تتمة لمشاركتي السابقة، وكما وعدت الأخ حسن أضع هذه القصة التي كتبتها لتقرب فكرة الفداء لإخواننا المسلمين، وقد سميتها.
قصة
الأمير الحاكم الذي سقط تحت سلطان عدوه الكذاب
أمير حاكم ولاية ( الأمير هو آدم وحواء والولاية هي الأرض)
سقط فريسة لعدو كذاب ( العدو هو ابليس ) بل هو وابو الكذب (يوحنا 8:44) مَكَرَ به
سبب سقوطه الأمير الحاكم أنه اختار أن يصدق كلام عدوه الماكر
الذي لفقه كذبا حول وصية الملك للأمير الحاكم
( الملك هو الرب الإله )
فكان أختياره سقوطا عظيما
إذ خرج هو وولايته عن دائرة المَلِك
وفي خروجه هذا خسر النعمة التي كان يتمتع بها في حضرة الملك
إذ أن الحياة مع الملك تعني الإستمرارية والنمو في درحات الكمال حيث لا فساد ولا موت.
وهكذا أصبح الأمير الحاكم ضعيفا بدون المَلِك وفسدت طبيعته وصار جسده قابلا للأنحلال والموت هو وكل شعبه
( شعبه هو ذريته )
وأصبحت الولاية كلها وما فيها وما عليها
( ما فيها وما عليها هي الأرض والنبات التي صارت تنبت شوكا وحسكا بعد السقوط
والحيوان الذي صار بينه وبين الإنسان عداوة بعد السقوط -كالوحوش مثلا (تكوين 3:18) )
تحت تأثير العدو.
إلا أن
الحُبَ العظيم الذي يكنه الملك لم يتغير نحوى الأمير الحاكم
لأنه يوم أوجده على هذه الولاية
جبله بيديه ونفخ في أنفه نسمة حياة (تكوين 2:7)
وأراده
منذ البدء أن يكون على صورته وشبهه (تكوين 1:27)
لذلك
أعد الملك خطة خلاص للحاكم وشعبه من براثن عدوه، لكي يعيده الى أحضانه والى الكرامة التي كانت معدة له.
فبدأ الملك
يرسل الى شعب الولاية رسائل عن طريق سفرائه
( السفراء هم الأنبيا والرسائل هي ما نقلوه من كلام الملك الى شعب الله وكتب ودون ولا يزال موجودا حتى هذا اليوم )
وتتابع السفراء وتتابعت الرسائل
وكلها كانت تشير الى أن الخلاص من العدو سيتم على يد إبن الملك
(أبن الملك هو يسوع المسيح )
لأن إبن الملك هو الوحيد الذي لن يكون لِالعدو سلطان عليه
والوحيد الذي لن يتلوث بفساد السقوط التي تمرغت به الولاية
لأنه
هو و الملك واحد (يوحنا 10:30)...
إختار أن يصير إبنا من أبناء الولاية ليخلص أبناءها
من سلطان العدو وليعيدهم الى حضن أبيه الملك
إلا أن إتشاحه بلباس أبنائها
( الإتشاح هي ولادته من العذراء واللباس هو التجسد )
لم يغير من جوهره
[الملك يبقى الملك حتى ولو تزي بزي شعبه ليتفقدهم]
وهكذا أرسل الملك إبنه
الى الولاية
كواحد من أبنائها.
فعلمهم وعَرَفَهُم مجددا بِمَلِكِهم الذي أحبهم دائما
وبشرهم أن العودة لِإحضان الملك و الحياة الأبدية معه
صارتا في متناول إيديهم لو هم أختارو الطريق المؤدي للملك
وقال لهم بصريح العبارة:
أنه هو وحده الطريق المؤدي الى الملك ولا طريق سواه (يوحنا 14:6)
وكل من يقبله قد قبل الملك الذي ارسله من أجل خلاصهم (يوحنا 13:20)
كثيرون من شعب الولاية قبلوا تعاليم الإبن
وتركوا كل شيء وراءهم وتبعوه وصاروا تلاميذا له
وفيما بعد (أي بعد عودة الإبن الى ابيه) رسلا له في إرجاء الولاية يعلمون ما استلموا منه
مبشرين أن الخلاص قد حصل مجانا بالإبن
ولكن بشرط أن يقبلوه ملكا ومخلصا لهم.
نعود لنكمل أحداث مجيئ الإبن الى الولاية....
أعتبر روؤساء الكهنة في تلك الولاية
أن الإبن مجدفا لأنه ساوى نفسه بالملك وقال أنه و الملك واحد (يوحنا 10:3)
فحكموا عليه بالموت على الصليب،
وبحكمهم هذا تحقق وتم ما جاء قبلا في رسائل الملك عن طريق السفراء الذين ارسلهم قبل إبنه.
ونأتي الآن الى أهم جز من قصة
الأمير الحاكم الذي سقط تحت سلطان عدوه الكذاب
لقد ظن روؤساء الكهنة أنهم قد تخلصوا من الإبن بموته
ولكن بما أن الموت نتيجة الفساد بالخطيئة
لم يقوَ على الإبن
لأنه منزه عن كل خطيئة وفساد
فقام الإبن من الموت في اليوم الثالث
منتصرا على الموت وساحقا قوة العدو
الذي بكذبه سبب:
سقوط الأمير الحاكم وشعبه
والسقوط سبب الفساد
والفساد سبب الموت
ويبقى السؤال:
لماذا لا ترال الولاية كما هي ولا يزال شعبها يعيش تداعيات السقوط والموت لا يزال مستمرا ؟
والجواب هو:
أن مجيء الإبن كواحد من شعب الولاية
حقق النصر على الموت بموته وقيامته
فأصبح الموت جسر عبور من الولاية الى الملك
لكل من آمن من شعبها بِالإبن أنه أتى ليخلصهم
وأنه الطريق الوحيد الى الملك.