رسالة تخص ضيق الكنيسة، احذروا الانقسام الذي أساسه الكبرياء

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0
75qm.jpg


  • أيها الإخوة الأحباء في جسم الكنيسة النابض بالحياة الإلهية، يا من صرتم رعية مع القديسين وأهل بيت الله، لأنكم وأن كنتم غرباء عن هذا العالم وهو لا يعرفكم ولا يقدر أن يفهم من أنتم لأن صار لكم طابع جديد بسبب ولادتكم الثانية، لكنكم لم ولن تكونوا غرباء عن كنيسة الله الحي لأنكم فيها أعضاء مقدسين في الحق تسعوا كسفراء عن المسيح كأن الله يعظ بنا نطلب عن المسيح تصالحوا مع الله (2كورنثوس 5: 20)، ليفيض عليكم بغنى سلام الله القدير ونعمته بالمسيح يسوع ربنا بروح الحياة الساكن فيكم والذي يقودنا في كل أيام غربتنا على الأرض، لأنه هو من يعلمنا ويذكرنا بكل ما قاله الرب ويشرح لنا مقاصده في قلوبنا سراً، فيغيرنا إليه فنصير أكثر طاعة لوصاياه محققين كل مقاصده بوعي أولاد الله الذين يعيشون في الحرية الحقيقية كأبناء الطاعة في الإيمان الحي العامل بالمحبة التي لا تُقبح ولا تظن السوء، وتصدق كل شيء من الله...
في الحقيقة والواقع المسيحي الاختباري فأن المحن والمشقات تُثَبِتْ المؤمن الحي بالله، وتزيد إيمانه صلابة وإصراره على تتميم وصايا الله حبيبه الخاص، فيظهر تواضعه في كل شيء بلا تبجح، وفي وداعة يُعطي بسخاء كسيده غير منتظراً أن يأخذ من أحد شيئاً، ويُريد بكل لهفة أن يُجمع كسيده لا أن يُفرق، ليكون الكل واحد حسب أمر مخلصنا الصالح يسوع [ ليكونوا واحدا كما نحن ] (يوحنا 17: 11 و22).

ومن هنا أولاد الحق ظاهرون وأولاد الباطل مفضوحون، لأن من ثمارهم تعرفونهم، فأولاد الحق يحافظون على كلمة سيدهم محفورة بدقة في قلوبهم عاملين بها في واقعهم اليومي المُعاش، وآلامه الخلاصية ماثلة أمام أعيُنهم، لا يجزعون من شيء قط، ولا يحزنون على أي خسارة في العالم حتى لو كانت مباني عبادتهم، بل دائمي الشكر بمسرة ورغبتهم ان يكونوا شهود لله في المسيح بأعمال حسنة تمجد أبيهم السماوي من الجميع، لأننا يا إخوتي صرنا منظراً أمام الملائكة والناس، وبسبب طاعتنا لروح الله في المسيح، تمتلئ قلوبنا سلاماً غائراً، ويثمر فينا شوق غامر لفعل الخير حسب مسرة مشيئة الله، وحينما نُطيع هذا الشوق المتولد فينا نمتلئ بالروح وتصير إراداتنا دائماً مستقيمة، فنعمل أعمالنا بغيرة حسنة في أمانة التقوى، فنرفع أيدينا نحو القدير بمحبة وشكر ونسأله ان ينظر إلينا بعين رعايته لينقينا أن كان هناك ميلاً باطلاً لا يُرضي صلاحه، وأن يغسلنا من اقتراف اي خطية ارتكبناها عن دون قصد منا، لأن صلاتنا إليه دائماً: [ اختبرني يا الله واعرف قلبي، امتحني واعرف أفكاري. وانظر أن كان في طريقٌ باطل واهدني طريقاً أبدياً ] (مزمور 139: 23 و24).

أما أولاد الباطل هم المملوئين من كل وشاية وضغينة لا يقبلون الوحدة والاتحاد في المسيح بحجة الغيرة الغاشة على عمل الله الحي والحِفاظ على الإيمان القويم، فبكل حيلة وعمى بصيرة أصابهم بها الشيطان يقسمون الجسد الواحد ويجزئونه، ويفرحون حينما ينحاز إليهم الناس ويقبلون آرائهم، وبكل سخط الغيرة المُرة تتقلب نفوسهم في عدم راحة وتشتعل أحشائهم حقداً على كل من يخالفهم الرأي ويرفض مشورتهم، ويتحوَّلون عن هدوئهم المصطنع ويصيروا مثل الأسود التي تتربص لفرائسها، لينقضوا بلا شفقة عليهم ويفتكوا بهم لأنهم يفضحون غيرتهم الغاشة ومكيدتهم ضد كنيسة الله الحي، لذلك فأن خطيئتهم باقية لا تُغفر أمام الله الذي عيناه كلهيب نار تفحصان استار الظلام، لأنها ضد كنيسته التي اشتراها بدمه، وقدسها وبررها وجعلها لحمه وعظمه، لذلك الويل وكل الويل لمن يمس وحدتها ويحاول أن يجرحها موطد فيها الانقسام ويسعى إليه ويثبته، فأن لم يتب كل من يفعل هذا بكنيسة الله الحي فهو يدخل نفسه تحت الدينونة والخطية العُظمى لأنه ضد مشيئة الله في أن يكون الجميع واحد...

