبلّغ عنك كل ما تخبره به. كما أن قوله «جعلتك إلهاً لفرعون» هو تشبيه بليغ، حُذفت فيه أداة التشبيه (أي جعلتك كإله لفرعون) فإن فرعون كان يخشى بأس موسى وقوته، واستغاث به كثيراً وقت الضربات العشر، وكان موسى يأمره ويزجره.

انظر تعليقنا على مزمور 82: 6.

قال المعترض: «يقول خروج 7: 11، 22 و8: 7 إن سحرة فرعون عملوا معجزات مثل التي عملها هارون وموسى، فعملوا من العصي ثعابين، وحوَّلوا الماء إلى دم، وجلبوا الضفادع. لقد قال موسى وهارون إن الله أرسلهما بالمعجزات، فماذا كان مصدر قوة السحرة؟».

وللرد نقول: يقول الكتاب المقدس إن الشيطان يُجري معجزات ليضلل البشر، فجاء في سفر الرؤيا 16: 14 القول «فإنهم أرواح شياطين صانعةٌ آيات» ويقول خروج 7: 11 «فدعا فرعون أيضاً الحكماء والسحرة، ففعل عرّافو مصر أيضاً بسحرهم كذلك». فقد فعلوا ما فعلوه بسحرهم. وقد قال البعض إن سحر العرافين المصريين كان خِدَعاً وخفَّة يد، وقال آخرون إنهم فعلوا ما فعلوه بقوة الشياطين. وقد اعترفوا بعجزهم عن خَلْق الحياة، فعندما حاولوا أن يُخرِجوا من تراب الأرض بعوضاً كما فعل موسى عجزوا وقالوا لفرعون «هذا إصبِع الله» (خروج 8: 19). وواضح أنه لم تكن لسحرة فرعون القوة الإلهية التي كانت لموسى وهارون. ولو كانت قوة فرعون مساويةً لقوة موسى وهارون ما أطلق بني إسرائيل أحراراً.

إن المعجزات الإلهية فوق طبيعية، أما فعل السحرة ففوق عادي. معجزات الله تقود إلى الحق، وفِعل السحرة يقود إلى الخطأ. لقد أجرى الله معجزاته على يد موسى لينقذ شعباً مستعبَداً، ولكن السحرة فعلوا ما فعلوه ليبقى العبيد في عبوديتهم.. معجزات الله دائماً ناجحة، وفِعل السحرة ينجح أحياناً. ومعجزات الله فوق معجزات السحرة.. لقد جعل السحرة من العصي حيات، لكن عصا موسى ابتلعت عصيَّهم (خروج 7: 12). وحوَّل السحرة الماء دماً ولكنهم عجزوا عن إعادة الماء إلى طبيعته الأولى كما فعل موسى. وأصعد السحرة الضفادع على أرض مصر، لكنهم عجزوا عن أن يصرفوها عنها، الأمر الذي فعله موسى.

قال المعترض: «ورد في الخروج 9: 6 «فماتت جميع مواشي المصريين وأما مواشي بني إسرائيل فلم يمُت منها واحد». ولكن ورد في آيتي 20، 21 «فالذي خاف كلمة الرب من عبيد فرعون هرب بعبيده ومواشيه إلى البيوت، وأما الذي لم يوجّه قلبه إلى كلمة الرب فترك عبيده ومواشيه في الحقل» فبينهما تناقض».

وللرد نقول: ليس المقصود أن جميع مواشي المصريين ماتت، فقد نجت من هذا الحكم مواشي المصريين الذين آمنوا بكلام الله (كما ذكرته آية 20). فإذا مات كل سكان المدينة ما عدا البعض فلا يجوز أن نقول إن أول الكلام يناقض آخره، كما تقول: دخلتُ السوق فاشتريت كل شيء. وقد تكون «كل» للتكثير والمبالغة دون الإحاطة، وهي هنا تعني «بعض» فإن المصريين الذين لم يبالوا بإنذارات الرب ماتت مواشيهم، أما الذين صدقوا قول الله وأدخلوا مواشيهم في بيوتهم فنجت. فماتت مواشي المصريين المقدسة كالثور والبقرة والكبش التي كانت لها هياكل مشيدة. ومع أن هذه الضربة كانت سبباً في خسارة المصريين مادياً، إلا أن الغاية منها كانت بركتهم الروحية، إذ أفهمتهم أن معبوداتهم باطلة.

قال المعترض: «يقول خروج 10: 1 إن الرب قال لموسى عن فرعون: «إني أغلظْتُ قلبه وقلوب عبيده لأصنع آياتي هذه بينهم». وهذه الفكرة واردة في الخروج 9: 12 و11: 10. ولكن الخروج 8: 15، 32 و9: 34 تقول إن فرعون هو الذي أغلظ قلبه».
 

ميرنا

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
15 أكتوبر 2005
المشاركات
22,034
مستوى التفاعل
562
النقاط
0
الإقامة
عند اقدامك اجثوا
وللرد نقول: القول إن الله أغلظ قلب فرعون يعني أن الله ترك فرعون ليختار الشر الذي يريده، وليرفض الحق الذي لا يريده. ويسمح الله للإنسان بذلك لأنه أعطى الإنسان حرية الإرادة، ولأنه محبة، ولا إكراه في المحبة. فعندما يرفض الشرير نعمة الله يسحب الله نعمته منه. وعندما يرفض الإنسان الحق الواضح يكون قد أغلظ قلبه. والله يعلن دوماً حقه الواضح للإنسان الشرير، والمؤسف أن هذا العمل الصالح من جانب الإله الصالح يغلظ القلب الشرير، ويكون القلب الشرير قد أغلظ نفسه. فالشمس التي تليّن الشمع تيبّس الطين.

راجع تعليقنا على 2صموئيل 24: 1.

قال المعترض: «جاء في خروج 11: 3 «الرجل موسى كان عظيماً جداً في أرض مصر في عيون عبيد فرعون وعيون الشعب». وهذه شهادة من موسى لنفسه، مع أن الأمثال 27: 2 تقول: «ليمدحك الغريب لا فمك. الأجنبي لا شفتاك».

وللرد نقول: عبارة الخروج حقيقة تاريخية واضحة، لا تتحدث عن عظمة موسى الشخصية، بل عن عظمة المعجزات التي أجراها الله على يديه، الأمر الذي ترك أعظم الأثر على رجال فرعون، فأعطوا بني إسرائيل ذهباً وفضة.. ثم أن موسى لم يمدح نفسه، بل هذه هي شهادة الوحي المقدس عنه. وقد سجَّل موسى عيوبه (خروج 4: 24 والعدد 20: 12 والتثنية 1: 37). فالروح القدس هو الذي سجّل المدح لموسى، كما ألهمه أن يسجّل نقائصه.

قال المعترض: «جاء في خروج 12: 7 أن يُذبح حمل الفصح في البيوت، لكن جاء في تثنية 16: 1-7 أنه يُذبح في الهيكل».

وللرد نقول: عندما أوضح الله لبني إسرائيل في مصر خطوات الاحتفال بالفصح في سفر الخروج، لم يكن هناك بعد مكان اختاره الرب للعبادة، فكان الأمر بالذبح في البيوت. أما في وقت إلقاء خطاب موسى في سفر التثنية فقد كان الشعب على أبواب أرض الموعد، حيث سيقيمون مكاناً خاصاً لعبادة الرب. ومن هنا جاء الأمر بالذبح فيه.

قال المعترض: «يقول خروج 12: 37، 38 «فارتحل بنو إسرائيل من رعمسيس إلى سكوت 600 ألف ماشٍ من الرجال عدا الأولاد، وصعد معهم لفيف كثير أيضاً، مع غنم وبقر ومواشٍ وافرة جداً». وورد في آية 41 أن مدة إقامتهم كانت 430 سنة. ولو أن هذا صحيح فلا بد أن جملة عددهم كان مليونين ونصف، ولكن عددهم لما جاءوا في مصر كان 70 شخصاً ومدة إقامتهم 250 سنة، وكان المصريون يقتلون أبناءهم قبل خروجهم بثمانين سنة ويستحيون بناتهم. فإذا فرضنا أن عددهم كان يتضاعف كل 25 سنة، لكان عددهم 36 ألفاً فقط».

وللرد نقول: يظهر في أول الأمر أن هذا العدد كبير جداً، ولكن إذا نظرنا إلى الخدم وغيرهم الذين رافقوا يعقوب مع أولاده إلى مصر، لا نستغرب ذلك. فذُكر في التوراة أنه كان عند إبراهيم 318 من غلمانه المتمرنين ولدان بيته، وأنقذ ابن أخيه لوطاً (تكوين 14:14) فكان بيته يشتمل على ألف شخص من رجال ونساء وأولاد على الأقل. ولم ينقص إسحاق ولا يعقوب هذا العدد، بل لابد أنهما زادا عليه. ودليل آخر هو أنه ورد في تكوين 34: 25 أن شمعون ولاوي أخربا بخدامهما مدينة. فإذا أمكن ليعقوب استعادة بعض الأراضي من الأموريين بسيفه وقوسه (تكوين 48: 22) وإذا أمكن لأفرايم أن يحارب جت (1أخبار 7: 12، 21) لابد أنه كان عندهم خدم كثير، لأنهم لا يقدرون أن يفعلوا ما فعلوه بواسطة أولادهم فقط. فلا عجب إذا بلغ عددهم مليونين أو ثلاثة ملايين.

ومما يدل على كثرة عدد بني إسرائيل ما جاء في الخروج 1: 9 «قال فرعون لشعبه: هوذا بنو إسرائيل شعب أكثر وأعظم منا». فلو لم يكونوا كثيري العدد لما قدروا أن يبنوا لفرعون مدينتي مخازن فيثوم ورعمسيس. والكتاب يقول إن المصريين اختشوا منهم، ويقول أيضاً إنهم خافوا من انضمامهم إلى أعدائهم وأخذ بلادهم منهم.

قال المعترض: «ورد في خروج 12: 40 إن مدة إقامة بني إسرائيل في مصر كانت 430 سنة، وهذا خطأ، لأن هذه المدة 215 سنة فقط».
 

ميرنا

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
15 أكتوبر 2005
المشاركات
22,034
مستوى التفاعل
562
النقاط
0
الإقامة
عند اقدامك اجثوا
وللرد نقول: انظر تعليقنا على تكوين 15: 13

قال المعترض: «جاء في خروج 13: 21، 22 أن الله كان يهدي بني إسرائيل في طريق سفرهم بعمود السحاب. ولكن موسى في العدد 10: 29-31 طلب من حوباب شقيق زوجته أن يكون عيناً للشعب وقائداً لهم في صحراء سيناء. وهذا يعني أن عمود السحاب لم يكن كافياً لهداية بني إسرائيل».

وللرد نقول: لا يفعل الله للبشر ما يمكن أن يفعلوه لأنفسهم. لقد هدى عمود السحاب الشعب في الطريق العمومي، وحدّد لهم المكان الذي يعسكرون فيه، ومدة الإقامة في كل محطة في الطريق. لكن هذا لا يعني أن بني إسرائيل لم يكونوا في حاجة لخبرة حوباب بدروب الصحراء. يفعل العبد ما يستطيعه، ويساعد الله العبد في ما لا يستطيعه، فهو يساعد الذين يساعدون نفوسهم.

قال المعترض: «جاء في خروج 15: 3 «الرب رجل الحرب. الرب اسمه». ولكن جاء في رومية 15: 33 «إله السلام معكم أجمعين». وهذا تناقض».

وللرد نقول: لماذا يعتبر المعترض اجتماع هاتين الصفتين مستحيلاً؟ لقد كان بعض أبطال الحرب العظماء محبّين للسلام. إن الآيتين اللتين اقتبسهما المعترض تكمل إحداهما الأخرى. فالله عادل ورحيم. وهو غفور وديَّان، وهو المحب والمنتقم. «الرب رجل الحرب» على أعداء شعبه، ليهزم الأعداء. ونتيجةُ ذلك أن شعبه يعيش في سلام.. وهناك معركة روحية مستمرة بين ملكوت الله وملكوت الظلمة. وانتصار الرب يعطي كل محبّيه سلاماً.

قال المعترض: «جاء في خروج 15: 20 أن مريم أخت موسى كانت نبيَّة، وأنها قادت نساء بني إسرائيل في الترنيم بالدفوف والرقص فرحاً بالنجاة من عبودية مصر. ونقرأ في قضاة 4:4 أن دبورة كانت قاضية لبني إسرائيل، وفي 2ملوك 22: 14، 15 أن خلدة كانت نبية، وهكذا كانت حنة (لوقا 2: 36-38) وبنات فيلبس (أعمال 21: 9) وغيرهنّ. وهذا يناقض ما جاء في 1كورنثوس 14: 32، 35 حيث يأمر النساء بالصمت و1تيموثاوس 2: 11، 12 حيث يأمر النساء أن يكنَّ في سكوت».

وللرد نقول: لا شك أن ما جاء في رسالتي كورنثوس وتيموثاوس كان لعلاج حالة خاصة، ولم يُكتب ليكون قانوناً عاماً لكل وقت. ففي مدينة كورنثوس، وفي مدينة أفسس (حيث كان تيموثاوس) انتشرت عبادة الزهرة التي أباحت لبعض النساء تقديم أجسادهن في المعابد الوثنية للرجال، كنوعٍ من العبادة الفاسدة. ولم يشأ الرسول بولس أن يربط المجتمع بين الكنيسة التي تعطي المرأة حرية العبادة والتعليم وبين ممارسات العبادة الوثنية، فنهى المرأة من التعليم في الكنيسة في هذين البلدين فقط. لكن الرسول بولس نفسه شجَّع المرأة على التعليم في بلاد أخرى (راجع أعمال 18: 26 ورومية 16: 12 وفيلبي 4: 3).

وقال بعض المفسرين إن الرسول بولس نهى المرأة فقط من توجيه الأسئلة التي تثير النزاع والجدل في الكنيسة.

قال المعترض: «وصفت التوراة المن في الخروج 16: 31 بأنه مثل بزر الكزبرة، أبيض، وطعمه كرِقاقٍ بعسل، بينما وصفته في سفر العدد 11: 8 بأن طعمه كطعم قطائف بزيت. وهذا تناقض».

وللرد نقول: وصف سفر الخروج المن حال نزوله وقال إن طعمه كرقاق بعسل، بينما وصفه سفر العدد بعد طبخه، فإن العدد 11: 8 يقول «كان الشعب يطوفون ليلتقطوه، ثم يطحنونه بالرَّحى، أو يدقّونه في الهاوِن ويطبخونه في القدور، ويعملونه ملاّت (بمعنى أن جانباً منه ينضج، وجانب آخر يبقى نيئاً رخواً)».

قال المعترض: «جاء في خروج 16: 35 «وأكل بنو إسرائيل المن أربعين سنة حتى جاءوا إلى أرض عامرة. أكلوا المن حتى جاءوا إلى طرف أرض كنعان». فهذه الآية ليست من كلام موسى. وقال آدم كلارك: ظن الناس بسبب هذه الآية أن سفر الخروج كُتب بعد أن توقّف نزول المنّ، وأن عزرا أضاف هذه العبارة للتفسير».

وللرد نقول: (1) خروج 16: 35 لا تعني أن المنّ انقطع عن بني إسرائيل بمجرد وصولهم إلى الأرض العامرة في طرف أرض كنعان، فإننا نفهم من يشوع 5: 10-12 أن الله استمر يعطي المن إلى أن عبر بنو إسرائيل نهر الأردن بقيادة يشوع، وإلى اليوم التالي لأكلهم من غلة الأرض.

(2) يقول يشوع 13: 8، 29 إن سبط رأوبين ونصف سبط منسى استوليا على أراضي شرق الأردن. وربما انقطع المنّ عنهم، بينما بقي ينزل على بقية الأسباط، فأُطلق على الكل ما حدث للجزء.

(3) لما كان الله هو مصدر الوحي فإنه يكلف من يشاء ليدوِّن وحيه. فليكن أن الذي دوَّن خروج 16: 35 هو موسى أو يشوع أو عزرا، فهذا لا يطعن في صحة وحي الآية.

راجع تعليقنا على تثنية 1:1-5.
 

ميرنا

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
15 أكتوبر 2005
المشاركات
22,034
مستوى التفاعل
562
النقاط
0
الإقامة
عند اقدامك اجثوا
قال المعترض: «جاء في خروج 17: 16 «للرب حربٌ مع عماليق من دورٍ إلى دور». فما هو ذنب عماليق حتى يستحق هذا العقاب المريع؟».

وللرد نقول: كان أهل عماليق رعاةً من البدو، وكانت المراعي من أول أسباب قيام الحروب والمنازعات. ولما رأى العماليقيون بني إسرائيل خارجين من مصر ببهائمهم ظنوا أنهم سيغتصبون منهم مراعيهم. وسمعوا عن معجزات الله معهم فارتعبوا منهم أكثر، فكانوا من أول الشعوب الذين هاجموا بني إسرائيل هجوماً مريراً قاسياً (العدد 24: 20). ومع أن عماليق من نسل عيسو شقيق يعقوب أبي الأسباط، إلا أنهم هاجموا أبناء عمومتهم، دون أن يكون من بني إسرائيل أي تهديد لهم. ولذلك حلَّ بهم هذا القصاص المريع، لأنهم بعد أن رأوا آيات الله مع بني إسرائيل هاجموهم بغير رحمة وهم مستضعَفون، وكأنهم يحاربون الله الذي يساند بني إسرائيل.

قال المعترض: «يقول خروج 19: 11، 18 إن الله أعطى الشريعة في جبل سيناء، ولكنه في تثنية 4: 10-15 يقول إنه أعطاها في جبل حوريب».

وللرد نقول: (1) ربما كان «جبل سيناء» هو الاسم القديم للجبل، وتغيَّر بعد ذلك إلى جبل حوريب.

(2) ربما كان «حوريب» اسم سلسلة الجبال، وسيناء اسم إحدى القمم.

(3) ربما كان «سيناء» اسم سلسلة الجبال، وحوريب اسم إحدى القمم.

قال المعترض: «في خروج 19: 12 أمر الرب موسى بإقامة حدود حول جبل سيناء لا يتخطاها بنو إسرائيل، وذلك عند نزول الشريعة. وكرر الرب التحذير من الاقتراب من الجبل في 19: 21-24. ولكن خروج 19: 13 يقول إنهم يصعدون إلى الجبل».

وللرد نقول: حذَّر الرب بني إسرائيل من صعود الجبل وقت نزول الشريعة، لأن مجد الرب ملأ المكان، في صورة رعود وبروق وسحاب ثقيل (آية 16). وأطاع الشعب أمر الله، ووقفوا في أسفل الجبل (آية 17). ولكن الرب سمح لهم بصعود الجبل «عند صوت البوق» (آية 13). فلا تناقض بين الأمرين.

قال المعترض: «في خروج 20: 4 نهى الله عن عمل تماثيل، بينما يقول خروج 25: 18 إن الله أمر موسى أن يصنع كروبَيْن، وفي العدد 21: 9 أمره أن يصنع حية نحاسية. وهذا تناقض».

وللرد نقول: نهت الوصية عن عمل تماثيل بهدف عبادتها، ولم تمنع عمل التماثيل على الإطلاق. ولم يكن الهدف من صنع الكروبَيْن تقديم العبادة لهما، بل كانا فوق تابوت العهد لتظليل ظهور مجد الله عن الناظر إليه. كما أن الحية النحاسية كانت وسيلة شفاء الملدوغين بالحيات المحرقة، وكانت رمزاً للمسيح (يوحنا 3: 14، 15).

قال المعترض: «جاء في خروج 20: 5 أن الله يفتقد ذنوب الآباء في الأبناء في الجيل الثالث والرابع من مبغضيه، وكنموذج لذلك جاء في يشوع 7: 1 «وخان بنو إسرائيل خيانة في الحرام، فأخذ عخان بن كرمي بن زبدي بن زارح، من سبط يهوذا، من الحرام، فحمي غضب الرب على بني إسرائيل». وامتدَّ تأثير شر عخان إلى غيره «فأخذ يشوع عخان بن زارح.. وبنيه وبناته.. فرجمه جميع إسرائيل بالحجارة، وأحرقوهم بالنار» (يشوع 7: 24-26). وهذا يناقض قول النبي حزقيال 18: 20 «النفس التي تخطئ هي تموت. الابن لا يحمل من إثم الأب، والأب لا يحمل من إثم الابن. برّ البار عليه يكون. وشرّ الشرير عليه يكون».

وللرد نقول: (1) للخطية عقاب روحي وصحي ومالي واجتماعي. أما العقاب الروحي فيرفعه الاعتراف والتوبة، فلا يكون شيء من الدينونة على الذين في المسيح (رومية 8: 1)، ولا يعاقب الله أحداً على خطية غيره، فكل واحد مسؤول عن نفسه.. غير أن العقاب الصحي والمالي والاجتماعي يستمر إلى الجيل الثالث والرابع من مبغضي الرب، فهناك أمراض وراثية بسبب ممارسة الجنس خارج نطاق الزواج، يدفع الأبناء ثمنها. وهناك ديون بسبب إسراف الآباء أو سوء إدارتهم يضطر الأبناء إلى سدادها. وهناك صيت سيء بسبب سوء تصرف الآباء يلوّث سمعة العائلة. وكمثال لهذا: ظلَّ لقب أحفاد اللص التائب «أحفاد اللص الذي أُعدم مصلوباً» رغم أنه دخل مع المسيح إلى الفردوس في لحظة موته (لوقا 23: 43). في هذا يصدق المثل: «الآباء أكلوا حصرماً وأسنان الأبناء ضرست» (إرميا 31: 29).

(2) لا يوجد على الإطلاق إنسان طاهر وبريء إلى التمام، فإن كل شر الشرير يجلب الضرر على نفسه وعلى شخص آخر معه، فالثاني لا يمكنه أن يدَّعي أنه مظلوم، لأنه هو أيضاً خاطئ ويستوجب قصاص الله. ومع أنه ربما لم يرتكب نفس الشر الذي استوجب القصاص، إلا أنه مسؤول عن خطايا أخرى قد صدرت منه، يستوجب عليها القصاص عينه.

(3) كل ما نفعله لا بد له من نتيجة على من حولنا. فالأعمال الصالحة التي نفعلها تأتي بالبركة ليس على أنفسنا فقط بل على غيرنا أيضاً. كما أن أعمالنا السيئة لها ذات التأثير. فخطية السكير تصيبه في شخصه، وتجلب الشقاء على زوجته وأولاده. إننا نعيش في عالم تقع فيه علينا مسؤولية كبيرة من نحو الآخرين. فالجندي المهمل يسبّب هزيمة الجيش كله. وهكذا جلب عخان غضب الله على بني إسرائيل.

(4) بامتداد تأثير شر الشرير إلى سواه يعاقب الله الخطية. فالآباء المسرفون يقاسون آلام الفقر نتيجة إسرافهم، ويتألم معهم أولادهم. وكان يجب على عخان أن لا يمد يده إلى ما حرَّمه الرب، لا مراعاةً لمصلحته الشخصية فقط، بل لمصلحة المجموع أيضاً. هذه الحقيقة الخطيرة يجب أن تمنعنا عن ارتكاب الشر.

(5) حزقيال 18: 20 حقيقة واقعة فالله لا يدين البريء بشر الشرير، والابن لا يحمل من إثم الأب، فالله يميّز بين البار والأثيم ولو عاشا جنباً إلى جنب تحت سقف واحد. ولا تزال هذه الحقيقة صادقة وثابتة، وهي أن النفس التي تخطئ هي تموت. والمقصود بالموت هنا الموت الروحي بالانفصال عن الله، أو الموت الأبدي. (راجع تعليقنا على تكوين 2: 17). هذا ولا ننكر أن الأطفال كثيراً ما يحل بهم البؤس والشقاء نتيجة شر والديهم. ولكن في حالة كهذه يجب ألاّ يفوتنا أن هذا ليس معناه أن الله قد تخلّى عن الأطفال الأبرياء وسكب عليهم سخطه، إذ قد تكون الآلام الوقتية هذه خيراً مستتراً لهم.

(6) يشوع 7: 24-26 وخروج 20: 5 وآيات أخرى في الكتاب تصوّر لنا ما للخطية من النتائج الوخيمة المريعة البعيدة المدى. غير أن نتائج الخطية هذه قد يستخدمها الله لخير أولاده، تأييداً للعبرانيين 12: 6 «الذي يحبه الرب يؤدِّبه». على أن حزقيال 18: 20 يتكلم عن الإثم الصادر من العناد، وعن الموت الأبدي الذي يقع على الأثمة غير التائبين. فآيتا خروج 20: 5 وحزقيال 18: 20 تعالجان موضوعين مختلفين، فهما متفقتان.

انظر تعليقنا على العدد 14: 18.
 

ميرنا

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
15 أكتوبر 2005
المشاركات
22,034
مستوى التفاعل
562
النقاط
0
الإقامة
عند اقدامك اجثوا
قال المعترض: «جاء في خروج 20: 5 «أنا الرب إلهك إله غيور». فهل يليق بمقام الله أن تُنسب إليه هذه الصفة غير المحمودة؟».

وللرد نقول: للغيرة معنيان: (1) المنافسة الناشئة عن الخوف، وعن القلق من أن يحلّ شخص آخر في قلب من نحبه. وهذا ما يتعالى الله عنه. (2) الحرص الزائد في المحافظة على الحقوق، والدفاع عن الكرامة. وهذا هو المعنى المقصود بغيرة الله. ومن هذا ما قاله الرسول بولس إنه يغار على الكنيسة (2كورنثوس 11: 2). وقد استخدم الأنبياء كلمات بشرية لتنقل لنا الفكر الإلهي، حتى نقدر أن نفهم المعاني الإلهية.

راجع تعليقنا على تكوين 6:6 و7، ويشوع 7: 1 ولوقا 11: 5.

قال المعترض: «جاء في خروج 20: 11 «لأن في ستة أيام صنع الرب السماء والأرض والبحر وكل ما فيها، واستراح في اليوم السابع، لذلك بارك الله يوم السبت وقدسه». وجاء في تثنية 5: 15 «واذكر أنك كنت عبداً في أرض مصر فأخرجك الرب إلهك من هناك بيد شديدة وذراع ممدودة، لأجل ذلك أوصاك الرب إلهك أن تحفظ يوم السبت». ومن هذا يتضح أن الله أمر بحفظ يوم السبت وتقديسه لسببين مختلفين: الأول على أساس أن الله انتهى من خلق العالم واستراح. والثاني على أساس الراحة التي دبرها الله لشعبه بعد عبوديتهم الشاقة بمصر. وهذا تناقض».

وللرد نقول: أعطى الله شعبه هذه الوصية لجملة أسباب. ويصح أن يُقال إنه أمر بحفظ السبت ليكون يوم راحة أسبوعية، ويوم عبادة وخدمة مقدسة لله. ففي الخروج يذكر سبباً واحداً، وفي التثنية يذكر سبباً ثانياً. وعلى القياس نفسه يمكن أن نقول لإنسان: آمِنْ بالمسيح لأنه هو الله المتجسد. كما يمكننا أن نقول له في فرصة أخرى: آمِنْ بالمسيح لأنه المخلّص الوحيد. ولا تناقض، لأن الأمرين سببان للإيمان بالمسيح، يكمل أحدهما الثاني، ولا ينفيه.

راجع تعليقنا على تكوين 2:2 و6:6، 7.

قال المعترض: «جاء في خروج 20: 12 «اكرم أباك وأمك لكي تطول أيامك على الأرض التي يعطيك الرب إلهك». ولكن هذا الكلام يناقضه قول المسيح في لوقا 14: 26 «إن كان أحد يأتي إليَّ ولا يبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده وإخوته وأخواته، حتى نفسه أيضاً، فلا يقدر أن يكون لي تلميذاً».

وللرد نقول: (1) أيَّد المسيح وصية إكرام الوالدين، ونقرأ في مرقس 7: 9-13 توبيخه للفريسيين والكتبة لأنهم عطلوا تنفيذ هذه الوصية لما وجدوها تناقض وصاياهم البشرية. فيستحيل أن يُقال إن المسيح في لوقا 14: 29 قصد أن ينقض الوصية العظيمة التي تحض على إكرام الوالدين، لأن المسيح الذي أمر بمحبة الأعداء لا يمكن أن يوصي تابعيه ببغضة آبائهم وأمهاتهم. ويجدر بنا أن نذكر عطفه على أمه وتدبيره لراحتها بينما كان معلقاً على الصليب (يوحنا 19: 26، 27).

(2) قصد المسيح بقوله إن تابعيه يجب أن يبغضوا آباءهم وأمهاتهم معنى خاصاً، فكلمة «يبغض» هنا تفيد المحبة الأقل أو التقدير الأقل، فإنه ينبغي أن يُطاع الله أكثر من الناس. ونرى في تاريخ حياة يعقوب أب الأسباط نموذجاً لهذا المعنى، فقد كان يحب زوجته راحيل ويُقال عنه في تكوين 29: 31 إنه كان يكره زوجته ليئة، بمعنى أن محبته لليئة كانت أقل من محبته لراحيل. وفي الكتاب المقدس برهان على أن كلمة «بغضة» تُستعمل أحياناً بمعنى مجازي أو استعاري، ليس للدلالة على عكس المحبة بل على درجة أضعف في المحبة. وما يطلبه المسيح هو أن تكون محبة تابعيه العظمى له هو، ويريد أن يكون وحده هدف قلوبهم ومركز عواطفهم. والمعنى المقصود هنا أن من أحب أباً أو أماً أكثر منه لا يستحقه. والخلاصة أن محبتنا للمسيح يجب أن تكون شديدة وطاهرة وسامية بهذا المقدار حتى تصغر في جانبها محبتنا لأعزّ عزيز لنا! ولو كانوا آباءنا وأمهاتنا.

قال المعترض: «يقول خروج 21: 8 عن الأَمَة «إن قبُحت في عيني سيدها الذي خطبها لنفسه، يدعها تُفَكّ (بمعنى يطلقها حُرَّة). وقُرىء «لم يخطبها».

وللرد نقول: القراءتان صحيحتان، لأنها إذا قبُحت في عينيه ولم تعجبه وأراد إخراجها من عنده يفكّها، سواء خطبها أو لم يخطبها. والدليل على وجوب فكاكها قوله في بقية الآية: «ليس له سلطان أن يبيعها». فترك المعترض باقي الآية مع أنها تشرح المقصود.

قال المعترض: «تأمر التوراة في خروج 23: 19 بعدم طبخ الجدي بلبن أمه. فما هي الحكمة من هذا الأمر الغريب؟».

وللرد نقول: تكرر هذا الأمر ثلاث مرات، في خروج 23: 19 و34: 26 وتثنية 14: 21، فلا بد أن في هذا الأمر حكمة كانت لازمة وقت نزول الشريعة. وهناك عدَّة احتمالات للحكمة من عدم طبخ الجدي بلبن أمه، منها (أ) أن هذا كان من ممارسات العبادة الوثنية، فمنعت الشريعة الاشتراك فيه؛ (ب) أو لعله كان من ممارسات السحرة الذين ظنوا أن هذا يزيد خصوبة الأرض بطبخ الجدي بلبن أمه، فنهت الشريعة عن ذلك؛ (ج) أو لعله من الخشونة أن يُطبخ الجدي الصغير بلبن أمه الذي يجب أن يغذيه ليكبر؛ (د) أو لعل ذلك يرجع لسبب صحي لأن اللحم المطبوخ باللبن عسر الهضم؛ (هـ) أو لعل طبخ الجدي بلبن أمه يترك تأثيراً سيئاً على علاقات الآباء بالأبناء. ونحن لا نعلم بالضبط ما هي الحكمة من هذا الأمر الغريب، لكن لا بد أن هناك حكمة.
 

ميرنا

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
15 أكتوبر 2005
المشاركات
22,034
مستوى التفاعل
562
النقاط
0
الإقامة
عند اقدامك اجثوا
قال المعترض: «جاء في خروج 23: 20، 21 أن الله قال لشعبه «ها أنا مُرسلٌ ملاكاً أمام وجهك ليحفظك في الطريق، وليجيء بك إلى المكان الذي أعددتُه. احترِز منه واسمع لصوته ولا تتمرَّد عليه، لأنه لا يصفح عن ذنوبكم لأن اسمي فيه». وهنا تطلق التوراة اسم الجلالة على الملاك، بينما لا يجوز إطلاق أسماء الله الحسنى على غير الله».

وللرد نقول: (1) الملاك المقصود هنا هو المسيح «الكلمة الأزلي» المكتوب عنه: «في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله» (يوحنا 1:1). وقد أسند الله إلى هذا «الملاك» الأعمال الإلهية التي لا يصح إسنادها إلى غير الله، مثل السلطان، والقدرة على المغفرة. وواضحٌ أنه لا يقدر أن يغفر الخطايا إلا الله وحده. وقال الله عن هذا الملاك: «إن اسمي فيه» وفي المسيح «يحل كل ملء اللاهوت جسدياً» (كولوسي 2: 9) بمعنى أنه يتحلَّى بالصفات الإلهية، فله العزة والقدرة، ولذا قال: «إذا أطعتُم صوته». وتسمَّى هذا الملاك «بيهوه» و«إلوهيم» و«أدوناي». وهي أسماء الله، ومعناها «واجب الوجود لذاته». فلو كان هذا الملاك ملاكاً من المخلوقين لما جاز إسناد صفة من الصفات الإلهية إليه. فلا شك أنه «الكلمة الأزلي». انظر تعليقنا على تكوين 18: 17.

(2) توجد بعض صفات يصحّ إطلاقها على الله وعلى المخلوق، ولكن توجد صفات خاصة بالله وحده.

راجع تعليقنا على خروج 7: 1.

قال المعترض: «جاء في خروج 24: 4 «فكتب موسى جميع أقوال الرب، وبكَّر في الصباح وبنى مذبحاً في أسفل الجبل واثني عشر عموداً لأسباط إسرائيل الاثني عشر». ولكن جاء في عاموس 5: 25 «هل قدَّمتم لي ذبائح وتقدمات في البرية أربعين سنة يا بيت إسرائيل؟» وهذا تناقض».

وللرد نقول: (1) لو أنكر عاموس في هذه العبارة تقديم بني إسرائيل ذبائح لله في البرية على الإطلاق لكان مناقضاً لما جاء في خروج 24: 4 وغيرها في مواضع أخرى. ولكن الذي ينكره عاموس هو تقديم بني إسرائيل ذبائح لله في كل مدةّ الأربعين سنة. ومع أن بني إسرائيل كانوا قد كرسوا أنفسهم لخدمة الله، إلا أنهم كانوا من حين إلى آخر يضلون عنه ويعبدون الأوثان، كما نرى أنهم أجبروا هارون أن يصنع لهم العجل الذهبي فعبدوه وقالوا: «هذه آلهتك يا إسرائيل التي أصعدتك من أرض مصر» (خروج 32: 4). ومن هنا يتضح أن مدة الأربعين سنة التي قضوها في البرية لم تكن بجملتها خدمة متواصلة للإله الوحيد الحقيقي، بل في أوقات كثيرة نبذوا عمداً الوصية الأولى.

(2) يجب أن نميّز بين معظم الشعب وبين قادته. فعندما نطبّق عبارة عاموس على معظم الشعب نجدها متَّفقة مع الإشارات العديدة الواردة في أسفار موسى الخمسة عن موقف إسرائيل الروحي بإزاء الله، والذي وصفه الله في إشعياء 43: 23 بقوله «لم تُحضر لي شاةَ محرقتِك، وبذبائحك لم تكرمني». لأنه علاوة على عصيان الشعب على الله مراراً عديدة نرى أنهم لم يكونوا منقادين بكل قلوبهم وراء الله. كما نجد أيضاً في لاويين 17: 7 أن كل من قدم ذبيحة من الشعب كان عليه أن يأتي بها إلى خيمة الاجتماع حتى لا يعود الشعب إلى تقديم الذبائح للشياطين التي كانوا قد زنوا وراءها. وقد حذَّرهم الله من عبادة الشمس والقمر والنجوم (تثنية 4: 19) ومن هذا نستنتج أن الأحوال المحيطة بالشعب وقتئذ سوَّغت لموسى أن يعطيهم إنذارات كهذه.

(3) فيصحّ إذاً أن يُقال إن بني إسرائيل عبدوا الإله الحقيقي في البرية، كما يصحّ أن يُقال إن بني إسرائيل لم يقدموا لله ذبائح وتقدمات في كل مدة الأربعين سنة! وعندما نلاحظ القول «أربعين سنة» ونراعي أيضاً أن الشعب كان يختلف موقفه الروحي بإزاء الله عن موقف قادته، تزول المناقضة الظاهرية الوهميَّة بين الفصلين‎.

اعتراض على خروج 24: 9، 10 - هل رأى شيوخ إسرائيل الله؟

انظر تعليقنا على تكوين 32: 30

اعتراض على خروج 25: 18 - هل عمل الكروبين حرام؟

انظر تعليقنا على خروج 20: 4

قال المعترض: «جاء في خروج 31: 16 «فيحفظ بنو إسرائيل السبت ليصنعوا السبت في أجيالهم عهداً أبدياً» ولكن جاء في كولوسي 2: 16 «فلا يحكم عليكم أحد في أكلٍ أو شربٍ أو من جهة عيدٍ أو هلالٍ أو سبتٍ». وهذا تناقض».

وللرد نقول: الصعوبة القائمة هنا هي أن إحدى الآيتين تظهر كأنها تفيد دوام بقاء وصية السبت، بينما الأخرى تفيد صريحاً إبطالها في العهد الجديد. ولكن كل الذين يتخيلون وجود صعوبة هنا فاتهم أن النص الوارد في سفر الخروج يفيد أن وصية السبت أُعطيت لبني إسرائيل، وأن الغرض منها هو أن يكون السبت علامة عهد بينهم وبين الله إلى الأبد. فإسرائيل كان شعب الله الخاص المفرز له من سائر الشعوب، ولكن في العهد الجديد تغير الحال فلا يوجد شعب بين الأمم يعتبره الله شعباً خاصاً له، لأن العهد الجديد الذي أسسه الله على الفداء بدم المسيح يشمل كل الأمم والشعوب (يوحنا 4: 21-24 وأعمال 10: 15، 25). فمن هنا يتضح أن خروج 31: 16 معناه «طالما كان بنو إسرائيل محتفظين بالعهد المقطوع بينهم وبين الله يجب حفظ السبت إلى الأبد». فالعبارة «إلى الأبد» الواردة في النص عبارة نسبية، فشريعة موسى تفيد أن الإنسان في ظرفٍ وأحوال خاصة كان يبقى عبداً إلى الأبد (خروج 21: 6). ولكن المعنى أن يبقى الإنسان عبداً كل مدة حياته أو إلى سنة اليوبيل التي كان فيها إطلاق المأسورين. ولا يمكن أن يُفهم من الشريعة أن يبقى الإنسان عبداً حتى بعد تحريره أو بعد موته! فقول الله: «السبت يكون علامة عهد بيني وبين إسرائيل إلى الأبد» معناه أن يُحفَظ السبت طالما كان هذا الشعب باقياً في علاقة العهد الكائن بينه وبين الله. وينطبق هذا التفسير نفسه على شريعة الختان، فقد حلَّت المعمودية محله، وعلى شريعة الفصح، فقد حلَّ العشاء الرباني محله، وعلى شرائع الذبائح، فقد قدَّم المسيح نفسه عن البشر جميعاً ذبيحة فدائية، مرة واحدة، فوجد لنا فداءً أبدياً. فليست الكنيسة مرتبطة بهذه الفرائض على الإطلاق. وليس المراد من كل ما تقدم أن الله قد نبذ شعبه، فإن شعبه هم كل من آمن بالمسيح وقبله مخلّصاً (رومية 2: 28، 29).
 

ميرنا

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
15 أكتوبر 2005
المشاركات
22,034
مستوى التفاعل
562
النقاط
0
الإقامة
عند اقدامك اجثوا
قال المعترض: «يقول خروج 31: 17 عن وصية يوم السبت «هو بيني وبين بني إسرائيل علامةً إلى الأبد، لأنه في ستة أيام صنع الرب السماء والأرض، وفي اليوم السابع استراح وتنفَّس». ولكن النبي إشعياء يقول في إشعياء 40: 28 «أما عرفتَ أم لم تسمع؟ إله الدهر الرب، خالق أطراف الأرض، لا يكلّ ولا يعيا. ليس عن فهمه فحص». فكيف تتفق الآيتان؟ وما معنى أن الله يتنفس؟» .

وللرد نقول: الآية الواردة في إشعياء تتفق مع كل ما يقوله الكتاب المقدس عن الله في أنه روح، وقدير، وغير محدود، وغير متغيّر، فليس له جسد قابل للتعب والضعف. فالقول المتكرر في الكتاب عن الله (ولا سيما ما جاء في الآية المقتبسة أعلاه من الخروج) يظهر كأنه يتعارض مع ما لله من السمو والعظمة كما هو واضح في إشعياء ومواضع أخرى كثيرة في الكتاب. وللإيضاح يجب ذكر حقيقتين:

(1) التعبير «استراح الله» في العبرانية يفيد أن الله كفّ عن العمل. فالكلمة العبرانية المترجمة استراح هي «شاباث» التي منها اشتُقَّت كلمة «سبت». والمعنى الأصلي الوارد لهذه الكلمة في القاموس العبراني هو الوقوف والكف. والنص الذي استشهد به هذا القاموس في إيضاح معنى هذه الكلمة هو تكوين 8: 22 حيث يُقال «مدة كل أيام الأرض زرع وحصاد، وبرد وحر، وصيف وشتاء، ونهار وليل لا تزال». فالعبارة «لا تزال» الواردة هنا هي ترجمة الكلمة العبرانية «شاباث». فليس من المعقول أن تقول «استراح» في هذه القرينة، إذ لا يمكن أن يُقال إن الليل والنهار يستريحان. فلا جدال في أن الكلمة العبرانية «شاباث» تفيد في الأصل الكف أو الوقوف. وهذا هو معناها في خروج 31: 17. فالصعوبة الموهومة إذاً زالت.

(2) أما القول إن الله يتنفس فنفهمه من أن العبرانيين كغيرهم من الشعوب لهم كنايات واستعارات يُكسِبون بها لغتهم البلاغة وحلاوة التعبير، فليس المراد بها المعنى الحرفي لهذه الاستعارة الواردة هنا. ولكن معناها الحرفي يمكن أن يُترجم: «الله قد تنفس بارتياح» كما يتنفس الإنسان عندما يفرغ من عمل شاق. وواضح أن هذه مجرد استعارة بديعة كما هي عادتنا نحن الشرقيين في التعبير عندما نتكلم عن الله بعبارات نستعملها في الكلام عن الناس، وكل مدلول العبارة هو أن الله قد أكمل العمل الذي قصد إتمامه. فإذا حفظنا هذا في أذهاننا نجد أن خروج 31: 17 وما يشبهها من آيات أخرى لا تتناقض مع الآيات العديدة التي تفيد أن الله روح غير قابل للتعب والضعف.

قال المعترض: «يقول خروج 31: 18 إن الله أعطى موسى لوحي حجر مكتوبين بإصبع الله. فهل لله أصابع؟».

وللرد نقول: ليس لله أصابع، فهو روح غير منظور. لكن هذا تعبير بشري يدل على ما عمله الله ليعطي البشر الوصايا العشر، وهو حديث عن الله بأسلوب بشري، وعَزْو الصفات البشرية إلى الله، كقولنا «ذراع الله» (تثنية 7: 19) بمعنى قوته الفاعلة، و«أجنحة الله» (مزمور 91: 4) بمعنى قوته الحامية، و»عيني الله» (عبرانيين 4: 13) بمعنى معرفته الكاملة.

اعتراض على خروج 33: 20- هل يمكن أن نرى الله؟

انظر تعليقنا على تكوين 32: 30
 
أعلى