سؤال هل الكتاب المقدس محرف؟

اسكندرانى

New member
عضو
إنضم
12 يونيو 2007
المشاركات
138
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد على: سؤال هل الكتاب المقدس محرف؟

السؤال يجب ان يسبقة دلا ئل والنسخ وكيف لم يسجل التاريخ هذا الحدث خليك منطقي شوية يا اسكندراني



الدلائل والمخطوطات جاهزة ,,,,,,,,,,,,,,, ولكن هل ستسمح الادارة بنشرها


؟؟؟؟؟؟؟؟


فى انتظار موافقة الادارة
 

Fadie

مسيحى
مشرف سابق
إنضم
15 أغسطس 2006
المشاركات
3,596
مستوى التفاعل
45
النقاط
0
رد على: سؤال هل الكتاب المقدس محرف؟

عامل دوشة كدة ليه اسكندرانى؟ هات ما عندك بأدب , قليت ادبك انت عارف ايه اللى هيحصل.
 

اسكندرانى

New member
عضو
إنضم
12 يونيو 2007
المشاركات
138
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد على: سؤال هل الكتاب المقدس محرف؟

عامل دوشة كدة ليه اسكندرانى؟ هات ما عندك بأدب , قليت ادبك انت عارف ايه اللى هيحصل.

الحذف هو عجز عن الرد

ليس لك عندى رد طالما بدأت بهذا الأسلوب !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
 

justice_in_him

New member
عضو
إنضم
21 سبتمبر 2007
المشاركات
196
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد على: سؤال هل الكتاب المقدس محرف؟

الاخ اسكندراني، تفضل بعرض المخطوطات ولن يحذف ردك احد، ما دام ردك في صلب الموضوع

ولكن التعليقات والكلام الخارجي يجب ان يحذف يا عزيزي

ردينا على الاخوان من قبلك في اخر شبهة قدمتوها، في حاجه تانية اتفضل حط الادله مشكورا

سلام ونعمة
 

Coptic MarMar

مشرفة شقية أوى
مشرف سابق
إنضم
29 سبتمبر 2007
المشاركات
20,364
مستوى التفاعل
392
النقاط
0
الإقامة
^_*قلب حبيبى^_*
رد على: سؤال هل الكتاب المقدس محرف؟

بسم ربنا يسوع

موضوعنا الآن سيتدرج للرد على أحدث ما صدر من كتب تتدّعى أن الكتاب المقدس قد حُرِّف وأن المسيحية ديانة فاسدة..

رأى الله فى الكتاب المقدس

لنرى معاً ما رأى ربنا نفسه فى الكتاب المقدس.. يقول الرب فى سفر إرميا: "ثم صارت كلمة الرب إلىَّ قائلاً ماذا أنت راءٍ يا إرميا فقلت أنا راءٍ قضيب لوز، فقال الرب لى أحسنت الرؤية لأنى أنا ساهر على كلمتى لأجريها" (إر 11:1-12).. عندما قال إرميا النبى: "أنا راءٍ قضيب لوز" قال له الرب: "أحسنت الرؤيا".. نحن لا نغفل العلاقة بين عصا هارون التى أفرخت وإنها كانت قضيب لوز (انظر عد17: 8)؛ وهى تُشير إلى التجسد الإلهى.. والتجسد الإلهى مرتبط بالله الكلمة.. وهنا نرى الارتباط بين "الله الكلمة" وبين "كلمة الله" فهما ليسا شيئاً واحداً.. ولذلك قال له الرب: "أحسنت الرؤيا" ثم قال: "أنا ساهر على كلمتى لأجريها"..لنرى رأى الله نفسه الذى تجسد ماذا قال؟ قال: "الحق أقول لكم إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل" (مت 18:5) هذا يُرينا دور ملك الملوك ورب الأرباب ربنا ومخلصنا يسوع المسيح الذى قال أنا ساهر على كلمتى لأجريها فى رؤية قضيب لوز؛ هو نفسه الذى قال لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس.. وقال أيضاً: "السماء والأرض تزولان ولكن كلامى لا يزول" (مت 35:24)، (مر 31:13)، (لو 33:21).. وبذلك نرى أن الله قال عن العهد القديم (الناموس): إن حرف واحد أو نقطة واحدة لا تسقط ولا تزول حتى نهاية العالم.. فالنقطة الواحدة فى اللغة العبرية تُغيّر معنى الكلمة كلها تماماً مثل اللغة العربية، فلو وضعنا نقطة واحدة مثلاً على كلمة "طهّر" تصير الكلمة "ظهر" غيّرت معنى الكلمة تماماً.. لذلك قال الرب لا يزول حرف واحد ولا نقطة واحدة حتى نهاية العالم..

طريقة كتابة الأسفار

لقد كان لليهود عادات وقوانين صارمة فى كتابة الأسفار الخاصة بالعهد القديم. مثل الاغتسال، وارتداء الثياب العبرانية، وأن تكون الرقوق من جلود الحيوانات الطاهرة، ويكون الحِبر أسود نقى من العسل والكربون، ولا تكتب كلمة واحدة من الذاكرة. والكاتب يقرأ الكلمة بصوت مسموع أثناء الكتابة. وعند كتابة اسم من أسماء الله. لابد أن يذهب الكاتب للاغتسال وتغيير الملابس، ثم يكتب بريشة خاصة، وحبر خاص. وإذا وجد فى نسخة ثلاثة أخطاء أو أكثر تُعدم هذه النسخة كلها وإن وُجدت غلطة واحدة أو إثنتان فقط؛ يقومون بتصحيح هذا الخطأ. ولذلك كانوا يستطيعون أن يحفظوا كل سفر وأجزاءه وسطوره وآياته وكلماته وحروفه. فمثلاً كان معروفاً عندهم أن حرف الألف ورد فى التوراة العبرية (أى أسفار موسى الخمسة) 42377 مرة لأنهم قاموا بإحصائه فى كل التوراة، وحرف الباء 38218 مرة. فهم يقومون بإحصاء الحرف الواحد كم مرة ورد فى كل التوراة، فإن نقص مجرد حرف واحد فقط يقومون بمراجعة السفر كله من بدايته ويتم اكتشاف هذا الحرف.وممنوع على الكاتب أن يكتب من الذاكرة أية عبارة حتى ولو كان حافظ المزمور كله مثلاً.. لأنه من الممكن أن تتغير ولو كلمة واحدة من تكرار الحفظ؛ فبدلاً من أن يقول "وعلى لباسى يقترعون" (مز 18:22) يخطأ ويقول: "وعلى لباسى ألقوا قرعة".. هذا ممنوع، بل أيضاً الكاتب ليس حُراً أن ينقل الصفحة الواحدة إلى صفحة ونصف مثلاً أو صفحة وسطر أو صفحة إلاّ سطر. وليس أيضاً حُراً أن ينقل السطر بكلمات أقل من السطر الأصلى المنقول منه. بمعنى لابد أن يبدأ الصفحة بنفس الكلمة التى فى الصفحة المنقول منها وينتهى عند نفس الكلمة التى فى نهاية الصفحة الأصلية. يكون مثل القرطاس مقفول، وعند الانتهاء من قراءة صفحة؛ يلف الرولل ويبدأ فى الصفحة التالية..

وحدة الكتاب المقدس

إن الكتاب المقدس بجزئيه العهد القديم والـعهد الجديد هو كتاب واحد. فلا يمكن أن نفـصل كلام الله حتى وإن كان مقسماً إلى أسفار، والأسفار مقسمة إلى إصحاحات. ونتكلم عن العهد القديم والعهد الجديد.
إن وحدة الكتاب المقدس يستطيع أن يشعر بها كل إنسان تعمل نعمة الله فى حياته، ويعمل الروح القدس فى قلبه. وقد قال القديس بولس الرسول: "كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذى فى البر، لكى يكون إنسان الله كاملاً متأهباً لكل عمل صالح" (2تى 16:3،17).
إن عبارة "كل الكتاب هو موحى به من الله" تؤكد وحدة أسفار الكتاب المقدس. وكذلك قال معلمنا بطرس الرسول: "عالمين هذا أولاً أن كل نبوة الكتاب ليست من تفسير خاص. لأنه لم تأتِ نبوة قط بمشيئة إنسان بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس" (2بط 20:1-21). إن الكتاب المقدس يمثل ذخيرة أو كنزاً، وأمانة قد تسلمناها لابد أن نحافظ عليها. فكيف نجعل الكتاب المقدسيعيشفىداخلنا،وكيفنحافظعليهكوديعةمقدسةتسلمناه ا؟

الكتاب المقدس هو سر قوة المسيحية

قال القديس بولس الرسول: "فلا تخجل بشهادة ربنا ولا بى أنا أسيره بل اشترك فى احتمال المشقات لأجل الإنجيل، بحسب قوة الله الذى خلصنا ودعانا دعوة مقدسة لا بمقتضى أعمالنا، بل بمقتضى القصد والنعمة التى أعطيت لنا فى المسيح يسوع قبل الأزمنة الأزلية، وإنما أظهرت الآن بظهور مخلصنا يسوع المسيح الذى أبطل الموت وأنار الحياة والخلود بواسطة الإنجيل" (2تى 8:1-10).
فكما أن السيد المسيح قد داس الموت بالموت، وانتصر عليه وقام من الأموات. فقد أرسل تلاميذه إلى العالم لكى يبشروا بالقيامة. وهذا هو سر قوة المسيحية لذلك يقول: "الذى أبطل الموت وأنار الحياة والخلود بواسطة الإنجيل". ويقول معلمنا بولس الرسول: "الذى جُعِلت أنا له كارزاً ورسولاً ومعلماً للأمم. لهذا السبب أحتمل هذه الأمور أيضاً لكننى لست أخجل لأننى عالم بمن آمنت وموقن أنه قادر أن يحفظ وديعتى إلى ذلك اليوم" (2تى 11:1-12). فهو يقول إذا وضعت فى السجن لا أخجل لأننى عالم بمن آمنت وأيضاً يقول: "ونحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله الذين هم مدعوون حسب قصده" (رو 28:8).

كلمة الله لا تقيد

وكذلك وهو فى السجن يقول: "إن أمـورى قد آلت إلى تقدم الإنجيل حتى أن وثقى صارت ظاهرة فى المسيح فى كل دار الولاية وفى باقى الأماكن أجمع" (فى 12:1،13). أى أنه عندما وضعونى فى السجن، وذهبوا بى إلى دار الولاية كانت هذه فرصة أن يسمع جميع الشعب الذى فى دار الولاية أخبار الإنجيل. وبذلك تقدم الإنجيل ولم يتأخر.
فمن الممكن أن بولس الرسول يُسجن ويُقيد. ولكن كلمة الله لا تُسجن أو تُقيد، ويقول لتلميذه تيموثاوس "تمسك بصورة الكلام الصحيح الذى سمعته منى فى الإيمان والمحبة التى فى المسيح يسوع احفظ الوديعة الصالحة بالروح القدس الساكن فينا" (2تى 13:1-14).وهنا يطالبنا بولس الرسول. أن نتمسك بصورة الكلام الصحيح فى التعليم، وبحفظ الوديعة الصالحة بالروح القدس الساكن فينا. فهناك وديعة صالحة قد تسلمت على مدى الأجيال من جيل إلى جيل.. من الأنبياء.. من الرسل.. وتسلمت للكنيسة.

الروح القدس حارس للكتاب المقدس
إن هناك حارس للكتاب المقدس وهو الروح القدس. فنلاحظ أنه لم يقل: "الروح القدس الساكن فيك" بل قال: "الروح القدس الساكن فينا" أى أن الروح القدس يعمل فى الجماعة، من أجل حراسة التعليم الصحيح، وحراسة الإنجيل. ولكن هذا يحدث فى جماعة القديسين وليس جماعة الهراطقة.
إن ذلك يذكرنا بعهد الله الذى قاله على فم إرميا النبى عن وضع الكتاب المقدس فى العهد الجديد: "ها أيام تأتى يقول الرب وأقطع مع بيت إسرائيل ومع بيت يهوذا عهداً جديداً. ليس كالعهد الذى قطعته مع آبائهم يوم أمسكتهم بيدهم لأخرجهم من أرض مصر حين نقضوا عهدى فرفضتهم يقول الرب. بل هذا هو العهد الذى أقطعه مع بيت إسرائيل بعد تلك الأيام يقول الرب. أجعل شريعتى فى داخلهم وأكتبها على قلوبهم وأكون لهم إلهاً وهم يكونون لى شعباً" (إر 31:31-33). فالمقصود بالعهد القديم هنا؛ هو موقف الإنسان فى العهد مع الله. وليس كتاب العهد القديم.

أجعل شريعتى فى داخلهم

قديماً كانت الشريعة مكتوبة على ألواح من حجارة، وعندما أخذ موسى النبى الوصايا العشـرة كانت مكتوبة بإصبع الله على لوحين؛ أربعة على اللوح الأول، وستة على اللوح الثانى. ولكن الله وعد فى هذه المرة بأن تكون الوصية مكتوبة على قلوبنا.إن الكتاب المقدس مكتوب على قلوبنا. وقد وعد السيد المسيح وقال: "أما المعزى الروح القدس الذى سيرسله الآب باسمى فهو يعلمكم كل شىء ويذكركم بكل ما قلته لكم" (يو 26:14). وأيضاً "وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية" (يو 13:16). وقد تحقق هذا الوعد عندما بدأ التلاميذ فى كتابة الأناجيل. فقد تذكروا كلام السيد المسيح.
مثال لذلك؛ عندما كتب معلمنا متى البشير الموعظة على الجبل. فالروح القدس هو الذى أوحى إليه بهذه الكلمات وذكره بها. فعندما نقرأ الكتاب المقدس ونحن مصلون وخاشعون، وفى حالة اتصال حقيقى مع الله. نشعر أن ما نقرأه موجود فى داخلنا، وليس غريباً عنا. كما أننا نعيش فيه، والله ينطق به فى داخلنا بقوة الروح القدس الساكن فينا. لذلك نستطيع أن نميز إن كان ما نقرأه هو كلام الله، أم كلام شخص آخر. ولذلك إذا فُرض أن شخصاً إدّعى أن لديه إنجيلاً، أو سفراً من أسفار الكتاب المقدس، وقال إن هذا السـفر ينسب إلى أسفار العهد الجديد أو أسفار العهد القديم. فإذا قرأنا هذا الكتاب بالروح نستطيع أن نكتشف إن كان هذا إنجيلاً حقيقياً أم لا بدون أن نشعر بالاحتياج إلى الدراسة أو التعمق فى التاريخ واللغات والعلوم.
إن الصغير مثل الكبير يستطيع أن يميّز كلام الله كما قال الكتاب: "ولا يعلِّمون بعد كل واحد صاحبه وكل واحد أخاه قائلين: اعرفوا الرب لأنهم كلهم سيعرفوننى من صغيرهم إلى كبيرهم يقول الرب لأنى أصفح عن إثمهم ولا أذكر خطيتهم بعد" (إر 34:31).