فيا إخوتي الأحباء في كنيسة الله، أن علامة المؤمن الحي بالله هي في قلبه بساطة الإيمان في الحق وعدم الضغينة الظاهر في سرّ المصالحة مع إخوته في كل مكان، وكل ما يزعجه بشدة ويؤرق نفسه جداً ويرعبه هو الشقاق والانقسام، وما يجرح نفسه هو بُعد الناس عن المخلص وسعيهم نحو الموت، فيذرف الدمع على خطايا قريبه (الذي هو أي إنسان وكل إنسان) ويحسب زلاته هي زلته الخاصة ليقدم صلاة محبة لله في المسيح وباسمه لكي ينال قريبه سرّ المصالحة مع الله الحي.

لذلك يا إخوتي لا يجب أن يراودنا أي شبه ندم على خير فعلناه أو نفعله بالمحبة مع من هو غير مستحق، بل يجب علينا دائماً أن نضع صليب مخلصنا الصالح أمام أعيننا وننظر لما فعله للبشرية التي جحدته وللناس التي رفضته، وننال من محبته محبة فوق محبة، حتى تصير حياتنا مُزينة بالفضيلة والكرامة، وأعمالنا كلها تصير مُتمَّمة بتقوى الله، ووصايا الرب وأحكامه مدوَّنة على قلوبنا ونتفكر فيها دائماً بأذهاننا المتجددة باستمرار ودوام بسبب إشراق نور النعمة من وجه المخلِّص الذي يشرق علينا بكلمته وفي صلواتنا الدائمة إليه.

إخوتي الأحباء في الله الحي، إن رسالتي إليكم اليوم ليست سوى تحذير لنفسي ولكل من يحب ربنا يسوع في عدم فساد، لئلا نغترّ في أنفسنا ونظن أننا وصلنا إلى الكمال فنطعن أنفسنا بالأوجاع دون أن ندري، فننتفخ ونقع في أعظم الخطايا شراً ورأسها الذي هو الكبرياء، لأن الكبرياء هو الشيطان عينه، أن لبسه أحد فقد قتل نفسه وانتفخ وارتفع فوق وصية الله بغباوة حتى انه يصير مقاوماً لها باسم التقوى كما فعل الشيطان نفسه في التجربة حينما تكلم بكلمة الله لكي بمكر يخدع ربنا يسوع دون أن يدري أنه يقاوم رب الحياة نفسه مصدر الوصية والنبع الحي المتدفق بالحياة الأبدية، هكذا كل من هو من الشرير، يذبح أخاه بالوصية لأنه يغش كلمة الله وبكل مكر يستخدمها حتى أنه يخدع البسطاء فيضلهم عن الحق لمصلحة ذاته.

لذلك يا إخوتي لنحذر من الكبرياء والتعالي على الآخرين، لئلا نُصاب بالعمى ونضل عن الحق، فنطعن أنفسنا بأوجاع كثيرة ويقاومنا الله بشدة لأنه مكتوب: [ يقاوم الله المستكبرين وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة ] (يعقوب 4: 6)، فالمسيح الرب هو نصيب النفوس المتضعة الذين لا يتعالون على قطيعة، أو أن يفرقوه بالخصام والعداوة والوقيعة فيما بينهم وبين بعضهم البعض، هذا القطيع الصغير الذي مسرة الآب أن يُعطيهم الملكوت.

  • أن كل قلب له آذان مدربة على سماع صوت الروح يستطيع ان يميز أقوال الله ويحيا في سلام، نعمة ربنا يسوع المسيح معكم ومع كل مختاري الله الذين دعاهم إليه في كل مكان وزمان ليقدسهم مخصصاً إياهم آنية كرامة ومجد لمدح اسمه العظيم القدوس الذي به نرفع لجلاله، بفرح في تواضع ووداعة، المجد والعزة والعظمة والإكرام والمدح الدائم بأناشيد البهجة والخلاص الذي لنا، الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين
 

tamav maria

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
29 يونيو 2008
المشاركات
10,315
مستوى التفاعل
2,236
النقاط
0
المسيح فى الموعظة على الجبل كان يتحدث عن الودعاء و المتواضعين لم يتحدث عن المتكبرين و المغرورين بل مكتوب يقاوم الله المستكبرين.
الفريسين و الكتبة لم ينتقد المسيح طقوسهم أو صلواتهم بل إنتقد إسلوبهم الشخصى الذى حول الديانة اليهودية لديانة تعبد الطقس وبدون ممارسة روحية فأصبحت تشابة طقوس الديانات الوثنية
شكرا استاذنا للموضوع المهم جدا
وربنا يباركك ويستخدم كلماتك بالروح لإستنارة كثيرين
 

عبد يسوع المسيح

يارب أعطنى حكمة
مشرف سابق
إنضم
13 أغسطس 2009
المشاركات
2,920
مستوى التفاعل
810
النقاط
113
الإقامة
مصر
رائع استاذى الحبيب كالعادة
ولكن لى استفسار صغير
هل بداعى عدم التقسيم والانشقاق اشارك من يخالف عقيدتى فى تعاليمه وارائه المختلفة عن تعاليم كنيستى؟
ام اكتفى بعلاقتى معه فى اطار المحبة الاخوية فى المسيح بعيدا عن تعاليمه؟
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0
إلهنا الحي يهبنا قوة السلام والمحبة والاتفاق في الروح الواحد
الذي لنا في شخص ربنا يسوع، كونوا معافين

 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0
رائع استاذى الحبيب كالعادة
ولكن لى استفسار صغير
هل بداعى عدم التقسيم والانشقاق اشارك من يخالف عقيدتى فى تعاليمه وارائه المختلفة عن تعاليم كنيستى؟
ام اكتفى بعلاقتى معه فى اطار المحبة الاخوية فى المسيح بعيدا عن تعاليمه؟

المهم نتفق في المحبة ونركز على التعليم العام، وليس معنى أننا مختلفين في بعض النقاط نركز عليها أو نشترك فيها، المهم لا نعادي بعضنا البعض قط، وحينما تقوم مصالحة في الكنيسة وتترسخ قواعد الاتفاق في وحدة الإيمان والعقيدة، أسير مع الكنيسة واتفق معها في وحدة المحبة لأن هذا من الله، ولكن عموماً لا يصح أن نركز على ما نختلف فيه أو نكون مُصرين على أنه يشترك معنا فيها أو نشترك معه فيه، كل واحد يلتزم بكنيسته، لكن يقبل الآخر في المحبة الحقيقية... كن معافي باسم الرب إلهنا آمين
 

+ماريا+

نحوك اعيننا
عضو مبارك
إنضم
22 أكتوبر 2012
المشاركات
5,471
مستوى التفاعل
2,039
النقاط
113
مفيهاش حاجه لما نتفق مع بعض ونبقى شعب كنيسه واحده
تعاليمنا مختلفه وكل واحد معتز بتعاليمه
يبقى مش لازم نتعالى على بعض وكل واحد يقول تعاليمه احسن
تعالوا نتفق واحنا بالفعل متفقين على اهم حاجه
انجيلنا (الكتاب المقدس ) واحد مسيحنا واحد
ودول بقى اى تعاليم مسيحيه (كنيسه) مبنيه على اساسهم
موضوع مهم جدا استاذ ايمن ربنا يباركك ويبارك خدمتك لمجد اسمه
 

حبيب يسوع

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
15 مايو 2007
المشاركات
15,458
مستوى التفاعل
1,959
النقاط
113
وحدة الكنيسة شىء مهم جدا للجميع المسيحين
لان التفرق والتعالى والتكبر على بعض هو خطا فادح
الرب يباركك استاذى العزيز على موضوعاتك الممتازة دائما
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0
وهبنا الله الحي قوة الوداعة وتواضع القلب لنتحد مع الكل في المحبة
كونوا معافين باسم الرب إلهنا الذي جعلنا أعضاء لبعضنا البعض
 

Mesopotamia

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 يوليو 2007
المشاركات
527
مستوى التفاعل
72
النقاط
28
الإقامة
في قلب المسيح الناصري
انا امنيتي الوحيدة واتمنى ان تتحقق قبل ان ياخذ الرب روحي ان ارى الشعب المسيحي واحد من كل النواحي
يارب فلتجمع شعبك في سقف واحد اتوسل اليك

شكرا لك استاذي الحبيب موضوع جدا مهم فليباركك الرب يسوع ويحميك
تقبل مروري ابن النهرين
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0
آمين يا محبوب يسوع لأن كل من يسعى للوحدة الحقيقية
فهو ابن لله في المسيح يسوع عن حق وجدارة أكيد
كن معافي باسم الرب إلهنا آمين
 

sherihan81

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
20 مارس 2008
المشاركات
817
مستوى التفاعل
445
النقاط
0
اخي ايمن العزيز موضوعك رائع جداً …
اصلي ان نكون جميعنا نحن المؤمنين لا سامعين ومؤيدين للكلمة بل عاملين بها..
سعيدة بهذا الموضوع المفيد الرائع..الرب يبارك حياتك وخدمتك
سلام المسيح معك
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0
اخي ايمن العزيز موضوعك رائع جداً …
اصلي ان نكون جميعنا نحن المؤمنين لا سامعين ومؤيدين للكلمة بل عاملين بها..
سعيدة بهذا الموضوع المفيد الرائع..الرب يبارك حياتك وخدمتك
سلام المسيح معك

ومعك دائماً ويشع في قلبك نوره السماوي الذي يفرح النفس جداً
النعمة تكون معك كل حين آمين فآمين
 
أعلى