دراسه مبسطه فى كتاب تجسد الكلمه-- يتبع

حبو اعدائكم

حبو...
عضو مبارك
إنضم
9 أكتوبر 2011
المشاركات
14,191
مستوى التفاعل
4,784
النقاط
113
الإقامة
مصر
ده كتاب فيه شرح جميل اوى مش معقد--
فكرت انقله ليكم على اجزاء إن شاء الرب--
يا رب مبقاش بخالف كدا اى قانون-

القديس العظيم
أثناسيوس الرسولى يشرح التجسد
دراسه مبسطه فى كتاب تجسد الكلمه--

مقدمه

فى هذه الصفحات القليله و بأسلوب مبسط جدا نلتقى مع العظيم
أثاناسيوس الرسولى حامى الأيمان القويم و بطل مجمع نيقيه و خير من شرح عقيده التجسد الألهى-

نلتقى به على صفحات كتابه الخالد" تجسد الكلمه" الذى كان و ما يزال أوضح و ادق ما كتب عن هذا السر الإلهى العظيم-

لقد شرح لنا القديس اثاناسيوس ضروره و أهداف و ربركات التجسد بصوره سهله و تشبيهات واضحه جدا:
كتشبيه الملك و الفنان و المعلم و الشمس و القش و الاسبستوس-

و عقيده التجسد ليس ترفا فكريا و لا جدلا عقلانيا بل هى جوهر المسيحيه و جوهر خلاصنا بأن واحد-----
جوهر المسيحيه --- لأنه بدون تجسد لا فداء و لا معرفه لله و لا إتحاد به-
و جوهر خلاصنا-- لأنه
" عظيم هو سر التقوى الله ظهر فى الجسد" (1 تى 3: 16)
فالتجسد هو سر التقوى الإنسانيه حيث ننال من خلاله غفران خطايانا و تقديس كياننا و إناره أذهاننا ثم شركه الطبيعه الإلهيه-



يتبع ب--



++​




++​


++​

و لذلك صرخ يوحنا الحبيب
http://www.arabchurch.com/forums/showpost.php?p=3253458&postcount=7

++​


++​

التجسد طريق المعرفه
http://www.arabchurch.com/forums/showpost.php?p=3254119&postcount=9

++

التجسد طريق الإتحاد بالله

http://www.arabchurch.com/forums/showpost.php?p=3254121&postcount=10

 
التعديل الأخير:

حبو اعدائكم

حبو...
عضو مبارك
إنضم
9 أكتوبر 2011
المشاركات
14,191
مستوى التفاعل
4,784
النقاط
113
الإقامة
مصر
أهميه عقيده التجسد

إن من يقرأ الكتاب المقدس و أقوال الاباء القديسين و يدرس الصراع اللاهوتى الرهيب حول طبيعه السيد المسيح و حقيقه جسده الذى أخذه من العزراء مريم ربما يذهل قائلا:

(لماذا كل هذا العناء؟ و ما أهميه العقيده حتى نصارع من أجلها؟)

الحقيقه أن عقيده التجسد أخطر العقائد إطلاقا فى الإمان الميسحى و التهاون معها تهاون بخلاصنا. و يكفينا ما قاله الرسول بولس:

"عظيم هو سر التقوى الله ظهر فى الجسد"(1 تى3 :16)

معنى ذلك أن التجسد هو سر التقوى الإنسانيه أى سر الخلاص المجهز للبشر.
و هل هناك أهم من خلاص الإنسان؟
"ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله و خسر نفسه؟ أو ماذا يعطى الإنسان فداء عن نفسه" ( مت 16 : 26)

التجسد إذن هو طريق خلاص الإنسان فبدون تجسد ما كان الفداء و بدون فداء المسيح لنا ما كان الخلاص. كذلك فالتجسد هو طريقنا إلى معرفه الله. و معرفه الله أساسيه للخلاص" هلك شعبى من عدم المعرفه" (هو 4 : 6).

و ايضا التجسد هو طريق الإتحاد بالله حيث أنه{ أخذ الذى لنا و أعطانا الذى له }(القديس أثناسيوس).
و هكذا بالتجسد صرنا "شركاء الطيبعه الإلهيه"(2بط 1 :4)

و أخيرا فالتجسد هو الذى غير مفهومنا للجسد الإنسانى الذى لم يعد نجاسه و لا عداوا للروح و لا سجنا له " فالجسد ....للرب و الرب للجسد"(1كو 6 : 13) الجسد ليسوع و الإنسان المسيحى مدعو- من خلال التجسد - إلى أن يتغير جسده إلى صوره جسد الرب الممجد و يصعد به إلى السماء و يحيا فيه إلى الأبد مع المسيح.

هذه كلها عطايا التجسد لذلك صارعنا أمام كل من يحاول إنكار هذه العقيده أو حاول أن يتلاعب بها ليس حبا فى الجدل اللاهوتى و العقلانى بل تمسكا ببركات هذا الحدث الخلاصى الخطير ،إن الله الكلمه " صار جسدا و حل بيننا" (يو 1 :14)

+ + +
يتبع...

صارعنا أمام نسطور
 
التعديل الأخير:

حبو اعدائكم

حبو...
عضو مبارك
إنضم
9 أكتوبر 2011
المشاركات
14,191
مستوى التفاعل
4,784
النقاط
113
الإقامة
مصر
صارعنا أمام نسطور

الذى حاول أن يفصل بين اللاهوت و الناسوت فى ربنا يسوع المسيح، و نسى أن " الروح القدس يحل عليك،و قوه العلى تظللك، لذلك فالقدوس المولود منك يدعى إبن الله" ( لو1 : 35)

إذن فهى ليست ولاده طبيعيه لإنسان عادى،بل هى ولاده فيها يحل الروح القدس، المولود منها يدعى "قدوس" و " ابن الله"( لو 1 :35)

ونسى نسطور صرخه اليصابات حين إمتلأت بالروح القدس،و حين رأت مريم و سمعت صوت سلامها،وقالت لها " من أين لى هذا؟ أن تأتى أم ربى إلى" ( لو1 :34). و من هو "القدوس" و "الرب" إلا الله؟!!

و نسى نسطور أن عدم قبول اللاهوت أن يتحد بالناسوت ، معناه بالتبعيه عدم قبول الله أن يتحد بنا. و هنا الطاقه الكبرى!!فهذا سر خلاصنا ، و فرحه خلودنا فى الرب ، الذى أعطانا أن نصير
"شركاء الطبيعه الإلهيه" (2 بط 1:4)

+ + +

يتبع.....

و صارعنا أمام أوطافى
 
التعديل الأخير:

حبو اعدائكم

حبو...
عضو مبارك
إنضم
9 أكتوبر 2011
المشاركات
14,191
مستوى التفاعل
4,784
النقاط
113
الإقامة
مصر
صارعنا أمام أوطافى



الذى حاول أن يدعى أن جسد الرب كان جسدا غازيل خياليا، و لم يكن جسدا حقيقيا كاملا، فيما خلا الخطيه وحدها.


و هذه بدعه قديمه، نشأت فى أواخر القرن الاول، و كانت تدعى"الدوسيتيه".
و يتصور إحساسا منهم أن هذا الجسد الإنسانى نجس ،و لا يليق بالرب أن يتحد به.
و هكذا بينما هم يتسامون باللاهوت، حقروا الناسوت، و بالتالى الإنسان، و صنعه يدى الله، المخلوق على صوره الله و مثاله، تاج الخليقه.


كما أنهم بهذا الفكر أعطو إحساسا بأن الله يستنكف أن يتنازل إلى طبيعتنا، و يتخذ له منها جسدا، لكى ينقذ أجسادنا من الفساد و يرتفع بها إلى السماء.



+ + +

يتبع

لذلك صرخ يوحنا الحبيب
 
التعديل الأخير:

حبو اعدائكم

حبو...
عضو مبارك
إنضم
9 أكتوبر 2011
المشاركات
14,191
مستوى التفاعل
4,784
النقاط
113
الإقامة
مصر
و لذلك صرخ يوحنا الحبيب



و كتب فى رسائله تأكيدات كثيره لحقيقه تجسد الرب، فقال:

+ "الذى كان من البدء(اللاهوت)، الذى سمعناه، الذى رأيناه بعيوننا، الذى شاهدناه و لمسته أيدينا (الناسوت)من جهه كلمه الحياه...نخبركم به" (1يو1 :1-3).

+ " من الكذاب؟ إلا الذى ينكر أن يسوع هو المسيح.. هذا هو ضد المسيح!!" ( 1 يو 2 :22) >إتحاد اللاهوت بالناسوت<

+ " كل روح يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء فى الجسد، فهو من الله. و كل روح لا يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء فى الجسد ، فليس من الله...هذا روح ضد المسيح، الذى سمعتم أنه يأتى ، و الان هو فى العالم" ( 1 يو4: 2،3).

+" قد دخل إلى العالم مضلون كثيرون ، لا يعترفون بيسوع المسيح أتيا فى الجسد..... هذا هو المضل و الضد للمسيح" (2 يو 7).

إذن فالتجسد عقيده أساسيه لخلاصنا ، قبل أن تكون ترفا فكريا أو لاهوتيا...
فلننتبه إلى ما يقوله القديس أثناسيوس حتى لا يضيع نصيبنا فى الرب.....

+ + +

يتبع

2
التجسد طريق الفداء
 

حبو اعدائكم

حبو...
عضو مبارك
إنضم
9 أكتوبر 2011
المشاركات
14,191
مستوى التفاعل
4,784
النقاط
113
الإقامة
مصر
2
التجسد طريق الفداء


نعم ، إذ كيف كان الرب سيفدينا ، و يموت نيابه عنا، و يسفك دمه من أجلنا ، إلا إذا أتخذ له جسدا إنسانيا قابلا للموت ؟! إن الفادى المصلوب يجب أن يتحقق فيه المواصفات التاليه:

1.غير محدود:

حيث إن خطيتنا غير محدوده ،إذ أنها موجهه نحو الله غير المحدود.

2 . بلا خطيه :

حيث أن الفادى لو كان خاطئا لكان فى حاجه إلى من يفديه ...إذ أن " فاقد الشىء لا يعطيه".


3. إنسانا:

حيث أن الذى أخطأ هو الإنسان ، و الحكم قد صدر ضد الإنسان ، لذلك يجب أن يكون الفادى إنسانا ، يتم فيه حكم الموت.

4. قابلا للموت :

حيث أن الحكم هو الموت : " أما شجره الخير و الشر فلا تأكل منها ، لأنك يوم تأكل منها موتا تموت" (تك 2 : 17)

+ و ماذا يعنى بقوله : "موتا تموت"؟ ليس المقصود مجرد الموت فقط، بل أيضا البقاء إلى الأبد فى فساد" ( القديس أثناسيوس فى تجسد الكلمه ف 3:5).

+ و لو كان الإنسان لم يمت بعد أن قال الله أننا نموت، لأصبح الله غير صادق ( القديس أثناسيوس فى تجسد الكلمه 6: 3)

+ و إذ قدم للموت ذلك الجسد ...فقد رفع حكم الموت فورا عن جميع من ناب عنهم ، إذ قدم عوضا عنهم جسدا مماثلا لأجسادهم (تجسد الكلمه ف 9 : 10).

+ و لأن كلمه الله متعال فوق الكل ، فقد لاق به - بطبيعه الحال- أن يوفى الدين بموته ، و ذلك بتقديم هيكله و أنيته البشريه لأجل حياه الجميع (تجسد الكلمه ف 9 : 2 )

+ لأنه بذبيحه جسده وضع حدا لحكم الموت ، كان قائما ضدنا ، ووضع لنا بدايه جديده للحياه ، برجاء القيامه من الاموات الذى أعطاه لنا (تجسد الكلمه (10 : 5 ).

+ + +

و هكذا كان الفادى الوحيد الذى يمكن أن ينطبق عليه المواصفات : غير المحدود + بلا خطيه + إنسان + يموت+ ، هو رب المجد يسوع المسيح ، حيث أنه الكلمه المتجسد ، الإله المتأنس، الذى هو إله حق من إله حق ، و تجسد بإنسانيه كامله دون خطيه لخلاصنا.
بلاهوته : هو غير محدود و بلا خطيه.
و بناسوته : هو إنسان يمكن أن يموت.

+ + +

و هكذا إرتفع على الصليب ، ليحمل عقاب خطايانا.
نحن الذين أخطأنا و هو الذى تألم.
نحن الذين صرنا مديونين للعدل الإلهى بذنوبنا ، و هو الذى دفع الديون عنا. حيث أنه " بدون سفك دم لا تحصل مغفره" (عب 9 : 22)

و كيف كان اللوغوس (الكلمه) الإله، يمكن أن يسفك له دم ، إلا إذا أخذ جسدا ، و سمح له بالموت ، و بسفك الدم أيضا؟!

من هنا .. فالتجسد هو طريق خلاصنا.

+ + +
يتبع

3
التجسد طريق المعرفه
 
التعديل الأخير:

حبو اعدائكم

حبو...
عضو مبارك
إنضم
9 أكتوبر 2011
المشاركات
14,191
مستوى التفاعل
4,784
النقاط
113
الإقامة
مصر
3
التجسد طريق المعرفه





التجسد أيضا هو طريق معرفتنا لله... المعرفه التى كان من المستحيل أن تتم لولا أن الله تجسد!!