كيف يعلمنا الروح القدس ما فى الأسفار المقدسة؟

كانت توجد فتاة من أسرة مسيحية. عاشت فى مدينة الإسكندرية فى القرون الأولى للمسيحية. وكانت تدعى مريم، وقد توفى والداها وكان عمرها حوالى اثنتى عشرة سنة، وقد سيطر الشيطان عليها وانحرفت وهى فى مرحلة المراهقة والشباب. وعاشت حياة خطية محزنة جداً.وكان فى أيام الفصح يذهب عدد كبير من المسيحيين إلى القدس لحضور الأسبوع المقدس (أسبوع الآلام) وعيد القيامة هناك. وكانوا يأخذون السفن من ميناء الإسكندرية إلى ميناء حيفا، ثم يكملون إلى مدينة أورشليم. ففكرت مريم الذهاب إلى هناك لممارسة الخطية فى هذه الأماكن السياحية، وعندما وصلت إلى أورشليم حيث كنيسة القيامة هناك حاولت الدخول ولكنها لم تستطع، وبدأت تبكى لأنها شعرت بغضب الله عليها. وذهبت إلى أيقونة السيدة العذراء وبدأت تبكى. فسمعت صوتاً من الأيقونة يقول لها: (إن أردت أن تخلصى فاخرجى إلى البرية) فذهبت إلى الصحراء المحيطة بنهر الأردن، القريبة من جبل التجربة الذى خرج إليه السيد المسيح بعد عماده من نهر الأردن.
وبعد أن عاشت القديسة مريم ما يقرب من خمسين سنة فى البرية، قابلها القديس زوسيما فى الأربعين المقدسة. رآها من بعيد فظن فى البداية أنها خيال، فقالت له لا تقترب لأنى امرأة عارية وكانت الشمس قد لوحت جسمها فاسمر لون جلدها. فطرح لها العباءة الخاصة به، ثم بدأت تتحدث معه، وحكت له قصتها واعترفت بخطاياها. وقد كانت أثناء حديثها معه تتكلم من الكتاب المقدس. فقال لها كيف وأنت فى البرية منذ شبابك المبكر عرفت كل هذه الآيات، وأنا لم أرَ معك أى كتاب؟!! فقالت له إن الروح القدس الذى أوحى للأنبياء والرسل ما كتبوه فى الكتاب المقدس هو الذى علمنى ما فى الكتاب المقدس.ثم طلبت منه أن يأتى إليها فى العام القادم عندما يخرج إلى البرية فى الصوم الأربعينى، وأن يحضر معه الجسد المقدس لكى تتناول من الأسرار المقدسة. وفعلاً فى العام التالى ذهب إليها وناولها من الأسرار المقدسة، ثم انفصلت عنه بضع خطوات وبدأت تصلى. وقد وجدها وهى تصلى مرتفعة عن الأرض مسافة حوالى متر. وهذا يعنى أنها قد وصلت إلى درجة روحية عالية جداً. ثم ركعت وأسلمت الروح. فقام بدفن جسدها وكتب سيرتها.وقد دعيت القديسة "مريم المصرية" لأنها كانت من مصر ولكنها لم تعش فى مصر فترة سياحتها فى البرية، بل قضتها فى برارى الأردن. وهذا يوضح لنا أنه لا يجب أن نشعر أن الكتاب المقدس خارج عنا أو غريب عنا. ولا نسـتطيع أن نقبل أى إدعاء يقول بتحريف الكتاب المقدس.

من يستطيع أن يقف أمام كلام الله؟

إن الكتاب المقدس هو كلام الله مثال لذلك "كـلام إرميا بن حلقيا من الكهنة الذين فى عناثوث فى أرض بنيامين، الذى كانت كلمة الرب إليه فى أيام يوشيا بن آمون ملك يهوذا فى السنة الثالثة عشرة من ملكه.. فكانت كلمة الرب إلىَّ قائلاً قبلما صورتك فى البطن عرفتك وقبلما خرجت من الرحم قدستك جعلتك نبياً للشعوب" (إر 1:1-5).
فقد قال له الله: "جعلتك نبياً للشعوب" هذه أذهلت النبى فقال: "آه يا سيد الرب إنى لا أعرف أن أتكلم لأنى ولد، فقال الرب لى لا تقل إنى ولد لأنك إلى كل من أرسلك إليه تذهب وتتكلم بكل ما آمرك به. لا تخف من وجوههم لأنى أنا معك لأنقذك يقول الرب. ومد الرب يده ولمس فمى وقال الرب لى ها قد جعلت كلامى فى فمك" (إر 6:1-9) جعلت كلامى فى فمك بمعنى أن ما سيقوله إرميا هو كلام الرب.. "انظر قد وكَّلتك هذا اليوم على الشعوب وعلى الممالك لتقلع وتهدم وتـهلك وتنقض وتبنى وتغرس" (إر 10:1) لا يهدم ويهلك ويبنى ويغرس إرميا النبى بيده، بل يفعل هذا بالكلمة التى يقولها. فإذا قال ستنهدم المدينة، تنهدم بالفعل. وإذا قال سيذهب هذا الشعب للسبى، يذهب الشعب للسبى.. فالكلمة تخرج من فمه وكأنه يأمر المدينة بالانهدام أو يأمر الشعب بالذهاب إلى السبى.. "ثم صارت كلمة الرب إلىَّ قائلاً: ماذا أنت راءٍ يا إرميا فقلت أنا راءٍ قضيب لوز، فقال الرب لى أحسنت الرؤية لأنى أنا ساهر على كلمتى لأجريها" (إر 11:1-12).
إن الكتاب المقدس هو كلام الله. فعندما يتعامل الإنسان مع الكتاب المقدس، يجب أن يتعامل معه بكل الاحترام. فلا يليق أن يحاول الإنسان أن ينتقد الكتاب المقدس كما هو موجود فى العالم الغربى الآن علماء يسمون (علماء نقد الكتاب المقدس) فمن يستطيع أن يقف أمام كلام الله؟!!كلام الله ينير لنا الطريق كقول المرنم: "مصباح لرجلىّ كلامك ونور لسبيلى" (مز 105:118).
وقد قال الله لموسى النبى ولشعب إسرائيل: "ولتكن هذه الكلمات التى أنا أوصيك بها اليوم على قلبك، وقصها على أولادك، وتكلم بها حين تجلس فى بيتك، وحين تمشى فى الطريق، وحين تنام وحين تقوم، وأربطها علامة على يدك، ولتكن عصائب بين عينيك، واكتبها على قوائم أبواب بيتك وعلى أبوابك" (تث 6:6-9). وعندما يقول: ضعها على قلبك أى احفظها عن ظهر قلب، لذلك فإن هذه وصية إلهية بحفظ الأسفار المقدسة. وقداسة البابا شنوده الثالث دائماً يقول: (احفظوا المزامير تحفظكم المزامير).

استحالة تحريف العهد القديم

+ لم يستطع اليهود أن يحذفوا من الكتاب ما يثبت الديانة المسيحية :

+ لم يستطع اليهود أن يحذفوا من الكتاب ما يثبت الديانة المسيحية :
الدليل أن الكتاب المقدس لم يُحرّف؛ إن كل ما فى الكتاب المقدس مما يُثبِت الديانة المسيحية؛ لم يستطع اليهود أن يحذفوه؛ ولا نقدر نحن أن نُدخِله فى نسخهم إذا كان غير موجود من الأصل.
العجيب أن شعب إسرائيل بالرغم من عداوته للسيد المسيح، لكن اعتزازه بالكتاب المقدس والأسفار المقدسة جعله لا يحذف النبوات التى تكلمت عن السيد المسيح فى الكتب المقدسة التى شملتها قوانينهم مثل نبوة إشعياء: "لكن أحزاننا حملها وأوجاعنا تحملها ونحن حسبناه مصاباً مضروباً من الله ومذلولاً، وهو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا تأديب سلامنا عليه وبحبره شفينا" (إش 4:53-5) كلام محرج جداً لليهود.. لكن هذا يوضح لنا مدى حرص شعب إسرائيل على المحافظة على الأسفار بدون تحريف على الرغم من أن كلامها فيه إحراج لهم.
فهناك الكثير من النبوات والرموز عن السيد المسيح فى الكتاب المقدس الذى يمثل بعهديه أساساً راسخاً للديانة المسيحية. فالمسيحية لم تأتِ من فراغ ولكنها بُنيت على أساس نبوات سبق فأنبأ بها أنبياء قديسون قبل مجىء السيد المسيح بآلاف السنين.. وقد قال السيد المسيح لليهود: موسى كتب عنى "لو كنتم تصدقون موسى لكنتم تصدقوننى لأنه هو كتب عنى" (يو5: 46).. وقال أيضاً "أبوكم إبراهيم تهلل بأن يرى يومى فرأى وفرح" (يو 56:8).قد بُنيت المسيحية على أساس نبوات كثيرة، فمنذ آلاف السنين والله يعد البشرية لمجىء المخلّص.. وقد امتلأ زكريا من الروح القدس فى يوم ميلاد يوحنا المعمدان "امتلأ زكريا أبوه من الروح القدس وتنبأ قائلاً مبارك الرب إله إسرائيل، لأنه افتقد وصنع فداءً لشعبه وأقام لنا قرن خلاص فى بيت داود فتاه. كما تكلم بفم أنبيائه القديسين الذين هم منذ الدهر. خلاص من أعدائنا ومن أيدى جميع مبغضينا. ليصنع رحمة مع آبائنا ويذكر عهده المقدس. القسم الذى حلف لإبراهيم أبينا أن يعطينا إننا بلا خوف منقذين من أيدى أعدائنا نعبده بقداسة وبر قدامه جميع أيام حياتنا" (لو 67:1-75)...

ومن بعض النبوات عن السيد المسيح :

عن ميلاد السيد المسيح "ها العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعو اسمه عمانوئيل" (إش 14:7). وتنبأ عن ميلاده فى بيت لحم "أما أنت يا بيت لحـم إفـراته وأنت صغيرة أن تكونى بين ألوف يـهوذا فمنك يخرج لى الذى يكون متسلطاً على إسرائيل، ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل" (مى 2:5). وأيضاً تنبأ إشعياء وقال بفم الرب "لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابناً وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيباً مشيراً إلهاً قديراً أباً أبدياً رئيس السلام" (إش 6:9).
وكذلك عن هروب السيد المسيح إلى مصر "لما كان إسرائيل غلاماً أحببته ومن مصر دعوت ابنى" (هو11: 1).وعن دخول السيد المسيح إلى أورشـليم "ابتهجى جداً يا ابنة صهيون اهتفى يا بنت أورشليم، هوذا ملكك يأتى إليك هو عادل ومنصور وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن أتان" (زك 9:9).
وكذلك عن آلام السيد المسيح "ظُلِم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاة تساق إلى الذبح وكنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه" (إش 7:53). وكذلك من مزامير داود النبى "ثقبوا يدىَّ ورجلىَّ، أُحصى كل عظامى وهم ينظرون ويتفرسون فىَّ. يقسمون ثيابى بينهم وعلى لباسى يقترعون" (مز 16:22-18)

شِهادة يهودى :

تقابلنا مرة مع أحد المحامين اليهود خارج مصر بشأن قضية دير السلطان؛ ودار بيننا هذا الحوار؛ سألناه كيف تنال الغفران؟ فقال نطلب الغفران من الله. فقلنا إن الكتاب المقدس يقول إن الغفران بالذبيحة، وأنتم لا يوجد لديكم ذبيحة. لأن الهيكل قد هُدم منذ ألفى عام تقريباً، ولا يوجد الآن ذبيحة لغفران الخطايا حسب الطقس اليهودى القديم لأن الذبيحة الحقيقية هى ذبيحة الصليب.. ثار وقال لا؛ لا يوجد شئ يسمى ذبيحة بشرية، والله لا يقبل ذبائح بشرية.فعرضنا له ما هو مكتوب فى المزمور (22) ليقرأه إلى أن وصل إلى الآيات التى تقول: "ثقبوا يدىَّ ورجلىَّ، أُحصى كل عظامى وهم ينظرون ويتفرسون فىَّ. يقسـمون ثيابى بينهم وعلى لباسى يقترعون" (مز 16:22-18) سألناه هل داود النبى كان يتكلم عن نفسه؟!! أى هل قد ثُقبت يداه ورجلاه؟ فقال لا، لأنه مات على فراشه. وهذا مكتوب فى أسفار الكتاب المقدس. فقلنا له متسائلين: إذن عمن يتحدث هذا المزمور الذى يقول "يبست مثل شقفة قوتى ولصق لسانى بحنكى وإلى تراب الموت تضعنى لأنه قد أحاطت بى كلاب. جماعة من الأشرار اكتنفتنى. ثقبوا يدىَّ ورجلىَّ أُحصى كل عظامى وهم ينظرون ويتفرسون فىَّ يقسمون ثيابى بينهم وعلى لباسى يقترعون. أما أنت يارب فلا تبعد. يا قوتى أسرع إلى نصرتى. أنقذ من السيف نفسى. من يد الكلب وحيدتى. خلصنى من فم الأسد ومن قرون بقر الوحش استجب لى. أُخبر باسمك إخوتى. فى وسط الجماعة أسبحك" (مز 15:22-22)؟!. وفى النهاية اعترف المحامى اليهودى وقال (هذا وصف دقيق لصلب السيد المسيح)!!

ومن أمثلة النبوات أيضاً التى قيلت عن آلامه وصلبه "وعظماً لا تكسروا منه" (خر12: 46). وكذلك "رجل أوجاع ومختبر الحزن.. كشاة تساق إلى الذبح.. وجُعل مع الأشرار قبره ومع غنىّ عند موته على أنه لم يعمل ظلماً ولم يكن فى فمه غش" (إش 3:53،7،9).. "مع الأشرار قبره" حيث صُلب مع اللصوص وكان سيُوضع فى مقبرتهم، ولكن أسرع يوسف الرامى وأخذ الجسد من بيلاطس وتحققت النبوة "مع غنىّ عند موته".. "سكب للموت نفسه وأحصى مع آثمة وهو حمل خطية كثيرين وشفع فى المذنبين" (إش 12:53).
وكذلك قيل: "لأنك لا تترك نفسى فى الجحيم، ولا تدع قدوسك يرى فساداً" (مز 10:15). لأن جسده لم يفسد وقام منتصراً فى اليوم الثالث كقول المزمور "أنا اضطجعت ونمت؛ ثم استيقظت لأن الرب ناصرى" (مز 5:3).

وأيضاً عن قيامة السيد المسيح فى اليوم الثالث "فى اليوم الثالث يقيمنا فنحيا أمامه" (هو 2:6).
وعن التجسد "طأطأ السماوات ونزل وضباب تحت رجليه. ركب على كروب وطار وهفَّ على أجنحة الرياح" (مز 9:18-10).
وعن صعوده "صعد الله بتهليل، والرب بصوت البوق" (مز 5:46).
وعن حلول الروح القدس "ويكون بعد ذلك أنى أسكب روحى على كل بشر فيتنبأ بنوكم وبناتكم ويحلم شيوخكم أحلاماً ويرى شبابكم رؤى، وعلى العبيد أيضاً وعلى الإماء أسكب روحى فى تلك الأيام" (يؤ 28:2-29)..
كل ما حدث فى العهد الجديد؛ سبق وتنبأ عنه الأنبياء فى العهد القديم. وهذه مجرد أمثلة أى قليل من كثير جداً من النبوات التى وردت فى الكتب المقدسة. هل بعد كل هذا يشككون فى صحة الكتاب المقدس؟! نحن لا نقبل أى إدعاء بتحريف الكتاب.

