سلسلة سير الأباء السواح (متجدد)

sunny man

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
8 يونيو 2007
المشاركات
4,039
مستوى التفاعل
24
النقاط
0
الإقامة
قلب يسوع
مقدمة

السواح في الكنيسة يمثلون طغمة رهبانية هي من أعمق درجات الرهبنة زهداً و لكنها مع ذلك أقلها شهرة لأن هؤلاء الملائكة ـ السواح ـ كما زهدوا كل شئ زهدوا الشهرة أيضاً
كان الواحد منهم يعيش خمسون أو ستون عاماً أو يزيد لا يرى وجه إنسان عاشوا تائهين في البراري و القفار لا يعرف أحد أين هم و بما لا يعرفون هم أيضاً أين يوجدون
و كما نقرأ في سيرهم أنهم رهبان تدرجوا في الوحدة حتى سكنوا في البرية الجوانية في أماكن لا يعرفها أحد و لا يسكنها بشر! بحيث مرت عليهم السنوات و لم يروا فيها وجه إنسان و ربما انتقل بعضهم من عالمنا دون أن نعرفهم
و لم يكن لكل السواح عشرات السنوات في السياحة فبعض منهم مدته في السياحة كانت قليلة جداً مثل أنبا غاليون السائح و أنبا ميصائيل السائح اللذين قضيا سنوات قليلة تعد علي أصابع اليد و لكن الله شاء أن يرسل بعض الآباء القديسين إلي هؤلاء السواح في موعد وفاتهم لكي يدفنوهم و يعرفوا سيرتهم و يسجلوها لنا
هؤلاء الآباء الذين كتبوا سير السواح لم يكونوا سواحاً علي الرغم من أنهم ساحوا في الجبال إلي أن قابلوا السواح و لم يحيوا حياتها و إن كانوا قد اشتهوها
و تعددت مواهب هؤلاء السواح و كانت لهم قدرات روحية و جسدية فائقة من حيث الجوع و العطش و احتمال الآلام و كذلك الاختطاف بالروح من مكان إلي أخر
و يذكر بستان الرهبان أن مجموعات منهم كانت تختطف بقوة إلهية و يجتمعون ليلاً في إحدى الكنائس النائية و يقيمون خدمة القداس الإلهي و يتركون أواني المذبح و ملابس الخدمة بشكل يدل علي استعمالهم إياها بل قد كشف الرب لبعض الآباء القديسين الآخرين فرأوا بعضهم يحضرون القداسات بطريقة سرية ثم يختفون فجأة قبل نهاية القداس


الآباء السواح

للقمص سمعان السرياني

إن الأنبا ببنودة بعد أن تقابل مع الأنبا نفر السائح، وكفن جسده، التقى بآباء سواح آخرين فقال:


بعدأن كفنت جسد القديس أبا نفر السائح مشيت أيضاً أربعة أيام بلياليها بعدذلكرأيت مغارة أخرى على الجبل، قرعت الباب فلم يرد أحد، فلما جلست عندها حواليساعةفكرت في قلبي وقلت لعل الذي كان في هذه المغارة قد تنيح..فلما فكرت في هذا إذبالقديسصاحب المغارة قد أقبل، وهو حسن المنظر ذو لحية طويلة ويلبس ثوباً من ليفالنخل،فلما أبصرني قال لي أنت الأخ ببنودة الذي وارى جسد القديس أبا نفر السائح..أماأنا فخررت للأرض أمامه.. قأقامني وقال لي قم يا أخي الحبيب لأن الرب أعلمني انكستأتيإلي في هذا اليوم وكنت منتظراً رؤياك ولي اليوم ستون سنة لم أرى فيها وجهانسانههنا، إلا الآباء السكان معي في هذا الجبل. وبينما أتكلم معه إذ بثلاثة أباءقدأتوا إلي وقالوا لي أيضاً أنت الأخ ببنودة صاحبنا في العمل، لأن الرب أعلمنا انكستأتيإلينا في هذا اليوم، ولنا ستون عاماً لم ننظر فيها إنساناً ههنا سواك أنت..وبعدتمام كلامهم رأيت خمسة خبزات ناضجة، وكأنها خرجت للوقت من التنور فصلينا، ثمجلسنانأكل معاً.. وقالوا لي أننا طيلة هذه السنوات تأتي إلينا أربع خبزات فقط منعندالرب كل يوم ، والآن لما جئت إلينا أحضر الرب نصيبك أيضاً.. ولما فرغنا منالطعامأقمنا الليلة كلها في الصلاة إلى باكر وكانت ليلة يوم الأحد.. ثم سألتهم لكيأمكثمعهم حتى نهاية عمري فأجابوا أن هذا الأمر ليس معداً لك من قبل الرب، ولتمضإلىأرض مصر وتتكلم بما نظرته عيناك فيكون ربحاً للسامعين.. وسألتهم أن يعرفونيأسمائهمفلم يريدوا ذلك ، بل قالوا لي أن الذي يسمى كل واحد بأسمه هو الذي يعرفاسماءنافاذكرنا يا أخانا إلى أن ننظرك في ملكوت السموات، ولا تدع العالم يغلبكلانهقد أضل كثيرين ، ولما فرغوا من كلامهم هذا باركوا علي، وأعلموني عما حدث معيفيالطريق وما سيحدث لي، وفارقتهم بسلام.

ثم أقمت ماشياً عدة أيام فرأيت ينبوع ماء وشجراً ونخلاً كثيراً جلست عنده لأستريح، وكنت أتأمل تلك الأشجار وأتعجب من ثمارها متفكراً ترى من زرع هذه الأشجار ههنا؟ وكانت ذو أنواع كثيرة، وثمارها حلوة كالشهد.. وفي وسطها شجرة تفوح طيباً كالمسك ، وينبوع الماء يفيض فيروي الجميع.. فقلت بالحقيقة أنه فردوس الله.. وبينما أنا جالس إذ بأربعة رجال صغار أقبلوا من بعيد بمنظر حسن ويلبسون جلوداً.. فاقتربوا مني وقالوا أنت الأخ ببنوده، وللوقت خررت ساجداً فأقاموني وسلموا علي وصلينا جميعاً ثم جلسنا نتحدث معاً بعظائم الله... لقد فرح قلبي بهم ، وقبلوني بفرح عظيم ثم سألتهم متى أتيتم إلى ههنا، وكيف، ومن أرشدكم إلى هذا المكان؟...
فقالوا نحن من مدينة البهنسا وكنا عند معلم واحد، فلما أكملنا تعليمنا قلنا نحن الأربعة معاً لأنه كما تعلمنا حكمة هذا العالم الفاني يجب علينا أن نتعلم حكمة العالم الباق، وكنا كل يوم نفكر في هذا الفكر الصالح الذي يعمل في الإنسان الجواني.. فقمنا جميعاً ولأتينا إلى البرية، وكان معنا قليلاً من الخبز والماء، .. وبعد أيام أبصرنا إنساناً منيراً جداً قائماً أمامنا فأخذ بأيدينا، وأتى بنا إلى هذا المكان الذي نحن به منذ سنين كثيرة... ولما جئنا إلى هنا وجدنا رجلاً قديساً عظيماً قد سلمنا الملاك إليه فأقمنا لديه سنة كاملة علمنا خلالها عبادة الله واتمام وصاياه.. وعند كمال السنة تنيح ذلك الشيخ الطوباوي فحضرنا بمفردنا في هذا المكان ولا نأكل سوى ثمار هذه الأشجار، وفي نهاية كل أسبوع نجتمع معاً ونصل معاً.. ثم قال الأنبا ببنودة لقد أقمت عندهم إلى اليوم السابع، وعندما سألتهم عن أسمائهم قال الأول اسمي يوحنا والثاني اندراوس أم الاثينين الآخرين فلم يخبراني عن اسمهما، ثم ودعوني وساروا معي نحو ستة أميال، وفارقوني بعد أن أخذت بركتهم ، ومضيت متوجع القلب لأجل فراقهم... وأقمت سائراً عدة أيام إلى أن وصلت إلى الدير فأخبرت الأخوة محبي الإله بسيرة أبا نفر السائح والآباء السواح الذين تقابلت معهم ... بركة صلواتهم تكون معنا جميعاً.
ولإلهنا ينبغي المجد والاكرام والسجود إلى دهر الداهرين آمين
 
التعديل الأخير:

sunny man

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
8 يونيو 2007
المشاركات
4,039
مستوى التفاعل
24
النقاط
0
الإقامة
قلب يسوع
رد على: سلسلة سير الأباء السواح (متجدد)

