أحيانا يكون الحوار بين الازواج هو الطريق الأسرع لقطع حبال الود بينهما.. فالحديث عن المشاعر و الفضفضة التي ترضي المرأة و تريحها تشعر الرجل بعدم الارتياح من الناحية الفسيولوجية. هذا ما توصل له الزوجان والطبيبان النفسيان باتريشيا لوف و ستيفن ستوني بعد ان استنتج ستوني وهو تحديدا باحث في وظائف المخ و خبير في السلوك العدواني عند الرجال- من التحليل النفسي لعدة مئات من البشر- ان استجابة كلا من الاناث والذكور للضغوط العصبية تختلف فالرجل عندما يتعرض للنقد من الزوجة يشعر بالخجل او الخزي ويزداد تدفق الدم الي عضلاته بغزارة و يبدأ بالتململ والقلق ويعبر عن ذلك بطريقة عصبية و يفضل الانسحاب والهروب
لانة يشعر بتحفز و برغبة في القتال مما يعطي انطباعا للزوجة بأنه لا يريد الاستماع لها كما يفيض جسده بالكورتيزول( هرمون الضغوط) المرأة ايضا تتعرض لنفس اندفاع الكورتيزول عندما يصرخ فيها زوجها او يتجاهلها أو يقوم بفعل يخيفها او يهدد سلامة العلاقة الزوجية التي تربطهماو ان كان الكورتيزول يبقي في جسد الرجل لساعات محدود ة الا انة يبقي في جسد المراة عالقا لايام وهنا تتعقد الامور كما تقول د.لوف وقد تتطور و تصل لحد العنف من قبل الزوج و الذي تتراوح معدلاتة ما بين10% و60% بناء علي نتائج80 بحثا سكانيا تم اجراؤه في50 بلدا.اما في مصر..
فقد اكدت د.هدي رشاد_ مدير مركز البحوث الاجتماعية بالجامعة الامريكية وعضو مجلس الشوري و المجلس القومي للمرأة في الدورة التدريبية التي نظمها المجلس القومي بالتعاون مع لجنة المراة باتحاد الاذاعة و التليفزيون بعنوان' العنف ضد المرأة.. و الاتجار بالبشر' علي انتشار العنف الزوجي حيث افادت بان28% من النساء المشاركات في احدث دراسة عن العنف ضد النساء في مصر اجراها المجلس في اطار مشروع الحد من العنف ضد النساء علي عينة من4408 رجلا و امرأة و شباب من الجنسين بتعرضهم للعنف الجسدي علي ايدي ازواجهن و هو ما يماثل نسبة الـ33% من النساء اللاتي افدن في المسح الديموجرافي و الصحي لعام2005 بتعرضهن للعنف الجسدي من قبل الزوج,
غير ان نسبة من النساء اكبر بكثير(62.6%) كما ورد في المسح بالتعرض للعنف النفسي, وأفاد ما يقرب من ثلثي النساء61% بتعرضهن لشكلا من اشكال العنف المعنوي واللفظي في معظمه علي هيئة التعرض للسب من قبل الزوج, كما اقر ما يقرب من اربعة من كل خمسة رجال بانهم وجهوا شكل من اشكال العنف النفسي الي زوجاتهم, إلا أن عددا اقل بكثير0,4% من الرجال قالوا انهم اجبروا زوجاتهم علي ممارسة العلاقة الزوجية بالمقارنة بالنساء اللاتي افدن بذلك ونسبتهن17%. واشارت نسبة كبيرة من الرجال و النساء إلي ان اسباب العنف اغلبها خارجية كارتفاع تكاليف المعيشة و المشكلات في العمل غير ان ثلث النساء اشرن الي طباع الزوج كسبب للعنف بينما يشير ما يزيد عن نصف الرجال الذين مارسوا العنف ضد زوجاتهم الي عدم طاعة الزوج.
وأشار كل من د. عادل عبد الغفار استاذ الاعلام بجامعة القاهرة ود.نجوي كامل استاذ الصحافة بجامعة القاهرة إلي افتقادنا لثقافة الحوار كسبب من اسباب حدوث العنف ليس فقط بين الازواج ولكن في المجتمع ككل.. كما تحدثا عن اساليب التناول الاعلامي لقضية العنف ضد المرأة, وضرورة تركيز البرامج الاعلامية علي تقديم علاقات تتسم بالاحترام المتبادل بين الازواج بدلا من عرض مشاهد استفزازية من العنف ضد النساء كما ينبغي ان تتم تلك التوعية ايضا في دور العبادة حيث تشجع تعاليم الأديان المعاملة الحسنة و التفاهم الاسري الذي يعد الحوار البناء احدي ركائزة الاساسية. .. الحوار البناء يتطلب ما يسميه ستوني و لوف استخدام كلتا العينين اي الرؤية الثنائية وهي الحالة التي يبذل فيها كل شريك اقصي ما بوسعه لتفهم وجهة نظر الاخر.. فالمشكلة انة عندما تكون غاضبا فانت مخطئ حتي وان كنت علي صواب لانك لم تتمكن من الرؤية بمنظور الطرف الاخر.
ويبقي جيدا للازواج ان يحددوا سويا الاشياء الجارحة لكل منهما والتي تسبب الغضب لتساعد علي وجود اتفاق مسبق بينهما يستخدموه عند الطلب مثل ايماءة باليد لابقاء الخلاف تحت السيطرة. ويشير ستوني إلي ان التصرف بهذة الطريقة هو الاكثر فاعلية للازواج بحيث يصبح هناك متسع من الوقت امام الرجل ليوقف الهروب و الانسحاب وللمرأة تتفهم ان زوجها ومايريده حقا ان يسعدها و لتتوقف قبل ان تصبح شديدة الانتقاد لزوجها فالرجال يكونوا قابلين للتصرف بحكمة والبقاء في الغرفة والاستماع للنساء اذا ظنوا انهم لن يلاموا او ينتقدوا علي شيء فعلوه فاذا اعطيت زوجك قوة دفع ايجابية يكون الحديث افضل بمراحل من النقد, وسيبدأ في عمل اشياء ترغبين فيها اكثر كأن تقولي له لاحقا' افرح كثيرا عندما تعلق المنشفة المبللة' بدلا من التعليق فور القائه لها علي السرير و ثقي ان هذه الطريقة افضل بكثير من الجدال العقيم.
الاهرام