تصور أننا خليقه الله، و لا نعرفه!! ما المنفعه إذن ؟ و هنا نقتبس كلمات أثناسيوس : " ما المنفعه للمخلوقات ، إن لم تعرف خالقها؟ أو كيف يمكن ان تكون عاقله ، بدون معرفه كلمه و فكر الأب، الذى أوجدهم فى الحياه؟ لأنه إن كانت معلوماتهم محصوره فى الامور الأرضيه، فلا شىء يميزهم عن البهائم العديمه النطق. نعم، و لماذا خلقهم الله... لو كان يريدهم أن يعرفوه؟" ( الفصل 11 : 2 ).



+ + +



إن الله منذ البدايه ، حينما خلق الإنسان، أعطاه بصلاحه " نصيبا من صورته – ربنا يسوع المسيح- و خلقهم على صورته و مثاله ‘ حتى إذا ما رأوا تلك الصوره، أى كلمه الأب ، إستطاعوا أن يكونوا فكره عن الأب. و إذا ما عرفوا خالقهم، عاشوا الحياه الحقيقيه السعيده المباركه" ( فصل 11 : 3 )



+ + +



و هنا نتعرف على الهدف الثانى من التجسد ، و هو معرفه الله.



فالبشر فى خلاصهم تركوا الله، و أظلمت أنفسهم ، و أخترعوا شرورا كثيره ، و عبدوا الاوثان البكم ، و أكرموا المخلوقات دون الخالق ، و حولو مجد الله إلى الخشب و الحجاره و الاشياء الماديه ، بل أنهم إنحدروا إلى عباده الشيطان ، و صاروا عبيدا للشهوات الجسديه ، و السحر و العرافه و التنجيم، إذ " أصبح كل البشر ينسون سبب ميلادهم ، بل وجودهم ، إلى الكواكب و الاجرام السماويه ، و لم يفكروا إلا فى المنظور " ( فصل 11: 4-6 ).



+ + +



و إذ وجد الرب الإنسان تائها فى ظلمه فكريه رهيبه، و منحدرا إلى الحسيات و المنظورات ، جاء فى شكل حسى منظور ، ليتعرف الإنسان عليه ، و على الاب من خلاله ، و ينال فعل الروح القدس فى حياته.



+ + +
كان الإنسان فى القديم ، يتعرف على الله ، من خلال مصنوعاته الماديه ، و مخلوقاته المنظوره ، " لأن أمور غير المنظوره ترى منذ خلق العالم مركه بالمصنوعات ، قدرته الشرمديه و لاهوته ، حتى أنهم بلا عذر " ( رو 1 : 20)..
و هكذا ( إستطاعوا بواسطه المخلوقات ، أن يتجنبوا الجهل بالخالق) ( فصل 12 : 1 )



و لكن هذه الطريقه – إدراك الله من خلال مصنوعاته - لم تكن كافيه لخلاص الإنسان و تعريفه بالله ... لذلك ارسل الله إليهم الناموس ، ليعرفوه من خلاله.


و كان الناموس بأقسامه المختلفه:


الطقسيه ( كالذبائح و القرابين)


و الادبيه ( كالوصايا و الشرائع)


و الموسميه ( كاالأعياد و المناسبات)...


كان الناموس يجتهد فى أن يتعرف الإنسان إلى الله ، و أيضا على ضعفه البشرى ... حيث أنه كان يكرر الخطايا ، و يكرر الذبائح ، و لا يعرف علاجا ناجحا . إلى أن جاء المسيح و فدى الإنسان ، و جدد طبيعته ، و أنارها بالمعموديه ، و فعل الروح القدس.



من هنا كان التجسد سبيلا إلهيا ليتعرف الناس على الله ، فقد تنازل الله إلينا ليعرفنا بذاته ، حيث كان من المستحيل أن نصعد نحن إليه لنتعرف عليه !! فلا المخلوقات كانت كافيه ، و لا الناموس و الانبياء ..


لذلك جاء إلينا بنفسه ، متجسدا ليعرفنا بذاته ، كما قال القديس بولس الرسول فى رسالته إلى العبرانيين : " الله بعدما كلم الاباء بالانبياء ، بأنواع و طرق كثيره ، كلمنا فى هذه الأيام الاخيره فى إبنه " (عب 1 : 1) لاحظ الفرق بين بالأنبياء و فى إبنه.. الانبياء مجرد وسائل .. لكن الابن حضور شخصى!!



+ + +



يتبع



4


التجسد طريق الإتحاد بالله
 
التعديل الأخير:

حبو اعدائكم

حبو...
عضو مبارك
إنضم
9 أكتوبر 2011
المشاركات
14,191
مستوى التفاعل
4,784
النقاط
113
الإقامة
مصر
4
التجسد طريق الإتحاد بالله


لم يكن كافيا أن يفدينا الرب على عود الصليب ، و لا حتى أن نتعرف عليه. فالمشكله الخطيره ليست فى رفع حكم الموت عنا بالفداء ، و إناره عقولنا و قلوبنا بالكلمه، المهم كل الاهميه ، أن ينتهى الفساد الذى لوث طبيعتنا ، و منعها من الاتحاد بالله إلى الأبد.



ما المنفعه أن يسامحنى الله على ما فات ، دون أن يجدد طبيعتى و يقدسها ، حتى تصير – نعمته – فوق الخطيئه و السقوط ، و فوق الفساد الذى ورثناه عن أدم ؟.!



من هنا كان الرد على السؤال التقليدى : " أدم أخطأ ، و حملنا معه الحكم إذ أخطأنا أيضا. فما المشكله أن يسامحنا الله و ينتهى كل شىء دون ان يموت عنا؟".



الجواب ... عند العظيم أثناسيوس:



+ " نزوله إلينا كان بسببنا... و عصياننا إستدعى تعطف الكلمه " ( فصل 4:2)



+" أغاثتنا كانت هى الغرض من تجسده" (فصل 4:3)



+" الله – إذ خلق الإنسان – قصد أن يبقى فى عدم فساد. أما البشر ، فإذا رفضوا التأمل فى الله ، و دبروا الشر لأنفسهم..فقد إستحقو حكم الموت الذى سبق تهديدهم به. و من ذلك الحين لم يبقوا بعد فى الصوره التى خلقوا عليها ، بل فسدوا حسبما أرادوا لأنفسهم ، و ساد عليهم الموت كملك. لأن تعديهم الوصيه أعادهم إلى حالتهم الطبيعيه ، حتى أنهم كما نشأوا من العدم ، كذلك يجب أن لا يتوقعوا إلا الفساد ، الذى يؤدى إلى العدم ، مع توالى الزمن"( فصل 4:4)



+ لأنهم إن كانوا بحضور " الكلمه" و تعطفه قد دعوا إلى الوجود ، من الحاله الطبيعيه الأولى و هى عدم الوجود ، فأنهم بطيبعه الحال متى تجردوا من المعرفه ، عادوا إلى العدم " لأن كل ما هو شر فهو عدم و كل ما هو خير فهو كائن و موجود " ( فصل 4:5)



+ + +
إذن ، فقد كانت نتيجه الخطيئه إلى الإنسان،دخول الفساد و الإنحلال إلى طبيعته- و لهذا طرد الله أدم من الفردوس ، حيث خشى أن يأكل من شجره الحيا " ويحيا إلى الأبد" تك 3 : 22، يحيا إلى الابد فى فساد و إنحلال-

و لهذا أيضا تجسد الكلمه / و فدى الإنسان، و سكن فى بطن العذراء، ليسكن فى قلب كل واحد منا، ويتحد بنا ، مجددا طبيعتنا الفاسده ، و حيا فينا إلى الابد ، فى عدم فساد-


+++

و هكذا بعد أن كان البشر قد خلقوا " على غير فساد ، و صنعوا على صوره أزليه الله ، لكن الموت دخل إلى العالم بسبب إبليس"
(حك 2: 23 ، 24)،و صار الإنسان قابلا للموت ،و ساقطا فى الخطيئه-- بل ان البشر (تدرجو فى الشر حتى تخطوا كل حدود- و أصبحو يخترعون الشر و يتفننون فيه،إلى ان جبلوا على انفسهم الموت و الفساد-- فها هى خطايا الزنا و السرقه و القتل و النهب-- بل صاروا يرتكبون الجرائم فى كل مكان كأفراد أو كجماعات-- و صار كل انسان يتنافس مع أترابه فى الأعمال القبيحه-- بل أصبحوا لا يترفعون حتى عن الجرائم التى ضد الطبيعه-)
( فصل 5 : 3-5)

+++
لكن شكرا لله ، لأن تجسد الرب أعطانا الفرصه أن يسكن فى أجسادنا ، ويتحد بأرواحنا ، و يقدس قلوبنا هيكلا مقدسا له:

+"من يأكل جسدى و يشرب دمى ، يثبت فى ، و أنا فيه"
(يو 6 : 56)

+ " المسيح فيكم رجاء المجد" (كو1 : 27)

+"أما تعلمون أنكم هيكل الله ، وروح الله يسكن فيكم"
(1كو 3 :16)

+" انا فيهم و انت فى"(يو 7 : 23)

+ "ليحل المسيح بالإيمان فى قلوبكم" ( اف 3 : 17)

+ "أم لستم تعرفون انفسكم ،أن يسوع المسيح هو فيكم،إن لم تكونوا مرفوضين" (2 كو 13 :5)

+ "إذن ، لا شىء من الدينونه الان على الذين هم فى المسيح يسوع ، السايكين ليس حسب الجسد ، بل حسب الروح"
(رو8 :1)

+++
ما اسعدنا بك يا ابن الله !!
ما اسعد أولادك ، بهذا المجد العظيم 1!
مجد سكناك فى داخلنا !!
مجد إتحادنا بك!!
مجد "شركه الطبيعه الألهيه"!!

اى فساد يتحدانا بعد الان ؟؟ و انت الذى قلت:

" من امن بى ، و لو مات فسيحيا" (يو 11 : 25)
فصرنا نهتف من ورائك:
"يعظم إنتصارنا بالذى أحبنا"(رو 8 :37)
" مع المسيح صلبت----
فأحيا لا أنا---
بل المسيح يحيا فى "(غل 2 : 20)

+++
يتبع

5

تشبيه الملك
 
التعديل الأخير:

حبو اعدائكم

حبو...
عضو مبارك
إنضم
9 أكتوبر 2011
المشاركات
14,191
مستوى التفاعل
4,784
النقاط
113
الإقامة
مصر
5
تشبيه الملك


من التشبيهات المفيده التى شرح من خلالها القديس أثناسيوس عقيده التجسد: تشبيه الملك ----فقال:

"كما أنه لو دخل ملك إلى مدينه عظيمه ، و اتخذ إقامته فى أحد بيوتها ، فإن هذه المدينه تتشح بالشرف الرفيع، و لا يعود عدو أو لص ينزل إليها لإخضاعها ، بل على العكس ، تعتبر مستحقه لكل عنايه ، لأن الملك اتخذ مقره فى بيت من بيوتها-- هكذا كانت الحال مع ملك الكل-
فأنه إذ أتى إلى عالمنا، و اتخذ إقامته فى جسد واحد بين أترابه، فقد بطلت كل مؤامره العدو ضد الجنس البشرى منذ ذلك الحين ، و زال عنهم فساد الموت الذى كان سائدا عليهم من قبل" (فصل 9 : 3 ، 4)


+ و فى هذه الفقره يوضح القديس أثناسيوس كيف أن سكنى الرب فى العذراء القديسه مريم ، كان تكريما للجنس البشرى كله- لأن سكنى الملك فى أحد بيوت المدينه هو تكريم للمدينه كلها-


+ و الامر الثانى أن هذا التكريم حمى الجنس البشرى من العدو الذى أراد إخضاعه ، و اللص الذى أراد أن يسرق ما فيه من نعمه و مجد-- و ذلك من خلال قيام الملك العظيم (الرب يسوع) بالدفاع بشخصه عن المدنيه ضد العدو الشيطان- و هكذا إنتزعنا من برائنه، و جدد طيبعتنا بعمته ، و أزال وصمه الفساد و حكم الموت الواقع علينا-


+++
ثم يستمر القديس اثناسيوس فى الشرح فيقول:
"إذا اسس ملك منزلا او مدينه، و أحدق بها اللصوص بسبب إهمال سكانها ، فإنه لا يهملها أو يتغاضى عنها بأى حال ، بل يقوم و يهتم و ينتقم من العابثين بها ، لانها صنعه يديه ، غير ميال باهمال سكانها ، بل بما يليق بذاته- و هكذا الله ، كلمه الاب ، الكلى الصلاه ، لم يهمل الجنس البشرى ، صنعه يديه ، و لم يتركه للفساد ،بل أبطل الموت بتقديم جسده ، و عالج إهمالهم بتعاليمه ، ورد بسلطانه كل ما كان للانسان" فصل 10 : 1 )

+++
و فى هذه الفقره يضيف القديس أثناسيوس ثلاث حقائق و هى:
 
التعديل الأخير:
أعلى