- إنضم
- 13 مارس 2022
- المشاركات
- 497
- مستوى التفاعل
- 417
- النقاط
- 63

اقرب صورة حقيقية لمواصفات القديس العظيم الانبا كاراس السائح
عيد نياحته 8 ابيب الموافق ل 15 يوليو
سيرة القديس العظيم الأنبا كاراس السائح من المخطوطات الأصلية
نقلا عن مخطوط من رفع موقع الكنوز القبطية يتناول سيرته ولكن الجزء الخاص بلقاء الانبا بموا مع القديس سمعان القلاع مفقود فنقلناه من مخطوط منسوخ بيد ابونا القمص فلتاؤس السرياني
بسم الآب والإبن والروح القدس اله واحد له المجد دائما ابديا
نبتدئ بعون الله وحسن توفيقه بنسخ سيرة وفضائل القديس الناسك العابد المجاهد الانبا كاراس الذي كان ساكن في طرف الدنيا بقرب الجحيم الذي اكمل سعيه الصالح في اليوم الثامن من ابيب الذي شهد به القديس انبا بموا قس كنيسة شيهات الذي كفن جسد القديسة ايلارية ابنة الملك زينون بسلام من الرب امين
أنا أعلمكم يا اخوة ما جرى في يوم من الأيام أنا أخوكم بموا دخلت الى كنيستي في شيهات (برية شيهيت) وكنت جالسا وحدي فسمعت من العلو يا بموا يا انبا بموا ثلاث مرات فقلت نعم يا رب فقال لي اسرع وادخل الى البرية الجوانية (الداخلية) وسلم على القديس السائح الانبا كاراس لأنه مكرم عندي أكثر من كل احد قم وامضي سريعا وسلامي يكون معك واني نهضت وخرجت من كنيستي ومشيت وحدي ونفسي فرحة وانا متهلل و كنت ارتل في الطريق وحدي وانا لا اعلم اين امضي فمشيت في اليوم الاول واليوم الثاني واليوم الثالث
ومن ثم وصلت الى مغارة وبابها مسدود بحجر فقرعت الباب وقلت بارك علي يا ابي القديس وللوقت جاوبني انسان قائلا لي حسنا قدومك الي اليوم يا بموا الذي كفن جسد القديسة ايلارية ابنة الملك زينون المحب للإله ادخل سلام الرب يكون معك واني دخلت فقام وقبلني وانا ايضا قبلته وجلسنا نتحدث بعظائم الله وانني قلت له يا ابي هل في هذا الجبل قديس اخر يشبهك فنظر في وجهي وتنهد ثم اجابني قائلا يا ابي القديس في البرية الداخلية قديس اخر الحق اقول لك ان العالم لا يستحق وطأة من اقدامه وقلت له ما هو اسمه قال كيرس (كاراس) اسمه
فقلت له يا ابي القديس ما اسمك وكم لك من سنة من حيث اتيت الى هذا المكان وسكنت هذه المغارة وبماذا تعيش فقال لي اسمي سمعان القلاع ولي اليوم في هذه البرية ستون سنة واتقوت في كل سبت بخبزة واحدة اجدها ملقية على الحجر الذي خارج هذه المغارة فتكفيني من السبت الى السبت
فتباركت منه ومشيت في البرية ثلاثة ايام اخر فوصلت الى مغارة اخرى وبابها مسدود بحجر فقرعت الباب ثلاثة ضربات كقانون الاخوة الرهبان وقلت بارك علي يا ابي القديس وانه اجابني بصوت مملوء بهجة قائلا حسنا اتيت الي اليوم يا قديس الله انبا بموا الذي استحق ان يكفن جسد القديسة ايلارية ابنة الملك زينون ادخل بسلام الرب يكون معك فعبرت اليه وقبلنا بعضنا بعضا وتباركت منه وجلسنا نتحدث بعظائم الله فقلت يا ابي القديس هل في هذه البرية قديس اخر يشبهك فتنهد تنهدا عظيما وضرب يديه على بعضهم بعضا وقال لي الويل لي يا ابي العظيم القديس اعرفك ان جوى مني (بعدي) قديسا عظيما العالم بأسره يا ابي لا يستحقه وبصلواته يُبطل الغضب الذي يأتي من السماء على الأرض فقلت له لعلك القديس الانبا كاراس فقال لي ومن هو انا حتى اكون انبا كاراس هذا الذي هو شريك ومصاحب الملائكة فقلت له وما هو اسمك انت يا ابي القديس فقال اسمي ابامون القلاع فقلت له كم سنة لك منذ ان سكنت في هذه البرية وكيف تعيش في هذا الموضع
