سلاح جاك

sunny man

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
8 يونيو 2007
المشاركات
4,039
مستوى التفاعل
24
النقاط
0
الإقامة
قلب يسوع
سلاح جاك

جاك! أظن لا أقدر ان أدعك تذهب !

هذا ما قالته أم أرملة لابنها الأكبر الذي كان عدتها وسندها بعد وفاة أبيه . والآن قد دعي للخدمة في السفينة " كورنيليا " المزمعة ان تسافر إلي الهند الغربيةبعد ساعات قليلة .

أما هو فقال لها : ينبغي ان تذكري ما قلته لي مرات كثيرةوخصوصاً أمس مساءً و هو أني في البحر كما في البر لا خوف علي اذا كنت أسأل الله انيحفظني . وهكذا قال لي معلمي ايضاً . ولا يمكنني ان أظل بطالاً في البيت . بل عليان اشتغل لأعولك مع اخوتي الصغار . فلا تخافي يا أماه .

اني أعتنى بنفسي ،وان ساعدني الحظ والتوفيق أجد في الحال مقداراً من الدراهم وارسله اليك .

وكان عمره ثلاث عشرة سنة , لكنه قال هذا الكلام بلهجة وهيئة رجل كبير . فلميسع امه حينئذ الا ان تفتخر به وتقبلهشاكرة الله علي إعطائه إياها ابناً كهذا .
ثم أعدت له ثيابه في الصندوق . و وضعانجيله الجميل المهدي له من معلمه فيه ايضاً . وبعدما صلت أمه طالبة من الله حفظهمن الخطيئة والخطر انطلق ذاهباً إلي السفينة .

وقد كان السفر اميناً ساراً . و حصل جاك علي رضي الضباط ومحبة النوتية . وبلغت السفينة الهند الغربية وأفرغتشحنها ورجعت بما وسقته من هناك و إذا بنوء شديد يحدث في البحر .

وظلتالسفينة اياماً تحمل مسلمة لرحمة الأمواج وقل الرجاء بسلامتها , وفي اليوم الخامستعرقل أحد حبال الصاري المقدم ومست الحاجة إلي واحد يصعد ويحله . ولكن من ؟ بالجهديقدر السنجاب علي ذلك في مثل هذه العاصفة .

فنظر القبطان إلى ذلك الصاريالمائل بالحبل المعرقل وقال : لابد من صعود واحد و إلا فكلنا نهلك . يا جاك ! فرفعالفتي نظره وأعاد القبطان قوله له .فتوقف جاك قليلاً ثم ذهب صامتاً إلى مقدمالسفينة . وبعد دقيقتين عاد واضعاً شيئاً في جيبه . وعلي الفور أخذ بسلم الصاريوصعد .

وحينئذ جاء قسيس السفينة إلى جانب القبطان ونظر الفتي صاعداً فقالللقبطان : لماذا أصعدت هذا الولد ؟ لا يمكنه ان ينزل حياً . فأجابه : أصعدته لينقذحياته . بعض الأوقات نفقد رجالاً في مثل هذا العمل . لكننا لم نفقد قط ولداً . انظركيف يتمسك كالسنجاب ! وعما قليل ينزل سالماً .

فلم يستطع القسيس ان يجيبهشيئاً ووقف منقطع النفس من شدة خوفه علي جاك الذي كان يقفز من حبل إلى حبل كالسنجاب . ثم أغمض القس عينيه صارخاً : آه سقط ! هلك ! لكن جاك لم يسقط بل الصاري المتمايلأخفاه قليلاً عن النظر. وما لبث ان عاد فظهر و قد بلغ الحبل المعرقل . ومسح القسيسدموعه شاكراً الله علي ذلك .

وبعد ربع ساعة حل جاك عرقله الحبل واستقام امرالصاري . وعاد جاك إلى السلم ونزل إلى ظهر السفينة سالماً .

ولما سكنتالعاصفة طلب القسيس ذلك الفتي واستوضحه أشياء كثيرة أُشكلت عليه فقال له أول كل شيء : لقد اقدمت علي عمل عظيم ولولا رحمة الله لهلكت.

فقل لي لماذا توقفت قليلاًقبل الصعود . هل خفت ؟فأجابه : كلا يا سيدي .

فسأله : إذا ماذا؟فأجابه: ذهبت لأصلي . ظننت اني ربما لا انزل حياً . فاستودعت الله نفسيقبل كل شيء .

فسأله القس متعجباً : وأين تعلمت ان تصلي ؟فأجابه : امي ومعلمي علماني يا سيدي أن اصلي إلي اله ليحفظني .

فقال القس : حسناًفعلت يا بني إذ ليس أفضل من هذه الواسطة عند الخطر والآن قل لي ما هذا الذي اعتنيتبوضعه في عبك ؟فأجابه متورداً : هو إنجيلي يا سيدي أعطاني إياه معلمي حينسافرت فقلت إني إذا لم انزل سالماً أحب أن أموت وكلمة الله قريبة من قلبي .

فنعما هذا الفتي الذي تقلد سلاحه قبلما ذهب إلي القتال
 

ginajoojoo

فلنسبح اسم الرب
عضو
إنضم
24 يناير 2007
المشاركات
2,071
مستوى التفاعل
6
النقاط
0
الإقامة
Alexandria
رد على: سلاح جاك

بجد قصة تحفة .. فعلا الصلاة هى سلاحنا الوحيد على هذه الارض
وعجبتنى اوى الكلمة دى
أحب أن أموت وكلمة الله قريبة من قلبي .
ميرسى يا sunny man .. قصصك كلها جميلة
ربنا يبارك خدمتك
 
أعلى