دعوة الله لنا - الدعوة الإبراهيمية 1

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0
اسمعوا يا أحبائي في ربنا يسوع كلمات حكمة ليست من هذا الدهر ولا من عالم الموت أو من روح الفساد الذي عمل في البشرية المتعبة متخلفاً في كيانها منذ سقطة آدم منذ فجر التاريخ الإنساني ، بل كلمات حكمة من مصدر الحب الحقيقي ، أي من الذي ارتفع فجذب إليه الكثيرين بالحب مقدماً دعوة للحياة الأبدية عربونها لنا هنا على الأرض لتُستعلن في الزمان الأخير عند ظهور مجده العظيم في انتهاء الزمان ...

اسمعوا يا أحباء يسوع بقلوبكم وكونوا حكماء ، واقبلوا مبدأ الحق لأن هناك طريقان ، طريق الموت الذي لن نتحدث عنه ، وطريق الحياة الذي هو لنا مسيرة حب مبني على خوف الله ، ومسيرتنا فيه تُخطّ في السماوات جهاد المحبة ، وكلماتي اليوم تخص دعوة الله للإنسان ، أي لكل إنسان فينا ...

دعوة الله هي دعوة إبراهيمية لازالت مقدمة لكل واحد فينا على مستوى دم عهد جديد بقيامة يسوع من الأموات :
" و قال الرب لإبرام اذهب من أرضك و من عشيرتك و من بيت أبيك إلى الأرض التي أُريك " (تك 12 : 1)
" بالإيمان إبراهيم لما دعي أطاع أن يخرج إلى المكان الذي كان عتيدا أن يأخذه ميراثا فخرج و هو لا يعلم إلى أين يأتي . بالإيمان تغرب في أرض الموعد كأنها غريبة ساكنا في خيام مع اسحق و يعقوب الوارثين معه لهذا الموعد عينه . لأنه كان ينتظر المدينة التي لها الأساسات التي صانعها و بارئها الله " ( عب 11 : 8 – 10 )

الدعوة أولاً تختص بالترك والتخلي ومن مكان اطمئنان النفس وتحصينها لذاتها لكي لا يمسها شيء ، فالإنسان دائم الهروب من كل شيء يعتقد أنه يزعزع كيانه ، لأننا كثيراً ما نحاول أن نبني لأنفسنا حصناً نختفي وراءه ، لذلك نجد حينما ننخرط في العالم ونسعى فقط أن ننال منه حرية بالعمل أو بالحصول على المادة لكي نكون قادرين على العيش فيه ، ونطالبه بحريتنا الذي نشعر أن ليس لها وجود لنا فيه ، نجد أنفسنا حزانا بالرغم كل جهودنا المبذولة لأجل صالح أنفسنا وثبات سلامنا الوهمي الذي بنيناه لنا ، وفي هذا كله نئن تحت ثقل الخطية التي تعمل فينا بالشهوة ، ونشعر بالنهاية بحالة تيه ، والغريب حينما نركض وراء العالم نجده يهرب منا ويجعلنا نركض وراءه بقوة أعظم ...

ولكن تأتينا دعوة في عمق هذا القلق والتعب المضني ، دعوة سماوية لنترك – لا أعمالنا الخارجية – إنما نترك من القلب كل ما يتعلق به من اهتمامات وآمال ضائعة تزول وتموت مع الأيام لأنها تشيخ ولا تبقى مع طول الزمان والسعي الذي لا يعطي راحة لإنسان قط ، والدعوة هنا دعوة تبعية بالترك والتخلي عن الذات وكبرياء النفس وكل ما يطمئنها في العالم ومسرتها الوهمية التي تسعدها ...

وقبل أن نفهم الدعوة الإلهية لنا لابد أولاً أن نتكلم عن الهروب من الدعوة لطريق آخر نهرب إليه لنزوغ من دعوة الله ونصنع طريقاً لأمن الذات وتحصينها في طريق آخر شكله إلهي ولكنه بعيد كل البعد عن الطريق الصحيح لدعوة الله !!!

حينما يسمع البعض عن دعوة الله له ونداءه الذي يعطي حياة ، ويشعر أن فيه موت لحياة ، أي سيضطر أن يموت مع المسيح مختبراً قوة الصلب في آلام وضيقات ، يُرسم أمامه فوراً كل طموحاته وأحلامه الأرضية والمستقبلية ويشعر أنه سيخسر ذاته ويحمل الصليب ويحب أعداءه ويحمل ثقل الوصية ويتخلى عن كل مسراته وأحلامه ، ففوراً يتجه قلبه بالهروب من الدعوة خادعاً نفسه بطرق تظهر مستقيمة حتى يُرضي ضميره ويخمد صوت الدعوة فيه :
فأول طريق للهروب : هو أن ينخرط في عمله ويحاول أن يعطي العشور وغيرها من الأشياء التي يشعر أنها تُرضي الله وتُسَّكن ضميره ، مثل حضورة القداسات في الأعياد وتقديم الأصوام وغيرها من وسائط النعمة التي تصير عنده شكلية مع أنه أمين فيها ، ولكن قلبه في الحقيقة من الداخل بعيد كل البعد عن طريق الحياة ، ولأنه لا يقدر أن يتخلى عن ما يشغل قلبه من طموحات أرضية لذلك يهرب بهذه الطريقة والتي سوف نذكرها باكثر استفاضة فيما بعد ...

وثاني وأخطر طريق للهروب وأشد ضراوة وأكبر تيه : حينما يخرج الإنسان للخدمة والانخراط في الكنيسة بكل ما فيها لكي يتمم دعوته التي رآها مقدمه له من الله ، مع أنه يقدم شكل وصورة لا عمق ولا أصل لها لأنه لم يتخلى بعد عن ما يتعلق به قلبه ودخل في بداية حياة شركة مع الله وبدأ حياة التوبة ليسير بهدوء مع الله ويتركه يهد فيه البناء القديم ليؤسس بناء جديد مبني على صخر الدهور ...

وهذا من أخطر ما يكون لأن الإنسان في هذه الحالة يفقد طريقة وآذان قلبه تتثقل بمديح الذات ويفرح بسلام القلب الكاذب الذي يُهيأ له أنه يسير وفق مشيئة الله وإرادته ويخدمه خدمة صحيحة ويفخر أنه خادم ، وفي النهاية يشعر بذاته ويُصاب بكبرياء الخدمة المميت للنفس ، ويطمس صوت الله فيه ويسمع مشيئة ذاته على أنها صوت الله الذي يُرضيه ويُلبي كل حركاته فيه وكأنه يُرضي الله ، مع أنها حركات ذاته لأرضاء نفسه وليس حركات الروح القدس الذي يلهب النفس حباً وسلاماً ومسيرة تقوى ...

ولحديثنا بقية – النعمة معكم
 

!ابن الملك!

בן המלך &#1497
إنضم
30 سبتمبر 2009
المشاركات
4,035
مستوى التفاعل
178
النقاط
0
حينما يخرج الإنسان للخدمة والانخراط في الكنيسة بكل ما فيها لكي يتمم دعوته التي رآها مقدمه له من الله ، مع أنه يقدم شكل وصورة لا عمق ولا أصل لها لأنه لم يتخلى بعد عن ما يتعلق به قلبه

1Cor 9:27
بَلْ أَقْمَعُ جَسَدِي وَأَسْتَعْبِدُهُ، حَتَّى بَعْدَ مَا كَرَزْتُ لِلآخَرِينَ لاَ أَصِيرُ أَنَا نَفْسِي مَرْفُوضًا.

لأن الإنسان في هذه الحالة يفقد طريقة وآذان قلبه تتثقل بمديح الذات ويفرح بسلام القلب الكاذب الذي يُهيأ له أنه يسير وفق مشيئة الله وإرادته ويخدمه خدمة صحيحة ويفخر أنه خادم ، وفي النهاية يشعر بذاته ويُصاب بكبرياء الخدمة المميت للنفس
نقطة مهمة جدا
على الخادمين ان يشعروا انهم بالحقيقة ( خدام ) ..
ومثلنا هو المسيح الذى جاء ليخدم

 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0
وهبنا الله أن نتسيقظ وننتبه لدعوتنها ونتركه يعمل فينا بالروح
ويعطينا ما يريد من مواهب ويؤهلنا لخدمته كيف ما شاء
أقبل مني كل تقدير لشخصك الحلو يا محبوب ربنا يسوع
النعمة معك كل حين

 

kalimooo

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 يونيو 2008
المشاركات
143,884
مستوى التفاعل
1,788
النقاط
113
الإقامة
LEBANON


شكراااااا على الموضوع الرائع

نعمة الرب يسوع تظللك
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0
غمر الله قلوبكم بسلامه الفائق يا أروع إخوة أحباء في كنيسة الله المقدسة
أقبلوا مني كل تقدير يا أحبائي في المسيح يسوع الذي له المجد والكرامة
مع أبيه الصالح والروح القدس الرب المحيي
النعمة معكم كل حين
 
أعلى