ميصائيل السائح


لقاء مع الأنبا اسحق بينما كان الأنبا اسحق رئيس دير القلمون جالسًا في ديره تقدم إليه شاب فرسم على وجهه علامة الصليب كعادة الرهبان وسمح له بالدنو منه، فاقترب وضرب المطانية أمامه وقال له: "يا أبانا الأنبا اسحق اقبل مسكنتي من أجل السيد المسيح وساعدني على خلاص نفسي واحسبني من جملة أولادك". فتعجب منه الرئيس لكونه دعاه باسمه وسأله: "من أعلمك باسمي؟" فأجابه الشاب: "النعمة الحالة عليك هي التي أعلمتني". فقال له الرئيس: "اجلس. الله القدوس يجعلك له هيكلاً مقدسًا. والآن أخبرني بأمرك". أجابه الشاب: "إنني أدعى ميصائيل،وكان أبي محبًا للعالم، مشتغلاً به عن عبادة الله، وكان حزينًا لعدم وجود ولد له.وفى أحد الأيام استضاف شيخًا راهبًا قديسًا وشكا له حزنه لعدم وجود ولد له يرث غناه، فقال له الشيخ أصلح طريقك مع الله المحب للبشر وهو يرزقك ولدًا مباركًا. فقال له: وكيف ذلك؟ فقال له الشيخ: عِش عيشة الكمال واسلك بحسب وصايا الكنيسة المفروضة على المؤمنين وواظب على الصلاة الليلية والنهارية، ولا تنقطع عن الكنيسة المقدسة،وليكن لك كاهن تستشيره في كل أمورك. فإذا فعلت هذا أنت وزوجتك بلغتما المقصود. ففعل والديَّ جميع ما أوصاهما به الشيخ الراهب، فتم كلامه وحملت بي والدتي كما حدثتني بذلك. ولما بلغت السادسة من عمري مات أبواي فاهتم الأب الأسقف بأمر تربيتي وتعليمي وأموالي ولما أطلعت على الكتب المقدسة اشتقت إلى الرهبنة وجئت إلى هنا. رهبنته سُرَّ الرئيس من كلام الشاب ميصائيل وسلمه لأحد الشيوخ، فتعلم منه كيف يكون الجهاد والنسك. وبعد ذلك ألبسوه لباس الرهبنة وإسكيمها المقدس، ومن ذلك الوقت انفرد للعبادة والنسك الكثير. وفى أحد الأيام حضر إليه أحد الاخوة فوجده واقفًا يصلي،ولما طرق باب قلايته فتح له وصليا معًا ثم تباركا من بعضهما البعض وجلسا يتحدثان في الكيفية التي بها يمكن التغلب على العدو الشرير. فقال له القديس ميصائيل: "إن الشيطان يهرب من الصلاة إذا كانت من قلب حار". وبعد الفراغ من أحاديثهما الروحانية سبحا الله وخرج الأخ من عنده، وبعد حين عاد إليه فوجده واقفا يصلي قائلاً: "اللهم خلصني وانظر إلى ذلي واغسلني من إثمي، فإن أبى وأمي قد تركاني والرب قبلني". فلمارآه الأخ وقد صار جسده كالجريدة المحروقة، بكى وقال له: "لقد صار جسمك كالمحترق"،فقال له القديس: "أشكر إلهي الذي وهبني نور عينيَّ وسمع أذنيَّ لأطالع الكتب المقدسة وأسمع الوعظ الإلهي، كما وهبني أيضًا قوة للوقوف في الصلاة". سياحته لما سمع رئيس الدير بنسكيات القديس ميصائيل أتاه في أحد الأيام ليفتقده، فقال له ميصائيل: "اعلم يا أبي القديس أنه بعد ثلاثة أيام يأتيك أناس متشبهون بالجنود ويطلبونني منك، فلا تمنعني عنهم ولا تخف ولا تحزن، فإنها إرادة الله. واعلم أيضًا أنه في العام الآتي سيكون غلاء، ولكنى سآتي إليك في ذلك الحين". فلما سمع الرئيس كلام هذا القديس اشترى الكثير من القمح وغيره من الحبوب، وبعد قليل أتى القوم المتشبهون بالجنود وأخذوا القديس ميصائيل ومضوا، ثم نزل الغلاء وندر وجود القمح كماأنبأ القديس بذلك، فجاء الوالي برجاله لأخذ ما يجده في الدير من الحبوب، فظهر له جنود منعته عن ذلك ورجع خائبًا فرحب الرئيس بهؤلاء الجنود وشكرهم ثم قدم لهم طعامًا ليأكلوا. فقالوا له نحن لا نحتاج إلى شئ مثل هذا، ثم برز من بينهم واحد وأمسك بيد الرئيس وانفرد به، وقال له: "أنا ولدك ميصائيل، وهؤلاء القوم المتشبهون بالجنود هم سواح وهم الذين أتوا إلى هنا في العام الماضي وأخذوني معهم، والآن أسألك أن تمضى إلى الأنبا أثناسيوس أسقف بلدي التي تربيت فيها وأعلمه بخبري واطلب منه مال أبي،وابنِ لي به كنيسة على اسمي، ثم أدعُ أبانا الأسقف لتكريسها". ففعل الرئيس بما قاله القديس ميصائيل واستلم من الأسقف سبعمائة مثقال ذهب وتسعمائة درهم فضة وكتبًا كثيرة وخمسمائة رأس غنم عدا الأقمشة والحلي والأواني، وهدم بيته القديم واشترى ما بجواره من أرض وبنى هناك كنيسة. وفيما كان الأب الأسقف محتفلا بتكريسها إذا بالقديس ميصائيل قد أتى مع الآباء السواح وحضروا صلاة التكريس وتقدم القديس ميصائيل من الرئيس وقال له: "إنك ستنتقل من هذا العالم في العام المقبل"، ثم عادوا من حيث أتوا.
 
التعديل الأخير:

sunny man

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
8 يونيو 2007
المشاركات
4,039
مستوى التفاعل
24
النقاط
0
الإقامة
قلب يسوع
رد على: سلسلة سير الأباء السواح (متجدد)

غاليون السائح

رهبنته حكى الأنبا اسحق رئيس دير القلمون والأب الروحي لرهبان المنطقة كلها، أنشابًا جاء إليه طالبًا الرهبنة والعبادة والتأمل، وهو من إحدى قرى الصعيد، فعرَّفهالأنبا اسحق بصعوبة الطريق ومخاطره، وأنه يحتاج لصبرٍ وقوة احتمال، وأنه سوف يواجهتجارب متنوعة. أصرّ الشاب على الطريق الذي اختاره، فقام الأنبا اسحق ودعا الرهبانليقبلوه، ثم ألبسه إسكيم الرهبنة وأسماه غاليون. كان الراهب غاليون يجتهد فيالصلوات ليل نهار دون انقطاع، وكان يتحلى بالفضائل المقدسة، ويُتعِب نفسه بالنسكوالزهد، حتى أنه كان يتناول طعامه مرة واحدة في الأسبوع. موهبة الصوت الجهوري كانذا صوت جهوري فعُيِّن قارئًا للدير. وكان يقرأ على الآباء من البستان عند اجتماعهمحول مائدة الطعام، وكذلك القراءات الكنسية أثناء صلوات القداس والتسابيح والطقوسالمختلفة، فأصبح معلّمًا لكثير من الأخوة. حياة السكون والوحدة بمرور الوقت ومعنموه الروحي أظهر الرب الكثير من الآيات والعجائب على يديه، فكان يشفي المرضىويُبرئ الأسقام. مع نشاطه المجمعي ومحبته للخدمة كان يميل إلى حياة السكون والوحدةوالقراءة والتأمل والصلاة في قلايته، ولم يختلط بالاخوة إلا أثناء الصلوات العامةفقط. وهكذا استمر في حياته داخل الدير حتى صار شيخًا ضعيف البنية ولكن قوي بالروح.الشيطان يجرّبه حسده الشيطان على فضائله وتعبه وحبه للمسيح الذي ملك قلبه، فأتى لهليلاً وهو خارج قلايته متأمّلاً مسبحًا، وظهر له في شكل راهبٍ سائحٍ، وقال له: "إننا جماعة من السواح عددنا اثنا عشر راهبًا، وقد مات واحد منا اليوم لذلك ندعوكأن تكمّل عددنا أيها الحبيب، فأنت ناسك وعابد تقي محب للاخوة وزاهد للعالم،ّ لذلكأنت مستحق أن تكون سائحًا معنا". ثم توارى عنه عدو الخير، قَبِل القديس هذا الفكرظانًا أن اللّه أرسل له هذا الملاك ليدعوه إلى السياحة المقدسة، فأخذ عكازه وخرجإلى البرية دون أن يراه أحد، وسار قليلاً حتى وجد أحد عشر رجلاً من جند إبليس فيشكل رهبان، فمضى إليهم وسار وراءهم إلى البرية الداخلية إلى أن انتصف نهار اليومالتالي. وهناك على جبل ليس به طعام أو ماء تركوه وجلسوا يهزأون به. سمعهم يقولون: "لقد اصطدنا في هذه الليلة صيدًا سمينًا. لقد سقط رجل اللّه غليون صاحب الآياتوالمعجزات، الشيخ الناسك والزاهد العابد". فانتبه من غفلته وأدرك حيلة الشيطان فرشمذاته بعلامة الصليب المقدسة وهو يصرخ مصليًا بالمزامير. صرخ قائلاً: "أخرجني منشدائدي، أنظر إلى ذُلي وتعبي واغفر لي جميع خطاياي. أنظر إلى أعدائي، لأنهم قدكثروا وأبغضوني ظلمًا. احفظ نفسي ونجّني" (مز17:25-20)، فصاروا دخانًا أسود. مجّدالأب غاليون الرب القدوس قائلاً: "أعظمك يا رب لأنك انتشلتني ولم تشمّت بي أعدائي.أيها الرب إلهي صرخت إليك فشفيتني. يا رب أصعدت من الجحيم نفسي، وخلصتني منالهابطين في الجب" (مز29: 1-2). افتقاد الرب له وجد القديس نفسه وحيدًا وتائهًا فيالجبل، إذ لا يوجد طريق ولا إنسان أو أي دليل يهديه إلى ديره ثانية، فوقف وصلى إلىاللّه وحينئذ سمع أصوات صلاة وتسبيح تشبه أصوات الملائكة، ثم رأى ثلاثة آباء منالرهبان السواح، وبعد أن سلموا على بعضهم عرف أنهم رهبان من دير القديس أنبا شنودةرئيس المتوحدين وأن الرب أرسلهم لينقذوه، فشكر الرب ثم أقام القديس غاليون معهم سنةكاملة. عودته إلى الدير وفي إحدى الليالي قال له أحد الآباء المرافقين له: "عُد إلىديرك مرة ثانية"، فسألهم غاليون: "لماذا؟ هل أخطأت في شيء؟" فأجابوه قائلين: "لا،ولكن أباك اسحق سأل الرب يسوع أن يراك قبل نياحتك. فَقُم وأسرع وامضِ إليه". وإذكان لا يعرف الطريق سألوه أن يتبعهم حتى رأى ديره فودّعوه ومضوا. سار غاليون نحوالدير وطرق الباب ففتح له أبوه الأنبا اسحق واستقبله بفرحٍ ثم قصَّ غاليون على أبيهكل ما حدث له. وإذ كان غاليون يعرف موعد انتقاله أخذ راهبًا صغير السن ليعلمه ترتيبوطقس الكنيسة وألحانها، ثم ضَمَّ هذا الراهب الذي كان يدعى موسى إلى صدره وقال له: "اقبل مني الروح الذي في داخلي من الآن وحتى اليوم السابع حيث أتنيّح". ولما دناوقت النياحة اجتمع آباء الدير مع الأنبا اسحق وودعهم بسلام وأسلم روحه بين يديالسيد المسيح.
من الآباء السواح، صفحة 13.
 

