شجرة ألحياة أرضيا وسماويا والحياة الابدية في المسيح

إنضم
7 يونيو 2014
المشاركات
104
مستوى التفاعل
10
النقاط
18
tree-river.jpg


شجرة ألحياة أرضيا وسماويا والحياة الابدية في المسيح


 
إنضم
7 يونيو 2014
المشاركات
104
مستوى التفاعل
10
النقاط
18

شجرة الحياة في الفردوس الارضي

التكوين(2-8): وَغَرَسَ الرَّبُّ الإِلهُ جَنَّةً فِي عَدْنٍ شَرْقًا، وَوَضَعَ هُنَاكَ آدَمَ الَّذِي جَبَلَهُ. (9) وانبت الرب الاله من الارض كل شجرة شهية للنظر وجيدة للاكل، وشجرة الحياة في وسط الجنة، وشجرة معرفة الخير والشر

وأمر الله آدم وحواء بعدم الاكل من شجرة معرفة الخير والشر كيلا لا يموتا, ولكن أخطأ آدم وحواء وأكلا من الشجرة المحرمة, وعرفا الخير وألشر, وبعدها بدأ الله بتنفيذ خطة خلاص الجنس ألبشري, كما في

التكوين(3-21): وَصَنَعَ الرَّبُّ الإِلهُ لآدَمَ وَامْرَأَتِهِ أَقْمِصَةً مِنْ جِلْدٍ وَأَلْبَسَهُمَا. (22) وقال الرب الاله: "هوذا الانسان قد صار كواحد منا عارفا الخير والشر. والآن لعله يمد يده وياخذ من شجرة الحياة ايضا وياكل ويحيا الى الابد" ..... (24) فَطَرَدَ الإِنْسَانَ، وَأَقَامَ شَرْقِيَّ جَنَّةِ عَدْنٍ الْكَرُوبِيمَ، وَلَهِيبَ سَيْفٍ مُتَقَلِّبٍ لِحِرَاسَةِ طَرِيقِ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ

اي مُنِعَ الانسان من ألأكل من شحرة الحياة الابدية, لأنَّ آدم وحواء أصبحا نجسان بالخطيئة, ولم يسمح لاحد الاكل من شجرة الحياة, إلا لمن مُنِحَ سلطانا من الله على شجرة الحياة وبالطريقة التي رسمها الرب في ألعُلية, كما في

متى(26-19): فَفَعَلَ التَّلاَمِيذُ كَمَا أَمَرَهُمْ يَسُوعُ وَأَعَدُّوا الْفِصْحَ. .......... (26) وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ أَخَذَ يَسُوعُ الْخُبْزَ، وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى التَّلاَمِيذَ وَقَالَ:«خُذُوا كُلُوا. هذَا هُوَ جَسَدِي». (27) وَأَخَذَ الْكَأْسَ وَشَكَرَ وَأَعْطَاهُمْ قَائِلاً: " اشْرَبُوا مِنْهَا كُلُّكُمْ، (28) لأَنَّ هذَا هُوَ دَمِي الَّذِي لِلْعَهْدِ الْجَدِيدِ الَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا

وفي: مرقس(14-22): وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ، أَخَذَ يَسُوعُ خُبْزًا وَبَارَكَ وَكَسَّرَ، وَأَعْطَاهُمْ وَقَالَ:«خُذُوا كُلُوا، هذَا هُوَ جَسَدِي» (23) ثُمَّ أَخَذَ الْكَأْسَ وَشَكَرَ وَأَعْطَاهُمْ، فَشَرِبُوا مِنْهَا كُلُّهُمْ. (24) وَقَالَ لَهُمْ:«هذَا هُوَ دَمِي الَّذِي لِلْعَهْدِ الْجَدِيدِ، الَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ.

وفي: لوقا(22-19): وَأَخَذَ خُبْزًا وَشَكَرَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَاهُمْ قَائِلاً: " هذَا هُوَ جَسَدِي الَّذِي يُبْذَلُ عَنْكُمْ. اِصْنَعُوا هذَا لِذِكْرِي ". (20) كَذلِكَ الْكَأْسَ أَيْضًا بَعْدَ الْعَشَاءِ قَائِلاً: " هذِهِ الْكَأْسُ هِيَ الْعَهْدُ الْجَدِيدُ بِدَمِي الَّذِي يُسْفَكُ عَنْكُمْ "

يوحنا(19-34): لكن واحدا من العسكر طعن جنبه بحربة، وللوقت خرج دم وماء

*** فالمسيح في ألعُلية رسم شجرة الحياة بالخبز والخمر وقال "اِصْنَعُوا هذَا لِذِكْرِي" اي توزيع جسد الرب ودمه اللذان بذلهما الرب في فداء الصليب, وهذا ما بدأت كنيسة الرب بِفعلَهُ في القداديس, فهي توزع الخبز وكأس ألخمر(جسد الرب ودمه ألذان بُذِلا لخلاص ألبشر ألمؤمنين كما حصل في ألعُليّة تماما)

(اي إِنَّ كنيسة المسيح على الارض ليست سوى موسسة ارضية أسسها الربُ لتوزع ارضيا ثمار وأواراق شجرة الحياة لشفاء الامم) , ونهر ماء الحياة هو الماء والدم الذي سال من جنب المسيح الايمن عندما طُعن بالحربة وهو على الصليب, وهو النهر الصافي كالبلور الخارج من عرش الله والحمل, لينبع إلى حياة ابدية في كُلّ شارب لخمر دم المسيح, شاربُ عطشان مؤمن بفداء الرب وخلاصه, وورق الشجرة هو القربان المقدس (خبز جسد الرب ودمهِ - لشفاء الامم) الذي يتناوله المؤمن لمغفرة خطاياه وليكون المسيح فيه وهو في المسيح ولكي يُشارك المسيح في حياته الابدية التي فيه أي يتحِدَ به ويخلص

وهذا هو تماما ما قالهُ الربُ في
يوحنا(6-47): اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ (48) أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ. (51) أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الْحَيُّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ. إِنْ أَكَلَ أَحَدٌ مِنْ هذَا الْخُبْزِ يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ. وَالْخُبْزُ الَّذِي أَنَا أُعْطِي هُوَ جَسَدِي الَّذِي أَبْذِلُهُ مِنْ أَجْلِ حَيَاةِ الْعَالَمِ" .... (53) فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:" الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَأْكُلُوا جَسَدَ ابْنِ الإِنْسَانِ وَتَشْرَبُوا دَمَهُ، فَلَيْسَ لَكُمْ حَيَاةٌ فِيكُمْ. (54) مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي وَيَشْرَبُ دَمِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ، (55) لأَنَّ جَسَدِي مَأْكَلٌ حَقٌّ وَدَمِي مَشْرَبٌ حَقٌّ. (56) مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ. (57) كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ الْحَيُّ، وَأَنَا حَيٌّ بِالآبِ، فَمَنْ يَأْكُلْنِي فَهُوَ يَحْيَا بِي. (58) هذَا هُوَ الْخُبْزُ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ. لَيْسَ كَمَا أَكَلَ آبَاؤُكُمُ الْمَنَّ وَمَاتُوا. مَنْ يَأْكُلْ هذَا الْخُبْزَ فَإِنَّهُ يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ".

وهذهِ قالها الرب أيضا في
الرؤيا(2-7): من له اذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس. من يغلب فساعطيه ان ياكل من شجرة الحياة التي في وسط فردوس الله"

الرؤيا(22-12): هَا أَنَا آتِي سَرِيعًا وَأُجْرَتِي مَعِي لأُجَازِيَ كُلَّ وَاحِدٍ كَمَا يَكُونُ عَمَلُهُ. (13) أَنَا الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ، الأَوَّلُ وَالآخِرُ" (14) طوبى للذين يصنعون وصاياه لكي يكون سلطانهم على شجرة الحياة، ويدخلوا من الابواب الى المدينة،

وألآن شجرة الحياة السماوية: فيقول الرب في

رؤيا(22-1): وأراني نهْرًا صافيًا منْ ماء حياةٍ لامعًا كبلُّورٍ، خارجًا منْ عرْش الله وألحمل (2) في وسط سُوقها وعلى النّهْر منْ هُنا ومنْ هُناك، شجرةُ حياةٍ تصْنعُ اثْنتيْ عشْرة ثمرةً، وتُعْطي كُلّ شهْرٍ ثمرها، وورقُ الشّجرة لشفاء الأُمم. (3) ولا تكُونُ لعْنةٌ فيما بعْدُ. وعرْشُ الله وألحمل يكُونُ فيها ,(اي في اورشليم السماوية) وعبيدُهُ يخْدمُونهُ. (4) وهُمْ سينْظُرُون وجْههُ، واسْمُهُ على جباههمْ. (5) ولا يكُونُ هُناك ليْلٌ، ولا يحْتاجُون إلى سراجٍ أوْ نُور شمْسٍ، لأنّ الرّبّ الإله يُنيرُ عليْهمْ، وهُمْ سيمْلكُون إلى أبد الآبدين

فهل تستطيعون تصور هذا المنظر العجيب؟ شجرة يسير في جذعها نهر ماء الحياة, وهي قائمة على جانبيه؟ فالشجرة والنهر السائر فيها هو نهر ماء الحياة, أي الماء والدم الذي سال من جنب المسيح الايمن عندما طُعن بالحربة وهو على الصليب لخلاص المؤمنين بفدائه, وهو النهر الصافي كالبلور الخارج من عرش الله والحمل, لينبع إلى حياة ابدية في كُلّ شارب لخمر دم المسيح, شاربُ عطشان مؤمن بفداء الرب وخلاصه, وورق الشجرة هو القربان المقدس (خبز الرب وجسده - لشفاء الامم) الذي يتناوله المؤمن لمغفرة خطاياه وليكون المسيح فيه وهو في المسيح ولكي يُشارك المسيح في حياته الابدية أي يتحِدَ به
وعندما تنتهي البشرية من الوجود على الارض الحالية, يقول الرب في

رؤيا(21-1): ثُمّ رأيْتُ سماءً جديدةً وأرْضًا جديدةً، لأنّ السّماء الأُولى والأرْض الأُولى زالتا، والْبحْرُ لا يُوجدُ في ما بعْدُ. (2) وأنا يُوحنّا رأيْتُ الْمدينة الْمُقدّسة أُورُشليم الْجديدة نازلةً من السّماء منْ عنْد الله مُهيّأةً كعرُوسٍ مُزيّنةٍ لرجُلها. (3) وسمعْتُ صوْتًا عظيمًا من السّماء قائلاً:"هُوذا مسْكنُ الله مع النّاس، وهُو سيسْكُنُ معهُمْ، وهُمْ يكُونُون لهُ شعْبًا، واللهُ نفْسُهُ يكُونُ معهُمْ إلهًا لهُمْ. ....

(6) ثُمّ قال لي:"قدْ تمّ! أنا هُو الألفُ والْياءُ، الْبدايةُ والنّهايةُ. أنا أُعْطي الْعطْشان منْ ينْبُوع ماء الْحياة مجّانًا. (7) منْ يغْلبْ يرثْ كُلّ شيْءٍ، وأكُونُ لهُ إلهًا وهُو يكُونُ لي ابْنًا. (10) وذهب بي بالرُّوح إلى جبل عظيمٍ عال، وأراني الْمدينة الْعظيمة أُورُشليم الْمُقدّسة نازلةً من السّماء منْ عنْد الله، ..... (22) ولمْ أر فيها هيْكلاً، لأنّ الرّبّ الله الْقادر على كُلّ شيْءٍ، هُو وألحملُ هيْكلُها. (23) والْمدينةُ لا تحْتاجُ إلى الشّمْس ولا إلى الْقمر ليُضيئا فيها، لأنّ مجْد الله قدْ أنارها، وألحملُ سراجُها. ..... (27) ولنْ يدْخُلها شيْءٌ دنسٌ ولا ما يصْنعُ رجسًا وكذبًا، إلاّ الْمكْتُوبين في سفْر حياة ألحمل

وقد يتسأل أحدهم ويقول: ما هي صفة الذين كُتبت أسمائهُم في سجل الحياة الذي للحمل, وقد وضح الرب ذلك عندما قال: "من آمن وإعتمد خلص, ومن لم يؤمن يُدان" كما في مرقس(16-16)

فمن آمن بفداء الرب الكفاري وإعتمد لإسم الرب يسوع المسيح يخلُص, ومن لا يؤمن فسيُدان بموجب ناموس الضمير وسيهلك, لأنّ خطيئة واحدة فقط تكفي للإدانتة وهلاكه, ولن تنفع ملايين الأعمال الصالحة والصدقات التي يكون قد فعلها, وكلّ خطيئة يخسر لتغطيتها حياة ابدية واحدة, ونحنُ نعلم بأنّ البشر من بعد معصية آدم لا حياة ابدية فيهم, فالهلاك الابدي هو النتيجة الحتمية لاية خطيئة, ولا يوجد ميزان لوزن الخطايا ضد الأعمال الصالحة, أو ما يُسمى بميزان الحسنات ضد السيئات, فهذه هي كذبة إبليس الكبيرة لإقناع البشر بها لغرض الإيقاع بهم وهلاكهم, فلقد كان مثلُ آدم وطرده سباقا ودلالة كافية للبشر ليفهموا, فآدم لم يكُن لديه سوى معصية واحدة فقط, اي سيئة واحدة فقط, وهذه لم توزن بمثاقيل ضد حسناته وطاعته لله في الفردوس, بل كانت هذه الخطيئة الواحدة كافية لطرده من الجنة والنعيم, وكسبه الموت الابدي روحا وجسدا وهلاكه, وإلا لقال آدمُ للرب وتحاجج معهُ قائلا: يا ربُ لديّ مثلا عشرةُ حسنات او حسنتين في طاعتك وسيئة واحدة فقط, فبميزان الحسنات ضد السيئات يكون الميزان لصالحي, لذا أطلب أن تُبقيني في الجنة والنعيم! ولو صح وجود هكذا ميزان لكان آدم اليوم لا زال في الفردوس ولم يُطرد منهُ أبدا! ولكن الكُتب تُخبرُنا بأنّهُ طُرد ولم تنفعه ولم تذكر حسناتهُ, ولم يُخلصهُ سوى فداء الرب الكفاري على الصليب وفدائه.

وخلاصة الموضوع نقول

ألمسيح الرب هو شجرة الحياة الابدية سماويا وارضي فقد فدى ألمسيح كُل مؤمن من البشر لكي تُغفر خطاياه بدم الرب, وتوزع كنيسة الرب في القداديس جسد الرب ودمه على المؤمنين, ليكون للمؤمن سلطانا على شجرة الحياة فيثبت ألمؤمن في المسيح والمسيح فيه, فيحيا أبديا بمُشاركة الرب في حياته الابدية سماويا.

ولهذا منع الله آدم وحواء من الأكل من شجرة الحياة وهم داخل الفردوس الارضي بعد زلتهم, اي لكي لا ينالوا الخلود منفردين ومنفصلين عنهُ بطبيعتهم المتذبذبة بين الخير والشر, لكن الله أعطاهم حرية الإختيار لكي يتحملوا نتائج إختيارهم, فسمح اللهُ لمن إختار الخير فقط ونبذ الشر, وأمن بفداء الرب يسوع المسيح, أنْ ينال الخلود ليس مستقلا ومنفصلا عنهُ, بل أن يكون من ضمن ذاته, فوفر للمؤمن أن يأكُل من جسد الرب ويشرب دمهُ (ليشفى ويحيا من جديد), أي وفر للمؤمنين أن يأكلوا من ثمر شجرة الحياة ليحيوا إلى الابد متحدين بالرب يسوع, أي أن يكون الربُ فيهم وهم فيه, وبرسم ألعلية ايضا, أُعطيّ المؤمنين أن يشربوا من نهر ماء الحياة النابع من جنب السيد يسوع المسيح المصلوب, اي من نهر ماء الحياة النابع من عرش الله والحمل, اي من خمر دم الرب المصلوب, لكي ينبع فيهم إلى حياة أبدية, ويكونوا مُكملين بالوحدة الثلاثية الازلية كما طلب الابن من الآب, فهو قد أعطاهم نسمة منهُ عند خلقهم وأعطاهم جسدهُ ليأكلوه ودمهُ ليشربوه لينالوا الخلود به ويصبحوا شعبهُ المُختار السماوي ويقفوا امام عرشه الإلاهي السماوي إلى أبد الآبدين

وهكذا يبقى الله هو الإله الوحيد ووحده القدوس الممجد من البداية وإلى النهاية.

نوري كريم داؤد

20/11/2021​
 
أعلى