+ نبوات لا يمكن أن يقبلها اليهود ولكنها بكتبهم إلى هذا اليوم :

تنبأ الكتاب المقدس بأمور لم يكن اليهود أنفسهم من الممكن أن يقبلوها. وبالرغم من ذلك فهى موجودة فى كتبهم إلى هذا اليوم مثلما ورد فى سفر إشعياء النبى "فى ذلك اليوم يكون مذبح للرب فى وسط أرض مصر وعمود للرب عند تخمها" (إش 19:19). فاليهود يرفضون تماماً إقامة أى مذبح خارج أورشليم. وأيضاً مكتوب "فيكون علامة وشهادة لرب الجنود فى أرض مصر، لأنهم يصرخون إلى الرب بسبب المضايقين فيرسل لهم مخلصاً ومحامياً وينقذهم، فيُعرَف الرب فى مصر ويعرف المصريون الرب فى ذلك اليوم ويقدمون ذبيحة وتقدمة وينذرون للرب نذراً ويوفون به" (إش 20:19-21) هذا هو مذبح الرب الذى للعهد الجديد.. فمَن يقبل مِن اليهود أن يكون مذبح للرب فى وسط أرض مصر؟!! فهم مشتتون فى العالم كله إلى اليوم، ومع ذلك لم يقيموا أى مذبح خارج أورشليم، وإذ يحاولون إعادة المذبح مكان هيكل سليمان مرة أخرى، لكنهم لم يستطيعوا أن يعملوا هذا..

وتنبأ أيضاً عن مجىء العائلة المقدسة إلى أرض مصر "هوذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم إلى مصر فترتجف أوثان مصر من وجهه ويذوب قلب مصر داخلها" (إش 1:19).
من الممكن أن نجيب المشككين بأنه لا يمكن تحريف الكتاب المقدس لا فى العهد القديم، ولا فى العهد الجديد. لأنه لو قمنا بتحريف أى آيات فى العهد القديم فحتمياً كان اليهود سيحتجون ويهيجون علينا، ويقولون إننا نؤلف آيات لكى نثبت بها مسيحيتنا.. ولكن هذا بالطبع لم يحدث على الإطلاق ولم يحتج اليهود علينا ولم يقولوا إننا أضفنا آيات إلى سفر إشعياء أو إلى غيره من الأسفار.

+ بل وأيضاً لم يستطع اليهود أن يحذفوا أى لعنة من اللعنات التى ضدهم فى الكتاب المقدس :

كل اللعنات التى فى الكتاب المقدس على شعب إسرائيل؛ لم يستطيعوا حذفها، بل وكل التعييرات التى بلا حصر الموجودة فى الكتاب المقدس "وقد صار عقاب بنت شعبى أعظم من قصاص خطية سدوم التى انقلبت كأنه فى لحظة ولم تلق عليها أياد. كان نذرها أنقى من الثلج وأكثر بياضاً من اللبن.. لم يُعرفوا فى الشوارع لصق جلدهم بعظمهم.. أيادى النساء الحنائن طبخت أولادهن. صاروا طعاماً لهن فى سحق بنت شعبى. أتم الرب غيظه، سكب حمو غضبه وأشعل ناراً فى صهيون فأكلت أسسها. لم تصدق ملوك الأرض وكل سكان المسكونة أن العدو والمبغض يدخلان أبواب أورشليم. من أجل خطايا أنبيائها وآثام كهنتها السافكين فى وسطها دم الصديقين. تاهوا كعُمىٍ فى الشوارع وتلطخوا بالدم حتى لم يستطع أحد أن يمس ملابسهم" (مرا 6:4-14) تركوا كل هذه الفضائح مُسجلة ضدهم ولم يستطيعوا حذفها.. مَن مِن الشعوب يقبل على نفسه أن يقال عنه إن النساء طبخت أولادهن.. عبارة "من أجل خطايا أنبيائها" يقصد بها الأنبياء الكذبة الذين كانوا يتملقون الملوك ويكذبون عليهم.
ففى قول الكتاب: "ثم قال الرب لى وإن وقف موسى وصموئيل أمامى لا تكون نفسى نحو هذا الشعب" (أر15: 1)، فهذه الكلمات تعتبر تجريحاً لشعب إسرائيل..
فلو أراد اليهود تحريف هذه الأسفار لكانوا قد حذفوا هذه العبارة مثلاً، ولكنهم لا يقدرون أن يحذفوا ولا حرف واحد ولا كلمة واحدة من توراتهم، لأنهم وقت كتابتهم صفحة فى الكتاب المقدس يحصون عدد الأحرف فى السطر، وعدد السطور فى الصفحة كلها.. فكيف يُحذف بعد حتى ولو كلمة واحدة إن كان من المحال أن يتغير عدد الأحرف.
وأيضاً "وقال الرب لى فى أيام يوشيا الملك هل رأيت ما فعلت العاصية إسرائيل انطلقت إلى كل جبل عال وإلى كل شجرة خضراء وزنت هناك. فقلت بعدما فعلت كل هذه ارجعى إلىّ فلم ترجع فرأت أختها الخائنة يهوذا. فرأيت إنه لأجل كل الأسباب إذ زنت العاصية إسرائيل فطلّقتها وأعطيتها كتاب طلاقها، لم تخف الخائنة يهوذا أختها بل مضت وزنت هى أيضا" (إر 6:3-8) ما هذا؟! هل يرضى أحد أن يُسجّل على نفسه هذا الكلام ويتركه مُسجل عبر الأجيال؟!!
ثم يقول الرب: "اذهب ونادِ بهذه الكلمات نحو الشمال وقل إرجعى أيتها العاصية إسرائيل يقول الرب" (أر 12:3).. ثم بعد أن يقول الرب فى الآية 15 فى نفس الإصحاح: "وأعطيكم رعاة حسب قلبى فيرعونكم بالمعرفة والفهم" يعود ويقول فى الآية 16: "ويكون إذ تكثرون وتثمرون فى الأرض فى تلك الأيام يقول الرب، إنهم لا يقولون بعد تابوت عهد الرب
ولا يخطر على بال ولا يذكرونه ولا يتعهدونه ولا يصنع بعد" (أر16:3) كيف بعد أن يعطيهم الرب رعاة حسب قلبه، لا يقولون بعد تابوت عهد الرب، ولا يخطر على بال، ولا يذكرونه، ولا يتعهدونه.. يقصد الرب بهذا بأن يُعلِمهم إنه سوف لا يكون لهم هيكل.. لا يقولون تابوت عهد الرب، ولا يخطر على بال، ولا يذكرونه، ولا يتعهدونه، ولا يُصنع بعد.. أى لا يوجد تابوت العهد، ولا يقدرون أن يعملوا غيره.. هذه الآية تُفسِّر كذِب الأساطير المخترعة التى تقول بأن اليهود سيؤمنون بعد أن يُبنى الهيكل لأنه واضح من كلام الرب فى هذه الآية عدم وجود هيكل لهم، ولا حتى سيخطر على بال.
فإن أراد اليهود تحريف الكتاب المقدس لكانوا قد حذفوا هذه الاتهامات التى ضدهم، واللعنات الموجهه إليهم هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى كانوا قد حذفوا النبوات الواضحة عن السيد المسيح.

+ فإن كان من يغيرّ فى تفسير الشريعة فقط، وليس فى نصها، كان يُحكم عليه بالموت، فماذا سوف يكون الموقف إذا قام أحد بتغيير النص؟!!

فالسيد المسيح لم يغيّر فى النص على الإطلاق، لكن قال لهم: "السبت إنما جُعل لأجل الإنسان، لا الإنسان لأجل السبت، إذاً ابن الإنسان هو رب السبت أيضاً" (مر 27:2،28). وسألهم "ألا يحل كل واحد منكم فى السبت ثوره أو حماره من المذود ويمضى ويسقيه، وهذه هى ابنة إبراهيم قد ربطها الشيطان ثمانى عشرة سنة، أما كان ينبغى أن تُحل من هذا الرباط فى يوم السبت" (لو 15:13،16) كانت المسألة مجرد حوار حول التفسير فقط، لكن لم يحدث إطلاقاً صراع حول النص. بل على العكس لقد شهد السيد المسيح للعهد القديم فى مواقف كثيرة كما أوضحنا سابقاً، وقد سألهم أيضاً: "ماذا تظنون فى المسيح، ابن من هو؟ قالوا له ابن داود. قال لهم: فكيف يدعوه داود بالروح رباً قائلاً: قال الرب لربى اجلس عن يمينى حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك" (مت 42:22-45) شهد الرب أن ما قاله داود هو بالروح.وإن كان المسيحيون حرّفوا الكتاب المقدس، لما سكت اليهود إطلاقاً، لأن الكتاب المقدس العهد القديم هو كتابهم.
إن لمجرد تفسير بولس الرسول بأن الختان كان رمزاً للمعمودية، قام عليه اليهود. ونذر أربعون شخصاً أن لا يأكلوا إلا بعد قتله لأنهم اعتبروه ناقضاً للناموس. وكذلك السيد المسيح عندما شفى مرضى فى يوم السبت قام عليه اليهود وحكموا عليه بالموت..

من تمم النبوات؟!!
إن المهم فى إتمام هذه النبوات هو أن بعضها لم يتممها أصدقاء للسيد المسيح، ولكن تممها الذين قتلوه!!
نبوة عن تلميذه الذى خانه "أيضاً رجل سلامتى الذى وثقت به آكِلُ خبزى رفع علىَّ عقبه" (مز 9:41). وأيضاً "فقال لى الرب ألقها إلى الفخارى الثمن الكريم الذى ثمنونى به فأخذت الثلاثين من الفضة وألقيتها إلى الفخارى فى بيت الرب" (زك 13:11) وهذا ما حدث بالفعل، فقد أخذوا الثلاثين من الفضة واشتروا بها حقل الفخارى..
إن رؤساء الكهنة.. يهوذا الإسخريوطى.. بيلاطس البنطى.. هيرودس الملك.. كل هؤلاء قد تمموا النبوات مع أنهم كانوا أعداءً للسيد المسيح.
فقد تنبأ الكتاب عن قتل أطفال بيت لحم "هكذا قال الرب: صوت سمع فى الرامة، نوح بكاء مر، راحيل تبكى على أولادها وتأبى أن تتعزى عن أولادها لأنهم ليسوا بموجودين"
(إر 15:31) فعندما أرسل هيرودس وقتل كل أطفال بيت لحم من سن سنتين فما دون، هرب السيد المسيح إلى أرض مصر.. لم يهرب من الخوف، بل من أجل أن يبدأ رسالته ويُعلِّم تعاليم العهد الجديد، ثم يقدّم نفسه ذبيحة فداءً عن حياة العالم كله.حقاً "من الآكل خرج أكل ومن الجافى خرجت حلاوة" (قض 14:14). لأن أعداء المسيح قد حققوا جزءًا هاماً من النبوات التى كُتبت عنه.

الاكتشافات التى تمت للكتب المقدسة

كان هناك بعض رعاة للأغنام فى وادى قمران جهة البحر الميت سنة 1945م، هؤلاء اكتشفوا قدوراً أثناء فتحهم لبعض المغائر، وعند فتحهم لهذه القدور وجدوا لفائف ورقائق لا يستطيع أحد أن يفردها. فذهبوا للمطران مارِيشوع صموئيل السريانى - قد زرته فى نيويورك مع قداسة البابا سنة 1989م - فاشتراها منهم ولكنه لم يستطع فتحها. فاتصل بالجماعات الأمريكية فطلبوا أن يشتروها منه؛ وبالفعل قام بتسليمها لهم. واشترتها الجامعة العبرية وفتحوا الأسفار، ووجدوا نسختين كاملتين من سفر إشعياء بالنص كما هو فى المازوريتك العبرى الذى منه تُرجمت النسخ التى بين أيدينا لسفر إشعياء المملوء بالنبوات عن السيد المسيح ويرجع تاريخ نسخهما إلى القرن الثانى قبل الميلاد.

استحالة تحريف العهد الجديد


قد قال السيد المسيح: "فإنى الحق أقول لكم إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل" (مت 18:5). وأيضاً "السماء والأرض تزولان ولكن كلامى لا يزول" (مر 31:13) وهذا وعد من السيد المسيح بأن كلامه لا يزول..
وقال القديس يوحنا الرسول فى كتابته لسفر الرؤيا آخر أسفار العهد الجديد: "إن كان أحد يزيد على هذا يزيد الله عليه الضربات المكتوبة فى هذا الكتاب. وإن كان أحـد يحذف من أقوال كتاب، هذه النبوة يحذف الله نصيبه من سفر الحياة ومن المدينة المقدسة ومن المكتوب فى هذا الكتاب" (رؤ 18:22-19).
وقد حاولت مجموعة من العلماء بحث نتيجة افتراض فقد كتاب العهد الجديد بأكمله؟ فاستطاعوا أن يجمّعوا من خلال كتابات الآباء القديسين فى القرنين الثانى والثالث الميلادى آيات العهد الجديد بأكمله ماعدا 11 آية فقط. وذلك حسب ما ورد فى مرجع }نورمان جسلر ووليم نكس{ وأحصيت كتابات الآباء السابقين لمجمع نيقية فوجدوا أن الاقتباسات التى اقتبسوها من العهد الجديد 36289 آية؛ من الأناجيل الأربعة 19368، ومن سفر الأعمال 1352، ومن رسائل القديس بولس الرسول 14035، ومن الرسائل الجامعة 870، ومن سفر الرؤيا 664 اقتباس.. معنى هذا إذا حدث وفُقد العهد الجديد كله الـ 27 سِفر الذى وضع قانونهم القديس أثناسيوس الرسولى؛ من الممكن تجميعه مرة أخرى ماعدا 11 آية فقط من كتابات الآباء فى القرن الثانى والثالث الميلادى. إذا وضعنا إلى جوارهم كتابات قداسة البابا أو كتابات آباء القرن الثالث أو الرابع سيكمّلوا الـ 11 آية المفقودة..

كيف يمكن تحريف الإنجيل مع وجود هرطقات متنوعة؟!

هناك من الهراطقة الذين جادلوا ضد القديسين. أريوس ضد البابا ألكسندروس منذ سنة 313م. وأيضاً الحوار الذى دار بين القديس أثناسيوس الرسولى وبين أريوس فى أوائل القرن الرابع الميلادى. فأريوس كان ينكر ألوهية السيد المسيح، والقديس أثناسيوس كان يدافع عن لاهوت السيد المسيح. فلم يحدث إطلاقاً أن قال أريوس للبابا ألكسندروس أو للقديس أثناسيوس إن الآيات التى قمتما باستخدامها لإثبات ألوهية السيد المسيح ليس لها وجود فى الكتاب المقدس، لم يستطع إنكار أية آية استخدمها البابا ألكسندروس أو القديس أثناسيوس لإثبات لاهوت السيد المسيح لكنه كان يحاول إثبات هرطقته بالتحوير فى تفسير الآيات أو استخدام آيات أخرى يسئ هو فهمها وتفسيرها. كما أن الآباء أيضاً لم يحذفوا الآيات التى استخدمها أريوس أو الهراطقة والتى أساءوا فهمها مثل: "ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا الملائكة الذين فى السماء ولا الابن إلاّ الآب" (مر 32:13) مجرد حرف وكلمة "ولا الابن" لكن تركتهم الكنيسة.. وأيضاً "أبى أعظم منى" (يو 28:14) نقولها يومياً فى إنجيل الساعة الثالثة بصلوات الأجبية ولا يهمنا كلام الهراطقة وسوء فهمهم للآيات لأننا واثقين أن الكتاب المقدس بأكمله يثبت لاهوت السيد المسيح ووحدانية الثالوث القدوس.. فإن كنا فعلاً قد حرّفنا الكتاب كما يدّعى المسيئون ضد الكتاب، فلماذا لم نحذف كلمة "ولا الابن"؟ ولماذا لم نحذف من رسالة كورنثوس الأولى الآية التى شرحها قداسة البابا صباح اليوم أن الابن سيخضع لله "حينئذ الابن نفسه أيضاً سيخضع للذى أخضع له الكل كى يكون الله الكل فى الكل" (1كو 28:15).. لم نقم بحذف أو إضافة أى حرف لأن الكتاب يقول: "إن كان أحد يزيد على هذا يزيد الله عليه الضربات.. وإن كان أحـد يحذف.. يحذف الله نصيبه من سفر الحياة ومن المدينة المقدسة ومن المكتوب فى هذا الكتاب" (رؤ 18:22-19).
ومن المعروف أن المسيحية قامت ضدها هرطقات منذ القرن الأول الميلادى - ليس فقط فى زماننا هذا - ولم يحدث إطلاقاً أن اليهود أو الوثنيين أو الهراطقة اتهموا المسيحيين بتحريف الكتاب المقدس. لقد بدأ القديس يوحنا الرد على الغنوسيين فى إثبات لاهوت السيد المسيح فى القرن الأول الميلادى.. ومذكور فى سفر الرؤيا "تعاليم النقولاويين الذى أبضغه" (رؤ 15:2)، وتكلّم بولس الرسول عن أناس هراطقة ينكرون القيامة ويقلبون الإيمان "اللذان زاغا عن الحق قائلين إن القيامة قد صارت فيقلبان إيمان قوم" (2تى 18:2).. استمرت الهرطقات على مدى الزمان، فإذا تجاسر أحد أن يُغيّر آية فى العهد الجديد؛ لكانوا وضعوا أمامه الآية التى تقول: "إن كان أحد يزيد على هذا يزيد الله عليه الضربات المكتوبة فى هذا الكتاب. وإن كان أحـد يحذف من أقوال كتاب هذه النبوة يحذف الله نصيبه من سفر الحياة ومن المدينة المقدسة ومن المكتوب فى هذا الكتاب" (رؤ 18:22-19). فمن الذى يجرؤ أمام هذه الآية أن يغيّر؛ يحذف أو يزيد كلمة من الكتاب المقدس.. ينظر الهراطقة بالمرصاد فإذا تغيّر أى حرف فى الكتاب المقدس؛ لقاموا بإعلان الحرب والفضائح بتحريف الكتاب. إن المسيحيين قد استشهدوا من أجل الإنجيل، وقد دفـعوا الثمن غالياً. فكيف يمكن إنسان أن يحرّف الحقيقة وفى نفس الوقت يضحى بحياته فى سبيل حقيقة محرّفة؟!! فمن جيل إلى جيل لم توجد ديانة فى العالم كله احتملت الاضطهاد وقدمت شهداء مثل المسيحية. منذ فجر المسيحية الأول وإلى ملء التاريخ.

و كيف يمكن تحريف الإنجيل مع وجود خلافات بين الكنائس؟!

حدثت انقسامات فى الكنيسة وصار هناك نساطرة، وكاثوليك، وخلقيدونيون، ولا خلقيدونيون.. جماعات كثيرة انشقت عن الكنيسة الأرثوذكسية، فكيف يمكن أن تتفق هذه الكنائس كلها على التحريف؟!
ومازال كل هؤلاء موجودين إلى يومنا هذا. وقد أصدرت لكم كتاب عن الكنيسة الآشورية تاريخها وعقيدتها بين الماضى والحاضر.. مازالت تقول هذه الكنيسة على نسطور إنه قديس وتذكر اسمه، وتلعن القديس كيرلس عمود الدين، والقديس ساويرس الأنطاكى تاج السريان.. ولا تؤمن هذه الكنيسة بأن عمانوئيل إله حقيقى، ولا بأن العذراء مريم والدة الإله.. وعلى الرغم من هذا كله لم تجرؤ هذه الكنسية أن تتهمنا بتحريف الكتاب المقدس..

و كيف يمكن تحريف الإنجيل بعد تعدد النسخ فى أنحاء العالم كله؟!

لقد كانت عادة المسيحيين عند دفن موتاهم. إنهم يضعون نسخة من الكتاب المقدس تحت رأس المنتقل. وقد وجدوا فى حفريات نجع حمادى فى مصر فتاة قبطية وتحت رأسها نسخة من سفر المزامير بأكمله باللغة القبطية من القرون الأولى للمسيحية.. كيف يستطيع أحد بعد ذلك أن يجمع كل هذه النسخ المنتشرة فى أنحاء العالم ليحرّف فيها؟!
"فقال الرب لى: أحسنت الرؤية لأنى أنا ساهر على كلمتى لأجريها" (إر 12:1). فهل الله لم يستطع أن يحفظ ولو نسخة واحدة من الكتاب المقدس؟!! إنه يوجد نسخ من الكتب المقدسة موجودة فى المتاحف، بعضها أجزاء من الكتاب المقدس وبعضها نسخ كاملة من الكتاب المقدس تشمل العهدين القديم والجديد موجودة مثل النسخة الفاتيكانية، والنسخة السينائية، والنسخة الإسكندرية.
فالنسخة الفاتيكانية خطت سنة 328م بأمر الملك قسطنطين، وهى محفوظة الآن فى الفاتيكان وكتبت فى مصر، وتتضمن العهدين القديم والجديد باللغة اليونانية. والنسخة السينائية خطت فى أواخر القرن الرابع الميلادى على رقوق مرهفة من أربعة أعمدة فى الصفحة الواحدة وقد عثر عليها العالِم شندروم فى دير سانت كاترين عند سفح جبل سيناء وهى موجودة الآن فى المتحف البريطانى. والنسخة الإسكندرية خطت فى القرن الخامس الميلادى، وظلت فى حفظ بطاركة الإسكندرية حتى عام 1828م حيث أهداها البطريرك لوكارس الكريدى (الملكانى) إلى ملك بريطانية شارل الأول وهى الآن محفوظة فى المتحف البريطانى فى إنجلترا.
إلى جانب أنه وُجدت قصاصات متناثرة من الأناجيل فى أماكن متعددة فى العالم موجودة بالمتاحف، ولم يحدث إطلاقاً أن وجدت قصاصة من صفحة من صفحات الإنجيل، ووُجدت مختلفة عن الأناجيل الذى بين أيدينا الآن. مهما كان عمرها، إن رجعت إلى القرن الأول الميلادى أو الثانى أو ما بعد ذلك.. لذلك لا يمكن أن نقبل إطلاقاً إدّعاء تحريف الكتاب المقدس.
أحياناً يرى البعض اختلافات فى الكتاب المقدس بين أجزاء وأجزاء. مثال لذلك إنجيل يوحنا يقول عن المريمات: "جاءت مريم المجدلية إلى القبر باكراً والظلام باق" (يو 1:20). وإنجيل آخر هو إنجيل مرقس يقول: إنهن "أتين إلى القبر إذ طلعت الشمس" (مر 2:16). لكن فى الحقيقة إن هذا ليس اختلافاً ولكنه سوء فهم من القارئ لأنه عندما يقول "إذ طلعت الشمس" يقصد نور الشمس وليس قرص الشمس. وعند طلوع الشمس من ناحية الشرق يكون الظلام باق من ناحية الغرب. فليس هناك أى تناقض. وأى تناقض ظاهرى يراه القارئ يكون نتيجة عدم فهم وسرعة فى الحكم على الآية.
فمن الطبيعى أننا نقرأ الكتاب المقدس فى خشوع، وفى احترام، ونسأل الآباء ومعلمى البيعة ونستشير أقوال وكتابات الآباء القديسين إذا اُغلق علينا فهم أى جزء من أجزاء الكتاب المقدس لأن الكتاب كله هو موحى به من الله "كل نبوة الكتاب ليست من تفسير خاص. لأنه لم تأتِ نبوة قط بمشيئة إنسان، بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس" (2بط 20:1،21).
بعد كل ما سبق وأوضحناه؛ للرد عليهم نستطيع أيضاً أن نسألهم؛ كيف بعد أن كُتبت الأناجيل كلها وانتشرت فى العالم كله، يستطيع أحد بعد ذلك أن يحرّف فيها؟!! كيف يستطيع أن يُجمِّع كل هذه النسخ المنتشرة فى أنحاء العالم أجمع ليُحرِّف فيها؟!!

مكتبة الإسكندرية

الذين يتهموننا بتحريف الكتاب المقدس؛ لماذا حرقوا مكتبة الاسكندرية؟ إن أولادنا الأقباط العاملين بمكتبة الإسكندرية لديهم أوامر أن يكذبوا على السواح الزائرين المكتبة ويقولون لهم إن الأقباط هم الذين حرقوا المكتبة.. لماذا سنحرق نحن المكتبة؟!! وكيف نحرق نحن أقوال آبائنا أبطال الإيمان القديس أثناسيوس والقديس كيرلس عمود الدين؟! لقد أرسل بابا الإسكندرية القديس كيرلس عمود الدين البابا الرابع والعشرون رسالة إلى الإمبراطور ثيئودسيوس الثانى يقول له: أرسلت لك نسخة أصلية منسوخة من النسخة الأصلية لرسالة أبينا الطيب الذِكر أثناسيوس البابا العشرين لأبيكتيتوس عن طبيعة السيد المسيح (الكريستولوجى)، لوجود بعض أناس يحرّفون كتابات القديس أثناسيوس.. لذلك أرسل له النسخة الأصلية. ولو قرأت رسالة القديس أثناسيوس لأبيكتيتوس؛ تجدها تماماً مثل تعليم القديس كيرلس عمود الدين عن تجسد الكلمة وعن الكريستولوجى؛ مثلاً: يقول القديس أثناسيوس لقد جاء الله الكلمة فى شخصه الخاص، أى شخص الله الكلمة هو شخص يسوع المسيح نفسه ولم يتخّذ شخص من البشر وهكذا شرح القديس كيرلس عبارة "الكلمة صار جسداً" بمعنى أن الكلمة اتخذ جسداً؛ وليس أن الكلمة تحوّل إلى جسد؛ مثلما نقول "صار لعنة لأجلنا" أى حمل لعنة خطايانا وليس بمعنى تحوّل إلى لعنة..فمن هو الذى يحرق مكتبة الإسكندرية؟ هل بطاركة الإسكندرية الذين كانوا هم مديرى الكلية الإكليريكية بمدرسة الإسكندرية أعظم مدرسة لاهوتية فى العالم.. ظلت الكتب تُحرق لمدة ستة شهور، وبعد كل ذلك يأمرون أولادنا الأقباط أن يكذبوا على السواح ويقولوا أن الأقباط هم الذين حرقوا المكتبة. ولكن:

الحق يتكلم حتى ولو صمت. ويتكلم ولو بدا أنه قد ضاع لأن الحق لا يمكن أن يضيع
ولإلهنا المجد الدائم إلى الابد....أمين
 

Coptic MarMar

مشرفة شقية أوى
مشرف سابق
إنضم
29 سبتمبر 2007
المشاركات
20,364
مستوى التفاعل
392
النقاط
0
الإقامة
^_*قلب حبيبى^_*
رد على: سؤال هل الكتاب المقدس محرف؟

بسم ربنا يسوع

موضوعنا الآن سيتدرج للرد على أحدث ما صدر من كتب تتدّعى أن الكتاب المقدس قد حُرِّف وأن المسيحية ديانة فاسدة..

رأى الله فى الكتاب المقدس

لنرى معاً ما رأى ربنا نفسه فى الكتاب المقدس.. يقول الرب فى سفر إرميا: "ثم صارت كلمة الرب إلىَّ قائلاً ماذا أنت راءٍ يا إرميا فقلت أنا راءٍ قضيب لوز، فقال الرب لى أحسنت الرؤية لأنى أنا ساهر على كلمتى لأجريها" (إر 11:1-12).. عندما قال إرميا النبى: "أنا راءٍ قضيب لوز" قال له الرب: "أحسنت الرؤيا".. نحن لا نغفل العلاقة بين عصا هارون التى أفرخت وإنها كانت قضيب لوز (انظر عد17: 8)؛ وهى تُشير إلى التجسد الإلهى.. والتجسد الإلهى مرتبط بالله الكلمة.. وهنا نرى الارتباط بين "الله الكلمة" وبين "كلمة الله" فهما ليسا شيئاً واحداً.. ولذلك قال له الرب: "أحسنت الرؤيا" ثم قال: "أنا ساهر على كلمتى لأجريها"..لنرى رأى الله نفسه الذى تجسد ماذا قال؟ قال: "الحق أقول لكم إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل" (مت 18:5) هذا يُرينا دور ملك الملوك ورب الأرباب ربنا ومخلصنا يسوع المسيح الذى قال أنا ساهر على كلمتى لأجريها فى رؤية قضيب لوز؛ هو نفسه الذى قال لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس.. وقال أيضاً: "السماء والأرض تزولان ولكن كلامى لا يزول" (مت 35:24)، (مر 31:13)، (لو 33:21).. وبذلك نرى أن الله قال عن العهد القديم (الناموس): إن حرف واحد أو نقطة واحدة لا تسقط ولا تزول حتى نهاية العالم.. فالنقطة الواحدة فى اللغة العبرية تُغيّر معنى الكلمة كلها تماماً مثل اللغة العربية، فلو وضعنا نقطة واحدة مثلاً على كلمة "طهّر" تصير الكلمة "ظهر" غيّرت معنى الكلمة تماماً.. لذلك قال الرب لا يزول حرف واحد ولا نقطة واحدة حتى نهاية العالم..

طريقة كتابة الأسفار

لقد كان لليهود عادات وقوانين صارمة فى كتابة الأسفار الخاصة بالعهد القديم. مثل الاغتسال، وارتداء الثياب العبرانية، وأن تكون الرقوق من جلود الحيوانات الطاهرة، ويكون الحِبر أسود نقى من العسل والكربون، ولا تكتب كلمة واحدة من الذاكرة. والكاتب يقرأ الكلمة بصوت مسموع أثناء الكتابة. وعند كتابة اسم من أسماء الله. لابد أن يذهب الكاتب للاغتسال وتغيير الملابس، ثم يكتب بريشة خاصة، وحبر خاص. وإذا وجد فى نسخة ثلاثة أخطاء أو أكثر تُعدم هذه النسخة كلها وإن وُجدت غلطة واحدة أو إثنتان فقط؛ يقومون بتصحيح هذا الخطأ. ولذلك كانوا يستطيعون أن يحفظوا كل سفر وأجزاءه وسطوره وآياته وكلماته وحروفه. فمثلاً كان معروفاً عندهم أن حرف الألف ورد فى التوراة العبرية (أى أسفار موسى الخمسة) 42377 مرة لأنهم قاموا بإحصائه فى كل التوراة، وحرف الباء 38218 مرة. فهم يقومون بإحصاء الحرف الواحد كم مرة ورد فى كل التوراة، فإن نقص مجرد حرف واحد فقط يقومون بمراجعة السفر كله من بدايته ويتم اكتشاف هذا الحرف.وممنوع على الكاتب أن يكتب من الذاكرة أية عبارة حتى ولو كان حافظ المزمور كله مثلاً.. لأنه من الممكن أن تتغير ولو كلمة واحدة من تكرار الحفظ؛ فبدلاً من أن يقول "وعلى لباسى يقترعون" (مز 18:22) يخطأ ويقول: "وعلى لباسى ألقوا قرعة".. هذا ممنوع، بل أيضاً الكاتب ليس حُراً أن ينقل الصفحة الواحدة إلى صفحة ونصف مثلاً أو صفحة وسطر أو صفحة إلاّ سطر. وليس أيضاً حُراً أن ينقل السطر بكلمات أقل من السطر الأصلى المنقول منه. بمعنى لابد أن يبدأ الصفحة بنفس الكلمة التى فى الصفحة المنقول منها وينتهى عند نفس الكلمة التى فى نهاية الصفحة الأصلية. يكون مثل القرطاس مقفول، وعند الانتهاء من قراءة صفحة؛ يلف الرولل ويبدأ فى الصفحة التالية..