the servant

بدور +علي+ نفسي
عضو مبارك
إنضم
20 ديسمبر 2006
المشاركات
1,566
مستوى التفاعل
12
النقاط
0
الإقامة
متكئ علي صدرة
رد على: سلسلة سير الأباء السواح (متجدد)

سلام ونعمة صني,,,

عظيم ايمان ابائنا القديسين وعظيم تركهم لكل متاع العالم من اجل لمتعة الحقيقية وهي
الحياة والشركة مع الرب الالة
(سؤال بسيط لو حضرتك تعرف سبب تسمية دير القلمون بهذا الاسم ياريت تجاوبني)
 

sunny man

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
8 يونيو 2007
المشاركات
4,039
مستوى التفاعل
24
النقاط
0
الإقامة
قلب يسوع
رد على: سلسلة سير الأباء السواح (متجدد)

شكرا على مرورك يا frai و بالنسبة لسؤالك عن سبب تسمية الدير بدير القلمون لأنه يوجد بجبل القلمون بمدينة مغاغة التابعة لمحافظة المنيا بجمهورية مصر العربية
 

friendlove

New member
عضو
إنضم
5 نوفمبر 2006
المشاركات
248
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد على: سلسلة سير الأباء السواح (متجدد)

هذا هو ايمان ابائنا القديسين وعظيم تركهم لكل متاع العالم من اجل لمتعة الحقيقية وهي
الحياة والشركة مع الرب الاله
 

sunny man

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
8 يونيو 2007
المشاركات
4,039
مستوى التفاعل
24
النقاط
0
الإقامة
قلب يسوع
رد على: سلسلة سير الأباء السواح (متجدد)

هذا هو ايمان ابائنا القديسين وعظيم تركهم لكل متاع العالم من اجل لمتعة الحقيقية وهي


الحياة والشركة مع الرب الاله
شكرا على المرور
 

sunny man

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
8 يونيو 2007
المشاركات
4,039
مستوى التفاعل
24
النقاط
0
الإقامة
قلب يسوع
رد على: سلسلة سير الأباء السواح (متجدد)

القديس موسى السائح
سياحته:
وُلد في الإسكندرية ولما بلغ ثلاثة عشر عامًا مضى إلى برية شيهيت وسكن عند راهبٍ في قلاية صغيرة لمدة عشرين سنة. ثم توجه إلى البرية وسكن في روضة بها شجر زيتون ونخيل، يأخذ ما يسقط منها على قدر حاجته ويشرب ماء الأمطار. وكان لباسه من ليف النخيل وسعفه، وكانت الحيوانات تأنس إليه، وظل على هذا الحال خمسة وثلاثين عامًا.
سقوطه وتوبته:
حسده الشيطان فتقدم إليه في صورة شيخ وحكى له أنه إنسان غني كان يحيا حياة الفساد ثم وزع ماله على الفقراء، وانه يسكن مدينة في الخمس مدن الغربية بالقرب من برقة، وأن الله كشف له أن ساعة موته قد قربت. وصارا يمشيان معًا في البرية حتى وصلا إلى قصرٍ عظيم، فقال له الشيخ أن بوفاته يصير هذا القصر له وابنته يتخذها له زوجة. ولما رأى القديس أن الشيخ قارب الوفاة وافقه على طلبه. فانتبه لوقته ليجد نفسه وسط البرية خائفًا وجائعًا ولا وجود للقصر، فعلم أنه وقع في حيلة عدو الخير. نزل إلى الإسكندرية فقابله الشيطان في صورة فتاة، أقنعته أن يبيت عندها. ثم قالت له أنها ابنة أحد الملوك وتريد أن تتزوجه. فوافقها بعد أن أقنعته بكرامة الزواج تَمثُلاً بإبراهيم واسحق ويعقوب. ثم ادعت أنها يهودية وأنه لابد أن يصير على إيمانها حتى يتزوجا، فجحد المسيح. أخذته إلى البرية وهناك هزأ منه الشيطان، فتمرغ في التراب وأطال التضرع والبكاء إلى الله الحنون الذي أرسل إليه القديس الأنبا صموئيل والذي أعلمه أنه سيتنيح بعد ثلاثة أيام. ثم أخذه وناوله من الأسرار المقدسة بعد أن اعترف له بكل ما فعله الشيطان به. تنيح بسلام، فدفنه الأنبا صموئيل وكتب سيرته وسلمها لرجل مسافر إلى الإسكندرية لمنفعة المؤمنين.
 

sunny man

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
8 يونيو 2007
المشاركات
4,039
مستوى التفاعل
24
النقاط
0
الإقامة
قلب يسوع
رد على: سلسلة سير الأباء السواح (متجدد)

القديس أبو نفر السائح



القديس بفنوتي يلتقي به

عاش في برية الصعيد وقد ذكره القديس بفنوتي المتوحد، الذي حرّكته نعمة الله إلى رؤية عبيده السواح، فأبصر جماعة منهم ومن بينهم أبا نوفير، وكتب سيَّرهم.

الاشتياق المقدس

التهب قلب القديس بفنوتيوس المتوحد برؤية رجال الله السواح، فانطلق من قلايته إلى البرية الداخلية وسار نحو ثمانية أيام حتى فرغ الخبز والماء اللذان يحملهما، لكنه بروح الإيمان قال في نفسه: "تشجّع وتشدّد يا بفنوتيوس لكي تنظر عبيد المسيح إلهنا الصالح، وترى الملائكة الأرضيين، وتنعم بفردوس حياتهم وفضائلهم الإلهية". ثم سار عدة أيام وإذ سقط علي الأرض من الإعياء، ظهر له ملاك علي شكل إنسان ولمس شفتيه فزال عنه التعب والشعور بالجوع والعطش.

سار في رحلته يصلي ويسبح ويشكر الله وتكرر ظهور الملاك مرة أخرى حيث استمر سبعة عشر يومًا. رأى القديس مقبلاً إليه عريانًا لا يستر جسده غير شعر رأسه الطويل ولحيته البالغة إلى ركبتيه، كما كان مؤتزرًا بليف.

حين رآه الأب بفنوتي داخَله الخوف إذ ظنه روحًا، فشجعه القديس بأن رسمه بعلامة الصليب المقدس وصلى الصلاة الربانية، ثم قال له: "مرحبًا بك يا بفنوتي". فلما دعاه باسمه هدأ روعه، ثم صلى الاثنان معًا وجلسا يتحدثان بعظائم الله. فطلب إليه القديس بفنوتي أن يعَّرفه بسيرته وكيف وصل إلى تلك البقعة، فأجابه:

"قبل ستين عامًا مضت ذهبت إلى أحد أديرة صعيد مصر يُسمي جير بريدة (من الأديرة المندثرة التي كانت في منطقة صحراء الأشمونين التابعة لأيبارشية ملوي). طلبت الرهبنة التي اشتقت إليها منذ صغري، وتمنّيت لو كنت واحدًا من أولئك الذين يتركون كل شيء من أجل محبتهم للمسيح.

وكان الدير به مائة وأربعة راهبًا من الشيوخ والشباب، وكنا نحيا معًا حياة مجمعية أو حياة شركة تتسم بالمحبة الكاملة والخدمة الطاهرة. فكان لنا القلب الواحد والنفس الواحدة، وكانت مائدة الأغابي تجمعنا مرة واحدة أسبوعيًا بعد القداس الإلهي يوم الأحد.

كان آباؤنا الشيوخ يسْدون لنا الإرشادات الروحية والنصائح الاختبارية في حياة النسك وفي مواجهة الحروب المختلفة التي كان يثيرها علينا عدو الخير. بل كانوا مثالاً لنا نقتدي بهم في السلوك الرهباني بكل نسكياته وأصوامه وصلواته ومزاميره وقوانينه.

وذات يوم بينما نحن نجلس أمام شيوخنا القديسين في الكنيسة نتعلم منهم الحياة في المسيح، سمعتهم يمدحون حياة الآباء السواح الذين يسكنون البراري الداخلية، مثل إيليا النبي ويوحنا المعمدان، عندئذ اتجهت إلى أحد الشيوخ وسألته:

"يا أبي القديس، هل يوجد في البرية من هم أفضل منكم عند الله، علي الرغم من هذا التعب وهذا الحرص الشديد في حياتكم اليومية، وهذه الأمانة الروحية من أجل محبة الله التي في قلوبكم؟"

قال:

"نعم يا ولدي نوفير. هناك من هم أفضل منا بكثير.

نحن لم نسلك طريق الرهبنة بعد أمام حياتهم النسكية السامية التي فيها يقدمون ذواتهم ذبيحة حب للمسيح له المجد.

فنحن إن ضاق صدرنا وجدنا من يعزينا، وإن مرضنا وجدنا من يفتقدنا، وإن تعرّينا وجدنا من يكسونا.

أما سكان البرية فليس لهم شيء من ذلك".

السياحة

فلما سمعت هذا اضطرم قلبي شوقًا إلى عيشة السواح. فلما كان الليل أخذت قليلاً من الخبز وغادرت الدير، وتضرّعت إلى السيد المسيح أن يرشدني إلى موضعٍ أقيم فيه، فسهَّل لي طريقي.

أثناء سيري إذا بنورٍ ساطعٍ يشق ستار الظلام من حولي، وظهر لي ملاك. شعرت بالخوف وفكرت في العودة إلى الدير ثانية. ولكن الملاك اقترب مني وقال لي: "لا تخف يا نوفير، هوذا أنا الملاك الذي عيّنه الرب لك منذ ولادتك، وسأكون معك، وأصحبك إلى المكان الذي اختاره لك الرب". ففرحت جدًا وتهللت وغدوت أنشد المزامير بفرحٍ وسرورٍ، واستأنفت المسير، وكان الملاك يسير معي. إذ جعلني ألتقي بقديسٍ أقمت عنده وهو علمني كيف تكون السياحة. وعندما تركته وأتيت إلى هنا فوجدت هذه النخلة وهذه العين، تطرح النخلة اثني عشر عرجونًا (سباطة أشبه بحزمة لفروع البلح) سنويًا يكفيني كل عرجون شهرًا، وأشرب من هذه العين، ولي اليوم ستون سنة لم أرَ وجه إنسان سواك".

نياحته

في صباح اليوم التالي بينما هما يتحدثان نزل ملاك الرب وأعلم القديس أبا نوفير بقرب انتقاله، وفي الحال تغيّر لونه وصار شبه نار.

خاف القديس بفنوتيوس خوفًا عظيمًا، فبادره الأنبا نوفير قائلاً له:

"لا تخف أيها الحبيب بفنوتيوس،

لأن الرب يسوع المسيح قد أرسلك من أجل هذه الساعة.

أرسلك لكي تهتم بدفن جسدي بعد الموت،

فلقد أعلمني الرب أن اليوم هو يوم عرسي،

يوم انتقالي إلى كنيسة الأبكار السماوية مع الملائكة والقديسين".

قال له الأنبا بفنوتيوس: "يا أبي القديس، كنت أود أن أسكن هنا في مكان عزلتك، حيث أشتاق إلى هذه الحياة الانفرادية، وأسلك كما سلكت".

علّق الأنبا نوفير قائلاً: "يا أخي بفنوتيوس لم يرسلك الرب يسوع من أجل حياة العزلة الكاملة، ولكن لكي تواري جسدي التراب. عليك يا أخي أن تعود ثانية وتثابر في حياتك، وتجاهد من أجل محبة المسيح، وسوف نلتقي مرة أخري في الملكوت".

