- إنضم
 - 6 أكتوبر 2009
 
- المشاركات
 - 16,056
 
- مستوى التفاعل
 - 5,370
 
- النقاط
 - 0
 
- قبل أن ابدأ في الكلام والحديث، أسألكم أولاً: هل ينفع أن شخص ما يُمارس مهنة الطب مثلاً وهو لازال يدرس أولى طب !!! أو هل من النافع أن شخص ما يبدأ في وضع أساس منزل ويرسم البيت ويبدأ في البناء وهو لم يتعلم بعد فن البناء !!! وهل ينفع أن شخص ما يصف طريق لم يمضي سوى بضعة أقدام فيه !!!
 
يا إخوتي، حينما كنا أطفال نحب أن نأكل الحلويات وقبلة الأب والأم واللعب مع الإخوة، ثم بعد النضوج قليلاً دخلنا المدرسة ولم ندخل الجامعة أو أصبحنا معلمين، فلكل شيء تحت السماء له وقت، وليس كل من دخل المدرسة أصبح عالماً وهو يتعلم الهجاء، وليس كل من أصبح في ثانوي ودرس لغات، أصبح متخصص في علوم اللغة، أو من كان طالباً صار دكتور في الجامعة يُعلم ويُدرس الآخرين، ولا ينفع طبيب أن يعمل في مجال الهندسة، ولا المهندس يصبح طبيباً، هكذا بالمثل هناك فرق عظيم بين الذي يُعلم التعليم الصحيح بحسب الإنجيل للبنيان، وبين الذي يُعلِّم المبتدئين، غير الواعظ، غير الكارز، وغير الذي عنده روح النبوة، غير المدافع، وغير الدارس والمترجم.. الخ..
فلماذا يتسرع أحدكم في حمل نير الخدمة قبل أن يتعلم من الله ويفهم أصول الحياة الروحية ويدخل في قوة عمل الله وينمو حسب النعمة المُعطاة له من الله الحي !!! ولماذا يأخذ أحد خدمة قبل أن يعطيه الله إياها !!! وكيف يعين الآخرين على الفهم بدون أن ينال موهبة الإفراز والتمييز من الله !!!
- لا تتسرعوا يا إخوتي وتأخذون خطوات تعثركم في النهاية وتجعلكم تنسوا أنكم لازلتم تحت التعليم، فلازلتم تحتاجون لقيادة الروح لكي يتم نضوج في النفس، تحت تعليم واضح لبنيان النفس، لأن من يبدأ الطريق لابد من أن يسير فيه، ليستطيع أن يصفه للآخرين، لأن بداية الطريق تختلف عن منتصفه وتختلف عن نهايته !!! والمستعجل برجليه دائماً وحتماً ولابد من أن يُخطأ...
 
كما أن لي عتاب على الطلبة، لأن كل شيء له وقت، ولا يُرضي الله قط أن واحد يترك الواجب الموضوع عليه بحجة الخدمة، هذه هي خدعة النفس التي تُريد أن تهرب من واجبها، لأنه ينبغي أن تمجد الله في عملك مهما ما كان شكله أرضي وفاني في نظره، لأنه سيتمجد من خلاله، فكن أميناً في كل شيء، لأن أمانتك تدل على إيمانك، فيهبك الله أكثر وأعظم من غيرك، أما أن أهملت الواجب الموضوع عليك سيتركك الله للتأديب ويرفع نعمته، وستشعر وكأن الله تخلى عنك، مع أنه معك ويربيك لكي تنتبه لحياتك لأنك كطالب ليس مطلوب منك سوى أن تُذاكر وتجتهد وتبذل كل طاقتك في مذاكرتك مع الحفاظ على صلاتك وقراءة الكلمة، وليس لك أي خدمة أخرى سوى المذاكرة لتمجد الله بها ... ولو تخليت عن واجبك لن تنتفع شيئاً بل ستضعف روحياً وربما تبتعد تماماً عن الله في النهاية وتظن أنك تقي وأنت أبعد ما يكون عن التقوى، لأن قلبك يخدعك وفكرك مشوش [ القلب أخدع من كل شيء وهو نجيس من يعرفه ] (إرميا 17: 9)..
- أرجو أن لا يخدعكم أحد (أو حتى نفوسكم) بحجة الخدمة، وأن تنتبهوا لحياتكم وتفتحوا آذانكم كالمتعلمين في تواضع قلب لتسمعوا صوت الله وتتربى نفوسكم في التقوى وتسيرون في منهج القداسة الصحيح، ولا تظنوا أنكم تعلمون كل شيء حتى تتعدوا عن دون قصد على المعلمين الذين لهم موهبة الروح، فاطلبوا روح إفراز وتمييز من الله لأن بسبب عدم الإفراز والتمييز تعثر الكثيرين وتعوقت حياتهم ولم ينموا بشكل صحيح فلم يثمروا ثمار الروح وصاروا معثرة للآخرين وتعب للكنيسة كلها.. كونوا معافين
 
			
				التعديل الأخير: