الموضوع هااااااااااااااااايل جدا و يستحق كل التقدير و بيوضح حقائق كتير أوى لكل الناس شكرا على تعب محبتك و الرب يمنحك سلامة و يباركك أستمر فى هذه السلسلة الرائعة
كان أبوه بدويا مسلما متزوجا من امرأة مسيحية من أهل دميرة القبلية بمصر. رزق منها بثلاثة بنين، أحدهم هذا القديس فسموه "مزاحم." وكان يتردد مع والدته على الكنيسة منذ حداثته. فرأى أولاد المسيحيين يلبسون ملابس بيضاء في أيام تناولهم من الأسرار المقدسة. فاشتاق أن تلبسه أمه مثلهم، وتسمح له أن يأكل مما يأكلونه في الهيكل. فعرفته أن هذا لا يمكن إلا إذا تعمد أولا. وأعطته لقمة بركة من القربان الذي يوزعونه على الشعب. فصارت في فمه مثل العسل. فقال في نفسه: "إذا كان طعم القربان الذي لم يقدس بالصلاة حلوا بهذا المقدار، فكيف يكون طعم القربان المقدس؟" وأخذ شوقه يزداد إلى الإيمان بالمسيح منذ ذلك الحين.
لما كبر تزوج امرأة مسيحية وأعلمها أنه يريد أن يصير مسيحيا. فأشارت عليه أن يعتمد. فمضى إلى برما، ولما اشتهر أمره أتى إلى دمياط واعتمد وتسمى بجرجس. وعرفه المسلمون فقبضوا عليه وعذبوه، فتخلص منهم وذهب إلى مدينة صفط أبي تراب حيث أقام بها ثلاث سنوات. ولما عرف أمره، ذهب إلى مدينة قطور ولبث بها يخدم كنيسة القديس مار جرجس، ثم عاد ألى دميرة.
وسمع به المسلمون فأسلموه للوالي. فأودعه السجن. فاجتمع المسلمون وكسروا باب السجن، وضربوه فشجوا رأسه وتركوه بين الحياة والموت. ولما أتى بعض المؤمنين المسيحيين في الغد ليدفنوه ظنا أنه مات، وجدوه حيا. وعقد المسلمون مجلسا وهددوه، فلم يرجع عن الإيمان المسيحي. فعلقوه على صارية مركب. لكن القاضي أنزله وأودعه السجن.
وكانت زوجته تصبره وتعزيه، وتعلمه أن يعتقد بأن الذي حل به من العذاب إنما هو من أجل خطاياه. لئلا يغريه الشيطان فيفتخر بأنه صار مثل الشهداء. وظهر له ملاك الرب فعزاه وقواه وأنبأه بأنه سينال إكليل الشهادة في اليوم التالي. وفي الصباح، اجتمع المسلمون عند الوالي وطلبوا منه قطع رأسه، فأسلمه لهم. فأخذوه وقطعوا رأسه عند كنيسة الملاك ميخائيل بدميرة في 13 يونيه سنة 959م ثم طرحوه في نار متقدة لمدة يوم وليلة. فلم يحترق جسده. فوضعوه في برميل وطرحوه في النهر. وبتدبير الله، رسا البرميل على جزيرة بها امرأة مسيحية مؤمنة، فأخذته وكفنته وخبأته في منزلها إلى أن بنوا له كنيسة ووضعوه فيها
كان هذه الشهيد كاتبا بالديوان بثغر دمياط بمصر في عصر محمد علي باشا والي مصر. حدث شغب من الرعاع وأمسكوه واتهموه زورا أنه سب الدين الإسلامي. شهد ضده زورا أمام القاضي الشرعي بربري وحمّار. فحكم عليه بترك دينه أو القتل. ثم جلده وأرسله إلى محافظ الثغر. بعد أن فحص قضيته حكم عليه بمثل ما حكم به القاضي. تمسك سيدهم بمسيحيته واستهان بالموت. فجلدوه وجروه على وجهه من فوق سلم قصر المحافظ إلى أسفله. ثم طاف به العسكر بعد أن أركبوه جاموسة بالمقلوب في شوارع المدينة. وشرع الرعاع يهزؤون به ويعذبونه بآلات مختلفة إلى أن كاد يسلم الروح. فأتوا به إلى منزله وتركوه على بابه ومضوا. فخرج أهله وأخذوه. وبعد خمسة أيام انتقل إلى السماء في 25 مارس سنة 1844م.
اجتمع المسيحيون على اختلاف مذاهبهم واحتفلوا بجنازته احتفالا لم يسبق له مثيل. فتقلدوا أسلحتهم، ولبس الكهنة وعلى رأسهم القمص يوسف ميخائيل رئيس الأقباط بدمياط ملابسهم الرسمية واشترك معهم كهنة الطوائف المسيحية الأخرى وساروا بجثمانه في شوارع المدينة وأمامه الشمامسة يحملون أعلام الصليب. ثم أتوا بجثمانه إلى الكنيسة حيث أتموا مراسم الجنازة. وصار الناس يستنكرون وحشية هذا الحادث الأليم، ويشيدون بصبر الشهيد سيدهم وتحمله ألوان العذاب بجلد وسكون.
اهتم والي مصر بالأمر، وأرسل مندوبين لفحص القضية. فأعادوا التحقيق وتبين الظلم والجور الذي حل بالشهيد واتضح إدانة القاضي والمحافظ. فنزعوا عنهما علامات الكرامة ونفوهما بعد تجريدهما. وطلبوا، لتهدئة الخواطر، السماح برفع الصليب جهارا في الجنازات المسيحية. فأذن لهم بذلك في ثغر دمياط، إلى أن تعمم في سائر مدن مصر في عهد البطريرك كيرلس الرابع.