إذ كرر القديس بفنوتيوس شوقه للبقاء قال له الأنبا نوفير: "كلا يا أخي الحبيب. لكل إنسان رسالة في حياته علي الأرض من أجل نشر الملكوت. لقد خصّك الله بزيارات القديسين، وكشف حياتهم التي عمل فيها بروحه القدوس. هذه السيّر المقدسة التي تسجلها لأجل مجد اسم المسيح وتسبيحه".

ثم أحنى ركبتيه وسجد للرب، وودَّع القديس بفنوتي، واستودع روحه الطاهرة في يديَّ الآب السماوي. فدفنه القديس بفنوتي في مغارته. ومن العجيب أن النخلة جفَّت وسقطت كما جفَّت العين، وكان ذلك بتدبير من الله كي يعود الأب بفنوتي ويبشر العالم بذكر السواح القديسين الذين رآهم.

من كلماته للأنبا بفنوتيوس

كنت أتوق يوميًا لهذه الحياة المنفردة مع الله. كنت أشعر أنني أريد أن أنفصل عن الكل لكي أتحد بالواحد العظيم القدوس الذي لا نهاية له... لذلك قررت أن أترك الدير، وأنطلق إلى البرية الداخلية، إلى الأعماق مع يسوع.

لقد جعل الرب الوحوش المفترسة تتآنس بي، وتكون رفيقتي ليلاً ونهارًا. فعندما أسير هنا أو هناك تسير خلفي كأنني في حراستها... هكذا عشت هذه السنين ممجدًا الله في تدبيره وفي صلاحه من أجل خلاص نفسي.

بركة صلواته تكون معنا دائما . أمين
 

alba_soft

New member
إنضم
10 مارس 2007
المشاركات
11
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد على: سلسلة سير الأباء السواح (متجدد)

موضوع جميل ربنا يباركك ويحمينا بصلواتهم
 

sunny man

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
8 يونيو 2007
المشاركات
4,039
مستوى التفاعل
24
النقاط
0
الإقامة
قلب يسوع
رد على: سلسلة سير الأباء السواح (متجدد)

بركة هؤلاء الأباء السواح فلتكن معنا
 

sunny man

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
8 يونيو 2007
المشاركات
4,039
مستوى التفاعل
24
النقاط
0
الإقامة
قلب يسوع
رد على: سلسلة سير الأباء السواح (متجدد)

الأنبا ذكرى السائح

بدأت قصة الأنبا ذكري مع الأنبا يعقوب بدير نهيا، إذ بينما كان الأنبا يعقوب سائرًا رأى مجموعة من البربر يمسكون رجلاً من عابري الطريق هو ذكري يريدون أن يذبحوه ويأخذوا ما معه. فصرخ الأنبا يعقوب ورفع صوته، فظنّ البربر أنه من جنود السلطان وأن برفقته مجموعة كبيرة من الجنود فهربوا أمامه. تقدم الأنبا يعقوب من ذكري وحل وثاقه وقال له: "خذ فقط ما سرقوه منك". لكن ذكري طمع وأخذ سيف أحدهم ونزل إلى المدينة وحاول بيعه، فأمسكه أحد الرجال وذهب به إلى الوالي قائلاً: "أخي خرج منذ ستة أيام ولا أعرف عنه شيئاً. ثم وجدت مع ذكري سيفه، فقد قتله وأخذ سيفه". فحكم الوالي بضرب عنق ذكري بالسيف. لما علم الأنبا يعقوب بالأمر ذهب إلى الوالي وحكى له ما حدث وخلص ذكري من الموت. فأتى ذكري للأنبا يعقوب وطلب منه أن يترهب. وقد أظهر غيرة ونسكًا، في أصوامٍ مع صلوات كثيرة، فقبله الأنبا يعقوب وألبسه ثوب الرهبنة. في أحد الأيام خدعه الشيطان متمثلاً في صورة أبيه طالبًا إليه كما في رؤيا أن ينزل من ديره لكي يراه قبل وفاته. رفض ذكري مشورة الأنبا يعقوب وصمم على النزول، وفي بيت أبيه عرف الخدعة الشيطانية، فعاد إلى قلايته وأغلق بابها وبكى بتوبة قلبية على قبوله ذلك الفكر من الشيطان، حتى صار قلبه طاهرًا وبلغ درجة السياحة كما شهد بذلك الأنبا يعقوب.
الآباء السواح، الجزء الثاني صفحة 18.
 
أعلى