وحدة الكتاب المقدس

إن الكتاب المقدس بجزئيه العهد القديم والـعهد الجديد هو كتاب واحد. فلا يمكن أن نفـصل كلام الله حتى وإن كان مقسماً إلى أسفار، والأسفار مقسمة إلى إصحاحات. ونتكلم عن العهد القديم والعهد الجديد.
إن وحدة الكتاب المقدس يستطيع أن يشعر بها كل إنسان تعمل نعمة الله فى حياته، ويعمل الروح القدس فى قلبه. وقد قال القديس بولس الرسول: "كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذى فى البر، لكى يكون إنسان الله كاملاً متأهباً لكل عمل صالح" (2تى 16:3،17).
إن عبارة "كل الكتاب هو موحى به من الله" تؤكد وحدة أسفار الكتاب المقدس. وكذلك قال معلمنا بطرس الرسول: "عالمين هذا أولاً أن كل نبوة الكتاب ليست من تفسير خاص. لأنه لم تأتِ نبوة قط بمشيئة إنسان بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس" (2بط 20:1-21). إن الكتاب المقدس يمثل ذخيرة أو كنزاً، وأمانة قد تسلمناها لابد أن نحافظ عليها. فكيف نجعل الكتاب المقدسيعيشفىداخلنا،وكيفنحافظعليهكوديعةمقدسةتسلمناه ا؟

الكتاب المقدس هو سر قوة المسيحية

قال القديس بولس الرسول: "فلا تخجل بشهادة ربنا ولا بى أنا أسيره بل اشترك فى احتمال المشقات لأجل الإنجيل، بحسب قوة الله الذى خلصنا ودعانا دعوة مقدسة لا بمقتضى أعمالنا، بل بمقتضى القصد والنعمة التى أعطيت لنا فى المسيح يسوع قبل الأزمنة الأزلية، وإنما أظهرت الآن بظهور مخلصنا يسوع المسيح الذى أبطل الموت وأنار الحياة والخلود بواسطة الإنجيل" (2تى 8:1-10).
فكما أن السيد المسيح قد داس الموت بالموت، وانتصر عليه وقام من الأموات. فقد أرسل تلاميذه إلى العالم لكى يبشروا بالقيامة. وهذا هو سر قوة المسيحية لذلك يقول: "الذى أبطل الموت وأنار الحياة والخلود بواسطة الإنجيل". ويقول معلمنا بولس الرسول: "الذى جُعِلت أنا له كارزاً ورسولاً ومعلماً للأمم. لهذا السبب أحتمل هذه الأمور أيضاً لكننى لست أخجل لأننى عالم بمن آمنت وموقن أنه قادر أن يحفظ وديعتى إلى ذلك اليوم" (2تى 11:1-12). فهو يقول إذا وضعت فى السجن لا أخجل لأننى عالم بمن آمنت وأيضاً يقول: "ونحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله الذين هم مدعوون حسب قصده" (رو 28:8).

كلمة الله لا تقيد

وكذلك وهو فى السجن يقول: "إن أمـورى قد آلت إلى تقدم الإنجيل حتى أن وثقى صارت ظاهرة فى المسيح فى كل دار الولاية وفى باقى الأماكن أجمع" (فى 12:1،13). أى أنه عندما وضعونى فى السجن، وذهبوا بى إلى دار الولاية كانت هذه فرصة أن يسمع جميع الشعب الذى فى دار الولاية أخبار الإنجيل. وبذلك تقدم الإنجيل ولم يتأخر.
فمن الممكن أن بولس الرسول يُسجن ويُقيد. ولكن كلمة الله لا تُسجن أو تُقيد، ويقول لتلميذه تيموثاوس "تمسك بصورة الكلام الصحيح الذى سمعته منى فى الإيمان والمحبة التى فى المسيح يسوع احفظ الوديعة الصالحة بالروح القدس الساكن فينا" (2تى 13:1-14).وهنا يطالبنا بولس الرسول. أن نتمسك بصورة الكلام الصحيح فى التعليم، وبحفظ الوديعة الصالحة بالروح القدس الساكن فينا. فهناك وديعة صالحة قد تسلمت على مدى الأجيال من جيل إلى جيل.. من الأنبياء.. من الرسل.. وتسلمت للكنيسة.

الروح القدس حارس للكتاب المقدس
إن هناك حارس للكتاب المقدس وهو الروح القدس. فنلاحظ أنه لم يقل: "الروح القدس الساكن فيك" بل قال: "الروح القدس الساكن فينا" أى أن الروح القدس يعمل فى الجماعة، من أجل حراسة التعليم الصحيح، وحراسة الإنجيل. ولكن هذا يحدث فى جماعة القديسين وليس جماعة الهراطقة.
إن ذلك يذكرنا بعهد الله الذى قاله على فم إرميا النبى عن وضع الكتاب المقدس فى العهد الجديد: "ها أيام تأتى يقول الرب وأقطع مع بيت إسرائيل ومع بيت يهوذا عهداً جديداً. ليس كالعهد الذى قطعته مع آبائهم يوم أمسكتهم بيدهم لأخرجهم من أرض مصر حين نقضوا عهدى فرفضتهم يقول الرب. بل هذا هو العهد الذى أقطعه مع بيت إسرائيل بعد تلك الأيام يقول الرب. أجعل شريعتى فى داخلهم وأكتبها على قلوبهم وأكون لهم إلهاً وهم يكونون لى شعباً" (إر 31:31-33). فالمقصود بالعهد القديم هنا؛ هو موقف الإنسان فى العهد مع الله. وليس كتاب العهد القديم.

أجعل شريعتى فى داخلهم

قديماً كانت الشريعة مكتوبة على ألواح من حجارة، وعندما أخذ موسى النبى الوصايا العشـرة كانت مكتوبة بإصبع الله على لوحين؛ أربعة على اللوح الأول، وستة على اللوح الثانى. ولكن الله وعد فى هذه المرة بأن تكون الوصية مكتوبة على قلوبنا.إن الكتاب المقدس مكتوب على قلوبنا. وقد وعد السيد المسيح وقال: "أما المعزى الروح القدس الذى سيرسله الآب باسمى فهو يعلمكم كل شىء ويذكركم بكل ما قلته لكم" (يو 26:14). وأيضاً "وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية" (يو 13:16). وقد تحقق هذا الوعد عندما بدأ التلاميذ فى كتابة الأناجيل. فقد تذكروا كلام السيد المسيح.
مثال لذلك؛ عندما كتب معلمنا متى البشير الموعظة على الجبل. فالروح القدس هو الذى أوحى إليه بهذه الكلمات وذكره بها. فعندما نقرأ الكتاب المقدس ونحن مصلون وخاشعون، وفى حالة اتصال حقيقى مع الله. نشعر أن ما نقرأه موجود فى داخلنا، وليس غريباً عنا. كما أننا نعيش فيه، والله ينطق به فى داخلنا بقوة الروح القدس الساكن فينا. لذلك نستطيع أن نميز إن كان ما نقرأه هو كلام الله، أم كلام شخص آخر. ولذلك إذا فُرض أن شخصاً إدّعى أن لديه إنجيلاً، أو سفراً من أسفار الكتاب المقدس، وقال إن هذا السـفر ينسب إلى أسفار العهد الجديد أو أسفار العهد القديم. فإذا قرأنا هذا الكتاب بالروح نستطيع أن نكتشف إن كان هذا إنجيلاً حقيقياً أم لا بدون أن نشعر بالاحتياج إلى الدراسة أو التعمق فى التاريخ واللغات والعلوم.
إن الصغير مثل الكبير يستطيع أن يميّز كلام الله كما قال الكتاب: "ولا يعلِّمون بعد كل واحد صاحبه وكل واحد أخاه قائلين: اعرفوا الرب لأنهم كلهم سيعرفوننى من صغيرهم إلى كبيرهم يقول الرب لأنى أصفح عن إثمهم ولا أذكر خطيتهم بعد" (إر 34:31).

كيف يعلمنا الروح القدس ما فى الأسفار المقدسة؟

كانت توجد فتاة من أسرة مسيحية. عاشت فى مدينة الإسكندرية فى القرون الأولى للمسيحية. وكانت تدعى مريم، وقد توفى والداها وكان عمرها حوالى اثنتى عشرة سنة، وقد سيطر الشيطان عليها وانحرفت وهى فى مرحلة المراهقة والشباب. وعاشت حياة خطية محزنة جداً.وكان فى أيام الفصح يذهب عدد كبير من المسيحيين إلى القدس لحضور الأسبوع المقدس (أسبوع الآلام) وعيد القيامة هناك. وكانوا يأخذون السفن من ميناء الإسكندرية إلى ميناء حيفا، ثم يكملون إلى مدينة أورشليم. ففكرت مريم الذهاب إلى هناك لممارسة الخطية فى هذه الأماكن السياحية، وعندما وصلت إلى أورشليم حيث كنيسة القيامة هناك حاولت الدخول ولكنها لم تستطع، وبدأت تبكى لأنها شعرت بغضب الله عليها. وذهبت إلى أيقونة السيدة العذراء وبدأت تبكى. فسمعت صوتاً من الأيقونة يقول لها: (إن أردت أن تخلصى فاخرجى إلى البرية) فذهبت إلى الصحراء المحيطة بنهر الأردن، القريبة من جبل التجربة الذى خرج إليه السيد المسيح بعد عماده من نهر الأردن.
وبعد أن عاشت القديسة مريم ما يقرب من خمسين سنة فى البرية، قابلها القديس زوسيما فى الأربعين المقدسة. رآها من بعيد فظن فى البداية أنها خيال، فقالت له لا تقترب لأنى امرأة عارية وكانت الشمس قد لوحت جسمها فاسمر لون جلدها. فطرح لها العباءة الخاصة به، ثم بدأت تتحدث معه، وحكت له قصتها واعترفت بخطاياها. وقد كانت أثناء حديثها معه تتكلم من الكتاب المقدس. فقال لها كيف وأنت فى البرية منذ شبابك المبكر عرفت كل هذه الآيات، وأنا لم أرَ معك أى كتاب؟!! فقالت له إن الروح القدس الذى أوحى للأنبياء والرسل ما كتبوه فى الكتاب المقدس هو الذى علمنى ما فى الكتاب المقدس.ثم طلبت منه أن يأتى إليها فى العام القادم عندما يخرج إلى البرية فى الصوم الأربعينى، وأن يحضر معه الجسد المقدس لكى تتناول من الأسرار المقدسة. وفعلاً فى العام التالى ذهب إليها وناولها من الأسرار المقدسة، ثم انفصلت عنه بضع خطوات وبدأت تصلى. وقد وجدها وهى تصلى مرتفعة عن الأرض مسافة حوالى متر. وهذا يعنى أنها قد وصلت إلى درجة روحية عالية جداً. ثم ركعت وأسلمت الروح. فقام بدفن جسدها وكتب سيرتها.وقد دعيت القديسة "مريم المصرية" لأنها كانت من مصر ولكنها لم تعش فى مصر فترة سياحتها فى البرية، بل قضتها فى برارى الأردن. وهذا يوضح لنا أنه لا يجب أن نشعر أن الكتاب المقدس خارج عنا أو غريب عنا. ولا نسـتطيع أن نقبل أى إدعاء يقول بتحريف الكتاب المقدس.

من يستطيع أن يقف أمام كلام الله؟

إن الكتاب المقدس هو كلام الله مثال لذلك "كـلام إرميا بن حلقيا من الكهنة الذين فى عناثوث فى أرض بنيامين، الذى كانت كلمة الرب إليه فى أيام يوشيا بن آمون ملك يهوذا فى السنة الثالثة عشرة من ملكه.. فكانت كلمة الرب إلىَّ قائلاً قبلما صورتك فى البطن عرفتك وقبلما خرجت من الرحم قدستك جعلتك نبياً للشعوب" (إر 1:1-5).
فقد قال له الله: "جعلتك نبياً للشعوب" هذه أذهلت النبى فقال: "آه يا سيد الرب إنى لا أعرف أن أتكلم لأنى ولد، فقال الرب لى لا تقل إنى ولد لأنك إلى كل من أرسلك إليه تذهب وتتكلم بكل ما آمرك به. لا تخف من وجوههم لأنى أنا معك لأنقذك يقول الرب. ومد الرب يده ولمس فمى وقال الرب لى ها قد جعلت كلامى فى فمك" (إر 6:1-9) جعلت كلامى فى فمك بمعنى أن ما سيقوله إرميا هو كلام الرب.. "انظر قد وكَّلتك هذا اليوم على الشعوب وعلى الممالك لتقلع وتهدم وتـهلك وتنقض وتبنى وتغرس" (إر 10:1) لا يهدم ويهلك ويبنى ويغرس إرميا النبى بيده، بل يفعل هذا بالكلمة التى يقولها. فإذا قال ستنهدم المدينة، تنهدم بالفعل. وإذا قال سيذهب هذا الشعب للسبى، يذهب الشعب للسبى.. فالكلمة تخرج من فمه وكأنه يأمر المدينة بالانهدام أو يأمر الشعب بالذهاب إلى السبى.. "ثم صارت كلمة الرب إلىَّ قائلاً: ماذا أنت راءٍ يا إرميا فقلت أنا راءٍ قضيب لوز، فقال الرب لى أحسنت الرؤية لأنى أنا ساهر على كلمتى لأجريها" (إر 11:1-12).
إن الكتاب المقدس هو كلام الله. فعندما يتعامل الإنسان مع الكتاب المقدس، يجب أن يتعامل معه بكل الاحترام. فلا يليق أن يحاول الإنسان أن ينتقد الكتاب المقدس كما هو موجود فى العالم الغربى الآن علماء يسمون (علماء نقد الكتاب المقدس) فمن يستطيع أن يقف أمام كلام الله؟!!كلام الله ينير لنا الطريق كقول المرنم: "مصباح لرجلىّ كلامك ونور لسبيلى" (مز 105:118).
وقد قال الله لموسى النبى ولشعب إسرائيل: "ولتكن هذه الكلمات التى أنا أوصيك بها اليوم على قلبك، وقصها على أولادك، وتكلم بها حين تجلس فى بيتك، وحين تمشى فى الطريق، وحين تنام وحين تقوم، وأربطها علامة على يدك، ولتكن عصائب بين عينيك، واكتبها على قوائم أبواب بيتك وعلى أبوابك" (تث 6:6-9). وعندما يقول: ضعها على قلبك أى احفظها عن ظهر قلب، لذلك فإن هذه وصية إلهية بحفظ الأسفار المقدسة. وقداسة البابا شنوده الثالث دائماً يقول: (احفظوا المزامير تحفظكم المزامير).

استحالة تحريف العهد القديم

+ لم يستطع اليهود أن يحذفوا من الكتاب ما يثبت الديانة المسيحية :

+ لم يستطع اليهود أن يحذفوا من الكتاب ما يثبت الديانة المسيحية :
الدليل أن الكتاب المقدس لم يُحرّف؛ إن كل ما فى الكتاب المقدس مما يُثبِت الديانة المسيحية؛ لم يستطع اليهود أن يحذفوه؛ ولا نقدر نحن أن نُدخِله فى نسخهم إذا كان غير موجود من الأصل.
العجيب أن شعب إسرائيل بالرغم من عداوته للسيد المسيح، لكن اعتزازه بالكتاب المقدس والأسفار المقدسة جعله لا يحذف النبوات التى تكلمت عن السيد المسيح فى الكتب المقدسة التى شملتها قوانينهم مثل نبوة إشعياء: "لكن أحزاننا حملها وأوجاعنا تحملها ونحن حسبناه مصاباً مضروباً من الله ومذلولاً، وهو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا تأديب سلامنا عليه وبحبره شفينا" (إش 4:53-5) كلام محرج جداً لليهود.. لكن هذا يوضح لنا مدى حرص شعب إسرائيل على المحافظة على الأسفار بدون تحريف على الرغم من أن كلامها فيه إحراج لهم.
فهناك الكثير من النبوات والرموز عن السيد المسيح فى الكتاب المقدس الذى يمثل بعهديه أساساً راسخاً للديانة المسيحية. فالمسيحية لم تأتِ من فراغ ولكنها بُنيت على أساس نبوات سبق فأنبأ بها أنبياء قديسون قبل مجىء السيد المسيح بآلاف السنين.. وقد قال السيد المسيح لليهود: موسى كتب عنى "لو كنتم تصدقون موسى لكنتم تصدقوننى لأنه هو كتب عنى" (يو5: 46).. وقال أيضاً "أبوكم إبراهيم تهلل بأن يرى يومى فرأى وفرح" (يو 56:8).قد بُنيت المسيحية على أساس نبوات كثيرة، فمنذ آلاف السنين والله يعد البشرية لمجىء المخلّص.. وقد امتلأ زكريا من الروح القدس فى يوم ميلاد يوحنا المعمدان "امتلأ زكريا أبوه من الروح القدس وتنبأ قائلاً مبارك الرب إله إسرائيل، لأنه افتقد وصنع فداءً لشعبه وأقام لنا قرن خلاص فى بيت داود فتاه. كما تكلم بفم أنبيائه القديسين الذين هم منذ الدهر. خلاص من أعدائنا ومن أيدى جميع مبغضينا. ليصنع رحمة مع آبائنا ويذكر عهده المقدس. القسم الذى حلف لإبراهيم أبينا أن يعطينا إننا بلا خوف منقذين من أيدى أعدائنا نعبده بقداسة وبر قدامه جميع أيام حياتنا" (لو 67:1-75)...

ومن بعض النبوات عن السيد المسيح :

عن ميلاد السيد المسيح "ها العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعو اسمه عمانوئيل" (إش 14:7). وتنبأ عن ميلاده فى بيت لحم "أما أنت يا بيت لحـم إفـراته وأنت صغيرة أن تكونى بين ألوف يـهوذا فمنك يخرج لى الذى يكون متسلطاً على إسرائيل، ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل" (مى 2:5). وأيضاً تنبأ إشعياء وقال بفم الرب "لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابناً وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيباً مشيراً إلهاً قديراً أباً أبدياً رئيس السلام" (إش 6:9).
وكذلك عن هروب السيد المسيح إلى مصر "لما كان إسرائيل غلاماً أحببته ومن مصر دعوت ابنى" (هو11: 1).وعن دخول السيد المسيح إلى أورشـليم "ابتهجى جداً يا ابنة صهيون اهتفى يا بنت أورشليم، هوذا ملكك يأتى إليك هو عادل ومنصور وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن أتان" (زك 9:9).
وكذلك عن آلام السيد المسيح "ظُلِم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاة تساق إلى الذبح وكنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه" (إش 7:53). وكذلك من مزامير داود النبى "ثقبوا يدىَّ ورجلىَّ، أُحصى كل عظامى وهم ينظرون ويتفرسون فىَّ. يقسمون ثيابى بينهم وعلى لباسى يقترعون" (مز 16:22-18)

شِهادة يهودى :

تقابلنا مرة مع أحد المحامين اليهود خارج مصر بشأن قضية دير السلطان؛ ودار بيننا هذا الحوار؛ سألناه كيف تنال الغفران؟ فقال نطلب الغفران من الله. فقلنا إن الكتاب المقدس يقول إن الغفران بالذبيحة، وأنتم لا يوجد لديكم ذبيحة. لأن الهيكل قد هُدم منذ ألفى عام تقريباً، ولا يوجد الآن ذبيحة لغفران الخطايا حسب الطقس اليهودى القديم لأن الذبيحة الحقيقية هى ذبيحة الصليب.. ثار وقال لا؛ لا يوجد شئ يسمى ذبيحة بشرية، والله لا يقبل ذبائح بشرية.فعرضنا له ما هو مكتوب فى المزمور (22) ليقرأه إلى أن وصل إلى الآيات التى تقول: "ثقبوا يدىَّ ورجلىَّ، أُحصى كل عظامى وهم ينظرون ويتفرسون فىَّ. يقسـمون ثيابى بينهم وعلى لباسى يقترعون" (مز 16:22-18) سألناه هل داود النبى كان يتكلم عن نفسه؟!! أى هل قد ثُقبت يداه ورجلاه؟ فقال لا، لأنه مات على فراشه. وهذا مكتوب فى أسفار الكتاب المقدس. فقلنا له متسائلين: إذن عمن يتحدث هذا المزمور الذى يقول "يبست مثل شقفة قوتى ولصق لسانى بحنكى وإلى تراب الموت تضعنى لأنه قد أحاطت بى كلاب. جماعة من الأشرار اكتنفتنى. ثقبوا يدىَّ ورجلىَّ أُحصى كل عظامى وهم ينظرون ويتفرسون فىَّ يقسمون ثيابى بينهم وعلى لباسى يقترعون. أما أنت يارب فلا تبعد. يا قوتى أسرع إلى نصرتى. أنقذ من السيف نفسى. من يد الكلب وحيدتى. خلصنى من فم الأسد ومن قرون بقر الوحش استجب لى. أُخبر باسمك إخوتى. فى وسط الجماعة أسبحك" (مز 15:22-22)؟!. وفى النهاية اعترف المحامى اليهودى وقال (هذا وصف دقيق لصلب السيد المسيح)!!

ومن أمثلة النبوات أيضاً التى قيلت عن آلامه وصلبه "وعظماً لا تكسروا منه" (خر12: 46). وكذلك "رجل أوجاع ومختبر الحزن.. كشاة تساق إلى الذبح.. وجُعل مع الأشرار قبره ومع غنىّ عند موته على أنه لم يعمل ظلماً ولم يكن فى فمه غش" (إش 3:53،7،9).. "مع الأشرار قبره" حيث صُلب مع اللصوص وكان سيُوضع فى مقبرتهم، ولكن أسرع يوسف الرامى وأخذ الجسد من بيلاطس وتحققت النبوة "مع غنىّ عند موته".. "سكب للموت نفسه وأحصى مع آثمة وهو حمل خطية كثيرين وشفع فى المذنبين" (إش 12:53).
وكذلك قيل: "لأنك لا تترك نفسى فى الجحيم، ولا تدع قدوسك يرى فساداً" (مز 10:15). لأن جسده لم يفسد وقام منتصراً فى اليوم الثالث كقول المزمور "أنا اضطجعت ونمت؛ ثم استيقظت لأن الرب ناصرى" (مز 5:3).

وأيضاً عن قيامة السيد المسيح فى اليوم الثالث "فى اليوم الثالث يقيمنا فنحيا أمامه" (هو 2:6).
وعن التجسد "طأطأ السماوات ونزل وضباب تحت رجليه. ركب على كروب وطار وهفَّ على أجنحة الرياح" (مز 9:18-10).
وعن صعوده "صعد الله بتهليل، والرب بصوت البوق" (مز 5:46).
وعن حلول الروح القدس "ويكون بعد ذلك أنى أسكب روحى على كل بشر فيتنبأ بنوكم وبناتكم ويحلم شيوخكم أحلاماً ويرى شبابكم رؤى، وعلى العبيد أيضاً وعلى الإماء أسكب روحى فى تلك الأيام" (يؤ 28:2-29)..
كل ما حدث فى العهد الجديد؛ سبق وتنبأ عنه الأنبياء فى العهد القديم. وهذه مجرد أمثلة أى قليل من كثير جداً من النبوات التى وردت فى الكتب المقدسة. هل بعد كل هذا يشككون فى صحة الكتاب المقدس؟! نحن لا نقبل أى إدعاء بتحريف الكتاب.

+ نبوات لا يمكن أن يقبلها اليهود ولكنها بكتبهم إلى هذا اليوم :

تنبأ الكتاب المقدس بأمور لم يكن اليهود أنفسهم من الممكن أن يقبلوها. وبالرغم من ذلك فهى موجودة فى كتبهم إلى هذا اليوم مثلما ورد فى سفر إشعياء النبى "فى ذلك اليوم يكون مذبح للرب فى وسط أرض مصر وعمود للرب عند تخمها" (إش 19:19). فاليهود يرفضون تماماً إقامة أى مذبح خارج أورشليم. وأيضاً مكتوب "فيكون علامة وشهادة لرب الجنود فى أرض مصر، لأنهم يصرخون إلى الرب بسبب المضايقين فيرسل لهم مخلصاً ومحامياً وينقذهم، فيُعرَف الرب فى مصر ويعرف المصريون الرب فى ذلك اليوم ويقدمون ذبيحة وتقدمة وينذرون للرب نذراً ويوفون به" (إش 20:19-21) هذا هو مذبح الرب الذى للعهد الجديد.. فمَن يقبل مِن اليهود أن يكون مذبح للرب فى وسط أرض مصر؟!! فهم مشتتون فى العالم كله إلى اليوم، ومع ذلك لم يقيموا أى مذبح خارج أورشليم، وإذ يحاولون إعادة المذبح مكان هيكل سليمان مرة أخرى، لكنهم لم يستطيعوا أن يعملوا هذا..

وتنبأ أيضاً عن مجىء العائلة المقدسة إلى أرض مصر "هوذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم إلى مصر فترتجف أوثان مصر من وجهه ويذوب قلب مصر داخلها" (إش 1:19).
من الممكن أن نجيب المشككين بأنه لا يمكن تحريف الكتاب المقدس لا فى العهد القديم، ولا فى العهد الجديد. لأنه لو قمنا بتحريف أى آيات فى العهد القديم فحتمياً كان اليهود سيحتجون ويهيجون علينا، ويقولون إننا نؤلف آيات لكى نثبت بها مسيحيتنا.. ولكن هذا بالطبع لم يحدث على الإطلاق ولم يحتج اليهود علينا ولم يقولوا إننا أضفنا آيات إلى سفر إشعياء أو إلى غيره من الأسفار.

+ بل وأيضاً لم يستطع اليهود أن يحذفوا أى لعنة من اللعنات التى ضدهم فى الكتاب المقدس :

كل اللعنات التى فى الكتاب المقدس على شعب إسرائيل؛ لم يستطيعوا حذفها، بل وكل التعييرات التى بلا حصر الموجودة فى الكتاب المقدس "وقد صار عقاب بنت شعبى أعظم من قصاص خطية سدوم التى انقلبت كأنه فى لحظة ولم تلق عليها أياد. كان نذرها أنقى من الثلج وأكثر بياضاً من اللبن.. لم يُعرفوا فى الشوارع لصق جلدهم بعظمهم.. أيادى النساء الحنائن طبخت أولادهن. صاروا طعاماً لهن فى سحق بنت شعبى. أتم الرب غيظه، سكب حمو غضبه وأشعل ناراً فى صهيون فأكلت أسسها. لم تصدق ملوك الأرض وكل سكان المسكونة أن العدو والمبغض يدخلان أبواب أورشليم. من أجل خطايا أنبيائها وآثام كهنتها السافكين فى وسطها دم الصديقين. تاهوا كعُمىٍ فى الشوارع وتلطخوا بالدم حتى لم يستطع أحد أن يمس ملابسهم" (مرا 6:4-14) تركوا كل هذه الفضائح مُسجلة ضدهم ولم يستطيعوا حذفها.. مَن مِن الشعوب يقبل على نفسه أن يقال عنه إن النساء طبخت أولادهن.. عبارة "من أجل خطايا أنبيائها" يقصد بها الأنبياء الكذبة الذين كانوا يتملقون الملوك ويكذبون عليهم.
ففى قول الكتاب: "ثم قال الرب لى وإن وقف موسى وصموئيل أمامى لا تكون نفسى نحو هذا الشعب" (أر15: 1)، فهذه الكلمات تعتبر تجريحاً لشعب إسرائيل..
فلو أراد اليهود تحريف هذه الأسفار لكانوا قد حذفوا هذه العبارة مثلاً، ولكنهم لا يقدرون أن يحذفوا ولا حرف واحد ولا كلمة واحدة من توراتهم، لأنهم وقت كتابتهم صفحة فى الكتاب المقدس يحصون عدد الأحرف فى السطر، وعدد السطور فى الصفحة كلها.. فكيف يُحذف بعد حتى ولو كلمة واحدة إن كان من المحال أن يتغير عدد الأحرف.
وأيضاً "وقال الرب لى فى أيام يوشيا الملك هل رأيت ما فعلت العاصية إسرائيل انطلقت إلى كل جبل عال وإلى كل شجرة خضراء وزنت هناك. فقلت بعدما فعلت كل هذه ارجعى إلىّ فلم ترجع فرأت أختها الخائنة يهوذا. فرأيت إنه لأجل كل الأسباب إذ زنت العاصية إسرائيل فطلّقتها وأعطيتها كتاب طلاقها، لم تخف الخائنة يهوذا أختها بل مضت وزنت هى أيضا" (إر 6:3-8) ما هذا؟! هل يرضى أحد أن يُسجّل على نفسه هذا الكلام ويتركه مُسجل عبر الأجيال؟!!
ثم يقول الرب: "اذهب ونادِ بهذه الكلمات نحو الشمال وقل إرجعى أيتها العاصية إسرائيل يقول الرب" (أر 12:3).. ثم بعد أن يقول الرب فى الآية 15 فى نفس الإصحاح: "وأعطيكم رعاة حسب قلبى فيرعونكم بالمعرفة والفهم" يعود ويقول فى الآية 16: "ويكون إذ تكثرون وتثمرون فى الأرض فى تلك الأيام يقول الرب، إنهم لا يقولون بعد تابوت عهد الرب
ولا يخطر على بال ولا يذكرونه ولا يتعهدونه ولا يصنع بعد" (أر16:3) كيف بعد أن يعطيهم الرب رعاة حسب قلبه، لا يقولون بعد تابوت عهد الرب، ولا يخطر على بال، ولا يذكرونه، ولا يتعهدونه.. يقصد الرب بهذا بأن يُعلِمهم إنه سوف لا يكون لهم هيكل.. لا يقولون تابوت عهد الرب، ولا يخطر على بال، ولا يذكرونه، ولا يتعهدونه، ولا يُصنع بعد.. أى لا يوجد تابوت العهد، ولا يقدرون أن يعملوا غيره.. هذه الآية تُفسِّر كذِب الأساطير المخترعة التى تقول بأن اليهود سيؤمنون بعد أن يُبنى الهيكل لأنه واضح من كلام الرب فى هذه الآية عدم وجود هيكل لهم، ولا حتى سيخطر على بال.
فإن أراد اليهود تحريف الكتاب المقدس لكانوا قد حذفوا هذه الاتهامات التى ضدهم، واللعنات الموجهه إليهم هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى كانوا قد حذفوا النبوات الواضحة عن السيد المسيح.

+ فإن كان من يغيرّ فى تفسير الشريعة فقط، وليس فى نصها، كان يُحكم عليه بالموت، فماذا سوف يكون الموقف إذا قام أحد بتغيير النص؟!!

فالسيد المسيح لم يغيّر فى النص على الإطلاق، لكن قال لهم: "السبت إنما جُعل لأجل الإنسان، لا الإنسان لأجل السبت، إذاً ابن الإنسان هو رب السبت أيضاً" (مر 27:2،28). وسألهم "ألا يحل كل واحد منكم فى السبت ثوره أو حماره من المذود ويمضى ويسقيه، وهذه هى ابنة إبراهيم قد ربطها الشيطان ثمانى عشرة سنة، أما كان ينبغى أن تُحل من هذا الرباط فى يوم السبت" (لو 15:13،16) كانت المسألة مجرد حوار حول التفسير فقط، لكن لم يحدث إطلاقاً صراع حول النص. بل على العكس لقد شهد السيد المسيح للعهد القديم فى مواقف كثيرة كما أوضحنا سابقاً، وقد سألهم أيضاً: "ماذا تظنون فى المسيح، ابن من هو؟ قالوا له ابن داود. قال لهم: فكيف يدعوه داود بالروح رباً قائلاً: قال الرب لربى اجلس عن يمينى حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك" (مت 42:22-45) شهد الرب أن ما قاله داود هو بالروح.وإن كان المسيحيون حرّفوا الكتاب المقدس، لما سكت اليهود إطلاقاً، لأن الكتاب المقدس العهد القديم هو كتابهم.
إن لمجرد تفسير بولس الرسول بأن الختان كان رمزاً للمعمودية، قام عليه اليهود. ونذر أربعون شخصاً أن لا يأكلوا إلا بعد قتله لأنهم اعتبروه ناقضاً للناموس. وكذلك السيد المسيح عندما شفى مرضى فى يوم السبت قام عليه اليهود وحكموا عليه بالموت..

من تمم النبوات؟!!
إن المهم فى إتمام هذه النبوات هو أن بعضها لم يتممها أصدقاء للسيد المسيح، ولكن تممها الذين قتلوه!!
نبوة عن تلميذه الذى خانه "أيضاً رجل سلامتى الذى وثقت به آكِلُ خبزى رفع علىَّ عقبه" (مز 9:41). وأيضاً "فقال لى الرب ألقها إلى الفخارى الثمن الكريم الذى ثمنونى به فأخذت الثلاثين من الفضة وألقيتها إلى الفخارى فى بيت الرب" (زك 13:11) وهذا ما حدث بالفعل، فقد أخذوا الثلاثين من الفضة واشتروا بها حقل الفخارى..
إن رؤساء الكهنة.. يهوذا الإسخريوطى.. بيلاطس البنطى.. هيرودس الملك.. كل هؤلاء قد تمموا النبوات مع أنهم كانوا أعداءً للسيد المسيح.
فقد تنبأ الكتاب عن قتل أطفال بيت لحم "هكذا قال الرب: صوت سمع فى الرامة، نوح بكاء مر، راحيل تبكى على أولادها وتأبى أن تتعزى عن أولادها لأنهم ليسوا بموجودين"
(إر 15:31) فعندما أرسل هيرودس وقتل كل أطفال بيت لحم من سن سنتين فما دون، هرب السيد المسيح إلى أرض مصر.. لم يهرب من الخوف، بل من أجل أن يبدأ رسالته ويُعلِّم تعاليم العهد الجديد، ثم يقدّم نفسه ذبيحة فداءً عن حياة العالم كله.حقاً "من الآكل خرج أكل ومن الجافى خرجت حلاوة" (قض 14:14). لأن أعداء المسيح قد حققوا جزءًا هاماً من النبوات التى كُتبت عنه.

الاكتشافات التى تمت للكتب المقدسة

كان هناك بعض رعاة للأغنام فى وادى قمران جهة البحر الميت سنة 1945م، هؤلاء اكتشفوا قدوراً أثناء فتحهم لبعض المغائر، وعند فتحهم لهذه القدور وجدوا لفائف ورقائق لا يستطيع أحد أن يفردها. فذهبوا للمطران مارِيشوع صموئيل السريانى - قد زرته فى نيويورك مع قداسة البابا سنة 1989م - فاشتراها منهم ولكنه لم يستطع فتحها. فاتصل بالجماعات الأمريكية فطلبوا أن يشتروها منه؛ وبالفعل قام بتسليمها لهم. واشترتها الجامعة العبرية وفتحوا الأسفار، ووجدوا نسختين كاملتين من سفر إشعياء بالنص كما هو فى المازوريتك العبرى الذى منه تُرجمت النسخ التى بين أيدينا لسفر إشعياء المملوء بالنبوات عن السيد المسيح ويرجع تاريخ نسخهما إلى القرن الثانى قبل الميلاد.

استحالة تحريف العهد الجديد


قد قال السيد المسيح: "فإنى الحق أقول لكم إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل" (مت 18:5). وأيضاً "السماء والأرض تزولان ولكن كلامى لا يزول" (مر 31:13) وهذا وعد من السيد المسيح بأن كلامه لا يزول..
وقال القديس يوحنا الرسول فى كتابته لسفر الرؤيا آخر أسفار العهد الجديد: "إن كان أحد يزيد على هذا يزيد الله عليه الضربات المكتوبة فى هذا الكتاب. وإن كان أحـد يحذف من أقوال كتاب، هذه النبوة يحذف الله نصيبه من سفر الحياة ومن المدينة المقدسة ومن المكتوب فى هذا الكتاب" (رؤ 18:22-19).
وقد حاولت مجموعة من العلماء بحث نتيجة افتراض فقد كتاب العهد الجديد بأكمله؟ فاستطاعوا أن يجمّعوا من خلال كتابات الآباء القديسين فى القرنين الثانى والثالث الميلادى آيات العهد الجديد بأكمله ماعدا 11 آية فقط. وذلك حسب ما ورد فى مرجع }نورمان جسلر ووليم نكس{ وأحصيت كتابات الآباء السابقين لمجمع نيقية فوجدوا أن الاقتباسات التى اقتبسوها من العهد الجديد 36289 آية؛ من الأناجيل الأربعة 19368، ومن سفر الأعمال 1352، ومن رسائل القديس بولس الرسول 14035، ومن الرسائل الجامعة 870، ومن سفر الرؤيا 664 اقتباس.. معنى هذا إذا حدث وفُقد العهد الجديد كله الـ 27 سِفر الذى وضع قانونهم القديس أثناسيوس الرسولى؛ من الممكن تجميعه مرة أخرى ماعدا 11 آية فقط من كتابات الآباء فى القرن الثانى والثالث الميلادى. إذا وضعنا إلى جوارهم كتابات قداسة البابا أو كتابات آباء القرن الثالث أو الرابع سيكمّلوا الـ 11 آية المفقودة..

كيف يمكن تحريف الإنجيل مع وجود هرطقات متنوعة؟!

هناك من الهراطقة الذين جادلوا ضد القديسين. أريوس ضد البابا ألكسندروس منذ سنة 313م. وأيضاً الحوار الذى دار بين القديس أثناسيوس الرسولى وبين أريوس فى أوائل القرن الرابع الميلادى. فأريوس كان ينكر ألوهية السيد المسيح، والقديس أثناسيوس كان يدافع عن لاهوت السيد المسيح. فلم يحدث إطلاقاً أن قال أريوس للبابا ألكسندروس أو للقديس أثناسيوس إن الآيات التى قمتما باستخدامها لإثبات ألوهية السيد المسيح ليس لها وجود فى الكتاب المقدس، لم يستطع إنكار أية آية استخدمها البابا ألكسندروس أو القديس أثناسيوس لإثبات لاهوت السيد المسيح لكنه كان يحاول إثبات هرطقته بالتحوير فى تفسير الآيات أو استخدام آيات أخرى يسئ هو فهمها وتفسيرها. كما أن الآباء أيضاً لم يحذفوا الآيات التى استخدمها أريوس أو الهراطقة والتى أساءوا فهمها مثل: "ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا الملائكة الذين فى السماء ولا الابن إلاّ الآب" (مر 32:13) مجرد حرف وكلمة "ولا الابن" لكن تركتهم الكنيسة.. وأيضاً "أبى أعظم منى" (يو 28:14) نقولها يومياً فى إنجيل الساعة الثالثة بصلوات الأجبية ولا يهمنا كلام الهراطقة وسوء فهمهم للآيات لأننا واثقين أن الكتاب المقدس بأكمله يثبت لاهوت السيد المسيح ووحدانية الثالوث القدوس.. فإن كنا فعلاً قد حرّفنا الكتاب كما يدّعى المسيئون ضد الكتاب، فلماذا لم نحذف كلمة "ولا الابن"؟ ولماذا لم نحذف من رسالة كورنثوس الأولى الآية التى شرحها قداسة البابا صباح اليوم أن الابن سيخضع لله "حينئذ الابن نفسه أيضاً سيخضع للذى أخضع له الكل كى يكون الله الكل فى الكل" (1كو 28:15).. لم نقم بحذف أو إضافة أى حرف لأن الكتاب يقول: "إن كان أحد يزيد على هذا يزيد الله عليه الضربات.. وإن كان أحـد يحذف.. يحذف الله نصيبه من سفر الحياة ومن المدينة المقدسة ومن المكتوب فى هذا الكتاب" (رؤ 18:22-19).
ومن المعروف أن المسيحية قامت ضدها هرطقات منذ القرن الأول الميلادى - ليس فقط فى زماننا هذا - ولم يحدث إطلاقاً أن اليهود أو الوثنيين أو الهراطقة اتهموا المسيحيين بتحريف الكتاب المقدس. لقد بدأ القديس يوحنا الرد على الغنوسيين فى إثبات لاهوت السيد المسيح فى القرن الأول الميلادى.. ومذكور فى سفر الرؤيا "تعاليم النقولاويين الذى أبضغه" (رؤ 15:2)، وتكلّم بولس الرسول عن أناس هراطقة ينكرون القيامة ويقلبون الإيمان "اللذان زاغا عن الحق قائلين إن القيامة قد صارت فيقلبان إيمان قوم" (2تى 18:2).. استمرت الهرطقات على مدى الزمان، فإذا تجاسر أحد أن يُغيّر آية فى العهد الجديد؛ لكانوا وضعوا أمامه الآية التى تقول: "إن كان أحد يزيد على هذا يزيد الله عليه الضربات المكتوبة فى هذا الكتاب. وإن كان أحـد يحذف من أقوال كتاب هذه النبوة يحذف الله نصيبه من سفر الحياة ومن المدينة المقدسة ومن المكتوب فى هذا الكتاب" (رؤ 18:22-19). فمن الذى يجرؤ أمام هذه الآية أن يغيّر؛ يحذف أو يزيد كلمة من الكتاب المقدس.. ينظر الهراطقة بالمرصاد فإذا تغيّر أى حرف فى الكتاب المقدس؛ لقاموا بإعلان الحرب والفضائح بتحريف الكتاب. إن المسيحيين قد استشهدوا من أجل الإنجيل، وقد دفـعوا الثمن غالياً. فكيف يمكن إنسان أن يحرّف الحقيقة وفى نفس الوقت يضحى بحياته فى سبيل حقيقة محرّفة؟!! فمن جيل إلى جيل لم توجد ديانة فى العالم كله احتملت الاضطهاد وقدمت شهداء مثل المسيحية. منذ فجر المسيحية الأول وإلى ملء التاريخ.

و كيف يمكن تحريف الإنجيل مع وجود خلافات بين الكنائس؟!

حدثت انقسامات فى الكنيسة وصار هناك نساطرة، وكاثوليك، وخلقيدونيون، ولا خلقيدونيون.. جماعات كثيرة انشقت عن الكنيسة الأرثوذكسية، فكيف يمكن أن تتفق هذه الكنائس كلها على التحريف؟!
ومازال كل هؤلاء موجودين إلى يومنا هذا. وقد أصدرت لكم كتاب عن الكنيسة الآشورية تاريخها وعقيدتها بين الماضى والحاضر.. مازالت تقول هذه الكنيسة على نسطور إنه قديس وتذكر اسمه، وتلعن القديس كيرلس عمود الدين، والقديس ساويرس الأنطاكى تاج السريان.. ولا تؤمن هذه الكنيسة بأن عمانوئيل إله حقيقى، ولا بأن العذراء مريم والدة الإله.. وعلى الرغم من هذا كله لم تجرؤ هذه الكنسية أن تتهمنا بتحريف الكتاب المقدس..

و كيف يمكن تحريف الإنجيل بعد تعدد النسخ فى أنحاء العالم كله؟!