فقال لي اخبرك ان لي منذ ان سكنت هذه البرية تسعة وتسعين سنة في هذا الموضع واعيش بنخلة تطرح اثنتي عشر عرجونا واكل منها اثنتي عشر شهرا ثم تباركت منه وقلت له صلي علي يا ابي القديس فقال لي الله يسهل لخطواتك ويرسل ملاكه يحفظك في جميع طرقك واني خرجت من المغارة الا قليلا فسمعت صوت عظيم وانني اغلقت عيناي ولم اعلم ماذا يكون وبعد ساعة فتحت عيناي فوجدت ذاتي على باب مغارة في صخرة في جبل وحجر عظيم على باب المغارة فقرعت وقلت بارك علي يا ابي القديس وللوقت تكلم معي قائلا حسنا قدومك الي اليوم يا انبا بموا قديس الله ويا من استحق ان يكفن جسد القديسة ايلارية ابنة الملك زينون ادخل بسلام الرب يكون معك وانني دخلت اليه وسلمت عليه واخذت بركته ونظرته انسان نعمة الله على وجهه وعيناه كمثل انسان اشهل ( عيناه سوداويتان ممزوجتان بزرقة) وهو مربوع (متوسط) القامة وشعر رأسه ولحيته أبيض مثل الثلج فلما جلست معه ضمني الى حضنه وقبلني وقال لي يا اخي اتيت الي اليوم واحضرت موتي معك لأن لي اليوم زمان طويل انتظرك فقلت له يا ابي القديس ما هو اسمك فقال لي اسمي ابا كاراس
فقلت له كم سنة لك في هذه البرية فقال لي يا ابي لي في هذه البرية سبعة وخمسون سنة وهذه المدة فنيتها وانا منتظرك الى هذا اليوم واني خائف منه فتعجبت جدا وبينما هو يتكلم معي بهذا واذا قد ادركته الحمى وهو في لحظات موته وكان يتقلق (يتحرك) هاهنا وهاهنا كمثل انسان ثمل من شدة الحمى الذي كانت عليه وتنهد وبكى وقال الذي كنت خائف منه عمري كله يأتي اليوم يا رب الهي اين اهرب من وجهك يا الهي الى اي مكان اهرب اليه ولما قال هذا مكث ذلك اليوم وتلك الليلة يقلق الى الصباح ولما اشرقت الشمس اشرق نورا عظيما على باب المغارة ودخل انسان منير و(حاملا) صليباً في يده اليمين وانه جلس عند رأس الأب الانبا كاراس ووضع صليبه على جبهته وقال له كلام كثير وانني قلقت جدا وفزعت من الخوف وبعد ذلك اعطاه السلام وصعد من باب المغارة فقلت للقديس من هو هذا يا سيدي الاب الذي هو بهذا المجد وهذا النور العظيم هكذا فقال لي يا بني هذا ربي يسوع المسيح ابن الله الحي يا بني لا تعجب فيما رأيته الان فهذه عادته معي كل يوم
فقلت يا ابي القديس اشتهي انا ايضا بركته ان يباركني بفاه الطاهر فقال لي الشيخ القديس الانبا كاراس انك ما تخرج من هذا المكان حتى يبارك عليك ويتكلم معك فما لفم ولما بلغنا الى الساعة التاسعة من يوم السبت سمعت اصوات عظيمة وصراخ صاعد الى علو السماء حتى ان الجبل والصخور تزلزلت من صراخهم واني قلت له يا ابي ما هذه الاصوات وهذا الصراخ العظيم الذي اسمعه وقد علا في الجبل والصخور تزلزلت وقلقت الجبال لأجلهم فقال يا اخي اما تعلم انت في اي موضع فقلت له لا يا ابي فقال لي هذا الموضع مغرب الشمس وهوذا الجحيم غريمك ان الاصوات والصراخ الذي تسمعها أصوات الذين في الجحيم لأن هذا هو يوم السبت وفي ليلة الأحد يصعد الخطاة من الجحيم ويعتقهم الله من العذاب وينيحهم من اتعابهم من الساعة التاسعة من نهار السبت الى مغيب الشمس يوم الأحد فمن اجل هذا هم يسبحون ويمجدون الله لأنه اراحهم في ليلة قيامته المقدسة
واني تعجبت جدا ومجدت الله على هذه المواهب التي انعم بها علي ولما بلغنا الى اليوم السابع من شهر ابيب رفع ابي القديس انبا كاراس عينه الى السماء ثم نظر وتنهد بعد هذا بحرقة قلب وضرب بيديه على بعضهم بعضا وقال لي بالحقيقة يا اخي ان عمود عظيم سقط اليوم في صعيد مصر فقلت له ما هو هذا العمود قال لي أبو (انبا) شنودة الأرشمندريت (أي رئيس المتوحدين) الذي بجبل ادريبه تنيح اليوم هذا الذي هو السابع من شهر ابيب وهوذا كل رهبان الصعيد قد اجتمعوا يبكون وينوحون ويحزنون واني لما سمعت هذا حفظت تاريخ ذلك اليوم حتي يظهر الحق لان الاب القديس الانبا كاراس قلق جدا من اجل المرفى (الفزع والخوف او المرض ربما) الذي هو فيه ولما بلغنا الثامن من شهر ابيب قلق بالأكثر وكان يقلق ويعرق من ثقل المرفى الذي كان عليه
ولما كان (هو) فيما وصفنا للوقت امتلأت المغارة نور ودخل اليها مخلص العالم وميخائيل وغبريال مشوا وهم يقدماه ثم امتلأت المغارة طيب كمثل رائحة شجرة الحياة وقال لنا السلام لكم يا قديسين وجلس عند رأس القديس الانبا كاراس وقبله بفاه من فمه وان الانبا كاراس لما كان في حاضر الموت امسك بيدي اليمين وقال للمخلص يا ربي والهي هذا وديعتي عندك بارك عليه لإنه اتى الي من كورة الى كورة بعيدة وان المخلص قال لي يا انبا بموا صفيي تقو وتعزى سلامي يكون معك وبركتي تحل عليك والذي رأيته يا حبيبي والذي تريد تراه والذي سمعته والذي تسمعه ايضا اكتبه ولما قال لي هذا التفت الى القديس الانبا كاراس وقال له يا حبيبي الانبا كاراس لا تحزن لأجل الموت ليس هذا موت لك بل حياة ابدية وانتقال من الكورة البالية الى الكورة الجديدة ومن المسكنة الى الغنى ومن العبودية الى الحرية
تأمل يا حبيبي الانبا كاراس انني احضرت اليك انبا بموا من كورة مصر الى مغرب الشمس لكي يشهد بسيرتك الكريمة لكي كل انسان يسمع سيرتك ويذكر اسمك على الأرض في المحبة (بمحبة) انا اجلسه في وليمة الالف سنة واحسبه مع جميع القديسين وكل انسان يقدم قربان أو خمرا او بخورا او زيت او شمع او محبة لا غير على اسمك الطاهر انا اعوضه اضعافهم في ملكوتي وكل من يشبع جوعان او يسقي عطشان او يكسي عريان باسمك انا اعوضه أضعافهم في ملكوتي ومن يكتب كتاب سيرتك المقدسة انا اخزق (امزق) كتاب خطاياه واكتب اسمه في سفر الحياة والذي يعمل مع المساكين رحمة يسيرة في عيدك المقدس الذي هو الثامن من ابيب اورثه ما لم تراه عين ولم تسمع به اذن ولم يخطر على قلب بشر واجعلهم يتقربون في بيعة الابكار واباركهم وبيوتهم ومنازلهم واربي اولادهم (ابناؤهم) ولا اجعلهم يعوزون شيئا من خيرات هذا العالم والذي يقرأ كتاب سيرتك انا اعطيه اجرته والان يا حبيبي انبا كاراس اريدك ان تسألني مسألة امنحها لك بقوة لاهوتي قبل انتقالك
فقال انبا كاراس يا ربي والهي ليأتي الي ما لحترته (ما اجدته او اشتهيته) وكانت اكثر تلاوتي في الليل والنهار من مزامير داود النبي فان كنت قد وجدت نعمة قدامك يا رب فاجعلني مستحقا ان انظر داود الملك المرتل وانا في الجسد قبل الوفاة وان المخلص امر ميخائيل رئيس الملائكة ان يحضر داود وقيثاراته يضرب بها وللوقت احضره وضرب بها قائلا هذا هو اليوم الذي صنعه الرب لنا فلنفرح ونسر فيه ثم جلس قدام مخلصنا فقال المخلص للقديس الانبا كاراس هوذا الملك داود اتى اليك واعلمه الذي تشتهيه حتى يسمع منك ثم قال له داود قل لي بماذا تريد ان ارتل لك به واي لحن وأي طغمة الاول او الثاني او الثالث الى العاشر اضرب لك به فقال له القديس انبا كاراس اشتهي ان اسمع العشرة اوتار في دفعة واحدة واللحن والطغمات معا وان داود المرتل حرك قيثاراته وضرب بها وصرخ قائلا كريم امام الرب موت اصفيائه يا رب انا عبدك وابن امتك وايضا كنت صبيا وشخت ولم انظر صديقا رفضه الرب وفيما داود النبي يتكلم مع حلاوة صلاته وتحريك قيثاراته واذا بنفس القديس قد خرجت من جسده في حضن المخلص وان المخلص اخذها بفرح عظيم وقبلها واعطاها الى ميخائيل الملاك وانا بموا انظر نفس ابي ثم نهضت وقبلت جسد القديس الانبا كاراس ثم درجته (كفنته او لففته) من مئزرة (ثوب) كانت لي بها ثم اشار الي المخلص بالخروج من المغارة ثم خرج هو والملائكة ترتل قدام نفس القديس الانبا كاراس وترك جسده في المغارة التي له وبعد ان خرجنا وضع السيد يده الإلهية على باب المغارة فسده وكأنه صار لم يكون باب قط ثم اعطاني السلام وصعد الى السماوات بمجد عظيم لا يوصف والملائكة ترتل قدامه ونفس القديس ابا كاراس والمخلص في حضرتهم فرحا بنفس القديس واصعدها الى ملكوته السمائي
وانا بموا بقيت في ذلك الموضع واقفا انظر اليهم حتى غابوا عن نظري وبعد هذا اغلقت عيناي وفتحتهم فوجدت نفسي واقف عند مغارة ابامون القلاع واقمت ثلاثة ايام امشي شرقا فوجدت نفسي بلغت الى مغارة سمعان القلاع ثم مشيت ثلاثة ايام اخر فوصلت الى ديري في شيهات ودخلت كنيستي وقبلت الاخوة من صغيرهم الى كبيرهم وقصصت عليهم سيرة القديس انبا كاراس جميعها وجميع ما كان مني في الطريق ونياحة القديس ابو شنودة الأرشمندريت الذي بجبل ادريبه لانه تنيح في السابع من شهر ابيب كما اعلمني ابي القديس انبا كاراس انه عمود كورة مصر وان الاخوة جميعهم حزانى من صغيرهم الى كبيرهم وبعد خمسة ايام وردت الينا رسالة من صعيد مصر وبلغت الى الدياره (الاديرة) في كل موضع يعرفهم ان القديس ابو شنودة تنيح في السابع من شهر ابيب وان جميع الاخوة النصارى في كل موضع حزانى جدا وجميع الكنائس والاديرة في كل مكان حزانى وانا تعجبت من الكلام الذي قاله لي ابي الانبا كاراس واني اعلمت به كل الناس فتعجبوا من كلامه الحق الصادق الذي لا ريب فيه وانا كتبت سيرته ووضعتها في الكنيسة وارسلتها الى جميع الكنائس والاديرة بكل مكان نصح وعزاء لجميع من يقرأ بها ويقرأ فيها ويصلح بمثال صالح بتذكار البار الكوكب العظيم والسراج المنير على جميع المسكونة القديس العظيم الانبا كاراس وبركة صلاته تكون (مع) الكاتب ويشفع له قدام السيد المسيح ان يخرق كتاب خطاياه ويكتب اسمه في سفر الحياة الرب يرحمنا (كلمة غير واضحة بنص المخطوط) صلواته اجمعين امين
تم وكملت سيرة القديس العظيم الانبا كاراس (تم انتهاء نص المخطوط).
سيرة القديس العظيم الأنبا كاراس السائح من مصدر اخر
سيرة حياة القديس العظيم الانبا كاراس السائح
معني الاسم :-
معني اسم كاراس : سيد أو سلطان وهو اسم فارسي أو عيلامي karas ينطق بالعربية: كاراس وينطق بالقبطية :Kapoc كاروس وينطق بالعبيرية : Koresh كورش وينطق باليونانيـــــة :ςΚυρο كيروس وينطق بالفارسية :Kursh كوروش وينطق بالانجليزية :Cyrus سيروس(أو كيروس) وينطق بالبابلية :Kurash كوراش
نشأة القديس انبا كاراس السائح:
ولد قديسنا العظيم الأنبا كارس السائح في النصف الاول من القرن الخامس الميلادي بمدينة روما وعاش حتي اوئل القرن السادس الميلادي ومن المعتقد انه عاش حولي 95 سنة منهم 57 سنة متجولا في البرية ويعتبر قديسنا الانبا كاراس السائح من مشاهير السواح كان الانبا كارس السائح شقيقا للملك المحب لله الملك ثيؤدسيوس وكان كلاهما بارين , يصنعان صدقات كثيرة ,عاشوا في العالم دون ان يعيش العالم في قلوبهم ,كان حبهما لرب المجد القدوس اقوي من حبهم للعالم بكل ما فيه وهذا ان دل يدل علي انهما نشاءا في عائله مباركة تقية خائفة الله ,ربياهما علي الفضيلة والصلوات والاعمال الصالحة,فنشاءا علي المبادئ المسيحية المثلي كان الملك ثيؤدسيوس متزوجا وله اولادا يعيش في مخافة الله حياة مقدسة رغم مكانته العالمية ومركزه الكبير كملك وكان قديسنا الانبا كاراس في ذلك الوقت يفكر في قول رب المجد القدوس (ان اردت ان تكون كاملا فاذهب و بع املاكك و اعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء و تعال اتبعني) (مت 21:19 )
ويقول في نفسه ان كلمات الرب القدوس صادقة وانه من غيرالممكن ان اصل الي هذا الكمال وانا مازلت احيا بين الناس في العالم) ان كان سؤالك حسب مشيئه الله ومرضاته ,فلا تكف عن السؤال حتي تناله) ق.باسيليوس الكبير وتروي بعض المصادر انه ذهب مع اخته الى مصر ليصلي لها القديس اباهور لأنها كانت مصابة بمرض مؤلم وقال لها القديس اباهور ان هذا المرض تأديبا لها من الرب لعدم رحمتها وقسوتها على عبيدها فندمت وتابت وصلى لها القديس اباهور فشفيت من مرضها ولربما يكون قد ترهبن قديسنا الانبا كاراس بعد هذه الحادثة او اختمرت في قلبه فكرة الرهبنة وربما يكون تتلمذ على يد القديس اباهور من بعذ لك الموقف
القس بموا ينطلق إلى البرية:
كان في برية شيهيت قس قديس يسمى بموا وهو الذي كفَّن جسد القديسة إيلارية، ابنة الملك زينون المحب لربنا يسوع المسيح (474-491م). اشتهى هذا الأب أن يرى أحدًا من عبيد المسيح السُواح، فساعده الرب حتى دخل البرية الداخلية فأبصر كثيرين من القديسين. وكان كل منهم يعَّرفه عن اسمه والسبب الذي أتى به إلى هنا، أما هو فكان يسأل كلاً منهم قائلاً: "هل يوجد من هو أكثر توغُّلاً في البرية منكَ؟" فيجيبه: "نعم".
رواية الانبا بموا عن الانبا كاراس السائح ( تدبير الله ليعرف الناس قصة حياة الانبا كاراس السائح ) :-
يقول لنا أنبا بموا اعلموا يا اخوتي بما جرى في يوم من الأيام كنت جالساً في الكنيسة . فسمعت صوتاً يقول لي ثلاث مرات يا بموا يا بموا يا بموا . وهنا لفت انتباهي أن هذا الصوت من السماء وغير مألوف لدى إذ يناديني أحدا باسمي كثيراً . فرفعت عيني إلى السماء وقلت تكلم يا رب فإن عبدك سامع . فقال لي الصوت : قم يا بموا وأسرع عاجلاً إلي البرية الجوانية حيث تلتق بالأنبا كاراس فتأخذ بركته . لأنه مكرم عندي جداً أكثر من كل أحد لأنه كثيراً ما تعب من أجلي وسلامي يكون معك فخرجت من الكنيسة وسرت في البرية وحدي في فرح عظيم وأنا لست أعلم الطريق في يقين ثابت أن الرب الذي أمرني سوف يرشدني . ومضي ثلاثة أيام وأنا أسير في الطريق وحدي .
1- مقابلة الانبا بموا للانبا سمعان القلاع السائح
وفي اليوم الرابع وصلت لإحدى المغارات . وكان الباب مغلقاً بحجر كبير . فتقدمت إلي الباب وطرقته كعادة الرهبان وقلت أغابي ( محبة ) بارك علي يا أبى القديس وللوقت سمعت صوتاً يقول لي جيد أن تكون هنا يا بموا كاهن كنيسة جبل شيهيت الذي استحق أن يكفن القديسة الطوباوية إيلارية إبنة الملك العظيم زينون . ثم فتح لي الباب ودخلت وقبلني وقبلته ثم جلسنا نتحدث بعظائم الله ومجده . فقلت له يا أبى القديس هل يوجد في هذا الجبل قديس أخر يشبهك . فتطلع إلي وجهي وأخذ يتنهد ثم قال لي يا أبي الحبيب يوجد في البرية الجوانيه قديس عظيم العالم لا يستحق وطأة واحدة من قدميه وهو الأنبا كاراس . وهنا وقفت ثم قلت له: إذاً يا أبي من أنت ؟ فقال لي: أنا اسمي سمعان القلاع وأنا لي اليوم ستون سنة لم أنظر في وجه إنسان و أتقوت في كل يوم سبت بخبزة واحدة أجدها موضوعة علي هذا الحجر الذي تراه خارج المغارة و هذه الخبزة بنعمة المسيح تكفيني الي السبت الذي يليه. وبعد أن تباركت منه .
2- مقابلة الانبا بموا للانبا بلامون ( ابامود ) القلاع السائح
سرت في البرية ثانيةً ثلاث أيام بين الصلاة والتسبيح حتى وصلت إلي مغارة أخري كان بابها مغلقاً فقرعت الباب وقلت : بارك علي يا أبي القديس. فأجابني: حسناً قدومك إلينا يا قديس الله أنبا بموا الذي استحق أن يكفن جسد القديسة إيلارية إبنة الملك زينون . أدخل بسلام فدخلت ثم جلسنا نتحدث وقلت له أني علمت أن في هذه البرية قديس أخر يشبهك . فإذا به يقف ويتنهد قائلاً لي: الويل لي أعرفك يا أبي أن داخل هذه البرية قديس عظيم صلواته تبطل الغضب الذي يأتي من السماء .هذا هو حقاً شريك للملائكة. فقلت له: وما هو اسمك يا أبي القديس ؟ فقال لي: اسمي أبامود القلاع ولي في البرية تسعة و تسعون سنة في مصدر اخر ذكر ( ان اسمه انبا بلامون و عاش في البرية تسعة و سبعين سنة و هذا هو الارجح ) وأعيش علي هذا النخيل الذي يطرح لي التمر وأشكر المسيح. وبعد أن باركني خرجت من عنده بفرح وسلام
3- مقابلة الانبا بموا للانبا كاراس السائح
وسرت قليلاً وإذا بي أجد أني لا أستطيع أن أنظر الطريق ولا أستطيع أن أسير وبعد مضي بعض الوقت فتحت عيني فوجدت نفسي أسير أمام مغارة في صخرة في جبل فتقدمت ناحية الباب وقرعته وقلت أغابي وللوقت تكلم معي صوت من الداخل قائلاً: حسناً أنك أتيت اليوم يا أنبا بموا قديس الله الذي أستحق أن يكفن جسد القديسة إيلارية ابنة الملك زينون.فدخلت المغارة وأخذت أنظر إليه لمدة طويلة لأنه كان ذا هيبة ووقار. فكان إنسان منير جداً ونعمة الله في وجهه وعيناه مضيئتان جداً وهو متوسط القامة وذو لحية طويلة لم يتبقى فيها إلا شعيرات سوداء قليلة ويرتدي جلباباً بسيطاً وهو نحيف الجسم وذو صوت خفيف وفي يده عكاز. ثم قال لي: لقد أتيت اليوم إلي وأحضرت معك الموت لأن لي زمان طويل في انتظارك أيها الحبيب ثم قلت له ما هو اسمك يا أبي القديس ؟ فقال لي اسمي كاراس. قلت له وكم من السنين لك في هذه البرية ؟ فقال منذ سبع وخمسين سنة لم أنظر وجه إنسان وكنت أنتظرك بكل فرح واشتياق. ثم مكثت عنده يوماً وفي نهاية اليوم مرض قديسنا الأنبا كاراس بحمي شديدة وكان يتنهد ويبكى ويقول الذي كنت أخاف منه عمري كله جئني فيارب إلي أين أهرب من وجهك كيف أختفي حقاً ما أرهب الساعة كرحمتك يا رب وليس كخطاياي . ولما أشرقت شمس اليوم الثاني كان الأنبا كاراس راقداً لا يستطيع الحراك وإذ بنور عظيم يفوق نورالشمس يضئ علي باب المغارة ثم دخل إنسان منير جداً يلبس ملابس بيضاء ناصعة كالشمس . وفي يده اليمني صليب مضئ وكنت في ذلك الحين جالساً عند قدمي القديس كاراس وقد تملكني الخوف والدهشة وأما هذاً الإنسان النوراني فقد تقدم نحو الأنبا كاراس ووضع الصليب علي وجهه ثم تكلم معه كلاماً كثيراً وأعطاه السلام وخرج. فتقدمت إلي أبينا القديس الأنبا كاراس لأستفسر عن هذاً الإنسان الذي له كل هذاً المجد فقال لي بكل ابتهاج هذاً هو السيد المسيح وهذه هي عادته معي كل يوم يأتي إلي ليباركني ويتحدث معي ثم ينصرف فقلت له يا أبي القديس إني أشتهي أن يباركني رب المجد
فقال لي أنك قبل أن تخرج من هذاً المكان سوف تري الرب يسوع في مجده ويباركك ويتكلم معك أيضاً .
4- نياحة الانبا كاراس السائح
وفي اليوم التالي أي الثامن من أبيب اشتد المرض علي أبينا القديس الأنبا كاراس وفي منتصف هذاً اليوم ظهر نور شديد يملأ المغارة ودخل إلينا مخلص العالم وأمامه رؤساء الملائكة ذو الستة أجنحة و أصوات التسابيح هنا وهناك مع رائحة بخور. وكنت جالساً عند قدمي الأنبا كاراس فتقدم السيد المسيح له المجد وجلس عند رأس القديس الأنبا كاراس الذي أمسك بيد مخلصنا اليمني وقال له من أجلي يا ربي وإلهي بارك عليه لأنه قد أتي من كوره بعيدة لأجل هذاً اليوم فنظر رب المجد إلي وقال سلامي يكون معك يا بموا الذي رأيته وسمعته تقوله وتكتبه لأجل الانتفاع به.
5- وعد رب المجد للانبا كاراس قبل نياحته
أما أنت يا حبيبي كاراس
فكل إنسان يعرف سيرتك ويذكر أسمك علي الأرض فيكون معه سلامي وأحسبه مع مجمع الشهداء والقديسين.
وكل إنسان يقدم خمراً أو قرباناً أو بخوراً أو زيتاً أو شمعاً تذكاراً لأسمك أنا أعوضه أضعافاً في ملكوت السموات
ومن يشبع جائعاً أو يسقي عطشاناً أو يكسى عرياناً أو يأوي غريباً باسمك أنا أعوضه أضعافاً في ملكوتي
ومن يكتب سيرتك المقدسة أكتب أسمه في سفر الحياة
ومن يعمل رحمة لتذكارك أعطيه ما لم تراه عين وما لم تسمع به أذن وما لم يخطر علي قلب بشر
والآن يا حبيبي كاراس أريدك أن تسألني طلبة أصنعها لك قبل انتقالك. فقال له الأنبا كاراس لقد كنت أتلو المزامير ليلاً ونهاراً وتمنيت أن أنظر داود النبي وأنا في الجسد. وفي لمح البصر جاء داود وهو يمسك بيده قيثارته وينشد مزموره ( هذاً هو اليوم الذي صنعه الرب فلنفرح ونبتهج به ). فقال الأنبا كاراس إنني أريد أن أسمع العشرة دفعه واحدة والألحان والنغمات معا فحرك داود قيثارته وقال كريم أمام الرب موت أحبائه وبينما داود يترنم بالمزامير وقيثارته وصوته الجميل وبينما القديس في ابتهاج عظيم إذ بنفس القديس تخرج من جسده المقدس إلي حضن مخلصنا الصالح الذي أخذها وأعطاها لميخائيل رئيس الملائكة ثم ذهبت أنا بموا وقبلت جسد القديس كاراس وكفنته فأشار لي الرب بالخروج من المغارة فخرجت ثم خرج هو مع الملائكة بتراتيل وتسابيح أمام نفس القديس وتركنا الجسد في المغارة ووضع رب المجد يده عليها فصارت وكأن ليس لها باب قط وصعد الكل إلي السماء بفرح. وبقيت أنا وحدي واقفاً في هذاً الموضع حتى غاب عني هذاً المنظر الجميل وعندما فتحت عيني وجدت نفسي أمام مغارة الأنبا أبامود ( بلامون ) القلاع فمكثت عنده ثلاثة أيام ثم تركته وذهبت إلي الأنبا سمعان القلاع ومكثت عنده ثلاثة أيام أخرى ثم تركته ورجعت إلي جبل شيهيت حيث كنيستي. وهناك قابلت الإخوه كلهم وقلت لهم سيرة القديس الطوباوي الأنبا كاراس السائح العظيم
بركة الأنبا كاراس السائح وجميع القديسين الذين ذكرت أسمائهم فلتكون معنا جميعاً
أمين
التعديل الأخير: