شهادة الشيخ محمد النجار

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,287
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
محمد النجار سابقاً, صموئيل بولس حاليا, شيخ أزهرى سابق, إكليركي مُبشر بأسم المسيح حاليا, من خلفية مسيحية, أختطفه الشيطان للإسلام, فأعاده الرب يسوع لأحضانه

أختبار وشهادة عظيمة, قد تكون أهميتها للمسيحيين, أكثر من أهميتها لغير المؤمنين, فالمسيحية ليست صفه نضعها فى خانة الديانة فى شهادات الميلاد وبطاقات الهوية, بل المسيحية سلوك وعمل, المسيحية ليست فروض وشعائر, بل حياة

لندع أنفسنا نغوص فى شهادة هذا الرجل, ولنحكم على أنفسنا قبل أن يُحكم علينا

أن هذه الشهادة والأختبار موضوع من أجلك يا أبني ويا أبنتى, موضوع من أجلك يا أخى وأختى, يا من وُلدتم مسيحيين

وهذه الشهادة وهذا الأختبار لكم يا كافة المسلمين

ليت روح الله القدوس ينير قلوبنا وأفهامنا وحياتنا, لنفهم مدى العطية التى نلناها ببنوتنا لله, ولنجعل كل أمور العالم كنفاية, لنربح المسيح
 

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,287
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
مقتطفات من كتاب

كان ميتاً فعاش
للأخ صموئيل بولس

توضيحات هامة لابد منها


لم أهدف من وراء إعداد هذا الكتاب إلى تدوين قصة حياتي، لأني إنسان بسيط ولا أعتقد أن أحداث حياتي أو مذكراتي الخاصة تهم أحد من الناس, فضلاً على ما حفلت به هذه الحياة من أحداث مخجلة لا يشرفني سردها علناً أمام الآخرين .
كما لم أهدف أيضاً إلى سرد مجرد اختبار إيماني يضاف إلى آلاف الاختبارات الإيمانية التي يكتبها عادة الأخوة المسلمون المهتدون للمسيح, كما لم أهدف أيضاً إلى تبرير ذاتي فأتجاسر وأقول أنني (كنت) خاطئ ، ثم (أصبحت) صالح, كلا، فلن أتجرأ وأدعي ذلك، لأنني لو فعلت هذا فلن أكون صادقاً لا مع الله ، ولا مع نفسي، ولا مع الناس, بل وسأكون كاذباً أيضاً على الحق، لأنني لا زلت كما أنا (مجرد إنسان خاطئ) .
وهذه هي الحقيقة المجردة، وعدا ذلك فسيكون أوهام وخداع وتضليل للنفس، بل وتكذيب لرب الحق نفسه وذلك طبقاً لقول الإنجيل:( إن قلنا انه ليس لنا خطية نضل أنفسنا وليس الحق فينا. إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم. إن قلنا أننا لم نخطئ نجعله كاذباً وكلمته ليست فينا) [ 1 يو 8 – 10 ].
هذه هي الحقيقة لمن ينشدها، وليس كون أن السيد المسيح تحنن علي ورحمني أنا العاصي، وأصدر أمراً كريماً بالعفو عني أنا المجرم، معناه أنني كنت مستحقاً لهذا العفو، أو أنني قد صرت قديس! كلا، فهذا غير صحيح وغير حقيقي .
إنما هدفت من وراء إصدار هذا الكتاب إلى ما هو أهم من كل ذلك، ألا وهو إبراز محبة السيد المسيح للنفس الخاطئة الشاردة، وسعيه الدائم والمتواصل في البحث عنها، حتى يجدها، ومتى وجدها يسرع بحملها على منكبيه فرحاً، كما يفعل الراعي الأمين حينما يعثر على خروفه الشارد عن بقية القطيع.
كما هدفت أيضاً إلى توضيح حقيقة هامة جداً، وهي أن أمانة الله المطلقة معنا تستمر وتدوم، حتى لو كنا نحن غير أمناء معه, وأن الله كما قال عنه داود النبي في المزامير: لم يصنع معنا بحسب حسب خطايانا ولم يجازينا حسب آثامنا, كبعد المشرق أبعد عنا معاصينا .. [ مزمور 104 ]. أو كما يقول الكتاب على لسان أحد الآباء: عوجت المستقيم ولم أجازى !!!
بجانب إبراز بعض الحقائق الإيمانية الهامة ولا سيما هذه الحقائق الثلاث:
+ أنه لا خلاص لأحد من البشر إلا بالإيمان بالمسيح "لأن ليس بأحد غيره الخلاص" .
+ وأيضاً لكونه الشخص الوحيد الذي جاء للناس ليكون لهم حياة ويكون لهم الأفضل .
+ وأن تعاليمه "وحدها" هي التعاليم الدينية الوحيدة في العالم التي تقدم للإنسان العلاج الجذري لكل آلامه وأوجاعه، كما أنها التعاليم الدينية الوحيدة التي تقدم لنا الأمل والرجاء الذي لا ينقطع في محبة الله للبشر، ولا سيما الخطاة منهم من خلال تقديمها لله على اعتباره أنه ليس مجرد إله مهيب فقط، بل أب حنون لكل البشر أيضاً .
وتشرح لنا تلك التعاليم عينها كيف أن الله بحسب المفهوم المسيحي، لا يسر بموت الخاطئ مثلما يتوب ويرجع فيحيا, وكيف أنه بالرغم من كونه "إله بار قدوس ويبغض الإثم" إلا أنه " إله حنون وعطوف على الخطاة"
ومن يتأمل في طريقة تعاملات السيد المسيح مع الناس, لا سيما المنبوذين منهم, يجد التجسيد الحي والعملي لكل هذا الحب الإلهي الفريد للنفس البشرية الساقطة، والمقيدة بقيد الخطايا والآثام .


يُتبع
 

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,287
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
وكما ارتديت الجبة والقفطان والطاقية والعباءة وسائر الملابس الإسلامية, أن أرتدي أيضاً زي الشماس الإكليريكي وأن أعلق صليباً على صدري! وذلك بإذن خاص من الكنيسة ولمدة شهر كامل!
كما سمحت لي الكنيسة بارتداء هذا الزي الكهنوتي المقدس في أحد حفلات استقبال قداسة البطريرك. كما شاء الله أيضاً لي أن أقضي خمس سنوات كاملة داخل مقر رئاسة الكنيسة (البطريركية ) وسط الآباء الكهنة والشمامسة، في واحدة من الأعاجيب نادرة الحدوث. والأعجب من كل ذلك أن توليني هذه الكنيسة مسؤولية هامة وخطيرة متعلقة بربح خلاص النفوس. كما منحتني ثقتها الكبيرة رغم تحذيرات وتحفظات بعض المتشككين والخائفين. بل وبلغت ثقة الكنيسة بي حداً فاق ثقتها في بعض أبناؤها الطبيعيين!! وهي أسرار وخبايا لا يعرفها أحد غير الله وحده.
فقد كشف السيد الرب لبعض آباء هذه الكنيسة بأن هذا الشيخ المقاوم والمفتري، قد أصبح إناء مختار لرب الكنيسة، وأنه بالرغم من خلفيته غير الأمينة، إلا أنه سيكون أميناً على ما وكل إليه من مهام روحية ورعوية وإرشادية، وأنه سيحافظ على أسرار الكنيسة، وسوف يدافع عن استقامة إيمانها بكل قواه، وسيظل مخلصاً لها ولتعاليمها حتى النفس الأخير، وسوف يبقي أميناً لها حتى لو هاجر إلى الغرب وابتعد عنها جسدياً, بل وحتى لو تنكر له بعض القائمون عليها !!!
وكان اتفاق الكنيسة معه من أجل السلام، وحرصاً منها على سلامته, أن يلوذ بالصمت، ولا يبوح لأحد من الناس بسره الكبير، من كونه كان شيخ في الجامع وذلك كله حتى يستطيع مواصلة خدمته لرب الكنيسة وسط المرتدين، وسائر فئات الحالات الخاصة، وفي سلام كامل، وهدوء تام وحكمة عميقة نادرة.
ولهذا ظلت قصته العجيبة مخفية عن الكثيرين داخل وطنه مصر ولم تكن معروفة إلا لعدد قليل جداً من آباء الكنيسة الكهنة والرهبان. حتى سمح الرب أخيراً بوقت الإعلان بطريقة تدريجية عجيبة، لأنه كما يقول الكتاب: "لكل شئ تحت السماء وقت" .
فكان هناك وقت للإخفاء، وكان هناك أيضاً وقت للإعلان, وهذا كله شاء الرب أن يستخدمه لمجد اسمه المبارك. وكانت بداية هذا الإعلان عندما سمح الرب لمقاومي أسمه بأن يكتشفوا حقيقة هويته، فتوصلوا إلى كشف هذا اللغز الذي ظل يحيرهم سنوات، وهو إن الشيخ محمد الذي اختفى عن الأنظار بعد عودته من السعودية، وتركه للجامع الذي كان يعمل فيه، هو نفسه الخادم المسيحي صموئيل والذي يعيش داخل أحضان الكنيسة، ويبشر باسم المسيح، ويبحث عن المرتدين لإعادتهم ثانياً لإيمان المسيحي، ويبشر المسلمون لهدايتهم للمسيح .
فكانت صدمة عنيفة جداً لهم أفقدتهم توازنهم، فراحوا بكل حقد يسعون للإيقاع به، فقاموا بمحاصرة بيته تمهيداً لإلقاء القبض عليه، لكن الرب فعل عجيبة أخرى من عجائبه وأخرجه سالماً من الحصار، فجن جنونهم أكثر وخاصة بعدما فشلت كل محاولاتهم المتكررة للإيقاع به .
وكانت قصة الشيخ المسلم الذي صار مسيحياً قد انتشرت داخل المنطقة التي يسكن بها، وعرف الكثيرين أن هذا المبشر الكنسي المعروف، ما هو في الحقيقة إلا شيخ الجامع السابق المطلوب حياً أو ميتاً لارتداده عن الإسلام، ولقيامه بالتبشير, وكانت هذه الحادثة بمثابة مؤشراً لسماح الرب ببدء إعلان الشيخ عن إيمانه بوضوح تام ..

يُتبع
 

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,287
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
لكن رأت الكنيسة بحسب إرشاد الروح القدس أن يستمر الشيخ في مواصلة الخدمة داخل الكنيسة بهدوء وحذر لحين خروجه النهائي من الوطن, ومنذ اليوم الأول من خروجه، وهو يعلن عن إيمانه المسيحي بشكل واضح ومباشر، وخاصة بعدما وصلته رسالة من أحد آبائه الروحيين في الوطن يقول لي فيها: "تذكر أنه مطلوب منك الآن أن تشهد للمسيح وما عمله معك من مراحم في كل قرية ومدينة وأمام كل أحد لأن ما كان هنا غير مستطاع، أصبح هناك مستطاع".
فانطلق الشيخ التائب يشهد أمام الناس بمراحم المسيح معه اعتباراً من مايو 1993 م .
ثم تلقى دعوة عام 94 من بعض رجال الدين المسيحيين في بروكسل لإلقاء عظة داخل أحد الكنائس والتي حضرها مبشرون من جنسيات مختلفة، وتناولت العظة قصة إيمانه بالمسيح، وكيفية ظهوره لي في الكعبة. وكانت هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها علناً عن ظهور المسيح له في الكعبة، وعن مراحمه الكثيرة في حياته.
وتكرر الأمر داخل الكنيسة الإنجليزية للعاملين بالسوق الأوربية ببركسل، وبعدها توالت إعلانات إيمانه بشكل أكثر وضوح وأكثر علانية، وخاصة في وسائل الإعلام الهولندية، بعدما أعد التليفزيون الهولندي حلقة تليفزيونية تناولت ظهور المسيح له في الكعبة. ثم تكرر العرض في أحد الفضائيات التي تبث برامجها لمنطقة الشرق الأوسط، ثم في أحد الإذاعات التبشيرية الموجهة للعرب والمغاربة في هولندا وبلجيكا ثم كتبت عنه الجريدة الكاثوليكية الرسمية بهولندا، ثم ألقى نفس الشهادة عينها في العديد من الكنائس الهولندية، ثم في الكنائس الشرقية والتجمعات المسيحية الشرقية ثم في الكمبات، مروراً بزياراته العديدة للسويد وإلقاء شهادته داخل الكنائس ووسط تجمعات المسيحيين الشرقيين، وهكذا بدأت الناس تعرف بعض تفاصيل هذه القصة العجيبة التي تدل على مراحم الله بالنفس البشرية الساقطة .
وتعالت الأصوات التي تطالبه بإعداد كتاباً يتناول سرداً كاملاً لقصة إيمانه، ومنها أصوات صادرة من آباء كهنة أقباط وسريان وأرمن وبعض الشخصيات الكاثوليكية والبروتستانتية .
وكان قد بدأ بالفعل في إعداد هذا الكتاب في فبراير عام 1988، أي بعد مضى حوالي سنة على إيمانه بالمسيح، وكان آنذاك متخفياً في شخصية بواب في إحدى العمارات، فوجدها فرصة مناسبة للبدء في تدوين مراحم الله معه، وذلك بعد مشورة من مرشديه الروحيين، الذين طالبوه بتسجيل قصة إيمانه والاحتفاظ بها لحين يأذن الرب بنشرها على الناس
وبالفعل سجل حوالي ثمانون صفحة غطت قصة ظهور المسيح له، وما تتبعها من أحداث تناولت السنة الأولى من إيمانه، وبعدها توقف عن التسجيل بعدما قامت الكنيسة بتكريسه الكامل لخدمة المسيح في مجال الحالات الخاصة، والتي أخذت كل وقته وجهده طوال النهار والليل، في البحث عن المرتدين وإرشادهم بالرجوع للرب، وإعداد تقارير بحالتهم للكنيسة، فانشغل ولم يعد لديه الوقت الكافي لاستكمال قصة مراحم المسيح معه. بالتالي فلقد تم تأجيل فكرة استكمال وإعداد هذا الكتاب ..

يُتبع
 

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,287
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
ثم اكتشف مع الأيام والسنون أن هذا التأجيل كان للخير لأنه كان لابد له أولاً أن يتعرف على المسيح أكثر وأكثر، وإلى أن يدخل معه إلى العمق ليشاهد روعه جماله، حتى تتيح له العشرة مع المسيح اكتساب روح التواضع والنضج الروحي، لكي لا ينتفخ من المجد الباطل، حتى متى قرر الرب استكمال إعداد هذا الكتاب، يكون الهدف هو إعطاء المجد, كل المجد, لصاحب المجد ربنا يسوع المسيح الذي محا عاره ورد اعتباره .
وعندما حاصر المقاومين بيته واضطر لمغادرته فقدت منه غالبية صفحات المسودة الأولى لمشروع كتابه، ضمن ما فقده من أثاث بيته، وكأن الله أراد أن يعيد الكتابة بأسلوب جديد يليق بخادم مسيحي ناضج روحياً، وليس مجرد شخص حديث الإيمان يظن في نفسه أنه صار بطلاً من أبطال الإيمان، وليس مجرد إنسان خاطىء .
كما شاء الرب أيضاً أن يعد قصة مراحمه معه وهو مريض وغريب ومحاط بصعوبات جمة، ويكون قد مضى على إيمانه أكثر من 14 سنة حفلت بأحداث ومواقف ومتغيرات ولكن بقى إيمانه راسخاً لا يتزعزع، وكان طوال هذه السنوات ينتظر من الله أن يعطيه إشارة للبدء في إعداد هذا الكتاب، حتى وصلته هذه الإشارة بواسطة أب كاهن قبطي من مصر أرسل له رسالة قصيرة يقول فيها بالحرف: الخادم المبارك في الرب الأخ صموئيل, أرجو إرسال قصة رجوعكم للمسيح بالتفصيل لأن الكثيرين هنا يريدون معرفتها بدقة لمجد المسيح.
علماً بأن هذا الأب الكاهن يخدم في نفس الكنيسة التي احتضنت إيمان الشيخ منذ البداية، وفور عودته من السعودية في يناير 1987، مما جعل لهذه الكنيسة بكهنتها وشعبها، مكانة خاصة جداً في قلبه، فاعتبر رسالة أبونا بمثابة إشارة البدء في تدوين وإعداد هذا الكتاب .
والآن وبعد مضي 22 سنة على إيمانه، وبعد الكثير من الخبرة مع الرب في مجال الشهادة لاسمه القدوس سواء في وطنه أو في المهجر، وبعد تدهور صحته آثر إصابته بالفشل الكلوي، وبعد تزايد أعداد المؤمنين المطالبين بمعرفة ما عمله الرب في حياته من إحسان، يعتقد أنه قد حان الوقت ليكمل تسجيل قصة مراحم المسيح معه لتعرفها الناس، ويكون هدف هذه المعرفة هو إعطاء المجد لله الصانع العجائب مع النفوس التائهة .
وبالطبع فلن يستطيع ذكر كل شئ بالتفاصيل !!! لأن هناك أحداث معينة مرتبطة ببعض الشخصيات البارزة, سواء في الكنيسة، أو في الدولة, ليس من الحكمة البوح بها، أو الإفصاح عنها الآن .
كما توجد بعض الإعلانات الإلهية التي كانت موجهة خصيصاً له، وغير مسموح بإعلانها للناس .
كما يوجد أيضاً بعض الأحداث المتعلقة بأقاربه ليس مناسباً أن تنشر في كتاب .
لذلك فسيكون كل تركيزه على الجوانب الروحية فقط، لأن هدف هذا الكتاب هو هدف روحي وليس مجرد سرد مذكرات ذاتية، باستثناء بعض الأحداث التي تخدم وتساعد على إبراز هذا الهدف الروحي .
وهكذا ستبقى بعض الأسرار في طي الكتمان, نصيب منها سيتم الإعلان عنه في وقت لاحق، ونصيب آخر سيدفن معه, ما عن سبب اقتباسه عنوان كتابه من الآية الواردة في لوقا 15 : 32, فذلك يرجع إلى تأثره الشديد بقصة عودة الابن الضال، والعبارة الذهبية التي نطق بها الأب الكريم في محل دفاعه عن أبنه الصغير أمام أخيه الأكبر الذي لم يفرح بعودة أخيه إلى البيت ثانياً بعدما كان قد هجره وذهب للعيش في الكورة البعيدة ثم ندم وقرر العودة إلى أبيه طالباً المغفرة والصفح، ففرح أبيه بعودته وذبح له العجل المسمن وأقام له فرح كبير فأحتج أخيه الأكبر ورفض دخول الفرح، فخرج إليه أبيه الكريم وقال له: (كان ينبغي أن نفرح ونسر لأن أخاك هذا كان ميتاً فعاش وكان ضالاً فوجد). وهي العبارة التي أثرت في نفسي كثيراً ووجدتها متطابقة تماماً مع قصتي .
لأني بعد رجوعي لأبي السماوي، فوجئت به يكرمني ويرحب بي ويمحو عاري بين الناس ويضعني في بيته الأمين الذي هو الكنيسة، فأحتج البعض وقالوا: كيف تسمحون لشيخ جامع يصير خادماً في الكنيسة؟ فكان الله يرد عليهم على لسان أبي الروحي، فيقول لهم: كان ينبغي أن تفرحون برجوع الشيخ إلى حضن أبيه السماوي، فهو أبن المسيح مثلكم, لذلك فلم أجد عنوان آخر يناسب قصتي سوى هذه الآية المباركة التي نطقها الأب السماوي الرحيم، فقررت أن تتصدر هذه الآية قصة مراحم الله معي. واتخذت هذا القرار منذ كنت بالدير عام 1987
ففي هذه الآية نرى عمق محبة الله وترفقه بالخطاة، وهذا ما يحفزنا نحن البشر إلى الرجوع للمسيح معترفين له بخطايانا واثقون من نيل غفرانه حتى نتمتع بخلاصه الثمين الممنوح لنا مجاناً على الصليب, لأنه وكما يقول الكتاب: "كل الذي يؤمن بالمسيح لا يخزي ".
وقول المسيح الصادق: " من يقبل إلي لا أخرجه خارجاً " .
راجياً من السيد الرب أن يستخدم هذا الكتاب لمجد اسمه المبارك ببركة صلوات وشفاعات القديسة الطاهرة العذراء مريم أم النور, أرجو أن تذكروني في صلاواتكم ..
مع تحياتي ومحبتي ..
صموئيل بولس عبد المسيح .
هولندا في ظهر 1 / 1 / 2001
( الذكرى السنوية الرابعة عشرة للظهور الأول للسيد المسيح لحقارتي في الكعبة )

يُتبع
 

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,287
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
إهداء​

إلى من محا عاري ورد اعتباري ..
إلى ربي وإلهي وسيدي ومخلصي يسوع المسيح البار القدوس الذي تنحني أمامه كل ركبة ويعترف كل لسان أنه هو الرب وليس سواه من مخلص أو معين .
والإهداء أيضاً إلى العظيم في القديسين: الأنبا صموئيل المعترف الذي يشرفني أن أحمل اسمه الأول .
والإهداء أيضاً إلى روح أبي الروحي القديس القس المتنيح أبينا المحبوب بولس شاكر, أول رجل دين مسيحي ألتقي به بعد إيماني، والذي يشرفني أن أحمل أسمه، ليكون اسم أبي.
والإهداء أيضاً إلى سيدي الأب الحبيب، وولي نعمتي، وصاحب الفضل الكبير علي، جناب الأب الراهب القمص القديس الطاهر الذي رأيت المسيح في وجهه، ومن خلال محبته الأبوية لضعفي، أبي الحبيب: القمص أنسطاسي الصموئيلي.
وإلى أبينا المحبوب القمص ميخائيل، وأبينا المحبوب القمص صرابامون، وإلى بقية آبائي الروحيين الأحباء الكهنة والرهبان الذين وقفوا بجواري في كل ضيقاتي من أجل المسيح .
وكما أهدي هذا الكتاب أيضاً إلى روح أمي التي ظللت تبكي من أجلي سنوات طويلة بدموع غزيرة حتى استجاب الرب لدموعها ، وأحيا نفسي من بعد موت .
والإهداء أيضاً إلى أحبائي قراء مجلة "الحق والحياة"
وأما الإهداء الخاص جداً فهو إلى كل الذين ضلوا عن الطريق, راجياً منهم سرعة العودة للمسيح قبل فوات الوقت.
 

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,287
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
صورة بشعة من الماضي الكئيب: شيخ جامع متطرف وحقود !!!
لم أكن أدري وأنا في طريقي إلى الكعبة لتأدية مناسك العمرة، بأنني سوف التقي هناك بذاك الذي ظللت عمري كله أضطهده وأجدف على اسمه الكريم !!!
فلقد كانت سيرتي قبلاً وأنا في الديانة الإسلامية، سيرة سيئة مليئة بالتعصب والتطرف والعداء الشديد لكل المسيحيين الذين كانوا بحسب معتقداتي الباطلة والمريضة والحقودة ، هم مجرد أناس كفار! ومشركين بالله! لعبادتهم إنساناً مخلوقاً مثلهم هو عيسى ابن مريم!!! ويقولون عن الله أنه ثالث ثلاثة !!! والقرآن صريحاً في نعت كل من يقول ذلك بالكفر الصريح وذلك من قوله في سورة المائدة 17 ، 73 "لقد كفر الذين قالوا أن الله هو المسيح" و "لقد كفر الذين قالوا أن الله ثالث ثلاثة" ومن المعروف أن جزاء الكافرين في القرآن هو قتالهم في الأرض، وتعذيبهم بالنار في الآخرة، وذلك من قوله في سورة محمد 3 "فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب العناق" وقوله في سورة التوبة 6 – 8 : "قاتلوا أئمة الكفر أنهم لا إيمان لهم" وقوله أيضاً في سورة المائدة 60 "سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون وجعل منهم القردة والخنازير"!!!!
هكذا كانت نظرتي السيئة الجاهلة للمسيحيين بحسب الفكر الديني المتطرف الذي نشأت عليه منذ حداثتي، والذي أصبحت داعية له في المساجد، وفي أوساط الجماعات الإسلامية المتطرفة، وعلى طول القطر المصري وعرضه! فكانوا أمامي مجرد كفار ومشركين، وأخيراً وبحسب وصف القرآن لهم فكنت أراهم مجرد قردة وخنازير !!!
.... لذلك كان حقدي على المسيحيين وعلى رجال كنيستهم مضاعفاً، ومغالياً جداً فيه، لدرجة جعلت أساتذتي من الشيوخ العقلاء إلى لفت انتباهي إلى هذا التطرف المريض ضد المسيحيين! ومطالبتهم إياي بتخفيف حدة هجومي عليهم !!!
ولن أنس أبداً ما صرح به أستاذي الداعية الإسلامي الكبير اللواء طبيب أ.خ حفيد الشيخ خطاب الكبير مؤسس سلسلة مساجد الجمعية الشرعية للعاملين بالكتاب والسنة المحمدية بمصر والوطن العربي، حينما كان يقوم بمراجعة كتابي السيئ الصيت: (الرد الكافي والبيان الشافي لادعاءات أهل الكتاب)
والذي كنت قد أعددته مدفوعاً بحقدي وكراهيتي للمسيحيين ورجال كنيستهم، ورغبتي المحمومة في الانتقام منهما بمحاولة نسف دينهما والتشكيك فيه! وهذا الكتاب أعتبره من أسوأ أعمالي التجديفية طوال حياتي كلها ضد المسيح والمسيحية والكنيسة، فلم يكن كتاباً، بل كان قنبلة أردت تفجيرها في كل ما هو مسيحي مستخدماً هذا المؤلف الضخم ( 18 جزء ) والذي جمعت فيه كل آراء أعداء المسيحية عبر التاريخ! وكان الشيطان يملي علي كل ما أكتب من تجديف، فكان هو المؤلف الحقيقي لهذا الكتاب الملعون، والذي طبع الجزء الأول منه بمعرفة رابطة العالم الإسلامي في السعودية .. فقال أستاذي محتجاً على أسلوبي الهجومي في هذا الكتاب الملعون: ما هذا يا شيخ محمد؟! لابد أن تخفف من حدة هجومك على المسيحيين !!!
فقلت له: أنا يا مولانا لم أقل فيهم غير ما سبق وقاله القرآن عنهم !!!
فقال: نعم ، نعم، فهذا صحيح، ولكن ليس بمثل هذا العنف الصريح يا شيخ محمد! ثم أضاف قائلاً: "يا ابني أنا أريدك أن تفكر بنضج وبدون عواطف، وأنا أرى أنك متحاملاً على المسيحيين بشكل مبالغ فيه، وأنصحك بإعادة ما كتبته وحذف مثل هذه العبارات الجارحة )!!!
ونظراً لاحترامي الكبير لهذه الشخصية الدينية والرسمية والاجتماعية المرموقة، فلقد أعدت صياغة فصول الكتاب بعد حذف الكثير من العبارات الساخنة المليئة بالهجوم والتجريح ضد المسيحيين، وبالرغم من ذلك فبقى كتابي هذا من أسوأ وأعنف الكتب الإسلامية المضادة للدين المسيحي !!!
وبعدما أعدت صياغة الكتاب بعد حذف العبارات الصعبة منه، وأعدت عرضه على رئيسي، نال إعجابه وقرر أن يكافئني بتأدية مناسك العمرة على نفقته .
 

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,287
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
كما لن أنس أبداً تعنيف مسؤول أمني كبير متدين وكان وقتها يشغل منصب مدير الأمن العام بمديرية أمن القاهرة، واصبح وزيراً للداخلية فيما بعد، وكنت قد ذهبت لمقابلته ومعي كرت توصية من لواء في جهاز أمني خطير، لتسهيل مهمة اعتناق شاب مسيحي للإسلام، وكان هذا الشاب من محافظة الجيزة ويتبع مديرية أمن الجيزة، ونظراً لأن له أقارب يعملون داخل مديرية الجيزة، فطلب إشهار إسلامه في مديرية أمن القاهرة حتى لا يعرف أحد من معارفه بموضوع إشهار إسلامه لأجل الزواج من فتاة مسلمة, لكن مديرية أمن القاهرة رفضت طلبه، وطلبت منه التوجه لمديرية أمن الجيزة طبقاً للقانون الذي ينظم مسألة اعتناق الإسلام، ويلزم كل طالب إشهار إسلام أن يتم داخل المديرية التابع لها .
وقيل لي وقتها أن السيد مدير الأمن العام رجل متدين وغيور على الإسلام، فتشجعت وذهبت لمقابلته ظناً مني بأنه سوف يسهل أمر اعتناق الشاب للإسلام في مديرية أمن القاهرة، لكني فوجئت بمدير الأمن العام يوبخني لأني طالبته بمخالفة القانون! وكان رجل عجيباً جداً، فلقد قال لى سيادته بالحرف: ليس بمثل هذه الطريقة ندعو بها إلى الإسلام يا شيخ محمد! فالإسلام دين عدل ونظام! فكيف تطالبني يا شيخ بكسر النظام ومخالفة القوانين ؟!
فتعجبت من إجابته، وقلت له: يا أفندم هذه عرقلة لانتشار الإسلام في بلد مسلم يحكم بالإسلام !!
فقال بحدة: عيب عليك يا شيخ، فنحن أحرص الناس على تطبيق الإسلام.
فقلت له بتبجح: كيف وسيادتكم تعرقلون شخص نصراني يريد الدخول في دين الحق، والمفروض أنكم تفرحون به وتشجعونه، وتدعون لله أن يكثر من أمثاله حتى يبقي كل المصريين مسلمين وموحدين بالله مثله، ولا يبقى هناك نصراني واحد على أرض مصر !!!
فقال لي هذا الرجل الشريف والذي لم أره أي مسؤول حكومي مسلم مصري في مثل نزاهت: عيب عليك يا مولانا فكل المسيحيين المصريين هم أخوة لنا في وطن واحد، وأنا مسلم لكن غير متعصب ومتطرف مثلك .
قال هذا ثم قام بتمزيق الكرت وألقاه في سلة المهملات !
ثم وجه حديثه لي قائلاً : قل لسيادة اللواء الذي أرسلك لي، بأني لا أقبل واسطة من أحد !
ثم أضاف بلهجة آمرة لينهي المقابلة: تفضل خذ هذا الشاب وأذهب به إلى مديرية أمن الجيزة ليشهر إسلامه هناك)!!!
وذهبت من عنده ناقماً على هذا القانون الظالم !!!
ومن الطريف في هذا الأمر أنني بعد اعتناقي المسيحية، ظللت أبحث عن هذا الشاب لإعادته ثانياً للمسيح، وتفاصيل ما تم بيني وبينه بعد ذلك غير مسموح بنشره .
كنت أشعر بسعادة غامرة كلما نجحت في جذب أي مسيحي إلى الإسلام بعد زرع الشكوك بداخله في صحة العقائد المسيحية !!! وحدث أنه أثناء ذهابي إلى مكة لتأدية مناسك العمرة، أن تذكرت هذه الواقعة مع مدير الأمن، فقلت مناجياً الله: يا رب أنت تعلم كم تعبت من أجل نشر دينك وسط الناس, وأني أشكرك وأحمدك على نعمة الإسلام, لأنه الدين الوحيد المعتبر عندك, إن الدين عند الله الإسلام - آل عمران 9, ومن يبتغي غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين, آل عمران 85, وأن أراد الله أن يهدي إنسان فيشرح قلبه للإسلام وهو أعلم بالمهتدين, الأنعام 117 ، 125 .
ووجدتني أردد قول القرآن: اليوم أكملت لكم ديتكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً!!! - المائدة 3, وقوله أيضاً: ومن أحسن دينا من أسلم وجهه لله - النساء 125
 

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,287
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
كنت بملابس الإحرام، وكانت لحيتي طويلة جداً, بعدما قررت عدم تهذيبها منذ ثمانية شهور, وعندما وقفت على ظهر الباخرة المتجهة من ميناء السويس إلى ميناء جدة، أتمتم بعبارات الحمد والشكر لله وأنا متوجهاً لبيته الحرام، قائلاً: الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لهذا لولا أن هدانا الله! وأصلي وأسلم على نبي الهدي والرحمة! سيد خلق الله أجمعين سيدنا محمد وعلى آل بيته وأتباعه!
وكان ذلك مساء يوم 30 / 12 / 1986، حيث كنت أقف على ظهر الباخرة أتأمل في السماء الصافية وأنا أناجي الله بحسب اعتقادي السابق وأذكر أني بعدها عدت إلى مقصورتي وكتبت هذه الكلمات العجيبة بمناسبة اقتراب السنة الجديدة: يا رب أنت تعلم أني أحبك! وأني أريدك يا رب أن تجعل هذه السنة القادمة جديدة في كل شئ :
حياتي تكون جديدة، قلبي يكون جديداً! روحي تكون جديدة!
فيما يبدو أن الله استجاب لدعائي لأني كنت صادقاً فيه، ونطقت ذلك بدموع مستصرخاً له أن يتدخل في حياتي ويغيرها للأفضل دون أن أدرك كنه هذا الأفضل أو طبيعة هذا التغيير !!!
ففي أول يوم من أيام السنة الجديدة 1 / 1 / 1987 ظهر لي السيد المسيح في الكعبة وأحدث ظهوره تغييراً جوهرياً وهائلاً في حياتي .. إذ أعلن لي السيد عن سر بهاء مجده الأزلي، وقام بلمسة من يديه الحانيتين بتجديد
 

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,287
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
لم أكن فرحاً بالمال الوفير الذي تحصلت عليه فقط من الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي ومن السكرتير العام للمؤتمر الإسلامي، بقدر ما كنت فرحاً بذهابي إلى الكعبة الشريفة حيث بيت الله الحرام!! ولم لا ؟! فهو أقدس مكان عند المسلمين, فالكعبة الشريفة قد بناها آدم، وتباركت بالخليل إبراهيم، وبالذبيح إسماعيل، وبالحبيب المصطفي !!!
وتذكرت قوله تعالى: "أول بيت وضع للناس الذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين, فيه آيات بينات, مقام إبراهيم مصلى ومن دخله كان آمناً ولله حج البيت من استطاع إليه سبيلاً" سورة آل عمران 97, وقوله أيضاً: "وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات" سورة الحج 26 – 28 .
ووجدتني أهتف من أعماقي قائلاً: يا الله ما أسعدني! بل أنا اليوم أسعد إنسان تحت السماء! ولم لا؟! فحقيبتي ممتلئة بالمال! وقلبي عامراً بالإيمان! وهاأنا في طريقي الآن إلى الكعبة بيت الله الحرام! حيث الملائكة تنزل عليها من السماء! وحيث أقدس مكان في الوجود انطلق منه شعاع الإيمان والتوحيد إلى كل الأرض! فهنا أشرق الله قبساً من نوره عندما خلق سيد الخلق أجمعين وأكرم النبيين وخاتم كل المرسلين، الذي تنبأ به سيدنا عيسى قائلاً: "وسيأتي من بعدي نبياً أسمه أحمد" آه يا رسول الله، يا نبي الهدى!!! ها أنا أتجول في أماكن تقدست بك !!!, فهنا كنت تعظ الناس! وتحتمل إيذاء الكفار!! منادياً بينهم بدين التوحيد ومحطماً أصنام الطاغوت! ومنهياً عن الخبائث والشرور!, كم تألمت من جور قريش والمكيون، فعمك وقف ضدك، ونشأت يتيماً محروماً من حنان الولدين، كم بكيت هنا حزناً على ضلالة قومك، ورغم ذلك رفضت أن يضيق الله عليهم ( المخشبين " الجبلين " ) عسى أن يؤمن أحدهم !!! ما أرق شعورك يا رسول الله!!! وما أعظم عطفك وشفقتك على الكفار!!!! وهنا أيضاً تألم أصحابك, فسلام على آل ياسر! سلام على أبطال الإيمان! سلام على بلال مؤذن رسول الله, سلام عليك وأنت تئن من شدة تعذيب الكفار لك وتعلن تمسكك بالله الواحد الأحد قائلاً: أحداً أحداً !!!
كانت كل هذه الخواطر الإسلامية وغيرها تجول بخاطري وأنا أسرع الخطي إلى المسجد الحرام، حتى بلغته فراعني فخامة بناؤه، ورأيت الناس وهم يطوفون حوله، فترقرقت الدموع في عيني, ووجدتني أرفع عيناي نحو السماء شاكراً لله، ثم هممت بهبوط الدرجات لأنضم للطائفين.
لكن فجأة شاهدت نوراً في السماء يسطع ببهاء ليس له مثيل، ويتوسط النور وجه المسيح البهي، وحوله ملائكته، وكان مشهداً فريداً زلزل كل كياني, فلقد ظننت أنني يمكن أن ألتقي في هذا المكان برؤية روحية للخليل إبراهيم أو للحبيب المصطفي, لكني لم أرى لا الخليل ولا المصطفي, بل رأيت رب الخليل, وإله المصطفي, نعم رأيت يسوع !!!!
( من يد الهاوية أفديهم ومن الموت أخلصهم ) [ هو 13 : : 14 ] :
 

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,287
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
لقاء أكثر أهمية مع المسيح في الكعبة !!!

على كل مسيحي ومسيحية قبل البدء في قراءة هذا الإعلان الإلهي الفريد، أن يسجدون الآن للسيد المسيح في خشوع وخضوع ومهابة قائلين له: المجد لك يا رب .. المجد لك أيها القدوس القادر على كل شئ، المجد لك أيها الإله الحي السرمدي الذي تنازلت وأعلنت عن سر بهاء مجدك أمام الشيخ محمد, المفتري والمقاوم والمتدنس من خطاياه، المجد لك يا يسوع لأنك إله عطوف ومحب للخطاة، المجد لك يا من لا تسر بموت الخاطئ مثل ما يتوب ويرجع ويحيا.. تعال الآن يا رب وأحيي قلوبنا المائتة وأعلن لنا عن ذاتك كما أعلنته لهذا الشقي المقاوم، تفضل يا رب وأظهر لنا ذاتك داخل أرض خطايانا وآثامنا، كما سبق وتفضلت وأظهرت ذاتك للشيخ محمد داخل كعبة خطاياه وآثامه, أه ليت العالم كله ينصت بإجلال وخشوع هو يسمع هذا الحدث الفريد ..
الله العظيم الذي لا تسعه سماء السماوات، والذي تخر الجبال أمامه خاشعة ..
يتنازل ويتواضع ويعلن نفسه أمام شخص خاطئ وحقير مثلي ..
اهتفي أيتها السماوات لأن الرب قد فعل, فعل حسب عظيم مراحمه مع البؤساء والأشقياء أمثالي .. أه ما أعظم محبتك يا رب للخطاة والبعيدين، وكيف تظل تبحث وتفتش عنهم حتى تجدهم، ومتى وجدتهم تفرح بهم كما يفرح الراعي حينما يعثر على خروفه الضال ..
وكيف في سبيل بحثك عنهم تذهب وراءهم حتى لو شردوا عنك بعيداً جداً, حتى لو غاصت أرجلهم في أوحال الضلال والتجديف والموت وعبادة الأوثان ..
نعم يا رب فأنت تبحث عنا نحن الخطاة في الملاهي، في الشوارع الخلفية، في الطرقات المظلمة، بل وتبحث عنا حتى ونحن في أحضان الفسق والرذيلة ..
بل وحتى لو ضللنا وتمادينا في ضلالتنا وغينا أكثر فأكثر وتجرأنا وذهبنا إلى مكان مثل الكعبة بما يحمله هذا المكان من رموز تجديفية ضد اسمك المبارك، وما يحويه من رموز مضادة للحق وللنور ؟
فمن هنا, من الكعبة, من داخل أرض ضلالتي, كان لقاؤك الأول بي أيها السيد العظيم من هنا,
من الكعبة, من داخل أرض خطاياي, دعوتني وانتشلتني من الحضيض ..
من هنا, من الكعبة, من داخل أرض آثامي, أعلنت لي سر بهاء مجدك ..
من هنا, من أرض تجديفي, أعلنت لي أنك وحدك هو الإله الحي ..
من هنا, من أرض جهالتي, أعلنت لي أنك وحدك الطريق والحق والحياة ..
من هنا, من أرض شروري, أعلنت لي أنه لا دين ولا رسالة إلا بك ..
من هنا, من أرض نجاساتي, أعلنت بدء إشراق نورك في حياتي المظلمة ..
من هنا, من أرض الأكاذيب, أعلنت لي حقائق مذهلة فضحت ونسفت كل الأكاذيب
.
 

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,287
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
لقاء إلهي فريد في الكعبة !!!
السيد المسيح يكشف لي عن حقائق مذهلة تنسف كل الأكاذيب

في لحظة نادرة من لحظات العمر تجلت فيها الرحمة الإلهية مع خاطئ ومقاوم مثلي، لحظة من أروع وأقدس لحظات حياتي، إذ تقابلت فيها وجهاً لوجه مع إلهي وخالقي.. نعم يا أخوة فلقد رأيت ربي وإلهي وخالقي ببهاء ومجد عظيمين وهو يتوسط السماء ومن حوله هالة من النور الساطع، ويحوطه الملائكة بمجد يعجز القلم واللسان عن وصفه لشدة روعته وعظيم بهائه.
وكان لوجهه النوراني الكريم سلطان نافذ لا يقاوم، وكان يشع من عيناه الجمليتين، العميقتين، بريقاً عجيباً كالماس، وينبعث منهما شعاعاً أشبه بشعاع الليزر، ثم فوجئت بهذا الشعاع يخترق كل شئ بداخلي حتى تجويف عظامي، ويكشف ويعري كل خباياي، فصرت وكأني عرياناً تماماً أمامه، غير قادراً على إخفاء أي شئ عنه، فأحداث حياتي كلها منذ أن وعيت على الدنيا صارت مكشوفة تماماً أمامه!! حتى أنه كشف أمامي حادثاً ارتكبته وأنا طفل عمري سبعة أعوام عندما كنت داخل الفصل المدرسي بمدرسة الوحدة الابتدائية بشبرا عام 1967 م, وكان عبارة عن سرقتي لقلم رصاص من أحد زملائي يدعي مجدي !!!
ثم أراني حادث آخر تعرضت له عندما كنت في الثامنة من عمري !!!
فتعجبت جداً لأن هذين الحادثين لا يعرفهما أحد من عالم البشر، فكيف عرفهما هذا الشخص النوراني الذي أراه أمامي الآن ؟؟؟ وهنا قرأ السيد المهيب أفكاري، وقال لي من خلال نظرات عينيه: "من الذي رآك من الناس عندما حدث هذا؟"
فقلت مرتعباً: لا أحد سوى الله يا سيد.
فقال السيد بصوت كالزلزال: أنا يسوع المسيح الذي رآك, أنا هو الطريق والحق والحياة, تركتني أنا "الإله الحي" وجئت إلى هنا لتعبد أموات وديانات الناس.
فكانت إجابته علي كالصاعقة، أنتفض كل جسدي وأخذتني رعدة شديدة، ظل قلبي يخفق من شدة الخوف والهلع، خاصة بعدما تبينت ملامح وجهه النوراني الكريم بأكثر وضوح، ورأيت موضع إكليل الشوك حول جبهته، وموضع طعنة الحربة في جنبه، وموضع اختراق المسامير في يديه ورجليه، فتأكدت أنه هو يسوع المسيح إله النصارى, فزاد هلعي وخوفي لأني تذكرت مقاومتي لأسمه، فقلت في نفسي: أنا ميت لا محالة عقاباً عادلاً على محاربتي وتجديفي ضد اسمه الكريم, ظناً مني أنه كان مجرد إنسان مخلوق, فلما أدركت أنه هو الإله الحي الخالق، وجدتني ألطم خدي، ثم أخفي وجهي بيدي عاراً وخجلاً من نفسي، ثم أردت أن أهرب من أمامه خوفاً من عقابه وبطشه، ولكن فجأة تسمرت مكاني, ولم أعد قادراً على الحراك بعدما برز شئ من الأرض وطبق على قدماي بإحكام شديد حتى لا أتحرك من أمام وجهه, فلما رآني السيد وأنا هلعاً وخائفاً، نظر إلي بحنو وإشفاق أبوي عجيب قائلاً لحقارتي من خلال نظرات عينيه: لا تخف يا أبني ولا ترتعب !!! فأنا لم أظهر لك لأميتك أو أهلكك أو أعاقبك, بل ظهرت لك لأمنحك حياة بأسمى إن آمنت بي، وأن اتبعتني وأطعتني وحفظت وصاياي وتعاليمي وتركت حياة الأوثان بلا رجوع.
فقلت له والدموع تنهمر من عيني: آمنت بك يا سيدي، وسوف اتبعك حيثما تريد، وسأحفظ وصاياك وتعاليمك وأكون خاضعاً لك، وسأخرج من هذا المكان ولن أرجع إليه ثانياً.
فقال السيد الرب: هذا حسن جداً، ولكن قبل أن تخرج من هذا المكان سوف أريك أي ضلال كنت فيه.
ثم فوجئت بجسدي يثبت موضعه بينما روحي تنخلع من جسدي وتختطف مني، ويأخذها السيد المسيح معه إلى عصور سحيقة مضت، وجعلني أرى هناك مشهداً في غاية العجب, فقد أراني السيد أناس من قديم الزمان ومن مختلف الشعوب والأجناس وهي تتعبد للأحجار والأصنام، وبعضهم كان يدور من حولها, كما يدور المسلمون حول الكعبة, وظل يريني ما يحدث من عبادات وثنية قديمة بحسب الترتيب الزمني والتسلسل التاريخي لظهورها، حتى بلغ بي المطاف أخيراً إلى حجر الكعبة والمسلمون يطوفون من حوله, تماماً كما كانت تفعل الشعوب الوثنية في قديم الزمان, وأعلن عن هذا الأمر الأخير في ترابط ذكي عجيب, بدون كلام, معطياً الفرصة لي لاستنتاج ما يريد توصيله لي من معان, ثم قال موضحاً: أنظر فكل هؤلاء الناس تركوني أنا الإله الحي وعبدوا أموات وأصنام من صنع الشيطان، وهم وأبناؤهم هالكون ما لم يرجعون للحق .
وهنا أرى أنه من اللياقة الروحية التوقف عن سرد بقية الإعلانات التي أعلنها لي السيد المسيح، والتي نتج عنها نسف كل معتقداتي السابقة، وكشفت أمامي أسرار خطيرة لا ينطق بها، وخاصة الجزء المتعلق بحقيقة الأديان والطوائف القديمة والمعاصرة، ونظراً لأني أردت من كتابي أن يكون له هدف روحي محدد وواضح وهو: محبة الله للنفس الخاطئة، وسعيه لخلاصها, لذلك تعمدت, بإرشاد من الله, عدم التطرق إلى هذه الإعلانات لأنها تتعرض لأديان غير مسيحية يظن البعض أنها أديان سماوية، بينما هي في الحقيقة ليست كذلك.
كما تتعرض لطوائف ومذاهب مسيحية قائمة، يعتقد البعض أنها مستقيمة، بينما هي في الحقيقة ليست كذلك, ولشخصيات يعتقد البعض أنها مقدسة، بينما هي في الحقيقة شخصيات هرطوقية ضالة, والله وحده يعلم بحقائق الأمور، ويريد أن نكتشفها بأرواحنا حتى نثاب عليها,
ويمكن معرفة ظلال من هذه الإعلانات الخاصة التي أعلنها لي السيد المسيح من خلال ما أكتبه بنعمة الرب وإرشاده في مجلة الحق والحياة من حقائق إيمانية سارت عليها الكنيسة الجامعة الرسولية المقدسة منذ نشأتها، مثل ما أكتبه عن وحدانية الله في الثالوث القدوس، ومثل ما أكتبه عن ألوهية السيد المسيح، وتجسده لإتمام الفداء، إلى آخر ما تضمنه قانون الإيمان المقدس من حقائق إيمانية كتبها آباؤنا القديسون بإرشاد الروح القدس. ومثل موقفي الحاسم جداً والمتشدد للغاية من الدين الإسلامي.
ومثل مقاومتي الشديدة لمعتقدات شهود يهوه، والنساطرة، والأدفنتست، والمرمون، وبقية من كان على شاكلتهم، ومثل موقفي المتحفظ جداً من الكنيسة الخمسينية والبلاموث وبقية الطوائف المستحدثة. ومثل عتابي الشديد على كنيستي روما وبيزنطة وما تسبباه في تمزيق جسد المسيح وانقسام كنيسته المقدسة في مجمع خليقدونية المشئوم والذي أدى فيما بعد إلى إضعاف المسيحيين في الشرق، ومن ثم إلى ظهور الإسلام.
ولا داع للتوضيح أكثر من ذلك حتى لا يخرج اختباري هذا عن هدفه الروحي الذي أسعى إلى توضيحه، ألا وهو إظهار محبة الله للنفس الخاطئة .
 

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,287
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
وفجأة أختفي السيد من أمام بصري، وعادت السماء كما كانت على حالتها الطبيعية، وكل هذا الظهور بما تخلله من أحاديث وإعلانات لم يكون محسوباً من عمر الزمن !!! لأني عندما دخلت الكعبة كانت الساعة الثانية عشر ظهراً، وبعد انتهاء الظهور كانت الساعة لم تزل الثانية عشر ظهراً !!!
وكنت أشعر أثناء هذا الظهور الإلهي العجيب بأن الأرض تطبق على قدمي فتعجز جسدي عن الحركة، وأن روحي فقط هي التي كانت تتحرك, ولكن بعد انتهاء الظهور واختفاء السيد من أمام بصري، فوجئت بالأرض التي كانت تطبق عل قدمي تخلي سبيلي, وبالسماء تعود إلى وضعها الأول قبل ظهور السيد العجيب لحقارتي .
وجدت الزحام يدفعني ويجرفني مع الطائفين حول الكعبة، فوجدت نفسي أطوف معهم!!! لكني كنت أبكي وأضحك في آن واحد
1-أبكي تأثراً وعرفاناً لأن المسيح أعلن لي عن الحقيقة التي كانت غائبة عني فأبصرتها .
2- وأضحك إشفاقاً على هؤلاء الناس المغيبة عقولهم !!!
وخشيت أن أموت في هذه الأرض الغريبة، قبل أن اعترف بإيماني المسيحي الوليد .
فقررت قطع زيارتي للسعودية فوراً والتي كان مقرراً لها شهراً كاملاً، وأسرعت بالذهاب إلى مكتب حجز تذاكر الطيران لأحجز على أول طائرة عائدة للقاهرة، بعدما قررت إلغاء تذكرة سفري القديمة بالباخرة، فكانت أول طائرة حجزت عليها ستقلع في اليوم التالي، فأسرعت بالذهاب إلى الحلاق وطلبت منه أن يزيل لحيتي !!!
ثم ابتعت جهاز كاسيت وحجزت غرفة في فندق، وداخل غرفتي قمت بتسجيل اعترافي بإيماني المسيحي وقلت بالحرف: لو مت في الطريق فأشهد بأني صرت مسيحي اعتباراً من الثانيةعشر ظهراً من يوم 1- 1 – 1987 وأن السيد المسيح ليس نبياً، بل هوالإله الحي وقد آمنت به .
فعلت ذلك وأنا داخل الأراضي السعودية دون أدني خوف!!! ثم وضعت الشريط المسجل فيه اعترافي بداخل مظروف كتبت عليه هذه العبارة: يفتح في حالة موتي الفجائي .
ثم وضعت المظروف ضمن أوراقي داخل حقيبة يدي، ولم أخاف من إمكانية أن يطلب مني رجال أمن المطار السعودي بتفتيش حقيبة يدي، ثم يرون المظروف الذي بداخله الشريط الكاسيت المسجل عليه اعترافي بالمسيح، ويطلبون سماع محتوياته. ورغم خطورة هذا الأمر في بلد إسلامي ديكتاتوري مثل السعودية التي تحكم بقتل المرتد، إلا أنني لم أشعر بأدنى خوف من إعلان إيماني !!!
 

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,287
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
طلبت من الرب أيضاً أن يرشدني إلى أحد من القائمين على الكنيسة القبطية, كنيسة آبائي وأجدادي, ليتولى إرشادي الروحي في بداية إيماني .
ومسألة الإرشاد الروحي هذه هي حقاً كتابياً أصيلاً استخدمه الرب مع بولس الرسول عند اهتدائه، فبعد ظهور المسيح له، قال بولس: يا رب ماذا تريد مني أن أفعل ؟
فقال له الرب: قم وادخل المدينة فيقال لك ماذا ينبغي لك أن تفعل ..
ثم ظهر الرب لحنانيا، وحدثه عن أمر بولس وطلب مساعدته لكي يبصر ويمتلئ بالروح القدس " أع 9 "
والعجيب في الأمر أن نفس هذا الوضع قد تكررمعي أنا الخاطئ! لكن بصورة مختلفة ومع تغيير في الأماكن والأسماء !!!
فالمدينة, كانت الكنيسة القبطية, وأما حنانيا, فكان القس القديس: بولس شاكر !!!
كان في طريقي إلى المسجد، كنيسة قبطية كبيرة تحمل اسم القديسة العذراء مريم، وكنت كلما مررت من أمامها أشعر بأن روحي تختطف مني وتتشوق لدخولها، وكان الرب قد أرشدني على البقاء في المسجد ومواصلة مهام عملي بداخله لحين ما أعثر على مرشد روحي يقول لي ماذا ينبغي لي أن أفعل .
وذات يوماً مشرقاً جميلاً، وبينما كنت متوجهاً صباحاً لعملي في المسجد، مرت سيارة التاكسي من أمام هذه الكنيسة فوجدتني أقول للسائق لا شعورياً: توقف هنا من فضلك !!!
فتعجب السائق لأني كنت اتفقت معه أن يوصلني للمسجد، وليس للكنيسة !!!
كانت هناك قوة هائلة تقودني وتسيرني بحسب وعد الرب لي في الكعبة بأنه سوف يرشدني ويقودني ويرسل لي من يساعدني في بداية الطريق, فتشجعت ودخلت الكنيسة، فوجدت أب كاهن يقف منتظراً على باب الهيكل وكأنه على موعد مسبق معي! وكان في الكنيسة كاهنين آخرين، لكن كل منهما كان يجلس معه جماعة من الشعب, كان أبونا بولس فقط الذي لم يكن أحد جالس معه وكأن الرب طلب منه أن ينتظرني!! فاقتربت منه وقدمت نفسي إليه، وشعرت برهبة كبيرة جداً منه، وشعرت أنه رجل الله المؤيد بسلطان الكهنوت المقدس وبالإيمان الرسولي المقدس
 

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,287
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
تفحصني أبونا بولس من رأسي إلى أخمص قدمي ، ثم طلب مني بحزم أن أخرج من الكنيسة !! وأنتظره على بابها!!! ورغم قسوة مقابلته الأولى لي، إلا أنني لم أتضايق من ذلك وكنت أشعر بانسحاق روحي عجيب, بعدها أحضر أبونا كرسي له، وطلب مني إن أردت الجلوس فيمكن أن أجلس أرضاً تحت قدميه!!! فجلست ليس تحت قدميه، بل تحت قدمي المسيح الذي يمثله هذا الأب الكاهن القديس خير تمثيل وبقوة وسلطان,
وقصصت على أبونا بولس حكايتي منذ البداية، وما ارتكبته من جرائم في حق المسيح والمسيحية، ثم أريته مسودة كتابي السيئ الذكر، فلما تصفح أوراقه تغير وجه وقال: هل أنت الذي كتبت كل هذه التجديفات ضد الرب يسوع المسيح ؟
فقلت له بانكسار : نعم .
فقال: أنت مجرم في حق الرب وعليك أن تبكي خطاياك وتطلب من الرب أن يغفر لك .
ثم قال: أنا لا أصدق أن الإنسان يمكن أن يجدف على إلهه بهذا المقدار، إلا تخجل من نفسك لأنك أرغمت المسيح ليظهر لك في مكان وثني مثل الكعبة ؟
فبكيت وقلت: أنا مجرم ومعترف بجرمي ولذلك أتيت إليك لتقول لي ماذا ينبغي لي أن أفعل ؟
صمت أبونا متفكراً، ثم قال: أسمع يا أبني بما أنك معترف بأنك مخطئ، ومجرم في حق الرب، فلابد في هذه الحالة أن تُعاقب، وأن يوقع عليك بعض التأديبات؟
فقلت بمسكنة: أنا تحت أمرك في أي عقاب، ولكن لدي سؤال أرجو إجابتي عليه .
فقال أبونا: ما هو؟ فقلت: السيد المسيح عندما ظهر لي غفر لي ذنوبي وسامحني، فكيف يمكن أن تعاقبني الكنيسة؟
فقال أبونا القديس الحكيم: أسمع يا أبني هب أنني دعوتك إلى بيتي، ثم أنت قمت بتحطيم فازه ثمينة سواء عن قصد أو بدون، ثم أنا من كرمي غفرت لك، فهل غفراني لك يعيد ال فازه إلى حالتها كما كانت؟ وهل غفران المسيح لك يعني أنك تنسى جرائمك في حقه؟ فأين هو الإحساس بالمسئولية إذن وأين هو تأنيب الضمير؟ فأننا كلما تذكرنا خطايانا كلما نساها لنا الله، يقول النبي داود: خطيئتي أمامي في كل حين, وأنت حتى تنتفع وتستفيد من غفران المسيح لك عليك أن تقدم توبة مصحوبة بالندم والدموع عما اقترفته من جرائم بشعة ومميتة في حق الله وحق نفسك وحق كنيسته وشعبه .
فقلت له بدموع :
معك حق يا أبونا فأنا فعلاً مستحقاً للعقاب، لكني أريد أولاً أن أغادر المسجد واترك سكني وأنسلخ عن بيئتي الإسلامية لأعيش حراً مع المسيح، وبعدها يمكن أن تعاقبني الكنيسة .
فقال أبونا: على عكس ما قلت تماماً، فأنا أرى أن أكبر عقاب لك هو أن تبقي كما أنت في المسجد وفي بيئتك الإسلامية!!! فقلت مستعرباً: كيف يا أبونا تطلب مني أعيش وسط عبادة الأوثان من جديد بعدما ظهر لي المسيح وجعلني أصير مسيحياً ؟
فقال أبونا: أولاً أنت لم تصير مسيحياً بعد !!!
بل أنت مجرد مجرم خاطئ يريد التوبة والعدل يستدعي عقابك، وأكبر عقاب لك هو أن تتألم من أجل المسيح داخل هذا الجامع لأنه هناك أرض خطيتك .. وكما شاركت في الجامع الهجوم على المسيح، سوف تشترك الآن في آلامه كلما سمعت أي تجديف ضده داخل الجامع وأنت غير قادر على الرفض والاحتجاج، سوف تتألم ويوجعك ضميرك كلما سمعت أي أحد يتطاول على المسيح وعلى إيمان المسيحيين وأنت عاجز عن الدفاع .. فالرب يريد أن يجعلك كم ينبغي لك أن تتألم من أجله .
فقلت بتوسل: ألا يوجد عقاب آخر يا أبونا غير الجامع ؟
فقال أبونا: لا ، بقاؤك في الجامع هو أنسب مكان لعقابك !!!
فقلت باستسلام : حتى متى سوف أبقى في الجامع ؟
فقال: حتى يأذن الله في أمرك ويرشدني تجاهك !!!
وعندما نكست رأسي مستصعباً الأمر، فقال لي أبونا: أسمع يا أبني هل تحب المسيح ؟!
فقلت: طبعاً يا أبونا ومن كل قلبي وكل فكري وكل كياني .
فقال: وإلى أي مدى يمكن أن تحب المسيح ؟
فقلت: حتى آخر قطرة من دمي .
فقال: هل تسير وراء المسيح حتى بستان جيثماني ؟
فقلت: نعم وحتى الجلجثة أيضاً، بل وحتى أصلب معه .
فقال: إذن اعتبر أن بقاؤك في الجامع هو بمثابة سيرك وراء المسيح حتى الجلجثة !!! وأن آلامك وأنت بعيد عنه داخل الجامع هو بمثابة صلب لك !!! واستكمل حديثه قائلاً: هذا هو الجزء الأول من العقاب، أما الجزء الثاني فهو حضورك إلى في الكنيسة يومياً من السادسة صباحاً حتى الحادية عاشرة والنصف، لتحضر القداس الإلهي، وبعدها تنطلق لعملك في الجامع!!! وسوف أسمح لك البقاء في مكان ملاصق للهيكل لترى صلاة القداس عن قرب، ولكن غير مسموح لك بالتقرب من الأسرار المقدسة حتى تنتهي فترة تأديبك، سوف يسمح لك فقط برؤية المؤمنين وهم يتقربون من الأسرار المقدسة، بينما ترى نفسك محروماً من ذلك لعلك بهذا الحرمان تشعر بفداحة الجرم الذي ارتكبته في حق إلهك، وبعدها سوف ننظر في أمرك .
فقلت: أمرك يا أبونا، لكن لدي سؤال يحيرني !
فقال: ما هو؟ فقلت: ألا تخشى يا أبونا بأن بقائي في الجامع قد يؤثر على إيماني المسيحي الوليد؟ أليس من الممكن أن يضعف إيماني وارتد عن المسيح ؟
فقال أبونا وهو يضحك متعجباً: أنت ترتد عن المسيح؟! لا .. فهذا غير ممكن حدوثه، إذ كيف ترتد بعدما عاينت ما عاينته وأبصرت ما أبصرته؟ أنك في هذه الحالة ستكون شيطاناً وليس إنساناً !!! ثم أضاف قائلاً: أطمئن فلا خوف عليك من الارتداد بعد الآن ، فالله يعدك لرسالة سوف تعرفها فيما بعد !!!
وقبل انصرافي من الكنيسة قال لي أبونا: ألا يوجد لديك شئ آخر تسألني عنه ؟
فقلت: لا أبونا، فقد قلت كل شئ .
فقال: ولكن لم تقل شئ عن مال الظلم الذي معك، فماذا ستفعل به ؟
فقلت: أي مال ظلم تقصد يا أبونا ؟
فقال: كل مال ربحته من عملك كشيخ مسلم مضاد للمسيح ؟!
ثم أضاف قائلاً: أنت يا أبني لابد أن تأتي للمسيح نظيفاً، ولذلك فضع في اعتبارك منذ الآن أنك لابد أن تتخلص من هذا المال، ومن بقية ممتلكاتك الأخرى، حتى مسكنك وأثاث بيتك! وكل ما له صلة بوضعك كمسلم، حتى بطاقتك الشخصية! وكرت البنك! كل هذا سوف تمزقه أمامي عندما أطلب منك ذلك، هذا إذا أردت أن تكون بدايتك مع المسيح نظيفة، ولو أردت بالفعل أن تبني بيتك المسيحي الجديد على أساس نظيف .
فقلت له: بالطبع أريد يا أبونا، ومستعد تماماً لاتخاذ هذه الخطوة، والحقيقة أنه منذ عودتي من السعودية وأنا أقوم بتوزيع أموالي على الفقراء الجالسون في الشوارع! وأوزع حوالي 300 جنيه يومياً !!
فقال: حسناً، ولكن حذارى أن تدخل فلس واحد للكنيسة من هذا المال الحرام لأنه مال حرام، مال دم، أشبه بالمال الذي تقاضاه يهوذا الخائن لبيع المسيح، لأن هذا المال أنت تقاضيته مقابل التجديف على اسم المسيح من خلال كتابك السيئ، ومن خلال عملك في الجامع, قال هذا ثم نظر لي نظرة متفحصة, ثم أكمل حديثه لي قائلاً: وعندما يحين موعد خروجك النهائي من الجامع فسوف أقول لك ماذا تفعل بهذا المال وبهذه المستندات الرسمية ( تم التخلص منهما تماماً ولن أذكر تفاصيل هذا الأمر لأسباب روحية )
وأريدك أن تكون رجلاً وتتحمل مسئولية أخطائك وتكون متأهباً لتحمل الألم سوف نكمل حديثنا حول هذا الموضوع في وقت آخر, ثم قال: ما هي مواعيد عملك في الجامع ؟
فقلت: من الثانية عشر ظهراً حتى الثامنة مساءاً .
فقال: حسناً، سوف تأتي للكنيسة يومياً قبل ذهابك للجامع، سوف أنتظرك يومياً من السادسة صباحاً وتبقى في الكنيسة حتى الحادية عشرة والنصف، وتكون أمامك ساعة كاملة لتلحق بموعد عملك في الجامع. وعندما تأتي إلى الكنيسة لا تتحدث مع أحد، وسوف أسمح لك بالوقوف في الجناح الأيسر من الهيكل لتستطيع أن ترى صلاة القداس، وسوف أتحدث معك في أوقات معينة من القداس، وأريدك أن تبكي خطاياك داخل الهيكل لعل الرب يتحنن عليك ويوجد لك مخرجاًُ من الخروج من الجامع أرض خطيتك, وتذكر دوماً أنك أجرمت في حق الرب وأنك كنت محُارباً لأسمه ولكنيسته وشعبه وأنك لابد من تقديم توبة جادة مصحوبة بدموع وندم .
وشعرت بأن الرب يحدثني على فم هذا الكاهن القديس، فالتزمت بتعاليمه ونصائحه، وكنت جاداً جداً في مثل هذا الالتزام .
 

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,287
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
ما أعجب أحكامك يا إلهي، وما أبعدها عن الفحص والتمحيص ؟
تظهر لي لأول مرة داخل الكعبة، ثم تقودني إلى كنيستك المحبوبة التي فديتها بدمك ؟
و شئت بحسب غنى أحكامك أن تكون بدايتي معك من هنا، من داخل هيكلك المقدس، الذي أقف فيه الآن كطفل صغير في أحضان أمه التي هي الكنيسة، بيتك، عروسك، محبوبتك .
هكذا يا أخوة كانت بدايتي داخل الكنيسة، وهو الأمر الذي أعطى لاختباري المسيحي أبعاداً عميقة أثرت على أسلوب خدمتي فيما بعد لأكون أول شيخ مسلم ينضم إلى الكنيسة ويصير فرداً منها، ثم عاملاً نظامياً بها، ثم مدافعاً عن عقائدها المستقيمة أمام كافة التيارات المناوئة. هكذا شاء الرب أن استقي التعاليم الدينية المستقيمة من النبع الصافي، ليظهر ثمار ذلك علي فيما بعد وأنا أتناقش مع المسلمون والنساطرة وشهود يهوه وكافة الفرق المناهضة والتي لم تستطيع أن تزعزع إيماني الكنسي العميق حتى بعدما هاجرت عن وطني وصرت غريباً داخل مجتمع الغرب بتياراته المتعددة التي عجزت على أن تحملني رياح تعاليمها وسط ذهول الجبابرة والأقوياء من ذو النفوذ والسلطان والجاه والمال, وهذه هي خلفية صموئيل لمن يريد أن يعرفها من المختلفون عقائدياً معه. وهكذا شاء الرب لي منذ بداية تعارفي عليه سنة 1987 أن أصير ابناً شرعياً للكنيسة, وليس مجرد فرد دخيل عليها. وشاء أيضاً أن ألتصق بها، وأن أحبها، وأغار على وحدتها، وعلى استقامة تعاليمها، وأن أصير واحداً من أتباعها المخلصين، وهكذا تفتحت عيني على حياة الإيمان المسيحي داخل أحضان الكنيسة.
كنت أستيقظ من يومي في الخامسة والنصف صباحاً، ثم أسرع بالذهاب للكنيسة وطوال الطريق ألتفت حولي جيداً حتى أتأكد من عدم وجود أحد يتتبعني، وكان بيتي لا يبعد عن الكنيسة سوى عشر دقائق سيراً على الأقدام، وعندما أصل للكنيسة أشعر بأن كياني المفقود قد عاد إلي، فأرسم الصليب وعيناي تدمعان. ولم أكن حينذاك أعرف أي شيء عن الصلاة المسيحية، فكنت أتقدم نحو الهيكل وأسجد قبالته بخشوع وجلال قائلاً: ارحمني يا رب أنا الخاطئ
ثم أخلع حذائي وأدخل إلى الهيكل ساجداً، ثم أقف في الجهة اليسرى من الهيكل الصغير، وأصلي صلاة قصيرة قائلاً: أشكرك يا رب لأنك سمحت لي بدخول هيكلك المقدس. وبعدها أتقدم نحو أبونا بولس وأقبل يده بوقار واحترام، ثم أعترف أمامه بخطاياي يوم بيوم، وأنا منكس الرأس، وغالباً وأنا جالس تحت أقدامه، ثم أتلقى منه الإرشادات الروحية اللازمة التي تساعدني في بداية الطريق على كيفية التوبة والنمو في حياة الروح, ثم يضع صليبه على رأسي، ويصلي لي صلاة الحل والغفران, بينما الدموع تنساب من عيني وأنا أسمع من فمه كلمات النعمة والرجاء: الرب يغفر لك يا أبني ويرشدك ويقودك ويقويك على الثبات وعدم الرجوع لخطية المقاومة والتجديف, وبعدها أقف في موضع داخل الهيكل اخترته بنفسي، وكان يعلو هذا الموضع صورة كبيرة وجميلة جداً للرب يسوع المسيح وكانت مرسومة بالزيت على جدران الهيكل الأيسر، وتصوره وهو واقفاً بجلال وسلطان وسط السحاب وفاتحاً ذراعيه لجميع البشر بكل حب، بينما كوكب الأرض تحت قدميه. وكنت عندما أقف أسفل الصورة، تصل رأسي إلى تحت قدميه بحوالي 10 سم، فأمد يدي وأمسح بها قدميه، ثم أضعها على عيني الباكية، ثم أقف على أطراف أصابعي حتى يطول فمي موضع قدميه فأقبلها باكياً، واشعر بنفسي أني في عالم آخر، عالم رائع ليس لروعته مثيل.
وأعيش مع صلاة القداس لحظة بلحظة وأنا داخل الهيكل، وكأني مسبح في الملكوت، وأرى كياني كله يهتز مع كل كلمات القداس، وأسمع الألحان فتنتعش روحي، وأراها هائمة وكأنها تسبح مع الملائكة في السماء, وأرى أبونا أمام المذبح يرفع الذبيحة المقدسة، ووجهه يضيء كالشمس، وأرى الشمامسة الصغار وكأنهم ملائكة، والشموع والبخور يجعلاني في عالم روحاني خلاب، وأنسى نفسي، وأنس أني شيخ في الجامع، وأنس كل شيء من حولي، ولا يعد أمامي شيء آخر أتفكر فيه سوى روعة القداس الإلهي، وكانت المسافة التي تفصل بيني وبين أبونا وهو يصلي القداس حوالي مترين فقط، مما مكنني من رؤية ما يتم في القداس بوضوح تام, وكان يسبق القداس صلاة الاستعداد، وصلاة السواعي، وبعدها يقف أبونا على باب الهيكل معلناً بدء القداس قائلاً: مجداً وإكراماً للثالوث الأقدس الآب والابن والروح القدس، سلاماً وبنياناً لكنيسة الله الواحدة الوحيدة الجامعة الرسولية.. ثم يطوف حول الهيكل وخلفه شماس حاملاً عصير الكرم, ويقول الشعب بصوت واحد: هلليويا. هذا هو اليوم الذي صنعه الرب فلنفرح ونبتهج فيه يا رب خلصنا يا رب سهل سبلنا مبارك الآتي باسم الرب ..
 

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,287
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
الجزء الثانى

مقدمة

ما أن صدر الجزء الأول حتى نفذ فور صدوره مباشرة، فاضطررت إلى عمل طبعة ثانية، وثالثة، ورابعة، وخامسة وجميعهم نفذوا فور صدورهم أيضاً! كما خصصنا كذلك كميات للتوزيع المجاني على أشقاؤنا المسيحيين الشرقيين من نزلاء الكمبات والسجون في هولندا وأوروبا .
ونأمل أن نتمكن من تدبير نفقات هذه الطبعة، ويكون هناك عائد يتم توجيه إلى دعم مجلة الحق والحياة لتغطية الأعداد المجانية من هذا الكتاب التي ننوي تخصيصها لأشقائنا المقيمون في الكمبات والسجون .
تناول الجزء الأول ظهور السيد المسيح لحقارتي ودعوته لي من داخل الكعبة لتبعيته والإيمان به كإله ورب ومخلص، وقيادته لي إلى كنيسته الأمينة وتعامله معي بكل رفق بالرغم من شروري وخطاياي المميتة، الأمر الذي جعل الكثيرين من القراء يبكون فرحاً وهم يرون بأنفسهم محبة الرب للخطاة وعطفه الكبير عليهم, بكوا أيضاً وهم يرون نفس بشرية معذبة وجريحة تئن وتتألم وتشتاق للاهتداء إلى الحق، فلما هداها الله إلى ذاك الحق، ثبتت فيه، وتشبثت به بأيديها وأسنانها وكأن لسان حالها يقول: نصيبي هو الرب, هكذا قالت نفسي, ولقد أنعم على الرب يسوع المسيح بهذه الهداية من خلال ظهوره العجائبي في سماء الكعبة، ودعوته الكريمة لحقارتي لأكون من أتباعه, فلبيت الدعوة والتصقت به على الفور، ولم أسمح لأي قوة أخرى بفصلي عن محبته. وكان أروع اكتشافات العمر التي أعلنها لي السيد المسيح أنه هو الإله الحي وليس مجرد النبي عيسى ابن مريم, كما يعتقد بذلك المسلمون, كما أكد لي أنه هو وحده الطريق والحق والحياة, وأن أي طريق آخر سواه إنما هو طريق الموت والهلاك, وكانت هذه باختصار شديد هي دعوة الله لي وأنا شيخ مسلم يؤدي مناسك العمرة في الكعبة يوم 1 – 1 – 1987 م
فالله قد دعاني، وأنا لبيت الدعوة، ولم أقاوم ولم أعاند، بل آمنت به في بساطة قلب، وأتبعته دون أدنى تردد، لأني أدركت أنه الحق الوحيد في عالم كاذب .
والله الذي سبق ودعاني للحق والنور والهداية والخلاص, هو نفسه الذي يدعو جميع الناس، لأنه يريد من جميع الناس أن يخلصون ولمعرفة الحق يقبلون, لكنه بالرغم من ذلك لا يرغم أحد منهم على قبول هذه الدعوة، بل يترك للإنسان الحرية المطلقة في القبول أو الرفض. ومن هنا كانت مسئولية الإنسان في تحديد مصير أبديته بمحض إرادته: فأما أن يخضع لمشيئة الله، فينجو, وأما أن يتمرد على مشيئة الله، فيهلك, والله دوماً مشيئته صالحة، وهي لخير الإنسان متى عمل الإنسان بها, وطوبى لذاك الإنسان الذي يوجه مشيئته لتسير وفق مشيئة الله ولا تتعارض معه, ومن وهنا يأتي دور الإنسان في خلاص نفسه بمدى استجابته لقبول خلاص المسيح المقدم له, فالسيد المسيح لا يقتحم أبواب حياتنا ليدخلها عنوة، بل يقول: ها نذا واقف على الباب وأقرع إن سمع أحد صوتي وفتح الباب أدخل إليه ..رؤ 3 : 20
وظهور السيد المسيح لحقارتي في الكعبة كان بمثابة نداء لي وطرقاً على باب حياتي، فلما سمعت صوته قمت من فوري لأفتح له باب حياتي، فدخل السيد إلى قلبي وحياتي، وأعانني، وقواني على السير ورائه رغم كل التحديات الرهيبة التي واجهتني والتى لا تزال تواجهني حتى اليوم .
أقول هذا رداً على هؤلاء الأخوة الذين يقولون لي: نحن خطاة لأن المسيح لم يظهر لنا ولم يدعونا كما ظهر لك ودعاك!! وهؤلاء ينسون أنه كان في إمكاني تجاهل مثل هذه الدعوة وعدم تلبيتها، أو كان ممكن تلبيتها في وقتها، ولكن بعدها أعود فأنقضها بسبب التحديات التي لاقيتها، لكني لم أفعل ذلك, بل تصرفت كرجل مسيحي يحترم نفسه، ولا يعاند الحق, رجل مريض ويريد أن يبرأ من مرضه المزمن, ثم أن تبعية السيد المسيح ليست نزهة، بل هي رحلة محفوفة بالمخاطر، ومحبة المسيح في قلوبنا ليست مجرد كلام، بل واقع تبرهن عليه الأفعال من تضحيات وكفاح ومثابرة وجهاد، ورجولة في الإيمان، رجولة ناضجة وراسخة فلا تزعزعها شدة الرياح، ولا تؤثر فيها عنف الأعاصير, لأنه ما أكثر الذين آمنوا بالمسيح وساروا ورائه لفترة من الزمن، ثم سرعان ما رجعوا للوراء وارتدوا عنه من أول تجربة اضطهاد واجهتهم!! عن أمثال هؤلاء قال المسيح "وهؤلاء ليس لهم أصل فيؤمنون إلى حين وفي وقت التجربة يرتدون" لو 8 : 13. ولماذا ارتد هؤلاء؟ لأن محبتهم للسيد لم تكن راسخةً في قلوبهم!! ومشاعرهم له لم تكن ثابتة في أنفسهم! لذلك لم يثبتوا أمام التجارب والضيقات, أما المسيحي الحقيقي, الناضج إيمانياً وروحياً, فهو راسخ في محبته للمسيح كالفولاذ، ثابتاً فيه حتى الموت, كما أنه جاداً جداً في تبعيته، حتى لو تبعه إلى الجلجثة. لذلك فسوف ترون في هذا الجزء كم تألمت، وكم واجهت من صعوبات في سبيل إيماني بالمسيح وتبعيتي له وكم تعرضت للغدر والخيانة والخسة من كثيرين، حتى من بعض المسيحيين أنفسهم!! لكني رغم ذلك تصرفت كرجل مسيحي وبذلت كل جهدي للثبات في المسيح متحملاً كل العار والهوان والإذلال من أجل شدة تمسكي باسمه الكريم، وكنت أقضي أيامي وليالي باكياً بدموع حارقة، الأمر الذي جعل الرب ينظر إلى دموعي وصبري وجهادي في احتمال الألم، فتحنن ورفع نفسي من الحضيض، وعوضني عن كل تعب تعبته من أجل أسمه مائة ضعف. نعم يا أخوة فالله لا يساعد الكسالى، بل يساعد فقط هؤلاء الذين يعملون معه، أو على الأقل الذين يحاولون أن يعملون معه. فنراه يساعدهم ويشجعهم ويقويهم ويُسر بهم، كما نراه لا يضيع تعب عملهم من أجل أسمه, مهما كان هذا التعب بسيطاً في نظر البعض, وهنا أتذكر قول الكتاب: "الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج" وقد زرعت تبعيتي للرب بدموع سخينة، فجعلني الرب أحصدها بفرح وابتهاج. فالرب فرح قلبي وسر روحي يوم رفع أسمي بين الناس ومحا عاري ورد اعتباري بينهم، وسمح بأن ينتشلني من الحضيض إلى كرامة التكريس لخدمة أسمه الكريم المبارك .
أنها دعوة للعمل مع الرب لبرهنة محبته في قلوبنا، إذ لا يكفي أن نقول عن أنفسنا أننا نحب الرب، ثم نقبع في مكاننا ساكنين بلا حركة، بل يلزمنا أن نقدم برهاناً عملياً ليؤكد هذا الحب بشكل محسوس وملموس. علينا أن نضحي بكل ما نملك في سبيل محبتنا للمسيح، وعلينا أن نحمل صليبه بكل قوة وإصرار، وعلينا أن نكون رجال معه فلا نتعرج بين الفرقتين بسبب الخوف من الموت أو من فقدان المصالح، بل يكون نصيبنا هو الرب وحده، وعلينا أن نجتهد لنعرف، وننمو في المعرفة .
فعمل النعمة الإلهية كان بظهور السيد المسيح لحقارتي في الكعبة, وأما عمل الجهاد الروحي، فكان بقبولي الخلاص بدم المسيح والإيمان به وبذل كل الجهد لأكون أداة طيعة للكرازة لاسمه وسط الآخرين، وإعلان التحدي بتبعيتي له وللبشارة لأسمه وسط عالم مقاوم متغلباً على طبيعتي ومميتاً الخوف من قلبي، فسار الموت يعمل في ليل نهار دون أن أتراجع أو أتزعزع عنه سنتمتر واحد, وفي هذا الجزء سوف ترون العملين يسيران معاً في خط متوازي: النعمة والجهاد.
أرجو من السيد الرب يسوع المسيح أن يستخدم هذا العمل المتواضع لمجد أسمه القدوس، ليعرف الجميع أن الله أمين وعادل وأنه لا ينسى تعب المحبة، وعلى قدر ما نتعب من أجل أسمه، على قدر ما نأخذ من مجد مائة ضعف، فمن أجل المسيح صرت بواب في العمارات وخدام في البيوت، صرت صبي صيدلية، صرت طريداً ومشرداً بلا بيت وبدون دخل أتعيش منه, فماذا كان موقف الرب ؟
كان موقفه هو الآتي: كما تعبت من أجلي يا صموئيل، فسوف أعوضك مائة ضعف، وسوف أقيمك من التراب وأرفعك من المز بله وأجلسك مع رؤساء الشعب, وسوف أجعلك محبوباً من الكنيسة ومن الشعب، سأجعلك أخاً لكثيرين، سأستر عليك بستر رحمتي فلا أسمح لأحد يرى ضعفك، لن أسمح لأعدائك بأن يقوون عليك، بل سأجعلك تفتش عن مقاوميك فلا تجدهم, سوف أوفر لك كل ما تحتاجه، سأعتني بك كما يعتني الأب بولده, سوف أظل ممسكاً بيدك، مظللاً عليك بحمايتي، لذلك فمهما قام ضدك الناس إلا أنهم لن يقدرون عليك ولن تسقط شعرة واحدة من رأسك، الخوف لن يعرف طريقه إليك, سأفتح ذهنك لتدرك الحق وتوصله للناس وتدافع عنه دفاع الأبطال, سوف أجعل الناس تتعجب عندما تراك تفسر كلمتي بالحق والاستقامة، ويقولون من أين له بكل هذه المعرفة وهو الوافد الغريب؟ سأجعل رجال كنيستي يشيدون بك ويشهدون لإيمانك, وكما كنت أمين في القليل, سأقيمك على الكثير.
وهذا هو عمق اختباري الحقيقي مع المسيح، أنه لم يكتفي بقبولي فقط، بل وسُر أن يستخدمني لمجد أسمه، فسمح بتكريسي للكرازة والخدمة، ثم عمل بي عجائبه مُظهراً قوته من خلال ضعفي وقلة حيلتي .
مع تحياتي ومحبتي
أخوكم في الإيمان ، خادم الرب المكرس
صموئيل بولس عبد المسيح
 

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,287
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
الرب ينبئ أمي بأنني سأكون مبشراً لأسمه وسوف أعاني الكثير من أجل ذلك !!!

حكاية ( القلم و القربانه )!!!

قبل مغادرتي للدير تذكرت الرؤيا التي أراها السيد المسيح لوالدتي رحمها الله وتفسير الآباء الرهبان لها, فقد حدث أن جاءت أمي لزيارتي في الدير في شهر يوليو1987, في اليوم الذي يوافق عيد ميلادي السابع والعشرون, شاء الرب أن ينبئ أمي بهذا الأمر العظيم، فحدث أثناء جلوسها في استراحة السيدات، أن فوجئت بنفسها وهي تتغيب عن الوعي للحظات خاطفة، ثم رأت شخص يتقدم منها وهو يمسك في يده قلم وقربانه ويقول لها: قومي يا ست وخذي القلم والقربانه دول وأعطيهم لأبنك صموئيل !!!!
وعندما أفاقت أمي، ولم تجد الرجل الذي كان يتحدث معها، تعجبت جداً من هذه الرؤيا وأسرعت بقصها على أحد الآباء الرهبان المباركون وكان أسمه أبونا شاروبيم، فقال لها: أفرحي يا أمي، فهذه رؤيا عظيمة جداً شاء الرب أن يعلنها لك, وهي تتعلق بمصير أبنك صموئيل، فالقلم يرمز للبشارة, وأما القربانه فهي ترمز إلى الألم المصاحب لهذه البشارة, وتفسير هذه الرؤيا هو الآتي, الله يعلن لك أن أبنك صموئيل هذا سوف يأتي عليه يوماً يصبح فيه مبشراً باسم المسيح, وأنه سيتألم كثيراً جداً بسبب هذه البشارة, فتعجبت أمي من هذا التفسير وقالت بثقة عجيبة: أنا كان قلبي حاسس من زمان أن أبني هذا الذي كان مكروهاً ومنبوذاً من المسيحيين بسبب محاربته لهم، سيأتي عليه يوم ويلتقطه المسيح من أرض الضلال والتجديف ويجذبه إليه، ثم يجعله مبشراً لأسمه بشجاعة، لأن أبني ظل عمره وهو راجل شجاع، ولا يخاف أحد!! وها أنتم كلكم قد رأيتم بأعينكم كيف استطاع أبني أن يتحدى كل هؤلاء المسلمون الجبابرة، ويخرج عن طوعهم ويصير مسيحياً، ثم أن ابني هذا كان بركة البيت وهو طفل صغير، وأذكر أنني حلمت له حلم عجيب وهو لم يزل في الخمسة من عمره، أن رأيته قد كبر وأصبح رجلاً ويقف وسط ساحة كبيرة جداً وحوله جماعة من شيوخ مسلمين وممسكون بأيديهم بسيوف وعصي وسكاكين، وأبني واقف بينهم يدافع عن الإيمان المسيحي بطلاقة عجيبة، ثم أخذوه وطرحوه أرضاً وربطوه بالحبال، ثم ظهر شيخ كبير منهم يبدوا عليه أنه رئيسهم، وأصدر على ابني حكم بالموت بطريقة صعبة، وهي عبارة عن إلقائه على ظهره ثم تمر من فوقه خيولهم فتمزق أحشائه بحوافرها!!! فحاولت أن أموت بدلاً منه، لكنهم رفضوا وأصروا أن يميتوه هو .. فقمت من نومي وأنا مذعورة، ولا زلت أتذكر هذا الحلم العجيب.
وفي نفس هذه السنة أيضاً حلم أبني بأن هناك أناس قاموا بتعريته وربطوه ووضعوه داخل إناء كبير وعلى حواف الإناء شعلات نار، وكانت هناك ديوك رومي متوحشة تنهش لحمه وهو يصرخ, ثم قالت: والآن وبعد كل هذه السنين ها هو الرب يفسر هذه الأحلام القديمة، لأن أبني صار مهدداً بالموت من أجل المسيح، فهل سيموت شهيد؟
فقال لها أبونا شاروبيم: لا أعرف ، ولكن هذا أمر محتمل جداً، لكن ليس الآن، بل بعدما يتمم رسالته, أما أنا فتعجبت جداً من تفسيرات هذا الأب الراهب القديس البسيط، واستبعدت تماماً إمكانية تحقيها, وقلت في نفسي: ربما تكون مجرد تهيؤات من أمي، أو أن تكون هذه هي رغبتها الداخلية كأي أم مسيحية مجروحة في أبنها الذي كفر وتريد أن تراه وقد عاد للإيمان وصار مبشراً مسيحياً ومدافعاً عن الإيمان المسيحي بقوة وشجاعة ورجولة.
قلت هذا رغم علمي بأن أمي كانت مسيحية مؤمنة إيمان بسيط وعميق وقوي وكانت تؤمن بلاهوت المسيح إيمان راسخ غير مؤسس على العلم، بل على الإيمان وحده المدعم بالمواقف الحياتية المتنوعة, وكانت لا تعرف شيء في الدنيا سوى المحبة والتضحية وإنكار الذات من أجل أولادها، وكانت من فرط بساطتها يتعامل معها الرب عن طريق الأحلام والرؤيا والإحساس عن بُعد، وكانت كل ما تراه من أحلام أو تحس به، غالباً ما يتم تحقيقه بحذافيره فيما بعد!!
ونظراً للمظالم الكثيرة التي تعرضت لها هذه الانسانة المسكينة في حياتها، فقد دفعها ذلك لتلقي بكل أحمالها على الله ليحملها هو عنها، وليعولها هي وأطفالها الصغار، وكان لها إيمان عميق ودالة كبيرة عند ربنا، إذ كانت تؤمن بأن ربنا هو زوجها وأبو أطفالها, وكانت تبرر ذلك قائلة: ألم تقل يا رب في كتابك أنك أبو اليتيم وزوج الأرملة؟! وأطفالي أيتام، وأنا أرملة !!!
وكانت على علاقة قوية جداً بالقديسة العذراء مريم، وبالقديس بولس الرسول التي كانت تحبه بجنون وتسميه أستاذ المسيحية وفيلسوفها بعد المسيح مباشرة .
وكانت تعجب جداً بدفاعه الحار عن المسيح، وسعة صدره في إقناع غير المؤمنين, كما كانت تحب شخصية داود النبي محبة كبيرة، وتتعلق بالمزامير بطريقة غير عادية، وكثير من آيات المزامير كانت تبكيها!! وأذكر أنها بعدما ضعف بصرها ولم تعد قادرة على قراءة الكتاب المقدس، كانت تطلب مني أقرأ لها من المزامير حتى تنام, وكانت تتشفع بكل القديسين على رأسهم القديسة العذراء مريم، والقديس بولس الرسول، والقديس مار جر جس, كما كانت تتشفع بالملاك ميخائيل، وتخاطبه في صلاتها قائلة: يا رئيس جند الرب، تشفع لي عند المسيح ملك الملوك ورب الأرباب ..
ورغم فقرها الشديد إلا أنها كانت تستضيف الناس في بيتها بكل كرم ومحبة حتى لو اقترضت من الناس تكاليف هذه الضيافة, لهذا فالرب أحبها وباركها وأعلن لها الكثير من الأمور المستقبلية .
وقد حدث لأمي وهي أرملة شابة أن التقت بالقديس العظيم البابا كيرلس السادس وصلى على رأسها وباركها بصليبه وقال لها بدون ما تشرح لقداسته أي شيء عن ظروفها الصعبة باعتبارها أرملة تعول سبعة أطفال في مراحل التعليم المختلفة: متخافيش يا ابنتي لأن ربنا هايسترها معك !!
وكان أبونا القديس القس بولس شاكر يقول عن أمي أنها قديسة، وشبهها بالقديسة مونيكا أم القديس أغسطينوس، فقال أن دموعها هي التي جعلت المسيح يذهب ورائي حتى الكعبة, وألقى عظة في كنيسة العذراء بالدقي عام 1987 عن إيمان أمي ودموعها ورجاؤها في المسيح.
وإجلالاً لدور هذه الأم المسيحية المؤمنة والشجاعة، أذكر لكم هذا الحادث العجيب الذي يدل على شجاعتها الإيمانية المذهلة, عندما سمعت أمي بأنني صرت أبناً بالتبني للشيخ النجار، جن جنونها، وعادت وفتحت بيتنا الذي كانت قد أغلقته لظروف قاهرة، وراحت تفتش عني في الشوارع والطرقات وهي تبكي وتنتحب، وكانت تقول: هذا ظلم، كيف يأخذون طفل صغير من أمه، وكيف يجعلونه مسلماً، وهو لا يعرف شيء بعد عن الأديان ؟
وحدث أن رأتني مصادفة وأنا أسير في الشارع وكان عمري آنذاك 16 سنة، فألقت بنفسها علي، وقبلت يدي وقدمي في الشارع، وتوسلت أمامي بدموع حارقة لكي أعود معها للبيت وقالت لي: سامحني يا أبني لأني تركتك فترة وأغلقت البيت في وجهك، لم أكن أعرف أن الثمن سيكون ضياعك مني، لكن أنا رجعت لك الآن وفتحت لك البيت، فتعال وعيش معايا، أرجع لأمك، أنظر لكسرة قلبي عليك، أنظر إلى عيوني التي عميت من كثرة البكاء على ضياعك، والتي ستموت بحسرتها عليك، أنا آسفة يا أبني عن كل ما حدث لك من (…) وأنس الماضي وتعال لي، أنا سأكون خدامه تحت رجليك, ثم سألتني قائلة: هي فين الأوراق اللي عملها لك الناس الأشرار دول ؟ ثم فتشت جيوبي فوجدت أوراق التبني ووثيقة أخرى تقول أنني مسلم, فأخذت كل هذه الأوراق التي بحوزتي, وهنا جن جنوني، وتصرفت معها بقسوة ووحشية لأن الشيطان كان قد تملكني وصرت في قبضته، ورغم من قلة أدبي معها، إلا أنها احتملتني، وقالت لي: أفعل أي شيء معي، اقتلني، لكن لا تسير في هذا الطريق المظلم، أنا خائفة عليك لتموت عندهم وأنت كافر؟
فقلت لها بكل صفاقة وقلة حياء: أنا لست كافر، بل أنا على دين الحق، لكن أنتي اللي كافرة, فقالت المسكينة: زي بعضه يا أبني، كافرة كافرة، لكنى أمك وأنت أبني، لازم ترجع لبيتك وتعيش معايا ومع أخواتك.
فقلت لها: أنت لست أمي, أنا أمي (…) زوجة الشيخ النجار, وعندما لم أجد فائدة من الحديث معها، هممت بأن أتركها، لكنها طوقتني بذراعيها وقالت لي: لن أتركك تهرب مني، أنا ما صدقت لقيتك, فدفعتها بعنف شيطاني وجريت منها، فظللت تجري خلفي رغم كبر سنها وضعف بصرها وكانت تصرخ ورائي وتقول: أرجع يا أبني، حرام عليك تقضي علي, وكانت تصرخ وتلطم خدها، وأخيراً سقطت على الأرض، وتجمع الناس من حولها وأشفقوا على حالها وأقاموها وتطوع أحدهم بإرجاعها لمنزلها, بينما اختفيت أنا وسط الزحام، ثم ذهبت إلى قسم شرطة شبرا لأشكوها للبوليس، وأطالبها برد أوراقي لي !!!
تخيلوا مدى ظلمي وشري وانحطاطي وسلوكي الإجرامي مع أمي وأنا مسلم, تخيلوا هذه الجريمة البشعة: أبن يشكو أمه في الشرطة ويطالب بالقبض عليها, وانظروا ماذا فعله بي الشيطان، وكم كنت مجرم وسفيه، كم كان قلبي متحجر، وكم كانت قسوتي، فلقد أعمى المسلمون قلبي وحجروا مشاعري منذ صغر سني ..
وقام أحد ضباط المباحث باستدعاء أمي من منزلها لقسم الشرطة، فجاءت أمي ووقفت أمام الضابط بكل شجاعة ولم تهاب الموقف, فقال لها الضابط: ابنك يا ست يتهمك بمحاولتك إرجاعه عن الإسلام، ويقول أنك أخذت منه بعض أوراقه التي تثبت هويته الإسلامية، وهو يطالبك الآن بإعادتها، وعدم التعرض له في الطريق, فقالت أمي للضابط بشجاعة مسيحية نادرة تذكرنا بأمهات زمان: أي إسلام ؟! وأي أوراق ؟, أن كل ما تم مع أبني من إجراءات هي باطلة، لأن أبني كان طفل صغير، ولا يزال حتى الآن صغير لأنه لم يبلغ سن الرشد بعد، حتى يقدر أن يقرر مصيره بنفسه، ثم أنا والدته والمسئولة عنه وولية أمره بعد وفاة والده، وأعرف تماماً ظروفه، ولماذا التجأ للغرباء، وأنا لم أكن موجودة معه في المنزل عندما حدثت له كل هذه المآسي، والله يجازي اللي كان السبب، وكل ما حدث لأبني من تجاوزات كان في غيابي، ولو كنت موجودة لكنت وفرت له الحماية وقطعت اليد التي امتدت عليه بالتعذيب والضرب والكي في جسده الصغير، ثم أنا قد تركت كل شيء من أجله وعدت لبيتي ثانياً، وقررت أن أتفرغ لرعايته، ولا يمكن يكون هناك قانون يمنع ولد عن أمه الأرملة والتي عاشت شبابها كله من أجل رعاية أولادها، ثم أن هذه الأوراق أنا مزقتها بيدي من غيظي ودوست عليها بقدمي من حرقة قلبي، ويمكنكم الآن أن تسجنوني، فأنا أعترف أنني أخذتها منه ومزقتها، لأنها أوراق باطلة، لأن هذا هو أبني الشرعي، لكن الشيخ النجار منه لله سرق مني أبني، وأستغل ظروفه الأسرية والنفسية استغلال سيئ, وحتى لو أبني في نظر الحكومة قد صار مسلم، فهو أيضاً سيبقى أبني، ولو صار كافر فهو أبني، ومهما تغيرون له أسمه وهويته الدينية، فهو أبني من لحمي ودمي، وسيظل أبني لآخر نفس من عمري، ثم أنت يا حضرة الضابط ألم يكن لك أم تحبك، وتخاف عليك ومستعدة أن تضحي بحياتها من أجلك؟ فكيف تستكثر علي أيها الضابط أن أمارس حقي كأم تحاول حماية أبنها واستعادته من طريق تراه أنه لم يختاره بمحض إرادته؟ بل الظروف القاسية هي التي فرضته عليه .
قالت هذا ثم انهارت باكية, ووضع المسيح رحمة في قلب الضابط المسلم، فتأثر بدموعها، وقام عن مقعده وأجلسها، وقال لها: أنتي فعلاً أم عظيمة، وأنا شخصياً أحمل لك كل احترام، وأقدر مشاعرك، لكن يا أمي أنا هنا أطبق القانون، والقانون يقول أن أبنك هذا أصبح مسلم، وهو ابن بالتبني للشيخ النجار، ويحذر عليك محاولة اعتراض طريقه أو إرجاعه عن الإسلام.
ثم وجه كلامه لي قائلاً: أما أنت فعليك أن تصالح أمك وتعتذر لها أمامي الآن، فالله كرم الأم، وهي ذو فضل كبير عليك والقرآن يقول لو أن أبيك وأمك طلبوا منك تشرك بالله فلا تطيعهما، لكن تصاحبهما في الدنيا بالمعروف والإحسان، ولا تقل لهما أف, وعيب عليك أن تدفعها بيدك، وعار عليك أن تتسبب في سقوطها في الشارع عندما كانت تجري خلفك، وجريمة في حقك أن تشكوها وتجرجرها لأقسام الشرطة !!!
لكني من شدة قسوة قلبي رفضت الاعتذار لها, وغادرت قسم الشرطة ناقماً عليها !! وقمت بعمل استخراج بدل فاقد للأوراق التي مزقتها,
سامحيني يا أمي، أنطقها بدموع وقلب منكسر وأتمني أن أراك الآن لأركع تحت أرجلك وأقبلهما، لكن أين أنتِ الآن يا أمي ؟
ولعل الأخوة القراء يعرفون الآن لماذا أقول لهم بشكل دائم أني خاطئ؟ فهذه هي جرائمي التي تطوق عنقي، اعترف بها وأتذكرها وكأنها حدثت بالأمس، لعلهم يعرفون على الجانب الآخر كيف أن الرب من فيض كرمه ومحبته غفر ذنوبي وقبلني إليه رغم كل خطاياي المميتة.
 

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,287
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
أعود لاستكمال موضوع رؤيا أمي في الدير, رفضت تصديق هذا الأمر الغريب، لأنه كيف يصدق عاقل أن كلب مثلي يمكن له أن يصبح مبشراً مسيحياً ذات يوم ؟ لذلك قلت لأبينا الراهب القديس: يا أبونا أنت باين عليك رجل طيب، وبتقول كده عشان ترفع من روحي المعنوية، لأنه كيف لي أن أصير مبشراً بالمسيحية وأنا مجرد جحش لا يفهم؟ ثم أن حياتي يا أبونا هي كلها خطايا وتجديف في حق الله، فكيف يتنازل ويجعلني من خدام أسمه؟ ثم أنا إنسان غبي وبطيء الفهم ولا أعرف شيء عن المسيحية بعد، فكيف أصير مُعلم مسيحي؟ لعل قداستك يعرف أنني لازلت أجاهد حتى الآن لأصير مسيحياً وتعترف بي الكنيسة ضمن أولادها وأتباعها، فكيف يمكن وأنا مجرد شخص تائب ومبتدئ في حياة الإيمان أن يختارني الرب لأكون مبشراً باسمه؟ وهل معقول يا أبونا أن الله يختار نفاية الناس ليجعلهم خدام لأسمه المبارك؟ ثم كيف يختارني المسيح لهذه المهمة بينما أنا نجس القلب وأقل من البهيمة في المعرفة؟
فقال أبونا القديس: شوف يا أبني، جيد جداً أن ترى نفسك هكذا، فهذا مؤشر حسن للنضج الروحي، بل هو من أول درجات القداسة الحقيقية أن يعترف الإنسان بخطاياه ونقائصه، ويشعر بعدم الاستحقاق، فالرب يا أبني يرفع المتواضعين ويقاوم المتكبرين، ثم لابد أن تعرف أن الله عنده كثير من العطايا الثمينة لأولاده، وهو اختار جهلاء العالم ليخزي بهم الحكماء، والمسيح يا صموئيل يستطيع كل شيء ولا يعسر عليه أمر، وهو سيعلمك وسيعدك لهذه الرسالة في الوقت الذي يراه مناسباً، وأنا لم أقول أنك ستصبح مبشر الآن، إنما بعدما يعدك الله بنفسه لهذه المهمة، وأنت الآن في مرحلة هذا الإعداد، ووقت فرزك للبشارة سوف يتحقق ذات يوم، لكن ليس الآن، وإن كان ليس ببعيد جداً، ولربما يكون بعد سنة، أو سنتين، وأما بالنسبة لضعفك فالرب قادر على أن يقويك ويسندك ويؤهلك لهذا العمل, ثق يا أبني أنك سوف تصبح مبشر معروف، وستتحدث مع الناس عن مراحم الرب في حياتك، وستكون لك رسالة كبيرة، وربما تتخطى حدود مصر لتصل إلى بلاد أخرى، وستدافع عن استقامة الإيمان بقوة وجراءة، وستعيش وترى بأم عينيك عمل الرب العجيب في حياتك.
كان أبونا الراهب القديس يتحدث بثقة عجيبة، ولكنى بصراحة لم أكن أتخيل أبداً إمكانية تحقيق مثل هذا الأمر، رغم أني كنت أشعر في قرارة نفسي بأن الله أحضر بي إلى هذا الدير وسمح ببقائي طوال هذه المدة لهدف بعيد المدى ضمن ترتيباته لإعدادي لخدمة أسمه، وأحياناً كنت أرى هذا الهدف يلوح أمامي في الأفق البعيد، ولكن بطريقة غير واضحة المعالم .
تذكرت ذلك وخاطبت نفسي قائلاً: هل حقاً يا أيها النجس الشفتين والقلب، أن السيد الرب سوف يجعلك مبشرا باسمه ذات يوماً، كما قال بذلك أبونا الراهب القديس ؟!
وهل حقاً أنك سوف تتألم من أجل اسمه المبارك؟ أنت الذي ترفهت على حساب مقاومتك لهذا الاسم؟ فهذا لو حدث، فلسوف تعد معجزة فريدة من نوعها، وسيكون شرف كبير لا تستحقه, وتذكرت أيامي الأخيرة في الجامع عندما كنت ألقى الدروس الدينية على المصلين، وكيف أنني خاطبت الله ذات مرة قائلاً له بتلقائية: يا سلام يا رب لو يأتي علي يوم وألقى فيه دروس دينية على المسيحيين في الكنيسة, بدلاً من إلقائي الدروس على المسلمون في الجامع! وبدلاً ما الناس تناديني بـ الشيخ محمد, تناديني بـ أبونا، أو المبشر!
 
أعلى