لقد كانت عادة المسيحيين عند دفن موتاهم. إنهم يضعون نسخة من الكتاب المقدس تحت رأس المنتقل. وقد وجدوا فى حفريات نجع حمادى فى مصر فتاة قبطية وتحت رأسها نسخة من سفر المزامير بأكمله باللغة القبطية من القرون الأولى للمسيحية.. كيف يستطيع أحد بعد ذلك أن يجمع كل هذه النسخ المنتشرة فى أنحاء العالم ليحرّف فيها؟!
"فقال الرب لى: أحسنت الرؤية لأنى أنا ساهر على كلمتى لأجريها" (إر 12:1). فهل الله لم يستطع أن يحفظ ولو نسخة واحدة من الكتاب المقدس؟!! إنه يوجد نسخ من الكتب المقدسة موجودة فى المتاحف، بعضها أجزاء من الكتاب المقدس وبعضها نسخ كاملة من الكتاب المقدس تشمل العهدين القديم والجديد موجودة مثل النسخة الفاتيكانية، والنسخة السينائية، والنسخة الإسكندرية.
فالنسخة الفاتيكانية خطت سنة 328م بأمر الملك قسطنطين، وهى محفوظة الآن فى الفاتيكان وكتبت فى مصر، وتتضمن العهدين القديم والجديد باللغة اليونانية. والنسخة السينائية خطت فى أواخر القرن الرابع الميلادى على رقوق مرهفة من أربعة أعمدة فى الصفحة الواحدة وقد عثر عليها العالِم شندروم فى دير سانت كاترين عند سفح جبل سيناء وهى موجودة الآن فى المتحف البريطانى. والنسخة الإسكندرية خطت فى القرن الخامس الميلادى، وظلت فى حفظ بطاركة الإسكندرية حتى عام 1828م حيث أهداها البطريرك لوكارس الكريدى (الملكانى) إلى ملك بريطانية شارل الأول وهى الآن محفوظة فى المتحف البريطانى فى إنجلترا.
إلى جانب أنه وُجدت قصاصات متناثرة من الأناجيل فى أماكن متعددة فى العالم موجودة بالمتاحف، ولم يحدث إطلاقاً أن وجدت قصاصة من صفحة من صفحات الإنجيل، ووُجدت مختلفة عن الأناجيل الذى بين أيدينا الآن. مهما كان عمرها، إن رجعت إلى القرن الأول الميلادى أو الثانى أو ما بعد ذلك.. لذلك لا يمكن أن نقبل إطلاقاً إدّعاء تحريف الكتاب المقدس.
أحياناً يرى البعض اختلافات فى الكتاب المقدس بين أجزاء وأجزاء. مثال لذلك إنجيل يوحنا يقول عن المريمات: "جاءت مريم المجدلية إلى القبر باكراً والظلام باق" (يو 1:20). وإنجيل آخر هو إنجيل مرقس يقول: إنهن "أتين إلى القبر إذ طلعت الشمس" (مر 2:16). لكن فى الحقيقة إن هذا ليس اختلافاً ولكنه سوء فهم من القارئ لأنه عندما يقول "إذ طلعت الشمس" يقصد نور الشمس وليس قرص الشمس. وعند طلوع الشمس من ناحية الشرق يكون الظلام باق من ناحية الغرب. فليس هناك أى تناقض. وأى تناقض ظاهرى يراه القارئ يكون نتيجة عدم فهم وسرعة فى الحكم على الآية.
فمن الطبيعى أننا نقرأ الكتاب المقدس فى خشوع، وفى احترام، ونسأل الآباء ومعلمى البيعة ونستشير أقوال وكتابات الآباء القديسين إذا اُغلق علينا فهم أى جزء من أجزاء الكتاب المقدس لأن الكتاب كله هو موحى به من الله "كل نبوة الكتاب ليست من تفسير خاص. لأنه لم تأتِ نبوة قط بمشيئة إنسان، بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس" (2بط 20:1،21).
بعد كل ما سبق وأوضحناه؛ للرد عليهم نستطيع أيضاً أن نسألهم؛ كيف بعد أن كُتبت الأناجيل كلها وانتشرت فى العالم كله، يستطيع أحد بعد ذلك أن يحرّف فيها؟!! كيف يستطيع أن يُجمِّع كل هذه النسخ المنتشرة فى أنحاء العالم أجمع ليُحرِّف فيها؟!!

مكتبة الإسكندرية

الذين يتهموننا بتحريف الكتاب المقدس؛ لماذا حرقوا مكتبة الاسكندرية؟ إن أولادنا الأقباط العاملين بمكتبة الإسكندرية لديهم أوامر أن يكذبوا على السواح الزائرين المكتبة ويقولون لهم إن الأقباط هم الذين حرقوا المكتبة.. لماذا سنحرق نحن المكتبة؟!! وكيف نحرق نحن أقوال آبائنا أبطال الإيمان القديس أثناسيوس والقديس كيرلس عمود الدين؟! لقد أرسل بابا الإسكندرية القديس كيرلس عمود الدين البابا الرابع والعشرون رسالة إلى الإمبراطور ثيئودسيوس الثانى يقول له: أرسلت لك نسخة أصلية منسوخة من النسخة الأصلية لرسالة أبينا الطيب الذِكر أثناسيوس البابا العشرين لأبيكتيتوس عن طبيعة السيد المسيح (الكريستولوجى)، لوجود بعض أناس يحرّفون كتابات القديس أثناسيوس.. لذلك أرسل له النسخة الأصلية. ولو قرأت رسالة القديس أثناسيوس لأبيكتيتوس؛ تجدها تماماً مثل تعليم القديس كيرلس عمود الدين عن تجسد الكلمة وعن الكريستولوجى؛ مثلاً: يقول القديس أثناسيوس لقد جاء الله الكلمة فى شخصه الخاص، أى شخص الله الكلمة هو شخص يسوع المسيح نفسه ولم يتخّذ شخص من البشر وهكذا شرح القديس كيرلس عبارة "الكلمة صار جسداً" بمعنى أن الكلمة اتخذ جسداً؛ وليس أن الكلمة تحوّل إلى جسد؛ مثلما نقول "صار لعنة لأجلنا" أى حمل لعنة خطايانا وليس بمعنى تحوّل إلى لعنة..فمن هو الذى يحرق مكتبة الإسكندرية؟ هل بطاركة الإسكندرية الذين كانوا هم مديرى الكلية الإكليريكية بمدرسة الإسكندرية أعظم مدرسة لاهوتية فى العالم.. ظلت الكتب تُحرق لمدة ستة شهور، وبعد كل ذلك يأمرون أولادنا الأقباط أن يكذبوا على السواح ويقولوا أن الأقباط هم الذين حرقوا المكتبة. ولكن:

الحق يتكلم حتى ولو صمت. ويتكلم ولو بدا أنه قد ضاع لأن الحق لا يمكن أن يضيع
ولإلهنا المجد الدائم إلى الابد....أمين

يااااااارب تفهموا الكلام ده :yaka:
 

Basilius

حتما سأنتصر
مشرف سابق
إنضم
17 نوفمبر 2006
المشاركات
3,500
مستوى التفاعل
302
النقاط
83
الإقامة
Egypt
رد على: سؤال هل الكتاب المقدس محرف؟

اخر مرة يا اسكندراني تحط مشاركات من النوع دة
بلاش شغل العيال دة تاني
ودة اخر تحذير اداري
 

al7kem

New member
عضو
إنضم
26 أبريل 2007
المشاركات
163
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد على: سؤال هل الكتاب المقدس محرف؟

لماذا تحذف مشاركتي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ارجو من الاصدقاء ان يقولو لي لماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ انا في مشاركتي لم اضع اي شي قاله المسلمون بل من كبار المسيحين !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! هل لا تستطيعون الاجابه ثم تحذف المشاركه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ اعترفو بعدم القدره..........
 

اسكندرانى

New member
عضو
إنضم
12 يونيو 2007
المشاركات
138
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد على: سؤال هل الكتاب المقدس محرف؟

الاخ اسكندراني، تفضل بعرض المخطوطات ولن يحذف ردك احد، ما دام ردك في صلب الموضوع

ولكن التعليقات والكلام الخارجي يجب ان يحذف يا عزيزي

ردينا على الاخوان من قبلك في اخر شبهة قدمتوها، في حاجه تانية اتفضل حط الادله مشكورا

سلام ونعمة


شكرا لك عزيزى


غدا ان شاء الله سأبدأ بالنشر


تحياتى
 

Tabitha

العَدْرا أُمي
مشرف سابق
إنضم
23 أبريل 2007
المشاركات
1,911
مستوى التفاعل
9
النقاط
0
الإقامة
InTheos
رد على: سؤال هل الكتاب المقدس محرف؟

كان دخولى فى اول الأمر تعليقى على هروب انستاسيا من المناظرة

يا إلهي! بأي عقل إنت بتفكر وبأي عقل بتفهم الكلام !

أهرب من إيه وليه أساسا! وإمتى أنا هربت!




يا اسكندراني لو سنك صغير قولي عشان اعذرك
ولو بردك عندك اي مشاكل في استيعابك مافيش اي مشاكل بردك
قولي وانا زي اختك واكيد حالتمس لك العذر


نفسي اشوفلك تعليق لي قيمة وداخل سياق الموضوع ولو مرة واحدة
ربنا يشفيك يا اسكندراني
 

اسكندرانى

New member
عضو
إنضم
12 يونيو 2007
المشاركات
138
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد على: سؤال هل الكتاب المقدس محرف؟

============================


ــ بداية أخوانى الكرام لمخطوطات البحر الميت أهمية ودور كبيرين لاثبات عدم تحريف كتاب النصارى ..وقد وجدت معظم مؤلفات النصارى حول عصمة كتابهم المقدس وعدم تحريفه تفرد بابا كاملا لمخطوطات البحر الميت لاثبات عصمة كتابهم ...
ــ نبذة عن مخطوطات البحر الميت تاريخيا:


قصة إكتشاف هذه المخطوطات : ــ

فى أعقاب الحرب العالمية الثانية وفى منطقة قمران تحديدا .. وقف الصبي الأردنى محمد يبحث عن عنزته الضالة..
فرمى حجراً في ثقب في تل على الجانب الغربي للبحر الميت، على بعد ثمانية أميال جنوب أريحا، واندهش لسماع صوت تحطُّم آنية فخارية. ولما تفحَّص الأمر شاهد في الكهف العديد من الأواني الفخارية التي تحتوي على مخطوطات جلدية ملفوفة في قماش من الكتَّان .. وهى عبارة عن مخطوطات عبرية وآرامية قديمة للكتاب المقدس. وفى صباح اليوم التالى عاد محمد ومعه أحد أصدقائه إلى الكهف حيث ساعده على الصعود إليه وقد عثر بداخله على لفافات تحتوى على سبع مخطوطات ..
وسرعان ماظهرت المخطوطات عند تاجر للأنتيكات فى بيت لحم يدعى باسم كاندو ... وقد قام مار أثناسيوس صموئيل ـ رئيس دير سان مارك للكاثوليك السوريين ــ بشراء أربع مخطوطات بينما اشترى الأستاذ أليعاذر سوكينوك الثلاث الباقية لحساب الجامعة العبرية للقدس . ولما قامت الحرب سنة 48 على أثر إعلان دولة إسرائيل خشى أثناسيوس على مصير المخطوطات التى اشتراها ..فأرسل المخطوطات الأربع لعرضها للبيع هناك واشتراها ايجال يادين ابن الأستاذ سوكينوك ــ لحساب الجامعة العبرية فى القدس ... وهكذا أصبحت المخطوطات السبع الأولى فى حوزة الجامعة العبرية الاسرائيلية ..(1)

وعندما تم إعلان الهدنة بين الدول العربية وإسرائيل يوم 7 يناير 1949 أصبحت منطقة قمران تحت سيطرة المملكة الأردنية الهاشمية.. وبدأ الأردنيون ينظمون عمليات أثرية للبحث عن المخطوطات .. وقد انتهت عمليات البحث سنة 1956 باكتشاف مجموعة من 11 كهف تم ترقيمها ..


ان شاء الله سأنشر المخطوطات تباعا

برجاء ارجاء اى تعليق حتى انهى النشر


تحياتى للجميع
 

أرزنا

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أبريل 2007
المشاركات
1,100
مستوى التفاعل
26
النقاط
0
الإقامة
قلب يسوع
رد على: سؤال هل الكتاب المقدس محرف؟

سلام المسيح:

تحية لك يا اسكندارني أنا سأعلق الآن ولن أنتظر نشر المخطوطات
ألف شكر لك على ذكر اكتشافات قمران في الأردن لما لها من أهميّة تاريخية في كتابة الكتاب المقدس
 

اسكندرانى

New member
عضو
إنضم
12 يونيو 2007
المشاركات
138
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد على: سؤال هل الكتاب المقدس محرف؟

سلام المسيح:

تحية لك يا اسكندارني أنا سأعلق الآن ولن أنتظر نشر المخطوطات
ألف شكر لك على ذكر اكتشافات قمران في الأردن لما لها من أهميّة تاريخية في كتابة الكتاب المقدس


سليمان


اهلا بك اخى العزيز ..... وفى انتظار المتابعة
 

اسكندرانى

New member
عضو
إنضم
12 يونيو 2007
المشاركات
138
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد على: سؤال هل الكتاب المقدس محرف؟

حرر بواسطة My Rock مع تحذير
بسبب نقل العضو من مواقع اسلامية جون مصادر
 

Basilius

حتما سأنتصر
مشرف سابق
إنضم
17 نوفمبر 2006
المشاركات
3,500
مستوى التفاعل
302
النقاط
83
الإقامة
Egypt
رد على: سؤال هل الكتاب المقدس محرف؟

انجز
وبلاش الهبل و الهطل اللي عمال تنقلة من الكتب الاسلامية دة


اي مصدر اسلامي للمسيحية سيحرر
ودة اخر تحذير لك يا اسكندراني
 

justice_in_him

New member
عضو
إنضم
21 سبتمبر 2007
المشاركات
196
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد على: سؤال هل الكتاب المقدس محرف؟

اخ اسكندراني استنينا كتير وتفطرنا على بصلة!! معلش على التعبير بس اثار قمران مافيش ايي حاجه تعيبها
لو اتكلمت قبل 15 سنه قبل ما يكشفوا عنها كلها كان ممكن المسلم اللي قلبو مريض يدعي انه في حاجات مخبينها اليهود والخرافات بتاعت المسلمين دي بس انتا جاي تتكلم في واحده من اكثر المكتشفات المسيحية اهمية مش عارف انتا عايز ايه
 

اسكندرانى

New member
عضو
إنضم
12 يونيو 2007
المشاركات
138
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد على: سؤال هل الكتاب المقدس محرف؟

حرر بواسطة My Rock مع تحذير
بسبب نقل العضو من مواقع اسلامية جون مصادر


طبعا انا قبل النشر قلت للادارة هل تقبلون النشر ام لا .!!!!!!!!!!!!!

انت ياروك تقول ان السبب هو نقل من موقع اسلامى

اولا مخطوطات قمران وهى تكشف تحريف الكتاب المقدس بالطبع لن ينشرها

اى موقع مسيحى ........

ثانيا لو فى اى تغيير فى تلك المخطوطات من حقك ان تعترض ....

ثالثا اسجل احتجاجى على الحذف لانى قبل النشر استأذنت الادارة


رابعا فى انتظار رد من الادارة لأواصل باقى النشر

تحياتى
 

kimo14th

محاور
إنضم
23 سبتمبر 2006
المشاركات
779
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
رد على: سؤال هل الكتاب المقدس محرف؟

اولا مخطوطات قمران وهى تكشف تحريف الكتاب المقدس بالطبع لن ينشرها

اى موقع مسيحى ........


تحياتى

!!!!!!!!!!!!!

مخطوطات قمران تكشف التحريف !!!!!!!!!!!!!!

فن قلب الحقائق ليه ناسه بردو

اجماع علماء المخطوطات على اهميه مخطوطات قمران فى اثبات صحه الكتاب المقدس

ولكن عند البعض تكشف تحريفه ..!!!!!!!!!!!!
 

al7kem

New member
عضو
إنضم
26 أبريل 2007
المشاركات
163
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد على: سؤال هل الكتاب المقدس محرف؟

ارجو ان تسمحو لي ان اعرض الدلائل على تحريف الكتاب من اقوال كبار المسيحين ومن المخطوطات ولكن اريد وعد ان لاتحذف المشاركات اذا اردت التحاور والدليل....وشكرا
 

fredyyy

New member
إنضم
25 مايو 2007
المشاركات
8,704
مستوى التفاعل
832
النقاط
0
رد على: سؤال هل الكتاب المقدس محرف؟

al7kem
ارجو ان تسمحو لي ان اعرض الدلائل على تحريف الكتاب

هل تريد أن تقف وقت الظهير في يوم مشمس

وتغمض عينيك وتقول إني لا أرى الشمس

الشمس تضيئ ولن ُتخفي ضيائها

الكتاب المقدس كلام الله محفوظ من التحريف حفظ الله لذاته

ولن يُفيدك ما أنت تفعل فأنت تريد تكسر الصخر برأسك

الكتاب المقدس يحمل لك بشرى السلام مع الله

فآمن بمن مات من أجلك وقام لتنتصر به
 
أعلى