- إنضم
- 6 أكتوبر 2009
- المشاركات
- 16,056
- مستوى التفاعل
- 5,360
- النقاط
- 0
تابــــــع سلسلة كيف أتـــــوب - الجزء التاسع
التوبة ربيع الإنسان وتجديده المستمر
للرجوع للجزء الأول أضغط هنـــــــــا
ثانياً[FONT="]: أساس الدعـــــــــوة للتوبـــــــــة[/FONT]
للرجوع للجزء الأول أضغط هنـــــــــا
للرجوع للجزء الثاني أضغط هنـــــــــا
للرجوع للجزء الثالث أضغط هنـــــــــا
للرجوع للجزء الرابع أضغط هنـــــــــا
للرجوع للجزء الخامس أضغط هنـــــــــا
للرجوع للجزء السادس أضغط هنـــــــــا
للرجوع للجزء السابع أضغط هنـــــــــا
للرجوع للجزء الثامن أضغط هنـــــــــا
للرجوع للجزء الثالث أضغط هنـــــــــا
للرجوع للجزء الرابع أضغط هنـــــــــا
للرجوع للجزء الخامس أضغط هنـــــــــا
للرجوع للجزء السادس أضغط هنـــــــــا
للرجوع للجزء السابع أضغط هنـــــــــا
للرجوع للجزء الثامن أضغط هنـــــــــا
أن للتوبة أساس راسخ تقوم عليه وتُبنى وبدونه تستحيل على وجه الإطلاق، لأن الله لا يدعو الإنسان ليتوب بمجرد كلام، أو نداء ودعوة للأخلاق الحميدة، أو على أساس أنه يهرب من الدينونة، أو لأجل أن يكون في المجتمع إنسان سوي لينال مدحاً من أحد، أو لأن الله سيستفيد من بره شيئاً أو حتى من توبته، لأن الإنسان لا يقدر أن يضيف أو ينتقص من الله شيئاً قط، بل أساس التوبة والدعوة قائمة على الآتي:
عموماً منذ بداية السقوط نرى إشفاق الله على حبيبه الإنسان الذي خسر نفسه حينما طعنها بأوجاع الموت، لأنه خرج خارج وصية المحب ولم يعد يرى نفسه أنه حبيبه الخاص، فخسر التحرك نحوه وتسرب الفساد لنفسه حتى أنه أصبح غير قادر على رؤية وجه النور، فانحصر في الظلمة وشعر ببرودة الموت تجتاح كيانه الذي بدأ يميل نحو الفناء لأن النعمة رفعت عنه بقبوله الموت، ولكن شكراً لله الذي عدل محبته لم يسمح أن صورته تضيع أو تزول من حبيبه الإنسان، فأعطاه الوعد لخلاص نفسه ونجاته لا بإنسان ولا برئيس ملائكة بل بواسطة ذاته أي هو بنفسه وبذاته يصير مخلصه الصالح وذلك ليكون خلاصه مضموناً والله بنفسه يكون هو حياته...
عموماً حينما نرى كيف وصف الله محبته للإنسان، فأننا نجده أنه وضعها في رتبه أعلى وأقوى وأرفع من طبيعة الأمومة نفسها التي زرعها في صميم طبيعة المرأة: [ هل تنسى المرأة رضيعها فلا ترحم ابن بطنها ؟ حتى هؤلاء ينسين وأنا لا أنساك ] (إشعياء 49: 15)
فعدل محبة الله الفائقة يؤكد على أنه يستحيل على وجه الإطلاق أن ينسى حبيبه الإنسان، ومن هذه المحبة تنطلق الدعوة، دعوة شخصية لكل خاطي ميت معجون بشهوات مختلفة يعيش في فساد تحت سلطان الموت، مثل إنسان يحيا تحت الأرض في مجاري المخلفات ذات الرائحة النتنة المحملة بكل الميكروبات والجراثيم، ومن كثرة مدة طول حياته في وسطها وبكونه لم يتعرف على ضوء النهار ولا الجو النقي، فأنه يصبح غريب عنه ويظن أن حياته بهذه الطريقة طبيعية جداً، وكل ما هو فيه هو الحياة الإنسانية في كل بقاع العالم، ولكن حينما يرى شعاع الشمس يأتي من منفذ بعيد فأنه يتعجب ويندهش ويعلم أن هناك حياة أجمل واسمى مما يحياها لأنه محروماً منها زمان هذا مقداره وهو قابع (1) في مكانه راضي بحياته، وهكذا بالمثل تأتي دعوة الله وسط عتمة ظلمة الإنسان، بمحبة فائقة، لذلك يقول في هوشع وهو يصف محبته للبشر العُصاة ويكشف عن عمق شخصيته المُحبة قائلاً:
فالله أظهر محبته لنا – أنا وأنت عزيزي القارئ – ونحن في عمق خطايانا وآثامنا، فهو يُقدم محبته لنا بإصرار ونحن جانحون إلى الارتداد عنه، وفي عمق ظلمتنا يشع علينا بشعاع نوره الخاص ليكشف لنا عن الحياة الجديدة التي ليس فيها موت بل كلها فرح في الروح القدس، يجذبنا ويشدنا إليه دائماً غير منتظر منا عمل ولا شيء قط، سوى أن نلبي الدعوة ونأتي إليه كما نحن وهو من يغسلنا ويطهرنا ويُغيرنا ويجدد نفوسنا...
فلننصت يا إخوتي لصوت الروح ولا نقسي قلبنا بل نطيع من القلب دعوتنا المقدسة والمفرحة للقلب جداً حينما نصغي ونُطيعها؛ فما المانع لديك الآن يا من تخاف أن تقترب من الله أو تخشى من أن يرفضك من أجل كثرة آثامك وتقول [[ انا لا أنفع وغير قادر، أنا ضعيف لا أستطيع شيئاً بل ولا أستحق لأني مجرم وخاطي بل فاجر فجور لا يستطيع ان يدركه أحد أو يعرف مدى فظاعته الشديدة ]]، فيا أخي الحبيب أليس لنا رئيس كهنة قادر أن يترفق بضعفتنا (عبرانيين 4: 15)، وهو يتغاضى عن كل سيئاتنا ويرأف بنا، إذ كُتب عنه [ لا يُخاصم ولا يصيح ] (متى 12: 19)، لأنه [ وديع ومتواضع القلب ] (متى 11: 24) !!!
أم أنك لا تدرك أن كلما كنت تشعر أنك فاجر وفاجر جداً كلما كانت لك النعمة قوية وقوية جداً: [ حيث كثرت الخطية ازدادت النعمة جداً ] (رومية 5: 20)
أفأنت فاجر فعلاً وغير مستحق غير الموت وترى أنك فاسد فساد أشد من هم في القبور، إذاً فأن لك نعمة الله بكثافة أعظم وأكبر من أي شخص آخر، ولك مسيح القيامة الذي يُقيم الميت الذي أنتن، والآن:
_______________
(1) قابع: المستخبي تحت الغطاء، والمقصود هنا المستتر تحت الظلمة ظناً منه أن هذا هو الأمان وطبيعة حياته
[1] محبة الله الشديدة للإنسان
[2] طول أناة الله
[3] غفران الخطايا المجاني
[2] طول أناة الله
[3] غفران الخطايا المجاني
- + [1] محبة الله الشديدة، الثابتة والفائقة:
- [ لُحيظة تركتك وبمراحم عظيمة سأجمعك، بفيضان الغضب حجبت وجهي عنك لحظة وبإحسان أبدي أرحمك قال وليك الرب... فأن الجبال تزول والآكام تتزعزع أما إحساني (نعمتي) فلا يزول عنك وعهد سلامي لا يتزعزع قال راحمك الرب ] (إشعياء 54: 7 – 8 و 10)
عموماً منذ بداية السقوط نرى إشفاق الله على حبيبه الإنسان الذي خسر نفسه حينما طعنها بأوجاع الموت، لأنه خرج خارج وصية المحب ولم يعد يرى نفسه أنه حبيبه الخاص، فخسر التحرك نحوه وتسرب الفساد لنفسه حتى أنه أصبح غير قادر على رؤية وجه النور، فانحصر في الظلمة وشعر ببرودة الموت تجتاح كيانه الذي بدأ يميل نحو الفناء لأن النعمة رفعت عنه بقبوله الموت، ولكن شكراً لله الذي عدل محبته لم يسمح أن صورته تضيع أو تزول من حبيبه الإنسان، فأعطاه الوعد لخلاص نفسه ونجاته لا بإنسان ولا برئيس ملائكة بل بواسطة ذاته أي هو بنفسه وبذاته يصير مخلصه الصالح وذلك ليكون خلاصه مضموناً والله بنفسه يكون هو حياته...
عموماً حينما نرى كيف وصف الله محبته للإنسان، فأننا نجده أنه وضعها في رتبه أعلى وأقوى وأرفع من طبيعة الأمومة نفسها التي زرعها في صميم طبيعة المرأة: [ هل تنسى المرأة رضيعها فلا ترحم ابن بطنها ؟ حتى هؤلاء ينسين وأنا لا أنساك ] (إشعياء 49: 15)
فعدل محبة الله الفائقة يؤكد على أنه يستحيل على وجه الإطلاق أن ينسى حبيبه الإنسان، ومن هذه المحبة تنطلق الدعوة، دعوة شخصية لكل خاطي ميت معجون بشهوات مختلفة يعيش في فساد تحت سلطان الموت، مثل إنسان يحيا تحت الأرض في مجاري المخلفات ذات الرائحة النتنة المحملة بكل الميكروبات والجراثيم، ومن كثرة مدة طول حياته في وسطها وبكونه لم يتعرف على ضوء النهار ولا الجو النقي، فأنه يصبح غريب عنه ويظن أن حياته بهذه الطريقة طبيعية جداً، وكل ما هو فيه هو الحياة الإنسانية في كل بقاع العالم، ولكن حينما يرى شعاع الشمس يأتي من منفذ بعيد فأنه يتعجب ويندهش ويعلم أن هناك حياة أجمل واسمى مما يحياها لأنه محروماً منها زمان هذا مقداره وهو قابع (1) في مكانه راضي بحياته، وهكذا بالمثل تأتي دعوة الله وسط عتمة ظلمة الإنسان، بمحبة فائقة، لذلك يقول في هوشع وهو يصف محبته للبشر العُصاة ويكشف عن عمق شخصيته المُحبة قائلاً:
- [ كنت أجذبهم بحبال البشر، برُبط المحبة... وشعبي جانحون إلى الارتداد عني... قد انقلب عليَّ قلبي اضطرمت مراحمي جميعاً ] (هوشع 11: 4و 8)
ولو أردنا أن نستوعب معنى هذه الآية حسب قصد الله، علينا أن نركز فيما قاله الرسول: [ ونحن بعد خُطاة مات المسيح لأجلنا ] (رومية 5: 8)؛ [ الذي أحبني وأسلم نفسه (للموت) من أجلي ] (غلاطية 2: 20)
المعنى واضح بالطبع، أن الله لم ينتظر أن يتغير الإنسان حسب القول المغلوط، الدارج والشهير [ لما ابقى كويس اروح لله واصلي علشان ابقى مستحق أعيش معاه ]
فالله أظهر محبته لنا – أنا وأنت عزيزي القارئ – ونحن في عمق خطايانا وآثامنا، فهو يُقدم محبته لنا بإصرار ونحن جانحون إلى الارتداد عنه، وفي عمق ظلمتنا يشع علينا بشعاع نوره الخاص ليكشف لنا عن الحياة الجديدة التي ليس فيها موت بل كلها فرح في الروح القدس، يجذبنا ويشدنا إليه دائماً غير منتظر منا عمل ولا شيء قط، سوى أن نلبي الدعوة ونأتي إليه كما نحن وهو من يغسلنا ويطهرنا ويُغيرنا ويجدد نفوسنا...
- ويقول العلاَّمة ديونيسيوس الأريوباغي: [ أليس حقاً أن المسيح يتقرب، بود شديد، من الذين يحيدون عنه، ويحاول معهم متوسلاً إليهم أن لا يستهينوا بحبه، وإن لم يُظهروا إلا النفور والتصامم عن سماع مُناداته، ألا يظل هو نفسه محامياً وشفيعاً عنهم ]
فلننصت يا إخوتي لصوت الروح ولا نقسي قلبنا بل نطيع من القلب دعوتنا المقدسة والمفرحة للقلب جداً حينما نصغي ونُطيعها؛ فما المانع لديك الآن يا من تخاف أن تقترب من الله أو تخشى من أن يرفضك من أجل كثرة آثامك وتقول [[ انا لا أنفع وغير قادر، أنا ضعيف لا أستطيع شيئاً بل ولا أستحق لأني مجرم وخاطي بل فاجر فجور لا يستطيع ان يدركه أحد أو يعرف مدى فظاعته الشديدة ]]، فيا أخي الحبيب أليس لنا رئيس كهنة قادر أن يترفق بضعفتنا (عبرانيين 4: 15)، وهو يتغاضى عن كل سيئاتنا ويرأف بنا، إذ كُتب عنه [ لا يُخاصم ولا يصيح ] (متى 12: 19)، لأنه [ وديع ومتواضع القلب ] (متى 11: 24) !!!
أم أنك لا تدرك أن كلما كنت تشعر أنك فاجر وفاجر جداً كلما كانت لك النعمة قوية وقوية جداً: [ حيث كثرت الخطية ازدادت النعمة جداً ] (رومية 5: 20)
أفأنت فاجر فعلاً وغير مستحق غير الموت وترى أنك فاسد فساد أشد من هم في القبور، إذاً فأن لك نعمة الله بكثافة أعظم وأكبر من أي شخص آخر، ولك مسيح القيامة الذي يُقيم الميت الذي أنتن، والآن:
- أفلا تدري أن التهذيب للجهال، لا أن يُعاقبوا ويطردوا خارجاً
- أفلا تدري أن الأعمى يُأخذ بيده للسير في الطريق السوي، لا أن يُلكز أو يُلكم
- أفلا تدري أن المريض له الطبيب الذي يعالجه، ويستحيل أن يرفضه لأن هذا عمله
- فأن كنت جاهل فالرب حكمتك وسرّ معرفتك
- وأن كنت أعمى فالرب نورك الذي يفتح عين الأعمى لتستنير بنوره الخاص
- وأن كنت مريضاً فهو طبيبك الخاص الصالح الذي يشفي كل من تسلط عليه إبليس
- وأن كنت فقير في الروح فهو يجول يصنع خيراً يُشبع الجياع خيرات أبدية لا تزول
- أنت كنت ميت مرذول فأن الرب قيامتك وفرح حياتك الجديدة
- · فما هي حجتك الآن أمام محبة الله المقدمة لك !!!
_______________
(1) قابع: المستخبي تحت الغطاء، والمقصود هنا المستتر تحت الظلمة ظناً منه أن هذا هو الأمان وطبيعة حياته
_____________________________
في الجزء القادم سوف نتحدث عن
تابع الأساس التي تقوم عليه دعوة التوبة
[2] طول أناة الله ولطفه
في الجزء القادم سوف نتحدث عن
تابع الأساس التي تقوم عليه دعوة التوبة
[2] طول أناة الله ولطفه
التعديل الأخير: