اللة اظهر غيظة فى كثير من الاوقات على مصر فضربها بالضربات العشر وبعد ذلك توعدها على السنة انبيائة بانواع عقوبات شديدة غير انة لم يشا ان يغلق باب رحمتة فى وجوة المصريين فجهز لهم بركات عظمى وانبا بفم هوشع قائلا :
" من مصر دعوت ابنى " ( هوشع 11: 1)
ومع هذا القول كان اولا اشارة الى اخراج شعب اسرائيل من مصر ولكنة صار اشارة رمزية الى السيد المسيح وكان بقاء شعب بنى اسرائيل فى مصر رمزا الى مكوث المسيح فى مصر الا ان الارض التى كانت لليهود ارض تنهد وعبودية صارت لملك اليهود المولود
ويقول البعض بان مجئ المخلص الى مصر كان اتماما لما جاء ( اشعياء 19 : 1) حيث قيل :
" هوذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم الى مصر فترتجف اوثان مصر من وجهة ويذوب قلب مصر داخلها "
" ويضرب الرب مصر ضاربا فشافيا فيرجعون الى الرب فيستجيب لهم ويشفيهم " ( عدد 22)
ولا نعلم كم كان عمر السيد المسيح حين قدومة الى مصر وبعضهم يرتاى انة كان ابن سنتين استنادا على امر هيرودس بقتل الاطفال من ابن سنتين فما دون حسب الزمان الذى تحققة عن الصبى من المجوس ( متى 2: 16)
لكن الزمان الذى تحققة المجوس لا يتناسب الى قولة ابن سنتين بل الى قولة مادون لان هيرودس امر بقتل الاطفال من ابن سنتين لمزيد الاحتراس على قتل المخلص لكن الارجح لنا ان المسيح لم يكن عمرة اذ ذاك يزيد عن ثلاثة اشهر لان المسيح ولد سنة 349 لبناء مدينة رومية حسب راى افضل المحققين وهيرودس كما دون يوسيفوس المؤرخ مات سنة 35 لبناء رومية فتكون المدة بين ولادة المسيح وموت هيرودس سنة واحدة ويكون المسيح هرب الى مصر وسنة ثلاثة اشهر واستمر بها سبعة اشهر وفى نهايتها بلغة موت هيرودس ولا يمكن ان يكون المخلص قد ذهب الى مصر قبل مرور ثلاثة اشهر على ميلادة او عقب ولادتة بقليل كما ذهب البعض بدليل عدم خوف يوسف البار والسيدة العذراء من الذهاب الى اورشاليم وتقدمة الرب علانية فى الهيكل بعد مولدة باربعين يوما ولو كان سجود المجوس وتخبيرهم لهيرودس على اثر ميلادة لقتلة هيرودس ولم يجسر ان يذهبا بة الى الهيكل ( لوقا 2: 22, 23) ( لاويين 12: 1)
اما العائلة المقدسة فاتت من بيت لحم الى مصر عن طريق الصحراء باجتياز القنطرة ولا نعلم ايضا كيف تمكنت العائلة المقدسة من استحضار النفقة اللازمة للسفر والاقامة فى مصر ولكن يفهم انة كان عندهم الذهب الذى اهداة المجوس اليهم وان يوسف النجار كان نجار ماهر وكان يستطيع ان يداب فى صناعتة لتقديم حاجات العائلة ويؤخذ من التواريخ الكنسية ان السيد جاء الى مصر مع والدتة ويوسف النجار وسالومة عن طريق صحراء سيناء ودخلوها من جهة الفرمة ومنها اتوا الى بسطة فلم يقبلهم اهلها فنزلوا بظاهرهم اياما ثم ساروا منها الى مدينة سمنود ومن هناك عبروا النيل الى اقليم الغربية واجتازوا غربا بجبل النطرون ببرية شيهات فباركتة ام النور ثم ساروا الى مدينة الاشمونين ثم اقاموا فى قرية تسمى منليس ثم مضوا الى القوصية فطردهم اهلها فمضوا الى قرية ميرة ومنها قصدوا جبل قسقام بالمحرق حينئذ مات هيرودس بالشام فظهر الملاك ليوسف فعاد بمن معة الى مصر من ميرة الى مصر ونزل فى نابليون فى مغارة ابو سرجة بمصر القديمة ثم رحلت العائلة الى المطرية
وقد وردت التواريخ قصصا غريبة عما حدث حين دخل المسيح الى مصر اهمها ان ابوابة لجا بة الى الهيكل فية اصنام للالهة فلما دخل يسوع سقطت الاصنام كلها امامة وهذا رمزا الى فاعلية قوة ابن اللة
ومن اهم اثار زيارة المسيح لمصر الباقية للان :
1- المغارة التى نزلت بها السيدة العذراء مع ابنها وخطيبها وهى الان بكنيسة ابى سرجة بمصر القديمة
2- النبع الموجود بقرب المطرية الى جنوبى اطلال عين شمس القديمة
3- الشجرة المشهورة باسم شجرة العذراء بالمطرية التى يعتقد فيها الوطنيون والاجانب معا
اما مدة بقاء المسيح فى مصر فالمحقق عندنا انة استمر سبعة اشهر لغاية موت هيرودس اما اذا كان قد بقى بعد موت هيرودس بمصر فهذا لا نعلمة والمقول فى هذا الشان كثير فبعضهم يظنون انة مكث سنتين وغيرهم اربعة واخرون ستة
ولد من ابوين يهوديى يدعى ابوة ارسطوبولس وهو ابن عم زوجة بطرس واخو توما الرسولين وامة مريم اخت برنابا الرسول وكان ابواة على جانب عظيم من التقوى , نشا القديس فى فلسطين وامن بالمسيح على يد بطرس وكان اول ثمر تعبة فى خدمة فادية جذب والدة الى الايمان لانة كان يهوديا غير مؤمن بالمسيح وذلك انة بينما كان وابوة مسافرين فى طريقهما الى جهة الاردن اذ قابلهما اسد ولبوءة فخالج قلب ابية الخوف ولم يشا حنوة الابوى الا ان يوعز الية ان يلوذ بالفرار وينجو بنفسة مستعدا لتقديم ذاتة الى الوحشين رغبة فى خلاص ابنة الا ان القديس طمانة وهو موقن ان السيد المسيح سيخلصهما من هذة الضيقة ثم رفع عينة نحو السماء وصرخ بحرارة وصلى وما لبث ان التفت حولة فوجد الاسدين وقد انطرحا على الارض لا حراك فيهما فشكر الرب على هذة العناية وربح اباة الى جانب المسيح لانة عندما راى فاعلية ايمان ابنة بالمخلص ومجد اسمة القدوس
ولما اختار السيد المسيح السبعين رسولا ليرسلهم امام وجهة انتخب مارمرقس وكان يلقب ( بالثاوفوروس ) اى حامل الالة وكان لمارمرقس اسمان فسمى يوحنا وهو اسمة اليهودى وسمى مرقس وهو اسمة اليونانى
وكان بيت مارمرقس مقر اجتماع التلاميذ للعبادة
وفى خدمة التبشير كان هذا الرسول رفيقا لبولس وبرنابا ( اعمال الرسل 12: 25) لكنة تركهما فى برجة بنفيلية ورجع ( اعمال الرسل 13: 13) ولما اراد برنابا ان ياخذة معهما فى السفر الثانى لم يستحسن بولس ذلك لانة تركهما فى برجة وانتهى الامر بانفصال برنابا واخذ مرقس معة الى قبرص سنة 49 م وبعد هذا التاريخ بثلاث عشرة سنة اظهر بولس لاهل كولوسى رضاة عنة وتحقق امانتة حيث قال لهم :
" مرقس ابن اخت برنابا الذى اخذتم لاجلة وصايا ان اتى اليكم فاقبلوة " ( كولوسى 4: 10 )
ويتضح من رسالة فيلمون انة فى ذلك الوقت كان شريك بولس الرسول فى اتعابة برومية ( فيلمون 24) وكان مع تيموثاوس فى افسس سنة 67 و68
اما علاقتة ببطرس الرسول فلم يروعنها خبر صحيح الا ما كتبة هذا الرسول فى رسالتة الاولى :
واتفق البعض ان بطرس الرسول اتى الى مصر لتبشير اليهود المنتشرين فيها فتقابل مع مرقس
جاء مارمرقس الى الديار المصرية واتخذ الاسكندرية مقرا لخدمتة لانها كانت تجمع اجناسا مختلفة من مصريين وحبش ونوبيين ويهود ويونانيين ومكانا اهلا بالعلم والمعرفة ولما دخل المدينة دبرت العناية الالهية ان يعرج على اسكافى يدعى انيانوس ليرتق لة الحذاء وبينما كان الاسكافى يشتغل اذ دخل المخراز فى يدة فادماها ولشدة الالم صاح ( ايوس ثاؤس ) الذى تاويلة ( الالة الواحد ) وتفل القديس مرقس على الارض واخذ جزءا من الطين ووضع على الجراح وقال ( بسم الاب والابن والروح القدس الى الابد ان تشفى يد هذا الانسان ) فالتام الحرج فى الحال ثم ابتدا الرسول ان يكرز للاسكافى بشارة الخلاص ثم دعاة الاسكافى الى منزلة فقبل الرسول وهناك فى تلك الدار اعترف الرجل واهل بيتة بيسوع المخلص ومن ثم اخذت كلمة اللة تنمو وتمتد بسرعة حتى انة فى وقت وجيز تتلمذ للرسول كثيرون من المصريين رجالا ونساء وكتب لهم انجيلة باللغتين اليونانية والقبطية ورسم القديس مرقس انيانوس اسقفا وثلاث قسوس وسبعة شمامسة
وفى هذا الوقت طلب الرسول بولس ان يذهب الى رومية لمهام تبشيرية بينما كان الرسول بطرس ماسور برومية اول مرة فلبى النداء وذهب الى رومية حيث اشترك معة فى اتعاب كثيرة فقضى وقتا فى تدبير رعاية كنيسة رومية ولكن لا تحت اشراف بطرس بل بموجب طلب بطرس وتحت اشراف بولس ولما قدم الى الاسكندرية للمرة الثانية فى اواخر سنة 67 م وجد ان اثمارة قد ازدهرت والمسيحية اخذة فى الازدياد المطرد حتى ابتنى المؤمنون لهم كنيسة وانشا مارمرقس المدرسة اللاهوتية واقام يسطس رئيسا عليها
وقد حدث فى يوم 29 برمودة ( 26 ابريل ) بينما كان المسيحيون يحتفلون بعيد الفصح والوثنين بعيد سيرابيس اخذ الرسول مرقس يقبح عبادة المخلوق دون عبادة الخالق ولما سمعوا منة هذة الاقوال هاجوا فى المدينة طالبين مرقس لتجيفة على الهتهم فضربوة والقو علية الايدى وربطوة حبلا فى عنقة واخذوا يطوفوا بة شوارع المدينة ويجرونة فوق الصخور حتى تمزق لحمة وفارقت روحة الطاهرة جسدة البار مستشهدا فى 30 برمودة سنة 68 م واراد الوثنيين حرق الجسد فاقاموا النار واشعلوا جذوتها ولكن اللة لم يشا حرق جسد القديس فهبت ريح شديدة فاطفئت النيران وقد وفر المسيحيون بجسد ودفنوة وقد حفظ فى كنيسة الاسكندرية الى الجيل السادس وقد اظهر الرب على ايدى الرسول اثناء اقامتة بالبلاد المصرية ايات كثيرة وعجائب متعددة
وقيل فى وصف الرسول انة ان معتدل القوام ابيض الشعر ناصعة يكلل هامتة كالتاج انفة طويل ورفيع حواجبة مائلة الى الجهة الداخلية مقوسة لحيتة طويلة وكثيفة والراس صلعاء واصطلح ان يرسم بجانب صورة القديس اسدا يرمز الى افتتاحة انجيلة بالصراخ الاسدى
هو البطريرك الثانى من بطاركة الاسكندرية سيم اسقفا سنة 62 على يد القديس مرقس الرسول وقد شهد المؤرخون للبابا انيانوس بالصلاح والتقوى وفى عهدة نجحت التعاليم المسيحية واتسع نطاقها وقام برسم كهنة وخدام واقام اثنين وعشرين سنة وتنيح فى العشرين من هاتور سنة 84 م وقد تولى اثناء جلوسة على الكرسى سبعة قياصرة هم نيرون وجلبا واوثون وفيليتيلوس سباسيان وتيطس ودوميان
3- ميليوس :
وهو ثالث بطاركة الاسكندرية انتخب بعد وفاة البابا انيانوس فى عهد دوميتياس قيصر وكان هذا البابا مشهورا بالعفاف والتقوى والغيرة المقدسة فاخذ يثبت الشعب فى الايمان حتى نما عددة بمصر والخمس المدن وافريقية وساد فى ايامة السكينة وكانت الكنيسة متمتعة بالسلام الكلى
4- كرذونوس :
البطريرك الرابع وما علم الاساقفة بان البطريرك تنيح حتى حزنوا واجتمعوا فى الاسكندرية وتشاوروا مع الشعب المسيحى وطرحوا القرعة لكى يعرفوا من يستحق الجلوس على الكرسى فاتفق رايهم بتاييد اللة على انتخاب رجل فاضل اسمة كرذينوس قيل انة ممن عمدهم الرسول مرقس فرسم بطريرك فى بابة 96 م فى عهد تراجات قيصر وكان عنيفا متصفا بكل الصفات الصالحة فرعى الكنيسة بامانة مدة عشرين سنة وستة اشهر وعشرة ايام وقبض علية واستشهد فى 21 بؤونة سنة 106 وقد خلا الكرسى ثلاث سنوات نظرا لشدة الاضطهاد
فى زمن ظهرو المسيحية بمصر كان زمام الحكم فيها بيد المملكة الرومانية ولم تكن الحكومة تعنى بالمسيحيون فى مصر فى القرن الاول لقلة عددهم وكان الوثنيين يضايقونهم ويتحرشون بهم وراح ضحية تلك التعذيبات مارمرقس الرسول
2- اضطهاد تراجان :
فى اخر القرن نما عدد المسيحيون بالاسكندرية فامتد اليهم لهيب اضطهاد القيصر تراجان واستشهد فى ذلك الوقت البابا كرذينوس البطريرك الرابع
هو يهودى المولد تعلم الفلسفة بالاسكندرية وبث ضلالتة سنة 73 م وحاول فى حياة يوحنا الرسول ان ينشئ ديانة جديدة يؤلفها من تعاليم السيد المسيح ومبادئ الكنوسسيين فاخذ من الكنوسسيين خرافات البليزما ( العالم الاعلى ) والايون ( الاشخاص السماوية الخالدة بنو الارواح ) ودميورج ( خالق العالم الذى يختلف عن الالة الاعظم )
ومن تعاليمة : ان الذى سن الشريعة لليهود هو خالق هذا العالم وهو ذو صفات حميدة وكتسبة من الالة الحق لكن هذة الصفات لم تلبث حتى تدنست فاراد اللة ان يلاشى مشترع اليهود بواسطة ايون مقدس يدعى يسوع المسيح وكان رجل يهودى اسمة يسوع كامل وقدوس وابن بالطبيعة من يوسف ومريم فهذا حل فية المسيح بنزولة علية بهيئة حماماة فى عمادة من الاردن وحال اتحاد المسيح بيسوع قاوم هذا بشجاعة الة الحق خالق العالم فحرض هذا علية اليهود فقبضوا علية ليصلبوة فلما راى المسيح انهم قبضوا علية يسوع طار الى السما وترك يسوع فصلب وحدة
2- الغنوسطيون :
الغنوسطية اى مذهب التوليد انشئت فى فلسطين او فى سورية عند ظهور الدين المسيحى ولم يكن مذهب الغنوسطيين الا موفقا بين الدين المسيحى الجديد والاديان القديمة واقيم لة فى الاسكندرية مدرسة فى اوائل القرن الثانى الميلادى وكانت الغنوسطية المصرية تختلف عن الاسيوية فاعتقد المصرين ان المادة ابدية وحيوية ايضا واعتبروا غالبا المسيح مخلص وانة شخصان الانسان يسوع وابن اللة المسيح فالمسيح الشخص الالهى زعموا انة دخل يسوع الانسان حين اعتمد من يوحنا وحين قبض اليهود علية تركة ونسبلوا للمسيح جسدا حقيقيا ولاوهميا مع انهم لم يتفقوا على ذلك
البطريرك الخامس ولد فى مدينة الاسكندرية وقيل انة ممن عمدهم الرسول مرقس وقال عنة الانبا ساويرس انة كان عفيفا كالملائكة ويفعل افعالا حسنة بنسك فاجتمع المؤمنين على انتخابة
ارتقى الكرسى فى شهر ابيب سنة 109 م فى عهد ادريانوس قيصر ازداد تمسكا بالفضائل واضاف اليها الاجتهاد فى سبيل تقدم المسيحية ولما لبث ان يشتغل فى توسيع نطاق الكنيسة 12 سنة وساعدة فى ذلك ان الكنيسة كانت تعيش فى سلام وكانت وفاتة فى 3 مسرى سنة 121 م
2- يسطس :
البطريك السادس وقع الانتخاب علية بعد وفاة البطريك الخامس فى شهر توت 121م فى عهد ادريانوس قيصر وهو من الاسكندرية من هم اعمالة تنصير الوثنيين واستمر بوظيفتة عشر سنين وعشرة اشهر وخمسة عشرة يوما وتنيح فى 12 بؤونة سنة 131 م
3- اومانيوس :
البطريك السابع احد افضل مسيحى الاسكندرية وقع الاختيار علية فى شهر ابيب 131 م كان بتولا طاهر مديرا لمدرسة الاسكندرية ومن اشهر اعمالة رسامة اساقفة للكرازة وارسلهم الى جهات القطر والنوبة والخمس مدن الغربية وفى عهدة انتشر الاضطهاد واقام البابا على كرسى الاسكندرية ثلاث عشرة سنة وتنيح فى 9 بابة 144م
4- مركيانوس :
البطريك الثامن ارتقى الكرسى فى شهر هاتور سنة 144م فى عهد انطونيوس بيوس قيصر وهو مولود بالاسكندرية وكان مديرا لمدرسة الاسكندرية ورغم الاصظهاد الذى كان مشتدا ظل فى جهادة مدة تسع سنين وشهرين و26 يوما الى ان رقد فى الرب فى 6 طوبة سنة 154 م
البطريك التاسع واسقفا للاسكندرية رسم فى امشير سنة 154 م فى عهد انطونيوس بيوس وكان بارا وحكيما وكانت ايامة هادئة ظل على كرسى الاسكندرية مدة اربع عشرة سنة وستة اشهر وثلاثة ايام وتوفى فى 9 ابيب سنة 167 م
6- اغربينيوس :
البطريرك العاشر عرف بالصلاح والتقوى ونال رضا الشعب والاساقفة فجلس على كرسى الاسكندرية فى مسرى 167 م فى عهد اوريليوس قيصر تقدم فى العمل الروحى وانتشرت كلمة الخلاص وازداد عدد المؤمنين وقضى على كرسى الاسكندرية اربع عشرة سنة وسبعة اشهر وتوفى فى 5 امشير سنة 178 م
7- يوليانوس :
البطريرك الحادى عشر ولد بالاسكندرية وقيل انة كان تلميذا بالمدرسة اللاهوتية اختير بطريرك فى شهر برمهات 178 م فى عهد مرقس اوريليوس اهتم بوضع ميامر لاسلافة البطاركة تخليدا لذكراهم وكان متقربا الى اللة حتى اعلن لة قبيل وفاتة عن الشخص الذى سيخلفة فظهر لة الملاك وقال لة : ان من ياتيك غدا بعنقود عنب هو الذى يكون بعدك على الكرسى " وفى الصباح ان رجلا كراما عاميا لايدرى القراءة ولا الكتابة من اصل مسيحى قبطى يدعى ديمتريوس بينما وهو يشذب اشجارة عثر على عنقود عنب فى غير اوانة ففكر ان يهدية للبطريرك وكان وقتها البابا يوليانوس فى ايامة الاخير وكان كبار الشعب وعظمائة حولة فاخبرهم بما قالة الملاك لة فى ذلك الوقت دخل دمتريوس وعنقود العنب فى يدة وقدمة للاب البطريرك فدهش الحاضرين واعلموة بخبر الملاك وانتخبوة واصبح البطريك
وكانت مدة بطريركية البابا يوليانوس عشر سنسن وتوفى فى 8 برمهات سنة 190 م
8- ديمتريوس :
البابا الثانى عشر ولما قيل لهذا الرجل انة انتخب ليكون البابا رفض لانة كان متزوجة والعادة ان يكون البطريرك بتولا فلم يلتفت الى طلبة وتمت الرسامة فى 18 برمهات سنة 191 م فى عهد كومودوس قيصر
وفى ايامة حدث اضطهاد على المؤمنين فسطا لينوس والى مصر الرومانى على البطريركية ونهب امتعتها وسلب اوانى الكنيسة وقبض على البطريرك ونفاة الى اوسيم وظل على كرسى الاسكندرية 42 سنة وتوفى فى 12 بابة سنة 232 م ولة من العمر 105 سنة
قيل ان مؤسسها مارمرقس الرسول عام 68 م وكانت تسمى بالمدرسة الكاتشيسس ( اى تعليم قواعد الايمان بالسؤال والجواب ) وكان الغرض من انشائها تعضيد الديانة المسيحية لان الدين المسيحى لقى فى الاسكندرية مصاعب كثيرة وكان سببها ان الشعب يكرة دين اليهود الذى هو اساس المسيحية فراى المسيحيون انة لابد من اصلاح تعليمهم فى مدينة الفلاسفة فانشاوا المدرسة للذين يريدون ان يتضلعوا فى معرفة اصول الديانة
وفى اواخر القرن الثانى انحاز بنتينيوس احد الرواقين القدماء الى تلك المدرسة التى كانت تناظر الموزيوم فى العلوم الادبية والدينية وجعل مديرا لها ثم اعتنق الفيلسوف اثناغورس الاثيوبى الدين الجديد واستلم ادارة المدرسة وفى عهد اكلمنضس واريجينوس بلغت تلك المدرسة اسمى درجات المجد فكان يدرس بها فوق اللاهوت والفلسفة والمنطق والطبيعة والرياضة والفلك والموسيقى
واعتنى علماء تلك المدرسة بن يعرضوا الدين المسيحي على الناس عرضا تعمقوا فى البحث وذلك ما سماة القديس اكلمندس الاسكندرى الغنوسطية الحقيقية المضادة للغنوسطية الهرطقية
ظلت مدرسة الاسكندرية زاهرة بالعلوام ويفد اليها طلاب من كل بقاع المسكونة حتى قام رودن اخر رئيس تولاها ونقلها من مكانها الى بلد سيد فى اقليم بامفيليا بدون سبب يدعو الى ذلك فاضر بها ولما حدث الانشقاق المحزن الذى سببة مجمع خلكدونية فى القرن الخامس اندكت معالم تلك المدرسة واصبحنا لا نعرف عنها شئ
واليك اسماء الذين تعاقبوا على راسة المدرسة :
1- يسطس
2- اومانيوس
3- مركيانوس
4- بنتينوس
5- اكلمندس
6- اوريجانوس
7- باروكلاس
8- ثاوغست
9- ديونوسيوس
10- بيروس
11- ارشلاوس
12- بطرس
13- سيرابيون
14- مقار
15- ديديموس
16- رودن
ولد بالاسكندرية فى اوائل القرن الثانى وهو من اصل قبطى وكان هو معاصرة اكلمندس الاسكندرى تلميذين لاثناغورس الفيلسوف وكانا كباقى مسيحى مصر متضلعين فى علوم القدماء والمبادئ المسيحية
تولى رئاسة المدرسة اللاهوتية حوالى سنة 181 م واستمر فى وظيفتة حتى اتت رسالة من بلاد الهند الى البابا ديمتريوس البطريرك يلتمس فيها ان يرسل اليهم عالما تقيا يعلمهم الايمان فوقع الاختيار على هذا العلامة فقبل بكل سرور وتخلى عن رئاسة المدرسة سنة 190 بعد ان سلم مقاليدها الى زميلة اكلمندرس وتوجة الى بلاد الهند ووجد فى الهند نسخة من انجيل متى باللغة العبرانية مكتوبة بخط الانجيلى نفسة فسالهم عمن اتى بها اليهم فاجابوة انة الرسول برثولماوس واستمر فى بلاد الهند مدة لانعلم مقدارها
فى ذلك الحين شعرت الكنيسة بضرورة الشروع فى ترجمة حياة السيد المسيح الى اللغة المصرية فاخذ بنتينوس على عاتقة القيام بهذا العمل غير انة راى ان اللغة الهيروغليفية لا تصلح للنطق ببعض مقاطع ولهجات اضاف علية ستة حروف من الابجدية الهيروغليفية ومن ثم بدا فى العمل بمساعدة تلاميذة حتى انجزة واستطاع ان يخرج الكتاب المقدس للمصريين بلغتهم ليتعلموة فى بيوتهم وكنائسهم ومن ذلك الحين اهملت الكتابة الهيروغليفية وحل محلها الكتابة اليونانية
توفى سنة 190 م وقد الف هذا العلامة تفاسير كثيرة على الاسفار الالهية
هو تيطس فلافون ولد بالاسكندرية فنسب اليها وقيل انة لقب بالاسكندرية تمييزا لة عن سمية اكلمندس الرومانى وقال ارون انة ولد فى اثينا نحو اواسط القرن الثانى ثم تفرغ منذ حداثتة لدرس الفلسفة فتضلعفى الفلسفتين الرواقية والافلاطونية واذا لم يجد فيها ما كانت تصبوا الية نفسة سعى يطلب الحقيقة فزار بلاد اليونان وايطاليا واسيا الصغرى ومصر وخالط المعلمين النصارى فاثر فية ما سمعة من القديس بنتنيوس مدير المدرسة فاهتدى الى النصرانية وصار من المساعدين لمعلمة فى المدرسة واشتهر فى معرفة الاسفار الالهية
وقال الباحثون ان هذا القديس يمتاز بين اباء الكنيسة بتضلعة فى الفلسفة اليونانية ومحبتة لها وساعد على انتشار الفلسفة المسيحية
وللقديس اكلمندس ثلاث مصنفات لاتزال موجودة بعنوان ( تحريض الامم ) وفية يحرضهم على الرجوع من عبادة الاوثان التى خدمة الالة الحق وكلمتة
( المرشد ) فى ثلاث اجزاء مضمونة تثقيف المؤمن الحديث
( المتنوعات ) فى ثمانية مجلدات وهو يتضمن مقالات عديدة فى مواضيع فلسفية وحقائق انجيلية
ولد هذا العلامة العظيم بمدينة الاسكندرية عام 185 م من والدين مسيحيين تقيين وكان ابوة يدعى ليونيدس ولة سبعة اولاد اكبرهم اوريجانوس وكان اباة من معلمى الفصاحة فرباة واهتم بتععليمة العلوم والرياضة وفقهة فى الكتاب المقدس فكان يحفظ كل يوم بعض ايات حتى حفظ اغلبة غيبا
دخل المدرسة اللاهوتية فتتلمذ على يد اكلمندس فبرز على جميع اترابة ونشا وقلبة مفعم بحب الدين والغيرة علية وفى سنة 202 م لما اثار ساويرس قيصر الاضطهاد على ليونيدس واودعة فى السجن دون ان يعلم اوريجانوس اذا كان خارج البيت وقت القبض علية ولما رجع فى المساء وجد امة التعيسة واخوتة غارقين فى الاحزان واذ علم الخبر اعلن ميلة ورغبتة فى اللحاق بابية ليشترك معة فى نوال اكليل الشهادة فتوسلت الية امة ان يبقى الى الصباح فاخذت امة ملابسة واخفتها عنة فلم يتمكن فى الصباح من الخروج واذ ضاق بية الامر ارسل خطاب لابية يشجعة على الاحتمال
اما ليونيدس فقطعت راسة سنة 203 م وتبعا لقوانين الاضطهاد ضمت املاكة الى الحكومة فباتت ارملتة واولادة فى فقر واصبح اوريجانوس مسئول بالقيام باعمال والدة وكان عمرة سبع عشرة سنة وسخرت لة العناية امراة غنية فاضلة كانت ملجا لكثيرين فرقت لحال اوريجانوس وآوتة فى بيتها ولبث عندها طول فترة الاضطهاد وهى تنفق على تعليمة فى مدرسة اكلمندس وكان فى بيتها رجل هرطوقى اسمة بولس تبنتة من انطاكية فافرغ اوريجانوس قصارى جهدة ليردة عن ضلالة فلم يقلع عنة ولما يطاوع اوريجانوس ويشترك معة فى صلاة ترك هذا دار المحسنة الية وخرج اوريجانوس وهو عازم على الظهور امام العالم بمظهر الجندى الباسل ليدافع عن المسيحية وكان يزاول مهنة التعليم بيقوم بنفقة نفسة وكان يذهب بفتقد المسيحيين فى السجون ليعزيهم ويشجعهم وكان يرافق الكثير منهم الى الحاكم ويشدد عزائمهم على الثبات فى الايمان تارة والاشارات تارة والخطب فاشتهر بعملة هذا واستحق اعجاب الجميع ولا سيما البابا ديمتريوس الذى قربة الية وزاد ابتهاجة بة عندما راة منكبا على الدرس ومواصلة المطالعة فشجعة على الاستمرار وجهادة المبرور
وكانت مدرسة الاسكندرية مغلقة بسبب هروب الاساتذة من الاضطهاد فجد البطريرك حتى جمع الطلبة وكلف اوريجانوس بتعليمهم فشرع يعلم مبادئ الادب اليونانية وتفسير الدين المسيحى وكانت للتلاميذ مرتبات ولم يكد اوريجانوس ان ينجح فى عملة حتى قبض على خمسة من تلاميذة وبعد ان عذبوهم عذابا شديدا حكم عليهم بالموت وكان من بين الخمسة اثنان باسم ساويرس احدهما حرق والاخر قطع راسة بعد ان عذب طويلا وهيراكليدس وهرون قطعت راسهما اما الخامس فهو هوياروكلاس فكان صديقا حميما لاوريجانوس فلم يتركة عند القبض علية بل رافقة الى موضع الاعدام وتقدم الية بشجاعة وقبلة امام الجميع فاغتاظ منة الرعاع وهموا برجمة ولكنة اسرع بالهروب ويظهر ان مطاردتهم لة مكنت ياروكلاس من الهرب وعما عاش حتى صار رئيسا للمدرسة اللاهوتية فبطريكا للكرازة المرقسية
وبعد سنتين عينة البابا ديمتريوس رئيسا للمدرسة اللاهوتية وهو فى الثامنة عشرة من عمرة فتقاطر علية الكثيرون للاستفادة من تعاليمة حتى ان الوثنيين ايضا اخذوا بفصاحتة كانوا يقبلون الية فاهدى الكثيرين منهم الى الايمان وكانوا يتمنون ان ان يتمكنوا من القبض علية ولما راى البابا سط الوثنيين علية اضطر ان يضع حولة حرس ليمنعوا الاذى عنة
كان اوريجانوس حريصا على عفتة وطهارتة وكان يتردد على بيوت المؤمنين لتعليمهم اصول الدين وراى كثيرات من التلميذات يتبعنة فخصى نفسة حتى يمنع عنة التجربة ولم يكاشف بامرة الا البابا ديمتريوس وبسبب كل هذا التقشف اصيب جسمة بنحولة وضعف قيل ان هذا ما كان يرومة اوريجانوس كى لا يكون اهلا لنوال درجة الكهنوت
عكف اوريجانوس على درس العلوم الطبيعية والادبية فى المدرسة الوثنية ثم تركها نظرا لعدم ملائمة تلك الدروس لما كتبة الوحى الالهى فانكب على درس الفلسفة على مذهب بيتاغورس وافلاطون
وفى سنة 211 م زار مدينة رومية فقوبل بكل اجلال كما يايق بعالم مثلة وعزم على عمل شئ يكون لة نفع لعلماء التوراة فاشترك فى تدبير المدرسة اللاهوتية ياروكلاس احد تلاميذة ثم انصب على درس اللغة العبرانية وكان غرضة ان يستقضى معانى كلمات الكتاب المقدس الحقيقية ايضع لها تفسير وليترجمها الى ست لغات وهو عمل من اعظم اعمالة
قام اوريجانوس بثلاث رحلات الى بلاد العرب اولها كان بين عام 212 الى 213 م وسبب ذهابة ان حاكم البلاد طلب رجل دين مسيحى لكى يشرح لة تعاليم الديانة المسيحية ويرشدة الى طريق الخلاص
المرة الثانية كان لحضور مجمع انعقد بسبب سقوط بيرلوس اسقف البصرة فتمكن اوريجانوس من ارجاعة الى حضن الكنيسة
المرة الثالثة لدحض بدعة انتشرت وهى ان اللاهوت مات مع الناسوت وقام معة ثانية فى وقت واحد
وفى سنة 212 م تعرف اوريجانوس على شخص من ارباب الثروة يدعى امبروسيوس وكان تابعا لضلال فالنتينوس فهداة الى الايمان وصار لة صديقا حميما ولم يكتف امبروسيوس بمساعدتة على التعليم بل حثة على وضع اكثر الكتب التى الفها ونسخها على مصاريفة فنشر فى الاسكندرية تفسيرة لسفر التكوين والمزامير ومراثى ارميا وانجيل يوحنا
وفى سنة 215 م اشضتد الاضطهاد فى الاسكندرية فهرب اوريجانوس الى قيصرية فلسطين ومع ان وظيفة الوعظ كانت لرجال الكهنوت ولم يكن اوريجانوس كاهن الا ان اسكندر اسقف اورشاليم طلب منة ان يشرح الاسفار المقدسة جهارا لجمهور المسيحيين ولما سمعاة اطلقوا علية سيد مفسرى الكتاب المقدس فلما وصلت اخبار اوريجانوس الى مسامع البابا ديمتريوس اعترض على الاساقفة لسماحهم بمزاولة مهنة خاصة بالكهنة فارسل البابا ديمتريوس رسالة لة ان يرجع الى الاسكندرية ليستلم زمام اعمالة ولم يمض الا القليل حتى استدعتة ماميا ام الملك اسكندر الى انطاكية لتسمع وعظة
وفى سنة 228 م ارسلة البابا ديمتريوس الى اخائية اليونان ليقاوم الهراطقة فزار فى طريقة فلسطين وكان فى كل مدينة او قرية نزلها يدعى للوعظ فى الكنائس ولما مر بفلسطين عند رجوعة خاطبة اسقفها واسقف اورشاليم ان يرشم كاهن فاقتنع بكلامهما وارتضى ان يقبل درجة القسوسية وهو فى السنة الثالثة والاربعين من العمر غير ان ديمتريوس البابا الاسكندرى اعتبر هذة السيامة تعديا على حقوقة ومن ذلك الحين بدا سوء التفاهم يجد مكانا بين اوريجانوس والبطريرك
ولما رجع اوريجانوس الى الاسكندرية بعد سيامتة راى البطريرك حاقدا علية ووجد مركزة قد سقط فحصل بينة وبين البطريرك نزاع عقد بسببة مجمع بالاسكندرية سنة 231 م حكم فية بنفى اوريجانوس وبحرمة من رتبتة الا ان اوريجانوس لم يشا ان يمكث فى الاسكندرية ليوسع هذا الخلاف بل تركها تركا لا رجوع بعدة
وفى تلك الاثناء عقد مجمع اخر فى الاسكندرية وفحص كتاب المبادئ وحكم بانة هرطوقى وحرم مؤلفة
ولما وصل اوريجانوس الى فلسطين استقبلة القائد المنتصر فاستاء البابا ديمتريوس من كثرة تعدى اساقفة تلك الجهة على حقوقة ولحق باوريجانوس امبروسيوس وعائلتة وتبعة كثير من الطلاب ولهذا عزم على فتح مدرسة فى قيصرية فلسطين يعلم فيها تفسير الكتاب المقدس وكان اساقفة الكنائس الشرقية يطعنون فى سيامة اوريجانوس ويظهرون هرطقتة اما اساقفة فلسطين وفينيقية فكانوا يعضدونة ويدفعونة للامام اما مدرسة قيصرية فاستمرت تزدهر ونبغ من تلاميذ اوريجانوس جماعة صاروا فيما بعد قديسين منهم اغريغوريوس صانع العجائب
ومع انة مدح كثيرا الا انة لم يسلم من الغلطات التى يرتكبها كثيرون فى حال احالة فقيل انة وجد لخصمة البطريرك كثيرا من الانتقادات وتحرك احيانا للانتقام منة لولا تبكيت ضميرة وحدث انة كان يعظ يوما باورشاليم على الاية القائلة ( وللشرير قال اللة مالك تحدث بفرائضى وتحمل عهدى على فمك ) وخشى ان يفهم السامعون انة يقصد البابا ديمتريوس فانهالت دموعة وارتفع صوت بكاءة
عقد ذلك تنيح البابا ديمتريوس وخلفة ياروكلاس تلميذ اوريجانوس ويظهر انة كان موافقا لسلفة على اجراءاتة ضد اوريجانوس فلم يفكر ان يدعوة للاسكندرية
وفى ابان الاضطهاد الذى قام بة مكسيمينوس قيصر سنة 236 م سجن امبروسيوس صديق اوريجانوس واكرة اوريجانوس الى الذهاب الى اسقف قيصرية فى كبدوكية ولما حدث الاضطهاد هناك اختبا مدة سنتين فى بيت يوليانة امراة غنية فاضلة واذنت لة فى استعمال مكتبة ابتاعها من سيماخوس احد علماء الابيونيين الذى ترجم العهد القديم الى اليونانية وكمل فية مقابلة النسخة العبرانية والنسخة اليونانية من التوراة وتهيا لعملة العظيم بوضع كتاب المسدسات اى وضع ايات الكتاب المقدس فى ستة حقول ليظهر الكتاب المقدس فى ستة لغات
وفى سنة 238 م رجع الى قيصرية فى فلسطين وتمم هناك تفسير سفر حزقيال وبدا تفسير سفر نشيد الانشاد وفى ذلك الوقت اشتهرت رسالة ضد الديانة المسيحية وعم انتشارها جدا وضعها كلسوس الفيلسوف فانبرى العلامة اوريجانوس لتنفيدها والف رسالة ضدها دافع فيها عن الدين المسيحى دفاعا مجيدا ثم وضع تفسير انجيل متى ورسالة ارى
وفى سنة 245 م وفى الاضطهاد الذى قام بة ديسيوس قيصر نظر الى اوريجانوس كاكبر مدافع عن المسيحية فقبض علية وطرح فى السجن وعذب عذابا شديدا وقد كتب يوسيبيوس عما عاناة اوريجانوس فى سياق كلامة عن استشهاد القديسين اسكندر اسقف اورشاليم وبيسلسيوس اسقف انطاكية يقول ( يصعب على الكاتب الماهر وصف ما قاساة اوريجانوس واحتملة بصبر وفرح من عذاب شديد والالام القاسى اثناء الاضطهاد اذ وضعوة فى مقطرة من حديد وزجوة فى اعماق السجن حيث ظل بضعة ايام مطروحا على خشبة وهو مشدود باربعة وثاقات لا يستطيع الحراك وهم يشعلون النار من حولة تهذيذا لة وتخويفا ولم يحكم علية القاضى بالقتل وفيما بعد اطلق سراحة
وبعد الافراج عنة اكسح من الجراح التى انزلتها القيود فى رجلية فلبث مدة بعدها يتجرع الاما مبرحة وهو يقترب الى حافة الموت ولكن انتعش عندما وصلة كتاب من البابا ديونسيوس البطريرك الاسكندرى الذى لف ياروكلاس يشجعة فية على احتمال المشقات غير ان حياة اوريجانوس لم تطل بعد خروجة من السجن الا اربعة سنوات فمان سنة 254 م فى مدينة صور ولة من العمر 69 سنة
ان سوء الظن من جهة المسيحيين جعل الكثير ولا سيما ذوى الشان ينظرون اليهم بعين البغض والكراهية وفى عهد الملك ادريانوس قيصر من سنة 117 م كانت الاشاعات عن المسيحيين بلغت حدها حتى انة لما اتى هذا القيصر الى الاسكندرية واخذ يتجول فى انحائها كتب لصاحب لة عن احوال مصر وحكم ادريانوس انة وجد علماء المدرسة الللاهوتية وعلماء المدرسة الوثنية الاولى علاقات اتحاد متينة واستمر ادريانوس متشبثا بخطاة من جهة المسيحيين حتى انة لما اضطهد اليهود فى مصر اشتد على المسيحيين فيها ايضا فقتل منهم خلقا كثيرا حتى خيل للناظر انة افناهم جميعا ولاجلهم امر يتعميم عبادة الاوثان وارغام المسيحى على السجود للاوثان
2- ساويرس سبتيموس :
استولى على العرش سنة 193 م ولما استتب لة الملك وفد على مصر واخذ يتجول فى انحائها حتى وصل الى مدينة طيبة وقد هالة ما شهدة من انتشار للديانة المسيحية واوجس خفية من تمدن اهلها وكثرة عددهم وخشى منهم على المملكة الرومانية فاصدر اوامرة لليتوس والى مصر الرومانى بمحو اثار الدين المسيحى
وقد كانت اوامر القيصر صارمة وقد بذل الوالى جهود ليجعل الاضطهاد قاسيا طبقا لرغباتة حتى عم جميع انحاء القطر المصرى الا ان الضغط الشديد كان على مدينة الاسكندرية وكان اضطهاد ساويروس منحصرا فى مصر وافريقيا
واستشهد من الاقباط فى ذلك الاضطهاد كثيرون ومن شدة الاضطهاد ظن المسيحيين ان المسيح الدجال قد ظهر واستمر الوالى الرومانى بمصر يعذب المسيحيين سبع سنوات ويوقع بهم صنوف البلايا فكان يهجم على الرجال والنساء فى بيوتهم وفجاة يقبض عليهم ويجرهم الى مكان القتل وهناك تقطع رؤوسهم بعد ان يذوقوا العذاب
كانت بوتامينا حسناء وقد ربتها امها مارسلا على قواعد الايمان ووضعتها تحت ارشاد العلامة اوريجانوس فتمم تهذبيها ولما كانت بوتامينا فتاة بارعة الجمال اغرم بها مولاها الذى كانت تخدمة وحاول يغريها بالوعد ليتمكن من افساد بكارتها ولكنها قاومت اغراءة بعزم وثبات فلما خاب املة عمد الى اهلاكها فشكاها الى والى الاسكندرية ووعد بمبلغ وافر من المال ان استمالها الى رغباتة القبيحة
فاحضرها الوالى الى المحكمة واستعمل معها جميع الوسائط الممكنة لاغرائها ولكنة لم ينجح فحكم عليها بان تطرح فى قدر مملوء بالزيت المغلى فاجابت القديسة الوالى الطلب وقالت لة استحلفك بحياة الملك الذى تجلة ان لاتسمح بنزع اثوابى كى لا اظهر عريانة وانزل رويدا رويدا باثوابى لكى تدرك مقدار الصبر الذى يمنحة لى مخلصى يسوع
فقبل الوالى طلبها وسلمها للجلادين وبينما كانوا سائرين بها تعرض لها اراذل الناس بالكلمات الدنسة فزجرهم احد الذين كانوا مكلفين بحراستها ويدعى باسيليدس وحافظ عليها فلما شاهدت منة ذلك قالت لة : تشجع فانى ساصلى من اجلك حينما اكون فى دار سعادتى بعد الموت
وحالما فرغت من كلامها وضعت رجليها فى الزيت المغلى واجرى عليها الجلادون نكالا بطيئا استقام ثلاث ساعات وهى تظهر صبرا مدهشا وما وصل الزيت الى قمة راسها حتى اسلمت روحها فى يد القدير وماتت امها مارسلا حرقا
اما باسيليدس الجندى فامن بمخلصها وعندما طلب من احد رفاقة ان يحلف لة بالالة فامتنع قائلا انا مسيحى فقبضوا علية واتوا بة الى القاضى فطرحة فى السجن فاتى المؤمنون يفتقدونة ومنحوة سر العماد ولما سالوة عن كيفية قبول الايمان اجاب ان القديسة بوتامينا ظهرت لة فى رؤيا بعد موتها بثلاث ايام وبيدها اكليل وضعتة على راسى وهى تقول لى ستكون معى بعد قليل وفى الثانى قطع راسة بعد ما اعترف بيسوع المسيح اعترافا مجيدا
2- صوفيا :
وفى ايام البابا اومانيوس البطريرك السابع اشتد الاضطهاد على القبط فاستشهد منهم كثيرون اشهرهم القديسة صوفيا من منف وهذة القديسة التى نقل جسدها الطاهر الى القسطنطينية وهى الشهيرة باسم اجيا صوفيا اى القديسة صوفيا
انشاها رئيس فلاسفتهم امونيوس السقاص وخصصها لتعليم الفلسفة الافلاطونية وخصص فيها قسم من النساخ لتدوين ما يملية علية المؤلفون وقسم اخر اهتم بنسخ ما يقفون علية من كتب الفلسفة الوثنية
وقد عظم شان تلك المدرسة فى مدة مؤسسها وخليفتية بلوتينوس وبرفيروس ثم جاء جاميلك فاخذ يقاوم تعاليم المدرسة فابتدات من ذلك الحين تتحول من تعليم الفلسفة الراقية الى اعمال السحر والشعوذة فى ايام يوليانوس قيصر من سنة
361: 363 م ثم اخذت فى الانحطاط حتى اندثرت فى حكم القيصر يوستنيانوس سنة 529 م ولم يراسها بعد جامليك سوى نيروكلوس وداماسوس
2- تطرف بعض طلبة المدرسة اللاهوتية فى التفنن :
قد ظهر فى مصر فى هذا القرن كثيرون من المبتدعين الذين يدرسون بمدرسة الاسكندرية وجرهم الى الضلال نفننهم فى قواعد الدينية ثوب المجاز والرموز ومحاولتهم مزج اسرار الديانة الوثنية المصرية وغوامض وقواعد الديانة المسيحية مجتهدين فى اذاعة ومذهبهم فى الاسكندرية فكانوا يرغبون ان يكوناو مسيحيون ويتوشحوا بثوب الفلاسفة ورتبهم
هؤلاء الاشخاص لقبوا بالاكلتكتكيين ( المنتخبين ) واستخاروا تعاليم افلاطون واعتقدوا باكثر تعاليمة عن اللة والنفس الانسانية والعالم